التعليق على شرح حديث (ما ذئبان جائعان) لابن رجب (06)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اغفر لنا ولشيخنا، واجزه عنا خير الجزاء برحمتك يا أرحم الراحمين.
قال الإمام الحافظ ابن رجب -رحمه الله تعالى-:
القسم الثاني: طلب الشرف والعلو على الناس بالأمور الدينية كالعلم والعمل والزهد، فهذا أفحش من الأول وأقبح وأشد فسادًا وخطرًا، فإن العلم والعمل والزهد إنما يطلب بها ما عند الله من الدرجات العلى والنعيم المقيم، ويطلب بها ما عند الله والقرب منه والزلفى لديه، قال الثوري: إنما فُضِّل العلم؛ لأنه يتقى به الله وإلا كان كسائر الأشياء، فإذا طُلب بشيء من هذا عرضَ الدنيا الفاني.."
عرضُ.. طُلِبَ عرضُ.. عرضُ.. فإذا طُلب، فإذا طُلب بشيء من هذا عرضُ..
"فإذا طُلب بشيء من هذا عرضُ الدنيا الفاني فهو أيضًا نوعان: أحدهما أن يطلب به المال فهذا من نوع الحرص على المال وطلبه بالأسباب المحرمة، وفي هذا الحديث عن النبي- صلى الله عليه وسلم-: «من تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به لا يتعلمه إلا ليصيب به عرض الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة»، يعني ريحها، خرجه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة.. من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وسبب هذا- والله أعلم- أن في الدنيا جنة معجَّلة وهي معرفة الله تعالى ومحبته والأنس به والشوق إلى لقائه وخشيته وطاعته، والعلم النافع يدل على ذلك، فمن دله علمه على دخول هذه الجنة المعجلة في الدنيا دخل الجنة في الآخرة، ومن لم يشم رائحتها لم يشم رائحة الجنة في الآخرة، ولهذا كان أشد الناس عذابًا في الآخرة عالم لم ينفعه الله بعلمه، وهو أشد الناس حسرة يوم القيامة، حيث كان معه آلة حيث كان معه آلة يتوصل بها إلى أعلى الدرجات وأرفع المقامات فلم يستعملها إلا في التوصل إلى أخس الأمور وأدناها وأحقرها، فهو كمن كان معه جواهر نفيسة لها قيمة فباعها ببعر أو شيء مستقذَر.."
بعرة..
"فباعها ببعرة أو شيء مستقذَر لا ينتفع به، بل حال من يطلب الدنيا بعلمه أقبح وأقبح، وكذلك من يطلبها بإظهار الزهد فيها فإن ذلك خداع قبيح جدًّا، وكان أبو سليمان الداراني يعيب على من لبس عباءة وفي قلبه شهوة من شهوات الدنيا تساوي أكثر من قيمة العباءة، يشير إلى أن إظهار الزهد في الدنيا باللباس الدني إنما يصلح لمن فرغ قلبه من التعلق بها بحيث لا يتعلق قلبه بأكثر من قيمة ما لبسه بالظاهر حتى يستوي ظاهره وباطنه في الفراغ من الدنيا.."
ماذا عندك؟
طالب: .............
الديني.. حتى أنا عندي الديني، لكن نشوف..
"وما أحسن قول بعض العارفين وقد سئل عن الصوفي فقال: الصوفي من لبس الصوف.."
فقال: الصوفي.. مقول القول..
"فقال الصوفي.."
فقال انتهى هات مقول القول: الصوفي من لبس الصوف على.
"فقال الصوفي.."
ما فعلنا شيئًا فقال: الصوفي من لبس..
"وما أحسن قول بعض العارفين، وقد سئل عن الصوفي فقال: الصوفي من لبس الصوف على الصفا، وسلك طريق المصطفى، وذاق الهوى بعد الجفا، وكانت الدنيا منه خلف القفا.."
طالب: .............
ماذا؟
طالب: .............
نعم، النوع الثاني...
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فيقول المؤلف -رحمه الله تعالى-: "القسم الثاني" من أقسام طلب الشرف وحب الشرف والجاه "طلب الشرف والعلو على الناس بالأمور الدينية" طلب الشرف والجاه بأمور الدنيا فيه ما تقدم ويزداد سوءًا إذا طلب الشرف على الناس مظهرًا لهم أنه مريد بذلك الله -جل وعلا- والدار الآخرة، فتجده يتزهد وينسك فيما يبدو للناس، وهو في حقيقة أمره ذئب، ولذا جاء في كلام بعضهم: يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب، يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب.
"طلب الشرف والعلو على الناس بالأمور الدينية كالعلم والعمل والزهد يقول: فهذا أفحش من الأول وأقبح"؛ لأن الأول ظاهر ومكشوف، ولا فيه خداع للناس، وإنما فيه حب الرئاسة والشرف وحب الأمر والنهي، وحب أن يؤتمر بأمره ويطاع وينتهى ويزدجر عن نهيه، فهذا نوع تسلط، وهذا نوع بلا شك منازعة لله -جل وعلا- في أمره ونهيه وكبريائه، لكن الأمر الثاني والقسم الثاني أشد وأعظم وأنكى يصطاد بالدين.
"كالعلم والعمل والزهد فهذا أفحش من الأول وأقبح وأشد فسادًا وخطرًا، فإن العلم والعمل والزهد إنما يطلب به ما عند الله من الدرجات العلى" يعني الإنسان يتعلم لماذا؟ ليتكسب بعلمه؟! ليماري به، ليجادل به؟ ليتصدر به المجالس؟ ليقال عالم؟!
ومن يكن ليقول الناس يطلبه |
| أخسر بصفقته في موقف الندم |
"ويطلب به ما عند الله والقرب منه والزلفى لديه"؛ لأن العلم من أمور الآخرة المحضة التي لا تقبل التشريك، والمراد به العلم الموروث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما حواه الوحيان وما يعين على فهم الوحيين، أما العلوم الأخرى فشأنها كشأن سائر أمور الدنيا، ولذلك لو أوصي لأهل العلم ما تناول غير أهل العلم الشرعي وما كان الناس ينازعون ويجادلون في تسمية العلوم الأخرى علم ما كان فيه منازعة، والآن يوجد من ينازع، وأنه إذا وجد وصية لأهل العلم فهي تتناول جميع العلوم بما في ذلك علوم الدنيا من الطب والهندسة وغيرها والكيمياء والفيزياء وغيرها من العلوم حتى ولو كانت تدرس على أيدي الكفار تصرف لهم من الوصايا وصايا المسلمين، لكن من أوصى لأهل العلم يعني في عقود مضت هل يتصور أن يدور في ذهنه أن تصرف وصيته لطالب هندسة في الغرب يمكن أن يجول بخاطره مثل هذا؟! أبدًا.
ما كان الناس يختلفون في ماهية العلم وحقيقة العلم الذي يدخل في نصوص الشرع، ولذلك يقول صاحب مختصر التحرير: العلم لا يحد في وجه، لماذا لا يُحد ما يحتاج إلى حد مثل النهار ومثل الليل ومثل الماء ومثل غيره ما يحتاج إلى حد، لذلك يقول: العلم لا يحد في وجه، والله المستعان.
طالب: ...........
لا، هو سبق في المقدمة.. أنا آتي مثل هذا على أن مثل هذا الكلام موجود في كلام أهل العلم وإلا فقال في المقدمة إذا قلت في وجه فالمقدَّم غيره.
"قال الثوري: إنما فُضِّل العلم؛ لأنه يتقى به الله" المقصود بالعلم المورِث لخشية الله -جل وعلا-: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [سورة فاطر:28]، {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} [سورة البينة:8] فالعلم المورث للخشية هو النافع، والله المستعان.
"وإلا كان كسائر الأشياء" مهنة من المهن، وليته مثل المهن الأخرى التي لا تبعة فيها يعني مثل الذي يدرس تاطب أو يدرس الهندسة أو يدرس التجارة أو النجارة أو غيرها من العلوم، هذا لا له ولا عليه كسائر أمور الدنيا إذا قصد بذلك نفع المسلمين وتيسير أمورهم وتيسير أمورِهم فإنه يؤجر بقدر هذه النية، وإلا ما عليه شيء لو نوى به عرض الدنيا، لكن الإشكال إذا طلب ما يبتغى به وجه الله طلب به الدنيا كما سيأتي في النصوص.
"فإذا طلب بشيء من هذا عرض الدنيا الفاني فهو أيضًا نوعان أحدهما: أن يطلب به المال، فهذا نوع من الحرص على المال، وطلبه بالأسباب المحرمة، فهذا نوع من الحرص على المال وطلبه بالأسباب المحرمة، وفي هذا الحديث عن النبي -عليه الصلاة والسلام-" في هذا الحديث أم في الحديث؟
طالب: في هذا الحديث..
"عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرض الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة» يعني ريحها، خرجه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: وسبب هذا" يعني حرمانه من رائحة الجنة من دخول الجنة.
قال "وسبب هذا، والله أعلم، أن في الدنيا جنة معجلة" أن في الدنيا جنة معجلة، وأشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما، قال: ومن لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة.
"وهي معرفة الله ومحبته والأنس به والشوق إلى لقائه وخشيته وطاعته، والعلم النافع يدل على ذلك" يقود إلى الخشية، "فمن دله علمه على دخول هذه الجنة المعجلة في الدنيا دخل الجنة في الآخرة، ومن لم يشم رائحتها لم يشم رائحة الجنة في الآخرة".
طالب: ...........
يَشَم؟
طالب: ...........
يشِم ويشُم كلاهما.
......................... |
| فعل مضارع يلي لم كيشَم |
هذا الألفية يجوز هذا وهذا.
"ولهذا كان أشد الناس عذابًا يوم القيامة في الآخرة عالم لم ينفعه الله بعلمه".
وعالم بعلمه لم يعملن |
| معذب بعلمه قبل عباد الوثن |
ولذا العالم مثل ما تقدم في الثلاثة الذين أول من تسعر بهم النار العالم الذي تعلم ليقال: عالم "وهو أشد الناس حسرة يوم القيامة" أشد الناس حسرة يوم القيامة؛ لأنه قد يرى من دخل الجنة ونُعِّم بسببه، وقد دخل بسبب علمه النار، نسأل الله العافية.
"حيث كان معه آلة يتوصل بها إلى أعلى الدرجات" بإمكانه ويعرف، ولا يستوي الذي يعلم والذي لا يعلم، من عصاني وهو يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني، ولذا كان عذاب أبي طالب أشد من نظرائه من الكفار لولا شفاعة النبي -عليه الصلاة والسلام-: «ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار» لماذا؟ لأنه عاش وخالط النبي -عليه الصلاة والسلام-، وعرف من دعوته ما لم يعرفه غيره يقول:
ولقد علمت بأن دين محمد |
| من خير أديان البرية دينا |
لولا المذمة أو حذار مسبة |
| لوجدتني سمحًا بذاك مبينًا |
ومع ذلك يموت على ملة عبد المطلب، نسأل الله العافية.
"حيث كانه معه آلة يتوصل بها إلى أعلى الدرجات وأرفع المقامات فلم يستعملها إلا في التوصل إلى أخس الأمور وأدناها وأحقرها، فهو كمن كان معه جوهر نفيس أو جواهر نفيسة لها قيمة فباعها ببعرة أو بشيء مستقذر لا ينتفع به" سبق فيما مضى في الكلام على سلْم الخاسر، وهو مترجم بترجمة طويلة في تاريخ بغداد، شاعر معروف سلم الخاسر قالوا: سمي الخاسر؛ لأنه باع مصحفًا واشترى بثمنه طنبورًا خاسرًا وهو مثل هذا.
"أو بشيء مستقذر لا ينتفع به، فهذا حال من يطلب الدنيا بعلمه، وأقبح من ذلك من يطلبها بإظهار الزهد فيها، فإن ذلك خداع قبيح جدًّا" هذا مخادع لله مخادع لخلقه، الآن من عنده العلم {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [سورة المجادلة:11] ما مقدار هذه الدرجة الواحدة من درجات الآخرة؟ مثل ما بين السماء والأرض، فكيف بالدرجات؟ يرفع بالعلم هذه الدرجات ثم ينزل بنفسه إلى أمور حقيرة، ويستبدل هذا العلم أو ثمرة هذا العلم بهذه الأمور الخسيسة، هذا الخذلان، وهذا الحرمان، "وكان أبو سليمان الداراني.."
ما اسم أبي سليمان؟
ما الذي معك أنت؟
طالب: ...........
ما معك شيء خلاص.. الذي معه محققه مكتوب عليه..
طالب: ...........
عبد الرحمن بن عطية من بني عبس.. هذا اسمه؟ هو معروف بكنيته، لكن هل هذا اسمه بالفعل بالأجهزة تخرجونه الآن.
أبو سليمان يكثر عنه شيخ الإسلام وابن القيم وابن رجب يكثرون النقل عنه، هو من العباد المشهورين، وإن كان عليه ملاحظات، لكن هي طريقتهم في أخذ ما ينتفع به من الشخص والحكمة ممن جاء بها.
طالب: ...........
هذا يقول من بني عبس.
طالب: ...........
عبد الرحمن بن أحمد وقيل: عبد الرحمن بن عطية تمام.
"وكان أبو سليمان الداراني -رحمه الله- يعيب على من لبس عباءة وفي قلبه شهوة من شهوات الدنيا تساوي أكثر من قيمة العباءة" يعني هذا الملحَظ الدقيق هذا يمر على السواد الأعظم من العلم وطلاب العلم قد لا يلتفتون له لأنه في تقديره واصطلاحه لا بد أن يتساوى الباطن مع الظاهر بدقة لا يزيد هذا على هذا ولا ذا يكون ظاهر المسلم كباطنه مع أن هذا في الحقيقة.. يعني هذه الأمور الدقيقة الخفية قد يكون في تطبيقها شيء من العسر والتكليف بما يشق ويعسر.. فهذه المقامات التي لا يتصورها كثير من المسلمين.
يقول: "من لبس عباءة وفي قلبه شهوة من شهوات الدنيا تساوي أكثر من قيمة هذه العباءة" أين؟! الله المستعان، الله المستعان، "يشير إلى أن إظهار الزهد في الدنيا باللباس الدني إنما يصلح لمن فرغ قلبه من التعلق بها بحيث لا يتعلق قلبه بها بأكثر من قيمة ما لبسه في الظاهر حتى يستوي ظاهره وباطنه في الفراغ من الدنيا" الآن طالب العلم الذي في حال السعة وفي سائر حياته حرصه على الصلاة، يدرك الصلاة، ويصلي مع الجماعة، لكن لا يحرص أن يدخل أول الناس أو حتى مع الأذان، ثم بعد ذلك يجاهد على أن يصلي خلف الإمام، حيث توجد الكاميرات في الحرم وغيره وهذا موجود، ما هو موجود؟ موجود، هو يقول: أنا أحرص أن أصير خلف الإمام؛ لأن القرب من الإمام أفضل من البعد منه، لكن أنت انظر في وضعك في سائر أحوالك، هل هذا متوازن مع بقية حياتك؟ والله المستعان.
طالب: ...........
إذا كان يحرص أن يكون خلف الإمام في السعة والرخاء والضيق والشدة فلا بأس، لا بأس.
طالب: ...........
والصلاة مع الجماعة لا شك أنها من وسائل التنشيط على العبادة، لكن ينظر الإنسان في قلبه إذا صلى النافلة في المسجد أو في بيته، هل تكون صلاته في المسجد يحرص فيها على السنن وإظهار الخشوع والخشية أكثر مما لم يكن خاليًا؟ هذا يراجع نفسه، لا شك لو أن الإنسان صلى التراويح في بيته، كثير من الناس يكسل، وإن كان بعضهم، وعرفنا من أهل العلم من يصلي التراويح في بيته؛ ليقوم غالب الليل يقول: صلاة نصف ساعة بالمسجد ماذا تساوي؟ ولا مانع أن يصلي مع الناس، ولا ينصرف حتى ينصرف الإمام، ويكتب له قيام ليلة، وإذا خرج إلى بيته يستغل بقية وقته في طاعة الله.
"وما أحسن قول بعض العارفين، وقد سئل عن الصوفي فقال الصوفي:
من لبس الصوف على الصفا وسلك طريق المصطفى
وذاق الهوى بعد الجفا وكانت الدنيا منه خلف القفا"
هل هذا شعر أم نثر مسجوع؟
طالب: عندنا يا شيخ شعر عندنا..
شعر؟
طالب: شعر..
إذًا يلزم أن يقول فقال الصوفي قبل الشعر.
طالب: ...........
لكن هو من الجواب الصوفي مقول القول من الجواب.
طالب: ...........
لكن ما يستقيم الكلام بدونها.. لكن ما يجيء مبتدأ في نثر، والبقية شعر، يصير المبتدأ في النثر والخبر في الشعر.
طالب: ...........
على كل حال سواء هذا أو ذاك الأمر لا يختلف، النوع الثاني.
تفضل.
"النوع الثاني من يطلب بالعمل والعلم والزهد الرياسة على الخلق والتعاظم عليهم، وأن ينقاد الخلق، ويخضعون له، ويصرفون وجوههم إليه، وأن يظهر للناس زيادة علمه على العلماء؛ ليعلو به عليهم، ونحو ذلك، فهذا موعده النار؛ لأن قصد التكبر على الخلق محرم في نفسه، فإذا استعمل فيه آلة الآخرة كان أقبح وأفحش، كان أقبح وأفحش من أن يستعمل فيه آلات الدنيا من المال والسلطان، وفي السنن عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من طلب العلم ليماري به السفهاء، أو يجاري به العلماء، أو يصرف وجوه الناس إليه أدخله الله النار»، خرَّجه الترمذي من حديث كعب بن مالك، وخرجه ابن ماجه من حديث ابن عمر وحذيفة وعنده «فهو في النار»، وخرجه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه من حديث جابر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا لتخيروا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار»، وخرجه ابن عدي من حديث أبي هريرة عن النبي- صلى الله عليه وسلم- بنحوه وزاد فيه: «ولكن تعلموه لوجه الله والدار الآخرة» وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال.."
وخرَّج عندك؟ أو خرجه ابن عدي؟
وخرجه.. وخرجه ابن عدي..
وخرجه؟
نعم.
وخرجه بنحوه واضح.. وخرجه..
طالب: ...........
نعم خرج حديث أبي هريرة، ما خرج الحديث السابق.
أحسن الله إليك.
"وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: لا تعلموا العلم لثلاث؛ لتماروا به السفهاء، أو لتجادلوا به الفقهاء، أو لتصرفوا به وجوه الناس إليكم، وابتغوا بقولكم وفعلكم ما عند الله، فإنه يبقى، ويفنى ما سواه. وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: «إن أول خلق تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة»."
إن أول الخلق.. إن أول..
أول الخلق..
إما خلق الله أو أول الخلق.
طالب: ...........
خلق الله أو الخلق..
"«إن أول الخلق تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة؛ منهم العالم الذي قرأ القرآن ليقال: قارئ، وتعلم العلم ليقال: عالم، وأنه يقال له: قد قيل ذلك، وأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار» وذكر مثل ذلك في المتصدق ليقال: إنه جواد، وفي المجاهد ليقال: إنه شجاع. وعن علي -رضي الله عنه- قال: يا حملة العلم، اعملوا به، فإنما العالم من عمل بما علم فوافق عمله علمه، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم، يخالف عملهم علمهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم، يجلسون حلقًا حلقًا فيباهي بعضهم بعضًا، حتى إن الرجل ليغضب على جليسه إذا جلس إلى غيره ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله -عز وجل-. وقال الحسن: لا يكون حظ أحدكم من العلم أن يقال: عالم. وفي بعض الآثار: أن عيسى -عليه السلام- قال: كيف يكون من أهل العلم من يطلب العلم ليحدث به، ولا يطلبه ليعمل به؟ وقال بعض السلف: بلغنا أن الذي يطلب الأحاديث ليحدث بها لا يجد ريح الجنة، يعني من ليس له غرض في طلبها إلا ليحدث بها دون العمل بها، ومن هذا القبيل كراهة السلف الصالح الجرأة على الفتيا والحرص عليها والمنازعة إليها والإكثار منها، وروى ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر مرسلاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار».
وقال علقمة: كانوا يقولون أجرؤكم على الفتيا أقلكم علمًا. وعن البراء قال: أدركت مائة وعشرين من الأنصار من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسأل أحدهم عن المسألة ما منهم من أحد إلا ود أن أخاه كفاه. وفي رواية: فيردها هذا إلى هذا، وهذا إلى هذا حتى ترجع إلى الأول. وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: إن الذي يفتي الناس في كل ما يستفتونه لمجنون، وسئل عمر بن عبد العزيز عن مسألة فقال: ما أنا على الفتيا بجريء. وكتب إلى بعض عماله: إني والله ما أنا بحريص على الفتيا ما وجدت منها بدًّا، وليس هذا الأمر لمن ود أن الناس احتاجوا إليه، إنما هذا الأمر لمن ود أنه وجد.."
لمن وَدَّ..
"وليس هذا الأمر لمن وَدَّ أن الناس احتاجوا إليه، إنما هذا الأمر لمن ود أنه وجد من يكفيَه.."
يكفيْه.
أحسن الله إليك.
"إنما هذا الأمر لمن ود أنه وجد من يكفيْه. وعنه أنه قال: أعلم الناس بالفتوى أسكتهم وأجلهم بها أنطقهم.."
وأجهلهم وأجهلهم..
"وأجهلهم بها أنطقهم. وقال سفيان الثوري -رحمة الله عليه-: أدركنا الفقهاء وهم يكرهون أن يجيبوا في المسائل والفتيا حتى لا يجدوا بدًّا من أن يفتوا، وإذا أعفوا منها كان أحب إليهم. وقال الإمام أحمد -رضي الله عنه-: من عرض نفسه للفتيا فقد عرضها لأمر عظيم إلا أنه قد تلجئ الضرورة، قيل له: فأيَّما أفضل.."
أيُّما.. فأيُّما..
أحسن الله إليك.
"قيل له: فأيُّما أفضل الكلام أم السكوت؟ قال: الإمساك أحب إلي، قيل له: فإذا كانت.. قيل له فإذا كانت الضرورة؟ فجعل يقول: الضرورة الضرورة. وقال: الإمساك أسلم له، وليعلم المفتي أنه يوقع عن الله أمره ونهيه، وأنه موقوف ومسؤول عن ذلك. قال الربيع ابن.."
خثيم.
أحسن الله إليك.
"قال الربيع بن خثيم: أيها المفتون، انظروا كيف تفتون. وقال عمرو بن دينار لقتادة لما جلس للفتيا: تدري في أي عمل وقَعت؟ وقَعت بين الله وبين عباده وقلت: هذا يصلح وهذا لا يصلح.."
هذا فيه سقط عندنا..
طالب: ...........
لا، هذا فيه سقط..
تدري في أي عمل.. وقال..
"وقال عمرو بن دينار لقتادة لما جلس للفتيا: تدري في أي عمل وقَعت؟"
تدري..
"في أي عمل وقَعت.."
وقَعت.
"وقَعت بين الله وبين عباده.."
وقَّعت.. وقَّعت..
طالب: كأنه يقصد الواسطة يا شيخ، يقصد بين الله وبين..
الفتيا توقيع، إعلام الموقعين..
طالب: ...........
ما الطبعة التي معك؟
طالب: ...........
لا شك أن المفتي واسطة بين صاحب الحكم، وهو الله -جل وعلا- وبين المستفتي، وهو في حقيقته وواقعه موقِّع عن الله، ولذلك سمى ابن القيم -رحمه الله- إعلام الموقعين كتابه، سمى كتابه إعلام الموقِّعين عن رب العالمين، والمراد بهم المفتون عن الله، فهم موقعون عن الله، وهو إعلام أو أعلام.
طالب: ...........
لا، واقع الكتاب وفيه شروط الفتوى وأوصاف المفتين، فهو إخبار لهم بما ينبغي وما يجب عليهم، لكن هو ذكر المفتين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، فهو أعلام، فالمسألة فيها سعة.
طالب: ...........
تدري في أي عمل وقَعت أو وقَّعت يمكن توجيهها على وجه صحيح.
طالب: ...........
لا، هو نفسه الأولى هي الثانية.
أحسن الله إليك.
"وقال عمرو بن دينار لقتادة لما جلس للفتيا.."
لا، هي وقَعت، لو هي وقَّعت لقال: عن، عن الله، وقَّعت عن الله، لكن وقَعت: وقفت في موقف كنت واسطة بين الله وبين.. فتكون وقَعت..
"تدري في أي عمل وقَعت؟ وقَعت بين الله وبين عباده، وقلت: هذا يصلح وهذا لا يصلح. وعن ابن المنكدر قال: إن العالم داخل بين الله وبين خلقه، فلينظر كيف يدخل عليهم."
إن..
"وكان ابن سيرين.."
وعن ابن المنكدر.
"قال: إن العالم داخل بين الله وبين خلقه.."
داخل ساقطة.
"فلينظر كيف يدخل عليهم. وكان ابن سيرين إذا سئل عن الشيء من الحلال والحرام تغير لونه وتبدل حتى كأنه ليس بالذي كان. وكان النخعي يسأل فتظهر عليه الكراهة ويقول: ما وجدتَ أحدًا تسأل غيري. وقال: قد تكلمتُ ولو وجدتُ بدًّا ما تكلمت، وإن زمانًا أكون فيه فقيه الكوفة لزمان سوء. وروي عن عمر قال: إنكم لتستفتوننا استفتاء قوم كأنا لا نسأل عما نفتيكم به. وعن محمد بن واسع قال: أول من يدعى إلى الحساب الفقهاء. وعن مالك أنه كان إذا سئل عن المسألة كأنه واقف بين الجنة والنار وقال بعض العلماء لبعض المفتين: إذا سئلت عن مسألة، فلا يكن همك تخليص السائل، ولكن تخليص نفسَك أولاً.."
نفسِك..
"ولكن تخليص نفسِك أولاً. وقال لآخر: إذا سئلت عن مسألة فتفكر فإن وجدت لنفسك مخرجًا فتكلم، وإلا فاسكت. وكلام السلف في هذا المعنى كثير جدًّا يطول ذكره واستقصاؤه."
يقول المؤلف -رحمه الله تعالى-.. النوع الثاني..
يقول المؤلف -رحمه الله تعالى-: "النوع الثاني: من يطلب بالعلم والعمل والزهد الرياسة على الخلق والتعاظم عليهم، وأن ينقاد الخلق ويخضعوا له" يعني لاسيما وأن هذا الأمر زاد واستشرى في العصور المتأخرة من أحوال من ينتسب إلى العلم وما يحصل لهم من جاه ومال وشرف وتعظيم في نفوس الناس، تجد هذا في نفوس الناشئة، تكون قدوتهم بهؤلاء من أجل هذا، وينشؤون على هذا، ثم يصعب عليهم التخلي عنه؛ لأنه وجد في العقود المتأخرة من يعيش من أهل العلم عيشة الملوك بحيث لا يفترق عنهم، وتجد أسرته من نساء وبنين وبنات كأسر الأمراء، فالناس ينظرون إلى أمثال هؤلاء أنهم قدوات بالمجموع، يعني بالعلم الذي أوصلهم إلى هذه المنزلة، فتجده يطلب العلم لهذا السبب لهذا الشيء، وإذا دخل في العلم بهذه النية يصعب عليه أن يرجع عنه إلا بعناية إلاهية واستدراك.
الناس إلى وقت قريب، أهل العلم هم أهل التواضع والمسكنة والتقلل من الدنيا، ولمعرفتهم بالله وما يقرب إلى الله -جل وعلا- كان عند السلف إذا وجدت من أهل العلم من عنده المال فاتهمه؛ لأن العالم الحقيقي الذي ينصرف إلى ما هو بصدده من تحصيل العلم وتعليمه والعمل به.
"وأن ينقاد الخلق ويخضعون له، ويصرفون وجوههم إليه، وأن يَظهر للناس أو أن يُظهر للناس زيادة علمه على العلماء؛ ليعلوا به عليهم، ونحو ذلك، فهذا موعده النار" يعني لو تدبرنا مثل هذا الكلام وطبقناه على أنفسنا، ماذا يصير مآلنا؟ يعني نترك العلم والتعليم؛ لأن هذا كأنه يتحدث عنا، نسأل الله العافية؟ ولكن الترك ليس بعلاج، لا في بداية الطلب ولا في نهايته؛ لأنه يسأل كثير من طلاب الدراسات النظامية يقولون: نحن في كليات شرعية، نطلب العلم الشرعي، لكننا دخلنا هذه الكليات وهي تدرج وترقي؛ لننال الشهادات، ومن ثم الوظائف، هذه نياتنا أول ما دخلنا، فهل نترك؛ لأننا بهذه النية على خطر عظيم؟
يقال لهم: الترك ليس بعلاج، استمر وجاهد، ومثل هذا يقال للعالِم والمعلِّم: أنت واقع في كثير مما يذكره أهل العلم، وأنت على خطر، لكن الترك ليس بعلاج، جاهد وغيِّر وضعك وغير نيتك لتنال الدرجات العلى، والله كلام خطير جدًّا، فموعده النار "فهذا موعده النار" يعني معناه أننا ننزل ونترك التعليم أو.. لا، على الإنسان أن يجاهِد ويحرص على تصحيح نيته، وإذا علم الله منه صدق هذه النية يعينه، نسأل الله الإعانة.
"لأن قصد التكبر على الخلق محرم في نفسه، فإذا استعمل فيه آلة الآخرة كان أقبح وأفحش من أن يستعمل فيه آلات الدنيا من المال والسلطان"؛ لأن من يستعمل آلات الدنيا وضعه مكشوف، ما فيه مخادعة لله ولخلقه، ما فيه مخادعة، لكن من يستعمل آلات الآخرة، ويتصيد الدنيا بالدين فهذا هو الإشكال الكبير، نسأل الله العافية.
تفضَّل.
يقول المؤلف -رحمه الله-: "وفي السنن عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من طلب العلم ليماري به السفهاء، أو يجاري به العلماء، أو يصرف وجوه الناس إليه أدخله الله النار» خرجه الإمام أحمد والترمذي من حديث كعب بن مالك، وخرجه ابن ماجه من حديث ابن عمر وحذيفة، وعنده: «فهو في النار»"، وهو بمجموع طرقه يصل إلى درجة الحسن، وفيه وعيد شديد «من طلب العلم ليماري به السفهاء، أو يجاري به العلماء، ينافسهم، أو يصرف وجوه الناس إليه» لا شك أن العامة يعجبون بالعالِم وينضوون إليه، ويلجؤون إليه في مشاكلهم، «أو يصرف وجوه الناس إليه أدخله النار».
"وخرجه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه من حديث جابر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا لتخيروا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار»" وهو في معنى الحديث السابق، "وخرج ابن عدي من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بنحوه، وزاد فيه: «ولكن تعلموه لوجه الله والدار الآخرة»"
هذه أحاديث بعض مفرداته ضعيفة، ولكن إذا انضمت إلى ما تقدمها يحصل لها شيء من القوة، "وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: لا تعلموا العلم لثلاث: لتماروا به السفهاء، أو لتجادلوا به الفقهاء، أو لتصرفوا به وجوه الناس إليكم، وابتغوا بقولكم وفعلكم ما عند الله، فإنه يبقى، ويفنى ما سواه. وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: «إن أول الخلق تسعر بهم النار»" وقد ذكرناه في درس مضى "«إن أول الخلق تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة منهم العالم الذي قرأ القرآن ليقال: قارئ، وتعلم العلم ليقال: عالم، وإنه يقال له: قد قيل، قد قيل ذلك»" قد قيل، الناس قالوا: هذا عالم، والناس قالوا: هذا قارئ في الدنيا. "«وأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار» وذكر مثل ذلك في المتصدق"، وذكر مثل ذلك في المتصدق، وما أكثر من يتعلم ومن يعلِّم ليقال: عالم، وهذا والأمارات والدلائل عليه والقرائن التي تدل على ذلك ظاهرة، ومثله "وذكر مثل ذلك في المتصدق ليقال: إنه جواد" يتصدق ويبذل المال الذي تعب في تحصيله من أجل أن يقال: جواد، وقد قيل لثري: نريد منك صدقات للفقراء والمساكين، فأجاب فقال: إنما عندنا صداقات، وليست صدقات. نسأل الله العافية، وجيء لشخص من كبار الأغنياء في مجمع ومحضر من نظرائه فقيل له: المشروع الفلاني بحاجة إلى دعم، فحرر الشيك بمبلغ كبير، فلما خرجوا من عنده اتصل على البنك وقال: لا تصرف. نسأل الله العافية، ما الذي حملك على هذا؟!
"وذكر مثل ذلك في المتصدق ليقال: إنه جواد، وفي المجاهد" الذي يقدِّم مهجته ليُقتَل وهو في الظاهر يزعم أنه في سبيل الله، وفي الباطن أنه "ليقال شجاع"، فهؤلاء الثلاثة أول من تسعر بهم النار يوم القيامة.
طالب: ...........
يعني ما يستفيد.
طالب: ...........
هذا من زيادة الخذلان، نسأل الله العافية، زيادة في الخذلان.
"وعن علي -رضي الله عنه- قال: يا حملة العلم، اعملوا به، فإنما العالم من عمل بما علم فوافق عملُه علمَه"، نعم، الثمرة العمل، وإلا مجرد العلم بدون عمل كما قيل، كالشجر بلا ثمر.
وسيكون أقوام يعملون، يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم" يحملونه ليقال، لا ليعملوا به، "يخالف علمهم عملهم، ويخالف سريرتهم علانيتهم، يجلسون حلقًا حلقًا، فيباهي بعضهم بعضًا" يباهي بعضهم بعضًا، الذي يقول: أنا أكثر منك طلابًا، والذي يقول: أنا أفصح منك عبارة، والذي يقول: أنا أوضح منك شرحًا أو أطول شرحًا، يباهي بعضهم بعضًا، "حتى إن الرجل ليغضب على جليسه إذا جلس إلى غيره ويدعه" يعني هذا مثل الحلق التي في الجوامع الكبيرة كالحرمين وغيرهما، تجد الحلقة بجنبها حلقة، وهنا حلقة إذا جلس عند الشيخ ربع ساعة ورأى أن الفائدة ما هي كبيرة قام وبحث عن غيره يغضب ويقول: ليش يقوم هذا؟ والذي يغضب يعني في نيته دخل والا فهو يبحث عمن ينفعه، ما وجد الفائدة عندك، مع أن الفائدة قد لا تحصل بدرس أو درسين أو مدة يسيرة.
"حتى إن الرجل ليغضب على جليسه إذا جلس إلى غيره ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله -عز وجل-". وكان الحسن -رحمه الله- أو "وقال الحسن -رحمه الله-: لا يكون حظ أحدكم من علمه أن يقال: عالم" فيكون من الثلاثة. "وفي بعض الآثار أن عيسى- عليه الصلاة والسلام- قال: كيف يكون من أهل العلم من يطلب العلم ليحدث به؟" من أجل أن يحدث به لا ليعمل به، من أجل أن يحدث ويقال: محدِّث، ويقال: عنده علم، وعنده بذل، وعنده كذا وكذا، "كيف يكون من أهل العلم من يطلب العلم ليحدث به، ولا يطلبه ليعمل به؟ وقال بعض السلف: بلغنا أن الذي يطلب الأحاديث ليحدث بها لا يجد ريح الجنة" وهو إنما حدث بها من دون عمل بها، إنما من أجل أن يقال.
"يعني من ليس له غرض في طلبها إلا أن يحدث بها دون العمل بها، ومن هذا القبيل كراهية السلف الصالح الجرأة على الفتيا والحرص عليها والمسارعة إليها والإكثار منها" الجرأة على الفتيا، المستفتي يدخل المدينة فيسأل الصحابي فيقول له: اذهب إلى فلان، وفي الصحيح: جاء إلى عبد الله بن عمر فقال له: اذهب إلى ابن عباس، ومعروف أن عامة الناس ثقتهم بما يظهر له من العالِم، لا شك أنه يظهر من عبد الله بن عمر من العبادة والزهد والعمل أكثر من ابن عباس، وإن كان ابن عباس أعلم، فقال له: اذهب إلى ابن عباس، فقال: ذاك رجل مالت به الدنيا ومال بها. ابن عباس مالت به الدنيا ومال بها، لكن في مقابل ابن عمر في زهده وورعه وانكفافه قد يقال مثل هذا الكلام وإلا فكلهم عباد وزهاد علماء ربانيون، والله المستعان، ويدخل البلد يقال له: اذهب إلى فلان، وفلان يقول: اذهب إلى فلان، وينتهي من البلد ما وجد من يفتيه، لكن إذا تعيَّنت المسألة على شخص فلا يجوز له أن يتردد ويرفض بحيث يدخل المستفتي ولا يجد من يفتيه في بلد فيه علماء أو في مؤسسة أو دائرة فيها علماء لاسيما إذا كان هؤلاء العلماء ممن يأخذون الأجر، الأجرة على هذا العمل من التعليم والفتيا وغيرها. "وروى ابن لهيعة عن عبيد الله بن جعفر مرسلاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار»" ومادام مرسلاً فهو ضعيف.
طالب: ...........
عندنا عبد الله بن جعفر، لكن التصويب عبيد الله من الذي صوب عندك؟
طالب: ...........
سواء كان ابن جعفر وابن أبي جعفر يرجع إلى المصادر، عبيد الله بن جعفر عندك أم ابن أبي جعفر؟
طالب: ...........
"مرسلاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أجرؤكم على الفتيا أجركم على النار»، ومعروف اختلاف أهل العلم في المرسل، ومع أن في سنده ابن لهيعة، وهو مضعف عند الأكثر" مضعف عند الأكثر، ابن حجر ضعفه في مواضع، وضعف أحاديث بسببه وقال: إنه صدوق في التقريب. على كل حال الأكثر على تضعيفه مطلقًا، وبعضهم يقوي روايته عن العبادلة، وفيه أيضًا علة أخرى، وهي الإرسال، والأكثر على تضعيف المرسل، ولذا يقول الحافظ العراقي:
واحتج مالك كذا النعمان |
| به................. |
يعني بالمرسل.
.......................... |
| به وتابعوهما ودانوا |
وردها جماهر النقاد |
| للجهل بالساقط في الإسناد |
وصاحب التمهيد عنهم نقله |
| ومسلم صدر الكتاب أصله |
يعني التضعيف والرد.
وقال علقمة: كانوا يقولون: أجرؤكم على الفتيا أقلكم علمًا. لأن الأكثر علمًا يعرف العواقب عواقب هذه الجرأة، أما الأقل علمًا فلا يستحضر مثل هذه العواقب، وأيضًا الأكثر علمًا حصل عنده من الثقة بعلمه وفي نفسه ما يردعه عن ذلك، إضافة إلى خشية الله -جل وعلا- وتقواه، والأقل علمًا يريد أن يبني شخصية فيخشى أن إذا تردد في الفتيا قيل: لا علم عنده، لكن إذا وفق وبلغ من العلم ما يردعه ويوصله إلى خشية الله وتقواه فإن هذا لا يشكل عليه أن يقال: لا يعرف، ولذا لما سئل مالك عن أربعين مسألة وقال في اثنتين وثلاثين منها: لا أعلم قالوا: أنت مالك إمام دار الهجرة، قال رح قل للناس إن مالك ما يعرف، قل لهم، والله المستعان.
طالب: ...........
ماذا؟
طالب: ...........
هذه حيلة، هذا أخس من الجرأة المجردة، هذا ليظهر أنه يعرف وهو لا يعرف.
طالب: ...........
الأحاديث كلها عن الله وعن رسوله تربي على هذه الأمور، الآن من شيوخنا الموجودين من إذا سئل تغير لونه إن كان قائمًا جلس، وإن كان جالسًا اضطجع، وإن كان.. يأخذ له ساعة ما أجاب، وبعضهم من الفتوى تجري في عروقه مثل النفس، ما يتردد فيها.
في النسخة التي معنا: وعن البراء، وفي نسخة أخرى عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: أدركت عشرين ومائة، وهي بابن أبي ليلى ألْيَق.
طالب: ...........
لا لا لا لا، وعن البراء" البراء يقول: "أدركت عشرين ومائة من الأنصار؟!" ابن أبي ليلى أدرك تابعي كبير أدرك من الصحابة الكبار من أدرك حتى ما خُرج عندنا الأثر عند الدارمي في العلم يقول: "أدركت عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسأل أحدهم عن المسألة، ما منهم رجل إلا ود أن أخاه كفاه"، ونحن نرى في مجالس طلاب العلم من يبادر بالجواب قبل أن يُسأل، يُسأل من هو أكبر منه فينبري الأقل ويبادر ليظهر للحاضرين ما عنده من علم، نسأل الله العافية.
"وفي رواية: فيردها هذا إلى هذا، وهذا إلى هذا، حتى يرجع إلى الأول. وعن ابن مسعود- رضي الله عنه- قال: إن الذي يفتي الناس في كل ما يستفتونه لمجنون". يعني حفظ عن شيخنا الشيخ ابن باز في مسائل ليست قليلة أن يقول في البرامج العامة التي تذاع على العالم كله: نبحث المسألة، يقولها مع أنه يستطيع أن يلغي السؤال من التسجيل أصلاً.
طالب: أحسن الله إليكم، في إحدى حلقات نور على الدرب سئل الشيخ، أقول في إحدى حلقات نور على الدرب للشيخ ابن باز سئل عن تسع مسائل كلها يقول: لا أعلم، فقال المقدم: نحذفها يا شيخ..
يقول: لا، لا تحذفها، هذا نوع تربية لطلاب العلم.
"وسئل عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- عن مسألة فقال: ما أنا على الفتيا بجريء" ما أنا على الفتيا بجريء.
طالب: ...........
نعم غريبة، بعيد أن يكون عن البراء، بعيد جدًّا أن يقول: أدركت مائة وعشرين!
طالب: ذكره في الترمذي يا شيخ، في الترمذي..
في الترمذي نعم.
طالب: ...........
ماذا؟
طالب: ...........
وهو مدركهم..
طالب: ...........
لا، هي في التابعي أقرب منها إلى الصحابي.
"وكتب يعني عمر بن عبد العزيز إلى بعض عماله: إني والله ما أنا بحريص على الفتيا ما وجدت منها بدًّا" يعني ما لم تتعين عليه، أما إذا تعينت فما فيه مندوحة؛ لأن العالم الذي يعرف الجواب لا يجوز له أن يكتم «ومن سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار يوم القيامة»، والحديث فيه كلام.
طالب: ...........
يعني إذا لم يجد من يرجع إليه.
"وليس هذا الأمر لمن ود أن الناس احتاجوا إليه، إنما هذا الأمر لمن ود أنه من وجد من يكفيه" يعني ما يفعل هذا من ود أن الناس يحتاجون إليه، من ود أن الناس يحتاجون إليه ما هو رادٌّ أحدًا، إنما هذا الأمر لمن ود أنه وجد من يكفيه. "وعنه أنه قال: أعلم الناس بالفتاوى أسكتهم، وأجهلهم بها أنطقهم" لماذا؟ لأن العلم إنما يقود إلى طلب النجاة، نجاة النفس، هذا العلم الحقيقي النافع، فأسكتهم يطلب نجاة نفسه ما لم تتعين عليه، وأجهلهم أنطقهم؛ لأنه لا يقدر لنفسه أي حساب سواء أصاب أو أخطأ، فينطق بكل ما يُسأل عنه. "قال سفيان الثوري -رحمه الله-: أدركنا الفقهاء وهم يكرهون أن يجيبوا في المسائل والفتيا" سفيان الثوري إمام من أئمة المسلمين، صاحب مذهب متبوع كسائر الأئمة، "أدركنا الفقهاء وهم يكرهون أن يجيبوا في المسائل والفتيا حتى لا يجدوا بدًّا من أن يفتوا، وإذا أعفوا منها كان أحب إليهم. وقال الإمام أحمد -رحمه الله-: من عرض نفسه للفتيا فقد عرضها لأمر عظيم" من عرض نفسه للفتيا فقد عرضها لأمر عظيم أنه كما تقدم موقِّع عن الله -جل وعلا-، وإذا أفتى بغير علم فهو ممن كذب على الله {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ} [سورة النحل:116] وهؤلاء الذين جاء فيهم {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ} [سورة الزمر:60] يدخلون في هذا.
"وقال الإمام أحمد -رحمه الله-: من عرض نفسه للفتيا فقد عرضها لأمر عظيم إلا أنه قد تلجئ إليه الضرورة، قيل له: فأيما أفضل الكلام أم السكوت؟ قال: الإمساك أحب إلي"، هذا من ورعه -رحمه الله- "قيل له: فإذا كانت الضرورة، فجعل يقول: الضرورة الضرورة" كأنه يستخف بمن يقول الضرورة في مقام الورع العظيم الذي يتصف به، ويقابل طلب النجاة بحاجة غيره، ومع ذلك إذا تعينت فلا بد من أن يقوم بها أحد؛ لأن الفتوى من فروض الكفايات. "وقال: الإمساك أسلم له، وليعلم المفتي أنه يوقِّع عن الله أمره ونهيه، وأنه موقوف ومسؤول عن ذلك، وليعلم المفتي أنه يوقِّع عن الله أمره ونهيه، وأنه موقوف ومسؤول عن ذلك" وذكرنا أن ابن القيم- رحمه الله- سمى كتابه إعلام الموقعين يعني المفتين. "وقال الربيع بن خثيم: أيها المفتون انظروا كيف تفتون".
طالب: ...........
أيها المُفتون، انظروا كيف تفتون.. المَفتون كيف تفتي.. لا.. "أيها المُفتون، انظروا كيف تفتون"؛ لأن بعض الناس من حرصه على الجواب يجيب على السائل قبل أن يتم السؤال، من العجلة والحرص على الجواب، بل بعضهم يجيب على السؤال وهو ما فهمه، وسمع من يسأل عن شخص يضرب أباه فأجاب: الأدب مطلوب، وللوالد أن يضرب ولده ويؤدبه، صارت عكس كل هذا من أجل أيش؟ العجلة في تلقف السؤال، وفي أكثر من حديث يُسأل النبي -عليه الصلاة والسلام- فيسكت، ما يستعجل، وهو المؤيَّد بالوحي، يسكت إما انتظارًا للوحي كما في بعض الوقائع، وإما ليؤدِّب ويعلم من يأتي بعده، ويفتي الناس ألا يستعجل بالجواب.
"وقال عمرو بن دينار -رحمه الله- لقتادة -رحمه الله- لما جلس للفتيا: تدري في أي عمل وقَعت؟ وقَعت وبين الله وبين عباده، يعني صرت واسطة بين الله وبين عباده" أنت تتحدث نيابة عن الله -جل وعلا- وقلت: هذا يصلح وهذا لا يصلح، هذا يصلح وهذا لا يصلح، وبعض الناس إذا سئل يظن أن هذا من الورع أنه لا يقول حلال ولا حرام يقول: هذا ما يصلح، والعلماء قالوا: إن كلمة يصلح أو لا يصلح بمثابة حلال وحرام، إن هذه الصلاة لا يصلح فيها كلام الناس، يعني يحرم، فعلى الإنسان أن يحتاط ويضبط العبارات التي تصدر عنه.
طالب: نقل الفتوى يا شيخ من قبيل الفتوى، نقل فتوى المفتي..
نقل فتوى عالم.
طالب: نعم.
هذا أخف..
طالب: ...........
نعم، لكن عليه أن يتثبت من هذه الفتوى، لكن يتثبت من صحتها.
طالب: ...........
على حال السائل..
طالب: ...........
على كل حال إذا كان من العامة الذين ليست لديهم الأهلية لتمييز الراجح من المرجوح يكتفي بالنقل، يكتفي بالنقل عمن تبرأ الذمة بتقليده.
وعن ابن المنكدر -رحمه الله- قال: إن العالم داخل بين الله وبين خلقه فلينظر كيف يدخل عليهم وهو بمعنى ما تقدم "وكان ابن سيرين -رحمه الله- إذا سئل عن الشيء من الحلال والحرام تغير لونه وتبدل حتى كأنه ليس بالذي كان، وكان النخعي -رحمه الله-.."
الآن لو يسأل الإنسان في امتحان من امتحانات الدنيا، ويدخل قاعة الامتحان كثير منهم يرتعد ويخاف ويتغير لونه وتتغير أحواله وتضطرب، أو يكون في مقابلة من أجل حطام دنيا إما وظيفة أو دراسة وغيرها تجده يحصل له هذا، فكيف إذا سئل ونصب نفسه نائبًا عن الله -جل وعلا-؟
"وكان النخعي -رحمه الله- يُسأل فتظهر عليه الكراهة ويقول: ما وجدتَ أحدًا تسأله غيري؟" ما وجدتَ أحدًا تسأله غيري؟! بعضهم ممن أدركناه إذا سئل قال: هذه المسألة تخصك؟ هل هي واقعة أو غير واقعة، فإن كانت غير واقعة ما أجاب؛ لأنها حينئذ لم تتعين.
"وقال: قد تكلمتُ ولو وجدت بدًّا ما تكلمت، وإن زمانًا أكون فقيه أهل الكوفة لزمان سوء" من الذي يقول هذا؟ النخعي، سيد من سادات التابعين، فكيف بما لو رأى زماننا، ومن تصدى ويتصدر لإفتاء الناس وتوجيههم وتعليمهم، وهو أولى بهذا التوجيه من غيره؟
"وروي عن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: إنكم لتستفتوننا استفتاء قوم كأنا لا نُسأل عما نفتيكم به؟ أو استفتاء نود.." كيف نود؟ في النسخة الثانية: إنكم لتستفتوننا استفتاء قوم كأنا لا نُسأل عما نفتيكم فيه؟ يعني ما هي المسألة كأنك سمعت الجواب وانتهت المسألة، ما انتهت.
طالب: ...........
معروف أنه يُسأل أمام الله -جل وعلا-، يعني يتصور التبعة.
"وعن محمد بن واسع -رحمه الله- قال: أول من يدعى إلى الحساب الفقهاء" أول من يدعى إلى الحساب الفقهاء، "وعن مالك -رحمه الله- أنه كان إذا سئل عن المسألة كأنه واقف بين الجنة والنار" يخشى أن يزل فيُقذَف في النار، والإصابة مظنونة، وقال بعض العلماء لبعض المفتين: إذا سئلت عن مسألة، فلا يكن همك تخليص السائل، وليكن همَّك تخليص نفسك أولاً. ولذلك تجدون بعض من يجيب إذا سئل يبحث عن المخارج التي تخرج السائل من التبعة، تجده ينظر في الأقوال، ينظر في كذا من أجل ماذا؟ أن يقول للسائل: ما عليك شيء، مع أن نفسه أولى بالتخليص من السائل. "وقال الآخر: إذا سئلت عن مسألة فتفكر، فإذا وجدت لنفسك مخرجًا فتكلم وإلا فاسكت. وكلام السلف في هذا المعنى كثير جدًّا، ويطول ذكره واستقصاؤه".
والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم صل وسلم على رسولك محمد...
طالب: ...........
على كل حال ما يتعلق بالجوارح أسهل مما يتعلق بالقلوب؛ لأنه نوع من الرياء ونوع من الشرك الخفي ونوع من..
طالب: ...........
نعم أشنع، نعم؛ لأن المتعلق عمل قلبي هذا..
طالب: ...........
نعم، زينة زينة..
"