ترجيح قول العالم بالسنة واللغة على غيره في شرح الغريب

من اللفتات في المفاضلة والترجيح ما ذكر ابن رجب –رحمه الله- في شرحه على (صحيح البخاري)، من ترجيح قول الشافعي وأحمد –رحمهما الله- في شرح غريب حديثٍ على قول ابن قتيبة والخطابي –رحمهما الله- يقول: (وقد نص على ذلك الشافعي وأحمد وهما أعلم بالسنة واللغة وبألفاظ الحديث ورواياتِه مِنْ مثل ابن قتيبة والخطابي ومن حذا حذوهما ممن يفسر اللفظ بمحتملات اللغة البعيدة)، فدل على أنه يرجَّح قول الأعلم باللغة وبالفن المخصوص كالسنة، على قول غيره من العلماء ممن يتفرد بفن دون آخر، فاللفظة الواحدة يكون لها في اللغة معانٍ كثيرة، فقد ينتقي العالم باللغة منها معنىً من المعاني، يَنزِع به ويُرجِّحه، ويظن أنه هو المراد في الحديث أو في الآية، لكن إن وجد من يجمع بين اللغة وبين الفن المخصوص كالإمام أحمد والشافعي ووجد من يخالفهما فإنهما يُقدَّمان عليه، ولا شك أن اختيارهما أرجح مما يختاره الذي علمه خاص باللغة.