التعليق على تفسير سورة الرحمن من تفسير الجلالين (03)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيقول المؤلف -رحمه الله تعالى- في تفسير قوله تعالى: {وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} [(62) سورة الرحمن] {وَمِن دُونِهِمَا} "أي الجنتين المذكورتين" في قوله: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [(46) سورة الرحمن] دون "الجنتين المذكورتين {جَنَّتَانِ} أيضاً لمن خاف مقام ربه" له جنتان، وله أيضاً من دون هاتين الجنتين جنتان أخريان، هذا على كلام المؤلف؛ لأنه يقول: {وَمِن دُونِهِمَا} [(62) سورة الرحمن] "أي الجنتين المذكورتين {جَنَّتَانِ} أيضاً لمن خاف مقام ربه" فيكون لمن خاف مقام ربه أربع جنان، أربع جنان، ومنهم من يقول: لا، من خاف مقام ربه له الجنتان الأوليان، ومن دونهما جنتان لمن هو دونه في المنزلة، حتى قيل: إن الجنتين الأوليين للمقربين، والجنتين الآخرين لأصحاب اليمين، على ما فصل في سورة الواقعة؛ لأن المحسن..، أولاً: طبقات الناس الملتزمين بالتكاليف يعني ممن هم في دائرة الإسلام منهم المحسن، ومنهم المقتصد، ومنهم الظالم لنفسه، الطبقة الأولى والثانية أهل الإحسان، وأهل الاقتصاد، الإحسان الذين يفعلون الواجبات والمستحبات، ويتركون المحرمات والمكروهات، الطبقة الثانية: المقتصد الذي يفعل الواجب ويترك المحرم، والظالم لنفسه الذي يخل بالواجب وقد يرتكب محرم، هؤلاء طبقات المكلفين من المسلمين.
ابن القيم -رحمه الله- فصل هذا تفصيل دقيق وبديع في (طريق الهجرتين) وتكلم بكلام مفصل، ومنهج واضح للطبقة الأولى والثانية ممن سماهم المقربين والأبرار، والمقربون لا شك أنهم أفضل من الأبرار، ورسم المنهج الذي يسير عليه المقربون، والمنهج الذي يسير عليه الأبرار، فجعل المقربين طبقة عليا، يليق بهم الجنتان الأوليان {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [(46) سورة الرحمن] من دون هاتين الجنتين جنتان أخريان، دونهما في المنزلة، يعني أقل منهما في المستوى المؤلف يرى أنها أيضاً لمن خاف مقام ربه، والجمهور على أن الجنتين الأوليين للمقربين، والأخريين لأصحاب اليمين يعني الأبرار، على أن من أهل العلم من يرى أن الجنتين الأخريين أفضل وأعلى من الجنتين الأوليين، يعني الجمهور على أن الجنتين الأوليين أفضل وأعلى منزلة وأكثر إكرام لأصحابهما من الجنتين الأخريين، هذا قول جماهير المفسرين؛ لأنه قال في الأخريين: {وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} [(62) سورة الرحمن] دونهما يعني في المنزلة، قول آخر في المسألة وهو مروي عن الضحاك ومقاتل والترمذي الحكيم -يفرق بين الترمذي هذا الحكيم صاحب نوادر الأصول، وبين الترمذي صاحب الجامع المعروف- ويرجحه الزمخشري أن الجنتين الأخريين أفضل من الجنتين الأوليين، طيب "من دونهما"؟ إيش معنى: "من دونهما" عند هؤلاء؟ نعم هي غيرهما، لكن كيف نقول: "من دونهما"؟ إذا قلت: هذا دون هذا يعني أنه أقل إما في المكان أو في المكانة، إما في المكان أو في المكانة، هم يقولون: نعم هاتان الجنتان الأخريان دون الجنتين الأوليين بالنسبة إلى العرش، يعني أقرب إلى العرش من الجنتين الأخريين، فهما أفضل منهما، والقرطبي ذكر مقارنة بين الجنتين الأوليين والأخريين، وكذلك الحافظ ابن كثير مقارنة من وجوه متعددة، وكلها تدل على أن الجنتين الأوليين أفضل وأعلى وأسنى من الجنتين الأخريين.
يقول: {وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} [(62) سورة الرحمن] إذا كانت الجنتان الأوليان لمن خاف مقام ربه فهل الجنتان الأخريان لمن لم يخف؟ كلاهما يخاف، كلاهما يخاف مقام ربه، كلاهما يخاف مقام ربه إلا أن الخوف درجات كما أن النعيم درجات، والجنات درجات، وكلاهما يخاف مقام ربه، فالجنتان الأوليان لمن هو أعظم خوفاً من الله -جل وعلا-، من أصحاب الجنتين الأخريين، {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [(63) سورة الرحمن] يعني مع هذه الجنات المشتملة على النعيم المقيم التي فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، بشيء من هذه النعم التي قصها الله علينا في كتابه وعلى لسان نبيه -عليه الصلاة والسلام- بشيء من هذه النعم نكذب معاشر الجن والإنس.
{مُدْهَامَّتَانِ} [(64) سورة الرحمن] مدهامتان: يقول: "سوداوان من شدة خضرتهما" مدهامتان: سوداوان من شدة خضرتهما، يعني جمعن ثلاثة ألوان: الأدهم والأسود والأخضر، يمكن يتصور مثل هذا؟ الأدهم ما لونه؟ هاه؟ أسود؟ نعم؟
طالب:......
الأزرق الغامق؟
طالب:......
الأدهم، على كل حال هو اللون الداكن الغامق سواءً كان أصله عند التحديد أزرق أو أخضر أو بني يسمى أدهم، الخيل الدهم معروف أنها التي تميل إلى السواد وإن كان لونها يميل إلى اللون البني، "مدهامتان: سوداوان من شدة خضرتهما" الأخضر الغامق الداكن من بُعد يسمى أسود، وأحياناً يشك الإنسان هل هذا اللون أسود أو أخضر أو بني أو كحلي لشدة خضرته أو زرقته، ومن ذلك يقال: سواد العراق، سواد العراق، يسمى السواد لكثرة الزرع فيه، والزرع يتفاوت لونه خفةً وقوة، فإذا أكثر عليه الماء زادت خضرته، وصار لونه أخضر غامق، إذا خفف عليه الماء خف لونه، إذا ضعف عنه الماء خف لونه إلى أن يصير أصفر، هاتان الجنتان مدهامتان خضرتهما شديدة الخضرة، قريبة من السواد، وذلكم لأن العناية بما فيهما من أشجار العناية تامة، عناية إلهية، ولذا قال بعد ذلك: {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} [(66) سورة الرحمن] سوداوان من شدة خضرتهما {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [(67) سورة الرحمن] هذا على ما تقدم.
{فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} [(66) سورة الرحمن] "فوارتان بالماء" لا ينقطعان، فوارتان بالماء لا ينقطعان، في عندنا النضح، وفيه أيضاً النضخ، وفي الجنتين الأوليين عينين تجريان، عندنا النضح اللي هو مجرد الرش، نعم يعني انضح فرجك وتوضأ مجرد رش هذا، النضخ أقوى، أقوى، فيه قوة، وفيه فوران للماء، والجري أشد، وهذا من الأوجه التي رجح بها أكثر المفسرين الجنتين الأوليين على الأخريين.
{فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} [(66) سورة الرحمن] "فوارتان بالماء" لا ينقطعان، الذين يقولون أهل القول الثاني: إن الجنتين الأخريين أفضل من الجنتين الأوليين أيضاً يستمسكون بهذه الآية، {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} [(66) سورة الرحمن] "فوارتان بالماء" الماء إذا فار بقوة يقف وإلا يجري؟ يجري، الماء قد يجري من غير فوران، قد يجري من غير أن يرتفع فوق ثم ينزل ليجري، وهذا في الماء المحسوس في الدنيا، وأما ما كان في الآخرة مما ذكره الله -جل وعلا- في الجنات فالأمر يختلف، لا نستطيع أن نقيس مثلاً على هاتين العينين النضاختين الفوارتين على النوافير اللي عندنا، لا؛ لأن أصل القياس ما هو بوارد، يعني أنهار تجري ومن غير أخدود تجري، سبحان ممسكها عن الفيضان، بينما إذا زادت مياه الدنيا فاضت على الناس وأتلفتهم وأتلفت زروعهم، مما يرجح به الجنتان الأخريان عند من يقول بذلك أن فيهما عينان نضاختان، فوارتان بقوة، ثم بعد ذلك يحصل الجري تبعاً لذلك، وهناك: عينان تجريان، عينان تجريان، ولا يلزم من ذلك أن تكونا فوارتين، لا ينقطعان {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [(67) سورة الرحمن] كما تقدم.
يقول بعد ذلك: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} [(68) سورة الرحمن] "هما منها، وقيل: من غيرها" هما يعني النخل والرمان منها يعني من الفاكهة، وقيل: من غيرها، {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} [(68) سورة الرحمن] أولاً: فاكهة ونخل ورمان هذه نكرة في سياق الإثبات، نكرة في سياق الإثبات يقول الحافظ ابن كثير: إنها لا تعم، نعم النكرة في سياق النفي، النكرة في سياق النهي، في سياق الشرط تعم، لكن في سياق الإثبات، لا، وهنا نكرة في سياق الإثبات، ونص الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: على إنها لا تعم، لكن أهل العلم في كتب الأصول يذكرون هذه الآية مثال للنكرة في سياق الامتنان، فهي تعم، يعني من صيغ العموم النكرة في سياق الامتنان فهي تفيد العموم.
{فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} [(68) سورة الرحمن] فاكهة كلها نكرات، فاكهة ونخل ورمان، وفيها عطف، يعني عطف الرمان على النخل يدل على المغايرة وإلا الموافقة؟ يعني هل الرمان هو النخل؟ العطف يدل على المغايرة، عطف النخل والرمان على الفاكهة يدل على المغايرة وإلا لا؟ يدل على أن النخل والرمان غير الفاكهة أو من الفاكهة؟ الأصل في العطف أنه يدل على المغايرة، ولذلك أورد الاحتمالين، فيهما فاكهة ونخل ورمان، هما يعني النخل والرمان منها يعني من الفاكهة، وقيل: من غيرها، يعني من غير الفاكهة، أما بالنسبة للنخل الذي نتاجه التمر، فالعرف على أن الفاكهة غيره، على أنه ليس بفاكهة، وأما الرمان فالعرف يدل على أنه من الفاكهة، مع أن ابن القيم يثبت أن النخل فاكهة، يعني يتفكه به ما دام رطباً، ضرب من الفاكهة، وعلى كل حال سواءً قلنا: إنها من الفاكهة أو من غير الفاكهة الخلاف يظهر في الأيمان والنذور الأيمان والنذور، وأيضاً في العتق والطلاق، إذا قال لعبده: إن أحضرت لي فاكهة فأنت حر، فأحضر له تمر، أو أ حضر له رمان، يعتق وإلا ما يعتق؟ هذا محل أو فائدة الخلاف هل هو فاكهة وإلا ليس بفاكهة؟ أحضر له رمان، إن أحضرت لي فاكهة فأنت حر، أحضر رمان، أو قال لزوجته: إن أكلت فاكهة فأنت طالق، فأكلت تمر، تطلق وإلا ما تطلق؟ أو أكلت رمان؟ هذا محل أو هذه فائدة الخلاف، ولكن مثل هذه الأمور إنما مردها إلى العرف، الأيمان والنذور مبناها على الأعراف، مبناها على العرف، يعني إذا قلنا مثلاً: إن الشعر والظفر في حكم المنفصل، في حكم المنفصل، هذه قاعدة معروفة عند أهل العلم، وبحثها الحافظ ابن رجب في قواعده هل الشعر والظفر من المتصل أو من المنفصل ورجح أنها من المنفصل، ثم بعد ذلك قال: لو حلف ألا يمس شاة فوضع يده على ظهرها يحنث وإلا ما يحنث؟ هو مس الشعر ما مس الشاة، العرف بين الناس مس شاة وإلا ما مس شاة؟ مس شاة، مس شاة في عرف الناس، فحينئذٍ يحنث؛ لأن الأيمان والنذور مبناها على الأعراف، وكذا لو قال: والله أنا ما قصدت التمر، أحضرت تمر قال: أنا قصدت فاكهة تفاح برتقال، موز وما أشبه ذلك، يقبل، لكن أيضاً العرف لو أحضرت رمان قال: ما قصدت، نقول: عرفك يا أخي أن الرمان من الفاكهة، فأنت قاصد سواءً شئت أم أبيت، فمثل هذه الأمور تختلف من بيئة إلى بيئة ومن جيل إلى جيل فمردها إلى الأعراف، ولذلك قال: هما منها يعني من الفاكهة وقيل: من غيرها، وفائدة هذا الخلاف مثل ما ذكرنا في الأيمان والنذور، وفي العتق والطلاق، {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [(69) سورة الرحمن] على ما تقدم.
{فِيهِنَّ} [(70) سورة الرحمن] أي في الجنتين وما فيهما يعني على ما تقدم من العلالي والقصور؛ لئلا يقال: هما اثنتان، وفيهن: ضمير جميع، يعني في الجنتين وما فيهما {خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} حور، خيرات جمع خيرة، وأصلها خيِّرة، خيرات: يعني في أخلاقهن، حسان: في وجوههن وأجسادهن {خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} وهناك {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} [(56) سورة الرحمن] وهنا {حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [(72) سورة الرحمن] هذا أيضاً من وجوه الترجيح بين الجنتين الأوليين والأخريين، حور مقصورات، حور يقول: "شديدات سواد العيون وبياضها" هذا الحَوَر في العين معروف، والحور جاءت نصوص كثيرة في وصفهن، وابن القيم -رحمه الله- أفاض في وصفها -وصف الحور- في (حادي الأرواح) وفي آخر نونيته، فمن أراد التفصيل في وصفها يرجع إلى هذين الكتابين.
{حُورٌ} [(72) سورة الرحمن] يقول: "شديدات سواد العيون وبياضها" {مَّقْصُورَاتٌ} مستورات {فِي الْخِيَامِ} "من در مجوف مضافة إلى القصور شبيه بالخدور" هناك قاصرات الطرف وهنا مقصورات أيهما أفضل أن تكون قاصرة وإلا مقصورة؟ أيهما أفضل قاصرة قصرت طرفها على زوجها أو قصرت طرف زوجها عليها من كمال حسنها؟ أو مقصورة مستورة في الخيام؟ نعم؟
طالب:......
قد تكون مقصورة وليست قاصرة، لا تقصر الطرف، هناك فيهن نعم فيهن يعني في الجنتين وما اشتملتا عليه من العلالي والقصور قاصرات الطرف العين على أزوجهن المتكئين من الإنس والجن، لم يطمثهن إنس وكذلك في الحور لم يطمثهن إنس يشتركن في هذا، فهل القاصرات والسبب ينبعث منهن عندنا قصر لكن هل هذا القصر في قاصرات ينبعث منهن أنفسهن ومقصورات القصر ينبعث من غيرهن، يعني كون الإنسان مزيته تنبعث منه لا شك أنها أكمل من كونها تنبعث من غيره، قد يقول قائل مثلاً: السلام عليه يوم ولد، السلام عليَّ يوم ولدت أيهم أفضل؟ نعم؟ عليَّ وإلا عليه؟ نعم؟ عليه؛ لأن السلام عليه من الله -جل وعلا-، والسلام علي من عند نفسه، هذا يمشي مع ما قلنا وإلا ما يمشي؟ نعم؟ ما يمشي من جهة، لكن إذا نظرنا إلى أن المسلم عليه من قبل الله -جل وعلا- من هو؟ نعم؟
طالب:......
نعم؟
طالب:......
يحيى بن زكريا، والمسلم على نفسه من هو؟ عيسى -عليه السلام-، وأيهما أفضل؟ عيسى أفضل، فمسلم ومسلم عليه، فالمسلم عليه أفضل من المسلم، المسلم أفضل من المسلم عليه، وهنا هذا مثال تقريبي، عندنا قاصرات، القصر من..، منبعث من الداخل منهن، ومقصورات القصر الذي هو هذه الميزة إنما جاءت من خارج لا منها، ولذا ذكر من ينصر القول الثاني وهو أن الجنتين الأخريين أفضل من الأوليين يقول بمثل هذا، والذي ينصر القول الأول أيضاً عنده ما يؤيد قوله، وعلى كل حال الذي يعني المكلف أن يشتغل بما أمر به، أن يشتغل بما أمر به، عله أن يدرك الأوليين أو الأخريين، وهو على خير عظيم سواءً كان في الأوليين أو في الأخريين، لكن عليه أن يشمر ويجد ويجتهد في العمل مخلصاً لله -جل وعلا-.
{حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ} [(72) سورة الرحمن] مستورات {فِي الْخِيَامِ} "من در مجوف مضافة إلى القصور شبيهة بالخدور" يعني هذه الخيام مضافة إلى القصور، يعني ما هي قصور بس أو خيام فقط، لا، في قصور، وفي خدور، وفي خيام، أمور يعني لا تخطر على البال {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [(17) سورة السجدة] والستر هناك يدلنا على أهمية الستر هنا، إذا كانت الحور مقصورات مستورات في الخيام فلتتذكر المرأة المسلمة أن الستر هو صفتها في الدنيا والآخرة، ويتذكر ولي أمرها الذي يريد أن ترافقه معه في الجنة أن يحرص على هذا الستر، ولذا قال أهل العلم: {فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ} [(50) سورة الرحمن] لمن جرت عيناه بالدمع من خشية الله، فليتذكر مثل هذا في هذه الآية {حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [(72) سورة الرحمن] يقصر من تحت يده، ويستر من تحت يده، ويكن من تحت يده في بيتها.
{حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [(72) سورة الرحمن] "من در مجوف مضافة إلى القصور شبيهة بالخدور" {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ} [(73-74) سورة الرحمن] يعني قبل أزواجهن مثل ما تقدم، {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ} يعني: لم يفتضضهن، سواءً كن من الحور هناك، ما بين أنهن حور، وهنا قال: {حُورٌ} لم يطمثهن، وهناك يشمل الحور ويشمل نساء الدنيا، يشمل الحور ويشمل نساء الدنيا، هناك قال: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ} يفتضهن وهن من الحور أو من نساء الدنيا المنشئات {إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا} [(35-37) سورة الواقعة] يعني تعاد من جديد، وكل ما وقع عليها عادت بكر {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} [(74) سورة الرحمن] وهناك في الحور أيضاً كذلك، ويختلف أهل العلم في المفاضلة بين نساء الدنيا وبين الحور، لكن لا شك أن المرأة المسلمة الصينة الدينة الممتثلة للأوامر والنواهي مفضلة على الحور؛ لأنها نالت هذا الفضل إنما هو بسبب عملها، والحور خلقن لذلك من غير تكليف سابق، يعني كونهن في الجنة مجازات لأعمالهن، يتفق أهل العلم على أن نساء الدنيا الملتزمات للأوامر المجتنبات للنواهي أفضل من الحور العين، ويبقى أن نساء الدنيا أيضاً ممن يدخل الجنة متفاوتات، وإذا كان دخول الجنة بسبب رحمة أرحم الراحمين و((لن يدخل أحد الجنة عمله)) قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ((ولا أنا إلا أن يتغمدني الله -جل وعلا- برحمته)) فهؤلاء الحور وأولئك الرجال إنما يدخلون برحمة أرحم الراحمين، والمنازل إنما تنال بالأعمال، المنازل والدرجات في الجنة إنما تنال وتتفاوت بسبب تفاوت الأعمال، فمن المؤمنات المسلمات اللواتي يدخلن الجنة وينشأن إنشاءً من هي أفضل من الحور، ومن هي دون الحور؛ لأن منازلهن متفاوتة بسبب تفاوت أعمالهن، يعني يوجد امرأة تدخل الجنة وعملت معاصي، تركت واجبات وارتكبت محرمات، وقد تعاقب بما رتب على هذه المحرمات وترك الواجبات، وقد يغفر الله لها؛ لأن الذنوب تحت المشيئة، فهذه المرأة التي دخلت الجنة بعد أن دخلت النار وعذبت بقدر ما عندها، أو غفر لها ما سبق أن اقترفته من الذنوب والمعاصي، لو قال قائل: إن الحور أفضل منها ما يبعد، لا سيما وأن الخلاف معروف عند أهل العلم في المفاضلة، يعني نظير ما جاء في المفاضلة بين المؤمنين وبين الملائكة، بين الأنبياء وبين الملائكة، لا شك أن المؤمنين يتفاوتون تفاوت عظيم، وإذا وجد مثل هذا الخلاف فلا بد أن يكون المفضول أفضل من بعض الفاضل، يعني الجنس بالجنس لتفاوتهم في العمل.
{لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ} [(74) سورة الرحمن] يعني قبل أزواجهن {وَلَا جَانٌّ} لا إنسي ولا جني، ويرد هنا ما ذكرناه بالأمس من إمكان المواطئة والمجامعة بين الإنس والجن وعدمه على ما تقدم.
{فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُتَّكِئِينَ} [(75-76) سورة الرحمن] متكئين: المقصود بذلك الأزواج، وهناك قال: "أي يتنعمون متكئين حال عامله محذوف أي يتنعمون" وهنا أيضاً متكئين يعني الأزواج، "وإعرابه كما تقدم" حال عامله محذوف تقديره: يتنعمون متكئين، ويرد فيه أيضاً ما ذكرناه بالأمس من أن الاتكاء في الجنة من ألوان ما يتنعمون به، وأما بالنسبة للدنيا فإن الأكل حال الاتكاء خلاف الأولى، خلاف الأولى؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: ((لا آكل متكئاً)) فالأكل مع الاتكاء خلاف الأولى، كما أنه قال -عليه الصلاة والسلام-...، جاء في وصفه أنه ما أكل -كما في الصحيح- على خوان ولا سكرجة، الخوان معروف الطاولات التي يأكل عليها الناس، النبي ما أكل على خوان، لكن الصحابة لما توسعت عليهم الدنيا بعضهم أكل على الخوان، مما يدل على أنه ليس بممنوع ولا محرم، وإنما هو خلاف الأولى، والسكرجة المقصود بها الإناء المرتفع عن مستوى الأرض، الإناء المرتفع عن مستوى الأرض، ويختلفون في تعريفه اختلافاً كثيراً.
{مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ} [(76) سورة الرحمن] يقول: "رفرف جمع رفرفة" وجمع الرفرف: رفارف، وقرئ بها، قرئ بالجمع، "رفرف: جمع رفرفة أي بسط أو وسائد" ومن خلال تركيب الكلمة يدل على الحركة، أصل المادة يدل على الحركة، وجاء في تفسير النجم يقول: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [(18) سورة النجم] أي العظام أي بعضها، فرأى من عجائب الملكوت رفرفاً أخضر سد أفق السماء، وجبريل له ستمائة جناح، هذه من الآيات الكبرى، وهنا يقول: {عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ} والجمع رفرفة أي بسط أو وسائد" ولعل من طبيعة هذه البسط أنها تنتقل بهم من مكان إلى مكان، والموضع الذي هو الجنة يحتمل مثل هذا وأعظم، ففيها ما لا يخطر على قلب بشر.
{وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} [(76) سورة الرحمن] "جمع عبقرية أي طنافس" طنافس: جمع طنفسة، وهي أيضاً من أنواع من البسط المزخرفة، والعبقري يقولون: إن هناك وادٍ يسمى وادي عبقر، أكثر من يسكنه الجن، فإذا أرادوا أن يصفوا شيئاً بما يعجب ويتعجب منه قالوا: هذا عبقري، إذا أرادوا أن يوصفوا شيئاً يتعجب من وصفه قالوا: هذا عبقري؛ لأن هذا الوادي فيه من الأمور ما يتعجب منه، ومنهم من يقول: إنه بلد في اليمن تصنع فيه هذه الطنافس وهذه المزخرفات والمزركشات، وعلى كل حال حتى لو قالوا ما قالوا فإن ما في الجنة لا يدانيه ولا يقاربه، وليس في الدنيا مما فيها إلا الأسماء، يعني يوجد الاسم وأما المسمى فمختلف تماماً، يعني الرمانة بقدر الناقة المسرجة، شيء لا يخطر على البال، وهذا أيضاً وصف تقريبي، وصف تقريبي {وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} [(76) سورة الرحمن] جمع عبقرية أي طنافس.
{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [(78) سورة الرحمن] تقدم، الذي تقدم {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو} [(27) سورة الرحمن] {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [(26-27) سورة الرحمن] يقول: ويبقى وجه ربك ذاته تقدم أن في الآية إثبات للوجه لله -جل وعلا- على ما يليق بجلاله وعظمته، ذو، ذو قلنا: إنه وصف للمضاف، وصف للمضاف؛ لأنه مرفوع، والمضاف مرفوع، وأما المضاف إليه مجرور، ولو كان وصفاً للمضاف إليه لقال: ذي، كما في الآية الأخيرة: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي} [(78) سورة الرحمن] هنا وصف للمضاف إليه، وصف للمضاف إليه، ذو الجلال: أي العظمة، ولذا قال: تقدم، ذو الجلال والإكرام، قال هناك: ذو الجلال: يعني العظمة، والإكرام: للمؤمنين بإنعامه عليهم، أو بأنعمه عليهم.
قال: "تقدم ولفظ اسم زائد" {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [(78) سورة الرحمن] البركة للاسم وإلا للمسمى؟ نعم إذا قلنا: للمسمى قلنا: كلامه صحيح لفظ اسم زائد؛ لأن الذي تبارك هو الله تعالى، وإذا قلنا: الاسم عين المسمى قلنا: إن اسم ليست زائدة، وعلى كل حال ذي الجلال والإكرام إنما هو تابع للمضاف إليه ربك، والذي تبارك هو الاسم أو المسمى؟ على كلام المؤلف الذي تبارك المسمى، ولفظ الاسم زائد، وقد يزاد الاسم.
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما |
|
................................... |
يعني: ثم السلام عليكما، وهنا..، أولاً: من الأمور القطعية في عقيدة المسلمين أن القرآن محفوظ مصون من الزيادة والنقصان، فإذا أمكن حمل الكلام على وجه يصح دون القول بالزيادة تعين، والاسم أحياناً يكون غير المسمى، وأحياناً يكون عين المسمى، يعني من ذهب إلى أن الاسم غير المسمى مطلقاً كلامه ليس بصحيح، ومن ذهب إلى أن الاسم عين المسمى مطلقاً كلامه غير صحيح، أحياناً يكون الاسم عين المسمى، وأحياناً يكون الاسم غير المسمى، فإذا قلت: يا محمد، أو يا زيد التفت إليك؟ أنت تريد الذات وإلا تريد الاسم؟ نعم، تريد الذات، فالاسم عين المسمى هنا، الاسم زيد ومحمد عين المسمى؛ لأنك تدعو الذات، وإن تلفظت بالاسم فأنت تدعو الذات، فدل على أن الاسم عين المسمى، لكن لو كتبت زيد في ورقة، ماذا تقول عن هذا الاسم هو عين المسمى وإلا غيره؟ غيره، غير المسمى، ولذلك لو أحرقته يتأثر المسمى وإلا ما يتأثر؟ ما يتأثر، وقل مثل هذا في الصورة، يعني إذا رأيت صورة زيد، وقلت: هذا زيد تقصد الذات المصورة بهذه الصورة، نعم وإذا أحرقت هذه الصورة فالصورة غير المصوَّر.
وعلى كل حال {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [(78) سورة الرحمن] يقول: "لفظ اسم زائد" وبحث الاسم والمسمى وهل هو عينه أو غيره؟ مسألة طويلة الذيول عند المتكلمين، وأفاضوا فيها في تفسير البسملة، وأكثروا فيها الكلام، ومرد ذلك إلى ما ذكرنا، يعني من قال: إنه عين المسمى قال: إننا إذا قلنا: يا الله فإنما ندعو الذات المسماة بهذا الاسم، الذات التي تسمت بهذا الاسم، وإذا كتبنا الاسم وأسأنا إليه فإن المسمى لا يتضرر بذلك، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المسالة معروفة عند أهل العلم، لكن الذي تدل عليه النصوص الصحيحة الصريحة أنه يجب تغطية الوجه من أوضح ما جاء من الأدلة قول عائشة في قصة الإفك في البخاري: "وكان يعرفني قبل الحجاب" لو كان الوجه مكشوف ما احتاجت إلى مثل هذا الكلام.
إيش تغير؟ لا هو مضاهاة لخلق الله، الذي علل به النهي عن التصوير، على كل حال التصوير الفوتوغرافي سواءً كان بالجوال أو بالكاميرا أو غيرهما من الآلات داخل في نصوص التصوير.
ما يظهر لي فيها شيء -إن شاء الله تعالى-.
حجز المكان لشخص خارج المسجد هذا لا يجوز؛ لأن المسجد كغيره من الأماكن المباحة وهي لمن سبق، ولا يجوز له أن يقيم ولده من مكانه ليجلس فيه، فلا يجوز الحجز في المساجد، لكن إذا كان موجود داخل المسجد وانتقل إلى مكان أرفق به، أو أبعد عن التشويش ليقرأ أو ليصلي له ذلك؛ لأنه سبق إلى هذا المكان، وكذلك إذا كان قد تقدم إلى المسجد ثم خرج من المسجد ليعود إليه قريباً فهذا أيضاً لا يؤثر، والحجز يحصل كثيراً ويحصل بسببه نزاع ومشاكل، وفي المسجد الحرام يحصل قضايا كثيرة، يعني لا سيما في الليالي الفاضلة في أوقات الزحام، الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر، تجد الناس يحجزون ويتزاحمون ويتشاجرون وقد يتضاربون، مع أن الحجز أشير إليه بقوله -جل وعلا-: {سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ} [(25) سورة الحـج] يعني العاكف في المسجد المقيم في المسجد لا يختلف حكمه عن حكم البادي الذي جاء ليصلي فريضة واحدة ثم يرجع، لا فرق، فليس هذا بأولى من هذا، ثم قال: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} [(25) سورة الحـج] دل على أن هذا إلحاد، وأمره خطير، وتجد بعض الناس يعني حصل قضايا في المسجد الحرام شاهدناها وشاهدها غيرنا يجعلون بعض الناس الذين لا يحسنون التعامل مع الآخرين يحجزون لهم بأجرة وتجد هذا الأجير مستعد يضارب عند هذا المكان، وسمعنا وسمع غيرنا في آخر لحظة من رمضان من حصل منه شيء من ذلك، وقالوا: إننا بعد خروج رمضان نتواعد في مكان خارج الحرم ليتضاربون، وهذا في صحن الحرم يعني، لا شك أن هذا خلل، خلل في..، يعني الإنسان قد يفقه المسألة، ويرى أن التقدم والقرب من الإمام والقرب من الصف الأول يفقهها ويعرف نصوصها، لكن كيف يطبق هذا الفقه؟ هذا الذي يخفى على كثير من الناس، وهذا هو المهم، تجد بعض الناس يعرف أن التراص في الصف مطلوب، ويحرص عليه أشد الحرص، ويعرف أن الصحابة كان بعضهم يلصق العقب بالعقب، ثم بعد ذلك يؤذي الناس، وبعضهم لا يقتنع حتى يطأ رجل الآخر ليتأكد هل هو ألصق أو ما ألصق؟ مما جعل الطرف الآخر المقابل ينفر نفرة شديدة، ويجعل هناك فرجة ثم يتبعه الآخر ثم يحتاج إلى أن يدافع عن نفسه، ووجد يعني أمور يندى لها الجبين، يعني وجد من ضغط على إصبع جاره، ووجد من يربي ظفر، المسألة مسألة فقه، فقه التطبيق هذا مطلوب، بعض الناس يؤذي وهو لا يشعر، بعض الناس نفور، لا يستطيع أن يصبر على أن تمس رجله أو توطأ رجله، يكون حساس جداً، وإذا كان واحد من طلاب العلم قطع الصلاة لوجود خيط نازل من ثوبه يتردد على رجله، بعض الناس عنده حساسية شديدة في هذا الباب، فالمعاملة مع الناس لا بد أن تكون بالرفق واللين، والتطبيق للسنن لا بد أن يكون أيضاً عن فقه.
جاء الوعيد الشديد في حق من حفظ القرآن ونسيه هذا إذا كان بإمكانه أن يراجعه، أما إذا كان نسيانه له بسبب ضعف لا يد له في الذاكرة، يعني ليس بسبب تفريط، إن كان بسبب التفريط هذا يأثم، وإن كان بسبب ضعف في الحافظة فهذا ليس بيده، ولا يأثم بسببه.
يقول: ورد في قصة المرأة التي طلقها زوجها ثم تزوجت بآخر، وأنها أرادت أن ترجع إلى زوجها الأول، فقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((لا، حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك)) وورد في ألفاظ أخرى للحديث: أن الرجل الثاني قال للنبي -عليه الصلاة والسلام-: "والله إني لأنفضها نفض الأديم" فصرح الرجل بأنه جامعها، فلماذا لا تعود لزوجها؟
هي أرادت الرجوع إلى زوجها الأول؛ لأن الثاني كما جاء في بعض الروايات: "إنما معه مثل هدبة الثوب" يعني ضعيف، ضعيف لا يستطيع أن يطأ، فمثل هذا لا يكفي، لا يحللها لزوجها الأول، حتى يذوق العسيلة، حتى يتم الجماع.
نعم، أهل السنة والجماعة كثير منهم يقرر أن هذه الرؤية ممكنة، رؤية المنام وقد حصلت للنبي -عليه الصلاة والسلام-، وحصلت لبعض سلف هذه الأمة من الصحابة وغيرهم، هذا في المنام، وأما الكيفية التي يرى فيها الرب -جل وعلا- فالله أعلم بها.
القاعدة عند أهل العلم أن ما حرم أخذه حرم دفعه، ما حرم أخذه حرم دفعه، تقول: والله هذا آكل ربا، نقول: أنت موكل ربا ((لعن الله آكل الربا وموكله)) قال: أنا ما أكلت ربا، أنت موكل ربا، فأنت ما صورت بنفسك إنما صورت ومكنته أنت شريكاً له بالإثم، وأنت معين له على هذا الإثم.
الأئمة ما وصفوا بهذا، إنما وصف بعض الرواة، بعض الرواة منهم من وصف بالتشيع، ومنهم من وصف بالنصب.
يقول: فهل يسوغ عذر المتأخرين ما يفعلون في الصحابة وهم يخالفون أصل متقرر عند أهل السنة بمثل ما عذر به الأولين نرجو التفصيل؟
أولاً: البدع كما هو معلوم متفاوتة، منها البدع الكبرى، ومنها البدع الصغرى، والحافظ الذهبي في مقدمة الميزان وضح ذلك توضيح على طالب العلم أن يراجعه فينكشف له هذا الأمر.
هذا الصيام معروف أنه لا يقضى عنه إلا ما نذره على نفسه، والنذر واجب، والواجب يجب له تبييت النية.
جوزوا قراءة القرآن بالنسبة للحائض، وفرقوا بينها وبين الجنب بأن الجنب أمره..، الجنابة أمرها لا يطول بخلاف الحيض، والحيض ليس باليد، يعني لا تستطيع أن تتطهر منه حتى تطهر، بخلاف الجنابة فإن أمره بيده، الجنب أمره بيده، إذا اغتسل ارتفع الحدث عنه، فلا يقرأ القرآن وجاء الدليل على منعه، وجاء أيضاً: ((لا يقرأ القرآن جنب ولا حائض)) وعلى كل حال زيادة: "حائض" هذه محل كلام لأهل العلم، ومن منعها قال: هي أولى بالمنع من الجنب؛ لأن حدثها أكبر من حدث الجنب، وهذا هو الظاهر وهو المتجه، لكن من أهل العلم من يفتي الآن أن الحائض إذا خشيت نسيان القرآن أنها تقرأ القرآن، لكن لا تمس المصحف، ولا يمس المصحف إلا طاهر.
يعني المعلقات العشر أو السبع المعروفة من معلقة امرئ القيس وغيره، هذه كانت تعلق على الكعبة، كما هو معلوم، سببها أنها تعلق على الكعبة.
المقصود بالحيوان الذي يعيش على ظهر الأرض وتتعامل معه، وإلا فالملائكة ينطقون، والحيوان من الحياة.
هذا لا أدري ما مستند المنع، لا أدري ما مستند المنع، إلا أن الكوكب إذا أطلق يعني في النصوص الشرعية إنما ينصرف إلى النجوم.
معروف الانقطاع بين علي بن أبي طلحة وابن عباس معروف، فالصحيفة في الجملة من خلال إسنادها ضعيفة، لكن يبقى أن أهل العلم اعتنوا بها، واعتمدوا عليها، حتى أن البخاري قد ينتقي منها، قد ينتقي منها.
تفسير غريب القرآن، أو غريب القرآن وتفسيره لعبد الله بن يحيى اليزيدي، تحقيق محمد سليم؟
ما أعرفه.
إحنا عندنا درسين في الأسبوع في التفسير من خلال تفسير القرطبي، تفسير القرطبي الآن بدأنا به منذ خمسة عشر عاماً، من سنة ثلاثة عشرة بعد الأربعمائة والألف ووفقنا على يس الآن، يعني أنهينا منه أربعة عشر جزءاً وبقي ستة منه، لكن طريقة الشرح والتعليق على تفسير القرطبي تختلف عن طريقة التعليق على تفسير ابن كثير أو تفسير الجلالين، يعني كل كتاب يتعامل معه على حسب طبيعته، تفسير القرطبي تفسير مبسوط، يعني لو عومل مثل تفسير الجلالين إيش يكفيه؟ هو بقدر الجلالين عشرين مرة، فلا يمكن أن يشرح مثل تفسير الجلالين، وعلى كل حال إننا بدأنا في تفسير الجلالين بسورة الفاتحة وأخذنا ورقتين من سورة البقرة، ثم توقف العمل به، ثم انتقلنا بعد ذلك إلى المفصل، بدءاً من الحجرات.
يعني فبأي نعمه التي لا تعد ولا تحصى تكذبان يا معشر الجن والإنس.
هو مخصوص بالوقت بين الأذان والإقامة، وإن كان من منتظر للصلاة فهو أحرى بالقبول.
عرفنا أن التفسير كغيره من العلوم ألف فيه التفاسير المختصرة للمبتدئين، والمتوسطة للمتوسطين، والمطولة للمنتهين، ومن راجع أشرطة سميت: كيف يبني طالب العلم مكتبته؟ يجد شيء من هذا التدرج في العلوم كلها.
إذا كانت نفسه تتشوف لهذا المبلغ بحيث لو قطع تغيرت معاملته لهؤلاء العمال، كان عنده تشوف فلا يجوز له أن يأخذ، وإن كانت نفسه لا تتشوف فيكون من باب المكافئة له من قبل هؤلاء العمال.
تشبيك الأصابع في الصلاة يطلقون فيه الكراهة، وكذلك قبل الصلاة إذا قصد الصلاة لأنه في صلاة، وأما بعد الصلاة فلا شيء فيه؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- في حديث اليدين في الصحيحين: شبك بين أصابعه.
هذه كلها ثابتة عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، أما بالنسبة للشعر فلم يكن يحلق شعره -عليه الصلاة والسلام- إلا في النسك، لكن الحلق ثابت، أمر بحلق شعر أولاد جعفر لما استشهد، وقال لمن رآه حلق بعض شعره وترك البعض: ((احلقه كله أو دعه كله)) فدل على جواز الحلق، مع أنه جاء أن الحلق من سيما الخوارج، من سيما الخوارج، لكن ليس معناه أنه من سيماهم أنه لا يجوز، يجوز، يعني من سيماهم العناية بالصلاة وقراءة القرآن وغيرها من العبادات ((تحقرون صلاتكم مع صلاتهم)) نقول: الصلاة لا تجوز؟ لا، قراءة القرآن أيضاً من سيماهم، على كل حال مثل هذه مطلوبة وإن كانت من..، يعتنون بها، وعرفوا بها، فالشعر على كل حال إذا لم يكن لم يبق من السنن غيره، يعني إذا دلت القرائن على صدق المتخذ له، فلا شك أنه سنة، ولولا أن له تعب وله مئونة كما قال الإمام أحمد، لكان اتخاذه سنة، لكنه متعب، الشعر متعب، يحتاج إلى عناية، يحتاج إلى خدمة، يحتاج إلى دهن، ويحتاج إلى ترجيل، فلمشقته..، لكن إذا دلت القرائن على صدق المتخذ، أما شخص يحلق لحيته ويربي شعره، نقول: أبداً أنت ما اقتديت بمحمد -عليه الصلاة والسلام-، أنت تقتدي بمن تراه من الكفار -نسأل الله العافية-؛ لأنهم يربون شعورهم.
هل لبس العمامة من السنة؟
النبي -عليه الصلاة والسلام- لبس العمامة، وتركها يعني يعتم أحياناً، ويتركها أحياناً، ومع ذلك اللباس عموماً عند أهل العلم عرفي يخضع للعرف، فإن كنت في بلد يلبس العمامة فهي سنة، وإن كنت في بلد لا يلبس العمامة ولا يلبسها إلا أنت فهي لباس شهرة، على أنه جاء أن: ((صلاة بعمامة خير من سبعين صلاة)) وهو حديث ضعيف.
لبس الخاتم من السنة، النبي -عليه الصلاة والسلام- ما كان يلبس الخاتم، اتخذ خاتم من ذهب ثم رماه، ورمى الصحابة خواتمهم، اتخذ خاتماً من ورق يعني من فضة لما قيل له: إن فارساً لا تقرأ إلا كتاب مختوم فاتخذه النبي -عليه الصلاة والسلام-، فالسبب يدل على أنه سنة لمن يحتاجه، لمن يحتاجه لختم الأوراق ويعتمد أوراقه الرسمية به، أما من لا يحتاجه فسبب اتخاذه يدل على أنه لا حاجة له ولا داعي له، فلا يدخل في السنة.
على كل حال التكفير مسألة خطيرة جداً، والعمل شرط صحة عند أهل السنة والجماعة، والمراد جنسه كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، فالذي لا يعمل شيئاً ليس لديه من الإيمان شيء.
هذا محل كلام طويل لأهل العلم، وهل الأرضين متعددة كالسماوات سبع؟ يعني أصرح ما في ذلك {وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [(12) سورة الطلاق] يعني جمع السماوات وكونها سبع هذا نصوص قطعية، لكن الأرض ليس فيها نص قطعي في أنها سبع، إلا ما كان من قوله -جل وعلا-: {وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [(12) سورة الطلاق] وأيضاً ((لو أن السماوات السبع في كفة والأرضين السبع في كفة)) وأدلة أخرى، لكن جمع الأرضين ليس بقوة جمع السماوات.
أولاً: تفسير الجلالين معروف أنه متين، وفيه شيء من الوعورة والصعوبة، فإن كان المبتدئ يريد أن يقرأه على شيخ يحل له هذه الإشكالات لا بأس، وإلا فيقرأ قبله تفسير الشيخ ابن سعدي، أو تفسير الشيخ فيصل بن مبارك، أفضل طبعة له على حد علمي، وما اطلعت عليه من الطبعات طبعة الشيخ أحمد شاكر، هذه طبعت في مجلدين قبل خمسين سنة أو أكثر، طبعت للمعاهد العلمية في مجلدين، لكنها هذه ليست موجودة، حتى ولا صورت، يعني من ظفر بها يستمسك بها، وإلا فالغالب أنها لا توجد، طبعة الشيخ صفي المباركفوري -رحمه الله-، جيدة، أفضل حاشية حاشية الجمل.
ما زلنا في صفة الصلاة، وآخر حديث يعني وقفنا عليه: "الهوي إلى السجود" في حديث أبي هريرة وحديث وائل كما هو معروف.
نعم زيادة الثقة إما أن تكون هذه الزيادة مخالفة لما رواه من هو أوثق منه، هذه التي يحكم عليها أهل العلم بالشذوذ ويردونها، إذا لم تكن هناك منافاة بأن تكون زيادة لا تتضمن منافاة لما يرويه الثقات هذه هي التي يتفق المتأخرون على قبولها، ونقل فيها الإجماع من قبل جمع من أهل العلم، لكن صنيع المتقدمين فيها يخضعونها للقرائن، يعني إن دلت القرائن على أنها محفوظة قبولها، وإن دلت القرائن على أنها غير محفوظة لم يقبلوها، هذه طريقة المتقدمين.
يعني زيادة: ((إنك لا تخلف الميعاد)) ما فيها مخالفة، ((اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين)) أيضاً لا تقتضي مخالفة مع أن من أهل العلم من ردها، كثير من المتقدمين يردونها، وهي لا تتضمن مخالفة.
رجل اقترض مال من رجل، لكنه يعمل في البنك، يعني المقرض أو المقترض؟ الذي يظهر أنه المقرض، يعني المقرض يعمل في البنك، فهل يجوز أن أقترض منه أو لا؟
يقول: رجل اقترض مالاً من رجل لكنه يعمل في البنك، لكن لما أرجع له المال ترك لي يقول: تصيب منه، أو نصيب، يقول: يسأل عن حكم أخذه لهذا المال؟
حقيقة وضوح السؤال يعين على وضوح الجواب، وضوح السؤال يعين على فهمه ثم الجواب بالجواب المناسب، أحياناً ما يكون هناك وضوح في السؤال، ويقع في الجواب شيء من عدم المطابقة، فالمرجو لمن أراد أن يسأل أن يوضح سؤاله وأن يكتبه بكتابة صحيحة، هذا فيه كم من خطأ الآن؟ مع أنه كتابة آلة، على كل حال إذا كان المقصود أن المقرض يعمل في بنك وأردت أن تقترض منه، النبي -عليه الصلاة والسلام- اقترض من اليهودي، وتعامل معهم، فعلى كل حال هذا الأمر فيه..، يحتاج إلى شيء من التفصيل؛ لأن مثل هذا إذا كان الاقتراض منه يجعله يستمر في عمله بالبنك، وأن ماله لا شبهة فيه، بدليل أن فلان الورع اقترض منه، فهذا يجتنب، وأما إذا كان مع بيان أن عمله في البنك لا يجوز، وأن المسألة حاجة تدفع بأي شيء، بخلاف هديته، إذا أهدى إليك، أو دعاك إلى وليمة النبي -عليه الصلاة والسلام- أضافه اليهودي على خبز شعير وإهالة سنخة، فهذا الذي ماله أكثره محرم مثل هذا لا تجاب دعوته، لماذا؟ لأنه مسلم يتدين بتحريم هذا المحرم، بخلاف اليهودي الذي يتعامل بالربا ولا يرى فيه شيئاً.
لا، ما أدري ما يريد بالمعلقات؟ هل المراد المعلقات من القصائد المعروفة عند العرب المشهورة؟ أو المراد الأحاديث المعلقة فيما يبحث من معلقات البخاري أو معلقات مسلم؟ فلا بد أن يحدد المطلوب.
إذا كانت هذه الهدية في مقابل أو بسبب القرض وهذا معروف عند الطرفين فهذا من القرض الذي جر نفعاً لا يجوز، وإن كان من باب حسن القضاء يعني رجع عليه المبلغ، اقترض منه ألف فأعاده إليه ومعه كتاب، هذا لا إشكال فيه -إن شاء الله تعالى-؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- اقترض بكراً، ورد خياراً رباعياً، فهذا من حسن القضاء.
هناك كتب كثيرة في قصص القرآن، لكن من أوثقها ما كتبه الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في أول البداية والنهاية.
نصبت بفعل محذوف يفسره المذكور، ورفع السماء رفعها.
هذا إذا لم يكن فيه غرر، يعني الإعلان يبن أن الذي يتعامل مع هذه المحطة يعطى شيئاً معيناً، محدداً هذا لا بأس به، لكن إذا كان أمراً مجهولاً فلا، هذا إذا لم يضر بالآخرين، إذا ضر بالآخرين بحيث تتضرر المحطات الأخرى فهذا الضرر لا بد من رفعه، وإلا فالأصل أنه لو قال: تعبئ بعشرة ريال نعطيك كرتون مناديل قيمته مثلاً نصف ريال مثلاً، كأنهم خفضوا لك في سعر البنزين.
أولاً: هذه خيانة لا شك، هذه خيانة لنفسك ولغيرك، لكن إذا تم هذا الأمر في أمر يسير، يعني ما بنيت الشهادة كلها على الغش، يعني تخلل الاختبارات شيء يسير جداً، لا يخل بالنجاح، يعني قدر زائد على درجة النجاح، يعني أنت لو ما غشيت أخذت درجة النجاح، غشيت تأخذ درجة أعلى، فمثل هذا تجبه التوبة، أما إذا كان له أثر في النجاح الرسوب فلا بد من إخبار المسئولين عن هذا.
إذا لم ير الأثر فلا غسل عليه؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- علق وجوب الغسل على رؤية الماء.
أما كونه يقصر على والده في النفقة لأنه لا يجد أكثر مما يعطي، هذا لا يلام، لا يلام {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} [(7) سورة الطلاق] {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [(286) سورة البقرة] يعطيه مما يجد، وأما كونه يرفع صوته لتعليم أبيه حيث أنه ثقيل السمع وهذا أيضاً لا يضره، هذا أيضاً لا يضره، ولما نزل قول الله -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ} [(2) سورة الحجرات] ثابت بن قيس بن شماس خطيب ومعروف أن الخطيب يحتاج إلى رفع الصوت بحضرة النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما نزلت الآية أوثق نفسه في بيته وقال: إنه لن يخرج لأن عمله حبط، فقده النبي -عليه الصلاة والسلام- وسأل عنه، سأل عنه، قالوا: إنه لما نزلت هذه الآية قال: إن عمله حبط؛ لأنه يرفع صوته فوق صوت النبي -عليه الصلاة والسلام-، فقال: إنه ليس من أهل هذه الآية، وأن يبشروه بالجنة؛ لأن الخطيب يحتاج إلى رفع الصوت، الخطيب يحتاج إلى رفع الصوت، فإذا احتيج إلى رفع الصوت فإنه لا يدخل في مثل هذا.
يقول: نحن مجموعة نعمل في رابغ، ومقر إقامتنا في جدة، والمسافة بين جدة ورابغ مائة وستين كيلو، ونحن نسافر يومياً إلى رابغ من وقت صلاة الفجر، ولا نعود إلا بعد صلاة... ما ذكر، يقول: لدينا عدة أسئلة: هل لنا أن نقصر ونجمع الظهر مع العصر بالرغم أننا نصل إلى جدة في الساعة الرابعة والنصف أي بعد صلاة العصر بقليل؟
إذا غلب على ظنك أنكم لا تدركون صلاة العصر مع الجماعة فلكم ذلك، لكم أن تجمعوا وتقصروا.
أحياناً يكون العمل بعد الظهر بمعنى أننا نصلي العصر والمغرب والعشاء في العمل، فهل لنا أن نقصر العصر والعشاء؟
على كل حال إذا كان مقر العمل وطنتم أنفسكم على العمل في هذا المكان فهو محل إقامة، فهو محل إقامة، إذا كان في مقر الإقامة سواءً كانت هنا أو في رابغ لأن الإنسان قد يكون له أكثر من مقر إقامة، فمثل هذا تصلون مع الجماعة، يلزمكم إجابة النداء.
أنت ابذل السبب، عليك بذل السبب، وأما النتيجة فبيد الله -جل وعلا-، فقد تطلب العلم سبعين سنة ثم يكتب لك شيء، قد تستفيد أنت فائدة قليلة من هذا العلم، لكن غيرك لا يستفيد منه، وقد تطلب العلم في مدة يسيرة ثم بعد ذلك يكتب لك القبول، والقبول وانصراف وجوه الناس إليك ليس هذا بهدف؛ لأن من طلب العلم ليصرف وجوه الناس إليه جاء الوعيد الشديد في حقه، أنت تطلب العلم بنية صالحة لأنه مما يبتغى به وجه الله، ومن أمور الآخرة المحضة التي لا تقبل التشريك، تطلب العلم بنية تحقيق العبودية التي من أجلها خلقت على مراد الله -جل وعلا-، وعلى ضوء ما جاء عنه وعن نبيه -عليه الصلاة والسلام-، ثم بعد ذلك تسعى لإخراج الناس من الظلمات إلى النور.
أكبر معين لطلب العلم أن تنظر في النصوص الواردة في فضل العلم، وأهل العلم، وتقرأ في سير العلماء وصبرهم على شدائد التحصيل، وتحسن تصلح النية، تصلح ما بينك وبين ربك.
هذا منصوص عليه في سورة الكهف، {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ} [(39) سورة الكهف] ما فيها إشكال -إن شاء الله-.