أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)

يحيى بن شرف بن مري النَّوَوِيّ، الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة محيي الدّين أَبُو زَكَرِيَّا ، محرر المذهب ومهذبه وضابطه ومرتبه، أحد العباد والعلماء الزهاد، ولد النَّوَوِيّ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بنوى، كَانَ يحيى رَحمَه الله شديد المتابعة لأهل السّنة وَالْجَمَاعَة، لا يصرف سَاعَة فِي غير طَاعَة، هَذَا مَعَ التفنن فِي أَصْنَاف الْعُلُوم فقها ومتون أَحَادِيث وَأَسْمَاء رجال ولغة وَغير ذَلِك، وقد انتفع بتصانيفه وتعاليقه أهل المذهب، منها: كتاب الروضة اختصر فيها شرح الرافعي وزاد فيها تصحيحات واختيارات حسان، وشرح ربع المهذب بكتابه المجموع سلك فيه طريقة وسطة حسنة مهذبة سهلة جامعة لأشتات الفضائل، وعيون المسائل، ومجامع الدلائل، ومذاهب العلماء، ومفردات الفقهاء وتحرير الألفاظ، ومسالك الأئمة الحفاظ، وبيان صحة الحديث من سقمه، ومشهوره من مكتمله، ومن ذلك: شرح مسلم، جمع فيه مشروحات من تقدم من المغاربة وغيرهم، وزاد فيه ونقص، وكتاب تهذيب الأسماء واللغات، وكتاب المنهاج في الفقه اختصر فيه المحرر وزاد فيه ونقص، وكتاب الإرشاد، وكتاب التقريب والتيسير، وغيرها. وقد ولي الشيخ محيي الدين مشيخة دار الحديث الأشرفية بعد الشيخ شهاب الدين أبي شامة سنة خمس وستين إلى أن توفي، ولم يتناول من معلومها فلسًا، توفي ليلة أربع وعشرين من رجب سنة ست وسبعين وست مائة، ودفن بنوى، وصلي عليه بدمشق يوم الجمعة رحمه الله، ورثاه غير واحد من الشعراء بِمَرَاثٍ جَمَّةٍ.
----------------------
ينظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي، (8/395) فما بعدها، وطبقات الشافعيين لابن كثير، (1/909) فما بعدها.