فضل إفشاء السَّلام

بذلُ السلام يكون لجميع المسلمين؛ سواءٌ مَنْ تَعْرِفُ ومَن لا تَعْرِفُ، وجاء في حديث: «إنَّ مِن أشراطِ الساعة: أن يمرَّ الرَّجل بالمسجد لا يصلِّي فيه ركعتَيْنِ، وألَّا يسلِّم إلا على مَن يَعْرِفُهُ» [ابن خزيمة (1326)، وأخرج الشطر الثاني أحمد (3848)]، وهذا لا ينبغي، وقد رُتِّب الأجر على إفشاء السلام على مَنْ تَعْرِفُ وعلى مَن لا تَعْرِفُ.

وفي حديث عِمرانَ بنِ حُصَين رضي الله عنه أنَّ رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: السلام عليكم، فردَّ عليه، ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «عَشْرٌ»، ثم جاء آخَرُ، فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فردَّ عليه، فجلس، فقال: «عِشْرون»، ثم جاء آخَرُ، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فردَّ عليه، فجلس، فقال: «ثلاثون» [أبو داود (5195)، والترمذي (2689)، وأحمد (19948)، والبيهقي في الشعب (11/242)]، وإذا كان هذا الأجرُ على سلامٍ واحدٍ، فكيف لو تكرَّر منك السلام لكل من لَقِيتَ؟! ستحوزُ الأجرَ الوفيرَ دون أن تتكلَّف شيئًا.

وهذا إضافةً إلى كون السَّلامِ سببًا من أسباب المحبَّة والأُلْفة بين المسلمين؛ قال صلى الله عليه وسلم: «أوَلَا أدُلُّكم على شيء إذا فعلتموه، تحاببْتم؟ أَفْشُوا السَّلام بينكم» [مسلم (54)].

وردّ السلام آكدُ من البدء به، فإذا سُلِّم عليك، لزمك الجوابُ، وأنْ ترُدَّ التحيَّةَ بمثلِها، أو أفضلَ منها؛ فإذا قيل: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته»، فإنك تردُّ بمثلها على أقل الأحوال، أو تزيدُ عليها، فتقول: «وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مرحبًا»، كما أجاب النبي صلى الله عليه وسلم أمَّ هانئ؛ حيث قال لها: «مرْحبًا بأم هانئ» [البخاري (357)، ومسلم (336)]، فإذا زاد، حصل على أجر أكثر.