في (صحيح البخاري) من حديث ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: كان النبي –صلى الله عليه وسلم– يُعوِّذ الحسن والحسين ويقول: «إن أباكما كان يعوِّذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامَّة» [3371]، هذا -فيما يظهر- بالنسبة للصغار الذين لا يستقلُّون بأنفسهم.
وأمَّا المكلفون فإنهم يعملون بما جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام– من الأذكار والأوراد التي يتحصَّنون بها، وإذا أَطلَق الأبُ شمل الصغارَ، ويُرجَى أن يشمل مَن فوقهم، لكن الكبير مطالبٌ بأن يتولَّى أعماله بنفسه، وهو مكلَّفٌ بامتثال الأوامر ومنها المحافظة على الأذكار.
وإهمال الوالدين في تعليم الذرية ومَن حولهما هذه الأذكار والتحصينات هذا من الخلل في حفظ الأمانة التي استُودِعاهَا، ولا شك أنه تفريط من الأب والأم، وأن الأب والأم عليهما مسؤولية في تعليم أبنائهما وبناتهما، والحرص على حفظ دينهم وعدم التفريط في تربيتهم؛ لينشؤوا نشأةً صالحة حسنة ينفعوهما بالدعاء «أو ولدٍ صالح يدعو له» [مسلم: 1631].
أما من يُفرِّط ولا يربِّي التربية الحسنة التي تعينهم على طاعة الله وترك معصيته، فيُخشى أنهم إذا دعوا لا يُستجاب لدعائهم؛ لأن الله -جلَّ وعلا- يقول: {وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 24] فالكاف للتعليل، فكما ربياه صغيرًا تترتَّب هذه الدعوة على التربية، فيحرص المسلم أن يُنشِّئ ولده تنشئةً صالحة؛ لينفعه في مستقبله، وأقل الأحوال أن يكفيه شره.
واليوم الشرور مِن جراء هذه الآلات ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية شيء ما يخطر على البال في تضييع النشء، فتُقابَل هذه الوسائل التي أفسدتْ كثيرًا من شباب المسلمين بتربيةٍ صالحة تكفُّ الشر أو بعضه، والله أعلم.