شرح كشف الشبهات (3)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
يقول المؤلف رحمه الله تعالى الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب أجزل الله له الأجر والثواب وأدخلنا وإياه الجنة بغير حساب يقول: وأنا أذكر لك أشياء مما ذكر الله تعالى في كتابه جوابًا لكلام احتج به المشركون في زماننا علينا" تعرفون أن دعوة الشيخ صار لها مناوئون لأنها جاءت على خلاف ما اعتاده الناس الناس في كثير من الأقطار درجوا على الخلل الكبير في توحيد الإلهية وزعموا أن توحيد الربوبية كافي وهذا هو الذي كان عليه مشركو قريش وغيرهم ممن بعث الرسول -عليه الصلاة والسلام- إليهم يقرون بتوحيد الربوبية كما تقدم في الدرسين الماضيين وما ذكره الشيخ في الدرسين الماضيين هذا توطئة وتمهيد لهذه الشبه التي نبدأ بها اليوم إن شاء الله تعالى يقول "وأنا أذكر لك أشياء مما ذكر الله تعالى في كتابه جوابًا لكلام احتج به المشركون في زماننا فنقول جواب أهل الباطل من طريقين مجمل ومفصل" مجمل ومفصل فالمجمل الذي ذكره الشيخ رحمه الله مجمل ومفصل المجمل يصلح للرد على كل شبهة يصلح للرد على جميع الشبه التي ذكرها المؤلف رحمه الله تعالى ولغيرها من الشبه فينبغي أن يعتني به طالب العلم فإنه عزيز نفيس جدًا يعني إذا ضبطه طالب العلم المجمل يستطيع أن يرد على كل شبهة ردًا مجملاً وإن لم يكن في المحز في نفس الشبهة التي يوردها صاحبها يقول رحمه الله تعالى "أما المجمل فهو الأمر العظيم والفائدة الكبيرة لمن عقلها فهو الأمر العظيم والفائدة الكبيرة لمن عقلها وذلك قوله تعالى {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ} [سورة آل عمران:7]" لا شك أن هؤلاء المبتدعة قد يتشبثون بأدلة من الكتاب والسنة وغيرهم من الملل الأخرى قد يوردون علينا أشياء من كتابنا فمثلاً النصراني الذي يقول بتعدد اللآلهة قد يورد على المسلم قد يورد على المسلم مثل قوله جل وعلا {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [سورة القدر:1] المتكلم واحد والا أكثر من واحد؟ {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [سورة القدر:1] يقول أقل الجمع اثنين أو ثلاثة على قول الجمهور فليس المنزل واحد إنما هو جمع يقول مثل هذا النصراني ليقرر عقيدة التثليث عنده يقول أنتم في كتابكم {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [سورة القدر:1] {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [سورة الحجر:9] يعني ما هو معقول واحد يقول هذا الكلام إنما هم جمع ليقرر عقيدة التثليث نقول هذا من الذين تتبعوا المتشابه ويترك {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [سورة الإخلاص:1] وضمير الجمع كما يستعمل في العدد يستعمل في الواحد المعظِّم نفسه يستعمل في الواحد المعظِّم نفسه ويستعمل في المعظَّم وفي تفسير {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ} [سورة يوسف:2] من صحيح البخاري رحمه الله يقول والعرب تؤكِّد فعل الواحد بضمير الجمع هذا في تفسير {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ} [سورة يوسف:2] فالساذج اللي ما عنده علم وما عنده خبر ولا يعتني بمثل هذا من المسلمين يمكن والله يصير عنده لبس نقول إذا كان عندك لبس في مثل هذا فما تقول في المستعمل الآن المشاع عندما يصدر أمر نحن فلان بن فلان كم هم؟ واحد وش تقول؟ يعني إذا كان عندك علم بكلام أهل العلم وبما قالوه في هذه النصوص طيب كم هل الأمر صدر باسم الملك وولي عهده والثالث..؟ لا، لكن العرب يستعملون هذا الأسلوب في الواحد والعرب كما يقول الإمام البخاري في صحيحه تؤكد ضمير الجمع تؤكد فعل الواحد بضمير الجمع {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [سورة القدر:1] طيب لو جاء خارجي والا معتزلي وقال صاحب الكبيرة خالد مخلد في النار بدليل آية النساء {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا} [سورة النساء:93] وش تقول ما هو نص من القرآن؟ نقول له وماذا تقول في قوله جل وعلا {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ} [سورة النساء:48] هل القتل دون والا لا؟ دون، طيب يقول ابن عباس القتل ليس له توبة وجزاؤه مثل ما ذكر في القرآن نقول ابن عباس جاءه سائل يريد أن يقتل ماذا تريد أن يقول ابن عباس؟ يبي يسوق له نص الآية من أجل أن يردعه عن القتل ما يستدل بكلام ابن عباس على الحكم المطلق العام ولذلك الذي قتل التسعة والتسعين لما سأل الراهب وقال ما لك توبة قتله وكمل به المائة فسأل الحبر العالم قد من يحول بينك وبين التوبة وهذا مقرر في شرعنا ومسوق سياق المدح للقصة لعلم هذا العالم ومع ذلك أتبعت بما أتبعت وان له توبة وتنازع فيه الملائكة فأدركته الرحمة {الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ} [سورة آل عمران:7] {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} [سورة آل عمران:7] ابتغاء الفتنة يريدون أن يفتنوا الناس عن دينهم ويصرفوهم عنه {وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ} [سورة آل عمران:7] هذا الوقف على إلا الله عند الجمهور جماهير القراء ومجاهد يقول الوقف على {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [سورة آل عمران:7] المقصود أن الأكثر على أنه لا يعلم تأويل المتشابه إلا الله خلافًا لما ذهب إليه مجاهد مع أن التأويل عنده معناه التفسير معناه التفسير وهو اصطلاح دارج عند أهل العلم ومن ذلكم ما يقوله الطبري في تفسيره القول في تأويله جل وعلا أو جل وعز القول في تأويل قوله جل وعز ثم يذكر.. في كل آية يذكر هذا فهذا معنى التأويل الذي قرر مجاهد هنا وأن أهل العلم يعرفونه "وقد صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله في كتابه فاحذروهم»" ذكره البخاري في صحيحه في تفسير سورة آل عمران وهو أيضا مخرج عند مسلم فهو متفق عليه «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه» يعني ويتركون المحكم «فأولئك الذين سمى الله في كتابه فاحذروهم» {مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} [سورة آل عمران:7] يعني الأصل الذي يرجع إليه عند التشابه هذه المحكمات التي هي أم الكتاب "مثال ذلك" أنا ذكرت مثال فيما يورده نصراني مثلاً أو فيما يورده خارجي ومعتزلي على أن مرتكب الكبيرة مخلد في النار وتم الجواب عنهما الآن الشيخ يريد أن يمثل بما حصل في زمانه وما واجهه وقابله أعداؤه ومناوئوه "مثال ذلك إذا قال بعض المشركين {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}" [سورة يونس:62] وش تقول؟ تقول الكلام ما هو بصحيح؟! الكلام على العين والرأس هذا كلام الله جل وعلا {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [سورة يونس:62] فيه أحد يخالف في هذا؟! ما يخالف لكنه مقصد وسياقها في الآية له مقصد يريد أن ينزع من هذا الكلام من هذه التزكية أنه ينتفع بهم {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [سورة يونس:62] هل فيه دليل على أن أولياء الله يُدعَون من دون الله؟! هل فيها دليل على أنهم يُتقرب إليهم بالنسك من دون الله يدعون يذبح لهم يستغاث بهم يستعان بهم فيما لا يقدرون عليه ليس فيها لكن يريد أن يستدل بهذه الآية وبهذا الثناء على على أولياء الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ويبرر شركه بهذا لكن الآية لا تدل على شيء مما يفعله مما يناقض أصل الدين وهو التوحيد "أو إن الشفاعة حق" إذا قال لك "إن الشفاعة حق" تقول لا ما هي حق؟! هي حق لكن لها شروط أنت حقق شروطها إذن الله للشافع ورضاه عن المشفوع له الله يرضى عن مشرك؟! لا تنفعهم شفاعة الشافعين وهل أَذِن الله جل وعلا أن يشفع لك وهو في قبره لا يمكن لا الرسول -عليه الصلاة والسلام- ولا ولا غيره إنما الرسول يستأذن قبل ذلك أن يشفع فيؤذن له "أو إن الشفاعة حق أو إن الأنبياء لهم جاه عند الله" لهم جاه عند الله بلا شك لكن جاههم كل يقول نفسي نفسي جاههم ينفعهم هم ينفع غيرهم إذا أذن الله فيما بعد بالشفاعة وطلبوا الشفاعة من الله وأذن لهم ورضي عن المشفوع له حينئذٍ ينتفع بها من يدعيها "أو ذكر كلامًا للنبي -صلى الله عليه وسلم- يستدل به على شيء من باطله وأنت لا تفهم معنى الكلام الذي ذكره" نعم كثير من الناس في غفلة في غفلة ولذلك على الناس خطر عظيم على العامة وعلى بعض طلاب العلم ومع الأسف بعض طلاب العلم في هذه القنوات يتصدَّى للمناظرة مع المبتدعة يتصدى للمناظرة وهو ضعيف البضاعة فيُغلَب في المناظرة ثم بعد ذلك يقال غُلِب فلان انقطع فلان انقطع أهل السنة كلهم بسببه ما عندهم جواب لو عندهم جواب أجابوا ولذلكم لا يجوز لأحد أن يدخل في هذه المناظرات إلا بعد التمكُّن إلا بعد التمكن من العلم الذي يرد به هذه الشبهات إما أن تلقى عليه الشُّبَه ولا يستطيع أن يردها بعض الشبه العملية دعنا من الشبه العقدية التي وجد فيها كثير من المناظرات واحد يتكلم في مقابلة عن الاختلاط وتحريم الاختلاط ويورد النصوص اتصل عليه واحد قال وش رأيك فيما جاء في صحيح البخاري أن الرجال والنساء كانوا على عهده -عليه الصلاة والسلام- يتوضؤون جميعًا ما عنده جواب ما عنده جواب ما استعد لمثل هذا وش الجواب؟ الجواب عند أهل العلم معروف أن مقابلة الجمع بالجمع الرجال والنساء تقتضي القسمة أفراد يعني كل واحد مع امرأته مقابلة الجمع بالجمع تقتضي القسمة آحاد أو أفراد كما قرر أهل العلم وهنا مقابلة جمع بجمع فكل رجل مع امرأته يتوضئان جميعًا وترجم عليه البخاري بقوله باب وضوء الرجل مع امرأته بقي إشكال؟! ما بقي إشكال لكن الإشكال فيمن يتصدى لمثل هذه الأمور وهو بدون بدون سلاح هذا الإشكال كون الإنسان يسعى إلى الهيجاء بغير سلاح وهذه أعظم من من حرب السيف والسنان لأن هذه شبه تلقى على الناس تفتنهم عن دينهم يقول "فجاوبه بقولك إن الله تعالى ذكر في كتابه إن الذين في قلوبهم زيغ يتركون المحكم ويتبعون المتشابه وما ذكرت لك من أدلة وما ذكرت لك من أن الله ذكر أن المشركين يقرون بالربوبية" كما تقدم في أدلة كثيرة ساقها الشيخ رحمه الله تعالى وأن كفرهم بتعلقهم على الملائكة أو الأنبياء أو الأولياء الأدلة دلت بصراحة من نصوص الكتاب في أكثر من آية على أنهم يقرون بتوحيد الربوبية وأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت وأنه لا يشركه في ذلك أحد فأقروا به لكن أشركوا معه في الألوهية فصاروا يدعون معه غيره وصاروا يذبحون لغيره ويستغيثون بغيره ويلجؤون إلى غيره في الشدائد هذا الشرك هذا الشرك الأكبر إقرارهم بتوحيد الربوبية ما نفعهم سماهم مشركين وقاتلهم النبي -عليه الصلاة والسلام- حتى أذعنوا "وأن كفرهم بتعلقهم على الملائكة أو الأنبياء أو الأولياء مع قولهم {هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ} [سورة يونس:18]" أنهم يعبدونهم ليشفعوا أو يطلبون منهم الشفاعة من الله جل وعلا أو يعبدونهم ليقربوهم إلى الله زلفى ما يعبدونهم لذواتهم أولئك مشركو العرب هذا كلامهم {هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ} [سورة يونس:18] {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [سورة الزمر:3] وهؤلاء الذين يعبدون الأولياء والأضرحة والمشاهد ماذا يقولون؟ هذا كلامهم كلام مطابق سواء بسواء كلام مطابق سواء بسواء معمَّم من من الرافضة في قناة من القنوات يقول إذا كان عندكم بيت تطوفون به فعندنا ضريح الإمام الحسين نطوف به شوف المقابلة عندكم وعندنا يعني هم غيرنا! وإذا كان عندكم حجر أسود تقبلونه فعندنا ما نقبله وإذا كان عندكم وبتل استمر يجري وما يدّعونه من شركهم يقارنون به ما عندنا من توحيد بالطواف ببيت الله لله وحده وهم يطوفون بالقبور والمشاهد وألَّفوا كتبًا في حج المشاهد وش وراء هذا عاد؟! حج المشاهد يسمونه وقال بعضهم أن زيارة الحسين عن كذا حجة ما أدري سبعين حجة أو عن.. يعني هذه محادَّة ظاهرة يقارنون ما عندهم بشرك بما عندنا من توحيد؟! إذا كان عندهم بيت يطوفون به عندهم كأنهم لا ينتمي إلى هذه الشريعة أصلاً إذا كان عندهم بيت يطوفون به فعندنا ضريح الإمام الحسين وإذا كان عندهم حجر يقبلونه فعندنا من المتحدِّث؟ حتى هو الآن أخرج نفسه من الإسلام لأنه يجعل ذلك في مقابِل الإسلام كأنه في جهة والإسلام في جهة نسأل الله السلامة والعافية "مع قولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله أمر محكم بيِّن لا يقدر أحد أن يغيره معناه" نعم هم يقرون بتوحيد الربوبية وشركهم إنما هو في الألوهية سواء بسواء مع شرك المشركين في زمن الشيخ ومن قبله ومن بعده يقول وما ذكرت لي يقول "هذا أمر محكم بيِّن لا يقدر أحد أن يغير معناه وما ذكرت لي أيها المشرك من القرآن أو كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا أعرف معناه" هذا مخاطَب به من لم يتمكن في العلم عليه أن يحفظ هذا الجواب المجمل ويفهمه لأنه ما يعرف تفصيلات أما إجابة الشبهات المفصَّل سيأتي سيأتي بعد هذا "وما ذكرتَ لي أيها المشرك من القرآن أو كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا أعرف معناه ولكن أقطع أن كلام الله لا يتناقض" هذه عقيدة "لا يتناقض وأن كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يخالف كلام الله عز وجل" هذا أمر مجزوم به مقطوع الذي يزعم أن كلام الله يتناقض يكفر والا ما يكفر؟ يكفر أو الذي يزعم أن كلام النبي -عليه الصلاة والسلام- يخالف كلام الله كذلك لكن قد يوجَد تعارُض في الظاهر لا في الباطن يوجد تعارض في الظاهر يبدو في الظاهر أن هناك تعارض أهل العلم يوفقون بين هذه النصوص التي ظاهرها التعارض أحيانًا يكون نص خاص وعام يوفَّق بين الخاص والعام أحيانا يكون هناك نوع تعارُض مثلاً ويُحكَم عليه بأنه ناسخ أو منسوخ إذا عُرِف المتقدم من المتأخر ولم يمكن الجمع يحكم بالنسخ لكن إذا تعذرت الأمور كلها ولم نجد ما نوفِّق به بين هذا وهذا فلا يمكن أن يُحكَم بالتعارض المطلق وإنما يحكم بالنسخ وبعض أهل العلم يقول بالتوقف إذا لم يعرف وجه الجمع بين النصوص لكن نقطع ونجزم عقيدة جازم أن كلام الله لا يتعارَض ولا يتناقض ولا يتناقض مع كلام رسوله -عليه الصلاة والسلام- ولا يعارِضُه العقل الصريح النقل الصحيح لا يمكن أن يتعارض مع العقل الصحيح "وهذا جواب سديد" يقوله الشيخ رحمه الله "ولكن لا يفهمه إلا من وفقه الله تعالى فلا تستهن به فإنه كما قال تعالى {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [سورة فصلت:35]" معروف أن هذا في الدفع بالتي هي أحسن لكن معناه عام يشمله ويشمل غيره وأما الجواب المفصَّل بدأ الشيخ يسرد الشبه والجواب عليها رحمه الله تعالى "وأما الجواب المفصل فإن أعداء الله لهم اعتراضات كثيرة على دين الرسل فإن أعداء الله لهم اعتراضات كثيرة على دين الرسل يصدون بها الناس منها قولهم" هذه الشبهة الأولى "نحن لا نشرك بالله شيئًا بل نشهد أنه لا يخلق ولا يرزق ولا ينفع ولا يضر إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا فضلاً عن عبد القادر" ويعنون بذلك الجيلاني أو غيره "ولكن أنا مذنب والصالحون لهم جاه عند الله وأطلب من الله بهم" وأطلب من الله بهم هم يشبهون الله جل وعلا بالمخلوق الذي بيده شيء من الأمر وتنفع فيه الوسائط وتؤثر فيه الوسائط يقولون والله أنا موظف صغير ومحتاج إلى هذا الأمير أو الوزير أو الكبير أو من عوام المسلمين ما أستطيع أن أدخل عليه لا بد أن آتي بمن يشفع لي لأدخل عليه أو أبلغه حاجتي هم يشبهون الله جل وعلا بهذا المخلوق الذي لا يمكن يوصَل إليه الله جل وعلا قريب مجيب وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ما تحتاج إلى وسائط أقرب ما تكون من ربك وأنت ساجد البشر أبوابهم مغلقة موصَدة لاسيما مَن صار له شأن وقد يكون لهم حجة أو نوع عذر أنهم لو فتحوه حطمهم الناس لكن يغلقون أبوابهم ويفتحونها في بعض الأوقات ومن له حاجة تصل إليه بواسطة يشبّهون الخالق بالمخلوق الله جل وعلا قريب مجيب {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ} [سورة غافر:60] ما يحتاج وسائط يقول "نحن لا نشرك بالله شيئًا بل نشهد أنه لا يخلق ولا يرزق" يقرون بتوحيد الربوبية مثل ما أقر به مشركو العرب "ولا يرزق ولا ينفع ولا يضر إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا فضلاً عن عبد القادر أو غيره ولكن أنا مذنب والصالحون لهم جاه عند الله وأطلب من الله" بهم أولاً ترتب على فعلهم التشبيه تشبيه الله بالمخلوق وهذا بحد ذاته من عظائم الأمور والعلماء كفروا المشبهة وهذا منه الأمر الثاني أن الله جل وعلا يختلف وليس كمثله شيء في جميع الأمور وهو السميع البصير فلا واسطة بين الله وبين خلقه فيما يرتفع إليه فيما يرتفع إليه جل وعلا أما ما ينزل منه فهناك الواسطة جبريل يوصِّل إلى النبي والنبي -عليه الصلاة والسلام- يوصِّل إلى الأمة يقول "فجاوبهم فجاوبه بما تقدم وهو أن الذين قاتلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقرون بما بما ذكرتَ" أيها المبطِل أن الذين قاتلهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذين أرسل إليهم هم يقرون بتوحيد الربوبية كما تقر به أنت لكنهم يشركون في الألوهية كما تشرك أنت "ومقرون أن أوثانهم لا تدبِّر شيئًا وإنما أرادوا ممن قصدوا الجاه والشفاعة" وإنما أرادوا ممن قصدوا الجاه والشفاعة "واقرأ عليه ما ذكر الله في كتابه ووضحه" مما قدمه الشيخ في إثبات أن المشركين معترفون بتوحيد الربوبية وأنهم مقرون به وأنه لم ينفعهم مع شركهم في الألوهية الشبهة الثانية إذا قال هذا المشرك الذي يدعو مع الله غيره ويذبح لغيره ويصرف أنواع العبادة لغيره والعبادة إنما هي لله وحده {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [سورة الفاتحة:5] وكذلك الاستعانة {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [سورة الذاريات:56] "فإن قال إن هؤلاء الآيات نزلت فيمن يعبد الأصنام" هذه الشبهة الثانية "نزلت فيمن يعبد الأصنام كيف تجعلون الصالحين مثل الأصنام" كيف تجعلون هؤلاء الصالحين مثل الأصنام؟ احنا ندعو الرسول ونستغيث به وأولئك يستغيثون بأشجار وأحجار يقول:
يا أ كرم الخلق ما لي من ألوذ به |
| سواك عند حلول الحادث العمم |
فإن من جودك الدنيا وضرتها |
| ومن علومك علم اللوح والقلم |
ما ترك لله شيئًا نسأل الله العافية يقولون نحن ندعو الرسول نستغيث بالرسول نستغيث بعبد القادر نستغيث بفلان من الصالحين والأولياء تجعلونهم مثل الأحجار والأشجار؟! "أم كيف تجعلون الأنبياء أصنامًا بجاوبه بما تقدم فإنه إذا أقر أن الكفار يشهدون بالربوبية كلها لله وأنهم ما أرادوا ممن قصدوا إلا الشفاعة ولكن إذا أراد أن يفرق بين فعلهم وفعله بما ذكر فاذكر له أن الكفار منهم من يدعو الأصنام" صحيح يدعون أصنام أحجار لكن هل يتصور أنهم يدعون أصنام وهم يعرفون أنها لا تنفع ولا تضر وهي صخور أو أشجار تتلفها الرياح وتتلفها الشمس وتؤثِّر فيها ويبول عليها الثعلب كما قال الشاعر:
أربٌّ يبول الثعلبان برأسه |
| لقد هان من بالت عليه الثعالب |
تبي تصير مثلهم في العقول أنت..
أربٌّ يبول الثعلبان برأسه |
| لقد هان من بالت عليه الثعالب |
لكن العقول إذا سُلِبَت ما استفاد الإنسان من بقية اللحم والدم الكلام كله في العقل ومتى يستعمل الإنسان عقله وينتفع به إذا هداه الله وكتب له السعادة ثم استعمل هذا العقل بما ينفع "ولكن إذا أراد أن يفرِّق بين فعلهم وفعل بما ذكر فاذكر له أن الكفار منهم من يدعو الأصنام ومنهم من يدعو الأولياء الذين قال الله فيهم {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} [سورة الإسراء:57]" من هم؟ {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ} [سورة الإسراء:57] يعني من دون الله الذين يدعونهم من دون الله {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ} [سورة الإسراء:57] يعني هؤلاء المعبودين أو هؤلاء المعبودون يرجون رحمة الله ويخافون عذابه فهم أولياء وملائكة وصالحون وأنبياء {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً} [سورة الإسراء:57] يقول إذا كنتم تعبدون صالحين فهم يعبدون صالحين قوم نوح في أول الأمر عبدوا أناسًا صالحين مشركو العرب منهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعبد من النصارى يعبدون المسيح وأمَّه واليهود يعبدون عزير يعبدون أناس صالحين مثل ما تزعمون هل نفعهم ذلك؟! أشركوا بالله معه فحبطت أعمالهم {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [سورة الزمر:65] "ويدعون عيسى ابن مريم وأمه وقد قال الله تعالى {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ = 75 قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ = 76 } [سورة المائدة:75-76]" يعني من مات ولو كان نبي ينفع؟ يدفع عن نفسه مات وقُبِر دُفِن في الأرض وهو حي في قبره حياة برزخية أكمل من حياة الشهداء لا يعني هذا أننا نتنقص هؤلاء لا، لكن المسألة بصدد المقابلة بينهم وبين الله جل وعلا فلا يجوز أن يصرف لهم شيء مما لا يجوز صرفه إلا لله جل وعلا من أنواع العبادة {قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [سورة المائدة:76] "واذكر قوله تعالى {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ} [سورة سبأ:40]" يعبدون الملائكة ثم في القيامة يتبرؤون منهم قالوا لا يعبدوننا كما سيأتي {قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ} [سورة سبأ:41] لأنه وإن دعا الملائكة أو دعا نبيا أو دعا وليًا أو صالحًا وهذا حصل فيما قرره شيخ الإسلام وغيره وشوهد وسمع لأنه قد يدعو عند القبر يا فلان أغثني فيأتيه الجواب من القبر أبشر ماذا تريد؟ من باب الزيادة في الفتنة وإنما هذا شيطان من شياطين الجن أراد أن يفتنه ويزيد في فتنته نسأل الله العافية {قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ} [سورة سبأ:41] في الآية السابقة {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ} [سورة الإسراء:57] بعض المفسرين يقول أن المراد بهم الملائكة فهم يعبدون الملائكة على ما سيأتي في الآية التي بعدها ومنهم من يقول أنهم كانوا يعبدون أنواع بعض الجن وكان الجن هؤلاء يتجاوبون معهم ويعدونهم وقد يقضون لهم بعض الحوائج لكن أسلم هؤلاء الجن واستمر أولئك على عبادتهم {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ} [سورة سبأ:40-41] يعني ينزهون الله جل وعلا أن يشرك بهم معه لأن من يرضى أن يُعبَد من دون الله هذا طاغوت وحاشا للملائكة والأنبياء والأولياء أن يرضوا بعبادة أحد لهم {قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ} [سورة سبأ:41] وعرفنا أن بعض أنه وجد في الواقع من يجيب من دعا غير الله جل وعلا من شياطين الجن من أجل زيادة فتنتهم من أجل زيادة الافتتان "وقوله تعالى {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ} [سورة المائدة:116]" تنزيه لله جل وعلا من أن يكون معبودا مع الله "{قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ} [سورة المائدة:116]" هذا عيسى يتبرأ من هؤلاء الذين يعبدونهم "{سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ} [سورة المائدة:116]" الله أعلم جل وعلا وهو يسأل هذا السؤال بالواقع والحاصل "{قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ} [سورة المائدة:116]" يعني لن يخفى عليك لكن من أجل أن يظهر في عالم الشهود ويسمع هؤلاء الذين يعبدون المسيح من دون الله من كلام المسيح ما يرد عليهم "{إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ} [سورة المائدة:116]" وهذا كثير في أمور الآخرة إظهار ما كان في الغيب إلى عالم الشهود وإلا ما فائدة الميزان الذي توزَن به الأعمال الله يخفى هل يخفى على الله أن تكون أعمال هذا الصالح راجحة أو مرجوحة أو ذاك أعماله السيئة راجحة أو مرجوحة؟ لا تخفى عليه خافية لكن وُجد الميزان لئلا يكون للناس على الله حجة يقول والله أنا لي أعمال أنا ما رأيت أعمالي هذه كفة الحسنات وهذه كفة السيئات {وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ} [سورة فصلت:46] {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} [سورة النساء:40] هذا من أجل أن يقتنع بنفسه لا يقول ظُلِمت والا راح لي أعمال ولا شفت ما رأيت أعمالي كلها كلها أمامك الذين يعبدون المسيح "{سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ} [سورة المائدة:116]" يعني لا يخفى على الله مع كونه لا يخفى على الله الله جل وعلا يريد أن يعذِر إلى الخلْق أن يعذِر إلى الخلْق ما يكون لأحد حجة "{تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} [سورة المائدة:116]" الجهمية يقولون إن عيسى مشبِّه عيسى مشبَّه كيف مشبه؟! قالوا أثبت النفس لله كما أثبتها له فهذا تشبيه قاتلكم الله كلام مَن هذا؟! هذا كلام الله جل وعلا وهو أعلم به وبصفاته وما يثبت له وما ينفى سبحان الله نعوذ بالله من الزيغ "فقل له أعرفت أن الله كفَّر من قصد الأصنام؟ وكفَّر أيضًا من قصد الصالحين وقاتلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعرفت أن الله كفر من قصد الأصنام وكفر أيضًا من قصد الصالحين من الأنبياء والملائكة والأولياء" ومع الأسف أنهم يعبدون من دون الله مع الدلائل الصريحة والحجج الدامغة في كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- ولكن لا حيلة فيمن سبقت له الشقاوة.
طالب: ..............
وجه التشبيه {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} [سورة المائدة:116] يقولون أثبت لله نفس وأثبت لنفسه نفس فأشبه الخالق بالمخلوق كلاهما له نفس فهذا التشبيه ولا يعلم هذا الضال أن ما يتعلق بالله جل وعلا يليق بذاته وجلاله وعظمته وأن ما يتعلق بالمخلوق يليق به وأن ما يتعلق بالمخلوق يليق به وكل الأسماء والصفات تندرج تحت هذا الشبهة الثالثة قال "فإن قال الكفار فإن قال" يعني هذا المشرك الذي يعبد الأولياء والصالحين "فإن قال الكفار يريدون منهم" يقولون مدد يا عبد القادر مدد يا حسين مدد يا بدوي مدد يريدون منهم أنفسهم ونحن لا نريد منهم وإنما نريد من الله جل وعلا ونجزم ونقطع بأن الله هو النافع الضار المدبر يقول "الكفار يريدون منهم وأنا أشهد أن الله هو النافع الضار المدبر لا أريد إلا منه والصالحون ليس لهم من الأمر شيء ولكن أقصدهم أرجو من الله شفاعتهم" قولك أنا أشهد أن الله هو النافع الضار المدبر هذا شهد به الكفار يعني في باب توحيد الربوبية أنا لا أريد ليس لهم الصالحون ليس لهم من الأمر شيء ولكن أقصدهم أرجو من الله شفاعتهم وهذه هي الشفاعة التي جاءت النصوص بنفيها عنهم عن المشركين لأنها لا تنفعهم شفاعة الشافعين وأيضًا هؤلاء المطلوب شفاعتهم لا بد أن يؤذَن لهم في الشفاعة ولا يشفعون إلا لمن ارتضى "فالجواب أن هذا قول الكفار سواء بسواء أن هذا قول الكفار سواء بسواء واقرأ عليه قوله تعالى {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [سورة الزمر:3]" كل ما يطلب من الله إنما هو من الله لكن هذولا وسائط زلفى نتقرب بهم إلى الله وقوله "وقوله تعالى {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ} [سورة يونس:18]" هم يقولون الصالحون ليس لهم من الأمر شيء ولكن أقصدهم أرجو شفاعتهم يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله هل هناك فرق بين هذا الكلام وبين كلام المشركين الأول ليس فيه فرق هذا كلام كفار هذا قول الكفار سواء بسواء واقرأ عليهم الآيات قد يقول قائل إذا كان الكفار لا يقرون بالبعث وهؤلاء المشركون الذين يدعون مع الله أولياء وصالحين يعترفون بالبعث يعني ما بينهم فرق؟ ألا يكون هناك فرق بين مشركي زماننا الذين رد عليهم الشيخ رحمه الله تعالى وبين مشركي قريش الذين لا يؤمنون بالبعث؟ كيف يطلبون شفاعة وهم لا يؤمنون بالبعث؟ يطلبون شفاعة في قضاء حوائجهم في الدنيا في قضاء حوائجهم في الدنيا ومشركو زماننا الذين على وقت الشيخ ومن بعده وقبله يطلبون الشفاعة لهم لتقضى حوائجهم في الدنيا والآخرة والمقصود أنه لا فرق لا فرق مادام أوجدوا هذه الوسائط ودعوهم من دون الله وذبحوا لهم من دون الله وصرفوا لهم أنواع العبادة التي لا تجوز إلا لله صرفوها لهم فهم مشركون سواء آمنوا بالبعث أو كفروا به هم مشركون يعني لو لو أقر بجميع شرائع الإسلام وآمن بجميع أركان الإيمان وأنكر أمر معلوم من الدين بالضرورة ينفعه إيمانه بما آمن به وعمله فيما عمل به؟ ما ينفعه أتى بمكفِّر وقامت عليه الحجة ينفعه؟ خلاص {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [سورة الزمر:65] والخطاب لمن؟ للرسول -عليه الصلاة والسلام-.
طالب: .........
الفرق بين الشبهة الأولى والثانية لا، أنت لو قلت الثالثة هي المقارِبَة للأولى الثانية يقولون هؤلاء أولئك يعبدون أصنام ونحن نعبد أولياء وصالحين أتجعلون الأنبياء مثل الأصنام والأشجار هذه الشبهة الثانية هذه بينهم فرق واضح بين الأولى والثالثة هي التي فيها نوع تشابه لكن الثانية فيها تفصيل أدق "واعلم أن هذه الشبه الثلاث" يقول الشيخ رحمه الله "واعلم أن هذه الشبه الثلاث هي أكبر ما عندهم فإذا عرفت أن الله وضحها في كتابه فإذا عرفت أن الله وضحها في كتابه وفهمتها جيدًا فما بعدها أيسر منها" على الإنسان أن يتقن أولاً الجواب ما جاء في المقدمة وأن المشركين يقرون بتوحيد الربوبية وما نفعهم ذلك لشركهم في الألوهية وأن مشركي زماننا يشبهونهم سواء بسواء المشركون في زماننا لهم شبه لهم شبه رد عليها الشيخ رحمة الله عليه من وجهين الوجه الأول المجمل وهذا ينبغي أن يحفظ لأنه رد عليهم وعلى غيرهم مثل ما ذكرنا في النصارى يرد عليهم ويرد على الخوارج يرد على المعتزلة يرد على جميع الطوائف أنت عندك الآية آية آل عمران احفظها وطبِّقْها على واقعك وعلى جميع من يريد أن يحتج إليك بدليل سواء من الكتاب أو من السنة ثم بعد ذلك الشبه الثلاث نافعة جدًا فيمن يتعرَّض لمثل هذه المناظرات ويخشى عليه من التأثر بها تحصين المسلمين سواء كان عامّة أو علماء أو طلاب علم لا بد أن يوجد وإذا كان في السابق فرض كفاية فهو في الحاضر فرض عين لأن كل فئات المجتمع يتعرَّضون لمثل هذه الشبهات بسبب هذه القنوات بسبب هذه القنوات فالشبه مثل ما ذكرنا ورددنا دخلت في قعر البيوت وأثَّرت على عوام كان الناس على الفطرة كان الناس على فطرة ما يزحزحهم مثل هذا الكلام إذا سمعوا قال الله وقال رسوله خلاص سمعنا وأطعنا شخص في مسجد إمام يحدث على الناس بما سيكون يعني قد العقول لا تبلغ مثل هذه الأمور مما سيأتي في آخر الزمان ومن ذلكم أن أمر الدجال ينتشر في ساعة في أقطار الأرض في مشارقها ومغاربها سمعه ذلك العامي وذهب إلى بيته وقال لزوجته المطوّع يحدث علينا ويقول أن خبر الدجال يبلغ شرق الغرب في ساعة كأنها ترددت قال انتبهي ترى مخالفة الحديث مخالفة قول الرسول كفر انتبهي لنفسك آمنا بالله وبما جاء عن الله وآمنا برسول الله وبما جاء عن رسول الله من واقعهم مستحيل ولا في سنة إذا كانوا في قرية بعيدة عن المدينة خمس وعشرين كيلو في قرية بعيدة عن المدينة خمس وعشرين كيلو جلسوا بعد صلاة العصر يوم العيد يقرؤون القرآن في المسجد صائمين ما بلغهم العيد يعني في وقتهم في وقت كلام هذا الشايب مع هذه العجوز فيستغربون أن.. الآن خمس وعشرين كيلو عن المدينة مفطرين بالمدينة ومصلين العيد وما بلغهم خمس وعشرين كيلو بعد صلاة العصر يقرؤون القرآن صائمين فكيف تحتمل عقولهم أن خبر الدجال في ساعة يبلغ الآفاق لكنه اليقين بما جاء عن الله وعن رسوله التصديق الجازم ومخالفة مخالفة تكذيب الرسول كفر قالت آمنا بالله وبرسوله لكن الآن يناقشون ويعارضون ويوردون شبه كأنهم مقتنعون بها نسأل الله العافية بسبب كثرة ما يسمعون وبسبب البعد لأن الإنسان إذا لم يكن له نصيب من التعبد أبعد والتقرب إنما هو بفعل الفرائض «وما تقرب إليَّ عبدي بأحب مما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه..» إلى آخره وبصره ويده ورجله إلى الحديث التعبد هو الذي يقربك من الله ويحميك من الفتن والشبهات أما إذا أبعدت عن الله جل وعلا وأبعدت عن تلاوة كتابه وأبعدت عن دراسة حديث نبيه -عليه الصلاة والسلام- بل أبعدت عن دينه ماذا ترجو؟ صرت عرضة لأن يجتالك أدنى شيطان.
يمدينا على الرابعة؟ كم الساعة؟
طالب: .........
نقف على الرابعة والا..؟ وش رايكم نأخذ الرابعة؟
طالب: .........
طيب.. الشبهة الرابعة "فإن قال أنا لا أعبد إلا الله" من القائل؟ المشرك من مشركي زماننا من المتأخرين الذين يدعون الأولياء ويطوفون بالقبور والمشاهد الذي يقول إن كان لكم بيت تطوفون به فنحن لنا ضريح الإمام الحسين نطوف به وذكرنا لكم ضريح الشعرة في كشمير كل أنواع العبادة تُفعَل عنده وهي شعرة من عبد القادر الجيلاني "فإن قال أنا لا أعبد إلا الله وهذا الالتجاء إليهم ودعاؤهم ليس بعبادة فقل له أنت تقرُّ أن الله فرض عليك إخلاص العبادة لله وهو حقه عليك {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [سورة الذاريات:56]" هذا الهدف الذي من أجله خُلِق {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [سورة البينة:5] وش معنى الإخلاص؟ الإخلاص أن تشرك معه غيره أنت تقرُّ "فقل له أنت تقرُّ أن الله فرض عليك إخلاص العبادة لله وهو حقه عليك فإذا قال نعم" لا بد أن يقول نعم لأن النصوص صريحة في هذا "فقل له بيِّن هذا الذي فرضه الله عليك" اشرح لي هذا الكلام "بين لي هذا الذي فرضه الله عليك وهو إخلاص العبادة لله وهو حقه عليك فإن كان لا يعرف العبادة ولا أنواعها إذا كان لا يعرف العبادة ولا أنواعها فبينها له" أنت مأمور بأوامر مأمور أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله عليك أن تعرف معنى لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله لأنك لا يمكن أن تطبق ما أمرت به إلا بعد أن تعرفه كيف تطبق شيء وأنت تجهله أنت مأمور بالصلاة كيف تصلي وأنت تجهل أحكام الصلاة والرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول «صلوا كما رأيتموني أصلي» والرجل قد يصلي سبعين سنة وما قبل له صلاة لأنه يأتي بما يبطلها الصحابي ذكر هذا لمن رآه يصلي على وجه من الخلل صلى قبل ثلاثة أيام بالحرم بجانبي شخص من المشرق من الهند أو باكستان تظهر عليه علامات الصلاح وجه منور ولحية بيضاء كثَّة وصلى على كرسي وأخذ يوضِّب الكرسي ويقدمه ويؤخره ويزينه إلى رفع من الركوع وسجد الإمام ثم هوى ساجدًا فلما صلينا ما أتى بركعة قلت ترى الركعة الأولى فاتتك قال أنا فيه سجود يعني أدركت السجود معناه أني أدركت.. قلت لا، ما فيه إدراك إلا بالركوع ما هو بالسجود قال لا لا فيه سجود يكفي مثل هذا المسكين يصلي يمكن عمره ثمانين يصلي على هذه الصلاة تفوته الركعة ولا يأتي بركعة على خطر عظيم فعلى فعلى المسلم أن يهتم بدينه وأن ينظر ما أمر به فيحققه على الوجه المشروع أُمِر بالشهادتين يعرف معنى الشهادتين لئلا يأتي بما يناقضهما وهو لا يشعر إذا لم يعرف معنى لا إله إلا الله كيف يحقق لا إله إلا الله؟ إذا لم يعرف ما يناقض لا إله إلا الله فكيف يجتنب ما يناقضها؟ وكذلك شهادة أن محمدًا رسول الله كثير من الناس يشهد أن محمدًا رسول الله ويناقضها بفعله وقوله وكذلك الصلاة تؤمَر بالصلاة وهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين وتخفى عليه أركان الصلاة شروط الصلاة ما يعرفها! مثل هذا المسكين اللي فاتته الركعة ولا جاء بها هل قال أحد بأن الركعة تُدرَك بسجدة؟! ما قاله أحد بل العكس قيل بأنها لا تدرك بالركوع لا بد من إدراك القيام والفاتحة وهذا مذهب معروف المقصود أن على الإنسان أن يهتم بدينه فهو رأس ماله وهو الذي به النجاة بإذن الله "فقل له بيِّن لي هذا الذي فرضه الله عليك وهو إخلاص العبادة لله وهو حقه عليك فإن كان لا يعرف العبادة ولا أنواعها فبينها له بقولك قال الله تعالى {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [سورة الأعراف:55]" {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} [سورة الأعراف:55] فهل تقول له هل الدعاء عبادة والا لا؟ الله أمرك بها؟ {ادْعُواْ رَبَّكُمْ} [سورة الأعراف:55] هذا مأمور به هل هو عبادة والا لا؟ هل يجوز إذا كان عبادة يجوز صرفه لغير الله والا لا؟ يقول "فإذا أعلمته بهذا فقل له هل علمت هذا عبادة لله تعالى" يعني الدعاء فالشيخ مثَّل بالدعاء وبالذبح على ما سيأتي عبادة قولية وعبادة فعلية وهذه من أظهر العبادات القولية وهذه من أظهر العبادات الفعلية طيِّب فقل له "فإذا أعلمته بهذا فقل له هل علمت هذا عبادة لله تعالى فلا بد أن يقول نعم، والدعاء مخ العبادة" وجاء في المسند والسنن «الدعاء هو العبادة» {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} [سورة غافر:60] "فقل له إذا أقررت أنها عبادة ودعوت الله ليلاً ونهارًا تحقيقًا لقوله {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} [سورة الأعراف:55] خوفًا وطمعًا ثم دعوت في تلك الحاجة نبيًّا" حاجة من حاجاتك "نبيًّا أو غيره هل أشركت في عبادة الله غيره" أنت تدعو الله ليل نهار سر وعلانية خوفًا وطمعًا لكن حزبك أمر فلجأت إلى غيره وأنت تقر بأن الدعاء عبادة بل مخ العبادة بل هو العبادة هل أشركت والا ما أشركت؟ وش يبي يقول لا بد أن يقول نعم "فلا بد أن يقول له نعم فقل له إذا علمت بقول الله تعالى {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [سورة الكوثر:2]" فإذا أطعت الله ونحرت له أنت مأمور بالصلاة كما أنك مأمور بالنحر {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ} [سورة الأنعام:162-163] في كل ما تقدم صلاتي ونسكي الذي هو الذبح لا شريك له فيه "فقل إذا علمت بقول الله تعالى فصلِّ لربك وانحر فإذا أطعت الله ونحرت له هل هذا عبادة" أنت مأمور بالنحر قل إن صلاتي ونسكي لله "فلا بد أن يقول نعم فقل له إذا نحرت لمخلوق إذا نحرت لمخلوق نبي أو جني أو غيرهما هل أشركت في هذه العبادة غير الله فلا بد أن يقر ويقول نعم" فلا بد أن يقر ويقول نعم وهذا هو الشرك عينه وقل له أيضًا "وقل له أيضًا المشركون الذين نزل فيهم القرآن هل كانوا يعبدون الملائكة والصالحين واللات وغير ذلك فلا بد أن يقول نعم" هل كانوا يعبدون الملائكة والصالحين واللات ويقال أنه رجل صالح كان يلتّ السويق وغير ذلك "فلا بد أن يقول نعم فقل له وهل كانت عبادتهم إياهم إلا في الدعاء والذبح والالتجاء ونحو ذلك وإلا فهم مقرون أنهم عبيده" يعني الذين يعبدونهم يقرون بأن هؤلاء الصالحين من الملائكة والأنبياء والأولياء واللات وغيره أنهم عبيد لله جل وعلا مسخرون مؤتمرون بأمره منتهون عن نواهي فقل هل كانت عبادتهم إياه إلا في الدعاء والذبح لأمرين لطلب الشفاعة وتقريب زلفى وأنتم تقولون هذا فما الفرق بينكم وبينهم "إلا في الدعاء والذبح والالتجاء ونحو ذلك وإلا فهم مقرون أنهم عبيده وتحت قهره وأن الله هو الذي يدبِّر الأمر ولكن دعوهم والتجأوا إليهم للجاه والشفاعة وهذا ظاهر جدًّا" بل زاد في آخر الزمان من يزعم أن هؤلاء المدعوِّين يتصرفون في الكون يتصرفون في الكون ومن الرافضة من يؤمن بالرجعة رجعة علي في آخر الزمان وأنه لم يمت وأنه في السحاب يصرف الكون ويقوله غلاة الصوفية في أوليائهم ومعبوديهم.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
"كتب أئمة الدعوة ولاسيما الدرر السنية مجموع فيها كلام كثير لهم في هذا المجال وأيضًا مجموعة التوحيد أيضًا فيها أكثر من كتاب في هذا الباب وهناك رسالتان علميتان في هذا الباب الأولى رسالة مكونة من مجلدين للدكتور محماس الجلعود والثانية مجلد واحد للدكتور محمد سعيد القحطاني جمعوا ما قاله أهل العلم في هذا الباب.
الكيمياء من خلال ما كتبه أهل العلم فيه يظهر أنهم يتكلمون عن نوح من السحر كما وصَّفه ابن خلدون في مقدمته وغيره من أهل العلم قالوا إنه علم يتوصل به إلى قلب الأشياء عن حقائقها يقلب الحجر ذهب ويقلب هذه المادة إلى شيء آخر ولذلك نهوا عنه وحذروا منه ولا ينطبق على ما يُدرس الآن لأن هذه حقائق معلومة وأسباب واضحة فهم يتكلمون من خلال ما وصَّفوا به هذا العلم الذي نهوا عنه يتكلمون عن نوع من السحر.
النسخة المطبوعة في دار الرسالة القديمة أول طبعة للكتاب وقد طبع منه ثلاثة مجلدات قبل خمسين سنة محققة ومتقنة لكنها جزء يسير من الكتاب.
حاشية السندي له حواشي على الكتب السبعة له على البخاري وله على مسلم وله على أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وعلى المسند سبع حواشي وهي حواشي مختصرة جدًا يعني قد يستفيد منها طالب العلم في حل لفظ مشكل مستغلِق ممكن وأما المسائل العلمية ودراسة الأحاديث والأحكام عليها هذه لا تفي بالنسبة لهذه المختصرات بشيء.