شرح العقيدة الطحاوية (22)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا واجزه عنا خير الجزاء برحمتك يا أرحم الراحمين، قال الشارح ابن أبي العز رحمه الله تعالى:

وكذلك الفرق بين القراءة التي هي فعل القارئ والمقروء الذي هو قول الباري من لم يهتد له فهو ضال أيضًا ولو أن إنسانًا وجد في ورقة مكتوبًا:

ألا كل شيء ما خلا الله باطل

 

.............................

من خط كاتب معروف لقال هذا من كلام لبيد حقيقة وهذا خط فلان حقيقة وهذا كل شيء حقيقة وهذا حبر حقيقة ولا تشتبه هذه الحقيقة بالأخرى والقرآن في الأصل مصدر فتارة يذَكَّر ويراد به..

يذْكَر يذْكَر.

أحسن الله إليك.

فتارة يذْكَر ويراد به القراءة قال تعالى: ﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼالإسراء: ٧٨ وقال -صلى الله عليه وسلم- «زينوا القرآن بأصواتكم» وتارة يذْكَر ويراد به المقروء قال تعالى: ﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥالنحل: ٩٨ وقال تعالى: ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡالأعراف: ٢٠٤ وقال -صلى الله عليه وسلم- «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف» إلى غير ذلك من الآية والأحاديث الدالة على كل من المعنيين المذكورين فالحقائق لها وجود عيني وذهني ولفظي ورسمي ولكن الأعيان تُعْلم ثم تُذْكر ثم تكتب فكتابتها في المصحف هي المرتبة الرابعة.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، قال الشارح رحمه الله تعالى الفرق بين القراءة والمقروء القراءة التي هي فعل القارئ فعل القارئ يعني تحرك لسانه وشفتيه وإخراج الصوت وتبيين الحروف هذا فعله وفعل العبد مخلوق ﯕﯖﯗﯘﯙالصافات: ٩٦ هذا مخلوق،وأما المقروء الملفوظ به هو كلام الله- جل وعلا- فالتفريق بينهما واضح وظاهر ومثّل الشارح- رحمة الله- عليه ببيت لبيد أو أي كلام تجده مكتوبًا على ورقة تقول هذا كلام فلان، يعني لو وجدت في ورقة مكتوب حديث إنما الأعمال بالنيات فتقول هذا كلام النبي -عليه الصلاة والسلام- بخط فلان إن كنت تعرف الخطاط الكاتب والمداد الذي كتب به والورق الذي كتب فيه أو عليه كل واحد متميز عن الثاني لكن قد يطلق القرآن ويراد به المقروء، ويطلق المقروء ويراد به القرآن هذا حسب السياق، القرآن في الأصل مصدر كما أن القراءة مصدر قرأ يقرأ قراءة وقرآنًا، والقارئ اسم فاعل والمقروء اسم مفعول تارة القرآن الذي هو المصدر يذكر ويراد به القراءة ﭴﭵﭶ الإسراء: ٧٨ المقصود به مصحف الفجر؟! أو القراءة في الصلاة الذي هو أهم أركانها، القراءة.

ضحوا بأشمط عنوان السجود به

 

يقطع الليل تسبيحا وقرآنا

يعني قراءة رضي الله عنه وأرضاه قال «زينوا القرآن بأصواتكم» يعني قراءتكم، وتارة يذكر ويراد به المقروء الذي هو القرآن على حقيقته، وإذا رأيت المصحف تقول هذا قرآن، ومكتوب عليه القرآن الكريم قال تعالى ﮝﮞﮟ النحل: ٩٨ الذي هو كلام الله ﮠﮡﮢﮣﮤﮥ النحل: ٩٨ وقال ﯙﯚﯛ الأعراف: ٢٠٤ الذي نسمعه صوت القارئ واضح، والمقروء الملفوظ به من قِبَل القارئ أيضًا متميز هو كلام الله- جل وعلا- «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف» إلى غير ذلك من الأدلة من كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- في إطلاق القرآن ويراد به المقروء وهذا هو الأصل، فالحقائق لها وجود عيني، شخص أمامك تراه بعينك، وذهني يعني تتخيله وتتصوره في ذهنك، ولفظي يلفظ به ويسمع، ورسمي يكتب، ولوجود هذه الحقائق وكلها حقائق ما يقال هذا حقيقة وهذا مجاز كلها حقائق لا يلتبس بعضها في بعض لكونها كلها حقائق، ضل من ضل فقال أنه ليس عندنا قرآن واحد ولا اثنان ولا ثلاثة بل أربعة قرآنات، المكتوب قرآن، الملفوظ به قرآن، المحفوظ في الصدور قرآن، وهذا ذكره ابن القيم في نونيته ونسبه إلى ابن حزم، ولكن الأعيان تعلم يعني تتصور قبل ثم تذكر هل أنت تتحدث بشيء ما تصورته؟! إذا فعلت ذلك هذا هذيان وليس كلام ينفع وينتفع به، تُعلم ثم تُذكر، إذا ذكرتها لشخص قال: والله ما أحفظ، تكتبها له من أجل أن يرددها حتى يحفظها فكتابتها في المصحف هو المرتبة الرابعة آخر شيء وهو الوجود الرسمي في الحقائق الأربع، يعني إذا قال لك شخص اقرأ علي هذه الآيات وهذا المقطع، رددها علَي تقرأ عليه لكن قال أنا حافظتي ضعيفة اكتب لي، كتبتها له هل بعد ذلك وراه شيء؟

طالب: .............

هو الذي يقرأها خلاص انتهت مهمتك إلا إذا كان لا يقرأ فلا فائدة في الكتابة فكتابتها في المصحف هي المرتبة الرابعة.

طالب: .............

إيه، وجود العيني.. كيف؟

طالب: .............

ماهو؟

طالب: .............

لا،  الحقائق لها حقائق عمومًا لها وجود عيني ماثلة في الأعيان تُرى، وذهني متصورة في الأذهان، وما يتصور في الأذهان فقط لا يمكن أن يُرى في العين أو الأعيان إلا إذا نقل إلى مرتبة أخرى إما يُتلفظ به فتسمعه الآذان أو يُكتب فتراه العين.

طالب: .............

وأما الكلام فإنه ليس بينه.. سم.

وأما الكلام فإنه ليس بينه وبين المصحف واسطة بل هو الذي يُكتب بلا واسطة ذهن ولا لسان والفرق بين كونه في زُبر الأولين وبين كونه في رق منشور أو في كتاب مكنون واضح فقوله عن القرآن ﮧﮨﮩﮪﮫ الشعراء: ١٩٦ أي ذكره ووصفه والإخبار عنه كما أن محمدًا مكتوب عندهم إذ القرآن أنزله الله على محمد لم ينزله على غيره أصلاً ولهذا قال في الزبر ولم يقل في الصحف ولا في الرق لأن الزبر جمع زبور والزبر والزبر هو الكتابة والجمع فقوله ﮧﮨﮩﮪﮫ الشعراء: ١٩٦ أو مزبور الأولين ففي نفس اللفظ واشتقاقه ما يبين المعنى المراد ويبين كمال بيان القرآن وخلوصه من اللبس وهذا مثل قوله ﭹﭺﭻﭼالأعراف: ١٥٧ أي ذكره بخلاف قوله ﮣﮤﮥﮦ الطور: ٣ أو ﯴﯵﯶ البروج: ٢٢ أو ﭖﭗﭘ الواقعة: ٧٨ لأن العامل في الظرف إما أن يكون من الأفعال العامة مثلَ الكون.

مثلُ.

أحسن الله إليك.

مثلُ الكون والاستقرار والحصول ونحو ذلك أو يقدِّر.

يقدَّر.

أحسن الله إليك.

أو يقدَّر مكتوب في كتاب أو في رَق والكتاب تارة يذكر ويراد به..

الكلام الذي هو كلام الله القرآن ليس بينه وبين المصحف واسطة، بل هو الذي يُكتب بلا واسطة، يعني أنت تحضر نسخة إذا كنت غير حافظ وتنقل من هذه إلى هذه من دون أن تمر بمرحلة حفظ لأنك ما حفظت في الذهن يعني أو العكس، أو يكون من حفظك تنقله إلى ورق يقول بل هو الذي يُكتب بلا واسطة ذهن ولا لسان، أنت إذا أردت أن تنقل تقرأ؟ أو إذا أردت أن تكتب تقرأ؟ ما يحتاج إلى واسطة، أنت تنقل من هذا إلى هذا أو تكتب من غير أن تنطق، يعني يمكن في حال الإملاء يكون الكاتب غيرك، يعني كونك تكتب ويكتب غيرك تقرأ ويكتب غيرك هذا غير هذا الذي عندنا، لكن الكلام إذا كتبت أنت فهل أنت تكتب وأنت تقرأ؟ هذا ليس بمستحيل ومن أراد أن يجمع لا إشكال لكن الأصل هل من لازم الكتابة أن تقرأ؟ لا، ليس من لازمها، والفرق بين كونه في زبر الأولين وبين كونه في رق منشور أو في كتاب مكنون واضح قال فقوله عن القرآن ﮧﮨﮩﮪﮫ الشعراء: ١٩٦ أنت إذا فتحت زبر الأولين تجد مصحفا بين الدفتين أو تجد ذكر القرآن، ذكر محمد -عليه الصلاة والسلام- تجد محمدا -عليه الصلاة والسلام- في هذا أو أي شخصية ذكرت في حتى ما ذكر في القرآن أنت تجدهم بأجسامهم، أو تجد ذكرهم، تجد أسماءهم، أو تجد أوصافهم، في المكتبات القرطاسية التي تتعامل مع الطلاب عندهم الآن كتب يسمونها وسائل لإيضاح المعلومات، وسائل إيضاح يسمونها تجد مجلدا بهذا الكبر، تفتحه تجد فيه مجسم حصان، وتجد مجسم دجاجة، وتجد مجسم غزال، هل هو من هذا النوع؟ لا، ليس من هذا النوع فرق بين أن يذكر هذا الحيوان وبين أن يصوّر ويودع في هذا مجسمه، مذكور لكن هل حقيقته التي بكامل أعضائه وحياته ولحمه وشحمه ودمه هو موجود في هذا الكتاب؟ لكن هذه مراتب إذا تصورها الإنسان انحلت عنده كل الإشكالات، الإشكال في الخلط بين هذه الأمور فقوله عن القرآن ﮧﮨﮩﮪﮫ الشعراء: ١٩٦ أي ذكره ووصفه والإخبار عنه كما أن محمد مكتوب عندهم -عليه الصلاة والسلام- يعني اسمه وصفته؛ إذ القرآن أنزله الله على محمد لم ينزله على غيره أصلاً؛ لأنه قد يقول قائل كيف أنزل القرآن على محمد -عليه الصلاة والسلام- وهو موجود في زبر الأولين؛ لأنه قد يحصل اللبس في هذا، يلبس الشيطان، وأهل البدع يلبسون بمثل هذه الشبه، تقول أنزل على محمد القرآن ﮧﮨﮩﮪﮫ الشعراء: ١٩٦ موجود في زبر الأولين نقول موجود اسمه لا عينه حقيقته، لم ينزله على غيره أصلاً ولهذا قال في الزبر ولم يقل في الصحف؛ لأن اللفظ يعني مثل ما قال ﭫﭬﭭ الحاقة: ٤٠ فيها دلالة على أنه مرسل ويحمل رسالة وهو هذا القرآن، فاللفظ له دلالته ما قال إنه لقول نبي لأن اللفظ يدل على حقيقة الآيةﮧﮨﮩ الشعراء: ١٩٦ الزبر الكتابة وتجدون في نهاية المخطوطات زبره فلان بن فلان، انتهى من زبره فلان بن فلان بتاريخ كذا هذا موجود فلا يشكل علينا إذا قرأنا مثل هذا في خواتيم الكتب الخطية القديمة، يعني كتبه وانتهى من كتابتها، ولهذا قال في الزبر ولم يقل في الصحف؛ لأن الزبر الكتابة ولا في الرَق لأن الزبر جمع زبور والزبر هو الكتابة والجمع في رق منشور ﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦ الطور: ١ - ٣ طيب قال في رق فرق بين أن يكون بالنسبة لكتب المتقدمين الأولين ما يمكن أن يكون القرآن في رق في كتب الأولين إلا ذكره، أما القرآن الذي أنزل على محمد فهو مكتوب في صحف، مكتوب في رق، مكتوب في قرطاس، وهكذا، قد يسأل سائل وهذا سؤال جانبي ذكر القرطاس في القرآن، ذكر في سورة الأنعام،

 قد يقول قائل مصنع القرطاس ما وجد إلا في عهد هارون الرشيد إشكال؟

طالب: .............

ليش؟

طالب: .............

الذي وجد في عهد هارون الرشيد الذي يكتب عليه والا القرطاس هذا؟

طالب: .............

تقصد المصنع أو الذي ذكر في القرآن؟

طالب: .............

نعم الذي ذكر في القرآن نص المفسرون على أنه ما يكتب فيه، فالقرآن كتب في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام- وجمع بعده لكن ما أنزل في قرطاس، ما أنزل مكتوبا، وهذا المنفي في سورة الأنعام ما يكتب عليه.

طالب: .............

طيب وجدنا آيات كثيرة مكتوبة على حصى، مكتوبة على عظام، مكتوبة على كذا هذا قرطاس.

طالب: .............

نعم إيه لأن الزبر الكتابة يعني اللفظ مشعر بالمراد مثل الرسول ما قال في رق ولا في صحف، إنما جاء بلفظ يشعر بالمراد وهو الزبر والكتابة، فهو مزبور يعني مكتوب اسمه، ما قال في في صحف الأولين؛ لأن الصحف لا تشعر بالمراد التي هي الكتابة، ومثل ما قيل في الفرق بين النبي والرسول في أول البحث.

طالب: .............

لا، لكن لفظ الرق ما يشعر بالكتابة بخلاف قوله ﮣﮤﮥﮦ الطور: ٣

أو ﯴﯵﯶالبروج: ٢٢ أو ﭖﭗﭘ الواقعة: ٧٨ موجود بجملته في رق منشور بحروفه، سواء كان كاملا أو جزء منه، موجود في رق منشور، ليس ذكره الموجود في الرق المنشور ولا في اللوح المحفوظ، ذكره إنما موجود كله أو بعضه أو كتاب مكنون، موجود كامل في اللوح المحفوظ أو الكتاب المكنون، قال: لأن العامل في الظرف إما أن يكون من الأفعال العامة يعني إذا جارّ ومجرور أو ظرف ماذا يقدر متعلقه؟

طالب: .............

كائن أو مستقر، ويمشي معك في كل الجار في كل جارّ ومجرور يمر بك، أو ظرف يمر بك تقدر كائن أو مستقر ويمشي الكلام؛ لأن العامل في الظرف إما أن يكون في الأفعال العامة مثل الكون والاستقرار والحصول ونحو ذلك أو يقدَّر شيء خاص يدل عليه السياق، يعني إذا جاءك جار ومجرور فإما أن تقدر شيئًا عامًا يصلح مثل الكون والاستقرار، أو تقدر خاصا يناسب السياق، أو يقدر مكتوب في كتاب أو في رَق مكتوب في رق.. سم.

والكتاب تارة يذكر ويراد به محل الكتابة وتارة يُذكر ويراد به الكلام المكتوب.

تقول هذا كتاب لأنه محل الكتابة، وتقول قال ابن أبي العز في كتابه ما الذي يُقصد بذلك؟

طالب: .............

نعم، الكلام المكتوب.

ويجب التفريق بين كتابة الكلام في الكتاب وكتابة الأعيان الموجودة في الخارج فيه.

كتابة الأعيان الموجودة في الخارج هذا مجرد الذكر.

فإن تلك إنما يكتب ذكرها وكلّما تدبر الإنسان هذا المعنى وضح له الفرق وحقيقة كلام الله تعالى الخارجية هي ما يسمع منه أو من المبلغ عنه فإذا سمعه السامع علمه وحفظه فكلام الله مسموع له معلوم محفوظ فإذا قاله السامع فهو مقروء له متلوّ فإن كتبه فهو مكتوب له مرسوم وهو حقيقة في هذه الوجوه كلها لا يصح نفيه والمجاز يصح نفيه فلا يجوز أن يقال ليس في المصحف كلام الله ولا ما قرأ القارئ كلام الله وقد قال تعالى..

يعني في قولهم المجاز يصح نفيه استدل من يقول بنفي المجاز في النصوص؛ لأنه يصح نفيه إذا قيل رأيت أسدًا وأنت ما رأيت أسدا رأيت رجلا شجاعا، لقائل أن يقول كذبت ما رأيت أسدا يصح نفيه، وإذا رأى أسد حقيقة وقال رأيت أسدًا ما يصح نفيه لماذا؟ لأنه حقيقة، الذي يصح نفيه المجاز؛ ولذا يرى شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وجمع من أهل التحقيق أنه لا مجاز في القرآن ولا في النصوص ولا في لغة العرب؛ لأنه ليس في كلام الله ما يصح نفيه ولا في كلام رسوله -عليه الصلاة والسلام- ما يصح نفيه، وأما إثباته ونفيه في لغة العرب فهذه مسألة خلافية لكن تذرّع بها المعتزلة وأهل البدع عمومًا إلى نفي ما يريدون، وأجروا ذلك في لغة العرب وفي كلام الله وكلامه رسوله وتوصلوا إلى مآربهم من خلال المجاز؛ ولذا ذكر ابن القيم- رحمه الله- في الصواعق في كسر الطاغوت، الخامس: الذي هو المجاز كلام ينبغي لطالب العلم أن يُعنى به.

طالب: .............

أما بالنسبة للنصوص فهو راجح بلا شك ما عندنا إشكال في هذا، أما بالنسبة للغة العرب فهم مختلفون فيها، وعلى كل حال الخلاف سهل يعني الأمر سهل.

وقد قال تعالى ﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯ التوبة: ٦ وهو لا يسمع كلام الله من الله وإنما يسمعه من مبلِّغه عن الله والآية تدل على فساد قول من قال إن المسموع عبارة عن كلام الله وليس هو كلامُ الله.

كلامَ كلامَ.

أحسن الله إليك.

وليس هو كلامَ الله فإنه تعالى قال: ﯬﯭﯮﯯ التوبة: ٦ ولم يقل حتى يسمع ما هو عبارة عن كلام الله والأصل الحقيقة.

الأشاعرة والماتريدية حينما يقولون عبارة أو حكاية عن كلام الله، أو حكاية عن كلام الله مرادهم نفي الحقيقة أن يكون كلام الله، ومرادهم بذلك المكتوب والمقروء والمسموع وأن كلام الله حقيقة عندهم الكلام النفسي، الكلام النفسي هو كلام الله ونسمع ونقرأ لبعض العلماء من يقول قال الله تعالى حكاية عن فرعون مثلاً، هل يدخل هذا في كلام المبتدعة؟ ما الفرق؟ الفرق بين أن تكون حكاية عن الله قال فلان حكاية عن الله أو تقول قال الله حكاية عن فلان فالمثبَت إلى الله- جل وعلا- هو قوله كون الكلام منسوب الله- جل وعلا- نسبه إلى فرعون أو غيره ممن تكلم حقيقة.

طالب: .............

على كل حال الأمر سهل يعني في مثل هذا.

ومن قال..

لما أنكر بعض الناس مثل هذا الكلام على بعض المشايخ قال الله حكاية عن كذا أو اشرح ما قاله في الأسئلة ما قاله الله حكاية عن فرعون أو عن موسى أو عن أي من نسب إليه كلام في القرآن، يقول أنت أشبهت الأشاعرة والماتريدية في هذا، فالمسألة عكس القول، قول الله جل وعلا ويحكيه عن فلان أو على لسان فلان، لكن كونك أنت القائل وتحكي كلام الله- جل وعلا- الذي في نفسه، الكلام النفسي هذا هو مذهب المبتدعة.

ومن قال إن المكتوب في المصاحف عبارة عن كلام الله أو حكاية كلام الله وليس فيها كلام الله فقد خالف الكتاب والسنة وسلف الأمة وكفى بذلك ضلالاً وكلام الطحاوي.

يعني إذا لم يكن المعوّل والمستدل به كلام الله وكلام نبيه وكلام سلف هذه الأمة وأئمتها من المقتدي به المصدر من أين؟ يعني المبتدعة ما هي مصادرهم؟ كتب ترجمة عن اليونان وغيرهم فيها قواعد قعدوها مع الأسف يسمون أنفسم حكماء لا شك أنهم عندهم فهم وعندهم ذكاء لكن إذا لم إذا لم تسلك الطريق المستقيم ولو كنت أذكى الناس ما وصلت، لو أردت مكة وذهبت شرقا متى تصل؟ لست بواصل أبدا لأنك ما مسكت الطريق.

وكلام الطحاوي رحمه الله يرد قول من قال إنه معنى واحد لا يتصور سماعه منه وأن المسموع المنزّل المقروء المكتوب ليس كلام الله وإنما هو عبارة عنه فإن الطحاوي رحمه الله يقول كلام الله منه بدأ وكذلك قال غيره من السلف ويقولون منه بدأ وإليه يعود وإنما قالوا منه بدأ لأن الجهمية من المعتزلة وغيرهم..

فيه فرق بين بدا وبدأَ.

طالب: .............

إيه بدا ظهر وبدأَ..

طالب: .............

ابتدأ بدأ يعني ابتدأ فهل المراد بدا أو ابتدأ؟

طالب: ابتدأ يا شيخ ابتدأ.

يعني الله جل وعلا بدأه وابتدأه ومنه بدأ ومنه ظهر إلى عالم الشهود فتلقاه جبريل عليه السلام وأنزله إلى محمد ثم بعده انتشر عنه -عليه الصلاة والسلام-.

فإن الطحاوي رحمه الله يقول كلام الله منه بدأ وكذلك قال غيره من السلف ويقولون منه بدأ وإليه يعود، وإنما قالوا منه بدأ لأن الجهمية من المعتزلة وغيرهم كانوا يقولون إنه خلق الكلام في محل فبدأ الكلام من ذلك المحل فقال السلف منه بدأ أي هو المتكلم به فمنه بدأ لا من بعض المخلوقات كما قال تعالى..

يعني كما قال المعتزلة حينما كلم الله موسى عليه السلام قالوا بدا من الشجرة نسأل الله العافية.

كما قال تعالى ﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ الزمر: ١ وقال ﭨﭩﭪﭫالسجدة: ١٣ وقال ﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶ    النحل: ١٠٢ ومعنى قولهم وإليه يعود أنه.

يعني كل غاية لها بداية ولها نهاية، فالقرآن بدايته من الله ونهايته إليه.

طالب: .............

الكلام ما هو القرآن الكلام.

طالب: .............

وش هو؟

طالب: .............

ليس له بداية وليس من صفة الكلام، وليس من كلامه -عليه الصلاة والسلام- استحق الوصف وليس من خلقه، استحق وصف الخلق صفات أزلية قديمة لكنها متجددة الآحاد قديمة النوع، متجددة الآحاد فهو تكلم في الأزل لئلا يوصف في وقت من الأوقات بالعدم أو بضد الكلام، ولكن الكلام متجدد الآحاد مرتبط بمشيئته جل وعلا فهو يتكلم متى شاء إذا شاء.

طالب: .............

من الله جل وعلا لكن متى هذه البداية؟ الله أعلم، الخلق لا يقدرون على مثل هذه الأمور إلا إذا أوقفنا عليها منه- جل وعلا- هذه أمور فوق طاقتنا وفوق عقولنا، الكيفيات إلى الله- جل وعلا- لما سئل عن كيف استوى؟ مالك وأم سلمة الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة،  الأمر الذي لا يطيقه الإنسان، يعني إذا قال لك ما الذي وراء هذا الجدار هل ستتوقع شيئا؟ كثيرًا ما يصاب الإنسان بخيبة أمل يسمع كلاما في التلفون ثم يتخيل أن هذا أبيض هذا أسمر ثم يتبين العكس تمامًا لأن هذه أمور ما تدرك بالعقل ولا يدل عليه سياق لا قبل ولا بعد.

طالب: .............

بدا يعني ظهر وبدأ ابتدأه الله- جل وعلا- من الذي ابتدأه غيره؟

طالب: .............

القرآن كلام الله قديم النوع، آحاده وأفراده متجددة، هل تظن أن القرآن مع التوراة والإنجيل مع صحف شيث.. لا.

طالب: .............

يعني في آخر الزمان يرفع.

ومعنى قولهم وإليه يعود أنه يرفع من الصدور والمصاحف فلا يبقى في الصدور منه آية ولا في المصاحف كما جاء ذلك في عدة آثار.

كيف يتصور الإنسان نفسه وهوحافظ وعمره كله يردد القرآن ويناجي ربه، ثم يصبح وليس في جوفه آية؟ كيف تتصور الحياة في مثل هذه الحالة؟ أحد شيوخنا عمره الآن في مطلع السبعين قبل ثلاث سنوات سحب من رأسه ماء فُتح الرأس، وعملت له عملية وصل بلي، يسحب الماء يقول حاولت أقرأ وهو من الحفاظ المتقنين أهل القرآن، يقرأ ليل نهار يردده صبحًا وممسى ومهجعًا، حينما أراد أن يقرأ آية وعجز خلاص انتهت حياته، يقول والله إني أخذت أسبوعا كاملا دعوتي لربي أن يعيد القرآن وما تم الأسبوع إلا وقد عاد كما هو، هذا الذي يتصور الخسارة الحقيقية، أما بعض الناس ينسى أو يذكر  الأمر سهل، لكن أمور دينه ما يضيع عنه منها شيء.

طالب: .............

في القيامة في الآخرة يعود إليه.

طالب: .............

إيه نعم.

وقوله بلا كيفية أي لا تعرف كيفية تكلمه به قولاً ليس بالمجاز وأنزله على رسوله وحيًا أي أنزله إليه على لسان الملك فسمعه الملك جبريل من الله وسمعه الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- من الملك وقرأه على الناس قال تعالى: ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ الإسراء: ١٠٦ وقال تعالى..

على مدى ثلاث وعشرين سنة من بداية البعثة من نزول اقرأ إلى آخر آية نزلت عليه -عليه الصلاة والسلام- على الخلاف في ذلك كما هو معلوم.

وقال تعالى ﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦالشعراء: ١٩٣ - ١٩٥ وفي ذلك إثبات صفة العلو لله تعالى.

من قوله ﮘﮙﮚ الشعراء: ١٩٣ نزل به من أعلى وبهذا تثبت صفة العلو لله جل وعلا ﯔﯕﯖﯗ الفرقان: ١ والنزول والتنزيل من علو إلى سفل، يذكرون عن بعض الشعراء المعروفين بالمجون في كتب الأدب ولا نحب أن نسميه أنه نزل به ضيف أو هو عند شخص ساكن ونزل به ضيف فخشي عليه منه، لا يوجد مكان ينام فيه هذا الضيف إلا عنده، فجعل هذا الضيف على السرير والشاعر الذي أشرنا إليه تحت على الأرض، يوم جاء المضيف صاحب المكان لإيقاظهم وجد هذا جنبه، يا خبيث ما الذي.. قال هزني الشوق إلى أبي طوق فتدحرجت من أسفل إلى فوق يتصور مثل هذا؟! هذا صعود وليس نزول.

طالب: .............

وش هو؟

طالب: .............

نعم لكن هذا صاحب هوى وهذا يريد أن يمشي جريمته بنكته لكن معروف أن التنزيل والنزول إنما يكون من أعلى إلى أسفل.

وقد أورد على ذلك أن إنزال القرآن نظير إنزال المطر وإنزال الحديد وإنزال ثمانية أزواج من الأنعام والجواب أن إنزال القرآن فيه مذكور أنه إنزال من الله قال تعالى..

أما ما ذكر صحيح أنه ذكر فيه الإنزال ومن أعلى أيضًا لكن ما فيه أنه من الله.

قال تعالى: ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬ غافر: ١ - ٢ وقال تعالى: ﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ الزمر: ١ وقال تعالى: ﭓﭔﭕﭖﭗ فصلت: ٢ وقال تعالى: ﮝﮞﮟﮠﮡ فصلت: ٤٢ وقال تعالى: ﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ الدخان: ٣ - ٥ وقال تعالى..

وكلها فيها التنصيص على أن التنزيل من الله.

وقال تعالى ﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦ القصص: ٤٩ وقال تعالى: ﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤالأنعام: ١١٤ وقال تعالى ﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶ النحل: ١٠٢ وإنزال المطر مقيد بأنه منزل من السماء.

يعني ليس مقيدا بكونه منزل من الله- جل وعلا- كما جاء في القرآن.

قال تعالى ﮘﮙﮚﮛ الأنعام: ٩٩ والسماء العلو وقد جاء في مكان آخر أنه منزل من المزن والمزن السحاب وفي مكان آخر أنه منزل من المعصرات وإنزال الحديد..

ويبقى إنزال الماء من السماء هل المقصود بالسماء السماء الحقيقية؟ ويدل على ذلك آثار كثيرة، تدل على أن ميكائيل يكيله ويوزعه بأمر الله- جل وعلا- على أقطار الأرض، أو أنه من جهة العلو دون السماء الجرم المعروف إنما من جهة العلو وجهة العلو يقال لها السماء، ثم ما أصله هل هو ماء ينزل على هيئته وكيفيته كذا خُلِق من السماء أو أنه أبخرة تتصاعد من البحار وتتكثف في الجو ثم تنزل؟ أهل الهيئة يقولون أنه أبخرة وهذا قول معروف في القِدَم من حكماء الأمم المتقدمة وتلقاه عنهم العرب حتى قال الشاعر:

شربن بماء البحر ثم ترفعّت

 

متى لجج لهن نئيج

يعني السحب تشرب من ماء البحر ثم ترتفع إلى طبقات الجو الباردة ثم تتكثف هذه الأبخرة ثم بعد ذلك تنزل يعني كلام ليس بجديد، وابن القيم كأنه يشير إلى شيء من هذا يوافقهم على هذا، لكن هناك آثار مروية عن جمع من السلف وفيها شيء يؤتى به مرفوعًا لكن في صحته ما فيها، لكن يبقى أن الأمر فيه سهل، يعني خلاف؛ لأن كلمة السماء مشتركة بين الجرم المعروف وبين.. نعم من وصله أو توصل إلى الحقيقة بالأدلة التي يجزم بها ويقطع بها هذا له ذلك، والذي يخفى عليه مثل هذه الأمور وعلومه لا تصل إلى مثل هذا يسلّم والله أعلم بالمراد وينتهي ولا هو مسؤول عنها في قبره المهم أن الماء نزل ﮏﮐﮑﮒﮓﮔ الفرقان: ٤٨ وهو مبارك حديث عهد بربه، حتى أحيانًا بعض النصوص تجعل الإنسان يشكك فيما تتابعوا عليه على أنه أبخرة ثم بعد ذلك أكثر الأمطار في الشتاء الذي تكون الشمس فيه باردة، لماذا ما تكون الأمطار في الصيف الذي تكون الشمس فيه حارة محرقة تبخر مضبوط ليس مثل شمس الشتاء ونحن نتكلم بهذا ولا علم لنا بهذا الفن، لكن الإنسان يبدي ما عنده بحث ما هو إلزام، يبديه بحثًا مع طلاب علم، أنا أقول هذه المسألة ليست من المسائل التي يؤثم فيها الإنسان أو يؤتى فيها الأجر مرتين أو مرة هذه من أمور الدنيا الله أعلم.

طالب: .............

هو أنت إذا أثبتّ أن ميكائيل يكيل في السماء وينزل من السماء الجرم المعروف تنزلت عليه النصوص الواردة في ذلك سواء كانت المرفوعة وفيها ما فيها أو الموقوفات والآثار لكن هم ينفون، يقولون لا يوجد شيء ينزل من السماء، علماء الهيئة يقولون لا يوجد كلها من البحار.

طالب: .............

هذا مما يشكل عليهم جدًا.

طالب: .............

تبقى أن السماء مشتركة بين جهة العلو والجرم المعروف، ومثل ما قلنا المسألة ترى سهلة يعني سواء كانت هذه أو تلك ما يمتحن فيها الإنسان في الآخرة.

طالب: .............

الاستمطار، عندك الاستمطار الآن يحاولون أن يستمطروا بأنفسهم؛ بحيث يقولون في يوم من الأيام لسنا بحاجة إلى مطر، والخمس التي لا يعلمها إلا الله تطاول الناس عليها كلها ما تركوا لقول الله شيء ولو نظرنا في الواقعة ﯝﯞﯟﯠ الواقعة: ٧٠ جعلنا ما قال لجعلناه لأن ما فيه يدعي أن له فيه تصرف واضح، ليس لأحد تصرف ولا يمكن أن يدعيه أحد صادق لأنه لو احتاج لو قدر أنه سيدعيه أحد لقال لجعلناه مثل ﮣﮤ الواقعة: ٦٥ لأن المخلوق له يد في الزراعة.

وإنزال الحديد والأنعام مطلق فكيف يشتبه هذا الإنزال بهذا الإنزال وهذا الإنزال بهذا الإنزال فالحديد إنما يكون من المعادن التي فيها الجبال.

في الجبال.

أحسن الله إليك.

التي في الجبال وهي عالية على الأرض وقد قيل إنه كلما كان معدنه أعلى كان حديده أجود والأنعام تُخلق بالتوالد المستلزم إنزال الذكور الماء من أصلابها إلى أرحام الإناث.

نعم لأن الذكور تعلو على إناثها.

ولهذا يقال أنزل ولم يُنزِل ثم الأجنة تنزل من بطون الأمهات إلى وجه الأرض.

ولذا في المرأة في الأنثى هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ ما قال إذا أنزلت نعم إذا أنزلت قال «نعم، إذا رأت الماء».

ومن المعلوم أن الأنعام تعلو فحولها إناثُها.

إناثَها إناثَها.

أحسن الله إليك.

ومن المعلوم أن الأنعام تعلو فحولها إناثَها عند الوطء وينزل ماء الفحل من علو إلى رحم الأنثى وتلقي ولدها عند الولادة من علو إلى سفل وعلى هذا فيحتمل قوله ﭙﭚﭛﭜالزمر: ٦ وجهين.

(قوله) فاعل أو نائب فاعل؟

طالب: .............

فيحتمل قوله، القول يحتمل وجهين.

أحدهما أن تكون من لبيان الجنس، الثاني أن تكون مِن لابتداء الغاية وهذان الوجهان يحتملان في قوله يُحتملان في قوله.

هل هناك احتمال ثالث أن تكون للتبعيض؟

طالب: لا.

لا ﮤﮥﮦ الإسراء: ٨٢ بيان جنس أو تبعيض؟

طالب: .............

طيب ﯩﯪﯫﯬ     الحج: ٣٠.

طالب: .............

هذا خاتم من حديد.. عندكم الجنس يقول أهل العلم قد يكون الجنس مشربًا بتبعيض أو العكس، ويختلف في (من) في بعض المواضع هل هي لبيان الجنس أو للتبعيض والذي يؤيد هذا أو ذاك السياق لكن ﮤﮥﮦ الإسراء: ٨٢ من أهل العلم من يقول تبعيض ﮧﮨﮩالإسراء: ٨٢ فيكون من القرآن ما هو أحكام، من القرآن ما هو عقائد، من القرآن ما هو آداب، من القرآن ما هو شفاء وعلاج، ومن القرآن كذا وكذا، يعني لو جيء لك بولد، جاءك شخص بولد مريض أو شيء من هذا ما تقرأ عليه؟ ﮈﮉﮊﮋﮌﮍ المسد: ١ إذا نقول جنس اقرأ ﮈﮉﮊﮋ المسد: ١.

طالب: .............

وش هو؟

طالب: .............

أنا أقول أن هذا القول قيل به وإن كان الأكثر على أنها لبيان الجنس وأن القرآن كله شفاء.

وهذا الوجهان يحتملان في قوله جعل لكم من أنفسكم أزواجًا ومن الأنعام أزواجًا وقوله وصدقه المؤمنون على ذلك حقا الإشارة إلى ما ذكره من التكلم على الوجه المذكور وإنزاله أي هذا قول الصحابة والتابعين لهم بإحسان وهم السلف الصالح وأن هذا حق وصِدق وقوله وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة ليس بمخلوق ككلام البرية رده على المعتزلة وغيرهم بهذا القول ظاهر وفي قوله بالحقيقة رد على من قال إنه معنى واحد قائم بذات الله لم يُسمع منه وإنما هو الكلام النفساني لأنه لا يقال لمن قام به الكلام النفساني ولم يتكلم به إن هذا كلام حقيقة وإلا..

ﯬﯭﯮﯯالتوبة: ٦ يسمع الكلام النفساني؟! يمكن يسمع الكلام النفساني؟! الله المستعان، والله الأخرس في نفسه كلام، في نفسه شيء يدور لو كان ناطقًا لتكلم به.

ولزم ألا يكون وإلا للزم أن يكون الأخرس متكلمًا ولزم ألا يكون الذي في المصحف عند الإطلاق هو القرآن ولا كلام الله ولكن عبارة عنه ليست هي كلام الله كما لو أشار أخرس إلى شخص بإشارة فهم بها مقصوده فكتب ذلك الشخص عبارته عن المعنى الذي أوحاه إليه ذلك الأخرس.

الآن الصم يفهمون ويُفهم عنهم لكن هل يفهمون بكلام أو بإشارات؟ إشارات لا يمكن أن يقال هذا كلام.

طالب: .............

لأنه مفهم، يعني في تعريف الكلام اللفظ المركب المفيد بالوضع، الكلام اللفظ يعني الملفوظ به، المركب من أكثر من كلمة، مفيد فائدة يحسن السكوت عليها، بالوضع هل المقصود به بالوضع العربي أو بالقصد؟

طالب: .............

خلاف لأنك تسمع مثلاً النائم يتكلم بكلام مفهوم أو من طير يتكلم بكلام مفهوم لكن هل هو يقصد مثل هذا الكلام؟ على هذا هل يسمى كلاما مثل هذا أو لا؟ وإذا قلنا بالوضع العربي أخرجنا كلام الأعاجم كلهم من اسم الكلام، والكلام عند اللغويين شيء والكلام عند النحاة شيء والكلام عند الفقهاء شيء معروف هذا تفصيله.

فالمكتوب هو عبارة ذلك الشخص عن ذلك المعنى وهذا المثل مطابق غاية المطابقة لما يقولونه وإن كان الله تعالى لا يسميه أحد أخرس لكن عندهم أن الملك فهم منه معنى قائمًا بنفسه لم يسمع منه حرفًا ولا صوتًا بل فهم معنى مجردا ثم عبّر عنه فهو الذي أحدث نظم القرآن وتأليفه العربي أو أن الله خلق في بعض الأجسام كالهواء الذي هو دون الملك هذه العبارة ويقال لمن قال إنه معنى واحد هل سمع موسى عليه السلام جميع المعنى أو بعضه؟ فإن قال سمعه كله فقد زعم أنه سمع جميع كلام الله وفساد هذا ظاهر وإن قال بعضه فقد قال يتبعّض وكذلك كل من كلّمه الله أو أنزل إليه شيئًا من كلامه.

وهذا ينقض أصولهم أن كلام الله واحد تكلم في الأزل وانتهى.

طالب: .............

دون الملك يعني الله خلقه في الهواء الذي بينه وبين الملك فالتقطه الملك من هذا الكلام، سمعه من هذا الهواء مثل ما قيل في الشجرة.

ولما قال تعالى للملائكة ﭕﭖﭗﭘﭙﭚالبقرة: ٣٠ ولما قال لهم ﮩﮪ البقرة: ٣٤ وأمثال ذلك هل هذا جميع كلامه أو بعضه فإن قال إنه جميعه فهذا مكابرة وإن قال بعضه فقد اعترف بتعدده وللناس في مسمى الكلام والقول عند الإطلاق أربعة أقوال أحدها أنه يتناول اللفظ والمعنى جميعًا.

لما أراد الله- جل وعلا- من الملائكة أن يسجدوا لآدم وخاطبهم وأمرهم بذلك، هل خاطبه بجميع كلامه؟ خاطبهم بجميع كلامه؟ أو بما يخصهم من كلام ويناسبهم يعني ما تدري وين العقول التي تزعم مثل هذا الكلام- نسأل الله العافية-.

أحدها أنه يتناول اللفظ والمعنى جميعًا كما يتناول لفظ الإنسان للروح والبدن معًا، وهذا قول السلف، الثاني: أنه اسم للفظ فقط والمعنى ليس جزءًا مسماه بل هو مدلول مسماه وهذا قول جماعة من المعتزلة وغيرهم، الثالث: أنه اسم للمعنى فقط وإطلاقه على اللفظ مجاز لأنه دالٌّ عليه وهذا قول ابن كلاب ومن اتبعه، الرابع: أنه مشترك بين اللفظ والمعنى وهذا قول بعض المتأخرين من الكُلَّابية، ولهم قول ثالث يُروى عن أبي الحسن أنه مجاز في كلام الله حقيقة في كلام الآدميين لأن حروف..

لأن الكلام المسموع المركّب من أصوات يُنسب إلى الله- جل وعلا- عندهم على سبيل المجاز لأنهم المتقرر عندهم أن كلام الله ليس بصوت يسمع ولا حروف ولا مركب من حروف، قالوا إطلاق الكلام عليه مجاز؛ لأنهم إذا قالوا إن الكلام المراد به النفسي وعلى الكلام تترتب أحكام وآثار أن هذه الصلاة لا يصلح فيها كلام الناس، يدخل في ذلك حديث النفس والهواجس والخواطر ومن يسلم منها إذًا صلاة الناس كلهم باطلة.

طالب: .............

الأول أنه يتناول اللفظ والمعنى جميعًا كما يتناول لفظ الإنسان للروح والبدن معًا، وهذا قول السلف، والرابع مشترك بحيث يطلق على هذا مجردًا وعلى هذا مجردًا لا على جهة الاجتماع، هذا الفرق كما يقال العين لفظ مشترك تطلق على الباصرة وتطلق على الذهب وتطلق على الجارية وتطلق على كذا..

ولهم قول ثالث يروى عن أبي الحسن أنه مجاز في كلام الله حقيقة في كلام الآدميين لأن حروف الآدميين تقوم بهم فلا يكون الكلام قائمًا بغير المتكلم بخلاف كلام الله فإنه لا يقوم عنده بالله فيمتنع أن يكون كلامه وهذا مبسوط في موضعه وأما من قال إنه معنى واحدًا واستدل عليه..

واحدٌ وراه واحدا؟َ

أحسن الله إليك عندي موضوعة كذا.

لا لا خبر إن.

واستدل عليه بقول الأخطل:

إن الكلام لفي الفؤاد وإنما

 

جعل اللسان على الفؤاد دليلا

فاستدلال.

أولاً: هذا البيت ليس في ديوانه ولا في نسخة من نسخه، الأمر الثاني: صرح أو حكم بعض من له عناية بالعربية وأشعار العرب أن هذا البيت مصنوع لا تثبت نسبته إلى الأخطل، الأمر الثالث: أن الأخطل نصراني والنصارى قولهم في الكلام باطل ننظر في تفسيرهم عيسى كلمة الله والمؤلف يتطرق إليها.

طالب: .............

الأخير آخر شيء ابن كلاب القول الثالث والرابع ولهم قول ثالث الكلابية.

طالب: .............

الثالث والرابع والقول الثالث الذي نسبه لأبي الحسن مما روي عن أبي الحسن الأشعري ويوافق فيه الكلابي.

فاستدلال فاسد ولو استدل مستدل بحديث في الصحيحين لقالوا هذا خبر واحد ويكون مما اتفق العلماء على تصديقه وتلقيه بالقبول والعمل به فكيف وهذا البيت قد قيل إنه مصنوع منسوب إلى الأخطل وليس هو في ديوانه وقيل إنما قال "إن البيان لفي الفؤاد" وهذا أقرب إلى الصحة وعلى تقدير صحته عنه فلا يجوز الاستدلال به فإن النصارى قد ضلوا في معنى الكلام وزعموا أن عيسى عليه السلام  نفس كلمة الله واتحد اللاهوت بالناسوت أي شيء من الإله بشيء من الناس أفيستدل بقول نصراني قد ضل في معنى الكلام على معنى الكلام ويترك ما يعلم من معنى الكلام في لغة العرب؟! وأيضًا فمعناه غير صحيح إذ لازمه أن الأخرس يسمى متكلمًا لقيام الكلام بقلبه وإن لم ينطق به ولم يُسمع منه والكلام على ذلك مبسوط في موضعه وإنما أشير إليه إشارة وهنا معنى عجيب وهو أن هذا القول له شبه قوي بقول النصارى القائلين باللاهوت والناسوت فإنهم يقولون كلام الله هو المعنى القائم بذات الله.

يعني مثل عندهم عيسى فيه شوب ألوهية وشوب عبودية، فما يتعلق بالألوهية جعلوه لاهوتا وما يتعلق بالعبودية جعلوه ناسوتا فهو خليط من هذين الأمرين، وكيف يتصور أن الإنسان عابد في نفسه معبود عابد ومعبود في آن واحد؟ إله يستحق العبادة وناسوت من الناس فرض عليه أن يعبد الله- جل وعلا- ولا يجوز له أن يصرف له شيء من الألوهية لكنهم ضلوا في هذا.

طالب: .............

عندهم الاتحادية.

طالب: .............

عندهم اتحادية، اتحد اللاهوت بالناسوت عندهم أو الحلول.

أحسن الله إليك.

فغنهم يقولون كلام الله هو المعنى القائل بذات الله الذي لا يمكن سماعه وإنما النظم المسموع مخلوق فإفهام المعنى القديم بالنظم المخلوق يشبه امتزاج اللاهوت بالناسوت الذي قالته النصارى في عيسى عليه السلام فانظر إلى هذا الشبه ما أعجبه ويرد قول من قال بأن الكلام بأن الكلام هو المعنى القائم بالنفس قوله -صلى الله عليه وسلم- «إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس» وقال «إن الله يحدّث».

يحدِث.

«إن الله يحدِث من أمره من يشاء وإن مما أحد ألا تكلموا في الصلاة» واتفق العلماء على أن المصلي إذا تكلم في الصلاة عامدًا لغير مصلحتها بطلت صلاته واتفقوا كلهم على أن ما يقوم بالقلب من تصديق بأمور دنيوية وطلب لا يبطل الصلاة وإنما يبطلها التكلم بذلك فعُلم اتفاق المسلمين على أن هذا ليس بكلام.

ولو كان كلامًا ودخل في حديث «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها كلام الناس» أظن ما تصح صلاة؛ لأنه لا يخلو إنسان من خواطر وهواجس وحديث نفس مقل ومكثر وجاء «لا يحدّث فيهما نفسه» لكن هذا أندر من النادر.

وأيضًا ففي الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال «إن الله تجاوز لأمتي عما حدّثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل به» فقد أخبر أن الله عفا عن حديث النفس إلا أن تتكلم ففرق بين حديث النفس وبين الكلام وأخبر أنه لا يؤاخذ به حتى يتكلم به والمراد حتى ينطق به اللسان باتفاق العلماء فعلم أن هذا هو الكلام في اللغة لأن الشارع إنما خاطبنا بلغة العرب وأيضًا ففي السنن أن معاذًا رضي الله عنه قال يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال «وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم» فبين أن الكلام.

بعد أن قال له النبي -عليه الصلاة والسلام- «ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم» وفي رواية «على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم».

احذر لسانك أيها الإنسان

 

لا يلدغنك إنه ثعبان

فبيّن أن الكلام إنما هو باللسان فلفظ القول والكلام وما تصرف منهما من فعل ماضٍ ومضارع وأمر واسم فاعل إنما يُعرف في القرآن والسنة وسائر كلام العرب إذا كان لفظًا ومعنى ولم يكن في مسمى الكلام نزاع بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان وإنما حصل النزاع بين المتأخرين من علماء أهل البدع ثم انتشر ولا ريب..

فلفظ القول والكلام لا شك أن القول عند النحاة أعم من الكلام لأنه يطلق على المفيد وغير المفيد.

ولا ريب أن مسمى الكلام والقول ونحوهما ليس هو مما يحتاج فيه إلى قول شاعر فإن هذا مما تكلم به الأولون والآخرون من أهل اللغة وعرّفوا معناه.

وعرَفوا وعرَفوا.

أحسن الله إليك.

وعرَفوا معناه كما عرفوا مسمى الرأس واليد والرجل ونحو ذلك.

هل يختلف الناس في معنى العطاس مثلاً، ما معنى العطاس؟ هل تختلف الأمم والشعوب في كيفية الضحك أو البكاء؟ هذا أمر تواطأت عليه الأمم وعرفه الناس كلهم صغيرهم وكبيرهم ولا يحتاجون أن يفرّق لهم بين هذا وذاك.

ولا شك أن من قال إن كلام الله معنى واحد .

واحدٌ.

أحسن الله إليك.

معنى واحدٌ قائم بنفسه تعالى وإن المتلوّ المحفوظ المكتوب المسموع من القارئ حكاية كلام الله وهو مخلوق فقد قال بخلق القرآن في المعنى وهو لا يشعر فإن الله تعالى يقول: ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩ الإسراء: ٨٨ أفْتراه أفَتراه سبحانه وتعالى يشير إلى ما في نفسه أو إلى هذا المتلوّ المسموع.

هل له أن يتحدى العرب أن يأتوا بمثله أو بعشر سور أو بسورة بما في نفسه يتحداهم بهذا؟! مستحيل وإذا تحداهم بما عبّر به غيره عنه من ملك أو نبي، كلام بشر يعارض بكلام بشر وهو في هذه الحالة ما عورض كلام الله فكيف يحصل به التحدي؟!

أفَتراه سبحانه وتعالى يشير إلى ما في نفسه إلى هذا المتلوّ المسموع ولا شك أن الإشارة إنما هي إلى هذا المتلوّ المسموع إذ ما في ذات الله غير مشار إليه ولا منزل..

ﭢﭣﭤﭥﭦ الإسراء: ٨٨ بمثله، والإشارة إنما تكون إلى موجود في الأعيان والموجود في الأذهان لا يمكن الإشارة إليه إلا إذا كان قريبًا من الوجود في الأعيان، الآن إذا ألف شخص كتابا كتب المقدمة أما بعد فهذا كتاب في شرح كذا وكذا أو في فن كذا وكذا، لا بد أن يكون موجودا في الأعيان من أجل أن يشير إليه ويكون الكلام حقيقيا إذا كانت كتابة المقدمة بعد تمام الكتاب، أما إذا كان يكتب الكتاب يكتب المقدمة والكتاب ما أُلِّف بعد فكيف يشير إلى شيء

غير موجود في الأعيان؟

ولا شك أن الإشارة إنما هي إلى هذا المتلو المسموع إذ ما في ذات الله غير مشار إليه ولا منزل ولا متلو ولا مسموع وقوله لا يأتون بمثله أفَتراه سبحانه يقول لا يأتون بمثل ما في نفسي مما لم يسمعوه ولم يعرفوه وما في نفس الباري عز وجل لا حيلة إلى الوصول إليه ولا إلى الوقوف عليه فإن قالوا إنما أشار إلى حكاية ما في نفسه وعبارته وهو المتلو المكتوب المسموع فأما أن يشير إلى ذاته فلا فهذا صريح القول بأن القرآن مخلوق بل هم في ذلك أكفر من المعتزلة.

لأن المتلو والمكتوب المسموع المتلو المكتوب المسموع هم لا يشيرون إلى حقيقة القرآن المضاف إلى الله- جل وعلا- إنما يشيرون إلى ما وجد في الأعيان مما هو عبارة عن كلام الله أو حكاية عنه المتمثلة في المكتوب الذي هو الملفوظ به الذي هو فعل المخلوق.

طالب: أحسن الله إليك من يقصد بهم بل هل هم الأشاعرة؟

إيه الأشاعرة الذي يقولون هذه عبارة وحكاية.

بل هم في ذلك أكفر من المعتزلة، فإن حكاية الشيء مثله وشبهه وهذا تصريح بأن..

وإذا كانت مثله صارت غيره.

وهذا تصريح بأن صفات الله تعالى محكية ولو كانت هذه التلاوة حكاية لكان الناس قد أتوا بمثل كلام الله فأين عجزهم؟ ويكون التالي في زعمهم قد حكى بصوت وحرف ما ليس بصوت وحرف وليس القرآن إلا سورًا مسوّرة وآيات مسطّرة في صحف مطهرة قال تعالى ﭖﭗﭘﭙﭚهود: ١٣ وقال..

مقتضى قولهم أن هذا حكاية أو عبارة عن كلام الله، أنه مثل كلام الله وليس هو، وقد أثبتوا ما تحدى الله به مما عجز عنه العرب أثبتوا أنه وجد المثل ﭣﭤﭥ الطور: ٣٤ فائتوا بعشر سور مثله} إذا قلت حكاية أو عبارة صار غير كلام الله، وإذا رتبت عليه الأحكام صار مثل كلام الله ونظير كلام الله فأثبتوا ما مقتضى الإلزام نفيه لأنه ألزمهم بذلك وعجزوا عن ذلك.

وقال تعالى: ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢ العنكبوت: ٤٩ وقال تعالى ﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉعبس: ١٣ - ١٤ ويُكتب لمن قرأه بكل حرف منه عشر حسنات قال -صلى الله عليه وسلم- «أما إني لا أقول ﭑﭒ البقرة: ١ حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف» وهو المحفوظ في صدور الحافظين المسموع من ألسن التالين قال الشيخ حافظ الدين النسفي رحمه الله في المنار إن القرآن..

المنار متن صغير جًدا عند الحنفية في أصول الفقه وللحنفية به عناية، شرح بعشرات الشروح المختصرة والمطولة والحواشي، والمقصود أن الكتاب هذا مخدوم خدمات يقل نظيرها في المتون.

إن القرآن اسم للنظم والمعنى وكذا قال غيره من أهل الأصول وما ينسب إلى أبي حنيفة رحمه أن من قرأ في الصلاة بالفارسية أجزأه فقد رجع عنه وقال لا تجوز القراءة مع القدرة بغير العربية وقالوا لو قرأ بغير العربية فإما أن يكون مجنونًا فيداوى أو زنديقًا فيُقتل لأن الله تكلم به بهذه اللغة والإعجاز حصل بنظمه ومعناه وقوله ومن سمع..

ومع ذلك الحاجة داعية إلى أن تترجم معانيه لغير المسلمين من أجل أن يفهم عن الله أو من حديثي الإسلام حتى يتمكن الإيمان من قلوبهم ويسعون أو يسعوا إلى حفظه والعناية به.

طالب: .............

وش لون؟

طالب: .............

لا، الذي حكاه من تلقاه مما خلقه فيه من الهواء أو من الشجرة أو من.. هذا الذي حكاه.

وقوله ومن..

هم إثبات صفة الكلام لله إلا على الوجه الذي يرونه.

وقوله ومن سمعه وقال إنه كلام البشر فقد كفر لا شك في تكفير من  أنكر أن القرآن كلام الله بل قال إنه كلام محمد أو غيره من الخلق ملكًا كان أو بشرًا وأما إذا أقرّ أنه كلام الله ثم أوّل وحرّف فقد وافق قول من قال إن هذا إلا قول البشر في بعض ما به كفْر.

كفَر.

أحسن الله إليك.

في بعض ما به كفَر.

وافقه في بعض ما من أجله كُفّر وبه كفر.

طالب: .............

لا لا، كفَر، سياق الكلام كفَر.

وأولئك الذين استزلهم الشيطان وسيأتي الكلام عليه عند قول الشيخ ولا نكفّر أحدًا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله إن شاء الله تعالى وقوله لا يشبه قول البشر يعني أنه أشرف وأفصح وأصدق، قال تعالى ﭟﭠﭡﭢﭣﭤالنساء: ٨٧ وقال تعالى ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩ الإسراء: ٨٨ وقال تعالى: ﭕﭖﭗﭘﭙ هود: ١٣ وقال تعالى ﯖﯗﯘﯙ يونس: ٣٨.

ولم يحصل التحدي بالآية، حصل بالسورة، وعشر سور، وبه كاملاً ولم يحصل التحدي بالآية لأن الآية قد تكون مركبة من كلمة واحدة أو من مثل ﭞﭟﭠ المدثر: ٢١ﯳﯴ الرحمن: ٦٤ البشر لا يعجزون أن يقول أي إنسان يقول ﭞﭟﭠ المدثر: ٢١ فلا يحصل التحدي بهذا لكن ﭞﭟﭠ المدثر: ٢١ هذه الآية في سياقها بعد ما تقدمها وقول ما يأتي بعدها إعجاز لا يقوم مقامها غيرها.

فلما عجزوا وهم فصحاء العرب مع شدة العداوة عن الإتيان بسورة مثله تبين صدق الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه من عند الله وإعجازه من جهة نظمه ومعناه لا من جهة أحدهما فقط هذا مع أنه قرآن عربي غير ذي عوج بلسان عربي مبين أي باللغة العربية فنفي المشابهة من حيث التكلم.

ووجود بعض الكلمات بغير العربية لا يخرجه عن كونه عربيًا، مع أن بعضهم كالإمام الشافعي ينفي مطلقًا أن توجد كلمة بغير العربية، وإذا تكلم بعض الأعاجم ببعض الكلمات مما في القرآن فيكون هذا مما توافقت فيه اللغات ولا يكون من لغة الأعاجم.

هذا مع أنه قرآن عربي غير ذي عوج بلسان عربي مبين أي باللغة العربية فنفي المشابهة من حيث التكلم ومن حيث النظم والمعنى لا من حيث الكلمات والحروف وإلى هذا وقعت الإشارة بالحروف المقطعة في أوائل السور.

لا من حيث الكلمات والحروف؛ لأنه مركّب من كلمات نطقت بها العرب، مركب من حروف نطقت بها العرب ما حصل التحدي بالكلمات والحروف إنما حصل بالتركيب والمعنى.

وإلى هذا وقعت الإشارة بالحروف المقطعة في أوائل السور أي أنه في أسلوب كلامهم وبلغتهم التي يتخاطبون بها، ألا ترى أنه يأتي بعد الحروف المقطعة بذكر القرآن كما في قوله تعالى: ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜ البقرة: ١ - ٢ وقوله ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦ آل عمران: ١ - ٣ الآية وقوله ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠ الأعراف: ١ - ٢.

ولذلك لا تجد سورة مفتتحة بالحروف المقطعة إلا ويُذكر القرآن بعد هذه الحروف إشارة إلى أن هذا القرآن مركّب من هذه الحروف.

طالب: .............

أحسب الناس؟

طالب: .............

يأتي ذكر القرآن.

وقوله ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗ يونس: ١ وكذلك الباقي ينبههم أن هذا الرسول الكريم لم يأتكم بما لا تعرفونه بل خاطبكم بلسانكم ولكن أهلَ..

ولكنّ لأنك إذا خففت قل العمل.

..............................

 

وخففت إن فقل العمل

وأخواتها مثلها.

ولكنّ أهلَ المقالات الفاسدة يتذرعون بمثل هذا إلى نفي تكلم الله به وسماع جبريل منه كما يتذرعون بقوله تعالى: ﭡﭢﭣﭤالشورى: ١١ إلى نفي الصفات وفي الآية ما يرد عليهم قولهم وهو قوله تعالى: ﭥﭦﭧﭨ الشورى: ١١ كما في قوله تعالى: ﯗﯘﯙ يونس: ٣٨ ما يرد على من ينفي الحرف فإنه قال ﯗﯘ يونس: ٣٨ ولم يقل  فائتوا بحرف أو بكلمة واقصُر..

وأقصر.

وأقصر سورة في القرآن ثلاث آيات ولهذا قال أبو يوسف ومحمد رحمهما الله إن أدنى ما يجزئ في الصلاة ثلاث آيات قصار أو آية طويلة لأنه لا يقع الإعجاز بدون ذلك والله أعلم.

تابع لكلام الله مقطع قصير نقف على الرؤية.

إيه أحسن الله إليك يا شيخ.

لأن الفاصل طويل جدًا يعني أربعة أشهر وهذا فيه.

قوله ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر فمن أبصر هذا اعتبر وعن مثل قول الكفار انزجر وعلم أن الله بصفاته ليس كالبشر، لما ذكر فيما تقدم أن القرآن كلام الله حقيقة منه بدا نبّه بعد ذلك على أنه تعالى بصفاته ليس كالبشر نفيًا للتشبيه عقيب الإثبات، يعني أنه تعالى وإن وُصف بأنه متكلِّم لكن لا..

رد على المبتدعة الذين يرون أن الإثبات يلزم منه التشبيه.

لكن لا يوصف بمعنى من معاني البشر التي يكون الإنسان بها متكلمًا، فإن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وما أحسن المثل المضروب للمثبت للصفات من غير تشبيه ولا تعطيل باللبن الخالص السائغ للشاربين يخرج من بين فرث التعطيل ودم التشبيه والمعطل يعبد..

يعني وسط بين طرفي نقيض كما صفة أهل السنة والجماعة وصفة المسلمين بين الأمم.

والمعطّل يعبد عدمًا والمشبّه يعبد صنمًا ويأتي في كلام الشيخ ومن لم يتوقّ النفي والتشبيه زل ولم يصب التنزيه، وكذا قول: وهو بين التشبيه والتعطيل أي دين الإسلام، ولا شك أن التعطيل شرٌّ من التشبيه لما سأذكره إن شاء الله.

لأن التعطيل ينفي وجود الخالق بالكلية؛ لأنه كيف أثبت شيئا لا صفات له ولا أسماء ولا.. عدم بينما التشبيه مع أنه مخالف لنصوص الكتاب والسنة وفيه نوع امتهان للخالق- جل وعلا- المنزه عن مشابهة المخلوقين، لكنه أقل الأحوال يعبد موجودا لا يعبد عدما، وكلاهما ضلال ومخالف لنصوص الكتاب والسنة، وكل من المشبه والمعطّل على خطر عظيم، فإذا جاء- الله جل وعلا- بالصفة التي يعرفها الموحدون بما عندهم من نصوص تثبت هذه الصفات التي اتصف بها- جل وعلا- واعتقدوها سجدوا له لكن المعطّل؟! كيف يعرف الله- جل وعلا- بصفاته وهو يعطّل الصفات؟! أو يشبه كيف يعرف الله- جل وعلا- كيف يسجد له وهو لا يعرفه؟! اللوازم خطيرة وعظيمة جدًّا.

ولا شك أن التعطيل شرٌّ من التشبيه لما سأذكره إن شاء الله تعالى وليس ما وصف الله به نفسه ولا ما وصفه به رسوله تشبيها، بل صفات الخالق كما يليق به وصفات المخلوق كما يليق به وقوله..

إذا كانت المخلوقات تتباين في صفاتها وتشترك في وصف الخلق فأصغر المخلوقات بوصوفة لها وجه ولها رجل ولها صفات، وأعظم المخلوقات كذلك من الحيوانات فهل رجل النملة مثل رجل الفيل؟ وهما يشتركان في وصف الخلق، وإذا كان هذا التباين بين من وصف بوصف واحد واشتركوا في وصف واحد فكيف بمن لا يجمعه نوع اشتراك لا من قريب ولا من بعيد بين خالق ومخلوق.

وقوله فمن أبصر هذا اعتبر أي من نظر بعين بصيرته فيما قاله من إثبات الوصف ونفي التشبيه ووعيد المشبه اعتبر وانزجر عن مثل قول الكفار.

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد.

 

هذا آخر الدروس بالنسبة لهذا الكتاب في هذا الفصل وتستأنف الدروس إن شاء الله تعالى في الأسبوع الثاني من الفصل القادم إن شاء الله تعالى.

"