قراءة الأذكار من غير تدبر لمعانيها

السؤال
يحصل معي وأنا أقرأ الأذكار الصباحية أو المسائية من حفظي أنها تجري على لساني وبشكل مرتب لا أخالفه، فلا أعي بها إلا وقد انتهيت منها ولم أعقلها ولم أتدبر في معانيها، فهل تنفعني تلك الأوراد؟
الجواب

مسألة الترتيب وأنه لا يخل بهذا الترتيب هذه مسألة، والمسألة الثانية كونه يقول هذه الأذكار بلسانه وقلبه غافل عنها.

فترتيب الأذكار التي جاءت مبثوبة في الكتاب والسنة غير مرتبة دون أن يعتقد أن هذا الترتيب متعبد به، وإنما هو شيء اعتاده ولو أخل به لأضاع بعض الأذكار هذا لا بأس به إن شاء الله تعالى، ويبقى أنه لا بد أن يتضافر اللسان مع القلب، ولا بد من حضور القلب وأن يعي ما يقول؛ لينتفع بهذه الأذكار، وتترتب عليها آثارها، هذا في قول جمهور أهل العلم أنها لا تنفع إلا إذا كانت مع حضور القلب حتى قال بعضهم: إن الاستغفار الذي يكون باللسان فقط من غير مواطأة للقلب يحتاج إلى استغفار، ويرى الحافظ ابن حجر أن الأجور المرتبة على هذه الأذكار تحصل بمجرد قولها وإن لم يستحضرها وإن لم يتدبرها، وأجر الاستحضار والتدبر قدر زائد على ذلك، كما قالوا في قراءة الهذّ التي هي بمجرد اللسان حيث قالوا: إن أجر الحروف يثبت، لكن أجر التدبر والترتيل والانتفاع بالقرآن قدر زائد على ذلك، لا يحصل إلا لمن تدبر وتفهم وتعقل ما يقول واتعظ به وادّكر به.