شرح كتاب الإيمان من صحيح مسلم (10)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول الإمام مسلم رحمه الله تعالى حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر المكي" وكان عدنيًا ثم سكن مكة وذكر في ترجمته أن حج سبعين حجة ماشيًا سبعين حجة ماشيًا فإن كان حجه من مكة لأنه صار مكي فالأمر سهل لكن مثله لا يقال حج ماشيًا وإن كان من عدن فسبعين حجة ماشيًا فيها يعني بُعْد على كل حال هذا ذكر في ترجمته وهو من شيوخ الأئمة "قال حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر المكي وبشر بن الحكم قالا حدثنا عبد العزيز" وهو ابن محمد الدراوردي وعرفنا مرارًا متى يأتي المؤلف بهو قال وهو ابن محمد الدراوردي وكثيرًا ما يقول البخاري يعني ابن محمد الدراوردي وقد يقولها مسلم وقد يقول البخاري وهو لكن الكثير عند البخاري يقول يعني ومسلم يقول وهو ما الحاجة الداعية لذلك؟ لماذا لا يقول قالا حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي؟ يأتي بها المؤلف حينما يزيد على نسب الشيخ إذا لم يذكره شيخه فشيخاه قالا حدثنا عبد العزيز وأراد الإمام مسلم أن يوضحه ويعينه فقال وهو ابن محمد الدراوردي ويأتي بهو ليبين أنه ليس في أصل الرواية إنما الذي في أصل السند عبد العزيز فقط وهذا من شدة تحريهم وورعهم وإلا إذا نسبه فإنه لم يزد على الواقع ما زاد على الواقع هذا اسمه "عن يزيد بن الهاد" كثيرًا ما تحذف الياء من الهادي والأصل أنه منقوص مقترن بـ(ال) تذكر فيها الياء الهادي "عن يزيد بن الهاد" ومثله شداد بن الهاد وعمرو بن العاص المنقوص إذا اقترن بـ(ال) تلزمه الياء لكنهم يحذفونها تخفيفًا ﭿ ﮂﮃ الكهف: ١٧ "عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد" محمد بن إبراهيم هو التيمي وعامر بن سعد بن أبي وقاص "عن العباس ابن عبد المطلب" عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ذاق طعم الإيمان ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمـحمد رسولاً»" ذاق طعم الإيمان الذوق إنما يكون للأشياء المحسوسة والإيمان له طعم من باشرت بشابته قلبه فإنه يذوقه ويتذوقه ويتلذذ به أكثر من المحسوسات أكثر من المحسوسات لأنك إذا عرفت ما وعد الله المتقين والمؤمنين من النعيم المقيم الذي أعظمه رؤية الباري جل وعلا في الجنة فرحت بذلك فرحًا شديدًا وحرصت على تثبيت هذا الإيمان في قلبك ولم تعرضه للخلل فضلاً عن الزوال فالذي ذاق طعم الإيمان يعرضه للفتن التي تزعزع الإيمان ومواطن الشبه ومواطن الشبهات التي تضعف الإيمان والشهوات؟! الذي ذاق طعم الإيمان الذي ذاق طعم الإيمان يتردد على مواطن الشبه وأماكن الفساد ومواطن الإباحية والإلحاد؟! لا، لأن كثرة رؤية هذه المنكرات ومخالطة هؤلاء المجرمين الملحدين لا شك أن لها أثر على القلب ولها أثر على الإيمان فالذي ذاق طعم الإيمان حقيقة عليه أن يسعى في تثبيت هذا الإيمان والثبات عليه لأنه بدلاً من أن يكون موعودًا بالنعيم المقيم بالمقابل يكون مآله الجحيم نسأل الله العافية من تصور مثل هذا ومن قرأ في النصوص وصدّق بوعد الله جل وعلا ما يعرض إيمانه للخلل أحيانًا الإنسان يرى نفسه في الرؤيا أنه تعرض لشيء مما يخدش إيمانه ثم يفزع ويصحو من نومه مذعورًا لأن الدين رأس المال إذا اختل هذا رأس المال المكاسب كلها تروح "«ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا»" رضي به حيث لا يلتفت إلى غيره ولا يصرف لغيره شيئًا من أنواع العبادة التي لا تصلح إلا له وبهذا يكون رضي بالله ورضي عن الله ورضي بأقدار الله "«وبالإسلام دينًا»" نحمد الله على أن جعلنا من خير أمة أخرجت للناس لكن مع ذلك علينا أن نثبت وعلينا أن نسعى في التثبيت وأن نبحث عن أسباب الثبات الآن كثير ممن ينتسب إلى الإسلام إنما هو.. إما من الأصل عاش في بيئة فيها خلل أو عاش في بيئة محافظة ثم بدأ ينسلخ من هذا الدين شيئًا فشيئًا إلى أن وجد نفسه وإن لم يحس بذلك أحيانًا لأنه قد يخرج من الدين وهو لا يشعر وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفًا نسأل الله العافية لا يلقي لها بالاً أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون فالإنسان عليه أن يحرص على أسباب الثبات وأن يجعل لنفسه احتياطًا بحيث لا يتساهل في علم ولا يتساهل في قول ولا يتساهل في عمل وليس معنى هذا أنه يشدد على نفسه لا، أو يشدد على غيره لا، لكن لا يتجاوز ويكثر ويستغرق ويوغل في المباحات التي تجره إلى الشبهات ثم إلى المحرمات والمعاصي بريد الكفر     البقرة: ٦١ وش وصلوا إلى أي نتيجة التي قبلها.

طالب: ..............

لا..     البقرة: ٦١ قبلها أشياء البقرة: ٦١.

طالب: ..............

نعم.   البقرة: ٦١ إيش؟

طالب: ..............

البقرة: ٦١ ووش اللي قبل الكفر؟ النهاية     البقرة: ٦١ عصوا ثم كفروا ثم ضربت عليهم الذلة والمسكنة فالمسألة تدريج تجد الإنسان على خير حال ثم يتساهل في هذه الشبه وفي هذه الشهوة ويتأول ثم يلج إلى شيء لا تأويل له فيه ولذلك المقدمات إلى المحرم والوسائل إلى المحرم والذرائع الموصلة إلى المحرم كلها محرمة في الشرع وذكرنا كلمة بشر المريسي التي يقول فيها وهو ساجد سبحان ربي الأسفل هل يتصور مسلم يقول لا إله إلا الله يخالف النصوص ويعاند النصوص بدلاً من أن يقول سبحان ربي الأعلى يقول سبحان ربي الأسفل ما يتصور إلا بعد أن قال كلمات كثيرة قبل هذه الكلمة تساهل فيها جرته إلى أن وقع في مثل هذه الكلمة والواقع يشهد بذلك تجد الإنسان محافظ ثم يتساهل في مسألة وتجره هذه المسألة إلى التي تليها ثم يلزم بلوازمها ومن باب الانتصار للنفس تجده يلتزم ثم ينتهي "«وبالإسلام دينا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- رسولاً»" علينا أن نعرف محمد -عليه الصلاة والسلام- وما المصلحة التي أفدناها من محمد -صلى الله عليه وسلم- من الذي أنقذنا من الكفر إلى الإيمان؟ الله جل وعلا على يد محمد -عليه الصلاة والسلام- أنقذنا الله جل وعلا من الكفر إلى الإسلام ومن الظلمات إلى النور بسببه -عليه الصلاة والسلام- والناس جبلت على حب من أحسن إليها فإذا أحسن أحد عليك بشيء يسير من حطام الدنيا أحببته فكيف من أنقذك الله به من النار ولا بد أن نعرف عنه ما يحببنا فيه نقرأ في سيرته في شمائله في صفاته من أجل أن نعرفه كأننا خالطناه -عليه الصلاة والسلام- وكثير من ممن ينتسب إلى الإسلام لا يعرف شيئًا عن عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- لأنها ليست في طريقه أثناء دراسته النظامية وهذه مشكلة وخلل في التعليم خلل في التعليم لما تعرض -عليه الصلاة والسلام- للقدح والإهانة من قِبَل بعض الكفار النساء: ١٩ رجع كثير من المسلمين إلى القراءة في سيرته من أجل أن يردوا على هؤلاء فاستفاد الناس ﭛﭜ ﭠﭡ النور: ١١ ما تدري.. المقصود أن هذه الأمور الثلاثة رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- هي أعظم ما يملكه الإنسان على هذه الحياة وبذلك يذوق طعم الإيمان ومن الوسائل التي يذوق بها هذه نتيجة من الوسائل «ثلاث من كن فيه قد وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار» ثم قال رحمه الله تعالى النووي ترجم على الحديث السابق باب الدليل على أن من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- رسولاً فهو مؤمن وإن ارتكب المعاصي الكبائر وهذا تقدم تقريره في الفصول السابقة ثم قال رحمه الله تعالى "حدثني عبيد الله بن سعيد وعبد بن حميد قالا حدثنا أبو عامر العقدي" وهو عبد الملك بن عمرو "وقال حدثنا سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة" عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة الصحابي الجليل المعروف حافظ الإسلام لا يوجد في الإسلام أحفظ منه رضي الله عنه وأرضاه "عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال «الإيمان بضع وسبعون شعبة والحياء شعبة من الإيمان»" بضع وسبعون البضع من الاثنين إلى التسعة أو من الثلاثة إلى العشرة المقصود أنه في هذه الحدود ونص بعضهم على أن البضع سبع كما هو قول الخليل في تأويل قوله جل وعلا في سورة الروم                ﯜﯝ الروم: ٤ يعني سبع سنين يوسف: ٤٢ يعني سبع سنين حددها وغيره يقول لا لا تحديد الثلاث يقال لها بضع والأربع والخمس والست إلى التسع وسبعون وسيأتي في الرواية التي تليها «بضع وسبعون أو وستون» على الشك والحديث في البخاري «بضع وستون» بدون شك وفي هذه الرواية "«بضع وسبعون شعبة»" بدون شك وفي التي تليها قال "حدثنا زهير بن حرب قال حدثنا جرير عن سهيل عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وإماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان»" مسلم رحمه الله صدر الباب برواية بضع وسبعون بدون شك والبخاري خرّج رواية بضع وستون وثنى مسلم برواية الشك فما الراجح من هذه الروايات؟ لا شك أن الإمام البخاري حينما اقتصر على بضع وستين أنها أرجح عنده أرجح عنده بضع وستون ومن رجحها قال إنها هي العدد المتيقن العدد المتيقن ومازاد على البضع والستين مشكوك فيه وهذه طريقة عند بعض أهل العلم يأخذ بالأقل وبحث العلماء في الأصول هل الأخذ بالأقل يعد إجماعًا هل الأخذ بالأقل يعني من قال بضع وسبعون في ضمنها بضع وستون هو مقر بالبضع والستين وزيادة فهل الأخذ بالأقل يعتبر إجماع أو لا؟ يعني لو ادعى شخص على آخر دين وادعى أنه ألف فقيل له أحضر البينة فأحضر ثلاثة أشخاص واحد قال ألف وواحد قال تسعمائة وواحد قال ثمانمائة الذي يقول الأخذ بالأقل إجماع وكلهم مجمعون على الثمانمائة الذي قال ألف ينفي ثمانمائة؟ الذي قال تسعمائة ينفي ثمانمائة؟ لا، كلهم يجمعون على الثمانمائة ومختلفون في القدر الزائد هذا الذي يقول أن الأخذ بالأقل يقتضي إجماع والذي يقول ليس بإجماع يقول الاختلاف موجود ولم يتفقوا على قول واحد والإجماع هو الاتفاق المقصود أن البخاري رحمه الله تعالى أخذ بالأقل لأنه متفق عليه وهي أرجح عنده ولذلك اقتصر عليها والإمام مسلم صدر الباب ببضع وسبعون ثم ذكر رواية الشك ولا يمنع أن يخبِر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أو يُخبَر بالعدد الأقل ثم يزاد عليه كما قالوا في حديث «صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة» والرواية الأخرى من حديث ابن عمر «بسبع وعشرين درجة» هل في هذا تعارض وتناقض لا مانع أن يخبَر النبي -عليه الصلاة والسلام- بهذا المقدار من الفضل ثم يزاد من فضل الله جل وعلا على من صلى في الجماعة زيادة درجتين والعلماء أيضًا لهم طريقة أخرى في التوفيق بين هذه الأحاديث بالجمع بينها كما هو معروف في مكانه المقصود أن من أهل العلم من يقول لا تعارض ولا تناقض ولا تضارب ولا اختلاف يورث الاضطراب ولا اختلاف طيب ما هذه الشعب؟ ما بُينت في الحديث إنما بين أعلاها وأدناها فأعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان وهذه كلها أعمال قول لا إله إلا الله وإماطة الأذى عن الطريق فالأعمال داخلة في مسمى الإيمان بل هي جزء منه وشرط صحة والمقصود جنس الأعمال جنس الأعمال لا كل فرد من هذه الأعمال شعبة قطعة أو خصلة من خصال الإيمان فأعلاها وفي هذه "الرواية «فأفضلها قول لا إله إلا الله»" كلمة التوحيد ولا أفضل منها وهي التي يدخل بها المرء الإسلام «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله» ولا يصح عمل من لم يحقق لا إله إلا الله "«قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق»" وجدت في الطريق شيء يؤذي المارة من شوك أو زجاج محطم مكسر وما أكثره في أسواق المسلمين أمطته عن الطريق هذه من شعب الإيمان وهي صدقة منك على نفسك "«والحياء شعبة من الإيمان»" الحياء شعبة من الإيمان فإذا رأى نعم الله وإفضاله عليه ورأى تقصيره في حقه تولد عن ذلك انكسار هذا هو الحياء من الله جل وعلا وإذا خشي أن يطّلع عليه الناس في أي عمل من الأعمال هذا حياء منهم لكن العبرة بما ينطبق عليه التعريف الشرعي في إطار الحياء خير كله لأن بعض الناس يطلقون الحياء الذي هو في الأصل انكسار يمنع من مزاولة القبيح الذي يستحيى منه من مزاولة القبيح الذي يستحيى منه لكن الناس يستعملون في عرفهم فيما هو أبعد من معنى الحياء الذي هو الخجل والخور والمهانة تجده يستحي أن ينكر المنكر تجده يستحي أن يأمر بالمعروف تجده يستحي من ذكر ما يطلب منه شرعًا أو من فعله لأن بعض المسلمين إذا كان بعض الصالحين إذا كان في بيئة فيها بعض الفساق تجده أن يظهر أمامهم بالمظهر اللائق به وتجده يترك ما كان يزاوله في خلوته خجلاً من هؤلاء وبعض المسلمين في بلاد الكفر يستحي أو يخجل ليس بحياء هذا يخجل من أن يظهر شعائر دينه من أجل ألا يرمى بما يرمى به من تخلف أو تطرف وما أشبه ذلك هذا ليس بحياء وسيأتي بيانه في الأحاديث اللاحقة قال رحمه "حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب" أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب "قالوا حدثنا سفيان بن عيينة" كم بين سفيان وبين مسلم من الرواة؟

طالب: ..............

واحد بين سفيان وبين مسلم أبو بكر بن أبي شيبة أو عمرو الناقد أو زهير بن حرب أحد هالثلاثة واحد من هؤلاء الثلاثة هؤلاء الثلاثة كلهم في طبقة واحدة فهم في حكم الراوي الواحد فسفيان هنا لو لم يسمَّ قالوا حدثنا سفيان نقول أنه ابن عيينة لأنه إذا كان بينه وبين الإمام من أصحاب الكتب راوي واحد قلنا إنه ابن عيينة وإذا كانوا اثنين قلنا الثوري لأنه متقدم وهذه قاعدة أغلبية "قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم أبيه" ابن عمر وهذا أصح الأسانيد عند الإمام أحمد.

وجزم ابن حنبل بالزهري

 

عن سالم أي عن أبيه البر

"عن أبيه سمع" النبي -صلى الله عليه وسلم- أو "سمع النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- رجلاً يعظ أخاه في الحياء" يعظ أخاه في الحياء يعني يزجره ويثرب عليه يقول اترك هذا الحياء يعظ أخاه في الحياء لأن الحياء قد يمنع الإنسان من أمور هي في الظاهر من مصلحته هو يقول لا تستحي الناس يتقاسمون الأرزاق في الأسواق وأنت جالس في محلك لا تشاحن ولا.. ولا تنازعهم تستحي منهم؟ يعظ أخاه في الحياء عليه أن يبذل السبب بلا شك لكن يبقى أن عليه أن يبقى في إطار المشروع لا يتجاوزه إلى الممنوع بعض الناس لا يتردد في أن يتجاوز المشروع إلى الممنوع فإذا رأوا شخص مقتصر على ما شرعه الله قالوا هذا يستحي لا يستطيع أن ينازع الناس ولا يستطيع أن يجادلهم هذا يعظ أخاه في الحياء يقول له لا تستحي الحياء يفوت عليك مصالح الحياء الشرعي خير كله ولا يأتي إلا بخير أما ما عداه من الخجل والخور والمهانة هذه ليست بحياء، مذمومة هذه لأنها تعوق عن فعل الخير وموعظة هذا الشخص مثل من يقول لطالب العلم إذا جلس يقرأ أو حضر درس أو كذا قال هذه قراءتك ودراستك تفوت عليك الأرزاق تفوت عليك الأرزاق أنت جالس في المسجد والناس يتقاسمون الأرزاق في الأسواق هو في رزق أعظم رزق التجارة التي لن تبور بخلاف التجارة التي تبور وتكسد ويوم رابح ويوم خسران لا، هذه تجارة ما فيها خسارة إلا إذا إذا تخلت عن الإخلاص لله جل وعلا يقول خل قرايتك تنفعك هو تنفعه قرايته ليش ما تنفعه يعني هذه الموعظة نظير تلك الموعظة "يعظ أخاه في الحياء فقال: «الحياء من الإيمان»" وفي صحيح البخاري «دعه» يعني اترك هذه الموعظة «فإن الحياء من الإيمان» ثم قال "حدثنا عبد بن حميد قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري بهذا الإسناد" يعني عن سالم عن أبيه قال "وقال" مر رجل "مر برجل من الأنصار يعظ أخاه" مر برجل من الأنصار يعظ أخاه يعني سمع الرسول -عليه الصلاة والسلام- رجلاً يعظ أخاه لا ينافي أن يكون مر به فسمعه إلى آخره وهذا من دقة الإمام مسلم وتحريه وضبط الرواة وإتقانهم كما أورد في باب المواقيت مواقيت الصلاة أحاديث وأسانيد متقنة مضبوطة ومحررة فلما ساقها قال وقال يحيى بن أبي كثير لا يستطاع العلم براحة الجسم صحيح لا يستطاع العلم براحة الجسم يعني ما جاءت هذه الدقة وهذا الإتقان مع الاسترخاء مع كثرة النوم مع كثرة الأكل مع كثرة الخلطة في القيل والقال ما يستطاع براحة الجسم والجنة حفت بالمكاره ثم قال رحمه الله "حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن قتادة" عن قتادة "قال سمعت أبا السوار" حسان بن حريث العدوي "يحدث أنه سمع عمران بن حصين أنه سمع عمران بن حصين يحدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال «الحياء لا يأتي إلا بخير الحياء لا يأتي إلا بخير» فقال بشير بن كعب العدوي إنه مكتوب في الحكمة أن منه وقارًا" نوع من الحياء يكسو هذا الرجل الحيي شيء من الوقار وهذا مشاهد ومحسوس يعني وهذا من الخير الذي يأتي به الحياء ما فيه إشكال بعض الناس يكثر من الكلام ويدخل فيما لا يعنيه والقيل والقال هذا ما عنده وقار لكن إذا استحيا من هذا الكلام الزائد الذي لا قيمة له قد لبس ثوب الوقار "قال بشير بن كعب إنه مكتوب في الحكمة أن منه وقارا ومنه سكينة" في الرواية التي تأتي ومنه ضعف ومنه ضعف الآن عمران بن حصين يحدّث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وبشير بن كعب قال مكتوب في الحكمة يعني في كلام المتقدمين ممن يسمون الحكماء يتكلمون عن الحياء وموجود الآن في الأسواق كتب يسمونها كتب السلوك وما يتعلق بالقلوب تجد منها ما هو مبني على النصوص هذا هو المطلوب ومنها ما هو مبني على أقوال أناس منهم القريب من الكتاب والسنة ومنهم البعيد حتى كتب في الباب من قبل غير المسلمين يعني تجد مثلاً ابن رجب يتحدث في أعمال القلوب ابن القيم يتحدث في أعمال القلوب ويستدل بذلك على ذلك من الكتاب والسنة وتجد من يكتب في أعمال القلوب يستدل من الكتاب والسنة الصحيحة والضعيفة والموضوعة وبأقوال أناس غير مرضيين إما صوفية غلاة أو ممن يسمون الحكماء كما قال هذا هذا يحدث عن رسول الله ويقول في الحكمة غضب عمران بن حصين الصحابي الجليل "فقال عمران أحدثك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتحدثني عن صحفك؟!" يعني يكفي ما جاءنا عن الله وعن رسوله لكن إذا كان ما في الصحف لا يعارض ما في الكتاب والسنة فقد جاء عنه -عليه الصلاة والسلام- «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج» وهذا فيما لا يخالف ثم قال "حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي قال حدثنا حماد بن زيد عن إسحاق وهو ابن سويد "أن أبا قتادة" أبا قتادة تميم بن نذير العدوي "حدث قال كنا عند عمران بن حصين في رهط دون العشرة وفينا بشير بن كعب العدوي" الذي تقدم "فحدثنا عمران يومئذ قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «الحياء خير كله الحياء خير كله» أو قال «الحياء كله خير»" وهذا من من الدقة في الرواية والبراءة من العهدة بيقين يأتي بما سمع "فقال بشير بن كعب إنا لنجد في بعض الكتب أو الحكمة إن منه سكينة ووقارا لله" لا شك أن هذا مشاهَد وهو من الخير الذي يأتي به الحياء فلا يعارض ما جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام- لكن الإشكال قوله "ومنه ضعف" هذا الذي فيه معارضة لما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو الذي سبب الغضب لعمران "فغضب عمران حتى احمرتا عيناه" النقل من كتب المتقدمين والإفادة منها أو من كتب غير المسلمين تجد بعض الكتاب قال المستشرق فلان أو قال المستغرب فلان وهذا على حساب الاستدلال بالنصوص الذي عنه شك أنه يذم بهذا ويعاب عليه أو ينقل من كتب محرفة منسوخة كالتوراة والإنجيل وللسخاوي كتاب أسماه الأصل أصيل في الإجماع على تحريم النقل من التوراة والإنجيل الأصل الأصيل في ذكر الإجماع على تحريم النقل من التوراة والإنجيل والعمدة في ذلك أن النبي -عليه الصلاة والسلام- لما رأى في يد عمر صحيفة من التوراة غضب غضبًا شديدًا وقال «أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟! والله لو أن موسى أو لو أن أخي موسى حيٌّ أو كان أخي موسى حيًّا ما وسعه إلا اتباعي» قد يقول قائل إن العلماء ردوا على اليهود والنصارى بعد نقل أقوالهم من كتبهم ويقولون المنهجية في البحث أن تنقل قول المخالف من كتابه ما تنقل عمن ينقل عنه هذه المنهجية في البحث يسمونها لكن الشخص اللي على خطر أن يتأثر من هذه الكتب لا شك أنه لا يجوز له أن ينظر فيها ومن نظر فيها وهو متمكن وعنده من العلم ما يتسلح به ضد هذه الأفكار بقصد الرد عليها فهذا موجود في أهل العلم لكن يبقى أنه ليس لكل أحد أن ينظر لا في كتب المخالفين من أهل الملل ولا من أهل النحل ولا من أهل الأهواء لأنه خطر على طالب العلم أن ينظر في كتب البدع بحجة أن يطلع عليها إلا إذا تمكن إذا تمكن وكان بقصد الرد على أهلها المخالفين لا بأس "قال فغضب عمران حتى احمرتا عيناه" وعند الترمذي حتى احمرت عيناه أيهما أصح؟

طالب: ..............

يعني على حد سواء؟

طالب: ..............

احمرت والا احمرتا؟

طالب: ..............

احمرتا عيناه هذا على لغة ما يسمى أكلوني البراغيث ولها أصل «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار».

يلومنني في اشتراء النخيـ

 

ـل أهلي فكلهم يعذل

الأنبياء: ٣ هذا إذا قلنا أن الواو ليست هي الفاعل والظاهر بدل منها إذا قلنا أن الفاعل هو الظاهر كما هنا احمرتا عيناه الفاعل عيناه والألف هنا علامة على التثنية تكون على لغة البراغيث أما إذا قلنا احمرتا والألف هي الفاعل وعيناه بدل أو بيان حينئذٍ لا يكون فيه إشكال "وقال ألا أراني أحدثك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتعارض فيه؟!" ألا تراني ألا أراني أحدثك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتعارض فيه؟! ابن عباس لما روى أحاديث المتعة متعة الحج عورض بكلام أبي بكر وعمر فقال ابن عباس توشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتقولون قال أبو بكر وعمر؟! كثير من متعصبة المذاهب إذا قلت له قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال قال مالك قال أبو حنيفة قال أحمد أو قال هذا المذهب أو قال هذا الذي عليه العمل كيف؟! يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتقولون قال أبو بكر وعمر؟! إذا كانت المعارضة بقول أبي بكر توجب إنزال الحجارة من السماء فيما قاله ابن عباس فكيف يعارَض الكتاب والسنة بقول فلان وعلّان من البشر؟ من آحاد البشر! "فأعاد عمران الحديث قال فأعاد بشير فغضب عمران فمازلنا نقول فيه إنه منا يا أبا نُجيد" يعني رجل صالح مسلم ليس فيه نفاق هو منا إنه منا يا أبا نجيد وهذه كنية عمران بن حصين ولده اسمه نجيد إنه "لا بأس به" يعني ليس بمنافق الرجل معروف السيرة ومرضي السريرة ليس من المنافقين ولا من في قلبه دغل أو مرض أو دخل هو منا لا بأس به نعم قد يوجد مثل هذا فيمن ليس في قلبه مرض من باب الزيادة في النقل تجد تجده يستدل بآيات الكتاب ثم يستدل بما عنده من السنة ثم بالأقوال أقوال السلف وأقوال من تبعهم وأقوال الأئمة وقد يستشهد بأشياء من أخبار العالَم من التواريخ من كذا ليس المعوَّل عليها إنما المعوَّل على الكتاب والسنة يعني هو ما قال ليس بصحيح إن الحياء كله خير يعني إضافة على ذلك زيادة بيان لكن تضمن كلامه المخالفة بقوله ومنه ضَعف ضَعف وهي بفتح الضاد وضمها ضُعف وقرئ بهما {ثم جعل من بعد ضُعف قوة} ﭿ الروم: ٥٤ القراءة الأخرى القراءة الأخرى ضَعف وضُعف ومنهم من يقول الضَّعف في الرأي والضُّعف في البدن ومنهم من يعكس على كل حال سواء قلت ضَعف أو ضُعف ما فيه إشكال الروم: ٥٤.

طالب: ............

ارفع..

طالب: ............

  ﮉﮊ الروم: ٥٤ الإنسان بين ضعفين يعني قوة الإنسان بين ضعفين ضعف الطفولة وضعف الشيخوخة والقوة زمن محدود فعلام يتكبر وقد خُلِق من ماء مهين الله المستعان.

ثم قال رحمه الله "حدثنا إسحاق بن إبراهيم" الحنظلي المعروف بابن راهويه "قال حدثنا النضر" وهو ابن شميل الإمام المعروف "قال حدثنا أبو نعامة العدوي" عمرو بن عيسى قال حدثنا أبو نعامة العدوي واسمه عمرو بن عيسى "قال سمعت حجير بن الربيع العدوي يقول عن عمران بن حصين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحو حديث حماد بن زيد" نحوه يعني بمعناه بخلاف ما لو قال مثله ثم قال بعد ذلك رحمه الله تعالى "حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا ابن نمير ح وحدثنا قتيبة بن سعيد" وهذه حاء التحويل والإسناد يرجع فيها إلى المؤلف من أجل الاختصار "قالا حدثنا ابن نمير ح وحدثنا قتيبة بن سعيد وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن جرير ح وحدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو أسامة" أبو كريب محمد بن العلاء وأبو أسامة هو حماد بن أسامة "كلهم" أبو كريب وجرير وأبو أسامة "كلهم عن هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه" عروة بن الزبير "عن سفيان بن عبد الله الثقفي" سفيان بن عبد الله الثقفي وليس له في مسلم غير هذا الحديث "قال قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدًا بعدك" قل لي في الإسلام لا أحتاج معه إلى غيرك يكون كلام قصير أحفظه وواضح أفهمه ولا أحتاج معه إلى أن أسأل غيرك فأجابه النبي -عليه الصلاة والسلام- وقد أوتي جوامع الكلم وهذه من خصائصه -عليه الصلاة والسلام- "قال «قل آمنت بالله فاستقم» وفي رواية: «ثم استقم»" قل آمنت بالله مجرد دعوى؟ لا، لا بد من أن يكون الإيمان حقيقة واقعة يترسمها الإنسان في حياته كلها والا مجرد آمنت بالله كل يستطيع أن يقولها "«ثم استقم»" الزم الطريق المستقيم لا تحد عنه يمينًا ولا شمالاً وقال الله جل وعلا في سورة حم السجدة وفصلت   فصلت: ٣٠ قالوا ربنا الله مثل آمنت بالله يعني رضي بالله ربا فصلت: ٣٠ لزموا هذا الإيمان وترسموه في حياتهم ولم يحيدوا عنه يمينًا ولا شمالاً   فصلت: ٣٠ قال تتنزل عليهم عند الموت تبشرهم وتطمئنهم ألا تخافوا مما أمامكم ولا تحزنوا على من خلفكم ماذا يريد الإنسان أكثر من هذا؟ قل آمنت بالله ثم استقم وهذا يحتاج إلى احتياط كبير الإنسان على الإيمان وعلى الاستقامة لكن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء عليه أن يسعى بأسباب التثبيت وعليه أن يلهج بذكر الله وشكره مما يعينه على الثبات ويلزم اللجأ إلى الله جل وعلا بصدق وإخلاص أن يثبته على على هذا الدين وأن يتوفاه مسلمًا «قل آمنت بالله ثم استقم» وجاء الأمر بالاستقامة للنبي -صلى الله عليه وسلم- في أواخر سورة هود قالوا وهي أشد آية نزلت عليه -عليه الصلاة والسلام- ولذا جاء في الحديث المختلف فيه لما سئل عن شيبه -عليه الصلاة والسلام- قال أبو بكر أراك شبت يا رسول الله قال «شيبتني هود وأخواتها شيبتني هود وأخواتها» والحديث مثل به ابن الصلاح للمضطرب لأنه روي على أوجه كثيرة مختلفة متساوية ولكن ابن حجر استطاع أن يرجح بعضها على بعض فانتفى عنه الاضطراب «شيبتني هود وأخواتها» ونحن الواحد منا لا فرق عنده بين هود ولا يونس ولا يوسف وبعض الناس يبدأ بيونس ولا يشعر إلا وهو بسورة يوسف مر على هود وما شعر بها بكاملها فضلاً عن كونها تشيبه أو تؤثر فيه وهذا كله من الران على القلوب والذنوب التي تراكمت بسببها الحجب على القلوب من خبث المطعم والمشرب وغير ذلك من الأمور التي ﭹﭺ ﭻﭼ ﭿ المطففين: ١٤ الإنسان يدعو ويدعو يا رب يا رب وذكر الرجل أشعث أغبر يطيل السفر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب يا رب الأسباب موجودة أشعث أغبر منكسر مسافر له دعوة ويدعو الله جل وعلا بالربوبية يا رب يا رب الذي قال بعض أهل العلم أن الداعي إذا كررها خمسًا أجيبت دعوته كما دل على ذلك أواخر سورة آل عمران ربنا ربنا ربنا ثم في النهاية آل عمران: ١٩٥ المقصود أن هذا الأسباب موجودة مسافر ويرفع يديه إلى السماء ويكرر الدعاء بيا رب يا رب لكن المانع موجود الأسباب موجودة لكن المانع موجود ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له استبعاد يستجاب له مع وجود هذه الموانع.

قال رحمه الله "حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا ليث" وهو الليث بن سعد الإمام المشهور قال "ح وحدثنا محمد بن رمح بن المهاجر قال أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير" عن أبي الخير "عن عبد الله بن عمرو أن رجلاً سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي الإسلام خير؟" أي الإسلام خير يعني الإسلام الأصل فيه أنه شيء واحد لكن له فروع وله شعب وله خصال والذي ليس له شعب ولا فروع ولا خصال ما يسأل عنه بأي ما تقول أي زيد أعلم، تقول أي زيد أعلم؟ ما تقول. فالمقصود أنه لا بد من التقدير أي خصال الإسلام خير؟ "قال «تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف»" يعني هذه أسباب المودة والألفة بين المسلمين بالإحسان إليهم وبإفشاء السلام بينهم وجاءت الأجوبة منه -عليه الصلاة والسلام- على مثل هذا السؤال متفاوتة والعلماء يقولون أن سبب اختلاف الأجوبة هو اختلاف أحوال السائلين فكل شخص يجاب بما يحتاج فإذا جاء شخص شاب ذكي ألمعي لديه من الذكاء والفهم والحفظ وقال أي الأعمال خير؟ قلنا له طلب العلم طلب العلم لأنه يتوقع أن يتدرج في العلم حتى ينفع العلم وإذا جاء شخص قوي البنية ثابت القلب وقال أي الإسلام خير قلنا الجهاد في سبيل الله هذا ينفع الله به نفع عظيم في هذا الباب وإذا جاءنا شخص غني ثري وقال أي الأعمال خير وجهناه إلى بذل المال وإذا جاء شخص لا عنده مال ولا قوة في بدن ولا كذا وجهناه إلى الصلاة والصيام وهكذا هذا سبب اختلاف الأجوبة عن سؤال أو عن أسئلة متقاربة "قال أي الإسلام خير؟ قال «تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف»" ثم قال رحمه الله "حدثنا أبو الطاهر" يعني الشخص اللي سأل أي الإسلام خير؟ قال «تطعم الطعام وتقرأ السلام» كأنه لوحظ عليه شيء من الجفاء فوُجِّه إلى مثل هذا لكن السائل أي المسلمين خير؟ قال "حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح المصري قال أخبرنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير" وهو مرثد بن عبد الله اليزني "أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول إن رجلاً سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي المسلمين خير؟ قال «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»" المسلم من سلم هذا أسلوب حصر وكأنه لوحظ على هذا الشخص أنه يحتمل أن ينال الناس شيء من أذاه بكلامه أو بتصرفاته فجاء الجواب مناسب لحاله «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» وهذا الحصر يسمونه حصر إضافي وليس بحصر حقيقي حصر إضافي يعني ليس المسلم من اتصف بهذه الخصلة فقط لكن لأهميتها حُصر الإسلام فيها فهو حصر إضافي وليس بحقيقي مثل ما تقول الشاعر حسان ما فيه غير حسان شاعر؟ لكن الحصر إضافي..

شوف اللي يصورون ذولا..! من اللي جايبهم ذولي؟! من اللي داعيهم كأنهم رسميين؟!

طالب: ............

ما يصلح أبد!

طالب: يقولون يا شيخ التصوير جائهم من الرئاسة

لا رئاسة ولا غيره.. وعندهم خبر..

طالب: ............

بارك الله فيك.

"«المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»" من لسانه بالقول أو بالهمز أو اللمز ومن يده بالفعل والفعل كما هو معروف لا يختص باليد قد يكون بالرجل قد يكون بغيرها من الأعضاء لكن في الغالب أن الأعمال والأفعال تسند إلى اليد         الشورى: ٣٠ فالأفعال في الغالب تضاف إلى اليد وإن كان غيرها من الأعضاء قد يزاول هذه الأفعال لكن أكثر الأفعال إنما هو باليد فنسب إليها يعني لو جاء شخص وضرب آخر برجله يقول ما أدخل في الحديث والله ما ضربته بيدي يدخل والا ما يدخل؟ يدخل حتى لو غمز بعينه مثلاً دخل آذى المسلمين المقصود كف الأذى عن المسلمين المطلوب نفع المسلمين النفع وكف الضر فنفعهم يكون بإطعام الطعام وكف الضر عنهم باللسان واليد وغيرها من الجوارح وكل هذا مما يولد المحبة والمودة والتآلف بين أفراد المجتمع المسلم إسناد هذا الحديث كلهم مصريون وكلهم أئمة قال "حدثنا حسن الحلواني وعبد وحميد جميعًا عن أبي عاصم" وهو النبيل واسمه الضحاك بن مخلد "قال عبد أنبأنا أبو عاصم عن ابن جريج" عبد الملك بن عبد العزيز "أنه سمع أبا الزبير" أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي معروف بالرواية عن جابر رضي الله عنه ومشهور بالتدليس يُقبل منه ما كان في الصحيح ولو من غير تصريح وأما ما كان في غيره فلا بد أن يصرح بالسماع أو بالتحديث ممن روى عنه لأنه معروف بالتدليس وهنا يقول "سمعتُ جابرًا" حتى لو قال عن جابر ما يضر في الصحيح "سمعت جابرًا يقول سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»" وهذا مثل ما تقدم ثم قال رحمه الله تعالى "وحدثني سعيد بن يحيى بن سعيد الأُموي قال حدثني أبي قال حدثنا أبو بردة" واسمه بُريد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى قال "حدثنا أبو بردة بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى عن أبي بردة" وهو عامر بن عبد الله بن قيس بن أبي موسى الأشعري "عن أبي موسى" عبد الله بن قيس الأشعري الصحابي الشهير "قال قلت يا رسول أي الإسلام أفضل؟" وهناك أي المسلمين خير قال من سلم المسلمون من لسانه ويده في الحديث الأول أي المسلمين خير؟ وهنا أي الإسلام أفضل؟ هناك تلازم بين الإسلام والمسلم لأن المسلم هو المتصف بالإسلام فلا انفكاك فإن قيل أي الإسلام يعني أي خصاله أي خصاله التي يتصف بها المسلم فلا يرد إشكال على أن يسأل مرة عن الإسلام ومرة عن المسلم ويأتي الجواب واحد "أي الإسلام أفضل؟ قال «من سلم المسلمون من لسانه ويده»" هناك «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» «والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه» «والمؤمن من أمنه الناس» هذه أساليب حصر لكنها كما تقدم إضافية لا ينحصر الإسلام ولا الهجرة ولا الإيمان بما ذكر لكن لأهميتها ينص عليها "وحدثنيه إبراهيم بن سعيد الجوهري قال حدثنا أبو أسامة" وهو حماد بن أسامة "قال حدثني بُريد بن عبد الله" بن أبي بردة سمي بعد أن كني في الطريق السابقة بهذا الإسناد "قال سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي المسلمين أفضل؟ فذكر مثله" ثم قال رحمه الله تعالى "حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن يحيى" وهو العدني إسحاق ابن إبراهيم الحنظلي المعروف بابن راهويه "ومحمد بن يحيى العدني ابن أبي عمر ومحمد بن بشار" الملقب ببُندار "جميعًا عن الثقفي" عن الثقفي "قال ابن أبي عمر حدثنا عبد الوهاب" هو الثقفي عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي "عن أيوب عن أبي قلابة" أيوب بن أبي تميمة السختياني "عن أبي قلابة" عبد الله بن زيد الجرمي "عن أنس" وهو ابن مالك الصحابي المعروف "عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة بهن حلاوة الإيمان من كنَّ فيه وجد بهن حلاوة الإيمان»" وذاق هذه الحلاوة كما في الحديث السابق "«من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما»" كيف تبيْن هذه المحبة الدعوى كل يحسنها كل يدعي محبة الله ومحبة رسوله لكن الكلام في الثبات على المحك الذي يعصي الله ويعصي رسوله يحب الله ورسوله؟ هذه الدعوى ليست..            آل عمران: ٣١ علامة المحبة محبة العبد لله ورسوله الاتباع اتبعوني اتبعوا النبي -عليه الصلاة والسلام- فالمبتدع الذي يحدث في دين الله ما ليس منه هذا لم يتبع الرسول -عليه الصلاة والسلام- بل خالف الرسول -عليه الصلاة والسلام- هل تصدق دعواه بأنه يحب الله ورسوله وقد خالف ولم يتبع والضابط في القرآن            آل عمران: ٣١ هذا الضابط فالذي لم يتبع النبي -عليه الصلاة والسلام- ولو زعم أنه يحب الله مبتدع إذا ذكر الرسول -عليه الصلاة والسلام- بكى يزعم أنه يحبه هل هذه محبة شرعية؟ هذه ليست محبة شرعية لأنها خالفت الضابط فاتبعوني والقائل «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» وفي رواية: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» قال «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما» يعني جمع بين ضمير الله وضمير رسوله -عليه الصلاة والسلام- في سواهما والخطيب لما قال ومن يعصهما فقد غوى قال النبي -عليه الصلاة والسلام- «بئس خطيب القوم أنت» لما جمع ضمير الله مع ضمير رسوله -عليه الصلاة والسلام- وهنا مما سواهما حصل الجمع وللعلماء كلام وأجوبة عن مثل هذا ويقولون أن مقام الخطب يقتضي البسط وإعادة الضمائر فيها نوع اختصار ومنهم من قال أن السبب في ذلك أن يتطرق إلى ذهن المتكلم التسوية من يعصهما التسوية بين الله ورسوله في القدر ولا يتصور هذا من الرسول -عليه الصلاة والسلام- فيجوز له أن يجمع دون غيره إلى غير ذلك من الأقوال التي ذكرها أهل العلم في هذه المسألة "«أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله»" وأوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله تحب المرء لا تحبه إلا لله كما أنك تبغضه لله هذا المطيع التقي هذا تحبه لله وذاك العاصي الفاسق تبغضه بقدر ما عنده من معصية وفسق والضابط للحب في الله والبغض في الله أنه لا يزيد مع الصفاء ولا ينقص مع الجفاء بعض الناس يزعم أنه يحب فلانًا في الله وهو أهل لأن يحب في الله لأنه رجل صالح من أهل الفضل من أهل الخير لكن إذا حصل عنده أدنى مشكلة في أمر من أمور الدنيا انتهى هذا الحب أو أقل من ذلك قد يزعم أنه يحبه لله فيذهب لزيارته على ما يدعي لله ثم إذا أحس منه ببرودة في الاستقبال وجد في قلبه وبيت في نفسه أنه لن يزوره بعد اليوم هذا يزوره ويحبه في الله؟! لا، ليست هذه محبة لله يعني إذا وجد برود في استقباله وبيّت في نفسه قال خلاص هذا شخص هذا قدرنا عنده لا نزوره هذه ليست محبة لله إنما لما يتوقع من تكريمه إياه وبشاشته له واستقباله له "«وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله»" يكره المعاصي والبدع والكفر ويكره من اتصف بها ثم إذا أهداه واحد ممن اتصف بها دخل في قلبه وأحبه وأكرمه وأخذ يمدحه في المجالس وأن فيه صفات قد تخفى على كثير من الناس وأنتم ما تدرون عنه كله لأنه وصل إليه بره وبعض الناس يكفيه أدنى شيء لينقلب مائة وثمانين درجة هذا ليس حبه لله ولا بغضه لله "«وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار»" لأن أعظم مكاسب الإنسان في هذه الدنيا أن يعيش مسلمًا ويموت مسلمًا فيخشى على هذا المكسب العظيم من الزوال ويكره أن يعود إلى الكفر ويخرج من هذه النعمة التي نعمة الانتساب إلى هذا الدين العظيم كما يكره أن يلقى في النار وأي شيء من المحسوسات أشد من أن يلقى الإنسان في النار؟ لا شك أن نار الدنيا أهون من نار الآخرة وعذاب الدنيا أسهل من عذاب الآخرة فيصبر على هذا البلاء في مقابل أن يثبت ويدخل جنة عرضها السموات والأرض "«وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار»" قال رحمه الله "حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر المشهور بغندر "قال حدثنا شعبة بن الحجاج قال سمعت قتادة" بن دِعامة السدوسي "يحدث عن أنس" وهو ابن مالك "قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «ثلاث من كن فيه وجد طعم الإيمان»" طعمه وحلاوته معروف طعم الحلو الحلاوة وطعم المر المرارة ثلاث من كن فيه وجد طعم الإيمان من كان يحب المرء لا يحبه إلا لله»" يعني محبة خالصة لله جل وعلا غير مشوبة بأمر من أمور الدنيا وحطامها ومن كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وهذا كما تقدم ومن كان أن يلقى في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه ثم قال بعد ذلك "حدثنا إسحاق بن منصور قال أنبأنا النضر بن شميل قال أنبأنا حماد عن ثابت عن أنس" حماد بن زيد عن ثابت بن أسلم البُناني "عن أنس" بن مالك "قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنحو حديثهم غير أنه قال «من أن يرجع يهوديًا أو نصرانيًا»" العود إلى الكفر أعم العود إلى الكفر أعم من أن يرجع يهوديًا أو نصرانيًا واليهودية والنصرانية فرع من فروع الكفر والتنصيص على بعض الأفراد لا ينفي الحكم العام ولا يُخصص به كونه يكره أن يعود في اليهودية أو النصرانية هو كاره أن يعود في الكفر لأن اليهود والنصارى كفار إجماعًا اليهود والنصارى كفار بالإجماع حتى قال بعض أهل العلم ومن شك في كفرهم كفر إجماعًا يعني لأنه مكذب لله ورسوله ﮡﮢ المائدة: ١٧ إلى غير ذلك من الآيات التي.. والأحاديث التي فيها التنصيص على كفر اليهود والنصارى.

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

باقي نصف؟

طالب: ............

لا لا، يترك فرصة للإخوان في آخر وقت من الجمعة بأن يدعو الله جل وعلا فهي ساعة استجابة وصلى الله وسلم على نبينا محمد..

"