حال السلف في رمضان

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فمثل هذه المحاضرة كما يسمونها أو الدرس المعروف من هدي السلف أن مثل هذا لا يقام لكن بعد إلحاح وتقدير لوضع المؤسسة وصاحبتها رحمها الله أجبت وإلا فالسلف يتركون الحديث كلام الرسول -عليه الصلاة والسلام- رواة الحديث يتركونه مالك بن أنس نجم السنن يترك الحديث في رمضان ويقبل على القرآن هذا أمر الأمر الثاني أن الحديث عن حال السلف من شخص لا يتخلق بأخلاقهم ولا يقتدي بأفعالهم أمر يحز في النفس لكن ابن القيم رحمه الله تعالى في طريق الهجرتين لما شرح حال الأبرار في برنامج في منتصف الكتاب وضع برنامج يومي يقول إن هذه إن هذا البرنامج هو الذي يمشي عليه الأبرار في حياتهم اليومية ثم تجاوزه إلى من فوقهم من السابقين المقربين وهو ابن القيم المعروف بالعلم والعمل والعبادة ويشرح ويغلب على ظني أنه من واقعه يشرح حال السابقين المقربين ويعتذر وسوف أقرأ ما كتبه في هذا الاعتذار لنعلم موقعنا في الحياة لكن كما قيل:

لا تعرضنَّ لحالنا مع ذكرهم

 

ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد

ابن القيم رحمه الله تعالى يقول وأما السابقون المقربون فأستغفر الله الذي لا إله إلا هو أولاً من وصف حالتهم وعدم الاتصاف به بل ما شممنا له رائحة من الذي يقول هذا الكلام؟ ابن القيم مشهود له بالعبادة رجل عابد صالح عالم وقته كله في العلم والعمل يقول وأما السابقون المقربون فأستغفر الله الذي لا إله إلا هو أولاً من وصف حالتهم وعدم الاتصاف به بل ما شممنا له رائحة ابن القيم يقول هذا الكلام وش نقول حنا؟! نعم حنا نقتدي بالسلف لأي شيء للترك أنا أعطل الدروس والمحاضرات اقتداء بالسلف لكن هل نقتدي بهم بالأفعال الترك سهل الترك سهل كل يستطيعه كبِّر الوسادة ونم تقول أترك التعليم أترك التدريس أترك التحديث أترك المحاضرات اقتداء بالسلف لكن ما البديل يقول ولكن محبة القوم تحمل على تعرُّف منزلتهم والعمل بها والعلم بها تحمل على تعرف منزلتهم والعلم بها وإن كانت النفوس متخلفة منقطعة عن اللحاق بهم وإن كانت النفوس متخلفة منقطعة عن اللحاق بهم ففي معرفة حال القوم فوائد عديدة منها ألا يزال المتخلف المسكين مزريًا على نفسه ذامًّا لها لأن المتخلفة منقطعة عن اللحاق بهم وإن كانت النفوس متخلفة منقطعة عن اللحاق بهم ففي معرفة حال القوم فوائد عديدة منها ألا يزال المتخلف المسكين مزريًا على نفسه ذامًّا لها لأن الإنسان إذا عرف قدر نفسه وعرف الخلل في علمه وعمله حاول العلاج لأنه متى يعالَج المريض إذا عُرفت العلة فإذا عرفت حال القوم عرفت النقص اللي عندك منها ألا يزال المتخلف المسكين مزريًا على نفسه ذامًّا لها ومنها ألا يزال منكسر القلب بين يدي ربه تعالى ذليلاً له وجاء في الخبر القدسي أنا مع المنكسرة قلوبهم ومنها ألا يزال منكسر القلب بين يدي ربه تعالى ذليلا له حقيرًا يشهد منازل السابقين وهو في زمرة المنقطعين وهو في زمرة المنقطعين ويشهد بضائع التجار وهو في رفقة المحرومين يعني الإنسان الفقير المدقع الذي لا يملك شيئًا إذا شاف البضائع البواخر مليئة بالبضائع هذه لفلان وهذه لفلان يتحسر هذا إذا كان في تجارة الدنيا التي لا تزن عند الله جناح بعوضة فكيف إذا كانت المتاجرة مع رب العالمين؟ يعني كم يتصور في أرباح الدنيا بعت اشتريت سلعة وبعتها كم تتصور تكسب؟ عشرين بالمائة ثلاثين بالمائة خمسين مائة بالمائة الضعف كم المضاعفات في المتاجرة مع الله جل وعلا الحسنة بعشر أمثالها هذا لكل الناس شريطة الإخلاص والمتابعة عشرة بالمائة إلى سبعمائة ضعف إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة كيف ينشغل الإنسان وينصرف عن هذه التجارة والتجارة وش تحتاج؟ حمل أثقال أو تجلس في الشمس أو في شدة البرد مع المطر؟ {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ} [سورة فاطر:29] يعني ما تكسد يجي يوم من الأيام والمستودعات مليئة أو يعدو عليها لص أو تأكلها أرضة والا ينزل عليها مطر يتلفها لا، {لَّن تَبُورَ} [سورة فاطر:29] {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً} [سورة فاطر:29] هل ينفق جميع ماله؟ نصف ماله؟ ولا عشر ماله إلا في الخارج من الأرض ومنها ألا يزال منكسر القلب بين يدي ربه تعالى ذليلا له حقيرا يشهد منازل السابقين وهو في زمرة المنقطعين ويشهد بضائع التجار وهو في رفقة المحرومين ومنها أنه عساه أن تنهض همته ومنها أنه عساه أن تنهض همته يومًا إلى التشبث والتعلق بساقة القوم ولو من بعيد يلحق بهم ولو كان بينه وبينهم مفاوز إنما يتشبه بهم وينظر في أفعالهم ويقتدي بهم ولو على ضعف قال ومنها أنه لعله أن يصدق في الرغبة واللجأ إلى من بيده الخير كله ومنها أنه لعله أن يصدق في الرغبة واللجأ إلى من بيده الخير كله أن يلحقه بالقوم ويهيئه لأعمالهم فيصادف ساعة استجابة لا يُسأل الله فيها شيئًا إلا أعطاه اصدق مع ربك الجأ إليه اسأله انكسر بين يديه في أوقات الإجابة وحقق شروط الإجابة أطب «مطعمك تكن مستجاب الدعوة» وذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذِي بالحرام فأنَّى يستجاب له! استبعاد إلى أن ذكر أشياء من فوائد معرفة حال السابقين المقربين ومنها أنه علَّه أن يطَّلِع عليه أحد على هذا المكتوب فيقرأ ويستفيد فيكسب الكاتب أجر الدلالة «ومن دل على هدى فله مثل أجر صاحبه» يعني كون الإنسان يحث على شيء وهو غير متصف به لا شك أنه معرِّض نفسه لأن يقع في قوله جل وعلا {كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [سورة الصف:3] لكن ليس من شرط الآمر والناهي أن يكون معصومًا ليس من شرط الآمر والناهي أن يكون معصومًا بل قد ينهى عن منكر وهو مرتكب له كما قرر ذلك أهل العلم لئلا يقع في محظورين فعل المنكر وترك الإنكار الواجب فعلى هذا يسعى الإنسان بقدر استطاعته أن يكمل نفسه بفعل المأمورات وترك المحظورات ونحن نتعرَّض لحال السلف وعلى رأسهم ومقدَّمهم محمد -عليه الصلاة والسلام- الذي له أجر دلالة الخلق له مثل أجور أمته -عليه الصلاة والسلام- لأنه هو الذي دلّـهم على الهدى فله مثل أجورهم ومع ذلك وقد غُفِر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قام حتى تفطرت قدماه حتى تفطرت قدماه وتقول له عائشة تعاتبه غفر الله لك ما تقدم من ذنبك يعني ليش تكلف نفسك؟ قال أفلا أكون عبدا شكورًا هذا حاله وقد غفر له ما تقدم من ذنبه كان يصوم حتى يقال لا يفطر ويفطر حتى يقال لا يصوم ويقوم من الليل الوقت الطويل وقام في ليلة قرأ في ركعة بالبقرة والنساء وآل عمران خمسة أجزاء بالتدبر وبالترتيل وبالوقوف مع الآيات آيات الوعد والوعيد كم تحتاج هذه الركعة من وقت؟ حنا جربنا بالهذ الذي نعقل معه شيئًا أنها تحتاج إلى ساعة الخمسة تحتاج إلى ساعة ترى بالهذّ فكيف بالتدبر والترتيل لا تقل هذه الركعة عن ساعتين مع أنه إذا ركع ركع ركوعًا طويلاً وإذا سجد سجد سجودًا طويلاً كما في الحديث قريبا من قيامه قريبا من ركوعه إلى آخره فإذا أضفنا إلى القيام الركوع والسجود يعني هذه الركعة على أقل تقدير ثلاث ساعات من هذا هذا الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فكيف بحال المنقطعين المخلِّطين المحرومين هذا إمام الأتقياء وسيد الأولياء -عليه الصلاة والسلام- حاله في الصيام وفي القيام يعني في رمضان قام بالصحابة ليلتين أو ثلاث ثم اجتمعوا فلما كثر المسجد غص المسجد بهم كما في الحديث لم يخرج إليهم يعني هل نقول نام وتركهم؟ هو يصلي لكن ترك القيام بهم جماعة خشية أن تُفرَض عليهم خشية أن تُفرَض عليهم لم يترك الصلاة في ليالي رمضان جماعة بصحابته الكرام رغبة عنها ولا نسخًا لها وإنما خشية أن تفرض عليهم ولذا لما أمن عمر رضي الله عنه من أن تفرض عليهم أمر من يصلي بهم أمر من يصلي بهم صلاة سُمِّيَت التراويح لأنهم يستريحون بين كل تسليمتين عمر رضي الله عنه لما أمرهم بذلك وفعلوها مر بهم ذات ليلة فأعجبه وضعهم فقال نعمت البدعة هذه نعمت البدعة هذه طيب عمر لماذا ما صلى معهم؟ عمر يصلي وذُكر عنه في التلاوة والصلاة شيء كثير حتى كأن الدموع أثَّرت في خديه رضي الله عنه وأرضاه ما يقال أنه أمرهم بالصلاة وترك الصلاة ما هو بصحيح والتي ينامون عنها أفضل منها يعني صلاة آخر الليل يقول عمر رضي الله عنه فكان يصلي من آخر الليل قال نعمت البدعة والرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول «كل بدعة ضلالة» كيف نعمت البدعة والرسول يقول «كل بدعة ضلالة»؟! هل صلاة التراويح جماعة بأمر عمر بن الخطاب الخليفة الراشد الذي أمرنا بالاقتداء به «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي» «اقتدوا بالذَين من بعدي أبي بكر وعمر» هو يقول بدعة يعني لو ما قال بدعة ما صار فعله بدعة لكن هو قال بدعة هذه هل هي بدعة شرعية ولها مثال سابق من فعله -عليه الصلاة والسلام- صلى بصحابته جماعة ليست ببدعة شرعية وهل هي بدعة لغوية؟ وليست ببدعة لغوية لوجود أصل لها يعني عملت البدعة اللغوية ما عُمل على غير مثال سابق هذه لها مثال سابق والبدعة الشرعية ما عمل مما يتعبد به من غير شرعية كتاب ولا سنة وهذه لها شرعية فليست لغوية كما يقول شيخ الإسلام وليست شرعية إذًا ليست ببدعة لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول «كل بدعة ضلالة» إذًا ماذا تكون قالوا كأن عمر رضي الله عنه وأرضاه توقع من يقول له ابتدعت يا عمر فقال نعمت البدعة فهي تكون من باب المشاكلة والمجانسة في التعبير {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} [سورة الشورى:40] يعني هل معاقبة الجاني سيئة؟ لا، ليست بسيئة حسنة معاقبة الجاني حسنة لكن أطلق عليها سيئة من باب المشاكلة في التعبير، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- قام رمضان وحث عليه «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» وصام رمضان امتثالاً لقوله جل وعلا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [سورة البقرة:183] ما الثمرة المرجوة من الصيام التقوى كما أن العبادات كلها إذا لم تحقِّق التقوى فإنها لا تترتب عليها آثارها صيام لا يحقق التقوى يصوم في النهار ويفعل الفواحش والمنكرات بالليل! لعلكم  تتقون إذًا ما صام هذا لو صام الصيام المأمور به ما فعل ما فعل ومع الأسف أن من الصائمين في بيوت المسلمين من يصوم ثم ينام إلى غروب الشمس هذا صام الصيام المأمور المحقق للتقوى؟ يصوم بالنهار وفي ليله يصمد الساعات أمام القنوات الإباحية التي تبث الشهوات والشبهات هذا صام الصيام الذي يحقق التقوى نأتي إلى الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر الذي يزاول المنكرات والفواحش يصوم ثم يخرج من المسجد ليسرق أو يشرب الخمر أو يزني نسأل الله السلامة والعافية {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ} [سورة العنكبوت:45] هل هذا صلى كما صلى النبي -عليه الصلاة والسلام- صلاة تترتب عليها آثارها الحاجّ الذي يحج إلى بيت الله الحرام ويقف في المشاعر لاسيما في الموقف العظيم في عرفة ثم يعود إلى بلده ويزاول ما كان عليه من المحرمات {وَاذْكُرُواْ اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ} [سورة البقرة:203] لإيش؟ {لِمَنِ اتَّقَى} [سورة البقرة:203] يرتفع الإثم عنه إذا اتقى بشرط أن يتقي سواء تعجل أو تأخر «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيومَ ولدته أمه» وقل مثل هذا في سائر العبادات علينا أن إذا أردنا أن نعمل أن ننظر إلى أسرار هذه العبادات وحكم هذه العبادات الصلاة التي نؤديها ونخرج منها كما دخلنا ليس للإنسان من صلاته إلا ما عقل ليس للإنسان من صلاته إلا ما عقل بعض الناس يخرج بعشرها لأنه ما حضر قلبه إلا في ما نسبته عشر الصلاة وبعضهم يخرج بدون شيء لأنه ما عقل منها شيء وهذا متصوَّر شخص يقول إنه كبّر مع الإمام في بيت في مسجد مثل هذا نظيف وواسع لكن نظر فيه لما كبر مع الإمام وبجوار المؤذن فإذا ما فيه منبر ما فيه منبر يقول والله خسارة هذا ما يصير جامع من كبر تكبيرة الإحرام وصار يخطط وش لون يصير جامع ووين يوضع المنبر قال في هذه الغرفة اللي بجنبه تحول منبر وانتهت الصلاة وهو ينقل العفش اللي بالغرفة يعني هذا وش عقل من صلاته؟ ومثل هذا كثير ترى يا إخوان في واقعنا شيء الله يرحم ضعفنا يعني مثل هذا كم خرج من صلاته؟ «الصلوات الخمس كفارة لما بينهما» يقول شيخ الإسلام المصلي الذي يخرج من صلاته بعشر أجرها ماذا تكفر هذه الصلاة؟ يقول إن كفرت نفسها بها ونعمت! القلوب غلبت عليها الشهوات وغلب عليها الران من شهوات وشبهات والمدار كله على القلب «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهو القلب» فعلى الإنسان أن يسعى في صلاح قلبه وفي كلام الله جل وعلا لمن تدبره ما يصلح قلبه.

فتدبر القرآن إن رمت الهدى

 

فالعلم تحت تدبر القرآن

يقول شيخ الإسلام قراءة القرآن على الوجه المأمور به يزيد في الإيمان وطمأنينة القلب إلى غير ذلك من الأمور التي ذكرها شيخ الإسلام ما لا يقدره إلا من جربه نبتلى بمصائب نبتلى بعقوبات ولا نشعر {أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ} [سورة التوبة:126] كم نفتن في اليوم؟ في العام مرة أو مرتين ونعى الله جل وعلا عليهم في آخر سورة التوبة والإنسان قد يفتن في اليوم مرة أو مرتين من كثرة الفتن والشرور التي نعيشها في زمننا الذي فُتحت فيه الدنيا على كل أحد حتى الطفل حتى المرأة حتى العامي والجاهل فضلاً عمن يتصدى لها يعني الإنسان إذا سجد في صلاة الليل وقلبه غافل ساهي هذا معاقَب والا غير معاقب؟ هذا من أعظم العقوبات أن تصرف عن التلذذ بمناجاة الله جل وعلا لكن الإنسان إذا نظر إلى دنياه ما فيها قصور وإذا صحته أيضًا ما فيها اعتلال يظن أنه ما عوقب لكن العقوبة عقوبة الدين التي يعاقب بها كثير من الناس وهو لا يشعر نأتي إلى القرآن الذي ذكرنا كلام شيخ الإسلام فيه وكلام ابن القيم.

فتدبر القرآن إن رمت الهدى
 

 

فالعلم تحت تدبر القرآن
 

رمضان {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [سورة البقرة:185] {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [سورة القدر:1] فهو شهر القرآن مع أنه في الأصل شهر الصيام جبريل يدارس النبي -عليه الصلاة والسلام- القرآن في كل ليلة وجاء الحث على قراءة القرآن بكل حرف عشر حسنات «لا أقول {الَمِ} [سورة الفاتحة:2] حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف» {الَمِ} [سورة الفاتحة:2] فيها ثلاثون حسنة والختمة فيها ثلاثة ملايين حسنة {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [سورة القمر:17] عثمان يختم القرآن في ركعة رضي الله عنه وأرضاه الرسول في ركعة -عليه الصلاة والسلام- قرأ خمسة أجزاء وجاء عن سلف هذه الأمة الإكثار من تلاوة القرآن لاسيما في رمضان عثمان في ركعة وبعض السلف من التابعين كذلك والإمام الشافعي ذكروا في ترجمته أنه يختم مرتين ترى هذا متوقع متصور يعني ما هو ما هو خيال متصوَّر يعني لكن قراءة التدبر شيء ثاني مع أنه ذُكر عن بعض السلف أنه يختم في كل يوم وحجره يمتلئ من الدموع فيه تدبر والا ما فيه تدبر يعني ليس بضرب من الخيال لكن الإنسان اللي بيقيس على نفسه يبي يتصور أن هذا أساطير بلغ النبي -عليه الصلاة والسلام- أن عبد الله بن عمرو أراد أن يختم القرآن في كل ليلة فقال له «اقرأ القرآن في شهر» قال إنه يستطيع أكثر من ذلك قال «في الشهر مرتين» قال إنه يستطيع أكثر من ذلك قال «في كل عشر» قال إنه يستطيع أكثر من ذلك قال «اقرأ القرآن في سبع ولا تزد اقرأ القرآن في سبع ولا تزد» عبد الله بن عمرو صار يقرأ القرآن في كل ثلاث يعني كلام النبي -عليه الصلاة والسلام- أثَّر عليه وخفف من حماسه لكنه مازال فيه قوة ورغبة شديدة في الخير فصار يقرأ القرآن في ثلاث وسمعنا ما ثبت عن عثمان وغير عثمان يعني جاء في بعضهم سُلَيْم بن عِتْر في ترجمته من الجرح والتعديل كان يختم في كل ليلة ثلاث مرات وذكر الحافظ ابن كثير والنووي عن ابن الكاتب الصوفي أنه كان يختم أربعًا بالليل وأربع بالنهار هذا عاد اللي يظهر أنه إن ثبت فالقراءة فيها خلل لكن القراءة في ليلة أو في يوم أو مرة في النهار أو مرة بالليل كما يفعل الشافعي هذا مُتَصوَّر وجربه بعض الإخوان الثقات ووجدوه مقدور عليه لكن لا يكون ديدن صعب عاد ديدن يكون باستمرار طول العمل ولذا ذكر الحافظ ابن رجب في الإجابة على حديث «لا يفقه من يقرأ القرآن في أقل من ثلاث» في أقل من ثلاث قال هذا لمن كان ديدنه ذلك يعني حياته كلها في أقل من ثلاث لا شك أن الفقه يفوت لكن من اغتنم الأوقات الفاضلة والأزمنة الفاضة وتفرغ لذلك فقد يحصل له الفقه مع القراءة في أقل من ثلاث يعني فرق بين شخص متفرغ ليس له هم إلا القرآن وبين شخص مشغول ويبي يقرأ القرآن في أقل من ثلاث لأن المسألة مسألة وقت المسألة مسألة وقت مسألة حسابية إذا قلنا أن الجزء يمكن في ربع ساعة فالختمة تحتاج إلى سبع ساعات ونصف مع أن الخمسة جربت في ساعة فتحتاج الختمة إلى ست ساعات يعني مقدور عليها ومجربة أنا رأيت بعض الإخوان من الإخوة المصريين ضابط ومجود ومتقن قرأه في ست ساعات تحت نظري يعني ما هو ما هو نقل خبر يعني لكن يبقى المفاضلة بين كثرة المقروء لتحصيل الحسنات المرتبة على قراءة الحروف وبين القراءة على الوجه المأمور به من التدبر والترتيل مع قلة المقروء أيهم أفضل؟ الجمهور على أن التدبر والترتيل ولو قل المقروء أفضل من الهذّ ولو كثر المقروء المسألة مفترضة في شخص يريد أن أقرأ في كل يوم ساعة هل أقرأ خمسة أجزاء أو جزئين بالتدبر نقول لا، الجزئين أفضل لك عند الجمهور ويذكر عن الشافعي أن الخمسة أفضل لكثرة الأجر المرتّب على الحروف لكن قول الجمهور هو الموافق للنصوص.

يكفي هذا والا..؟

طالب: ................

لعلنا نكتفي بهذا وننظر في الأسئلة لأن الإجابة على الأسئلة في كثير من الأحوال أجدى من الكلام المرسَل لأنه قد يكون مكرَّر على الأسماع وأما هذه فهي حاجات الأسئلة حاجات.

 

نكتفي بهذا القدر والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه..