تعليق على تفسير سورة البقرة (04)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى:

"{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [سورة البقرة:3] قال أبو جعفر الرازي عن العلاء بن المسيب بن رافع عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال الإيمان التصديق وقال علي بن أبي طلحة وغيره عن ابن عباس عن ابن عباس رضي الله عنهما يؤمنون يصدقون وقال معمر عن الزهري الإيمان العمل وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس يؤمنون يخشون وقال ابن جرير وغيره والأولى أن يكونوا موصوفين بالإيمان بالغيب قولاً واعتقادًا وعملاً قال وقد تدخل الخشية لله في معنى الإيمان الذي هو تصديق القول بالعمل والإيمان كلمة جامعة للإقرار بالله وكتبه ورسله وتصديق.."

للإقرار..

"والإيمان كلمة جامعة للإقرار بالله وكتبه ورسله وتصديق الإقرار بالفعل"

حنا عندنا للإيمان.

للإيمان؟

إيه.

الإيمان كلمة جامعة للإيمان؟

طالب: .........

إيه لا، أنا عندي للإيمان وهي نسخ خطية ترى.. نعم للإقرار لأن للإيمان كلمة جامعة للإيمان؟! للإقرار والاعتراف والتصديق والإذعان.

"قلت أما الإيمان في اللغة فيطلق على التصديق المحض وقد يستعمل في القرآن والمراد به ذلك قال تعالى {يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ} [سورة التوبة:61] وكما قال إخوة يوسف لأبيهم {وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ} [سورة يوسف:17] وكذلك إذا استعمل مقرونًا مع الأعمال كقوله تعالى {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [سورة الشعراء:227] فأما إذا استعمل مطلقًا فالإيمان الشرعي المطلوب لا يكون إلا اعتقادًا وقولاً وعملاً هكذا.."

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فالحقائق الشرعية والإيمان من أهمها وأعظمها لها حقيقة لغوية استعملها العرب في معناها ثم جاء الشرع فزاد عليها بعض القيود فمثلاً الصلاة هي في الأصل الدعاء لكن الصلاة الشرعية زيد على الدعاء أشياء والإيمان في الأصل التصديق في اللغة {وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا} [سورة يوسف:17] أي بمصدق لنا ثم جاءت القيود الشرعية عليه واختلفت افترقت الحقيقة الشرعية عن الحقيقة اللغوية بهذا الاعتبار يعني يكون فيه تصديق فيه المعنى اللغوي وزيادة كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الإيمان يعني يكون الحقيقة الشرعية تشتمل على الحقيقة اللغوية وتزيد عليها كما هنا تصديق وإقرار يزيد على ذلك الإيمان بالقلب مع الاعتراف باللسان والعمل بالأركان فهي حقيقة لغوية زيد عليها قيود شرعية وينشأ عن ذلك الحد الشرعي ولذلك قال في الأخير فالإيمان الشرعي المطلوب لا يكون إلا اعتقادًا وقولاً وعملاً هذه هي حقيقة الإيمان عند أهل السنة والجماعة قاطبة وعند سلف الأمة وأئمتها أن العمل داخل في حقيقة الإيمان وجزء منه ويختلفون في التعبير منهم من يقول شرط ومنهم من يقول ركن ولكنه إذا قيل شرط فهو شرط صحة كما حققه شيخ الإسلام وغيره وليس المراد تفاصيل الأعمال وإنما جنس العمل هو المشترط لصحة الإيمان.

"هكذا ذهب إليه أكثر الأئمة بل قد حكاه الشافعي وأحمد بن حنبل وأبو عبيد وغير واحد.."

أبو عبيدة.. أبو عبيدة القاصي.. لا، أبو عبيد ما له علاقة بهذه الأمور أبو عبيدة هو الذي يقرن بأحمد والشافعي وإسحاق.

"وأبو عبيدة وغير واحد إجماعًا أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص وقد ورد.."

طالب: .........

القاسم بن سلام هو الذي يقرن بالأئمة.

هو أبو عبيد..؟

طالب: .........

أبو عبيدة..

طالب: .........

نعم نعم أبو عبيد القاسم بن سلام نعم أبو عبيدة معمر بن المثنى هو الذي أنا أقول لا علاقة له إيه لكن أنا غرتني النسخة وإلا أبو عبيد هو القاسم بن سلام.

طالب: .........

أبو عبيد نعم. أما أبو عبيدة معمر بن المثنى له عنده ما يخالفه فيه السلف وألّف في مجاز القرآن.

"وقد ورد فيه آثار كثيرة وأحاديث أفردنا الكلام فيها في أول شرح البخاري ولله الحمد والمنة ومنهم من فسره بالخشية لقوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ} [سورة الملك:12] وقوله {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ} [سورة ق:33] والخشية خلاصة الإيمان والعمل.. خلاصة الإيمان والعلم كما قال تعالى {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [سورة فاطر:28] وقال بعضهم يؤمنون بالغيب كما يؤمنون بالشهادة."

شف الحصر حصر الخشية بالعلماء حصر الخشية بالعلماء الذين هم الذين يعرفون الله جل وعلا لأنهم به أعرف فهم منه أخوف وأكثر خشية من غيرهم ولا تنزع الخشية من المسلم عمومًا إلا أنها أليق وألصق بالعلماء فمن يدعي العلم ولم يتصف بهذا الوصف يدعي العلم ولا يخشى الله جل وعلا كمن يدعيه مع ارتكابه ما يخالف الأوامر والنواهي الإلهية «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله» فالذي يحمله الفساق هو في الحقيقة ليس بعلم وإن وُصِفوا بالمعرفة وصار لديهم وعندهم من العلوم ما يروج على الناس ويوصفون به لكن في الحقيقة الشرعية ليس بعلم «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله» وأما غير العدل ما يحمله غير العدل فليس بعلم {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ} [سورة النساء:17] يعملون السوء بجهالة طيب الذي يشرب الخمر ويعرف أنه حرام ويعرف النص عليه من الكتاب والسنة يعلم الحكم ما له توبة؟ ولذلك جاهل ولو عرف الحكم فهو جاهل ولو عرف الحكم لأنه له توبة.

طالب: .........

الجهل إيه.

طالب: .........

جهالة لأنه عصى خالف ما عنده من علم إذًا ليس بعلم الذي عنده إنما العلم ما نفع.

"وقال بعضهم يؤمنون بالغيب كما يؤمنون بالشهادة وليسوا كما قال تعالى عن المنافقين {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ} [سورة البقرة:14] وقال {إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [سورة المنافقون:1] فعلى هذا يكون قوله {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [سورة البقرة:3] حالاً.."

أين أين؟!

فعلى هذا يكون قوله {بِالْغَيْبِ} [سورة البقرة:3] حالاً ما هو الآية كلها حال.

{بِالْغَيْبِ} [سورة البقرة:3] فقط.

نعم {بِالْغَيْبِ} [سورة البقرة:3] يعني الذين يؤمنون حال كونهم مثل ما قال المؤلف رحمه الله غُيَّبًا عن الناس يعني هم غائبون عن الناس يؤمنون في حال خلوتهم الذين يبرز إيمانهم ويصدق إيمانهم في حال الخلوة مثل ما هو في حال الشهادة والجلوة على ما قالوا أما الذي يؤمن في حال وجوده مع الناس وإذا كان في الغيب تخلف هذا الإيمان هذا منافق نسأل الله العافية.

"فعلى هذا يكون قوله {بِالْغَيْبِ} [سورة البقرة:3] حالاً أي في حال كونهم غُيَّبًا عن الناس وأما الغيب المراد هاهنا فقد اختلفت عبارات السلف فيه وكلها صحيحة ترجع إلى أن.."

هل الغيب متعلق بالمؤمِن أو بالمؤمَن به؟

طالب: .........

على كلامه الأول أنها حال تتعلق بالمؤمِن، يعني إذا غاب المؤمِن عن الناس آمن كما أنه مؤمِن في حال الظهور والجلوة من باب أولى يعني لا فرق يعني بينهما وعلى الكلام الثاني الذي اختلفت فيه عبارات السلف هو وصف للمؤمَن به متعلق بالمؤمَن به.

"وكلها صحيحة ترجع إلى أن الجميع مراد قال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله تعالى {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [سورة البقرة:3] قال يؤمنون بالله وملائكته وكتبه"

يعني بما غاب عنهم.

"قال يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وجنته وناره ولقائه ويؤمنون بالحياة بعد الموت وبالبعث فهذا غيب كله وكذا قال قتادة بن دعامة وقال السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرّة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أما الغيب فما غاب عن العباد من أمر الجنة وأمر النار وما ذُكر في القرآن وقال محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بالغيب قال بما جاء منه يعني من الله تعالى وقال سفيان الثوري عن عاصم عن زر قال الغيب القرآن وقال عطاء بن أبي رباح من آمن بالله فقد آمن بالغيب وقال إسماعيل بن أبي خالد {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [سورة البقرة:3] قال بغيب الإسلام وقال زيد بن أسلم {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [سورة البقرة:3] قال بالقدر فكل هذه متقاربة في معنى واحد لأن جميع هذه المذكورات من الغيب الذي يجب الإيمان به وقال سعيد بن منصور حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير."

الإيمان كله مبني على الإيمان بالغيب لأنه إذا انتهى هذا الغيب وظهرت العلامات الكبرى لا ينفع نفسًا إيمانها خلاص لأن الغيب صار شهادة والشهادة لا يختلف فيها أحد لا يختلف زيد عن عمرو فيما يراه زيد وعمرو فالامتحان بما غاب عنهم وهذا هو المحك وهذا هو الإيمان النافع أما إذا تحوّل الغيب إلى شهادة ما صار فيه فائدة كل الناس يؤمنون {لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ} [سورة الأنعام:158].

"عن عبد الرحمن بن يزيد قال كنا عند عبد الله بن مسعود جلوسًا فذكرنا أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وما سبقوا به فقال عبد الله إن أمر محمد -صلى الله عليه وسلم- كان بيِّنًا لمن رآه والذي لا إله غيره ما آمن أحد قط إيمانًا أفضل من إيمان بغيب ثم قرأ {الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [سورة البقرة:1-3] إلى قوله {الْمُفْلِحُونَ} [سورة البقرة:5] وهكذا رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم في مستدركه من طرق عن الأعمش به وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وفي معنى هذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد حدثنا أبو المغيرة قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني أسيد بن عبد الرحمن عن خالد بن دريك."

أسيد أو أسد؟ أسيد أو أسد؟

طالب: .........

نعم.

"قال حدثني أسيد بن عبد الرحمن عن خالد بن دريك عن ابن محيريز قال قلت لأبي جمعة حدثنا حديثا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال نعم، أحدثك حديثا جيدًا تغدينا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فقال يا رسول الله أحد خير منا؟ أسلمنا معك وجاهدنا معك قال «نعم، قوم من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني» طريق أخرى قال أبو بكر بن مردويه في تفسيره حدثنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثنا معاوية بن صالح عن صالح بن جبير قال قدِم علينا أبو جمعة الأنصاري صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببيت المقدس ليصلي فيه ومعنا يومئذ رجاء بن حيوة رحمه الله تعالى فلما انصرف خرجنا نشيعه فلما أردنا الانصراف قال إن لكم جائزة وحقًا أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلنا هات رحمك الله قال كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعنا معاذ بن جبل عاشر عشرة فقلنا يا رسول الله هل من قوم أعظم منا أجرًا آمنا بالله واتبعناك قال ما يمنعكم من ذلك ورسول الله بين بين أظهركم يأتيكم بالوحي من السماء بل قوم من بعدكم يأتيهم كتاب بين لوحين يؤمنون به ويعملون بما فيه أولئك أعظم منكم أجرًا مرتين ثم رواه من حديث ضمرة بن ربيعة عن مرزوق بن نافع عن صالح بن جبير عن.."

التفضيل التفضيل في هذا وما في معناه إنما هو من هذه الحيثية من هذه الجهة أنهم تأتيهم صحف فيؤمنون بها والصحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين أظهرهم والقرآن ينزل عليه في حكم الشهادة وما من يأتي فيما بعد آمنوا بهذه الصحف وصدقوا بها مما يدل على قوة الإيمان في قلوبهم يعني من هذه الحيثية لا التفضيل المطلق الصحابة لن ينال أحد درجة.. لن ينال أحد درجتهم مهما بلغ «فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» كما في الحديث الآخر المخرج عند أبي داود وغيره أن العامل في آخر الزمان له أجر خمسين من الصحابة له أجر خمسين من الصحابة لأن أولئك يجدون من يعينهم على الخير وهؤلاء في آخر الزمان ما يجد من يعينه على الخير غربة فهم من هذه الحيثية وأما شرف الصحبة مثل ما قلنا لن يناله أحد مهما عمل.

"وهذا الحديث فيه دلالة على العمل بالوِجادة التي اختلف فيها أهل الحديث كما قررته في أول شرح البخاري لأنه مدحهم على ذلك وذكر أنهم أعظم أجرًا من هذه الحيثية لا مطلقًا وكذا الحديث الآخر الذي رواه الحسن بن عرفة العبدي حدثنا إسماعيل بن عياش.."

الوجادة أن يوجد حديث أو أحاديث مكتوبة بخط راويها الذي لا يشك به الذي لا يُشك به فتروى عنه بالوجادة وفي المسند أحاديث ليست قليلة يقول فيها عبد الله وجدت بخط أبي وجدت بخط أبي فإذا كان لا يشك أنه خطه فتجوز له روايته بواسطة هذه الوجادة وكذلك غير الحديث من العلوم إذا وجدنا كلامًا بخط فلان من الناس الذي نعرفه ولا نشك فيه ولو كان متقدِّم إذا كنا نعرف خط الشيخ أو خط المعلِّق أو خط المؤلِّف نجد تعليقات لبعض العلماء على بعض الكتب لا نشك أنها بخطه لأنه من خلال الخبرة والمعرفة نعرف خط شيخ الإسلام ونعرف خط ابن القيم ونعرف خط كثير من أهل العلم نعرف خط ابن حجر ما نشك فنقول قال ابن حجر فيما كتبه على الكتاب الفلاني نعم التزوير موجود وبعض الناس يتقنه لكن الخبير يميز الخبير يميز فهذه الوجادة معمول بها عند أهل العلم ويروون بها الأحاديث ومما يستدل لها به مثل هذا الحديث الحافظ ابن كثير حسّنه ونقل ابن حجر هذا الكلام عن ابن كثير في نكته على ابن الصلاح.

"وكذا الحديث الآخر الذي رواه الحسن بن عرفة العبدي قال حدثنا إسماعيل بن عياش.."

يعني في جزئه المشهور المطبوع المتداول جزء الحسن بن عرفة.

طالب: .........

ما الذي هو عليه؟

طالب: .........

ما هو يستدل بالآية الاستدلال بالحديث يجدون صحفًا يعملون بها يجدون صحف هذه الوجادة.

"قال حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي عن المغيرة بن قيس التميمي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «أي الخلق أعجب إليكم إيمانًا؟» قالوا الملائكة قال «وما لهم لا يؤمنون وهم عند ربهم» قالوا فالنبيون قال «وما لهم لا يؤمنون والوحي ينزل عليهم» قالوا فنحن قال «وما لكم لا تؤمنون وأنا بين أظهركم» قال فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «ألا إن أعجب الخلق إليّ ألا إن أعجب الخلق إليَّ إيمانًا لقوم يكونون من بعدكم يجدون صحفًا فيها كتاب يؤمنون بما فيها» قال أبو حاتم الرازي المغيرة بن قيس البصري منكر الحديث قلت ولكن.."

له له شواهد نعم.

"قلت ولكن قد روى أبو يعلى في مسنده وابن مردويه في تفسيره والحاكم في مستدركه من حديث محمد بن أبي حميد.."

ابن حميد الرازي.

ابن حميد؟

طالب: .........

ابن أبي؟ الذي أعرفه محمد بن حميد الرازي، ما أشار في الحاشية؟

لا.

هو الذي فيه ضعف من شيوخ الطبري متأخر هو.

طالب: .........

إيه لا، غيره أجل غير الرازي هذا.

"من حديث محمد بن أبي حميد وفيه ضعف عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثله أو نحوه وقال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد روى وقد رويَ نحوه عن أنس بن مالك مرفوعًا والله أعلم وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي قال حدثنا عبد الله بن محمد المسندي قال حدثنا إسحاق بن إدريس قال أخبرني إبراهيم بن جعفر بن محمود بن سلمة الأنصاري قال أخبرني جعفر بن محمود عن جدته نويلة بنت أسلم قالت.."

نويلة أو بديلة؟

طالب: .........

ما هو؟

طالب: .........

نعم.

"عن جدته نويلة بنت أسلم قالت صليت الظهر أو العصر في مسجد بني حارثة فاستقبلنا مسجد إيلياء فصلينا.."

بيت المقدس يعني.

"فصلينا سجدتين ثم جاءنا من يخبرنا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد استقبل البيت الحرام فتحول النساء مكان الرجال والرجال مكان النساء فصلينا السجدتين الباقيتين ونحن مستقبلو البيت الحرام قال إبراهيم فحدثني.."

في صلاة العصر صلوا ركعتين ثم جاء من يخبرهم بأن القبلة حُولت فتحولوا كما هم الرجال مكان النساء والرجال مكان النساء لأن مكان النساء الخلف.

"قال إبراهيم فحدثني رجال من بني حارثة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين بلغه ذلك قال «أولئك قوم آمنوا بالغيب» هذا حديث غريب من هذا الوجه {وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [سورة البقرة:3] قال ابن عباس {وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ} [سورة البقرة:3] أي يقيمون الصلاة بفروضها وقال الضحاك عن ابن عباس إقامة الصلاة إتمام الركوع والسجود والتلاوة والخشوع والإقبال عليها فيها وقال قتادة إقامة الصلاة المحافظة على.."

إقامتها تقويمها وتعديلها على ما جاء عنه -عليه الصلاة والسلام- في قوله «صلوا كما رأيتموني أصلي» فإذا صلى المسلم كما صلى النبي -عليه الصلاة والسلام- فقد أقام الصلاة من تقويم المعوجّ والذي لا يقتدي به -عليه الصلاة والسلام- كالعصا المعوجّ فيلزم تعديلها وإقامتها.

"وقال قتادة إقامة الصلاة المحافظة على مواقيتها ووضوئها وركوعها وسجودها وقال مقاتل بن حيان إقامتها المحافظة على مواقيتها وإصباغ الطهور فيها وتمام ركوعها وسجودها وتلاوة القرآن فيها والتشهد والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فهذا إقامتها وقال علي بن أبي طلحة وغيره عن ابن عباس {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [سورة البقرة:3] قال زكاة أموالهم وقال السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن أناس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [سورة البقرة:3] قال نفقة الرجل على أهله وهذا قبل أن تنزل الزكاة."

والآية أعم تشمل كل وجوه الإنفاق من الواجب والمندوب في الزكوات والصدقات والنفقات على الأقارب وغيرهم وعلى المماليك هذا كله داخل {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [سورة البقرة:3].

"وقال جويبر عن الضحاك كانت النفقات قربات يتقربون بها إلى الله على قدر ميسرتهم وجهدهم حتى نزلت فرائض الصدقات سبع آيات في سورة براءة مما يُذكَر فيهن الصدقات هي الناسخات المثبتات وقال قتادة {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [سورة البقرة:3] فأنفقوا مما أعطاكم الله هذه الأموال عواري.. عواري وودائع عندك يا ابن آدم."

{آتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} [سورة النــور:33] فالمال لله وإنما هي عارية بأيديكم.

"هذه الأموال عواري وودائع عندك يا ابن آدم يوشك أن تفارقها واختار ابن جرير أن الآية عامة في الزكاة والنفقات فإنه قال وأولى التأويلات وأحقها بصفة القوم أن يكونوا لجميع اللازم لهم في أموالهم مؤدين زكاة كان ذلك أو نفقة من لزمته نفقته من أهل وعيال وغيرهم."

يعني ولو كانت نفقة مندوبة ولو وجد ما يعارضها من حضوض النفس يعني يصير بينك وبين شخص قطيعة ومن أقاربك تصله تدخل في هذه الآية وأظهر دليل على ذلك قصة أبي بكر مع مسطح {وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى} [سورة النــور:22] نعم مع أن مسطح وقع في قصة الإفك وهذا أمر ليس بالسهل عند أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه أن يشارك في قذف ابنته ومع ذلك ينفق عليه يعني خلاف ما تهواه النفس وتميل إليه لأنك تنفق على من تميل إليه وتحسن إليه ويحسن إليك هذا سهل على النفس لكن الإشكال في مثل هذه الصورة لكنه أبو بكر أعظم الناس إيمانًا بعد الرسل رضي الله عنه وأرضاه.

طالب: .........

{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ} [سورة التوبة:60] وما معها.

طالب: .........

لا، فيه آيات أخرى..

طالب: .........

إيه سبع..

طالب: .........

في سورة براءة تتبعها وتجدها إن شاء الله.

"زكاة كان ذلك أو نفقة من لزمته نفقته من أهل وعيال وغيرهم ممن يجب عليهم نفقته بالقرابة والملك وغير ذلك."

من أهل..

من أهل وعيال وغيرهم..

إيه لا، عندنا سقط.. أو عيال؟

في نسخة أو وهنا وعيال..

ما الذي بعدها؟

وغيرهم ممن يجب عليهم نفقته بالقرابة..

نعم.

"ممن يجب عليهم نفقته بالقرابة والملك وغير ذلك لأن الله تعالى عم وصفهم ومدحهم بذلك وكل من الإنفاق والزكاة ممدوح به محمود عليه قلت كثيرًا ما يقرن ما يقرن الله تعالى بين الصلاة والإنفاق من الأموال فإن الصلاة حق الله وعبادته وهي مشتملة على توحيده والثناء عليه وتمجيده والابتهال إليه ودعائه والتوكل عليه والإنفاق هو من الإحسان إلى المخلوقين بالنفع المتعدي إليهم وأولى الناس بذلك القرابات والأهلون والمماليك ثم الأجانب فكل من النفقات الواجبة والزكاة المفروضة داخل في قوله تعالى {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [سورة البقرة:3] ولهذا ثبت في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «بُني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت» والأحاديث في هذا كثيرة وأصل الصلاة في كلام العرب الدعاء قال الأعشى:

لها حارس لا يبرح الدهر بيتها
 

 

وإن ذبحت صلى عليها وزمزم
 

وقال أيضا:

وقابلها الريح في دنها
 

 

وصلى على دنها وارتسم
 

أنشدهما ابن جرير مستشهدًا على ذلك وقال الآخر وهو الأعشى أيضًا:

تقول بنتي وقد قررت مرتحلاً
 

 

يا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا
 

عليكِ مثل الذي صليتِ فاغتمضي
 

 

نوما فإن لجنب المرء مضطجعا
 

يقول عليك من الدعاء مثل الذي دعيته لي وهذا ظاهر ثم استُعملت الصلاة في الشرع في ذات الركوع والسجود والأفعال المخصوصة في الأوقات المخصوصة بشروطها المعروفة وصفاتها وأنواعها المشهورة قال ابن جرير وأرى أن الصلاة المفروضة سُمِّيت صلاة لأن المصلي يتعرض لاستنجاح طلبته من ثواب الله بعمله مع ما يسأل ربه فيها من حاجته."

"وقيل هي مشتقة من الصلوين إذا تحرّكا في الصلاة عند الركوع والسجود وهما عرقان يمتدان من الظهر حتى يكتنفا عجب الذنب ومنه سُمي المصلي وهو التالي للسابق في حلبة الخيل وفيه نظر."

مشددة اللام؟

المصلي لا.

مشددة؟

لا.

ما ضُبِطَت أبد؟

طالب: .........

عندك مضبوطة يا شيخ والا..؟

طالب: .........

ما هو؟

طالب: .........

إيه معروف لكن هل هي بالتشديد أو لا؟

طالب: .........

إيه تراجع ما فيه إشكال إن شاء الله.

"وقيل هي مشتقة من الصلِي وهو الملازمة للشيء من قوله تعالى {لا يَصْلاهَا} [سورة الليل:15].."

كون الثاني تشبه بالتالي للسابق فالسابق هنا الشهادة والثاني الصلاة.

"من قوله تعالى: {لا يَصْلاهَا} [سورة الليل:15] أي لا يلزمها ويدوم فيها {إِلاَّ الأَشْقَى} [سورة الليل:15] وقيل مشتقة من تصلية الخشبة في النار لتقوَّم كما أن المصلي يقوِّم عوجه بالصلاة {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [سورة العنكبوت:45] واشتقاقها من الدعاء أصح وأشهر والله أعلم وأما الزكاة."

مثل ما قلنا أن الحقيقة الشرعية تكون مشتملة على الحقيقة اللغوية وهي الدعاء ويُزاد عليها في الشرع قيود تنضم إلى أن تكون حقيقة شرعية.

"وأما الزكاة فسيأتي الكلام عليها في موضعه إن شاء الله تعالى {والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} [سورة البقرة:4] قال ابن عباس {والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ} [سورة البقرة:4] أي يصدقونك بما جئت به من الله وما جاء به من قبلك من المرسلين لا يُفرقون بينهم ولا يجحدون ما جاؤوهم به من ربهم {وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} [سورة البقرة:4] أي بالبعث والقيامة.."

الذي لا يؤمن بواحد من الأنبياء ممن تقدمه -عليه الصلاة والسلام- لا يصح إيمانه أو بواحد من الكتب التي جاء ذكرها بطريق ملزِم من كتاب الله وصحيح سنته فلا يصح إيمانه لا بد من الإيمان بالأركان الستة.

"{وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} [سورة البقرة:4] أي بالبعث والقيامة والجنة والنار والحساب والميزان وإنما سميت الآخرة لأنها بعد الدنيا وقد اختلف المفسرون في الموصوفين هنا هل هم الموصوفون بما تقدم من قوله تعالى {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [سورة البقرة:3].."

أو هذه الآية لقوم والتي قبلها لقوم آخرين هذا مذكور في كتب أهل العلم وسيشير إليه المؤلف رحمه الله.

"ومن هم على ثلاثة أقوال حكاها ابن جرير أحدها أن الموصوفين أولاً هم الموصوفون ثانيًا وهم كل مؤمن مؤمنو العرب ومؤمنو أهل الكتاب وغيرهم قاله مجاهد وأبو العالية والربيع بن أنس وقتادة والثاني هما واحد وهم مؤمنو أهل الكتاب وعلى هذين تكون الواو عاطفة صفات على صفات كما قال تعالى {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى} [سورة الأعلى:1-5]."

يعني هي صفات لموصوف واحد وهذا يجري على القول الثاني أو على القول الأول؟

طالب: الثاني..

الثاني هما واحد هما واحد {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [سورة البقرة:3] هم مؤمنو أهل الكتاب {والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ} [سورة البقرة:4] هم مؤمنو أهل الكتاب أو {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [سورة البقرة:3] الآية الأولى لقوم والثانية لقوم؟ مع أن الأوصاف في الآيتين لازمة لكل مؤمن لازمة لكل مؤمن.

"وعلى هذين تكون الواو عاطفة عاطفة صفات على صفات كما قال تعالى {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى} [سورة الأعلى:1-5] وكما قال الشاعر:

إلى الملك القرن وابن الهمام
 

 

وليث الكتيبة في المزدحم"
 

ما الفرق بين القول الأول والثاني؟ أحدها أن الموصوفين أولاً هم الموصوفون ثانيًا.

طالب: .........

ما يخالف لكن يختلف عن القول الأول؟ في التقعيد ما يظهر فرق لكن في التمثيل يظهر الفرق هم الموصوفون واحد في الآيتين لكن هل تعم المؤمنين من أهل الكتاب ومن هذه الأمة أو لا؟ على القول الأول نعم مؤمنو العرب ومؤمنو أهل الكتاب وعلى القول الثاني خاصة بأهل الكتاب.

"فعطف الصفات بعضها على بعض والموصوف واحد والثالث أن الموصوفين أولاً مؤمنو العرب والموصوفون ثانيًا بقوله {والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} [سورة البقرة:4] مؤمنو أهل الكتاب.."

لمؤمني..

مؤمنو أهل الكتاب..

عندنا لمؤمني أهل الكتاب.

طالب: .........

ستة.. ما يفرق يعني يرجع ترجع هذه الأوصاف لمؤمني أهل الكتاب أو المراد بهم مؤمنو أهل الكتاب.

"نقله السدي في تفسيره عن ابن عباس.."

يعني هل الآيتين ترجعان إلى شيء واحد كما هو مقتضى القول الأول والثاني؟ يرجعان إلى شيء واحد لكن اختلف في هذا الشيء هل هو يشمل مؤمنو العرب ومؤمنو أهل الكتاب؟ أو خاص بأهل الكتاب كالقول الثاني؟ القول الثالث لا، الآية الأولى مختصة بأناس والثانية مختصة بأناس.

"نقله السدي في تفسيره عن ابن عباس وابن مسعود وأناس من الصحابة واختاره ابن جرير رحمه الله ويُستشهد لما قال بقوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ} [سورة آل :199] الآية وبقوله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [سورة القصص:52-54] وبما ثبت في الصحيحين من حديث الشعبي عن أبي بردة عن أبي موسى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال.."

يعني دلالة هذه الآيات على أهل الكتاب ظاهرة لكن فيها ما ينفي أن آيتي البقرة تنطبق على هذه الأمة؟ ما فيه ما ينفي لأن واقع هذه الأمة منطبق على الآيتين.

طالب: .........

بلا شك أن الأصل لهذه الأمة مضى القوم ولم يرد به سوانا لكن مع ذلك إذا ضممنا الآيات بعضها إلى بعض وجدنا أن الأوصاف كما تنطبق على هذه الأمة فيه آيات تدل على انطباقها على أهل الكتاب.

" عن أبي موسى.."

ولذلك قال {أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا} [سورة القصص:54] وفي الحديث الصحيح «ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين».

"عن أبي موسى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال «ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بي ورجل مملوك أدى حق الله وحق مواليه ورجل أدّب جاريته فأحسن تأديبها ثم أعتقها وتزوجها» وأما ابن جرير فما استشهد على صحة ما قال إلا بمناسبة وهي أن الله تعالى وصف في أول هذه السورة المؤمنين والكافرين فكما أنه صنف الكافرين إلى صنفين منافق وكافر فكذلك المؤمنون صنفهم إلى صنفين عربي وكتابي قلت والظاهر قول مجاهد فيما رواه الثوري عن رجل عن مجاهد ورواه غير واحد عن أبي نجيح عن مجاهد أنه قال أربع آيات من أول سورة البقرة في نعت المؤمنين وآيتان في نعت الكافرين وثلاثة عشرة في المنافقين فهذه الآيات الأربع عامة في كل مؤمن في كل مؤمن اتصف بها من عربي وعجمي وكتابي من إنس وجني وليس تصح واحدة من هذه الصفات بدون الأخرى بل كل واحدة مستلزمة للأخرى وشرط معها فلا يصح الإيمان بالغيب وإقام الصلاة والزكاة إلا مع الإيمان بما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- وما جاء به من قبله من الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين والإيقان بالآخرة كما أن هذا لا يصح إلا بهذاك وقد أمر الله المؤمنين بذلك كما قال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ} [سورة النساء:136] وقال تعالى {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ} [سورة العنكبوت:46] الآية وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم} [سورة النساء:47] وقال تعالى {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ} [سورة المائدة:68] وأخبر تعالى عن المؤمنين كلهم بذلك فقال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ} [سورة البقرة:285] وقال تعالى {وَالَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ} [سورة النساء:152] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أمر جميع المؤمنين بالإيمان بالله ورسوله وكتبه لكن لمؤمني أهل الكتاب خصوصية وذلك أنهم يؤمنون بما.. بما بأيديهم مفصلاً."

وإيمان غيرهم يكون مجمل مجملاً الإيمان المطلوب من هذه الأمة بالرسل وبالكتب إيمان مجمل وأما بالنسبة لمن نزل إليهم فإيمانهم به تفصيل كإيماننا برسولنا وكتابنا.

"فإذا دخلوا في الإسلام وآمنوا به مفصّلاً كان لهم على ذلك الأجر مرتين وأما غيرهم فإنما يحصل لهم الإيمان بما تقدم مجملاً كما جاء في الصحيح «إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ولكن قولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم» ولكن قد يكون إيمان كثير من العرب بالإسلام الذي بعث به محمد -صلى الله عليه وسلم- أتم وأكمل أتمَّ وأكمل وأعم وأشمل من إيمان من دخل منهم في الإسلام فهم وإن حصل لهم أجران من تلك الحيثية فغيرهم قد يحصل له من التصديق ما ينيف ثوابه على الأجرين الذَين حصلا له والله أعلم {أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [سورة البقرة:5] يقول الله تعالى.."

لأن إيمان المسلمين بما جاءهم من الله على لسان نبيه -عليه الصلاة والسلام- ليس لديهم ما يعارضه فإيمانهم تفصيلي وإيمانهم أيضًا كما قال أتم وأكمل وأعم وأشمل لأنهم اتجهوا إلى هذا الدين فقط ما انشغلوا بغيره قبل ثم دخلوا في الدين وأهل الكتاب إيمانهم بما عندهم تفصيلاً قد يؤثر على إيمانهم بما عندنا وإن كان التأثير غير مؤثر بالنسبة لصحة إيمانهم لكن التفصيل الذي آمنوا به بدينهم شغلهم عن بعض التفصيلات في ديننا ولذلك تجد اليهودي والنصراني إذا أسلم ما هو مثل الذي نشأ في الإسلام وعرف الإسلام تفصيلاً وتلقاه عن أبويه ورآهم يزاولونه ويعيشونه حياة عملية دقيقة ولذلك قال ولكن قد يكون إيمان كثير من العرب كثير لأن بعض العرب غافل وبعضهم صادّ وبعضهم لا يرفع بالإسلام رأس ولا يعرف أصوله فضلاً عن فروعه.. إيمان كثير من العرب بالإسلام الذي بعث به محمد -صلى الله عليه وسلم- أتمَّ وأكمل وأعم وأشمل من إيمان من دخل منه في الإسلام لماذا لأنهم آمنوا بدين سابق تفصيلي والعقول لا تستوعب كل شيء فإيمانهم بدينهم تفصيلاً قد يعوقهم عن تحصيل التفصيل الدقيق لهذا الدين هذا مراد الشيخ رحمه الله ويكون مثل هذا قد يكون أفضل من الأجر مرتين قد يكون مثل الذي يؤتى أجره مرتين في مقابل من أصاب السنة الذي أعاد الصلاة بعد أن صلى بالتيمم قال «لك الأجر مرتين» والثاني قال له «أصبت السنة» أيهما أفضل؟ الذي أصاب السنة بلا شك.

"يقول الله تعالى {أُوْلَئِكَ} [سورة البقرة:5] أي المتصفون بما تقدم من الإيمان بالغيب وإقام الصلاة والإنفاق من الذي رزقهم الله والإيمان بما أنزل إلى الرسول وما قبله من الرسل والإيمان بالدار الآخرة وهو يستلزم الاستعداد لها بالعمل بالصالحات وترك المحرمات على هدى أي على نور وبيان وبصيرة من الله تعالى {وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [سورة البقرة:5] أي في الدنيا والآخرة وقال محمد بن إسحاق عن محمد عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس {أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ} [سورة البقرة:5] أي على نور من ربهم واستقامة على ما جاءهم به وأولئك هم المفلحون أي الذين أدركوا ما طلبوا ونجوا من شر ما منه هربوا وقال ابن جرير وأما معنى قوله تعالى {أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى} [سورة البقرة:5].."

والفلاح كلمة عامة شاملة لإدراك الخير كله في الدنيا والآخرة.. نعم وقال ابن جرير..

"وقال ابن جرير وأما معنى قوله تعالى {أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ} [سورة البقرة:5] فإن معنى ذلك أنهم على نور من ربهم وبرهان واستقامة وسداد بتسديد الله إياهم وتوفيقه لهم وتأويل قوله تعالى {وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [سورة البقرة:5] أي المنجّحون.."

لا، المفلح المنْجِحون..

"أي المنْجِحون.."

المدركون كلها وزنها واحد.

"أي المنجحون المدركون ما طلبوا عند الله بأعمالهم وإيمانهم بالله وكتبه ورسله من الفوز بالثواب والخلود في الجنات والنجاة مما أعد الله لأعدائه من العقاب وقد حكى ابن جرير قولاً عن بعضهم أنه أعاد اسم الإشارة في قوله تعالى {أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [سورة البقرة:5] إلى مؤمني أهل الكتاب الموصوفين بقوله تعالى {والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ} [سورة البقرة:4] الآية على ما تقدم من الخلاف وعلى هذا فيجوز أن يكون قوله تعالى {والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ} [سورة البقرة:4] منقطعًا مما قبله وأن يكون مرفوعًا على الابتداء وخبره {أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [سورة البقرة:5] واختار أنه عائد إلى جميع من تقدم ذكره من مؤمني العرب وأهل الكتاب لما رواه السُّدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن أناس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أما الذين يؤمنون بالغيب فهم المؤمنون من العرب {والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ} [سورة البقرة:4] هم المؤمنون من أهل الكتاب ثم جمع الفريقين فقال {أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [سورة البقرة:5] وقد تقدم من الترجيح أن ذلك صفة للمؤمنين عامة والإشارة عائدة عليهم والله أعلم."

الوصف المتعقب لجمل متعددة ومثله القيد ومثله الاستثناء إما أن يعود على الأخيرة أو على جميع ما تقدم وهذه مسألة خلافية بين أهل العلم والأصل أن يعود على جميع ما تقدم إلا أن يوجد ثم مانع إلا أن يوجد ثم مانع كما في آية القذف والاستثناء بقوله {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ} [سورة البقرة:160].

"وقد نقل هذا عن مجاهد وأبي العالية والربيع بن أنس وقتادة رحمهم الله وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي قال حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح المصري قال حدثنا أبي قال حدثنا ابن لهيعة قال حدثني عبيد الله بن المغيرة عن أبي الهيثم واسمه سليمان بن عبد.."

عبد الله.

"واسمه سليمان بن عبد عن عبد الله بن عمرو عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقيل له يا رسول الله إنا نقرأ من القرآن فنرجو ونقرأ من القرآن فنكاد أن نيأس أو كما قال قال «أفلا أخبركم عن أهل الجنة وأهل النار؟» قالوا بلى يا رسول الله قال {الم  ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} [سورة البقرة 2/1-2] إلى قوله تعالى {الْمُفْلِحُونَ} [سورة البقرة:5] «هؤلاء أهل الجنة» قالوا إنا نرجو أن نكون من هؤلاء ثم قال {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ} [سورة البقرة:6] إلى قوله {عَظِيمٌ} [سورة البقرة:7] «هؤلاء أهل النار» قالوا لسنا هم يا رسول الله قال «أجل»."

طالب: .........

كيف؟

طالب: .........

ابن عبد، أنا عندي ابن عبد الله!

اللهم صل وسلم على عبدك...