تعليق على تفسير سورة البقرة (20)

سم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى:

قوله تعالى {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} [سورة البقرة:49-50] آل الرجل من ينتسب إليه بنسب أو سبب وقيل هم أتباعه وأشياعه."

كذا؟

طالب: ...........

لا، ما هو عندي كل هذا ما هو عندي يقول تعالى اذكروا يا بني إسرائيل..

تقديم وتأخير..

طالب: ...........

لا، من أولها وإذ نجيناكم من آل.. لا، هو لو بدأ على عادته يقول تعالى بتفسير من عنده ثم يذكر التحليل اللفظي والآل المراد بهم كذا وكذا هذه عادته أما أن يذكر بهذه الطريقة ما.. على غير العادة.

"وقيل من هم على دينه وملته وقد يطلق على الرجل نفسه ويضاف إلى المعظم فيقال.."

الأصل أهله أهله وآله وأتباعه ويدخل فيهم هو دخولاً أوليًّا لأن المقصود هو الذي يعذب فرعون هو الذي يعذبهم ونجاه الله منهم يدخل فيهم دخولاً أوليًّا {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [سورة غافر:46] أدخلوا آل فرعون يعني ما هو معهم؟! لا، هو الأول هو مقدمهم نسأل الله العافية.

"ويضاف إلى المُعْظَم فيقال آل فلان ولا.."

المُعَظَّم.

"ويضاف إلى المُعَظَّم فيقال آل فلان ولا يضاف إلى البلدان على المشهور."

لا يضاف إلى المُعَظَّم ولا يضاف إلى الحقير كما قرره أهل العلم ما يقال آل الإسكاف مثلاً أو آل الزبَّال الحَجَّام أو كذا إنما يضاف إلى من يعظَّم جرت العادة بذلك في لغة العرب ولا يضاف إلى من دونه فيقال آل فلان ولا يضاف إلى البلدان..

"ولا يضاف إلى البلدان على المشهور وجوَّز بعضهم آل المدينة كما يقال أهل المدينة وحكى أبو عبيدة آل مكة آل الله وهكذا يضاف إلى المضمر على الأشهر قال عبد المطلب.."

الآل الممدودة عن همزتين سُهِّلت إحداهما فقيل آل والهمزة الثانية أصلها الهاء إذا قلنا المراد بها أهل بدليل أنه يصغَّر ما يقال أُوَيْل يقال أُهَيْل يُرَد إلى أصله.

"قال عبد المطلب.."

ويضاف إلى المضمر على الأشهر لأن بعضهم مَنَع ذلك الكسائي مَنع إضافة آل إلى المضمر ولذا جاء في حديث الصلاة عليه في التشهد «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد» ما قال وعلى آله استدلوا به على منع إضافة الآل إلى المضمر لكن شواهده في العربية كثيرة وهو المستعمل.

"قال عبد المطلب:

وانصر على آل الصليب
 

 

وعابديه اليوم آلك
 

وقال غيره:

أنا الفارس الحامي حقيقة والدي
 

 

وآل كما تحمي حقيقة آلك
 

يقول الله تبارك وتعالى اذكروا يا بني إسرائيل نعمتي عليكم إذ نجيناكم من آل فرعون أي خلصتكم منهم وأنقذتكم من أيديهم صحبة موسى -صلى الله عليه وسلم- وقد كانوا يسومونكم أو يوردونك ويذيقونكم ويولونك سوء العذاب."

نعم والمراد بالمخاطَبين في نجيناكم المراد أسلافهم لأن الذين نزل القرآن وهم موجودون ممن يتجه إليه الخطاب من بني إسرائيل ما أدركوا هذا العذاب لكن المقصود نجينا أسلافكم وبنجاة أسلافكم وُجدتم إذ لو لم يُنجوا ما وجد هؤلاء فنجاة أسلافهم نجاة لهم وإلا فالمقصود أسلافهم وأجدادهم الذين كانوا على عهد موسى عليه السلام.

طالب: ..............

نعم صحبة موسى لما صحبوا موسى وفلق الله البحر لهم.

طالب: ..............

يعني هم برفقة موسى.

طالب: ..............

أين؟

طالب: ..............

الذين اتجه إليهم الخطاب وهم الأسلاف كانوا صحبة موسى لما حصل النجاة لهم بإغراق فرعون كانوا بصحبة موسى عليه السلام.

"وذلك أن فرعون لعنه الله كان قد رأى رؤيا هالته رأى نارًا خرجت من بيت المقدس فدخلت بيوت القبط ببلاد مصر إلا بيوت بني إسرائيل مضمونها أن زوال ملكه يكون يدي رجل من بني إسرائيل ويقال بل تحدَّث سُمَّاره عنده بأن بني إسرائيل يتوقعون خروج رجل منهم تكون لهم به دولة ورفعة وهكذا جاء في حديث الفتون كما سيأتي في موضعه في سورة طه إن شاء الله تعالى."

حديث الفتون الطويل مذكور في سورة طه وفيه كلام لأهل العلم كثير منهم ضعفه.

"فعند ذلك أمر فرعون لعنه الله بقتل كل ذكر يولَد بعد ذلك من بني إسرائيل وأن تُتْرَك البنات وأمر باستعمال بني إسرائيل في مشاقِّ الأعمال وأراذلها وهاهنا فسَّر.."

يعني قتل الأبناء وترك البنات لأن الذكور هم أهل الولايات وهم أهل التسلط على غيرهم إذا قدَّر الله ذلك وهذا ليس من وظيفة النساء، النساء ليسوا من أهل الولايات ولذا ما هو مشكلة وجودهم عند فرعون فأبقاهم مع أن الرؤيا تنص على أنه شخص من بني إسرائيل فالمتجه أنه ذكر ولذلك أمر بتقتيل الأولاد دون البنات وأما البنات فليس لهن حظ في ذلك يعني ما يُخشَى منهن.

طالب: ..............

أين؟ ما هو؟

طالب: ..............

هو قادم من المشرق ما هو من أصل البلد يمكن يذكره سيُذكَر.

"وهاهنا فسر العذاب بذبح الأبناء وفي سورة إبراهيم عطف عليه كما قال {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ} [سورة إبراهيم:6] وسيأتي تفسير ذلك في أول سورة القصص إن شاء الله تعالى وبه الثقة والمعونة والتأييد ومعنى يسومونكم يولونكم قاله أبو عبيدة كما يقال سامه سامَه.."

خُطَّة خَسْفٍ..

"سامَه خُطَّةَ خَسْفٍ إذ أولاه إياها قال عمرو بن كلثوم.."

لما يقول المؤلف في أوائل التفسير إلى الأنعام سيأتي تفسير ذلك هو قد أتى وكتبه وانتهى لأن تأليف التفسير بدأ من سورة الأنعام كتابة إلى أن انتهى من القرآن ثم عاد عليه وأكمله فالإشارة إلى موجود.

"قال عمرو بن كلثوم:

إذا ما المَلِك سام الناس خسفا
 

 

..........................
 

"

المَلْك.

إذا.. إذا..

إذا ما المَلْك.. هو المَلِك لكن..

"

إذا ما المَلْك سام الناس خسفا
 

 

أبينا أن نُقِرَّ الخسف فينا
 

ويقال معناه يديمون عذابكم كما يقال سائمة الغنم من إدامتها الرعي نقله القرطبي وإنما قال هاهنا {يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} [سورة البقرة:49] ليكون ذلك تفسيرًا للنعمة عليهم في قوله {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} [سورة البقرة:49] ثم فسره بهذا لقوله هاهنا {اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} [سورة البقرة:40] وأما في سورة إبراهيم فلما قال {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} [سورة إبراهيم:5] أي بأياديه ونعمه عليهم فناسب أن يقول هناك {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} [سورة البقرة:49].."

طالب: ..............

ويذبحون.. وأما في سورة إبراهيم فلما قال.. الذي في سورة البقرة التي عندنا {يُذَبِّحُونَ} [سورة البقرة:49] بدون واو..

طالب: ..............

لا، الذي في سورة البقرة بدون واو الذي معنا وهنا في سورة إبراهيم فيها واو والكلام على ما في سورة إبراهيم.

أسقط الواو هنا.

في سورة..

إبراهيم..

إبراهيم؟.. وفي سورة إبراهيم شوف الكلام السابق وفي سورة إبراهيم عطف عليه كما قال {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ} [سورة إبراهيم:6] قبله بأسطر.

لكنهم حطوا الآية نسخوها بدون الواو..

الآن ما الفرق بين سورة إبراهيم.. لا، الذي في سورة إبراهيم فيها واو حتى أشار إليه تقدم قريبًا.

طالب: ..............

شف وفي سورة إبراهيم عطف عليه كما قال.. هنا بدون عطف فتكون بدل أو بيان كون التذبيح هو يسومهم سوء العذاب الذي في سورة البقرة والذي في سورة إبراهيم عطف عليه كما قال {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ} [سورة إبراهيم:6] فهو هذا المراد فيه واو.

"فناسب أن يقول هناك {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ} [سورة إبراهيم:6] فعطف عليه الذبح ليدل على تعدد النعم والأيادي على بني إسرائيل وفرعون علم على كل من ملك مصر كافرًا من العماليق وغيرهم كما أن قيصر علَم على كل من ملك الروم مع الشام كافرًا وكذلك.. وكذلك وكسرى لمن ملك.."

كافر كذلك أي شيء أو وكذلك أو وكذلك كسرى بدون واو.

طالب: ..............

بدون واو.

"وكذلك كسرى لمن ملك الفرس وتُبَّع لمن ملك اليمن كافرا والنجاشي لمن ملك الحبشة وبطليُوْمَس لمن ملك.."

وبطليْمُوس.

"وبطليْمُوس وبطليْمُوس لمن ملك الهند ويقال كان اسم فرعون الذي كان في زمان موسى -صلى الله عليه وسلم- الوليد بن مصعب بن الريَّان وقيل مصعب بن الريان وأيًّا ما كان.."

ولذا جاء النهي عن التسمية باسم الوليد والإنكار على من سمى به «أتسمون باسم الفراعنة فراعنتكم» جاء النهي عنه لكن البخاري رحمه الله تعالى ردًّا لهذا الحديث ترجم في صحيحه باب ما جاء في اسم الوليد وأورد حديث القنوت «اللهم أَنْجِ الوليد بن الوليد» فدل على جوازه.

"وأيًّا ما كان فعليه لعنة الله وكان من سلالة عمليق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح وكنيته أبو مُرَّة وأصله فارسيٌّ من اصطخر وقوله تعالى.."

قال وأيًّا ما كان فعليه لعنة الله عندي مؤخرة هذه ما فيه إشكال تقدمت أو تأخرت.

"وقوله تعالى {وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ} [سورة البقرة:49] قال ابن جرير وفي الذين فعلنا بكم من إنجائنا إياكم مما كنتم فيه من عذاب آل فرعون بلاء لكم من ربكم عظيم أي نعمة عظيمة عليكم في ذلك وقال علي بن أبي طلحة."

وبهذه النعمة يكون الابتلاء يكون الابتلاء فالابتلاء كما يكون بالضراء يكون بالسراء فيُبتلى بالسراء ليشكر ليُنظَر هل يشكر أو يكفر ويبتلى بالضراء لينظر هل يصبر أو يجزع.

طالب: أحسن الله إليك ألا يعود على الذبح؟

ما الذي فيه؟

طالب: ذبح.. واستحياء النساء بلاء عظيم وفي ذلكم ذبح الأبناء واستحياء..

يعني ما تقدم لكنه أعاده على التنجية وإذ نجيناكم.

طالب: يسومونكم أقرب مذكور يذبحون أبناءكم.

على كل حال سواء كانت التنجية هي سراء ونعمة أو كانت الذبح وسوء العذاب وهو ضراء كل هذا بلاء وابتلاء ونبلوكم..

"وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله تعالى {بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ} [سورة البقرة:49] قال نِعْمَة وقال مجاهد {بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ} [سورة البقرة:49] قال نِعْمَة من ربكم عظيمة وكذا قال أبو العالية وأبو مالك والسدي وغيرهم وأصل البلاء الاختبار وقد يكون بالخير والشر كما قال تعالى {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [سورة الأنبياء:35] وقال {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [سورة الأعراف:168] قال ابن جرير وأكثر ما يقال في الشر بلوته أبلوه بلاءً وفي الخير أبليه إبلاءً وبلاء قال زهير بن أبي سلمى:

جزى الله بالإحسان ما فعلا بكم
 

 

وأبلاهما خير البلاء الذي يبلو
 

قال فجمع بين اللغتين لأنه أراد فأنعم الله عليهما خير النعم التي يختبر بها عباده وقيل المراد بقوله وفي ذلكم أنه إشارة إلى ما كانوا فيه من العذاب المهين من ذبح الأبناء واستحياء النساء قال القرطبي وهذا قول الجمهور."

ولا يمنع أن يراد به الاثنان التنجية وهي بلاء من نوع وسوم سوء العذاب والتذبيح هذا أيضًا بلاء من نوع آخر.

طالب: ..............

إذا قلت كما في إذا قيل كما في سورة البقرة يذبحون فهو بدل أن التذبيح هو سوء العذاب.

طالب: ..............

أيهن؟

طالب: ..............

لا، لأنه يريد أن يعدِّد النِّعَم لأنه إذا إذا عطفت بالواو والعطف للمغايرة صارت نعم متعددة.

طالب: ..............

يذبحونه بدل من نعمة واحدة.

"قال القرطبي وهذا قول الجمهور ولفظه بعدما حكى القول الأول ثم قال وقال الجمهور الإشارة إلى الذبح ونحوه والبلاء هاهنا في الشر والمعنى وفي الذبح مكروه وامتحان وقوله تعالى {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} [سورة البقرة:50] معناه وبعد أن أنقذناكم من آل فرعون وخرجتم مع موسى عليه السلام خرج فرعون خرج فرعون في طلبكم ففرقنا بكم البحر كما أخبر تعالى عن ذلك مفصَّلاً كما سيأتي في مواضعه ومن أبسطها ما في سورة الشعراء إن شاء الله فأنجيناكم أي خلصناكم منهم وحجزنا بينكم وبينهم.."

يعني قصة موسى عليه السلام أكثر ما كرر في القرآن من القصص وكُررت في مواضع كثيرة جدا منها المختصر ومنها المتوسط ومنها المبسوط لكن أبسطها ما في سورة الشعراء.

"وحجزنا بينكم وبينهم وأغرقناهم وأنتم تنظرون ليكون ذلك أشفى لصدوركم وأبلغ في إهانة عدوكم قال عبد الرزاق أنبأنا مَعْمَر عن أبي إسحاق الهمْداني.."

يعني السَّبِيْعِي.

"عن عمرو بن ميمون الأَوْدِي في قوله تعالى {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ} [سورة البقرة:50] إلى قوله {وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} [سورة البقرة:50] قال لما خرج موسى ببني إسرائيل بلغ ذلك فرعون فقال لا تتبعوهم حتى تصيح الديكة قال فوالله ما صاح ليلتئذ ديك حتى أصبحوا فدعا بشاة فذبحت ثم قال لا أفرغ من كبدها حتى يجتمع إلي ستمائة ألف من القِبْط فلم يفرغ من كبدها حتى اجتمع إليه ستمائة ألف من القبط فلما أتى موسى البحر قال له رجل من أصحابه يقال له يوشع بن نون أين أمرك.."

أَمْرُ ربِّك.

"أين أمرك أين أَمَرَك ربُّك؟ قال أمامك يشير إلى البحر فأقحم يوشع فرسه في البحر حتى بلغ الغمر فذهب به الغمر ثم رجع فقال أين أَمَرك ربُّك يا موسى؟ فوالله ما كَذَبْت ولا كُذِبْت ففعل ذلك ثلاث مرات ثم أوحى الله إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فضربه فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم يقول مثل الجبل ثم سار موسى ومن معه واتبعهم فرعون في طريقهم حتى إذا تتامُّوا فيه أطبقه الله عليهم فلذلك قال {وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} [سورة البقرة:50] وكذلك قال غير واحد من السلف كما سيأتي بيانه في موضعه وقد ورد أن هذا اليوم كان يوم عاشوراء كما قال الإمام أحمد حدثنا عفان قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا أيوب عن عبد الله بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس قال قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة فرأى اليهود يصومون يوم عاشوراء فقال «ما هذا اليوم الذي تصومون؟» قالوا هذا يوم صالح هذا يومٌ نجَّى الله عز وجل فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى عليه السلام فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إنا أحق بموسى..»."

أنا.. أنا..

"«أنا أحق بموسى منكم» فصامه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمر بصومه وروى هذا الحدث البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه من طرق عن أيوب السختياني به نحو ما تقدم."

الحديث في الصحيحين ويخرجه من مسند الإمام أحمد ثم يشير إلى ما في البخاري ومسلم عناية الحافظ ابن كثير بالمسند لأنه يحفظه عن ظهر قلب رحمه الله فهو يعتني به ويرى أنه ديوان الإسلام ويشير بعد ذلك إلى ما عداه رحمه الله مع أن الجادة عند أهل العلم أن الاهتمام بالصحيحين لأنهما أصح ثم يشار إلى ما في غيرهما من الكتب.

طالب: ..............

أين؟

طالب: ..............

لا، ما هو مقدَّم في الصحة هو مقدَّم في العناية والاهتمام لأنه أجمع مما في الصحيحين وأشمل.

"وقال أبو يعلى الموصلي حدثنا أبو الربيع قال حدثنا سلام يعني ابن سليم عن زيد.."

العَمِّي.

"العَمِّي عن يزيد الرقاشي عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال «فلق الله البحر لبني إسرائيل يوم عاشوراء» وهذا ضعيف من هذا الوجه فإن زيدًا العَمِّي فيه ضعف وشيخه يزيد الرِّقاشي أضعف منه.."

الرَّقاشي الرَّقاشي.

"وشيخه يزيد الرَّقَّاشي.."

الرَّقَاشي بدون تشديد.

"الرَّقَاشي أضعف منه قوله تعالى {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [سورة البقرة:51-53] يقول تعالى واذكروا نعمتي عليكم في عفوي عنكم لما عبدتم العجل بعد ذهاب موسى لميقات ربه عند انقضاء أمد المواعدة وكانت أربعين يومًا وهي المذكورة في الأعراف في قوله تعالى {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ} [سورة الأعراف:142] قيل إنها ذو القَعدة بكماله وعشرٍ من ذي الحجة.."

عشرٌ.

"وعشرٌ من ذي الحجة وكان ذلك بعد خلاصهم من فرعون وإنجائهم من البحر وقوله تعالى {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} [سورة البقرة:53] يعني التوراة والفرقان وهو ما يفرِّق بين الحق والباطل والهدى والضلال لعلكم تهتدون وكان ذلك أيضًا بعد خروجهم من البحر كما دل عليه سياق الكلام في سورة الأعراف ولقوله تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [سورة القصص:43]."

طالب: ............

بدل بدل هو الفرقان..

طالب: ............

سيجيئ إيه هو التوراة وعطفه على نفسه وسيستدل عليه من شواهد العربية.

"وقيل الواو زائدة والمعنى وإذ آتينا موسى الكتاب الفرقان وهذا غريب وقيل عطفه عليه وإن كان المعنى واحدًا كما في قول الشاعر:

وقدمت الأديم لراهشيه
 

 

..........................
 

 

رويت بالهاء ورويت بالقاف.

 

..........................
 

 

فألفى قولها كذبا ومينا
 

 

وروي قددت قددت الأديم هنا يقول قدمت على كل حال هو من شواهد العربية المعروفة.

"وقال الآخر.."

الكذب هو المين وعطف عليه للاختلاف في اللفظ.

"وقال الآخر:

ألا حبذا هند وأرض بها هند
 

 

وهند أتى من دونها النأي والبعد
 

فالكذب هو المين والنأي هو البعد وقال عنترة:

حييت من طلل تقادم عهده
 

 

أقوى وأقفر بعد أم الهيثم
 

فعطف الإقفار على الإقواء وهو هو {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [سورة البقرة:54] هذه صفة توبته تعالى هذه صفة توبته تعالى على بني إسرائيل من عبادة العجل قال الحسن البصري رحمه الله في قوله تعالى {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ} [سورة البقرة:54] فقال ذلك حين وقع في قلوبهم من شأن عبادتهم العجل ما وقع حين قال الله تعالى {وَلَمَّا سُقِطَ فَي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْاْ أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ قَالُواْ لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [سورة الأعراف:149] قال فذلك حين يقول موسى يا قوم إنكم.."

يعني الاعتراف بالذنب مع طلب الرحمة والمغفرة هذا نوع توبة لكنها لم تقبل إلا بالقتل بقتل أنفسهم.

طالب: ............

لا، هو بالتبعية داخل هارون داخل بالتبعية لما سأل موسى ربه أن يبعث معه هارون لأنه أفصح بُعِث معه مساعد فما هو مستقل لكن نبوته ما فيها إشكال.

طالب: ............

لكن الموجودين حين نزول القرآن كلهم ينتسبون إلى إسرائيل وقد يُنسَب للمجاورة أو للملابسة أو لأدنى مناسبة كما يقال صاحب فلان أو صواحب يوسف أو ما أشبه ذلك.

"قال فذلك حين.."

قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمهات المؤمنين «إنكن صواحب يوسف».

"قال فذلك حين يقول موسى يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل وقال أبو العالية وسعيد بن جبير والربيع بن أنس {فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ} [سورة البقرة:54] أي إلى خالقكم قلتُ وفي قوله هاهنا إلى بارئكم تنبيه على عظم جرمهم أي فتوبوا إلى الذي خلقكم وقد عبدتم معه غيره وقد روى النسائي وابن جرير."

فلذلكم عوقبوا ألا تقبل توبتهم إلا بالقتل.

"وقد روى النسائي وابن جرير وابن أبي حاتم من حديث يزيد بن هارون عن الأصبغ بن زيد الوراق عن القاسم بن أبي أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال فقال الله تعالى إن توبتهم أن يقتل كل رجل منهم كلَّ من لقي من ولد أو والد فيقتله بالسيف ولا يبالي من قتل في ذلك الموطن قال فتاب أولئك الذين كانوا خفي على موسى وهارون ما اطلع الله من ذنوبهم فاعترفوا بها وفعلوا ما أمروا به فغفر الله للقاتل والمقتول وهذا قطعة من حديث.."

يعني للقاتل توبة وللمقتول شهادة.

طالب: ............

هو ما يستفيد من فعله لا يضره لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية لكن ابتلاء اختبار نوع من أنواع التمحيص لأن الجرم عظيم يعني حديث عهد بنبي وهم معه ويتلو عليهم الآيات ثم يعبدون العجل!

"وهذا قطعة من حديث الفتون وسيأتي في سورة طه بكماله إن شاء الله وقال ابن جرير حدثني عبد الكريم بن الهيثم قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا سفيان بن عيينة قال قال أبو سعيد عن عكرمة عن ابن عباس قال قال موسى لقومه {فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [سورة البقرة:54] قال أمر موسى قومه عن أمر ربه عز وجل أن يقتلوا أنفسكم قال واحتبى الذين عبدوا العجل فجلسوا وقام الذين.."

واحتبى؟

واحتبى.

عندنا وأخبر.

وفيه واختبى وأخبر.

واحتبى أوضح، أوضح في السياق.

قال واحتبى الذين عبدوا العجل فجلسوا وقام الذين لم يعكفوا على العجل فأخذوا الخناجر بأيديهم وأصابتهم ظلمة شديدة فجعل يقتل بعضهم بعضًا فانجلت الظلمة عنهم وقد أُجلوا عن سبعين ألف قتيل كل من قُتِل منهم كانت له توبة وكل من بقي كانت له توبة وقال ابن جرير أخبرني القاسم بن أبي بزة أنه سمع سعيد بن جبير ومجاهدًا يقولان في قوله تعالى {فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ} [سورة البقرة:54] قالا قام بعضهم إلى بعض بالخناجر يقتل بعضهم بعضًا لا يحنو رجل على قريب ولا بعيد حتى ألوى موسى بثوبه فطرحوا ما بأيديهم فكشف عن سبعين ألف قتيل وإن الله أوحى إلى موسى أن حسبي فقد اكتفيت فذلك حين ألوى موسى بثوبه وروي عن علي رضي الله عنه نحو ذلك وقال قتادة أُمر القوم بشديد من الأمر فقاموا يتناجزون بالشفار يقتل بعضهم.."

أو يتناحرون.. المناجزة المقاتلة والنحر معروف ما الذي علَّق؟ فيه تعليق عليه عندكم؟

طالب: ............

نعم، المعنى قريب من بعض لكن التناحر أوضح.

طالب: ............

إيه لا، ابن جرير متأخر عن القاسم عندك ابن جرير؟

طالب: ............

لا لا، هذا الظاهر لأن ابن جرير متأخر.

فقاموا يتناحرون بالشفار يقتل بعضهم بعضًا حتى بلغ الله فيهم نقمته فسقطت الشفار من أيديهم فأمسك عنهم القتل فجُعِل لحيِّهم توبة وللمقتول شهادة وقال الحسن البصري أصابتهم ظلمة حندس فقتل بعضهم بعضا."

الحندس ظلمة شديدة.

"ثم انكشف عنهم فجعل توبتهم في ذلك وقال السدي في قوله {فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ} [سورة البقرة:54] قال فاجتلد الذين عبدوه والذين لم يعبدوه بالسيوف فكان من قتل من الفريقين شهيدًا حتى كثر القتل حتى كادوا أن يقتلوا حتى قتل منهم سبعون ألفًا وحتى دعا موسى وهارون ربنا أهلكت بني إسرائيل ربنا.."

وفي هذا ما يدل على أنهم تقاتلوا وقد يكون المقتول ممن عبد وقد يكون ممن لم يعبد والروايات الأخر هو قتل وليس مقاتلة الذين لم يعبدوا قتلوا الذين عبدوا والله أعلم.

"ربنا البقية البقية فأمرهم أن يضعوا السلاح وتاب عليهم فكان من قتل منهم من الفريقين شهيدا."

عندنا يلق السلاح والمعنى واحد.

"ومن بقي بقي مُكفرًا عنه فذلك قوله {فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [سورة البقرة:54] وقال الزهري لما أمرت بنو إسرائيل بقتل أنفسها برزوا ومعهم موسى فاضطربوا.."

وقتل النفس هنا ليس المراد به أن يباشر الإنسان قتل نفسه وإنما يتعرض لقتلها ويتسبب في ذلك بمقاتلة الطرف الثاني فإذا قتل أخاه كأنه قتل نفسه.

"وقال الزهري لما أُمِرَت بنو إسرائيل بقتل أنفسها.."

ولا يوجد نص صحيح صريح في مباشرة القتل للنفس ما يُعرَف حديث أو آية تدل على أن للإنسان المكلَّف أن يباشر قتل نفسه مهما كان ظرفه ومهما كانت المصلحة المترتبة على ذلك لكن كونه يتسبب يتعرَّض ينغمس في صفوف الكفار ويغلب على ظنه أنه يُقتَل هذا ما فيه إشكال لكن المباشرة لا.

طالب: ............

كيف لو وجب..؟

طالب: ............

طيب.

طالب: ............

هذا منتحر هذا في النار قاتل لنفسه.

طالب: ............

لا لا، ليس له الحد.

طالب: ............

حرام يباشر الإنسان قتل نفسه ما في النصوص ما يدل عليه.

"وقال الزهري لما أمرت بنو إسرائيل بقتل أنفسها برزوا ومعهم موسى فاضطربوا بالسيوف وتطاعنوا بالخناجر وموسى رافع يديه حتى إذا أفنوا بعضهم."

أفنوا..

"أفنوا بعضهم قالوا يا نبي الله ادع الله لنا وأخذوا بعضديه يسندون يديه فلم يزل أمرهم على ذلك حتى إذا قبل الله توبتهم قبض أيديهم بعضهم عن بعض فألقوا السلاح."

وحزن..

"وحزن موسى وبنو إسرائيل للذي كان من القتل فيهم فأوحى الله جل ثناؤه إلى موسى ما يحزنك أما من قتل منهم فحي عندي يرزقون وأما من بقي.."

يعني شهداء.

"وأما من بقي فقد قبلت توبته فسر بذلك موسى وبنو إسرائيل رواه ابن جرير بإسناد جيد عنه."

طالب: ............

لا يلتفت بين النسبة لأن المنغمس قد يغلب على الظن أنه يُقتَل كما دل الغلام من أراد قتله على ذلك وإلا لن يستطيعوا إلا بدلالته لكنه ما أخذ الآلة وقتل نفسه.

طالب: حديث النضر وحديث البراء بن عازب وحديث.. يعني كأنه متأكد..

يغلب على الظن ما هو قاتل لكن يباشر قتل نفسه النصوص تدل على التحريم وفيها الوعيد الشديد.

"وقال ابن إسحاق لما رجع موسى إلى قومه وأحرق العجل وذراه في اليم خرج إلى ربه بمن اختار من قومه فأخذتهم الصاعقة ثم بعثوا.."

وعددهم سبعون كما جاء في كتاب الله جل وعلا.

"ثم بعثوا فسأل موسى ربه التوبة لبني إسرائيل من عبادة العجل فقال لا، إلا أن يقتلوا أنفسهم قال فبلغني أنهم قالوا لموسى نصبر لأمر الله فأمر موسى من لم يكن عبد العجل أن يقتل من عبده فجلسوا بالأفنية وأصلت عليهم القوم السيوف فجعلوا يقتلونهم وبكى موسى وبهش إليه.."

إيش؟ فهش موسى فبكى إليه النساء.. ما الذي عندك؟

"وبكى موسى وبهش إليه النساء والصبيان يطلبون العفو عنهم فتاب الله عليهم وعفا عنهم وأمر موسى أن ترفع عنهم السيوف وقال عبد الرحمن بن زيد.."

أيهم المقدَّم؟

بكى وبكى موسى..

النسخ الأخرى..

طالب: ............

ما معك أولاد الشيخ الطبعة الثانية؟

طالب: ............

فهش..

طالب: ............

أسرع.. فهش موسى وبكى إليه النساء.

"وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم لما رجع موسى إلى قومه وكان سبعين رجلاً.."

كانوا كانوا..

وكانوا؟

نعم.

"وكانوا سبعين رجلاً قد اعتزلوا مع هارون العجل لم يعبدوه فقال لهم موسى انطلقوا إلى موعد ربكم فقالوا يا موسى ما من توبة قال بلى {فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ} [سورة البقرة:54] الآية فاخترطوا السيوف والجرزة والخناجر والسكاكين قال وبعث عليهم ضبابة.."

مفسرة ذي؟

طالب: عمود من حديد..

أربعة عشر.. عمود من حديد جمع جرز.

طالب: ............

يعني فرق بين لما طلب منهم أن يذبحوا بقرة فترددوا وطلب منهم أن يقتلوا أنفسهم فبادروا أنت تستغرب هذا أنت يعني الأصل فيهم العناد لكن المسألة توبة من كفر ما الذي أعظم من الكفر؟! إيه لأن الكفر مقتضاه الخلود في النار.

طالب: ............

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً} [سورة البقرة:67] كفار هؤلاء؟! ما يلزم لا، هم معروفين بعدم المبادرة إلى فعل ما يؤمرون به لكن هنا مسألة توبة من كفر ترفع الخلود في النار نسأل الله العافية وعلى كل حال هم معروفون بهذا وأهل عناد وتريث وتلبث وعدم مبادرة إلى فعل الخير ومساويهم كثيرة كثير منها في القرآن وهذا الحاصل يعني ما.. هم في هذا المقام المسألة مسألة خلود في النار وهم كفروا بعبادة العجل فما ينقذهم من هذه النار إلا القتل ما عاد بقي ما لهم خيار لأن الإنسان قد يقدم على الذنب وأما إقدامه على الكفر فصعب لكن إذا أقدم غلبته نفسه وأقدم فلا بد أن يفتدي نفسه بكل ما يملك حتى نفسه.

"قال فبعث عليهم ضبابة قال فجعلوا يتلامسون بالأيدي ويقتل بعضهم بعضا قال ويلقى الرجل أباه وأخاه فيقتله فيقتله وهو لا يدري قال ويتنادون فيها رحم الله عبدًا صبر حتى يبلغ الله.."

صبر نفسه صبَّر نفسه..

طالب: ............

ما هو؟

طالب: ............

القتل صبرا معروف لكن هذا..

طالب: ............

أو صبَّر نفسه صبَّر نفسه الظاهر.

"حتى يبلغ الله رضاه قال فقتلاهم شهداء وتيب على أحيائهم ثم قرأ {فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى} [سورة البقرة:54-55]."

يمدي يمدي يا أبا عبد الله؟

طالب: ............

يمدي؟

طالب: ............

سم.

"{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [سورة البقرة:55-56] يقول تعالى واذكروا نعمتي عليكم في بعثي لكم بعد الصعق إذ سألتم رؤيتي جهرة عيانًا مما لا يستطاع لكم ولا لأمثالكم كما قال ابن جريج قال ابن عباس في هذه الآية {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [سورة البقرة:55] قال علانية وكذا قال إبراهيم وكذا قال إبراهيم بن طهمان عن عباد عن عُبَاد.."

عَبَّاد.

"عن عَبَّاد بن إسحاق بن الحويرث عن ابن عباس أنه قال في قول الله تعالى {لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [سورة البقرة:55] أي علانية أي حتى نرى الله."

يعني من هذا عنادهم الذي عُرفوا به أين الإيمان بالغيب ما آمنوا بالغيب {حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [سورة البقرة:55] نعوذ بالله.

طالب: ............

ما الذي فيه؟

طالب: ............

لا، يعني حتى يروا الله عيانًا.

"وقال قتادة والربيع بن أنس {حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [سورة البقرة:55] أي عيانًا وقال أبو جعفر عن الربيع بن أنس هم السبعون الذين اختارهم موسى فساروا معه فقال فسمعوا كلامًا فقالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة."

هؤلاء الصفوة الذين اختارهم موسى عليه السلام.

"قال فسمعوا قال فسمعوا.."

صوتا.

"قال فسمعوا كلاما فقالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة قال فسمعوا صوتًا فصعقوا يقول ماتوا وقال مروان بن الحكم فيما خطب به على منبر مكة الصاعقة صيحة من السماء وقال السدي في قوله {فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ} [سورة البقرة:55] الصاعقة نار وقال عروة بن رويم في قوله وأنتم تنظرون قال صعب بعضهم وبعض ينظرون ثم بعث هؤلاء وصعق هؤلاء وقال السدي فأخذتكم الصاعقة فماتوا وقام موسى يبكي ويدعو ويقول رب ماذا أقول لبني إسرائيل إذا أتيتهم وقد أهلكت خيارهم."

يعني إذا كان المراد وأنتم تنظرون جميعكم ينظر صَعْق أخيه فالتأويل المذكور سائغ صعق بعضهم وبعضهم ينظر ثم بعث الذين صعقوا فصعق أولئك وهؤلاء ينظرون أو أن الصعق لا يقتضي الموت بمعنى يبقى فيه شيء من الحياة حتى ينظر إلى صعق الثاني وهذا مقتضى قوله وأنتم تنظرون أو أنتم تنظرون يعني بعضكم ينظر وبعضكم صعق ومات وانتهى.

طالب: ............

هي جملة حالية والحال أنكم تنظرون.

"ماذا أقول لبني إسرائيل إذا أتيتهم إذا أهلكت خيارهم {لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا} [سورة الأعراف:155] فأوحى الله إلى موسى إن هؤلاء السبعين ممن اتخذ العجل ثم إن الله أحياهم فقاموا وعاش رجل رجل.."

عاشوا..

"وعاشوا رجل رجل ينظر بعضهم إلى بعض كيف يحيون قال فذلك قوله تعالى {ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [سورة البقرة:56] وقال الربيع بن أنس كان موتهم عقوبة لهم فبعثوا من بعد الموت ليستوفوا آجالهم وكذا قال قتادة وقال ابن جرير حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق قال لما رجع موسى إلى قومه فرأى ما هم عليه من عبادة العجل وقال لأخيه وللسامري ما قال وحرّق العجل وذراه في اليم اختار موسى منهم سبعين رجلا الخيِّر فالخيِّر وقال انطلقوا إلى الله وتبوبوا إلى الله مما صنعتم وسلوه التوبة على من تركتم وراءكم من قومكم صوموا وتطهروا وطهروا ثيابكم فخرج بهم فخرج بهم إلى طور سيناء لميقات وقّته له ربه وكان لا يأتيه إلا بإذن منه وعلم فقال له السبعون فيما ذكر لي حين صنعوا ما أمروا به وخرجوا للقاء الله قالوا يا موسى اطلب لنا إلى ربك نسمع كلام ربنا فقال أفعل فلما دنا موسى من الجبل وقع عليه الغمام حتى تغشّى الجبل كله ودنا موسى فدخل فيه وقال للقوم ادنوا وكان موسى إذا كلمه الله وقع على جبهته نور ساطع لا يستطع أحد من بني آدم أن ينظر إليه فضُرب دونه بالحجاب ودنا القوم حتى إذا دخلوا بالغمام وقعوا سجودًا فسمعوه وهو يكلم موسى يأمره وينهاه افعل ولا تفعل فلما فرغ إليه من أمره انكشف عن موسى الغمام فأقبل إليهم فقالوا لموسى {لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [سورة البقرة:55].."

لما أجيب طلبهم في سماع الكلام طمعوا في أن يروا والله المستعان وهذا دليل على أنهم لم يؤمنوا بالغيب فأرادوا المشاهدة.

"فأخذتهم الرجفة وهي الصاعقة فماتوا جميعًا وقام يناشد ربه ويدعوه ويرغب إليه ويقول رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي قد سفهوا أفتهلك من ورائي من بني إسرائيل بما يفعل السفهاء منا أي إن هذا لهم هلاك واخترت منهم سبعين رجلاً الخيِّر فالخير أرجع إليهم وليس معي.."

يعني الهلاك هلاك معنوي لأنهم جميعهم سيرتدون إذا كانوا خيارهم ماتوا صعقوا فماذا عن الناس العاديين منهم؟ وماذا عن الأشرار؟ كلهم يريدون أن يتفقوا على الردة وهذا الهلاك.

"أرجع إليهم وليس معي منهم رجل واحد فما الذين يصدقوني به ويأمنونني عليه بعد هذا إنا هدنا إليك فلم يزل موسى يناشد ربه عز وجل ويطلب إليه حتى رد إليهم أرواحهم فطلب  إليه التوبة لبني إسرائيل من عبادة العجل فقال لا، إلا أن يقتلوا أنفسهم هذا سياق محمد بن إسحاق وقال إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير لما تابت بنو إسرائيل من عبادة العجل وتاب الله عليهم بقتل بعضهم لبعض كما أمرهم الله به أمر الله موسى أن يأتيه في كل أناس من بني إسرائيل يعتذرون إليه من عبادة العجل ووعدهم موسى فاختار موسى قومه سبعين رجلا على عينه ثم ذهب بهم ليعتذروا وساق البقية وهذا السياق.."

وهذا السياق.

"وهذا السياق يقتضي أن الخطاب توجه إلى بني إسرائيل في قوله {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [سورة البقرة:55] والمراد السبعون المختارون منهم ولم يحك كثير من المفسرين سواه وقد أغرب فخر الدين الرازي في تفسيره حين حكا في قصة هؤلاء السبعين أنهم بعد إحيائهم قالوا يا موسى إنك لا تطلب من الله شيئًا إلا أعطاك فادعه أن يجعلنا أنبياء فدعا بذلك فأجاب الله عز وجل دعوته وهذا غريب جدًا إذ لا يعرف في زمان موسى هارون ثم يوشع ابن نون وقد غلط أهل الكتاب أيضًا في دعواهم أن هؤلاء رأوا الله عز وجل فإن موسى الكليم عليه السلام قد سأل ذلك فمُنع منه فكيف يناله هؤلاء السبعون القول الثاني في الآية قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.."

{رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ} [سورة الأعراف:143] لكن الرؤية في الدنيا مستحيلة لأنها لا تطاق لأن حجابه النور حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره هذا شيء لا يطاق واعلموا أنه لن يرى أحدكم ربه حتى يموت يعني في الآخرة وأما في الدنيا فلا.

طالب: ............

ذُكر عن جمع من.. بعض الصحابة وبعض السلف والإمام أحمد أيضًا ثبت عنه في النوم ما فيه إشكال.

"القول الثاني في الآية وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في تسفير هذه الآية قال لهم موسى لما رجع من عند ربه بالألواح قد كتب فيها التوراة فوجدهم يعبدون العجل فأمرهم بقتل أنفسهم ففعلوا فتاب الله عليهم فقال إن هذه الألواح فيها كتاب الله فيه أمركم الذي أمركم به ونهيكم الذي نهاكم عنه فقالوا ومن يأخذه بقولك أنت لا والله حتى نرى الله جهرة حتى يطلع الله علينا فيقول هذا كتابي فخذوه فماله لا يكلمنا كما يكلمك أنت يا موسى وقرأ قول الله {لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [سورة البقرة:55] قال فجاءت غضبة من الله فجاءتهم صاعقة بعد التوبة فصعقتهم فماتوا أجمعون قال ثم أحياهم الله من بعد موته."

فمتوا أجمعون تأكيد للواو التأكيد أجمعون للواو الذي هو الفاعل ولو قال أجمعين صار حال.

"قال ثم أحياهم الله من بعد موتهم وقرأ قول الله ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون فقال لهم موسى خذوا كتاب الله فقالوا لا، فقال أي شيء أصابكم وأصابنا أنا متنا ثم أحيينا قال خذوا كتاب الله قالوا لا فبعث الله ملائكة فنتقت الجبل فوقهم وهذا السياق.."

يعني رفعته رفعته رفعة الجبل وهددوا بسقوطه عليهم.

طالب: ............

كأنه ظلة.

"وهذا السياق يدل على أنهم كلفوا بعدما أحيوا وقد حكى الماوردي في ذلك قولين أحدهما أنه سقط التكليف عنهم لمعاينتهم الأمر جهرة حتى صاروا مضطرين إلى التصديق والثاني أنهم مكلفون لئلا يخلو عاقل من كتليف قال القرطبي وهذا هو الصحيح لأن معاينتهم للأمور القطعية لا تمنع.."

الفضيعة لأن معاينتهم للأمور الفضيعة.. القطيعة يعني المقطوع بها.

القطعية.

ما يمنع لعل القطعية لأن ثلاث كما في الصحيح إذا وجدت لا ينفع نفسا إيمانها عند المعاينة لا ينفع وعند الغرغرة المعاينة لا تنفع التوبة.

طالب: ............

ما هو؟

طالب: ............

لا، لكن كونها فضيعة تبقى غيب يبقى الإيمان بالغيب لكن قطعية مرئية مشاهدة هذا الذي لا ينفع معه إيمان إيه نعرف أنهم شاهدوا أمورًا عظامًا.

"لأن معاينتهم للأمور القطعية تمنع تكليفهم لأن بني إسرائيل قد شاهدوا أمورًا عظامًا من خوارق العادات وهم في ذلك مكلفون وهذا واضح والله أعلم."

اللهم صل وسلم على عبدك...