تعليق على تفسير سورة البقرة (30)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى:

قوله تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [سورة البقرة:90] قال مجاهد {بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ} [سورة البقرة:90] يهود شروا الحق بالباطل وكتمان ما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- بأن يبينوه وقال اسدي بئس ما اشتروا به أنفسهم يقول باعوا به أنفسهم يعني بئس ما اعتاضوا لأنفسهم ورضوا به وعدلوا إليه من الكفر بما أنزل الله على محمد -صلى الله عليه وسلم- عن تصديقه ومؤازرته ونصرته وما حملهم على ذلك البغي والحسد والكراهية لأن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده ولا حسد أعظم من هذا."

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

يقول جل وعلا {بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ} [سورة البقرة:90] الشراء هنا المراد به البيع لأنهم في هذه الحياة الدنيا يتصرفون تصرف مناسب بأنفسهم فهي في حكم ما في أيديهم من السلع فالاشتراء هنا بمعنى البيع ويطلق الشراء ويراد به البيع كما أنه يطلق البيع ويراد به الشراء باعوا أنفسهم بأي ثمن؟ قالوا باعوا أنفسهم بالكفر والظلم والعدوان بما أنزل على محمد وبما أنزل عليهم من صفة محمد -عليه الصلاة والسلام- طيب النفس التي هي أغلى شيء وأعز شيء عند الإنسان تباع بهذه القيمة التي هي ضرر محض ما الدافع لذلك؟ الدافع لذلك الحسد والبغي قد يقول قائل أن هذا الدافع ما يستحق أن تباع النفس النفيسة بهذا الثمن الضار الذي ليس فيه نفع بوجه من الوجوه تباع بمثل ذلك وبما دونه أليس الإنسان يبيع نفسه ويقدم مهجته فيُقتَل ويخسر الدنيا والآخرة من أجل إيش؟ أن يقال شجاع فالشقاوة إذا كتبت على الإنسان فحدث ولا حرج من أنواع الخذلان كما أن البركة والسعادة إذا كتبت للإنسان فحدث ولا حرج من اجتماع الخيرات خيرات الدنيا والآخرة فهؤلاء اليهود حسدوا وكانوا يستفتحون على الذين كفروا يقولون يأتي نبي سوف نتبعه ونقتلكم معه لما ظهر من العرب وعنده خبر عندهم في التوراة والإنجيل أنه يبعث من الأمة الأمية لما خرج من العرب حسدوا وبغوا وتعدوا وأنكروا وكفروا نسأل الله العافية فهم باعوا أنفسهم لا يقال بثمن بخس لأن الثمن البخس قد يكون فيه نفع إنما باعوها بما يضرهم ولا ينفعهم ويسبب شقاوتهم في الدنيا والآخرة نسأل الله العافية.

طالب: ...........

إيه أين؟

طالب: ...........

إيه يعني باعوا باعوا الحق بالباطل.

طالب: ...........

وبالكتمان كتمان الحق.

طالب: ...........

إيه شروا الحق وكتموه كتمان ما جاءوا السياق يقتضي هذا.

طالب: ...........

هو الأصل أن يكون فعل ويجوز عطف المصدر على الفعل والعكس.

"قال ابن إسحاق عن محمد عن عكرمة أو سعيد عن ابن عباس {بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} [سورة البقرة:90] أي إن الله جعله من غيرهم {فَبَاءُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} [سورة البقرة:90] قال ابن عباس فالغضب على الغضب فغضبه عليهم فيما كانوا ضيعوا من التوراة وهي معهم وغضب بكفرهم أو وغضب بكفرهم بهذا النبي الذي بعث الله إليهم قلتُ وما معنى باءوا استوجبوا واستحقوا واستقوا بغضب على غضب.."

استقروا.

استقروا؟

إيه باؤوا يقول استوجبوا واستحقوا واستقروا والأصل فيها أنهم رجعوا بهذه النتيجة التي هي الغضب على الغضب.

"وقال أبو العالية غضب الله عليهم بكفرهم بالإنجيل وعيسى ثم غضب الله عليهم بكفرهم بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وبالقرآن وعن عكرمة وقتادة مثله قال السدي أما الغضب الأول فهو حين غضب عليهم في العجل وأما الغضب الثاني فغضب عليهم حين كفروا بمحـمد -صلى الله عليه وسلم- وعن ابن عباس مثله وقوله تعالى {وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [سورة البقرة:90] لما كان كفرهم سببه البغي والحسد ومنشأ ذلك التكبّر قوبلوا بالإهانة والصغار في الدنيا والآخرة كما قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [سورة غافر:60] إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال «يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الناس يعلوهم كل شيء من الصغار حتى يدخلوا سجنًا في جهنم يقال بولس تعلوهم نار الأنيار يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار» قوله تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُواْ} [أي صاغرين حقيرين ذليلين راغمين وقد قال الإمام أحمد حدثنا يحيى قال حدثنا داخرين/ ].."

هنا عوملوا بنقيض قصدهم الجزاء من جنس العمل وهنا عوملوا بنقيض قصدهم هم تكبروا وترفعوا على الناس فكانت النتيجة أن حشروا أمثال الذر أمثال الذر لأن المتكبر ينفخ نفسه ويرى أنه فوق غيره فيعامَل بنقيض ما قصده وما فعله جزاءً وفاقًا وما ربك بظلام للعبيد فهم يحشرون أمثال الذر يعلوهم الناس ويطئونهم نسأل الله العافية.. نسأل الله العافية..

طالب: ...........

لا، الكبر بطر الحق وغمط الناس والكبر أيضا له أنواع وصور متفاوتة وجزاؤه متفاوت.

طالب: ...........

إذا كان فيه كبر وغمط الناس لا يجتمع الكبر والحسد مع الإيمان «لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر» نسأل الله العافية.

"قوله تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللَّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَلَقَدْ جَاءَكُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ} [سورة البقرة:91-92] يقول تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ} [سورة البقرة:11] أي لليهود وأمثالهم من أهل الكتاب {آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ} [سورة البقرة:91] أي على محمد -صلى الله عليه وسلم- وصدقوه واتبعوه قالوا نؤمن بما أنزل علينا أي يكفينا الإيمان بما أنزل علينا من التوراة والإنجيل ولا نقر إلا بذلك {وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءَهُ} [سورة البقرة:91] يعني بما بعده وهو الحق مصدقًا لما معهم أي وهم يعلمون أن ما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- الحق مصدقًا منصوب على الحال أي في حال تصديقه لما معهم من التوراة والإنجيل فالحجة قائمة عليهم بذلك كما قال تعالى {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} [سورة البقرة:146] ثم قال تعالى {فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللَّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [سورة البقرة:91] أي إن كنتم صادقين في دعواكم الإيمان بما أنزل إليكم فلم قتلتم الأنبياء الذين جاؤوكم بتصديق التوراة التي بأيديكم والحكم بها وعدم نسخها وأنت تعلمون صدقهم قتلتموهم.."

وأيضًا وأيضًا إذا كنتم تؤمنون بما معكم على سبيل التنزل على حد زعمكم ولا تؤمنون بما أنزل على محمد فتحريم قتل الأنبياء في جميع الشرائع بما فيها ما معكم من كتاب أو ما أنزل على نبيكم من التوراة مادام تقولون نؤمن بما أنزل علينا التوراة تحرم قتل الأنبياء وتحرم أمورًا كثيرة لكن من أشنعها وأشدها قتل الأنبياء وجاء في بعض الآثار أنهم يقتلون العدد الكبير يوميًا من الأنبياء حتى قتلوا في يوم من الأيام سبعين نبيًا في يوم واحد كما جاء في بعض الآثار نسأل الله العافية أشد الناس عذابًا وشرهم من قتل نبيًا أو قتله نبي.

"قتلتموهم بغيًا وعنادًا واستكبارًا على رسل الله فلستم تتبعون إلا مجرد الأهواء والآراء والتشهي كما قال تعالى {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ} [سورة البقرة:87] وقال السدي في هذه الآية يعيرهم الله تبارك وتعالى {قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللَّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [سورة البقرة:91] وقال أبو جعفر ابن جرير قل يا محمد ليهود بني إسرائيل الذين إذا قلت لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا لم تقتلون إن كنتم يا معشر اليهود مؤمنين.. مؤمنين بما أنزل الله عليكم أنبياءه وقد حرم الله في الكتاب الذي أنزل عليكم قتلهم بل أمركم فيه باتباعهم وطاعتهم وتصديقهم وذلك من الله تكذيب لهم في قولهم {نُؤْمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا} [سورة البقرة:91] وتعيير لهم {وَلَقَدْ جَاءَكُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ} [سورة البقرة:92] أي بالآيات الواضحات والدلائل القاطعة على أنه.."

القاطعات على وزن واضحات والمعنى ما يتغير.

"على أنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنه لا إله إلا الله والبينات هي الطوفان والجراد والقمل والضفادع.."

والآيات البينات.

والبينات.. والآيات؟

إيه لكن في الآية ولقد جاءكم موسى.. نعم والمراد بالبينات هي الآيات.

"والبينات هي الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والعصا واليد وفلق البحر وتضليلهم بالغمام والمن والسلوى والحجر وغير ذلك من الآيات من الآيات.."

كم عدد هذه الآيات؟

طالب: .............

أو اثنا عشر؟

طالب: .............

إيه اثنا عشر والعدد الإجمال المذكور إجمالاً في القرآن تسع هل نقول إنها كانت تسع ثم زيد عليها فيما بعد أو في وقت من الأوقات كانت تسع أو كانت التسع أشهرها وأعظمها لأن..

طالب: .............

التسع فيما يقابل به فرعون يحاج فيحاج فرعون به والبقية فيما بينه وبين بني إسرائيل لكن نحتاج إلى حصر على هذا التصنيف.

"وغير ذلك من الآيات التي شاهدوها.."

لأنه قد يأتي العدد المجمل ثم تأتي زيادات في التفصيل وقد يأتي عدد مجمل ثم يأتي عدد أكبر منه «لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة» إلا أنه بالاستقراء من النصوص ذُكر سبعة تكلموا في المهد والقائل «لم يتكلم في المهد..» هو الرسول -عليه الصلاة والسلام- والحديث في الصحيح ما لأحد كلام وقد أساء الأدب بعض الشراح حينما قال في هذا الحصر نظر الشارح هذا ينظِّر في كلام مَن؟! في كلام الذي لا ينطق عن الهوى اللهم صل على محمد فلعله أُعلم بالثلاثة ثم زيد عليها فيما بعد.

طالب: .............

لا لا، فيه صحيحة فيه أشياء صحيحة.

"ثم اتخذتم العجل أي معبودًا من دون الله في زمن موسى.."

وأيامه.

"في زمن موسى وأيامه وقوله من بعده أي من بعد ما ذهب عنكم إلى الطور لمناجاة الله عز وجل كما قال تعالى {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ} [سورة الأعراف:148] وأنتم ظالمون أي وأنت ظالمون في هذا الصنيع الذي صنعتموه من عبادتكم العجل وأنتم تعلمون أنه لا إله إلا الله كما قال تعالى {وَلَمَّا سُقِطَ فَي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْاْ أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ قَالُواْ لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [سورة الأعراف:149] قوله تعالى {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينََ} [سورة البقرة:93] يعدد تبارك وتعالى عليهم خطأهم ومخالفتهم للميثاق وعتوهم وإعراضهم عنه حتى رفع الطور عليهم حتى قبلوه ثم خالفوه ولهذا قال.."

يعني هددهم بإسقاط الجبل عليهم لما رفعه فقبلوا العهد والميثاق فلما أمنوا نقضوا هذا العهد وذاك الميثاق على عادتهم.

"ولهذا قال {قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} [سورة البقرة:93] وقد تقدم تفسير ذلك {وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ} [سورة البقرة:93] قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ} [سورة البقرة:93] قال أشربوا في قلوبهم حبه حتى خلص ذلك إلى قلوبهم وكذا قال أبو العالية والربيع بن أنس وقال الإمام أحمد حدثنا عصام بن خالد قال حدثني أبو بكر بن عبد الله أبو مريم الغسّاني عن خالد بن محمد الثقفي عن بلال بن أبي الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال «حبك الشيء يعمي ويصم» ورواه أبو داود عن حيوة بن شريح عن بقية عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم به وقال السدي أخذ موسى عليه السلام العجل فذبحه بالمبرد ثم ذراه في البحر ثم لم يبق بحر يجري يومئذ إلا.."

وعين الرضا عن كل عيب كليلة
 

 

...................................
 

يعني ما تشوف.

وعين الرضا عن كل عيب كليلة
 

 

كما أن عيب السخط تبدي المساويا
 

شف عصام.. يا أبو عبد الله..  عصام.. لأنه من رجال المسند.. رواه أبو داود.

طالب: .............

قد لا يوجد عصام عند أبي داود من غير طريقه الظاهر لكن أنا أتعجب من عصام.

طالب: .............

إيه من شيوخ أحمد من شيوخ الإمام أحمد صدوق.

طالب: .............

بقية بن الوليد ضعيف ومدلس تدليس شديد بعد.

"وقال السدي أخذ موسى عليه السلام العجل فذبحه بالمبرد ثم ذراه بالبحر ثم لم يبق بحر يجري يومئذ إلا وقع فيه شيء ثم قال لهم موسى اشربوا منه فشربوا فمن كان يحبه خرج على شاربِيه الذهب."

أو شاربَيه.

عندنا شاربَيه..

"خرج على شاربَيه الذهب فذلك حين يقول الله تعالى {وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} [سورة البقرة:93] وقال ابن.."

فمن كان يحبه خرج على..

يعني جوانب شاربه؟

نعم.

"وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي قال حدثنا عبد الله بن رجاء قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمارة بن عبد وأبي عبد الرحمن السُلَمي عن علي عليه السلام قال عمد موسى إلى العجل عمد موسى إلى العِجل فوضع عليه المبارد فبرده به وهو على شاطئ نهر فما شرب أحد من ذلك الماء ممن كان يعبد العجل إلا اصفر وجهه مثل الذهب."

طالب: .............

أين؟

طالب: .............

صورة صورة الذبح المقصود أنه برده حتى صار مثل الرمل فتات.

طالب: .............

مع البرد تحريق وإلقاء وذر في البحر.

طالب: .............

إيه ما الذي فيه؟

طالب: .............

عن علي رضي الله عنه عندنا رضي الله عنه.

طالب: .............

عندك عليه السلام؟

طالب: .............

لا، عندنا رضي الله عنه.

طالب: رضي الله عنه.

عندك في نسخة؟ لأنك قلت عليه السلام.. لا، في أكثر النسخ رضي الله عنه لأنه على الأصل كغيره من الصحابة يترضى عنهم وأما الصلاة والسلام على غير الأنبياء هذا على خلاف قول عامة أهل العلم وإن جوزه بعضهم ويجوز ذلك تبعا للأنبياء وأما على سبيل الاستقلال فالصلاة والسلام خاصة بالأنبياء والترضِّي بالصحابة والترحم على من دونهم.

طالب: .............

يعني دعاء هذا دعاء امتثالا لقوله جل وعلا {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} [سورة التوبة:103] يعني ادع لهم.

"وقال سعيد بن جبير {وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} [سورة البقرة:93] قال لما أحرق العجل بُرِد ثم نسف فحسوا الماء حتى عادت وجوههم كالزعفران وحكى القرطبي عن كتاب القشيري أنه ما شرب منه  أحد ممن عبد العجل إلا جن ثم قال القرطبي وهذا شيء غير ما هاهنا لأن المقصود من هذا السياق أنه ظهر التغير على شفاههم ووجوههم والمذكور هاهنا أنهم أشربوا في قلوبهم حب العجل يعني في حال عبادتهم له ثم أنشد قول النابغة في زوجته عثمة:

تغلغل حب عثمة في فؤادي
 

 

فباديه مع الخافي يسير
 

تغلغل حيث لم يبلغ شراب
 

 

ولا حزن ولم يبلغ سرور
 

أكاد إذا ذَكرْتُ العهد.......
 

 

..............................."
 

 

ذُكِرَت.. ذَكَرْتُ العهد نعم..

 

"أكاد إذا ذَكرْتُ العهد منها
 

 

أطير لو ان إنسان يطير
 

وقوله {قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ} [سورة البقرة:93] أي بئس ما تعتمدونه في قديم الدهر وحديثه من كفركم بآيات الله ومخالفتكم الأنبياء ثم اعتمادكم في كفركم ثم اعتمادكم في كفركم بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وهذا أكبر ذنوبكم وأشد الأمور عليكم إذ كفرتم بخاتم الرسل وسيد الأنبياء والمرسلين المبعوث إلى الناس أجمعين فكيف تدعون لأنفسكم الإيمان وقد فعلتم هذه الأفاعيل القبيحة من نقضكم المواثيق وكفركم بآيات الله وعبادتكم العجل من دون الله."

ومن أسوأ ما حصل منهم وصفهم الرب جل وعلا بما يتنزه عنه وصفوه بأنه فقير وقالوا يد الله مغلولة وغير ذلك مما ينطوي تحت هذا السياق نسأل الله العافية.

"قوله تعالى {قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} [سورة البقرة:94-96] قال محمد بن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه يقول الله تعالى لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- {قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [سورة البقرة:94] أي ادعوا.."

نعم إذا كانت الدار الآخرة خير من الدنيا والدنيا بالنسبة إليها لا شيء «وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما فيها» إذا كانت هذه دعواكم تزعمون أنكم أن الآخرة لكم خالصة ما الذي يجعلكم تتمسكون بهذه الدنيا ادعوا على أنفسكم بالموت لترتاحوا من عناء الدنيا وشقائها وتذهبوا إلى النعيم التام والراحة التامة لكن هل يتمنون الموت ويدعون به على أنفسهم بالموت؟! لأنهم.. لأنهم كاذبون في دعواهم هم يعلمون ما ينتظرهم من الوعيد الشديد والعذاب الأبدي السرمدي فلن يتمنوه أبدًا.

"أي ادعوا بالموت على أي الفريقين أكذب فأبوا ذلك على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- {وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [سورة البقرة:95] أي لعلمهم بما عندهم من العلم بك والكفر بذلك ولو تمنوه لما قال لهم ذلك ما بقي على الأرض يهودي إلا مات وقال الضحاك عن ابن عباس فتمنوا الموت فسلوا الموت وقال عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري."

فتمنوا الموت فسلوا الموت.

فسلوا الموت سلوا..

"وقال عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة قوله فتمنوا الموت إن كنتم صادقين قال قال ابن عباس لو تمنى يهود الموت لماتوا وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي قال حدثنا علي بن محمد.."

الطنافسي.

"الطنافسي قال حدثنا عثام.."

عَثَّام.

"قال حدثنا عَثَّام سمعت الأعمش قال لا أظنه إلا عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه قال لو تمنوا الموت لشرق أحدهم بريقه وهذه أسانيد صحيحة إلى ابن عباس وقال ابن جرير في تفسيره وبلغنا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال «لو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا ولرأوا مقاعدهم من النار ولو خرج الذين يباهلون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لرجعوا لا يجدون أهلاً ولا مالاً» حدثنا بذلك أبو كريب قال حدثنا زكريا بن عدي قال حدثنا.."

يعني ذكر المفسرون أنه لا يمكن أن يباهل أحد على باطل وهو يعلم كذبه أن تمر عليه سنة إلا وقد مات ذكروا ذلك في تفسير سورة آل عمران وجاء في من حلف على القسامة في صحيح البخاري وهم ثمانية وأربعون ما مرت عليهم سنة وعلى الأرض منهم عين تطرف.

طالب: .............

عاد الله أعلم لكن..

طالب: .............

أما ما في صحيح البخاري بالنص.

طالب: .............

لا، هو الإشكال إذا حصلت المباهلة ولم يحصل شيء مما بوهل عليه يحصل مثل من يطالَب بشيء وهو في حقيقته ينصر به دعوته لا يصلح أن يعرض نفسه لفتنة لأنه قد لا يجاب فتحصل فتنة مثل الذي كما جاء في الحديث لو أقسم على الله لأبره بعضهم يجرؤ ويقسم ثم لا يحصل له ما يريد فلا شك أن هذا مردوده ليس من الصالح لا العام ولا الخاص وأيضًا إذا حلف وزعم أنه يبر في يمينه فيه نوع تزكية للنفس.

طالب: .............

ولا يتمنونه.

طالب: .............

كله نفي وهذا تفنن وتنوع ولو رجعت إلى الدرة درة التنزيل لذكر هذا يذكر.

"قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه.

عبد الكريم الذي سبق ذكره في السند السابق الجزري ابن أبي المخارق مضعف عند أهل العلم.

"عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورواه الإمام أحمد عن إسماعيل بن يزيد الرقي أبي يزيد قال حدثنا فرات عن عبد الكريم به وقال ابن أبي حاتم حدثنا الحسن بن أحمد قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشار."

طالب: .............

مجهول هذا مجهول مجهول.. لكن بمجموعه بالمجموع يشهد بعضه لبعض.

طالب: .............

هاته يا أبو عبد الله.

طالب: .............

لا، ما تجزم ما تحذف لا.. لا، نافية {وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ} [سورة الجمعة:7]..

طالب: .............

مرفوع إيه مرفوع منصوب بحذف النون إيه.

طالب: .............

يصير بعده.. صار غيره غير ابن أبي المخارق..

"وقال ابن أبي حاتم حدثنا الحسن بن أحمد قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشار قال حدثنا سرور بن المغيرة عن عبادة بن منصور عن الحسن قال قول الله ما كانوا ليتمنوه بما قدمت أيديهم قلت أرأيتك لو أنهم أحبوا الموت حين قيل لهم تمنوا الموت أتراهم كانوا ميتين قال لا، والله ما كانوا ليموتوا لو تمنوا الموت وما كانوا ليتمنوه وقد قال الله ما سمعت {وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} [سورة البقرة:95] والله عليم بالظالمين وهذا غريب عن الحسن ثم هذا الذي فسّر به ابن عباس الآية هو المتعين وهو الدعاء على أي الفريقين أكذب منهم أو من المسلمين على وجه المباهلة ونقله ابن جرير عن قتادة."

نفي تمني الموت نُسب إلى الحسن لأن الله جل وعلا قال {وَلَن يَتَمَنَّوْهُ} [سورة البقرة:95] فكيف نرتب على هذا المنفي كيف نرتب عليه حكم أنهم لو تمنوه ماتوا؟! وهو منفي في الأصل!

طالب: .............

أين؟

طالب: .............

لا، ثبتت عقوبتهم.

طالب: .............

أين؟ إن كنتم صادقين في دعواكم لكن ما يلزم أن يكون صدقهم مطابق للواقع لأنه قد يزعم أن الدار الآخرة خالصة له قد يزعم ذلك الآن هم يزعمون أنهم شعب مختار.

طالب: .............

أن لهم الدار الآخرة وأنهم أبناء الله وأحباؤه فموتهم إما أن يكون عقوبة عقوبة كما في حال المباهلة وفي حال.. ماسمه؟

طالب: .............

في حال المباهلة أو في حال القسامة إما أن يكون عقوبة لهم أو يكون تأييد لهم.

نعم يا أبو عبد الله.

"ونقله ابن جرير عن قتادة وأبي العالية والربيع بن أنس رحمهما الله تعالى ونظير هذه الآية قوله تعالى في سورة الجمعة {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [سورة الجمعة:6-8] فهم عليهم لعائن الله لما زعموا أنهم أبناء الله وأحباؤه وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى دعوا إلى المباهلة والدعاء على أكذب الطائفتين منهم أو من المسلمين فلما نكلوا عن ذلك علم كل أحد أنهم ظالمون لأنهم لو كانوا جازمين بما هم فيه لكانوا أقدموا على ذلك فلما تأخروا عُلم كذبهم وهذا كما دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفد نجران من النصارى بعد قيام الحجة عليهم في المناظرة وعتوهم وعنادهم إلى المباهلة."

نظير هذا ما يحصل من غضب الكفار بأنواعهم والظلمة منهم إذا دُعي عليهم في القنوت في رمضان وفي غيره يغضبون جدًا لأنهم يعلمون أنهم على باطل ولو علموا أنهم على حق وتيقنوا ذلك لما ضرهم هذا ولما غضبوا من أجله لأن الله جل وعلا أعلم وأعلم وأحكم وأعدل من أن يجيب دعوة فيها شيء من التعدي والظلم فالدعاء على غير المستحق ظلم وعدوان فلا تجاب مثل هذه الدعوة لما علموا في قرارة أنفسهم أنهم ظالمون وأنهم ليسوا على حق خافوا من هذه الدعوات وأثّرت فيهم.

"فقال تعالى {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [سورة آل عمران:61] فلما رأوا ذلك قال بعض القوم لبعض والله لئن باهلتم هذا النبي لا يبقى منكم عين تطرف فعند ذلك جنحوا للسلم وبذلوا الجزية عن يد وهم صاغرون فضربها عليهم وبعث معهم أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه أمينًا ومثل هذا المعنى أو قريب منه قوله تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يقول للمشركين {قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً} [سورة مريم:75] أي من كان في الضلالة منا ومنكم فزاده الله مما هو فيه ومد له واستدرجه كما سيأتي تقريره في موضعه إن شاء الله تعالى وبه الثقة."

الفرق بين مد الثلاثي وأمد أن الثلاثي في الشر وأمد الرباعي في الخير.

"وأما من فسر الآية على معنى {قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [سورة البقرة:94] أي إن كنتم صادقين في دعواكم فتمنوا الآن الموت ولم يتعرض هؤلاء للمباهلة كما قرره طائفة من المتكلمين وغيرهم ومال إليه ابن جرير بعدما قارب القول الأول فإنه قال القول في تأويل قوله تعالى {قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [سورة البقرة:94] الآية فهذه الآية مما احتج الله سبحانه به لنبيه -صلى الله عليه وسلم- على اليهود الذين كانوا بين ظهراني مهَاجره وفضح بها أحبارهم وعلماءهم وذلك أن الله تعالى أمر نبيه -صلى الله عليه وسلم- إلى قضية عادلة بينه وبينهم من الخلاف كما أمره أن يدعو الفريق الآخر من النصارى إذ خالفوه في عيسى ابن مريم -عليه الصلاة والسلام- وجادلوه فيه إلى فاصلة بينه وبينهم من المباهلة فقال لفريق اليهود إن كنتم محقين فتمنوا الموت فإن ذلك غير ضائركم إن كنتم محقين فيما تدعون فيما تدعون من الإيمان وقرب المنزلة من الله بل أعطيكم بل أعطيكم أمنيتكم من الموت إذا تمنيتم.."

وقرب المنزلة من الله لكم لكي يعطيكم.. عندك في نسخة ثانية؟

طالب: .............

لأنه يقول.. فإن كنتم محقين فيما تدعون من الإيمان وقرب المنزلة من الله لكم لكي يعطيكم أمنيتكم من الموت إذا تمنيتم.

طالب: في تفسير ابن جرير بل إن أعطيتم..

يقول في الحاشية في تفسير ابن جرير عبارة ابن جرير في تفسيره المطبوع بل إن أعطيتم بل إن أعطيتم ما الذي عندك في التفسير؟

طالب: نفسه بل إن أعطيتم في تفسير ابن جرير بل إن أعطيتم وهنا بل أعطيكم أمنيتكم.

الطبعات الثانية المحققة.

طالب: .............

بل؟

طالب: .............

طيب.. ما الذي فيه؟

طالب: .............

لكي؟

طالب: .............

إيه لكي يعطيكم أو يعطيكم على كل حال أمرها سهل هذه.

"بل أعطيكم أمنيتكم من الموت إذا تمنيتم فإنما تصيرون إلى الراحة من تعب الدنيا ونصبها وكدر عيشها والفوز بجوار الله في جناته إن كان الأمر كما تزعمون من أن الدار الآخرة لكم خاصة دوننا وإن لم تعطوها علم الناس أنكم المبطلون ونحن المحقون في دعوانا وانكشف أمرنا وأمركم."

يعني هذا في حال الحاجة والمنظرة يطلب من الصالح إن كان صالحًا وصادقًا في دعواه أن يقول كذا لكن في حال السعة هل للمسلم الصالح التقي المشهود له بالخير المعروف بالأعمال الصالحة هل له أن يدعو على نفسه بالموت لينتقل من هذه الحياة وكدرها إلى الدار الآخرة ونعيمها؟ ليس له ذلك بل لا يجوز تمني الموت لأنه إن كان صالح يطلب المزيد من العمر ليزداد من الأعمال الصالحة.

طالب: .............

هذا عند الفتن هذا عند الفتن إذا خشي على نفسه من الفتن.

"فامتنعت اليهود من الإجابة إلى ذلك لعلمهم أنها إن تمنت الموت هلكت فذهبت دنياها وصارت إلى خزي الأبد في آخرتها كما امتنع فريق النصارى فهذا الكلام منه."

الذين جاؤوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في عيسى إذ دعوا للمباهلة.. كيف؟! عندك هذا؟

طالب: .............

كما امتنع فريق النصارى الذين جادلوا النبي -صلى الله عليه وسلم- في عيسى.

طالب: كما امتنع فريق النصارى.. بس..

لكن يقول إذ دعوا من المباهلة من المباهلة.. كيف هذا؟

طالب: .............

هم جادلوا النبي -عليه الصلاة والسلام- أو امتنعوا من المباهلة والباقي اعتراض.

"فهذا الكلام منه أوله حسن وأما آخره فيه نظر وذلك أنه لا تظهر الحجة عليهم على هذا التأويل إذ يقال إنه لا يلزم من كونهم يعتقدون أنهم صادقون أنهم صادقون في دعواهم أي يتمنوا الموت فإنه لا ملازمة بين وجود الصلاح وتمني الموت وكم من صالح لا يتمنى الموت بل يود أن يعمر ليزداد خيرًا وترتفع درجته في الجنة كما جاء في الحديث «خيركم من طال عمره وحسن عمله» وجاء في الصحيح النهي عن تمني الموت وفي بعض ألفاظه «لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به إما محسنًا فلعله أن يزداد وإما مسيئًا فلعله أن يستعتب» ثم ولهم مع ذلك أن يقولوا على هذا فها أنتم تعتقدون أيها المسلمون أنكم أصحاب الجنة وأنتم لا تتمنون في حال الصحة الموت فكيف تلزِمونا بما لا يلزمكم؟ وقد تعرَّض فخر الدين الرازي في تفسيره."

لكن هذا النص بكلام الله جل وعلا {فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ} [سورة البقرة:94] وهذا من باب الإلزام.

"وقد تعرض فخر الدين الرازي في تفسيره لهذا السؤال وأجاب عنه بأن الرسول مأمور بإبلاغ الرسالة إلى أمته بالتواتر عنه وتمني الموت يحجزه عن ذلك قال ولعلهم كان يمنعم من التمني كثرة ذنوبهم وكانوا يقولون إنهم يكونون في النار أيامًا معدودات ولكن كل يوم كألف سنة أو كان يمنعهم منه شدته وآلامه وسأل غير ذلك من الأسئلة وأجاب وأجاب عنها بأجوبة ولم يذكر مع هذا كله قول المباهلة بالكلية وأما القرطبي فإنه حكاه ولكن إنما عوَّل على الأول والله أعلم وهذا كله إنما نشأ من تفسير هذه الآية على هذا المعنى فأما على تفسير ابن عباس فلا يلزم عليه شيء من ذلك بل قيل لهم كلام نصف إن كنتم تعتقدون أنكم أولياء الله من دون الناس وأنكم أبناء الله وأحباؤه وأنكم من أهل الجنة ومن عداكم من أهل النار فباهلوا على ذلك وادعوا على الكاذبين منكم أو من غيركم واعلموا أن المباهلة تستأصل الكاذب لا محالة فلما تيقنوا ذلك وعرفوا صدقه نكلوا عن المباهلة لما يعلمون من كذبهم وافترائهم وكتمانهم الحق وكتمانهم الحق من صفة الرسول من صفة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ونعته وهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ويتحققونه فعلم كل أحد باطلهم وخزيهم وضلالهم وعنادهم عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة وسميت هذه المباهلة تمنيًا.."

الحافظ ابن كثير رحمه الله جار على القول المعروف عند أهل العلم من جواز لعن الكفار بعامة.

طالب: ..........

نقول لن لا تقتضي التأبيد ولو قرنت بالتأبيد {وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً} [سورة البقرة:95] مع أنهم {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [سورة الزخرف:77] جاء نفي تمنيهم الموت أبدًا {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [سورة الزخرف:77] ولذا يقول ابن مالك:

ومن رأى النفي بلن مؤبِّدا
 

 

فقوله انبِذ وسواه فاعضدا
 

أنها لا تقتضي النفي المؤبد ولو اقترنت بالتأبيد.

طالب: ..........

المقصود أنه لو اقترنت بالتأبيد لا تقتضيه مع أنه قد ترد للنفي المؤبَّد والسياق يدل على ذلك {لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً} [سورة الحـج:73] في يوم من الأيام يستطيعون أن يخلقوا ذباب؟ لكن الأصل أنها لا تقتضي التأبيد.

"وسميت هذه المباهلة تمنيًا لأن كل محق يود لو أهلك الله المبطل المناظر له ولاسيما إذا كان في ذلك حجة له في بيان حقه وظهوره وكانت المباهلة بالموت لأن الحياة عندهم عزيزة عظيمة لما يعلمون من سوء مآلهم بعد الموت ولهذا قال تعالى {وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} [سورة البقرة:95-96] أي أحرص الخلق على حياة أي طول عمر لما يعلمون من مآلهم السيئ وعاقبتهم عند الله الخاسرة لأن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر فهم يودون لو تأخروا عن مقام الآخرة بكل ما أمكنهم وما يحذرون منه واقع بهم لا محالة حتى وهم أحرص من المشركين الذين لا كتاب لهم وهذا من باب عطف الخاص على العام قال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان.."

يعني في أمور الدنيا التي يباشرها الناس اليوم الطالب الجيد المذاكِر الحافظ الفاهم يعني يتمنى مجيء الامتحان وإن كان بعضهم يتمنى أن يندفع ليزداد في المذاكرة وأما الطالب الرديء الذي يعرف مآله وأنه إذا دخل الامتحان ما أجاب بشيء هذا ما يتمنى حضور الامتحان أمثلة يعني تقريبية وقريبة لكن بعض الطلاب الجيدين يقول بعد وده يتمنى يتأخر الامتحان من أجل إيش؟ أن يزيد في المذاكرة كما أن العبد الصالح التقي يتمنى أن يطول عمره من أجل أن يزيد في الأعمال الصالحة.

طالب: ..........

حسد.. حسدًا من عند أنفسهم.

"قال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن الأعمش عن مسلم البُطين.."

البَطين البَطين..

"عن مسلم البَطِيْن عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه {وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ} [سورة البقرة:96] قال الأعاجم وكذا رواه الحاكم في مستدركه من حديث الثوري وقال صحيح على شرطهما ولم يخرجاه قال وقد اتفقا على سند تفسير الصحابي."

يعني الحاكم يرى أن تفسير الصحابي مسند يعني له حكم الرفع لكنه مردود عليه هذا رأي الحاكم أن تفسير الصحابي له حكم الرفع وحمله أهل العلم على ما يتعلق بأسباب النزول يقول العراقي:

وعد ما فسره الصحابي
 

 

رفعا فمحمول على الأسباب
 

"وقال الحسن البصري {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} [سورة البقرة:96] قال المنافق أحرص الناس على حياة وهو أحرص على الحياة من المشرك {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ} [سورة البقرة:96] أي يود أحد اليهود كما يدل عليه نظم السياق وقال أبو العالية {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ} [سورة البقرة:96] أي أحد المجوس وهو يرجع إلى الأول {لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} [سورة البقرة:96] قال الأعمش عن مسلم البَطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} [سورة البقرة:96] قال هو كقول الفارسي زه هزار سال يقول عشرة آلاف سنة وكذا روي عن سعيد وكذا روي عن سعيد بن جبير نفسه أيضًا وقال ابن جرير حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق سمعت أبي يقول حدثنا أبو حمزة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} [سورة البقرة:96] قال هو قول الأعاجم هزار سال نوروز مهرجان وقال مجاهد {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} [سورة البقرة:96] قال حببت أو حَبَّبَت إليهم الخطيئة طول العمر."

لأنهم يخافون مما ينتظرهم من العذاب.

"وقال محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس عن ابن عباس رضي الله عنه {وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ} [سورة البقرة:96] أي وما هو بمنجيه من العذاب وذلك أن المشرك لا يرجو بعثًا بعد الموت فهو يحب طول الحياة وأن اليهودي قد عرف ما له في الآخرة من الخزي بما ضيع ما عنده من العلم وقال العوفي عن ابن عباس {وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ} [سورة البقرة:96] قال هم الذين عادَوا جبريل وقال أبو العالية وإن عمر فما ذاك بمغيثه من العذاب ولا منجيه منه وقال عبد الرحمن.."

قال أبو العالية..

وإن عُمِّر.. فما ذاك..

لكن ما تجيء ابن عمر!

طالب: ..........

ما تجيء ابن عمر ما يُعطَف على أبي العالية ما يمكن.

طالب: ..........

لكن أنا أستبعد أن ابن كثير يعطف ابن عمر على أبي العالية.

طالب: ..........

يعني مقول القول قال أبو العالية وإن عُمِّر..

"وقال أبو العالية وإن عُمِّر فما ذاك بمغيثه من العذاب ولا منجيه منه وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في هذه الآية يهود أحرص على الحياة من هؤلاء وقد ود هؤلاء لو يُعَمَّر أحدهم ألف سنة وليس ذلك بمزحزحه من العذاب لو عُمِّر كما أن عمر إبليس لم ينفعه إذ كان كافرًا.."

لو عُمِّر كما عُمِّر إبليس.. ما الذي عندك كما أن عُمَر؟

كما أن عُمْر إبليس لم ينفعه.

نعم.

"والله بصير بما يعملون أي خبير بصير بما يعمل عباده بما يعمل عبادُه من خير وشر وسيجازي كل عامل بعمله."

اللهم صل على محمد...

طالب: الأسبوع القادم ما فيه شيء..

الأسبوع القادم ما فيه دروس الأسبوع القادم إجازة ما فيه دروس الدروس في الأسبوع الذي يليه في أول الدراسة إن شاء الله تعالى.