لما قدم الإمام البخاري نيسابور استقبله الناس واستقبله محمد بن يحيى الذهلي وعامَّة علماء نَيسابور، فقال محمد بن يحيى لتلاميذه: «لا تسألوه عن شيءٍ من الكلامِ، فإنه إن أجابَ بخلاف ما نحن عليه وقَع بيننا وبينه، وشَمِت بنا كلُّ ناصبيٍّ، ورافضيٍّ، وجهميٍّ، ومرجئٍ بخراسان» [هدي الساري مقدمة فتح الباري (ص: 490)].
وهذه هي طريقةُ أهلِ العلمِ في مناقشةِ بعضهم بعضًا إلى وقتنا هذا، فالمشايخُ ينتَقد بعضهم بعضًا ويتناقَشون فيما بينهم، لكنهم لا يُظهرون ذلك للناسِ، وهكذا ينبغي أن يكونَ أهلُ العلمِ؛ لئلا يشمَت بهم الأعداءُ، ويتفرَّق بسببهم الجهَّال.