تفسير الآية من طالب علم له عناية بكتب التفسير، لكن ليست بالعناية الكافية التي تؤهّله لأن يجزم بالمعنى، كأن تكون هناك مجموعة من طلاب العلم يتدارسون القرآن فسأل أحدهم عن معنى كلمة أو آية، فقال بعضهم: (لعل المراد كذا)، بصيغة الترجي، ولم يقطعوا بشيء، ثم راجعوا الكتب، فظهر صواب تفسير أحدهم، ففي الأمر سَعة، وكذلك الحال في شرح السنة.
ولذا جاء في الحديث المشهور أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لأعطين الراية غدًا رجلًا يفتح الله على يديه» فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: «أين علي بن أبي طالب». فقالوا: يشتكي عينيه يا رسول الله، قال: «فأرسلوا إليه فأتوني به». فلما جاء بصق في عينيه ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية [البخاري (3701)، ومسلم (34/2406)].
وما ثَرّب النبي صلى الله عليه وسلم على أحد، ولا خَطّأهم؛ لأنهم لم يجزموا، فالإتيان بحرف الترجي ممن له شيء من الخبرة والمعرفة، يحتمل منه ولا يُثرّب عليه، على ألَّا يجزم ولا يقطع حتى يراجع كلام أهل العلم وما قاله سلف هذه الأمة في كتاب الله.