شرح المقدمة من نونية ابن القيم - (03)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،

فيقول المؤلف –رحمه الله تعالى-: "ولا إله إلا الله" وهي كلمة التوحيد التي لا يُقبَل الإسلام بدونها، في الحديث الصحيح: «أُمِرتُ أن أقاتلَ النَّاسَ حتَّى يقولوا: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ».

"الأحد الصّمد" الأحد: الواحد المتفرِّد الذي لا إله غيره ولا رب سواه.

الصمد: الذي تصمد له الخلائق؛ لاحتياجها إليه، وجاء تفسير الصمد بأنه الذي لا جوف له، فهو مستغنٍ عن الأكل، لا يحتاج إلى شيء كما يحتاجه المخلوقات.

"الذي لا شريك له في ربوبيّته" الذي لم يُشركه أحد في الخلق والرزق، والإحياء والإماتة وغيرها من أوصاف الربوبية.

"ولا شبيه له في أفعاله، ولا في صفاته" نفي المشابهة التي تحصل بأدنى ملابسة، ولا يلزم منها المطابقة والمماثلة، لُوحِظ على من نفاها، والأولى أن يلتزم بنفي ما نفاه القرآن، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى:11]؛ لأن المشابهة تحصل بأدنى شيء، ولا يلزم أن يكون المشبَّه مطابقًا للمشبَّه به من كل وجه، فإذا حصلت أدنى ملابسة بين المشبَّه والمشبَّه به حصلت المشابهة، ولو التزمنا بما جاء عن الله وعن رسوله في هذا الباب، ونفينا المماثلة التي تقتضي المطابقة، والله –جلَّ وعلا- يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى:11]، مع أنهم يُطلقون المشابهة ويُريدون بها المماثلة، وعلى هذا يُحمَل كلام المؤلف- رحمه الله-.

"ولا شبيه له في أفعاله" جلَّ وعلا، وتوحيد الربوبية: إفراد الله –جلَّ وعلا- بأفعاله هو، التي لا يُماثله فيها أحد، ولا يشركه فيها أحد، ولا في صفاته، ولا في أسمائه، هناك أسماء مشتركة تُطلَق على الخالق كما تُطلَق على المخلوق، لكن الخالق له ما يخصّه منها، وللمخلوق ما يخصه مع نفي المماثلة والمطابقة، وإن حصلت المشابهة من وجه، فمثلًا الله الكريم، وقد يُقال في المخلوق: الكريم، الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم، يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، كرم هذا لا يُداني ولا يُقارب كرم الله –جلَّ وعلا-، كرم هؤلاء، فهم كرماء، وفي الناس في جاهليتهم وإسلامهم من يُوصَف بالكريم، لكن كرم الله –جلَّ وعلا- لا يُماثله فيه أحد مهما بلغ من منزلة الكرم، وكرم المخلوق كذلك.

كما أن من أوصافه –جلَّ وعلا- الوجه واليد، والمخلوق له وجه، وله يد، إلى آخر الصفات، لكن المماثلة ممتنعة، كما أن المماثلة بين صفات المخلوقين تكاد تكون ممتنعة، هل تجد مخلوقًا يُساوي مخلوقًا آخر من كل وجه؟ قد يُدانيه، وقد يُقاربه، وقد يلتبس على بعض الناس تطبيق صورة هذا على صورة هذا، بغض النظر عن المباينة التي هي موجودة بين المخلوقين، فالقرد له وجه، والذباب له وجه، والفيل له وجه، وهي مخلوقات تتباين في صفاتها، وهي مرئية ومُشاهدة، والله –جلَّ وعلا- لن يراه أحد حتى يموت، كما قال النبي –عليه الصلاة والسلام-، إنما يعتقد المسلم بما يبلغه من نصوص الكتاب والسُّنَّة عن الله وعن رسوله –عليه الصلاة والسلام- فيؤمن بها على ضوء ما جاءت عن الله وعن رسوله، ولا يسترسل أكثر من ذلك، ولا في ذاته، وكما قيل: الصفات فرعٌ عن الذات، إذا لم تحصل المطابقة والمماثلة في الصفات، فمن باب أولى ألا تحصل في الذات التي هي عبارة عن مجموع الصفات.

"والله أكبر عدد ما أحاط به علمُه، وجرى به قلمُه، ونفذ فيه حكمُه من جميع برياته" والبرية: الخلق، يعني من جميع مخلوقاته.

هل نقول في هذا مثل ما قلنا في الدرس الماضي: إننا نأتي بالذِّكر، ونقرنه بما لا يُحاط به من الأعداد؛ لننال ما تتضمنه هذه الأعداد الهائلة من الأجور؟ مثل ما قلنا: هل نقول: لا حول ولا وقوة إلا بالله عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته، كما جاءت في سبحان الله وبحمده أو نقتصر على ما ورد؟ هنا المؤلف هل عنده نص "والله أكبر عدد ما أحاط به علمُه، وجرى به قلمُه، ونفذ فيه حكمُه من جميع برياته" أو هناك فرق بين هذا وذاك؟

طالب: ..............

ذاك ورد به نص، لكن هل نقيس ما لم يرد فيه نص من ذلك اللفظ على هذا أو على ما ورد به النص، أو نقول: إن هذا مجرد إخبار لا يُتعبَّد بلفظه، ولا يُقال في وقتٍ معين أو في مناسبة مطردة؟

طالب: ..............

ليس بذِكر، لكن أما يرجو هو أن يحصل له من الأجور بعدد ما ذُكِر؟ "عدد ما أحاط به علمُه" ما الفائدة؟ لو قال: الله أكبر مليون مرة ما هو بعدد يقولها بالأفراد، لكن يقول: الله أكبر ألف مرة مثلًا، هل يحصل له من الأجر مثل لو كبَّر الله هذا العدد؟ هذا ما عندنا إشكال فيه؛ لأن فيه النص، وأنت ما حضرت الدرس السابق، وهذا الذي يجعلك تقول هذا الكلام.

الذي ورد فيه نص ما لأحدٍ كلام، لكن "والله أكبر عدد ما أحاط به علمُه".

طالب: ..............

هذا الكلام الذي ضيَّع علينا الدرس الماضي جُله، هل نطرد هذا تستطيع أن تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته أو تقتصر على ما ورد؟

طالب: الأصل الاقتصار على النص.

هو الأصل في الأذكار المتعبَّد بها لزوم ما ورد وفي أوقاتها وفي عددها لزوم ما ورد، إلا إذا ورد ما يُشير إلى الزيادة مثلًا إلا من قال ذلك أو زاد كما في لا إله إلا الله، ولا نُريد أن نضيع الدرس مثل السابق بمثل هذا.

طالب: ..............

التكرار نعم.

طالب: ..............

ليس الإشكال عندي فيما مضى، الإشكال في الذي الآن عندنا.

طالب: ..............

هذا ما فيه ثلاث ولا شيء بأجر هل يُكتَب؟

طالب: ..............

يعني مثل لو قال: الله أكبر فقط ما قال عدد كذا، وعدد كذا؟

طالب: ..............

هو نُريد أن نصل إلى شيء، وهو أن الإمام ابن القيم يتوسّع في بعض الأمور، ويُخضِع كثيرًا منها للتجربة، فإذا نفعت التجربة التزم العدد، يعني لو قال: لا إله إلا الله خمسة عشر مرة في مرض وشُفي، قال: قول كذا خمسة عشر مرة ينفع من كذا.

طالب: ..............

هي تجارب وثبتت عنده.

طالب: ..............

لا لا، ليس هذا محل الإشكال، كثير من هذا، من قرأ سور الإخلاص ثلاث مرات كأنما قرأ القرآن، هل يساوي هذا من فتح المصحف وجلس عشر ساعات يقرأ القرآن إلى أن ختم؟

طالب: ..............

يعني من وجه تعدل ثلث القرآن فكأنما قرأ القرآن لا يلزم أن يكون بعدد الحروف، ويحصل له أجر الحروف، يحصل له أجر قراءة القرآن.

طالب: ..............

لا لا.

طالب: ..............

ابن القيم التجربة نافعة عنده، نحن نناقش كلامه الآن، لو سلَّمنا ما قلنا شيئًا.

طالب: ..............

ماذا يقول صاحب الشرح؟ فيه نقطة قال: إن التقليد يُعمي عن إدراك الحقائق، ولكن التقليد – يقول: قال، كأنه ينقل- ولكن التقليد يُعمي عن إدراك الحقائق، فإياك والإخلاد إلى أرضه.

يعني كوننا نرى أن شيخ الإسلام وابن القيم وغيرهم من أئمة الإسلام من باب إذا قالت حذام فصدقوها، وسمعناه هذا من بعض شيوخنا، وبعضهم قلَّد ابن القيم في أمورٍ ظاهرة للمناقشة؛ لأنه من باب: إذا قالت حذام فصدقوها، وهذا ليس بصحيح، ابن القيم بشر، نعم الغالب فيه الإصابة؛ لأنه معتمد لكتاب الله وسُنَّة نبيه، ولا يُقدِّم عليهما شيئًا، وكذلك شيخ الإسلام وغيره من أئمة الإسلام، لكن مع ذلك نحن لسنا متعبدين بألفاظهم.

طالب: ..............

والله يا إخوان، المسألة طلب الوصول إلى الحقيقة المرادة من الله –جلَّ وعلا- ونبيه- عليه الصلاة والسلام-.

طالب: ..............

لو نطرد هذا، نقرن مثل هذا الكلام "عدد ما أحاط به علمه"، دعنا من النص الوارد الثابت الذي ما يمكن فيه الخلاف، لكن مثل هذا يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله أو الله أكبر مثل ما قال؟

طالب: ..............

مقام الذِّكر هو الأصل فيه التوقيف، فلا يُقال إلا بما ثبت عن الله وعن رسوله، لاسيما إذا التُزِم به عدده ومكانه وصفته... إلى آخره، مما ذكره الشاطبي وغيره.

طالب: ..............

قد قال.

طالب: ..............

إلى آخره.

طالب: ..............

الاجتهاد المُقَر من النبي –عليه الصلاة والسلام- حق؛ لأنه اكتسب الشرعية من إقرار النبي –عليه الصلاة والسلام-، لكن الاجتهاد بعده –عليه الصلاة والسلام- مما لم يُقَر منه، هذا الذي قرأ سورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1] في كل ركعة، وأقره النبي –عليه الصلاة والسلام- وبلال حينما قال: إنه ما توضأ وضوءًا إلا صلى ركعتين، أقره النبي –عليه الصلاة والسلام-، اكتسب الشرعية من هذه الحيثية، لكن أنت تقول: أنا أفعل كذا، ما يصير.

طالب: ..............

لا، الدعاء الأصل فيه الحاجة الداعية إليه، ما الحاجة الداعية إليه؟ لأنه ليس مرتبطًا بنص الدعاء.

طالب: ..............

لكن لا يصير فيه اعتداء.

طالب: ..............

يقول: "عدد ما أحاط به علمه، وجرى به قلمه، ونفذ فيه حكمه من جميع برياته، ولا حول ولا قوة إلا بالله، تفويض عبدٍ" يعني لا حول ولا قوة ولا قدرة ولا طَول لأي مخلوق إلا بإعانة الله- جلَّ وعلا-.

"ولا حول ولا قوة إلا بالله، تفويض عبدٍ لا يملك لنفسه ضرًّا ولا نفعًا، ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا، بل هو بالله" يعني: معتصمٌ به، متجهٌ إليه، "وإلى الله" بأن يعود إليه، وإلى الله مرجعه.

"في مبادئ أمره ونهاياته، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، ولا صاحبة له، ولا ولد له"، في نسخة: "ولا والد"، "ولا ولد له ولا والد" هنا في هذه الأمور بكتاب الله وسُنَّة نبيه- عليه الصلاة والسلام-.

"ولا كفؤ له" لا مثيل، ولا نظير، ولا ند له.                 

"الذي هو كما أثنى على نفسه"؛ لأن الخلق لو اجتمعوا وجمعوا جميع ما ورد من ألفاظ الثناء، وما أحاطت به لغة العرب من ألفاظ وجُمل للثناء لم يبلغوا ما يستحقه الله –جلَّ وعلا- من الثناء، ولذلك يُفوَّض الأمر إليه فيُقال: كما أثنى على نفسه، كما جاء في الحديث.

"وفوق ما يثني عليه أحدٌ مِن جميع برياته" يعني فوق ما يُثني به عليه جميع برياته، ما هو بأحد واحد أو آحاد ما يُثني عليه جميع البريات، لو اجتمعوا كلهم بجميع ألفاظ الثناء والمدح ما يبلغون ما أثنى به على نفسه «أنتَ كما أثنَيتَ علَى نفسِك».

"وأشهد أن محمّدًا عبده ورسوله" هذه الشهادة المطلوبة من كل مسلم، وإن اقتُصِر على الشق الأول منها فهي من مقتضياتها ومتطلباتها حينما لم تُذكَر، «أُمِرتُ أن أقاتلَ النَّاسَ حتَّى يقولوا: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ»، يعني ويشهدوا أني محمدٌ رسول الله، لا بُد من هذا، من باب الاكتفاء.

"وأشهد أن محمّدًا عبده ورسوله" محمد –عليه الصلاة والسلام- الرسول النبي الأمي المبعوث للناس كافة هو عبد الله ورسوله، ومقام العبودية والرسالة أكمل ما يُوصَف به؛ {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} [الإسراء:1] فهو عبدٌ لا يُعبَد، ورسولٌ لا يُكذَّب.

"وأمينه على وحيه" ونشهد أنه بلَّغ جميع ما أُوحي إليه، بلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ومن طوائف البدع من يقول: خان الأمين، كيف تصفونه بأنه أمين وقد خان؟! يعنون بذلك جبريل –عليه السلام-؛ لأنه إذا خان، وبلَّغ النبي –عليه الصلاة والسلام- خلاف ما قيل له بلِّغ وما أُوحي به إليه وأُمِر بتبليغه إلى النبي –عليه الصلاة والسلام-، فإذا خان فالفرع تابعٌ للأصل، من خوَّن جبريل خوَّن الرسول- عليه الصلاة والسلام-.

"وأمينه على وحيه، وخيرته مِن بريته" وأفضل الخلق، وأشرف الخلق، وأكمل الخلق، وأعرفهم بالله، وأخشاهم، وأتقاهم، وخيرته من خلقه.

"وسفيره بينه وبين عباده" سفيره يعني: الواسطة بين الله –جلَّ وعلا-: وبين الخلق الذين أُمِر بتبليغ ما أوحى الله إليه إليهم، وأمور الدين التي أُوحيت إليه –عليه الصلاة والسلام- وأُمِر بتبليغها لا بُد فيها من واسطة في النزول دون الصعود، لا يجوز أن تجعل بينك وبين الله واسطة، ولكن لن تتلقى شيئًا من الله –جلَّ وعلا- إلا بهذه الواسطة.

طالب: .............

والله ما دام هو أفضل البشر، فمن دون البشر من باب أولى.

طالب: .............

هو النبي –عليه الصلاة والسلام- من باب التواضع وهضم النفس –عليه الصلاة والسلام- قد يقول: «لا تُفَضِّلوني على يُونُس بن مَتَّى»، هل أحد يشك في أنه أفضل من يونس بن متى؟ «وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ ما لَبث يُوسُفَ لأَجَبْتُ الدَّاعِيَ»، كل هذا من باب التواضع وهضم النفس، وإلا لا نتردد ولا يتردد مسلم في أنه أفضل من غيره.

طالب: .............

بلا شك، جاء في الحديث الصحيح أن أول من يُكسى يوم القيامة إبراهيم –عليه السلام- ويقول النبي –عليه الصلاة والسلام- كما في الحديث الصحيح: «أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ أَنَا، فَإِذَا مُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَة العَرْشِ، لَا أَدْرِي أجُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ أَمْ بُعِث قَبْلِي»، فهذه الأمور التي يذكرها النبي –عليه الصلاة والسلام- عرفانًا لأهل الفضل بفضلهم، وكون إبراهيم أول من يُكسى، كون الإنسان أفضل بخصيصةٍ واحدة لا يعني أنه أفضل بجميع الخصائص، وجميع الفضائل، أنت الآن لو ضربنا مثالًا بعالم أجمعت الأمة وأطبقت عليه، واعترفوا بفضله، وفضلوه على غيره بالإجماع، لكن ألا يُوجد من طلابه في مسألةٍ من المسائل من هو أفضل منه؟

يُوجد.

طالب: .............

من باب التواضع، ومن باب هضم النفس.

طالب: .............

ما نبدأ بالتفاصيل التي ذمَّها أهل العلم، هل هو أفضل من العرش أو أفضل من كذا؟

ما ينفع.

طالب: .............

ماذا قلتَ؟

طالب: .............

نرجع إلى أنه البشر، يعني إذا كان أفضل من البشر، فهو أفضل ممن فُضِّل عليه البشر من باب أولى، والذين فضَّلوا الملائكة على صالحي البشر أخرجوها بالاتفاق، أخرجوا الأنبياء والرسل في التفضيل.

"وحُجته على خلقه" لا شك أن النبي –عليه الصلاة والسلام- أقام، أن الله –جلَّ وعلا- أقام به الحُجة.

"أرسلهُ بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة" وقد قال –عليه الصلاة والسلام-: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَة كَهَاتَيْنِ».

"بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا" مُبشِّر لمن اتبعه بجنات الله ومرضاته، ومُنذر ونذير لمن خالفه وعصاه ولم يتبعه بعذاب الله وعقابه.

"وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا" كما جاء في قوله –جلَّ وعلا-: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب:45-46]، وهذا اقتباس من كلام الله -جلَّ وعلا-.

"أرسله على حين فترةِ من الرُّسل" الفترة: الوقت الذي لا يكون فيه رسول، فهي تأتي بين رسولين، وفي وقته –عليه الصلاة والسلام- لا يُوجد على وجه الأرض نبي، وإن كان فيمن قبله قد يجتمع أكثر من نبي في وقتٍ واحد، وأكثر من رسول في وقتٍ واحد؛ لأن الرسالات خاصة، ورسالته –عليه الصلاة والسلام- عامة. 

"على حين فترةِ من الرُّسل، وطموسٍ مِن السُّبل" الطُّرق الموصِلة إلى الله –جلَّ وعلا- مندثرة وطامسة، وليس فيها أدنى مَعلَم يُوصِل إلى الله إلا بقايا من أهل الكتاب.

"وطموسٍ مِن السُّبل ودروسٍ مِن الكتب" انقراض، اندرس الشيء يعني: انقرض وانتهى.

"والكفرُ قد اضطرمت نارُه" يعني: اشتعلت وقويت.

"وتطاير في الآفاق شراره، وقد استوجب أهل الأرض أن يحل بهم العقاب"؛ لأنهم على الشرك والكفر إلا ما جاء عن بقايا من بني إسرائيل، ومن كان على الحنيفية، وهؤلاء نفرٌ يسير، فعامة أهل الأرض على الشرك والكفر بالله- جلَّ وعلا-.

"وقد نظر الجبار -تبارك وتعالى- إليهم فمقتهم عربهم وعجمهم، إلا بقايا مِن أهل الكتاب" كما جاء في صحيح مسلم من حديث عياض بن حمار –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «وإِنَّ اللهَ نظر إلى أهْلِ الْأَرْضِ، فمقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وعَجَمَهُمْ، إِلَّا بقَايَا من أهْلِ الْكِتَابِ» باللفظ، يعني مأخوذ من الحديث، وهؤلاء البقية على الدين الحق الذي لم يُبدَّل، ولم يُحرَّف، ولم يُغيَّر، ونهاية أمدهم إلى بعثة محمدٍ –صلى الله عليه وسلم-، فإذا بُعِث انتهى كل دين.

طالب: .............

ناسخ لجميع الأديان.

"وقد استند كل قومٍ إلى ظُلَم آرائهم" وما يحتكمون إليه، فطوائف البدع عندهم أصول وقواعد اعتمدوا عليها، وهي في حقيقتها ظُلمات، فأهل الكلام استندوا على أقوال المتقدمين من الفلاسفة وأضرابهم. 

"ظُلَم آرائهم، وحكموا على الله سبحانه بمقالاتهم الباطلة وأهوائهم"، وسيأتي بيان هذا الكلام بالتفصيل في ثنايا الكتاب؛ لأنهم اعتمدوا على قواعد قرَّرها كفار من الفلاسفة وغيرهم، وحكَّموها وحكموا بها على كلام الله وكلام رسوله- عليه الصلاة والسلام-.

"وليلُ الكفر مدلهمٌ ظلامه" مُشتد ظلامه.

"شديدٌ قتامه" القتام هو الغبار وهو القطر.

"وسبيلُ الحق عافيةٌ آثاره" عافية يعني: مندرسة مثلما تقدم.

"مطموسةٌ أعلامه" يعني ما يدل عليه من العلامات كلها منطمسة ومندرسة، سواءٌ كانت من العلامات والآيات المرئية أو المقروءة، هي في حقيقتها موجودة، لكن من يستدل بها؟ فوصل الحد إلى أنها كأنها غير موجودة أصلًا.

"ففلق الله سبحانه بمحمدٍ –صلى الله عليه وسلم- صُبح الإيمان، فأضاء به حتى ملأ الآفاق نورًا" صُبح الإيمان، فلق الله به صُبح الإيمان، وجاء في بدء الوحي أنه كان أول ما بُدئ به من الوحي الرؤيا الصالحة، فكانت الرؤيا تأتي مثل فلق الصبح، يعني تأويلها مثل فلق الصبح.

"ففلق الله سبحانه بمحمدٍ –صلى الله عليه وسلم- صُبح الإيمان، فأضاء حتى ملأ الآفاق نورًا" يعني طبَّق الآفاق والأقطار، كما قال النبي –عليه الصلاة والسلام-: «وَليَبْلُغن هذا الدِّين ما بلغ اللَّيل والنَّهار».

"وأطلعَ به شمسَ الرِّسالة في حنادس الظُلَم" الحنادس: هي الظُّلمة أو الظُّلم، يقول الشيخ/ حافظ الحكمي في الحث على قراءة القرآن:

وَبَالتَّدَبُّرِ والتّرتِيلِ فَاتْلُ كِتابَ
 

 

اللهِ لاسِيَّما في حِنْدسِ الظُّلَمِ
 

إذا اشتد ظلام الليل.

"في حنادس الظُلَم سراجًا منيرًا، فهدى الله به من الضلالة" كان الناس على ضلال، وعلى شرك، وليس عندهم شيءٌ من الهدى، فهدى به من الضلالة التي طبَّقت الآفاق قُبيل بعثته- عليه الصلاة والسلام-.

"وعلَّم به من الجهالة" الصحابي يقول: أين عقولنا يا رسول الله حينما كنا نعبد التمرة، فإذا جعنا أكلناها؟! وأي جهلٍ أعظم من هذا! وأي ضلالٍ أشد من هذا!

طالب: ..............

يقوله بالفتح والكسر كلاهما، يقول: الحِندِس، أنا سبق أن رجعت إليها، وأن الفتح كأنه أشهر مع بُعد العهد، إضافته إلى الظلام ظلام مع ظلام يكون أشد، بلا شك.

"وبصَّر به من العمى" الجاهل أعمى، والكافر أعمى؛ لأنه كما قال الله –جلَّ وعلا-: {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج:46].

"وأرشد به من الغي، وكثَّر به بعد القلّة"، قريش جماعته –عليه الصلاة والسلام- قِلة، ثم بعد ذلك لما جاء بهذا النور، وتبعه الناس، وأسلموا، ودخل الناس في دين الله أفواجًا، كثر العدد.

"وأعزَّ به بعد الذِّلة" كانت قريش ليست من أقوى قبائل العرب بمفرداتها، ولكن لو اجتمعت قبائل العرب على قريش ما صاروا شيئًا، لكن بعد إيمانهم به –عليه الصلاة والسلام- واتباعهم له تغير الحال.

"وكثَّر به بعد القلّة، وأعزَّ به بعد الذِّلة" العزة لله ولرسوله وللمؤمنين.

"وأغنى به بعد العَيلة" كان العرب فقراء، والأمم الأخرى عندهم من الغنى والثراء الشيء الكثير الذي لا يُوجد نظيره أو قريبٌ منه عند العرب في جزيرتهم.

"وأغنى به بعد العَيلة" لكن لما آمنوا به وصدَّقوه واتبعوه تغير الحال.

"واستنقذ به من بعد الهلكة" لا شك أن الكفر هلكة، والإيمان والإسلام منجاة، فأنقذهم من الهلكة التي سببها الكفر بالله -جلَّ وعلا-.

"وفتح به أعينًا عميًا" باتباعه –عليه الصلاة والسلام-، لا شك أن العمى والغشاوة التي على أعينهم زالت بالعلم، لا شك أن العلم نور، وهذا شيءٌ مُجرَّب، الجاهل يُريد أن يتعبد على جهله في ظلام، قد يفعل أفعالًا يتقرب بها إلى الله –جلَّ وعلا- وتكون ضررًا عليه، لكن إذا تعلَّم وعَبد الله على بصيرة زال عنه العمى، وزالت عنه الغشاوة.

أنتم تعرفون عوام الناس في كثيرٍ من أمورهم يتخبطون، حتى يسألوا أهل العلم، وأهل العلم في عافيةٍ من هذا كله.

"وفتح به أعينًا عميًا" والواحد من طُلاب العلم إذا أشكلت عليه مسألة، وقبل أن تُفتَح له مغاليقها، هو لا يستطيع أن يُرجِّح بين الأدلة والأقوال وكذا، لا شك يصير عنده نوع اضطراب، ثم إذا فُتِحت له مغاليقها بمراجعة أهل العلم، ومراجعة كلام أهل العلم انشرح صدره، وزال عنه هذا العمى.

"وآذانًا صُمًّا" يعني قد يسمع الكلام، وقد يرى ويُبصِر، لكن ما الفائدة من السمع إذا لم ينتفع به صاحبه؟ وما الفائدة من البصر إذا لم ينتفع به صاحبه؟ بل هو في حقيقته ضررٌ عليه، وقد وصف الله –جلَّ وعلا- الكفار والمنافقين بأنهم صمٌّ عُميٌ في آيةٍ {لا يُبْصِرُونَ} [البقرة:17]، وفي آيةٍ {لا يَرْجِعُونَ} [البقرة:18]، {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ} [البقرة:18].

"وآذانًا صُمًّا، وقلوبًا غُلفًا" يعني عليها أغلفة، هذه الأغلفة والغشاوات والران الذي اجتمع عليها حتى طمسها، فصارت لا تستقبل الخير، لا شك أن الله –جلَّ وعلا- أزال هذه الغشاوات، وهذه الأغلاف عن هذه القلوب، فصارت تقبل الخير، وتفهم الخير، وتعمل بالخير، فالكفار اعترفوا على أنفسهم بأن قلوبهم غُلف يعني مُغلَّفة، وهي كذلك لا يصل إليها الخير، ولو وصل إليها الخير لانتفعت به.

"فبلَّغ الرسالة" عليه الصلاة والسلام، "وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده" وهذا لا يختلف فيه مسلم، فالمسلمون كلهم معترفون بهذا، وهذا من حقه عليهم، ومن مقتضيات شهادة أن محمدًا رسول الله.    

"وجاهد في الله حق جهاده، وعبد الله حتى أتاه اليقين من ربه" حتى مات، والله –جلَّ وعلا- يقول: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر:99]، ما في أمد ينتفي فيه التكليف إلا بأن يزول مناطه من زوال العقل أو الموت، والذين يدَّعون أنهم يصلون إلى مراتب تُرفَع عنهم التكاليف هؤلاء مُعاندون مُعارضون لقول الله –جلَّ وعلا-: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر:99] الذي هو الموت، فالتكليف لا ينتهي إلا بالموت.

"وجاهد في الله حق جهاده، وعبد الله حتى أتاه اليقين من ربه، وشرحَ الله له صدره" {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح:1].

"ورفعَ له ذكره، ووضع عنه وزره"، كما جاء في سورة الشرح.

"وجعلَ الذِّلة والصَّغار على من خالف أمره"، وجاء في ذلك حديث: «وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي» هذا الأصل، الإثم الذي اكتسبه قبل الرسالة، وإلا بعد الرسالة فهو معصوم.

طالب: .............

على الخلاف بين أهل العلم فيما يجوز على النبي، وبعضهم يرى أن الوزر: ارتكاب خلاف الأولى، ويُركِّبون على هذا ما ذكروه من أن حسنات الأبرار سيئات المقربين، وكلٌّ بحسب قدره ومقامه عند الله -جلَّ وعلا-. 

"وأقسم بحياته في كتابه المبين" أين أقسم؟ {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر:72] هل هذا قسم أو موطِّئ لقسم؟ المعروف أن القسم ما اقترن بأحد الحروف الثلاثة، وجوابه يقترن باللام، ولذلك - لكني ما أضبط المكان الذي وقفت فيه على قول عائشة: لعمرك، هو قسم، والقسم لا يجوز بالمخلوق، وغير عائشة، هو مُستعمل، فإن كان قسمًا فهو شِرك، الحلف بغير الله شِرك.

طالب: ..............

يستعمله المؤلف وغيره، وهذا معروف عند أهل العلم وحتى عند الصحابة.

طالب: ..............

أنا ما أدري عن هذا الذي حصل، لكن...

طالب: ..............

أقسم به، الله –جلَّ وعلا- له أن يُقسِم بما شاء من مخلوقاته، وأقسم بالواو {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} [الشمس:1]، وأقسم بصريح القسم بمخلوقات الله، وهذا ليس بغريب أن يقسم بالنبي –عليه الصلاة والسلام-، لكن الكلام على الدليل هل يُطابق المدلول؟

شيخ محمد أين أنت؟

طالب: ............

هذا خبر، وليس بقسم.

طالب: أحسن الله إليك هل تقصد قول عائشة: لعمري، عندنا قالت: إي لعمري؟

نعم.

طالب: أقرأ الحديث؟

اقرأ الحديث.

طالب: وقال عمرو بن عليٍّ: حدَّثنا أبو عاصم، قال...

من رواه؟

طالب: في البخاري.

طالب: حدثنا أبو عاصمٍ قال ابن جريجٍ: قال: أخبرني عطاءٌ إذ منع ابن هشامٍ النساء الطواف مع الرجال، قال: كيف يمنعهن وقد طاف نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الرجال قلت: أبعد الحجاب أو قبل؟ قال: إي لعمري لقد أدركته بعد الحجاب، قلت: كيف يخالطن الرجال؟ قال: لم يكنَّ يخالطن، كانت عائشة -رضي الله عنها- تطوف حجرةً من الرجال لا تخالطهم، فقالت امرأة: انطلقي نُسلِّم يا أم المؤمنين قالت: عنكِ وأبت، يخرجن متنكرات بالليل فيطفن مع الرجال، ولكنهن كُن إذا دخلن البيت قُمن حتى يدخلن وأُخرِج الرجال، وكنت آتي عائشة أنا وعبيد بن عميرٍ وهي مجاورةٌ في جوف ثبير، قلت: وما حجابها؟ قال: هي في قبةٍ تركية لها غشاءٌ، وما بيننا وبينها غير ذلك، ورأيت عليها درعًا مورَّدًا.

من الذي قال: لعمري؟

طالب: ليست عائشة.

لا لا في هذا الحديث، لا.

طالب: .............

لا خلاص، أنا مستقر عندي أنا أنها قالته عائشة، وقاله غيره، فهل يكون هذا من باب القسم؟

طالب: .............

لا بُد من التقدير؛ لأن اللام واقعة في جواب قسم.

طالب: .............

لو كان قسمًا صريحًا ما جاز استعماله، هو الكاف له –عليه الصلاة والسلام-، الكاف في {لَعَمْرُكَ} [الحجر:72] له- عليه الصلاة والسلام-.

طالب: .............

قسم بالمقدَّر.

طالب: .............

قدِّر ما شئت.

لو أقسم الله –جلَّ وعلا- به صراحةً بحروف القسم الثلاثة، والله ومحمد... إلى آخره ما فيه إشكال؛ لأنه أقسم بما دونه، لكن الاستدلال بالآية، وأنها قسم، الضمير لا يتردد أحد في أنه لمحمد –عليه الصلاة والسلام- ولو قلنا: قسم، والحلف بغير الله شرك، قلنا: لا يجوز لمخلوق أن يقوله.

طالب: .............

ماذا يقول؟

طالب: .............

هذا ما فيه إشكال.

طالب: .............

صريح قسم، وعائشة تقوله، وغير عائشة يقولونه، والحلف بغير الله شرك.

طالب: .............

الاتفاق أن السياق سياق قسم ما فيه إشكال، لكن هل هو قسم صريح الذي مُنِع منه الخلق أم لا؟

طالب: .............

قال: لعمري، الكلام يجري على اللسان من غير قصد، جُل المصريين وغيرهم يقولون: والنبي، وغيرهم يجري على اللسان، أما يقولون هذا؟ ما يقصدون التعظيم، إنما هو كلام.

الآن الإشكال الذي أورده وارد أم ليس بوارد؟

طالب: .............

هذا الكلام، نحن نحلل كلام المؤلف ولا نقرأ ونسكت..

"وأقسم بحياته في كتابه المبين".

ولو تكتبون في الموضوع أنت وغيرك، نُريد اثنين، ثلاثة من إخوانا الذين دائمًا يكتبون لنا، لكن ودي من كتب يذكر اسمه وهاتفه.

طالب: .............

اكتب ما تجده في كلام أهل العلم في هذه الكلمة هل هي مما مُنِع منه الخلق وقيل فيه: من حلف بغير الله فقد أشرك أم لا؟

طالب: .............

من الذي يقوله؟

طالب: .............

لكن عزا إلى مصادر.

طالب: .............

أحضره مكتوبًا.

طالب: .............

ماذا يقول؟

طالب: .............

كل هذا نُريده مكتوبًا، كل الذي دار نُريده مكتوبًا.

الظاهر أنكم فهمتم ماذا أقصد وما توصلنا إليه.

طالب: .............

إن شاء الله الكتابات، إن شاء الله تعالى.

طالب: .............

لا، هو الذي أشكل علينا أقسم بحياته هنا.

طالب: .............

ضَمِّنه البحث الله يجزيكم خيرًا، خلونا نتعاون.

"وقرن اسمه باسمه" هذا نقف عليه.