تعليق على تفسير سورة آل عمران (26)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طلاب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله وسلَّم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد،

 فيقترح بعض الإخوان أن يكون الدرس مع قِصر النهار وطول الليل أن يكون بعد العشاء، يكون بعد العشاء، بدلًا أن نحرج الجماعة ونؤخِّرهم، وأنا بطبعي أتأخر، فإذا صار بعد العشاء صار ما وراءنا أَحد، مع لو نطول الدرس ما وصل إلى ثمانٍ ونصّ، أو تسع بالكثير، لو نأخذ الدرسين ما وصل إلى تسع، الليل طويل، ويبقى على الفجر كم؟ ثلاث مع خمسة إلا ثلث، أو خمسة إلا ربع، ثماني ساعات، فأنا أرى وجاهة الاقتراح، والرأي لكم.

طالب: .......

ماذا؟

طالب: ...

جرَّبناه في سنوات ماضية.

طالب: ...

ماذا؟

طالب: ... (أضواء البيان)؟

نزيد (أضواء البيان) إن شاء الله. مشايخنا، موافق؟ الشيخ موافق، لكن ما رفع يده، وهو قدوة، الشيخ.

طالب: السكوت خلاص علامة الرضا.

طالب: مناسب.

ماذا؟

طالب: مناسب.

جدًّا مناسب، لا سيما مع طول الليل، طول الليل...

طالب: نعم.

قبل الثانية عشرة.

طالب: وخف زحمة السيارات.

ماذا؟

طالب: وخف زحمة السيارات.

خف، وليس وراءك أحد، ما وراءك جماعة، ولا وراءك.

طالب: ... مناسب يا شيخ.

أنت جار المسجد.

طالب: .........

إن شاء الله نقيم الدرس الثاني ولو كان غير كامل، لكن أحسن من لا شيء، توكلنا على الله.

طالب: إن شاء الله.

يعني بكرة العشا.

طالب: ...

نعم..

طالب: ...

ثلاثة، ما أدري الذين يقرون بالمقنع، ما أدري أهم حاضرون أو لا، أو يمكن برسائل إن كان مناسبًا.

طالب: ...

ماذا؟

طالب: ...

الذين يصلون بالمسجد ...

طالب: مناسب جدًّا.

مناسب جدًّا، هههه، خلاص، تريدون أن نبدأ الثلاثاء هذا أو الأسبوع القادم؟ يعني غدًا العشاء.

طالب: ...............

ما أدري عن الشيخ محمد، لكن الظاهر أنه بالسنين الماضية ما اعترض.

طالب: ..............

نعم؟

طالب: الشيخ محمد أنسب له بعد العشاء، يجيء من بعيد.

يجيء من بعيد، ويجيء من العصر، من نصف العصر، يضيع عليه.

طالب: ...

ماذا؟

طالب: ...

يقترح أن يكون هذا الأسبوع الثلاثاء المغرب، والقادم.

طالب: بعد العشاء.

ماذا؟

طالب: الأسبوع القادم بعد العشاء.

إن شاء الله، إن شاء الله.

نعم.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدِّين.

قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: "ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [آل عمران:127] أَيْ أَمَرَكُمْ بِالْجِهَادِ وَالْجِلَادِ؛ لِمَا لَهُ فِي ذَلِكَ مِنَ الْحِكْمَةِ فِي كُلِّ تَقْدِيرٍ".

والجلاد؟

"الْجِهَادِ وَالْجِلَادِ".

نعم، فتكون اللام هنا لام التعليل، علة الأمر بالجهاد: {لِيَقْطَعَ} [آل عمران:127]، نعم.

"وَلِهَذَا ذَكَرَ جَمِيعَ الْأَقْسَامِ الْمُمْكِنَةِ فِي الْكُفَّارِ الْمُجَاهدِينَ، فَقَالَ: {لِيَقْطَعَ طَرَفًا} [آل عمران:127] أَيْ لِيُهْلِكَ أُمَّةً {مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ} [آل عمران:127] أَيْ يُخْزِيَهُمْ ويردّهم يغيظهم لَمَّا لَمْ يَنَالُوا مِنْكُمْ مَا أَرَادُوا، وَلِهَذَا قَالَ: {أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا} [آل عمران:127] أَيْ يَرْجِعُوا {خَائِبِينَ} [آل عمران:127] أَيْ لَمْ يَحْصُلُوا عَلَى مَا أَمَّلُوا.

ثُمَّ اعْتَرَضَ بِجُمْلَةٍ دَلَّتْ عَلَى أَنَّ الْحُكْمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، فقال تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران:128] أَيْ بَلِ الأمر كله إليّ، كما قال تعالى: {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} [الرعد:40]، وَقَالَ: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [البقرة:272]، وَقَالَ: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص:56].

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي قَوْلِهِ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران:128] أَيْ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْحُكْمِ شَيْءٌ فِي عِبَادِي إِلَّا مَا أَمَرْتُكَ بِهِ فِيهِمْ".

يعني حُكمه -عليه الصلاة والسلام- تابع لحُكم الله –جل وعلا-، وهو منفِّذ لأحكامه –جل وعلا-، لذا لما جاء، لما قنت يدعو ويلعن بعض الكفار نزلت الآية: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران:128]، وأحيانًا يتسلَّط بعض الكفار على المسلمين، ويزيد شرُّهم، فيُقنت عليهم، فهل من المناسب أن يُقال لهؤلاء الذين يقنتون: ليس لكم من الأمر شيء؟ في سبب نزول الآية: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران:128] قنوته -عليه الصلاة والسلام-: «اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا»، فنزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران:128]، هؤلاء الذين قنت عليهم ولعنهم ونزل قوله بسبب ذلك -جل وعلا-: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران:128] أسلموا هؤلاء، هذا في علم الله –جل وعلا-، لكن الناس ما يدرون، من يعلمهم أن هؤلاء الكفار المتسلِّطين المستحقِّين للدعاء عليهم أنهم سيُسلمون أو يستمرون على كفرهم؟ اقرأ كلام المؤلف -رحمه الله-.

"ثُمَّ ذَكَرَ تَعَالَى بَقِيَّةَ الْأَقْسَامِ، فَقَالَ: {أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} [آل عمران:128] أَيْ مِمَّا هم فيه من الكفر، فيهديهم بَعْدَ الضَّلَالَةِ {أَوْ يُعَذِّبَهُمْ} [آل عمران:128] أَيْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ عَلَى كُفْرِهِمْ وَذُنُوبِهِمْ، وَلِهَذَا قَالَ: {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران:128] أَيْ يَسْتَحِقُّونَ ذَلِكَ.

وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا حبان بن موسى، قال: أنبأنا عبد الله، قال: أنبأنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قال: حَدَّثَنِي".

"أخبرنا" عندنا، كلهم "أخبرنا"، أنت عندك أنا؟

طالب: لا.

ماذا عندك؟

طالب: حدثني، "أنبأنا".

عندنا "أخبرنا".

طالب: "أخبرنا".

"أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا مَعْمَرٌ".

عندي "أنبأنا".

عندك "أنبأنا"؟ الغالب البخاري.

"أنبأنا عبد الله، أنبأنا مَعْمَرٌ".

لا، صوابها: "أخبرنا"؛ لأن الإنباء متى يُذكر؟ الإخبار في حال العرض، يقول: أخبرنا في حال العرض، وحدثنا في حال السماع، وأنبأنا يقولون: تستعمل في الإجازة غالبًا، لكن البخاري لا يفرِّق بين هذه الصيغ، بين أخبرنا وحدثنا، لكن الغالب أن تكون أخبرنا.

طالب: ..........

ماذا؟

طالب: ...

نعم، هو ما يستعمل أنبأنا.

"حَدَّثَنِي سَالِمٌ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-".

اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك.

"يَقُولُ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ الْفَجْرِ، يقول: «اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا بَعْدَ مَا يَقُولُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران:128] الآية»، وَهَكَذَا رَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ، كِلَاهُمَا عَنْ مَعْمَرٍ بِهِ.

وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قال: حَدَّثَنَا".

"بِهِ" يعني باللفظ السابق. نعم، أو بالإسناد الماضي، ولذا قال الحافظ العراقي: وابن شهاب عنه به، وابن شهاب عنه به. في الألفية، قال العراقي نفسه في شرح الألفية: به يعني بالحديث. وقال السخاوي وهو يشرح كلام العراقي: الصحيح: وابن شهاب عنه به يعني بالسند، يعني أنت تشرح كلام الرجل، وهو يقول: بالحديث، وأنت تقول: بالسند؟!

طالب: .............

ماذا؟

طالب: ............

لأن الكلام كله في الأسانيد، ولذلك ذهب السخاوي إلى أن الضمير يعود إلى الإسناد، والحافظ العراقي وهو الناظم، وهو الذي صدر منه الكلام، صاحب الدار أعرف بما فيها، أعرف بما فيها، يقول: بالحديث، وهذه من الغرائب، أن يرجَّح غير كلام الناطق نفسه، إذا قالوا: المعنى في بطن الشاعر، فهل ينطبق عليه مثل هذا؟

طالب: قريب.

ماذا؟

طالب: أقول: قريب.

ينطبق عليه؟

طالب: لا ينطبق عليه.

لا ينطبق عليه.

طالب: ..........

ومن ذلكم قول المتنبي: ابن جني أعرف بشِعري مني، ابن جني أعرف بشِعري مني، فيحصل، لكن ليس هو الأصل، الأصل أن الإنسان أعرف بمراده وبكلامه.

"وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، قَالَ أَحْمَدُ: وَهُوَ عَبْدُ الله بن عقيل صالح الحديث ثقة، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ سَالِمٍ".

"صالح الحديث ثقة" ابن عقيل عَبْدُ الله بن محمد بن عقيل عنده أوهام لا تخرجه عن حدِّ القبول، وإن لم يصل حديثه إلى حد الصحيح، فأقل أحواله الحُسن، ولكن الإشكال في قول الإمام أحمد: "وَهُوَ عَبْدُ الله بن عقيل صالح الحديث ثقة" يجتمع أن يكون صالح الحديث، وأن يكون ثقة؟ صالح الحديث: من قبيل الحَسن. وثقة: حديثه صحيح.

طالب: صحيح.

صحيح.

طالب: .........

طالب: ...

يعني مرادف العدل، مرادف العدل، يعني ثقة في ديانته، وهو صالح في حفظه.

"قال: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-".

يعني كيف يقال: صالح الحديث ثقة؟ التنظير لمثل هذا أن يقال: تقدير فلان جيد جدًّا، ممتاز، ما معنى هذا الكلام؟ هل يمكن أن يُعطى الدرجة الدنيا، ثم يُعطى العليا؟

طالب: هذا باعتبار، وهذا باعتبار.

هذا باعتبار التخصص ممتاز، وباعتبار العموم والتراكمي جيد جدًّا، فيمشي، إذا اختلفت الجهة مشى مثل هذا، الكلام إذا اتَّحدت الجهة يصير تناقضًا.

"عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ «اللَّهُمَّ الْعَنْ فَلَانَا، اللَّهُمَّ الْعَنِ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ الْعَنْ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو، اللَّهُمَّ الْعَنْ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ. فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران:128]، فَتِيبَ عَلَيْهِمْ كُلِّهِمْ».

وَقَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الْغَلابِيُّ".

الله –جل وعلا- لعِلمه بعاقبتهم قال: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران:128]، الذي لا يعلم العاقبة، ويرى هذا الأذى، وهذا التسلط، وهو مأمور ببغض الكفار، ومحاربة الكفار، ونصر المؤمنين، لا ضير عليه أن يدعو عليهم، لا إشكال في الدعاء عليهم، ويبقى أن العواقب بيد الله– جل وعلا-، يتوب على من يتوب عليه، ويبقى من ثبتت له الشقاوة على كفره.

"وَقَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الْغَلابِيُّ، قال: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-".

اللهم صل وسلم عليه.

"كَانَ يَدْعُو عَلَى أَرْبَعَةٍ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران:128] إلى آخر الآية، قَالَ: وَهَدَاهُمُ اللَّهُ لِلْإِسْلَامِ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم-".

اللهم صلِّ وسلِّم عليه.

"يَدْعُو عَلَى رِجَالٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يُسَمِّيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ حتى أنزل اللَّهُ تَعَالَى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران:128].

وَقَالَ الْبُخَارِيُّ أَيْضًا: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-»".

اللهم صلِّ وسلِّم عليه.

"«كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ عَلَى أَحَدٍ، أَوْ يَدْعُوَ لِأَحَدٍ قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ، وَرُبَّمَا قَالَ: إِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لمن حمده، ربنا لك الْحَمْدُ: اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ. يَجْهَرُ بِذَلِكَ. وَكَانَ يَقُولُ فِي بَعْضِ صَلَاتِهِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ: اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا لِأَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ -عز وجل-: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران:128]».

وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: حدثنا حُمَيْدٌ وَثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ".

طالب: "قال حُمَيْدٌ وَثَابِتٌ".

ماذا؟

طالب: "قال حُمَيْدٌ وَثَابِتٌ".

"قال حُمَيْدٌ وَثَابِتٌ".

طالب: ............

"وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: قال حُمَيْدٌ وَثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: «شُجَّ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم أُحد»".

اللهم صلِّ وسلِّم عليه.

"«يوم أحد، فَقَالَ: كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ؟! فَنَزَلَتْ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران:128]»، وَقَدْ أَسْنَدَ هذا الحديث الذي علقه البخاري في صحيحه، فقال الْبُخَارِيُّ فِي غَزْوَةِ أُحُدٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عبد الله السلمي، قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قال: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قال: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ «أنه سمع رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ فِي الرَّكْعَةِ الْأَخِيرَةِ مِنَ الْفَجْرِ: اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا بَعْدَ مَا يَقُولُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران:128] إلى قوله: {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران:128]».

وَعَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدْعُو عَلَى صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، وَسُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَالْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، فَنَزَلَتْ {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران:128] إلى قوله: {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران:128]".

طالب: أحسن الله عملك.

نعم؟

طالب: قال: "وَقَدْ أَسْنَدَ هذا الحديث الذي علقه البخاري في صحيحه، فقال الْبُخَارِيُّ: فِي غَزْوَةِ أُحُدٍ".......

"قال الْبُخَارِيُّ: فِي غَزْوَةِ أُحُدٍ".

طالب: الحديث مختلف، الحديث الأول حديث أنس.

سالم، سالم.

طالب: أسنده في موضع آخر.

طالب: ...

طالب: لا في موضع آخر.

طالب: ...

طالب: ...

طالب: ...

لا، "في صحيحه" يعني في موضع آخر، أسنده هو في موضع آخر.

طالب: ...

في الحاشية؟ ثلاثمائة ثلاثة وعشرين.

طالب: "وَقَدْ أُسْندَ هذا الحديث الذي علقه البخاري" أسنده غير البخاري، "أُسند" ...

خلنا ننظر التخريج ماذا يقول.

طالب: أُسند.

أخرجه البخاري تعليقًا في صحيحه في كتاب المغازي، وحديث حميد وثابت عن أنس وصله الأئمة.

طالب: أحسن الله إليكم، أسنده مسلم.

وصله الأئمة، أما حديث حميد عن أنس فقد أخرجه الترمذي في كتاب التفسير، والنسائي، وابن ماجه، وأحمد، والطبري، وابن أبي حاتم، والبغوي، حديث صحيح، كلهم من طرق عن حميد الطويل، عن أنس مرفوعًا، وأما حديث ثابت عن أنس فقد أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الجهاد في باب: غزوة أحد، وأحمد والبيهقي، المقصود أنه أُسنِد يقول، يعني ليس مسندًا في البخاري يعني في موضع آخر، إنما أسنده غيره من الأئمة كالإمام مسلم وغيره.

طالب: عندنا: "وقال الْبُخَارِيُّ فِي غَزْوَةِ أُحُدٍ"، ليست فقال.

"وقال الْبُخَارِيُّ فِي غَزْوَةِ أُحُدٍ" هاه؟

طالب: معلقات البخاري التي وصلت في مواضع أخرى.

"وقال الْبُخَارِيُّ فِي غَزْوَةِ أُحُدٍ".

طالب: .................

ماذا؟

طالب: ...

كيف؟

طالب: يتوهّم أن البخاري هو الذي أسند.

"وقال الْبُخَارِيُّ فِي غَزْوَةِ أُحُدٍ".

طالب: بالفاء يقصد.

"فقال"؟

طالب: نعم.

طالب: لا، "وقال" بالواو، "وقال".

لا، "وقال الْبُخَارِيُّ فِي غَزْوَةِ أُحُدٍ".

طالب: .......

... صحيح البخاري، {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران:128].

 كمِّل كمِّل يا شيخ.

"هَكَذَا ذَكَرَ هَذِهِ الزِّيَادَةَ الْبُخَارِيُّ مُعَلَّقَةً مرسلة، وقد تقدَّمت مسندة متصلة في مسند أحمد أيضًا.

وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قال: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-»".

اللهم صلِّ وسلِّم عليه.

"«كُسِرَتْ رَبَاعِيتُهُ يَوْمَ أُحُدٍ، وَشُجَّ فِي وجهه حَتَّى سَالَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِهِ، فَقَالَ كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ فَعَلُوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ عز وجل؟!»".

اللهم صلِّ على محمد، اللهم صلِّ على محمد.

"«فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران:128]» انْفَرَدَ بِهِ مُسْلِمٌ، فَرَوَاهُ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس، فَذَكَرَهُ".

في الحديث السابق: "وَعَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ"، سَالِم بْن عَبْدِ اللَّهِ بن عمر تابعي جليل، وهو أجلُّ من نافع على جلالته وثقته عند أكثر أهل العلم، وإن كان الإمام أحمد يفضِّل نافعًا عليه، لكن هكذا قالوا: أجلُّ من نافع.

"قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-"، "قَالَ" سالم وهو تابعي، فيكون الخبر..

طالب: مرسلًا.

مرسلًا، وفي أصل سنده معلَّق.

طالب: ..........

نعم؟

طالب: "سالم عن أبيه"

"سالم عن أبيه"، وعنه الزهري.

طالب: ..........

ماذا؟

طالب: ...

"عَنِ الزُّهْرِيِّ، قال: حَدَّثَنِي سَالِمٌ بن عبد الله، عَنْ أَبِيهِ"، هكذا تقصد؟

طالب: لا، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، قَالَ أَحْمَدُ: وَهُوَ عَبْدُ الله بن عقيل صالح الحديث ثقة، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «اللَّهُمَّ الْعَنْ فَلَانَا، اللَّهُمَّ الْعَنِ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ الْعَنْ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو».

الرواية الأخرى في البخاري، "عَنِ الزُّهْرِيِّ، قال: حَدَّثَنِي سَالِمٌ بن عبد الله، عَنْ أَبِيهِ".

طالب: الذي قبل الحديث مباشرة.

ماذا؟

طالب: أقول: الذي قبل هذا مباشرة.

الذي قبله، الرواية التي قبله، وهذا أصح الأسانيد عند من؟

طالب: .............

ماذا؟ لا.

طالب: ...

عند الإمام أحمد.

وجزم ابن حنبل بالزهري
 

 

عن سالم أي عن أبيه البرِّي
 

على كل حال كون المحدث يروي الحديث موصولًا متصلًا مرفوعًا في موضع، فينشط لذكر هذه كلها، ثم بعد ذلك يعتمد على ما ذكره فيعلقه أو يرسله، هذا لا يقدح في الحديث، هذا لا يقدح في الحديث؛ لأن العبرة بمن وصل، والذي رواه بالوجهين واحد، فقد ينشط، ويذكر الإسناد كاملًا، وقد يعتمد على ما تقدم، فيعجل فيعلِّقه، أو يرسله، وهذا كله مطروق مستعمل عند الأئمة، وهذا من أمثلته.

طالب: أحسن الله إليك.........

يعني هل هو قبله؟ في السند قبله فيكون معطوفًا عليه؟ موجود في السند الذي قبله عند البخاري؟

طالب: ...

طالب: ...

نعم؟

طالب: ...

من الذي قال: مرسلًا معلقًا؟ هكذا أخرجه مرسلًا معلقًا؟ ابن كثير، "هَكَذَا ذَكَرَ هَذِهِ الزِّيَادَةَ مُعَلَّقَةً مرسلة"، وابن كثير من الحفَّاظ، لو المعلق الذي تحت قلنا: ما يفرق بين المعلَّق المبدوء بالواو والمعلَّق المجرد من الواو، تمشي عليهم، لكن هذا ابن كثير من الحفاظ، ما يقابل به قول، أو يقابل بقول ابن حجر أو غيره، ابن حجر حافظ، وله عناية خاصة بالبخاري، ولكن ما يُوهَّم ابن كثير بهذه السهولة؛ لأن التعليق عند البخاري في مواضع كثيرة يختلفون في هذا الموضع هل هو معلَّق أو موصول؟ يعني بالسند السابق، وهل أثَّر إذا صُدِّر بالواو أو جُرِّد عنها؟ وحيث يريد التعليق -يقول ابن حجر:- يأتي بالواو، وحيث يريد التعليق يأتي بالواو، مع أنه ثبت في مواضع كثيرة ما أتى بالواو، وهو مروي بالسند السابق، فكلام ابن حجر أغلبي، ما هو بكلي، معنا؟ أنت معنا؟

طالب: ............

يعني في موضع قريب من هذا الموضع في الصحيح أو بعيد؟

يحتمل أنه غفل وسها عنه.

طالب: ...

المعلق والموصول في موضع واحد؟

طالب: ...

نعم.

طالب: ...

 لكن هل عبد الله بن المبارك في البخاري؟

طالب: .............

أين هو؟

طالب: "وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا حبان بن موسى"، ...

حبان؟

طالب: نعم ...

طالب: أحسن الله إليك، حديث يحيى، يَحْيَى بْنُ عبد الله السلمي.

"قال: أخبرنا مَعْمَرٌ".

طالب: ...

طالب: قبله، "قال: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ".

طيب، تأكد، تأكد؛ لأن كلام الحافظ ابن كثير ما يُهدَر بهذه السهولة، فيُتأكَّد منه.

"وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، قال: حَدَّثَنَا".

ما كنيته التي اشتهر بها؟

طالب: "يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ"؟

ابن واضح؟ أبو.

طالب: تميلة.

تُمَيْلَة بالضم، ما هو بمثل صاحبك، مِقْسَم، فهو بالكسر كمِنْبَر، مِقْسَم، ما هو بالضم، وهذا أبو تُمَيْلَة يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ.

"قال: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: «أُصِيبَ النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم أُحُد، وَكُسِرَتْ ربَاعِيتُهُ»".

ما هي بالفتح؟ "«رَبَاعِيتُهُ»

أحسن الله إليك، "«وَكُسِرَتْ رَبَاعِيتُهُ»".

ضبطها.

"«وَفُرِقَ حَاجِبُهُ»".

رَبَاعِية؟

"«فَوَقَعَ وَعَلَيْهِ دِرْعَانِ»".

نعم يا شيخ.

طالب: .............

رباعية مثل: استسلف بكرًا، وردَّ خيارًا رَبَاعيًّا. نعم.

"«وَفُرِقَ حَاجِبُهُ، فَوَقَعَ وَعَلَيْهِ دِرْعَانِ، وَالدَّمُ يَسِيلُ، فَمَرَّ بِهِ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، فَأَجْلَسَهُ وَمَسَحَ عَنْ وَجْهِهِ، فَأَفَاقَ وَهُوَ يَقُولُ: كَيْفَ بِقَوْمٍ فَعَلُوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ وَهُوَ يدعوهم إلى الله عز وجل؟! فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران:128]»، وَكَذَا رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ بِنَحْوِهِ، وَلَمْ يَقُلْ: «فَأَفَاقَ».

ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} [آل عمران:129] أَيْ الجميع ملك له، وأهلها عَبِيدٌ بَيْنَ يَدَيْهِ {يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} [آل عمران:129] أَيْ هُوَ الْمُتَصَرِّفُ، فَلَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ، وَلَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ، {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران:129]".

قف على هذا..

طالب: شيخنا أحسن الله إليك.

طالب: السلام عليكم.

وعليكم السلام، هلا.

طالب: ترجيحكم يا شيخنا في هذه المسألة أنه يجوز لعن المعين؟

......... على الإطلاق.

طالب: لعن المعين.

والله ابن كثير يلعن، في (التاريخ) كثير جدًّا.

طالب: نعم، ترجيحكم يا شيخنا في المسألة؟

الورع زين، وحفظ اللسان طيب.

طالب: تمام.

وعدم تعويده، و«ليس المسلم باللعان».

طالب: نعم.

لكن لو حصل فلا يلام على حسب شدة أثره في المسلمين.

طالب: والآية يا شيخنا، كيف نوجهها؟

ما هو؟

طالب: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران:128]، في مسألة لعن المعين.

لأن الله –جل وعلا- يعرف العاقبة، وكانت العاقبة على خلاف.

طالب: لكن هذا نص شرعي يا شيخنا، والعبرة بعموم اللفظ، ليست بخصوص السبب.

أنت ما قصدك أن الرسول لعن؟

طالب: ونُهي عن هذا.

عن هؤلاء بالذات الذين كتب الله لهم السعادة.

طالب: الله –سبحانه وتعالى- يقول: {أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود:18]، فالله يلعن، فالنهي هنا يا شيخنا.

عموم عموم عموم.

طالب: أحسن الله إليك.