أمان البيت الحرام في الجاهلية والإسلام

{وَأَمْنًا} قال أبو جعفر: "الأمن مصدر من قول القائل: أمن يأمن أمنًا، وإنما سماه الله أمنًا لأنه كان في الجاهلية معاذًا لمن استعاذ به، هكذا يقول الطبري، فإما أن يكونوا يستعيذون به دون الله -عز وجل- باعتبارهم مشركين، أو أن مراده منهم أنهم يلجؤون إليه إذا خافوا فيأمنون، فالذي يستعيذ بالبيت إذا كانت استعاذته بالحجارة المنصوبة فهذا شرك، وإن كانت استعاذته بالله -جل وعلا- ولجأ إلى بيته الذي جعله حرمًا آمنًا فلا إشكال، فالعرب في الجاهلية يجعلون البيت مَعَاذًا لمن استعاذ به، ولذا لما أهْدَرَ النبي -صلى الله عليه وسلم- دم ابن خَطَل وُجد متعلقًا بأستار الكعبة؛ لكن هل يُعاذ مثل هذا؟ لا يُعاذ، فقُتِل.