أهلُ السنَّةِ والجماعةِ لا يَجزِمونَ لأحدٍ مِن أهلِ القبلةِ بجنَّةٍ ولا نارٍ، إلَّا لمن شَهِدَ له النبيُّ ﷺ بذلك، كثابتِ بنِ قيسِ بنِ شماسٍ وغيرِهم مِنَ الصحابةِ، وكعبدِ اللهِ بنِ سَلَامٍ، وعُكَّاشةِ بنِ مِحْصَنٍ، والحسَنِ والحُسينِ، والمَرأةِ التي تصرَعُ. إلى غيرِ ذلكَ ممَّن شَهِدَ له النبيُّ -ﷺ- بالجنة. وأمَّا مَن عدَاهم فيرجُونَ للمُحسِنِ الثَّوابَ، ويخافونَ علَى المُسيءِ العقاب. ومِن أهلِ العلمِ مَن يرَى أنَّ الناسَ إذا اتَّفقَت ألسنتُهم بالثناءِ علَى شخصٍ مِنَ الأشخاصِ كمالِكٍ والسفيانينِ وأحمدَ ونحوهم، فإنَّه مِن أهلِ الجنَّةِ، ويستدلُّ علَى ذلكَ بقصة وفيها أن النبي -ﷺ- وبعض أصحابه مروا بجنازةٍ فأثنَوا عليها خيرًا، فقالَ رسولُ اللهِ -ﷺ-: «وجبَت» ثم مروا بجنازةٍ أخرى فأثنَوا عليها شرًّا، فقالَ: «وجبَت»، ولمَّا سُئل -ﷺ- عن قوله هذا قالَ: «هَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا فَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ» [البخاري: 1367]، لكن مثلَ هذا العمومُ يزيدُ في الرجاءِ ولا يُجزم به.