التواتر في كيفيةِ أداء القرآن

القرآن الكريم نقل إلينا بالتواتر، وما بين الدفتين اتفق عليه الصحابة وأجمعوا عليه إجماعًا قطعيًّا، بحيث لو أنكر الإنسان منه حرفًا واحدًا كفر. لكن ما كان من قبيل الأداء وكيفيته كالمد والإمالة، وأن هذا الحرف يمد ست حركات، وهذا أربع حركات، وهذا يمد حركتين، وغيرها، هل يكون من قبيل المتواتر، أم من قبيل المسكوت عنه الذي لا يُدرى؟

بعض العلماء يستثنيه من التواتر، بدليل الاختلاف فيه، فالحرف الواحد يختلف فيه قارئ عن قارئ، قارئ يقول: ست حركات، والآخر يقول: أربع، فلو كان متواترًا ما حصل هذا الاختلاف، ولأنه يستحيل التواتر في مثل هذا لاستحالة التقليد في كيفية الأداء.

أما عامة من يبحث في علوم القرآن، ومن يوجب القراءة بالتجويد فيقول: إنه متواتر لفظه وأداؤه، وهكذا تُلقِّي، كلٌّ يتلقاه عن شيخه، وشيخُه عن شيخه، بل يتلقاه الجموع الغفيرة من الطلاب عن الجموع الغفيرة من الشيوخ، وهكذا إلى النبي –صلى الله عليه وسلم-، إلى جبريل، إلى رب العزة –عز وجل-.