كتاب (الكبائر) للذهبي كتاب لا شك أنه نافع، وفيه التحذير من هذه الكبائر سواء كانت بنصوص الكتاب والسنة أو بالقصص المأثورة أو بالآثار الواردة عن الصحابة والتابعين، فهذا الكتاب نافع، ولا يخلو من الأحاديث الضعيفة، وبعض القصص المنكرة، لكنه زاجر عن هذه الكبائر، وأطول منه (الزواجر عن اقتراف الكبائر) لابن حجر الهيتمي، كتاب مطبوع في جزأين، وهو كتاب كبير جدًّا، وفيه من الأخبار والآثار المتنوعة الصحيحة والضعيفة والحسنة والمنكرة والشاذة، المقصود أن مثل هذه الكتب يُحتاج إليها، ولو هُذِّبتْ ونقِّحتْ واقتُصر فيها على ما صح لكان نفعها أتم وأكبر.
ويمكن الجمع بين الكتابين وتهذيبهما، فكتاب (الكبائر) للذهبي في الجملة داخل في (الزواجر) لابن حجر الهيتمي، وإذا وُجد زوائد أو شيء من هذا فتضاف، ولو هُذِّب الكتاب هذا على حدة وهذا على حدة استُفيد منهما.
وهناك أيضًا (منظومة الكبائر) للحجاوي، وشرحَها جمعٌ من أهل العلم كالسفاريني وغيره، وهي منظومة نافعة، فيها جمع من الكبائر، وفيها ضابط لحدِّ الكبيرة، وأُدخلتْ مع منظومة ابن عبد القوي (منظومة الآداب) في بعض الطبعات وظُنَّتْ أنها منها، وهي في الحقيقة للحجَّاوي وليست لابن عبد القوي، ولذا لم يشرحها السفاريني في (غذاء الألباب)، لكن الذي جعل الطابع يدخلها كونها على زنتها، ومَن يقرأها لا يجد فرقًا بينها وبين (منظومة الآداب) في السياق وفي الوزن، لكن فيها ما يدل على عدم جواز نسبتها إلى ابن عبد القوي؛ لأنه ذَكر نقولًا عمَّن تأخَّر عن ابن عبد القوي، وعلى كل حال هي طُبعتْ مفردة ومشروحة، وهي موجودة ونافعه ينتفع بها طالب العلم.