تجِد الإنسان يُمضِي السَّنة في العمل الذِّي كان يُنْتَهى منهُ في شهر، ويُمْضِي الشَّهر في العمل الذِّي كان يُنْتَهى منهُ في أُسبُوع وهكذا، وهذا ظاهر، كثيرٌ من النَّاس تَطلعُ عليه الشَّمس وتغرب ما استفاد فائدة، هذا من نَزْعِ البركات، كثيرٌ من النَّاس يُسَوِّف اليوم غداً بعد غدٍ وهكذا، إلى أنْ تنتهي السَّنة ما صنع شيء، لماذا يا فُلان لا تُجِدّ في طلب العلم؟ والله -إن شاء الله- في بداية السَّنة، جاءت بداية السَّنة، والله تصرّمت الأيَّام لعلَّنا بعد رمضان -إن شاء الله- نتفرَّغ، بعد رمضان نبي نحج إذا رجعنا وهكذا، تذهب الليالي والأيام دُونَ فائِدة، و إلاَّ فالبركةُ موجُودة عند من يستفيدُ من وقتِهِ، يعني من جَلَسْ بعد صلاة الصُّبح إلى العاشِرة أو إلى الحادية عشرة، ماذا يُنْجِز من الأعمال؟ نعم، الشيء الكثير؛ لكنْ من نام بعد صلاة الصُّبح إلى الظُّهُر ماذا يستفيد من بَقِيَّة وقتِهِ؟ لا شيء، وهذا حال كثيرٍ من النَّاس، وكثيرٌ من النَّاس تنتهي أوقاتُهُم من بعد صلاة الصُّبح للاستعداد للدَّوام؛ ثُمَّ الطَّريق إلى الدَّوام يحتاج إلى وقت؛ ثُمَّ الدَّوام يستغرق جل الوقت، ولاشكَّ أنَّ العمل في مصالح المُسلمين العامَّة أمرٌ لابُدَّ منهُ، وهو عملُ خير مع النِّيَّةِ الصَّالحة؛ لكنْ أين النِّيَّة الصَّالحة عند كثيرٍ من النَّاس؟ إذا لم تُوجد النِّيَّة الصَّالحة فهو ضياع وقت، بغضِّ النَّظر عن كونِهِ يجلب الرَّاتب، أو يُوفِّر شيء من حُطام الدُّنيا، واللهُ المُستعان.