تعلَّم، واعْمَلْ، وعَلِّمْ، وادْعُ، وأْمُر، وانْهَ، إذا تَعَلَّمْت العِلْم؛ اعْمَلْ بهذا العِلْم، إذا تَعَلَّمْت وعَمِلْتَ؛ عَلِّمْ هذا العلم، وادعُ إلى ربِّك بالتِّبيان والحِكَمِ، أُأْمُر بالمعرُوف، وانْهَ عن المُنْكَر، كل هذهِ من وظائف العالم والمُتعلِّم على حدٍّ سواء.
وأَتْبِعْ العِلْمَ بالأعمالِ وادْعُ إلى واصْبِرْ على لَاحِقٍ منْ فِتْنَةٍ وأَذَى
|
|
سبيلِ رَبِّكَ بالتِّبْيَانِ والحِكَمِ فيه وفِي الرُّسْلِ ذِكْرَى فَاقْتَدِهْ بِهِمِ |
واصْبِرْ لا بُدَّ أنْ يَعْتَرِضَكْ فِي طَرِيقك شيء من الأذَى؛ ولِذا في المسائل الأربع للإمام المُجدِّد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، المسائل الأربع: الأولى: العلم، الثانية: العمل بالعلم، والثَّالثة: الدعوة إليه، والرَّابعة: الصَّبر على الأذى فيه، {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر/1، 2] إلاَّ.. من اسْتُثْنِي؟ {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر/ 3] لا بُد من توافر هذهِ الأُمُور، لا بُدَّ من الأَذَى، لا يَظنّ الِإنْسَانْ أنَّهُ يَصِلْ إلى المَرَاتِبْ والمَنَازِلْ العُلْيَا ولا يَحْصُلْ لهُ شيء، ولا إِمَامَة إِلَّا بِابْتِلَاءْ، ((وأَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً الأنبياء ثُمَّ الأمْثَل فالأمْثَلْ))، ما فِيهْ نَبِيّ مَا ابْتُلِي، ولا إِمَامْ مِنْ أَئِمَّة المُسْلِمين سُهِّلت لَهُ الطُّرُق منذُ أنْ وُلِد إلى أنْ مات، أبَداً، والإمَامَة لا تُنال بالرَّاحة؛ بل لا بُدَّ من التَّعب، ولا بُدَّ من العَنَاء، ولا بُدَّ من الأذى؛ لِأَنَّ لك خُصُوم، فالمُتَعَلِّم يَعْتَرِضُهُ ما يَعْتَرِضُهُ، وقد يَعْتَرِضُهُ أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَيْهِ من الوَالِدين والإخوة والأقارب وما أشْبَه ذلك، المُعلِّم كذلك يَعْتَرِضُهُ من يَعْتَرِضُهُ، وهذا كثير ومُشَاهَدْ على مرِّ العُصُور، إذا كانَ الأنْبِيَاء مَا سَلِمُوا مِنْ هذهِ الاعْتِرَاضَات، فَأَتْبَاعَهُم عَلَى سَنَنِهِمْ ونَهْجِهِمْ؛ ولِذَا يقول: وفي الرُّسْلِ ذِكْرى، يعني تَذَكَّرْ، الرَّسُول -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- لَمَّا دَعا قَوْمَهُ ماذا حصل لهُ؟!، آذوه، ورَمَوْهُ بأبْشَع الأوْصَافْ، وأَدْمَوْا قَدَمَيْه، وكسَرُوا ثَنِيَّتَهُ، وفِي الرُّسْلِ ذِكْرَى فَاقْتَدِهْ بِهِمِ.