{وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت/33] تَدُلُّ على عِزَّة المُسْلِم، وأنَّهُ لا يَسْتَخْفِي بإسْلامِهِ وإيمانِهِ؛ لأنَّهُ قد يتعرَّض لبعض المواقف من يَدْعُو إلى الله ويَعْمَل صَالِحاً، بعض النَّاس يَدْعُوا إلى الله على اسْتِحْيَاء! ويعمل الصَّالح على اسْتِحْيَاء! تَجِدُهُ يَسْتَخْفِي بِأعْمَالِهِ، يَسْتَخْفِي بأقوالِهِ؛ كل هذا مُداراةً ومُجَارَاةً للكُفَّارِ إنْ كانَ بين أظهُرهم، وللفُسَّاقِ إنْ كانَ موجُوداً بينهم! والعِزَّة لا بُدَّ منها، لابُدَّ أنْ يقول: {إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت/33]، لا بُدَّ أنْ يُصَرِّحْ بهذا، وأنَّهُ من أهلِ الاستقامة، ومن أهلِ الخير والفضل وما تَتطلَّبُها هذهِ الاستقامة لا بُدَّ أنْ يجهر بِهِ ويُصرِّح به، لا يَسْتَخْفِي به بين النَّاس، نعم قد يكون في ظرف أو في وقت يخافُ على نفسِهِ من أحد؛ يَتَّقِي في مثل هذا؛ وإلاَّ فالأصْل أنَّهُ مُعتزٌّ بِدِينِهِ، هُناك عمل خَفِي بين الإنسان وبين ربِّهِ، وهُناك عمل لابُدَّ من إظهارِهِ، الدَّعوة ممكن تكون خفاء؟! مسألة الإخلاص لابُدَّ من الخفاء؛ لكنْ قولُهُ من المُسلمين يُضَادْ فِعْل مَنْ يَسْتَخْفِي بِدَعْوَتِهِ أو يَخْجَلْ منها، حتَّى تَجِد بعض طُلَّاب العلم في مجالس العامَّة لا يُصرِّح بِوُجُود مُنْكر! وهذهِ دعوة، لماذا؟! اسْتِحْيَاءً من النَّاس، لا بُدَّ أنْ يكون جَريئاً، يُوَاجِهْ مثل هذهِ الأُمُور، كذلك الدَّاعي، كذلك الذِّي يعمل الأعمال الصَّالحة، تَجِدْ بعض النَّاس ما وده يشاف والله في يوم من الأيَّام يقرأ قرآن أو يُصلِّي زِيادة ركعتين وما أشبه ذلك إذا كان في مُجْتَمَعْ فُسَّاق؛ لأنَّهُم يَرْمُونَهُ بالكلام، وينكتون عليه وكذا، فتَجِدْهُ يَسْتَخْفِي بشيءٍ من هذا ، نقول: لا، لا مفر، لا يخافُ في الله لومة لائم.