حَفِظَ الأَلْفِيَّة وهو يَتَوَضَّأْ!

يقول: مَنْ مِنْ مَشَايِخكم مَنْ حَفِظَ الأَلْفِيَّة وهو يَتَوَضَّأْ؟!

هذا إشكال اسْتَشْكَلَهُ كثير من طُلَّاب العِلْم في شَرِيط الهِمَّة في طلب العلم، ذَكَرْتُ إنَّ بعض الشُّيُوخ حَفِظَ الأَلْفِيَّة وهو يَتَوَضَّأْ! فَتَصَوَّرْ أنَّ هذا الشيخ حَفِظَها في دَقِيقَتين! الوُضُوء يحتاج إلى دَقِيقتِينْ أو ثَلَاث دَقَائِقْ، وهو قد حَفِظَ الأَلْفِيَّة، هذا الكَلَام ليسَ بِصَحِيح! وهو في كُلِّ وُضُوء يَحْفَظْ بِيتْ أو بِيتِينْ؛ إلى أنْ انْتَهَتْ الأَلْفِيَّة! واحِد يصبّ عليهِ الماء، وهو كفيف، هو الشيخ ابن باز، ما هو بسرِّ المسألة! واحِد يصبّ الماء، وواحد يقرأ من الألِفيَّة؛ إلى أنْ حَفِظَ الألْفِيَّة! وهذا مِمَّا يُذْكَرْ في حِفْظِ الوقت، والهِمَّة في طَلَبِ العلم؛ لَكِنْ لا يَرِدْ على بال عاقِلْ أنَّ الأَلْفِيَّة تُحْفَظْ في وُضُوء واحد، يعني يَذْكُر بعض النَّاس، يعني القسطلَّاني في شرح البُخاري ذَكَر أنَّ شَخْصاً قَرَأَ القرآن في أُسبُوع، قلنا هذا جَيِّد في أُسبُوع يقرأ القرآن في سَبِعْ؛ فإذا بِهِ يُريدُ بالأُسبُوع إيش هو؟! الطَّواف!؛ لأنَّهُ قال بعد ذلك وفي رواية في شوط! فَعَرَفْنَا أنَّهُ يُريدُ الأُسْبُوعْ الطَّواف سَبْع مرَّاتْ وقَرَأَ القرآن كامل! هذا لا يُمْكِنْ أنْ يَرِدْ، هذا ليسَ بِصَحيح! المَسْأَلَة مَسْأَلَة اسْتِيعَابْ للوَقْتْ، الأُسْبُوع كم يأخذ؟! يحتاج إلى عشر دقائق! أو رُبع ساعة، وقد يحتاج في بعض الأوقات إلى أكثر أو أقل على حَسَبْ كَثْرَةِ الطَّائِفِينْ، لكن مَنْ يَقْرَأ القرآن في هذا؟! ما يُمْكِنْ، يعني لو قَرَأْ جُزْء نعم، الجُزْءْ يُمْكِنْ أَنْ يُقْرَأْ في عَشْر دقائِقْ، اثنا عشر دقيقة! يُمْكِنْ، ويُقْرَأْ القُرآن في سِتّ ساعات، وَأَحْيَانًا عند بعض المَهَرة خَمْسْ سَاعات؛ لَكِنْ في أُسْبُوع؛ هذا ليسَ بِصحيح.