كان أهل العلم وأئمة المساجد إلى وقت قريب لهم هناية بالعوام، فيلقِّنونهم الضروريَّ من علوم الدين، لاسيَّما ما يتعلق بالعقائد الأصلية، كالأصول الثلاثة، وما يتعلق بكلمة التوحيد، إلا أنَّ هذا الأمر - مع الأسف الشديد - هُجِر منذ أزمان، وأصبح أهل العلم يؤدون بعض ما عليهم في تعليم العلم لأهله ولطلبته، أما عامة الناس فلا تجد من يلتَفِتُ إليهم، إلا في كلمة عابرة، أو موعظة مختصرة تتَّجه إلى القلب؛ من الرقائق ونحوها.
والملاحَظ- للأسف -: أن العلماء لا ينتبهون ولا يلتفتون لمثل هذه الأمور، بل يترُكُونَها لغيرهم، بحُجَّة تفرُّغِهم لكبار العلم، وهذا ليس بسديد؛ لأنَّ العالمَ الرَّبَّانيَّ،- كما في الصحيح، عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما معلَّقًا - هو: «الذي يُربِّي الناسَ بصغارِ العلمِ قَبل كِبارِهِ» [البخاري 1/24]؛ ولهذا على العالم: أن يجعل من وقته قِسْطًا للمبتدئين، وقِسْطًا آخَرَ للمتوسِّطين، ويَخُصُّ طلبة العلم المدرِكين بجُلِّ وقتِه، كما هو معروف.