الكلب نجس العين، وهو نجس وينجِّس ما لاقاه عند جماهير أهل العلم، وفي هذه المسألة المسؤول عنها إذا كان الماء كثيرًا فلم يغيِّر شيئًا من أوصافه لا الطعم ولا اللون ولا الريح فإنه حينئذٍ لا يؤثر فيه، وقد سُئل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن بئر بضاعة، وهي بئر يلقى فيها لحوم الكلاب والمحايض وعَذِرُ الناس، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الماء طهور لا يُنجِّسه شيء» [أبو داود: 67]، وأجمع أهل العلم على أن الماء الكثير من البحار والأنهار إذا وقعتْ فيه النجاسة فلم تغيِّر فيه لونًا ولا طعمًا ولا ريحًا أنه يبقى بحاله، ويُتطهر منه، ذكر ذلك ابن المنذر في كتاب (الإجماع)، وأما بالنسبة إلى القليل -واختلف العلماء في حدِّه- فأكثر أهل العلم على أنه ينجس بمجرد ملاقاة النجاسة، ورأى بعضهم أن حكمه حكم الكثير لا يَنجس إلا إذا تغيَّر، وهذا هو المرجَّح عند جمع من أهل التحقيق كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره.
وعلى كل حال البركة المتصوَّر أنها تحوي ماءً كثيرًا، والغالب أن مثل هذا لا يتغيَّر، فهو باقٍ على طهوريته كماء بئر بضاعة، والله أعلم.