أخذ ابن عمر -رضي الله عنهما- من اللحية مع كونه من رواة حديث الإعفاء

السؤال
ما قولكم فيمن يقول: (إن أولى رجل يُؤخذ منه تفسير الحديث هو راوي الحديث، وابن عمر -رضي الله عنهما- من رواة الحديث)، وأيضًا قولهم: (إن ابن عمر من أشدِّ الصحابة تشدُّدًا في تحرِّي السنة، فهل يُظنُّ أنه يرى من النبي -عليه الصلاة والسلام- الإعفاء الكامل، ويأخذ هو ما زاد عن القبضة؟)؟ أفيدونا.
الجواب

 أولًا: هل ثبت عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه يأخذ ما زاد على القبضة في غير النُّسك؟ لم يثبت عنه، وإنما يأخذ ما زاد على القبضة في النُّسك [البخاري: 5892]، وهذا فهمه لآية الفتح، فإذا حلق شعره وهو يَظنُّ أن الآية لمطلق الجمع، وأنه لا بد أن يجمع بين الحلق والتقصير في النُّسك، فإذا حلق شعره فماذا يُقصِّر؟ ما بقي إلا اللحية، فيجمع بين حلق الرأس، وبين تقصير اللحية؛ ليُطبِّق الآية، هذا فهمه. لكن غيره من أهل العلم فهموا أنها للتنويع والتقسيم، بمعنى (أو)، فإما أن يَحلق، وإما أن يُقصِّر.