الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن تهنئة الكفار في أعيادهم حرام، فإن كان ذلك من باب الإعجاب بهم وبأعيادهم فالأمر أَشدُّ، وهو خطر عظيم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مختصر الفتاوى المصرية) ص517: (ليس للمسلمين أن يُعينوهم على أعيادهم، لا ببيع ما يستعينون به على عيدهم، ولا بإجارة دوابِّهم ليركبوها في عيدهم؛ لأن أعيادهم مما حرَّمه الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ لما فيها من الكفر والفسوق والعصيان. وأما إذا فعل المسلمون معهم أعيادهم، مثل: صبغ البيض، وتحمير دوابِّهم بمُغْرة، وبخور، وتوسيع النفقات، وعمل طعام، فهذا أظهر من أن يحتاج إلى سؤال، بل قد نصَّ طائفة من العلماء من أصحاب أبي حنيفة ومالك على كفر مَن يفعل ذلك، وقال بعضهم: مَن ذبح بطيخة في عيدهم فكأنما ذبح خنزيرًا، ولو تشبَّه المسلم باليهود أو النصارى في شيء من الأمور المختصَّة بهم لنُهي عن ذلك باتِّفاق العلماء، وإن كان أصل ذلك جائزًا) اهـ.
وقال في (مجموع الفتاوى) 25/331: (إذا كان الذبح بمكان كان فيه عيدهم معصية، فكيف بمشاركتهم في نفس العيد؟).
إذا عُلم هذا فالأمر خطير؛ لأن فيه من التشبُّه بهم ما فيه، ومن تشبَّه بقوم فهو منهم، فليحذر المسلم كلَّ الحذر من الفرح بما يسرُّهم، ولو ادَّعى المُهنِّئ أن ذلك من باب المكافأة لهم؛ لتهنئتهم إيَّاه في عيد المسلمين، فإن ذلك لا يجوز أيضًا؛ لأن عيد المسلمين الشرعي حقٌّ، وأعياد الكفار باطل، فلا يُهنأ بباطل، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.