شرح علم التصريف من النقاية (2)

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فسبق الكلام عن الفعل المضارع وأبنيته وفعل الماضي كذلك، واليوم نبدأ بفعل الأمر وهو ثالث الأفعال ويصنف في آخرها وهو مبني من المضارع، يقولون هو مبني من المضارع؛ ولذلك تجدون المضارع إذا اقترنت به لام الأمر صار مثل الأمر، المضارع يخشى وإذا اقترنت به لام الأمر وليخش مثل اخش الذي هو الأمر، ويقولون في الأمر أنه مبني على ما يجزم به مضارعه؛ ولذلك تجد اخشَ بدون ألف حرف العلة أصلها خشي يخشى، فيه حرف علة، الأمر باعتباره مبنيا هنا علام يبنى؟ على ما يجزم به مضارعه، المضارع يخشى إذا أدخلنا عليه لام الأمر أو لم أو غيرها من الجوازم قلت لم يخشَ وليخشَ بحذف حرف العلة، تجزمه بحذف حرف العلة، وتبني الأمر منه على حذف حرف العلة، طيب "إذا لم تستحي فاصنع ما شئت" تستحي مجزوم بلم علامة جزمه فيه ياء، يا إخوان الحديث فيه ياء «تستحي» وإن كانت الترجمة في صحيح البخاري في كتاب الأدب باب إذا لم تستحِ كسرة فاصنع ما شئت والذي في الحديث «إذا لم تستحي» بياء «فاصنع ما شئت» مجزوم فيه لم علامة جزمه..

طالب: ..........

أينه؟ فيه ياء..

طالب: ..........

نعم، بياءين {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي} [سورة البقرة:26] بلغة قريش بياءين حذفت الثانية وبقيت واحدة على لغة قريش، وجاء بها الحديث، البخاري ترجم بلغة تميم على أنه بياء واحدة استحى يستحي، فإذا دخل عليه الجازم صار مثل غيره لم يستحِ إذا لم تستحِ كسرة، قوله "مبني من المضارع" يعني هو مشبه له في حال الجزم وفرع عنه؛ ولذا يقولون مبني من المضارع فيجزم، أو يبنى على ما يجزم به مضارعه، "فإن كان الأمر من ذي همزة" "فإن كان" يعني "الأمر من ذي همزة" يعني مما أول ماضيه همزة قطع أو وصل "فإنه يفتتح به" نحو أكرم تقول من بناء الأمر أكرَم همزة قطع الأمر منه أكْرِم، همزة الوصل في الماضي استخرج وكذلك تكون في الأمر استخرج، "وإن كان من غيره" أي من غير ذي همزة "افتتح بتالي حروف المضارعة" يعني الذي يلي حرف المضارعة، إذا حذفته افتُتح بتالي حروف المضارعة بعد حذفه، إن كان التالي متحركا نحو دحرج يدحرج احذف حرف المضارعة فيكون دحرج، "فإن كان ساكنًا فبالوصل" يقول يعني إن كان متحركا دحرج يدحرج دحرج، وإن كان ساكنًا فبالوصل أي بهمزة الوصل يفتحح، إن كان ساكنا فبالوصل يعني التالي لحرف المضارعة ساكنا كيف يأتي حرف مضارعة وهو ساكن؟ لأنه مسبوق بحرف المضارع مثلا يذهب التالي حرف المضارعة ساكن، إذا حذفت حرف المضارعة وأردت منه الأمر إن كان ساكنا فبالوصل تدخل عليه همزة الوصل؛ لأن الذال ساكنة ولا يمكن الابتداء بها فتدخل للتوصل إلى النطق بفعل الأمر همزة وصل فتقول اذهب "مضمومًا إن تلاه ضم" نحو اخرج "وإلا" بأن تلا حرف المضارعة فتح أو كسر "افتُتح به" لأنه لا  إشكال أن يفتتح بالفتحة والكسرة، جئنا بهمزة الوصل لماذا؟ لنتوصل إلى النطق بفعل الأمر وكان في الأول ساكنا في المضارع ندخل عليه همزة الوصل لنتوصل إلى النطق به لئلا نبدأ بساكن، "وإن تلاه فتح أو كسر افتتح" بالفتح أو الكسر ما فيه إشكال، "مكسورا" نحو اعلم واضرب "وحركةُ ما قبل آخره" أي الأمر كالمضارع فتحا وضما وكسرا "وحركة ما قبل آخره كالمضارع" ما قبل آخره، اذهب ما قبل الآخر يذهب ما قبل الآخر مفتوح، وفي الأمر هو مفتوح ما قبل آخره كالمضارع "فتحا وضما" للضم والكسر ينصر ينصر مضارع الأمر منه انصر، والكسر يضرب ومثله الأمر اضرب، فما قبل الآخر في الأمر مثله في المضارع، ثم بعد هذا المصدر بفعَل بالفتح وفعِل بالكسر حال كونهما متعديين فعَل بالفتح والسكون، مثل ضرب هذا فعل ضربا، وفهِم لفعِل فهْما ابن مالك رحمه الله يقول في ألفيته:

فعْل قياس المصدر المعدى

 

من ذي ثلاثة كردى ردى

يعني المتعدي، المصدر من الثلاثي فعْل مثل الضرب والفهم مصدر ضرب وفهِم سواء كان مفتوح العين أو مكسور العين، وأما اللازم وفعَل اللازم.

وفعَل اللازم مثل قعدا

 

له فعول باطراد كغدا

وأيضا فعِل بالكسر، ولفعل بالفتح حال كونه لازما فعول بالضم كخرج خروجا وكلام ابن مالك واضح.

وفعَل اللازم مثل قعد

 

له فعول..................

قعود.

.........................

 

..............باطراد كغدا

ومثله خرج خروجا، وفعِل بالكسر لازما أيضا لأنا انتهينا من المتعدي سواء كان فعَل أو فعِل مصدره فعْل مثل ضرب ضربا وفهم فهما، اللازم فعَل بالفتح مصدره فعُول كخرج خروجا وغدا غدوًّا.

وفعل اللازم مثل قعد

 

له فعول باطراد كغدا

وفعِل اللازم بالكسر له فعَل بالفتح كفرح فرحًا يقول ابن مالك رحمه الله:

وفعِل اللازم بابه فعَل

 

كفرح وكجَوى وكشَلَل

.......................

 

كفرح وكجوى وكشلل

لأن وزنه فعِل فرِح، وهو لازم وباب مصدره فعَل كفرِح فرَحا وكجوى جوِيَ جوى وشلِل شلَل، الجوى ما معناه؟ الحُب الشديد يقول الشاعر:

ولو أن ما بي من جوى وصبابة

 

على جمل لم يدخل النار كافر

كيف؟!

ولو أن ما بي من جوى وصبابة

 

على جمل لم يدخل النار كافر

ماذا؟!

نعم، الجمل هذا من شدة الجوى والصبابة والعشق ينحل ويستدق حتى يمكنه الدخول في سَم الخياط، وإذا دخل الجمل في سم الخياط دخل أهل النار الجنة شف هذه المبالغة!

ولفعُل بالضم ولا يكون فعُل إلا لازما، عرفنا فعَل وفعِل يكون لازما ويكون متعديا، وأما فعُل فلا يكون إلا لازما بناؤه فُعُولة فعُل فعُولة بضم الفاء: كصعُب صعُوبة، وسهُل سهولة، وعذُب عذُوبة، وفصُح لأن فيه وعذُب عذُوبة كصعب صعوبة وله أيضا بناء على فعالة بفتحهما كجَزُل جَزَالة وفصح فصاحة وضخم ضخامة فعولة.

فعولة فعالة لفعل

 

كسهل الأمر وزيد جزلا

وزيد جزلا فعولة فعالة لفَعُل كسهُل الأمر يعني سهولة وزيد جزلا يعني جزالة، وهذا هو القياس الثابت في مصدر الفعل الثلاثي، وما ورد على خلاف ذلك فليس بمقيس يعني سماعي لا يقاس عليه بل يقتصر فيه على السماع نحو سَخُط سُخْطا سَخُط سُخْطا ورَضِيَ رِضى وذَهَب ذَهَابا، ذَهَب قياس المصدر في فعَل فعْل أو لفعل بالفتح اللازم وفاء ذهب لازم فعول كخرج خروج الأصل أن يقال ذهب ذهوبا ولكن سمع ذهب ذهابا ولا مصدر غيره وشكر شكرا وعظم عظمة يقول ابن مالك:

وما أتى مخالفا لما مضى

 

فبابه النقل كسُخْط ورضى

وما أتى مخالفا لما مضى

 

فبابه النقل كسخط ورضى

سُخْط في مطلع الألفية مذكور في مقدمتها:

وتقتضي رضى بغير سخط

 

فائقة ألفية ابن معطي

ولأفعَل إفعال كأكرم إكرامًا كأكرم إكراما وفعَّل له تفعيل مثل صرَّف تصريف وهذا الفن هو إيش؟ التصريف فعل له تفعيل إن كن صحيحا كفرج تفريجا {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} [سورة النساء:164] ويأتي على فِعَّال فِعَّال يأتي على فِعَّال كذَّب تكذيبا يأتي على فِعَّال {وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّاباً} [سورة النبأ:28] وهو قليل والقياس التكذيب مثل التكليم والتفريج والتصريف، وتَفْعِلَة إن كان معتلا يعني إن كان صحيحا التفعيل وإن كان معتلا التفعلة زكَّى تزكية يقول ابن مالك رحمه الله:

وغير ثلاثة مقيس

 

مصدره كقدس التقديس

وزكه تزكية وأجملا

 

إجمال من تَجَمُّلا تَجَمَّلا

الآن يبحثون الفعل ثم يبحثون له عن مصدر لماذا لا يكون العكس؟

طالب: ..........

الأصل ماذا؟ نحن لا نناقش في السماعي والقياسي هذا شيء ثاني لكن أنتم ترون الآن كل الكلام على الأفعال ثم نبحث عن مصادر صح أو لا؟ لماذا لا يكون العكس نأتي بالمصادر ونأخذ منها أفعال تجدون في كتب اللغة المادة على الفعل ما هي على المصدر صح أو لا؟ لماذا؟ أيهما الأصل المصدر عند البصريين.

.......................

 

وكونه أصلا لهذين انتخب

يعني وكونه يعني المصدر لهذين الفعل والمشتق انتخب هو الأصل فكيف نبني الأصل على الفرع؟ أول ما تبدأ بتصاريف الكلمة تبدأ بالفعل ذهب يذهب ذهابا وإلى آخره ضرب يضرب ضربا يعني هل نقول إن المصدر هو الأصل بمعنى هو أول ما يتكلم به ثم يفرع عنه أو أن هذا مجرد اصطلاح.

طالب: ............

ما هو؟

طالب: ............

نعم لكن البصريين يقولون إن الأصل المصدر أصل جميع المشتقات، عند الكوفيين لا إشكال ولذلك أشكل عليهم القول بأن لفظ الجلالة الله مشتق.

طالب: ............

ما يشتق من فعل هو يشتق بفعل؟ المقصود أشكل عليهم كونه الله جل- وعلا- الله هذه اللفظة كونها مشتقة، كيف يكون الاسم مشتقا ومعروف أن المشتق يرجع إلى أصل، الألوهية هذه الأصل مصدر وألِه يأله إلاهة واشتق منها لفظ الله لأنه المألوه المعبود بحق، ألا يشكل هذا على اصطلاحهم؟ فيه كلمة وجدت قبل لفظ الجلالة عشان يشتق منها؟ قالوا إن هذا مجرد إجراء للقواعد فيه أشياء عند أهل اللغة يمشونها على القواعد لمجرد التمرير، الآن لو نظرت في خلق الله السموات والأرض السموات ما إعرابها؟

طالب: ............

ما هو؟

طالب: ............

مفعول به صح؟

طالب: ............

في تعريفهم للمفعول به هو الذي وقع عليه الفعل، فهل السموات وقع عليها الفعل أو وقع الفعل بها؟ فما تجري على قواعدهم إلا بالتمرير، إقامة إجازة أصلها إقَوَامة أو إقْوَامة على خلاف بينهم إجازة إجَوَازة أو إجْوَازة يقولون تحركت الواو وتُوهُّم انفتاح ما قبلها إجْوازة.

طالب: ............

وش هو؟

طالب: ............

ما أسمعك!

طالب: ............

نعم ساكن كيف يمررونها لأنها ما تقلب ألفا حتى يكون متحركا مفتوحا، قالوا توهم انفتاح ما قبلها بعضهم يفتحهما وأصلها إجَوازة وإقَوامة لكن الأكثر على أنه ساكن، إذا كان ساكنا ما تجري عليه القاعدة ما تقلب الواو ألفا حتى تمرر القاعدة مضبوط، قالوا وتوهم انفتاح ما قبلها فبعض الأمور تمشي انسيابية وبعضهم بالعك بالجر الثقيل مثل هذه الأمور ما وجدوا جوابا؛ لأن لفظ الجلالة على اصطلاحهم وعلى قواعدهم مشتق لكن من يتصور أن هناك شيء قبل الله ليشتق منه اسمه؟ الكوفيون أسمح من البصريين في هذا في اعتماد القواعد، الكوفيون تمشي أمورهم

ما يلتزمون بالقواعد على أنها نصوص منزَّلة، سُمع من العرب كلام كثير فروع لهذه القواعد واستنبطت منها هذه القواعد وقل مثل هذا في قواعد الفقه مثلا، قواعد الحديث، قواعد التفسير، سُمع كلام ثم صنف هذا الكلام وأدرج مجموعة منه تحت قاعدة، استنبط منه قاعدة ومجموعة أخرى استنبط منه قاعدة أخرى، فصارت قواعد الكوفيون مجرد ما يخرج مثال لا يحكمون عليه بالشذوذ، البصريون إذا خرج عن القاعدة مثال ولو كان مسموعا من العرب، له أصل من كلام العرب وصفوه بالشذوذ، "وفعلل له فعللة كدحرج دحرجة" نعود إلى خلق الله السمواتِ والأرضَ هم مشوه على أنه مفعول به وإن كان لا ينطبق عليه تعريف المفعول ما وقع عليه فعل الفاعل وإنما وقع به؛ ولذلكم تجدون في مغني اللبيب لابن هشام ما أعربه مفعولا به، قال: مفعول مطلق، وهناك ردود ومناقشات حول هذا الكلام وأرجعه بعضهم إلى خلافات عقدية، والتطويل في مثل هذا لا يعنينا لكن هذا أصل المسألة، وطالب العلم إذا أثير عنده إشكال يتابع بنفسه، "وفعلل له فعلة كدحرج دحرجة" وفاعل والمفاعلة تكون بين طرفين هذا مطرد أو لا؟ مطرد كل مفاعلة بين طرفين؟ سافر يلزم أن تكون من طرفين؟ طارق النعل؟ "وفاعَل له فعال كقاتل" قتالا وله أيضا مفاعَلة مقاتلة.

فِعْلال أو فعللة لفعللا

 

.........................

من الألفية.

........................

 

واجعل مقيسا ثانيا لا أولا

يقول دحرج دحراجا وقاتل قتالا دحرج دحرجة ودحراجا.

فعلال أو فعللة لفعللا

 

..........................

دحراج ودحرجة فعلال دحراج فعللة دحرجة لفعللا دحرج.

........................

 

واجعل مقيسا ثانيا لا أولا

المقيس الثاني فعللة يعني دحرجة ودحراج ليس بمقيس مسموع سماعي، وفاعل له فعال ومفاعلة، وفاعل له فعال ومفاعلة كقاتل قتالا ومقاتلة وضارب ضرابا ومضاربة وخاصم خصاما ومخاصمة.

لفاعل الفعال والمفاعلة

 

وغير ما مر السماع عادلة

يعني غير ما ذكر من الأوزان هو سماعي يعني غير ما مر من المصادر السابقة فإنه يحفظ سماعي ولا يقاس عليه، "وما أوله همزة لوصل من الماضي فالمصدر له وزنه بكسر ثالثه وزيادة ألف قبل آخره" كاقعَنسس أوله همزة وصل اقعِنساسا بكسر ثالثه، وزيادة ألف قبل آخره واقشعر اقشعرارا، واجتمع اجتماعا، وانقطع انقطاعا، واستخرج استخراجا، واحمرّ احمرارا، "وما أوله تاء وزنه بضم رابعه" يعني مصدره "وما أوله تاء فمصدره بضم رابعه" كتدحرج تدحرجا، بضم رابعه الرابع الراء تدحرجا، وتقاتل تقاتلا، وتكسَّر تكسرا.

 وبعد أن انتهينا من هذه المصادر عندنا اسم المرة واسم الهيئة، المرة بناؤها من غير الثلاثي بتاء تزاد على المصدر انطلق انطلاقة، المصدر انطلاقا، زد عليه تاء انطلاقة، واستخرج استخراجا المصدر زد عليه تاء استخراجة، "ومنه" أي من الثلاثي "إن عري من التاء بفَعْلَة" بالفتح نحو ضرب ضربة "وإن لم يَعْرُ منها" من التاء ثلاثيا أو غير ثلاثي "فبالوصف" كرحِم رحمة واحدة، واستعان استعانة واحدة، لا بد من الوصف لتكون مرة {فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ} [سورة الأنعام:147].

طالب: ............

ما هو؟

طالب: ............

ما به؟

طالب: ............

يقول فإن لم يعْرُ منها من الثلاثي إن عري من التاء بفعْلة نحو ضرب ضربة لكن إذا كان فيه "تاء فإن لم يعر منها ثلاثيا أو غيره فبالوصف" لأن التاء تزاد من أجل الدلالة على الواحد لكن إذا كانت أصلها موجودة فمال الذي يدلنا على أنها مرة الوصف كرحم رحمة واحدة، واستعان استعانة واحدة إلى آخره، وهل كل وصف يفيد المرة؟ لا، الوصف بواحدة فربكم ذو رحمة واسعة فنقول لما وصفناها أفادت المرة؟ لا، "والهيئة من الثلاثي بناؤها بفعلة" بالكسر كجلست جِلسة، وفي البخاري: "وكانت أم الدرداء تجلس في الصلاة جِلسة الرجل وكانت فقيهة" هذه هيئة جلستها، «وإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة» "والهيئة من الثلاثي بناؤها بفعلة بالكسر" كجلست جلست الخطيب ولا تبنى من غير الثلاثي وفَعْلة كما يقول ابن مالك:

وفَعلة لمرة كجَلسة

 

وفِعلة لهيئة كجِلسة

في غير ذي الثلاث بتَّ المرة

 

.....................

يقول ولا تبنى الهيئة من غير الثلاثي ولذا يقول ابن مالك رحمه الله:

وفَعلة لمرة كجَلسة

 

وفِعلة لهيئة كجلسة

في غير ذي الثلاث بت المرة

 

وشذ فيه.....................

يعني في غير ذي الثلاث.

........................

 

...............هيئة كالخمرة

شذ بناء فعلة لاسم الهيئة من غير الثلاثي كقولهم هي حسنة الخمرة وهو حسن العِمَّة، من اختمرت المرأة واعتمَّ الرجل، هو حسن العِمة الآلة بناؤها مِفعَل ومِفعَال ومِفعَلة بكسر أوله وفتح ثالثها بكسر أولها وفتح ثالثها في الأشهر كمِعْوَل، وذكر الشارح مِسوَاك مفعال، مِفعَلة مطرقة، مِفعَل مِعوَل، ومِفعَال مِسوَاك، ومِفعَلة مطرقة، ومن غير الأشهر مِنخَل ومِسعَط ومِدهَن، لماذا صارت من غير الأشهر وهي جارية على مِفعَل منخل ومسعط ومدهن كمِعْوَل لماذا؟

طالب: ............

طيب كيف من غير الأشهر؟ هو قال الآلة بناؤها مِفعَل كمِعوَل ومنخل كيف يصير على غير الأشهر؟ ومن غير الأشهر مطرقة، ومن غير الأشهر منخل ومسعط ومدهن، الآن معول هذا الأشهر وجاري على مِفعَل قياسي لكن غير الأشهر منخل ومسعط ومدهن لماذا؟ يوجد جواب؟

طالب: ............

منخلة المنخل ما هو؟ الغربال مذكَّر.

طالب: ............

ما هو؟

طالب: ............

ما تعرف الشعار ذو المطرقة والمنجل؟ ماهذا؟

طالب: ............

لمن؟ شعار مَن؟

طالب: ............

أحد يأتينا بسبب التفريق بين منخل ومعول؟

طالب: ............

لا، أنا أقول لماذا ذاك هو الأشهر؟ معول أشهر ومنخل من غير الأشهر لماذا فرق بينهما.

طالب: ............

لا لا، أنت ما فهمت قصدي.

طالب: ............

تُراجع يا شيخ؟ خلاص غدا إن شاء الله.

انتهينا من الهيئة والمرة والآلة، المكان: "المكان بناؤه من ثلاثي على مفعَل بفتح أوله والعين إن لم يكن مثالا" ومر المثال بالأمس إن لم يكن مثالا في أوله، نعم إذا كان حرف العلة في أوله صار مثالا مثل وعد إن لم يكن مثالا والمثال معتلُّ فاء الكلمة كوَعَد لماذا؟ لمماثلته الصحيح في عدم التغير هذا ذكرناه بالأمس، إن لم يكن مثالا على مفعَل كمذهَب طيب مُدْخَل ومُخْرَج، مدخل صدق ومخرج صدق لماذا مضموم؟ الأصل مَدخَل نحن نسميه مدخَلا الذي يدخل معه ويخرج منه، مدخَل ومخرَج إن لم يتعد المخرج المعتاد هذا الأصل فيه المكان وذاك مُدخَل ومُخرَج في أي كلام جاء الضم؟ في القرآن ما لنا كلام وهو يقول هنا من ثلاثي على مَفعَل إن لم يكن مثالا.

طالب: ............

دخول المصدر المقصود به المصدر دخول وخروج "وبالكسر للعين إن كان مثالا" المثال معتل الأول معتل الفاء مثل وعد والمكان منه مَوْعِد "ومن غيره" أي من غير الثلاثي بلفظ المفعول ومن غير الثلاثي بلفظ المفعول كمستخرج لمكان الاستخراج اسم مكان مستخرج، طيب المستخرجات على الكتب؟ مستخرج أبي عوانة هذا مكان أو ماذا؟ مكان؟ مستخرج على الصحيح كأبي عوانة ونحوه فاجتنب إلى آخره، المستخرجات معروفة في كتب الحديث هل هو اسم مكان؟ أو هو مكان وضع فيه هذه الأحاديث؟ الكتاب وعاء ومكان وضعت فيه هذه الأحاديث التي استخرجت على الصحيح، بمعنى أن صاحب المستخرج روى المتون التي في الصحيح بأسانيده هو من غير طريق المؤلف، باختصار يعني، والصفات المقصود بها الصفات المشبهة أي بناؤها للفاعل والمفعول من غير الثلاثي يكونان بزنة المضارع، يعني من الثلاثي للفاعل بزنة فاعل، وللمفعول بزنة مفعول من الثلاثي.

طالب: ............

ما هي؟

طالب: ............

ومكان الاجتماع ما يسمى موعدا؟ موعد.. ماذا نقول هنا مكان مشهور؟

طالب: ............

الموعد المسجد موعدكم المسجد..

الصفات أي بناؤها للفاعل والمفعول من غير الثلاثي، أما بالنسبة للثلاثي واضح اسم الفاعل على فاعل واسم المفعول على مفعول ضارب ومضروب من غير الثلاثي يكونان بزنة المضارع وزيادة إبدال أوله ميما مضمومة فيهما، وبكسر متلوِّ الآخر أي ما قبله في اسم الفاعل، تقول دحرج فهو مدحرِج، وفتح ما قبل الآخر بالنسبة لاسم المفعول مدحرَج، وبكسر متلو الآخر أي ما قبله في اسم الفاعل وبفتح في اسم المفعول كمدحرِج ومدحرَج ومتدحرِج ومتدحرَج ومستخرِج ومستخرَج وبناؤهما منه يعني من الثلاثي زنة فاعل في الفاعل، وزنة مفعول في المفعول كضارب ومضروب وكاتب ومكتوب وشاهد ومشهود، لكن لفَعِل فَعِل كذلك وصْفًا كفَرِحَ فهو فَرِحٌ، فَعِل وقد يستغنى بهذه الصيغة عن ياء النسب، فرح فعل من صيغ المبالغة ويوصف بها مع المبالغة ويستغنى بها عن ياء النسب.

لستُ بليلي ولكني نهِر

 

.......................

لست بليلي ولكني نهر

 

لا أدلج الليل ولكن أبتكر

وأفعل كسَوِد فهو أسود، وفعلان كشبع فهو شبعان، هذا فَعِل ولفَعُل بالضم فعْل بالسكون كضخُم فهو ضخْم، وفعيل كجمُل فهو جميل، وهذه الأوزان صفات مشبهة باسم الفاعل. بعد هذا ذكر المؤلف- رحمه الله تعالى- حروف الزيادة وهي عشرة يجمعها قولك سألتمونيها: السين، والهمزة، والتاء، والميم، والواو، والنون، والياء، والنون، والهاء، والألف، فالألف والواو والياء التي هي الحروف اللينة وهي حروف علة هذه الثلاثة تكون زيادة مع أكثر من أصلين، كضارب وعجوز وقضيب ضارب، زيدت فيها الألف؛ لأن أصل المادة ضرب ما فيها ألف، وعجوز الواو زائدة لأنها ليست في الأصل من الحروف الأصلية في فعل، وقضيب هذه هي الياء الألف في ضارب والواو في عجوز والياء في قضيب هذه زوائد لا مع أصلين فقط، تكون مزيدة مع أكثر من أصلين لكن إن كانت مع أصلين فقط ماذا تكون؟ أصلية ما تكون مزيدة كقال وسوط وبيت، نقول ياء زائدة في بيت؟ أو في قال؟ ليست زائدة إنما هي من بنية الكلمة، هذه ثلاثة الألف والواو والياء والرابع الهمزة وتكون زائدة مصدَّرة قبل ثلاثة أصول أو مؤخَّرة بعدها كإصبع وحمراء بخلافها وسطا أو أولا أو آخرا بدون ثلاثة أصول يعني كما تقدم في الحروف الثلاثة، أو أولا بأكثر، والميم الحرف الخامس مما يزاد والميم تكون زائدة مصدرة قبل ثلاثة أصول كمِخدَع، لا في الوسط ولا في الآخر، لا تكون زائدة إلا إذا كانت قبل ثلاثة أصول فتكون قبلها مصدرة بها الكلمة، والنون تكون زائدة بعد ألف زائدة كندمان، ندمان زائدة بعد ألف زائدة، قلنا الألف زائدة لأنها ليست من الندم التي هي أصل الكلمة ندم لا أصلية كرهان النون هذه المادة رهن موجودة في الأصل فليست زائدة، وفي الوسط ساكنة نحو غضنفر اسمًا للأسد لا في الحشو، يعني في أثناء الكلمة غير الوسط كعنبر ما نقول النون زائدة هذه، ولا في الوسط إذا كانت متحركة كغرنيق أو غِرْنَوْق وتكون أي النون زائدة فيما مرَّ من أبنية الفعل، وهو افعَنْلَل وانفعل وبابهما من المضارع والأمر والمصدر والصفات ومضارع التكلم، يعني الأمثلة التي مضت وتقدمت وأمثلة المتكلم أو التكلم ومن معه مطلقا، أمثلة المتكلم، مضارع المتكلم ومن معه مطلقا، يعني الشخص إذا تكلم هو ومن معه يقول نذهب ما يقول أذهب؛ لأنهم جمع، وقد يقولها من باب التعاظم فيتحدث عن نفسه بمفرده بصيغة الجماعة يعظِّم نفسه، وقد يقول الواحد نحن إذا تكلم عن نفسه بصيغة الجماعة إن كان من البشر قد يكون سببه التعظيم أو التعاظم، وقد يكون موقعه لأنه معظَّم عند قومه قد يستشعر ذلك ويقول نحن، والعرب تؤكِّد فعل الواحد بضمير الجمع، هذا موجود، اللفظ في صحيح البخاري في تفسير سورة {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ} [سورة يوسف:2] تؤكد فعل الواحد بضمير الجمع كما ذكر ذلك البخاري في صحيحه، والتاء وهو الحرف السابع مما يزاد من الحروف تكون زائدة في وصف المؤنَّث نحو مسلمة، المذكر مسلم، وإذا أردت أن تصف امرأة مؤنثة فتقول مسلمة، مؤمن مؤمنة، "وما مر من تفعلل وتفاعل وتفعَّل وافتعل وبابها ومضارع المخاطَب" الأبنية هذه كلها تقدمت، تفعَّل: التاء زائدة وتفاعل كذلك، وتفعَّل وافتعل كلها التاء زائدة في وصف المؤنث نحو مسلمة، وتكون أيضا زائدة في الأوزان للأفعال التي ذكرناها، ومضارع المخاطَب إذا كان المتكلم يقول أذهب فهو يخاطب غيره بقوله تذهب والشين أو السين

لأنه سألتموني من أين تأتي الشين..

"والسين تكون زائدة معها" أي التي تقدمت زيادتها في استفعال "في الاستفعال وبابه والغالب أن يراد بها الطلب استشفاء استسقاء والهاء" وهي الحرف التاسع من سألتمونيها "تكون زائدة في الوقف" كلِمَه يسمونها هاء السكت ولم تَرَه {وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ} [سورة القارعة:10] هذه هاء السكت، "واللام تكون زائدة في اسم الإشارة للبعيد كذلك" تقول ما هي كذلك أصلها ذلك لكن الكاف للتمثيل تقول ذاك وإذا أردت أن تشير إلى البعيد تقول ذلك، وقد يكون هذا البعد بعد مكان إذا كان بعيد جدا تقول ذلك، وقد يكون بعد مكانة {ذَلِكَ الْكِتَابُ} [سورة البقرة:2] "وتلك وهنالك وهنالك" عندنا البديل من هنا وهناك وهنالك ثَمَّ وثَمَّتَ البديل عن هنا وهنالك ثَمَّ وثَمَّتَ ثم للبعيد أو للقريب؟ للقريب وثمت زيدت فيه التاء إلى البعيد.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. 

"