شرح علم التصريف من النقاية (3)

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

مر بنا في الدرس الماضي في اسم الآلة: الآلة بناؤها مفعل ومفعال ومفعلة بكسر أولها وفتح ثالثها في الأشهر كمعول ومسواك ومطرقة، ومن غير الأشهر قلنا بالأمس هي غير مشكولة عند المؤلف قلنا منخل ومسعط ومدهن، الشاذ فيما ذكر فيما نقل عن ابن مالك قال ابن منظور المُدهَن بالضم لا غير آلة الدهن وهو أحد ما شذ من هذا الضرب على مفعل، وجه شذوذه أنه بضم الميم لا بكسرها يعني لو كان منخل ومدهن ومسعط كان على الوزن ليس فيه إشكال لكنه يقال مُدهن مُسعط مُنخل بالضم هذا شاذ وهو أحد ما شذ من هذا الضرب على مفعل مما يستعمل من أدوات، والجمع مداهن، وفي تاج العروس: قال المُدهُن بالضم في الأول والثالث فهو على غير القياس كما في معول ومطرقة وغيرها، وأجاز ابن مالك- رحمه الله تعالى- فيهن الكسر لمن نوى العمل بهن وذاك في قوله:

ومن نوى عملا بهن جاز له

 

 

 

فيهن كسر ولا يعبأ بمن عذلا

 

في لامية الأفعال، المقصود أنه تبيَّن وجه التفريق بين المعول والمطرقة والمُدهُن والمُنخل لأنها بالضم والبناء في الأصل بالكسر. في درس اليوم قال- رحمه الله تعالى- "الحذف يطرد في فاء مضارع وأمر ومصدر من المثال" المثال ما هو؟ ما كان أوله حرف علة مثل وعد، تحذف الواو وعد في فاء مضارع بحيث يطرد في فاء مضارع وأمر ومصدر، فتقول في وعد الواو حرف علة يسمى مثالا لأن أوله حرف علة لأن فاءه حرف علة؛ لأن المضارع يعد، حذف حرف العلة أو ما حذف؟ حذف؛ لأن الياء ياء المضارعة ليست مبدلة عن الواو لا، عِد حذفت الفاء التي هي الواو عِدَة فيطرد في فاء مضارع، الأصل يَعِد يوعد وأمر عِدْ ومصدر عِدَة من المثال الذي ذكرناه، ما كان أوله وفاؤه حرف علة، ومثله وَزَن يزِن زِنْ والمصدر زِنَة، يقول: "لوقوعها في المضارع وهي ساكنة بين ياء وكسرة"، الياء يعِد والكسرة على العين تحت العين فإذا وقعت بين الواو بين ياء وكسرة صَعُب النطق بها يَوْعِد فحذفت؛ لأن أصلها وَعَد يَوْعِد ووَزَن يَوْزِن "وحمل عليه الأمر" قلنا فيما سبق أن الأمر محمول على المضارع؛ ولذلك يبنى على ما يجزم به مضارعه، في اخشَ وليخشَ وحُمل عليه الأمر وعوَّض منها الهاء في المصدر، الواو المحذوفة التي هي فاء الكلمة عوض عنها في عدة وزنة الهاء، "وفي همزة أفعل في مضارعه ووصفيه" وهمزة أفعل في مضارعه ووصفيه المراد بهما: اسم الفاعل واسم المفعول كأكرم يكرم نكرم تكرم ، هذه أفعال المضارعَة بحروفها الأربعة أكرم الماضي فيه همزة أين هي في أفعال المضارعة يكرم محذوفة، ونكرم الأصل أن يدخل حرف المضارعة المجموع في قوله "أنيت" يدخل هذا الحرف على جميع الفعل على الفعل كامل، ذهب يذهب أكل يأكل، ما حذفت الهمزة هنا، أكل يأكلُ، أكرم يكرم حذفت الهمزة، لماذا حذفت من يكرم ولم تحذف من يأكل؟ لأنها في أكل أصلية فاء الكلمة، وفي أكرم مزيدة هذا في المضارع، ومكرِم اسم الفاعل ومكرَم اسم المفعول، والأصل في أكرم مضارعه يكون فيه همزتين أأكرِمُ تلتبس بالاستفهام فاستثقل فيه اجتماع الهمزتين فحذفت إحداهما وحمل عليه الباقي طردا للباب؛ لأنه إذا أدخلت على الماضي حروف المضارعة الهمزة ذهب تقول أذهبُ نذهبُ يذهبُ تذهبُ إذا استثقل فيه اجتماع الهمزتين فماذا عن بقية حروف المضارعة؟ تستطيع أن تقول يأذهب تثبت الهمزة مع الياء؟ أنت قلت استثقل فيه اجتماع الهمزتين لكن غير الهمزة من حروف المضارعة التي هي الياء والتاء والنون فحذفت إحداهما يعني الهمزتين وحمل عليه الباقي من حروف المضارعة طردا للباب، وأيضًا مثله "وفي حكمه وصفاه اسم الفاعل واسم المفعول، والحذف أيضًا في أحد مِثْلي ظل ومس وأحس" المِثْلان في ظَلَّ ما هما؟ اللام المشددة عبارة عن حرفين أولهما ساكن ظل هي الظاء المشالَة واللام المشددة عن لامين هؤلاء هما المثلان، يحذف أحد اللامين أحد المثلين، "ومثله مس" السين المشددة عبارة عن سينين أولاهما ساكنة "وأحس" كذلك، طيب إذا حذفت في ظل ماذا تقول ؟

طالب: ............

ماذا تقول؟

طالب: ............

ظِل كذا؟ انتقلنا من شيء آخر.. ظَلْت {ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً} [سورة طـه:97] حذف أحد المثلين {الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً} [سورة طـه:97] هذا على سبيل الوجوب أو الجواز؟

طالب: ............

وجوب؟

طالب: ............

لماذا؟

ظللتُ عندك شاهد على هذا؟

طالب: ............

أنا لا أريد من الزملاء أنا أريد شاهدا من كلام العرب ما سمعت بقول الشاعر:

يا ليتني كنت صبيا مرضَعا

 

 

 

تحملني الذلفاء حولا أكتعا

 

إذا بكيتُ قبلتني أربعا

 

 

إذًا ظللت الدهر أبكي أجمعا

 

بالمسجد تراك!

"مَسَّ وأحسَّ فيحذف أحد المثلين" أحد اللامين "في الأول" في ظل، "وأحد السينين في مس وأحس"، وهل المحذوف الأولى أو الثانية؟ خلاف، "حال كون كلٍّ منها مبنيًّا على السكون بأن أسند إلى ضمير الرفع المتحرك" ظَلْتَ "بأن أسند إلى ضمير الرفع المتحرك مكسورا أوَّل الأوَّلين" أي ظاء ظل، وميم مس، "ومفتوحا" نحو ظَلْت وظِلْت مكسورا ومفتوحا، لك أن تقول ظَلت على الأصل، ولك أن تقول ظِلت ومَست ومِست، والأصل: ظللتَ ومسستَ وأحسستَ "وفي أحد تاءين أول مضارع" ما يجزم بأن المحذوف الأول أو الثاني {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ} [سورة القدر:4] الأصل تتنزل و{نَاراً تَلَظَّى} [سورة الليل:14] الأصل تتلظى "وعلة الحذف في هذه المواضع التخفيف"؛ ولذا جاء قوله- جل وعلا- {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} [سورة القدر:4] {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ} [سورة فصلت:30] يعني تحذف وتثبت، فالحذف من أجل التخفيف والإثبات هو الأصل، وهل المحذوف فيها الأول أو الثاني قولان، والمؤلف لشدة اختصار كتابه وشدة اختصار شرحه أيضا لا يحرر مثل هذه المسائل؛ لأن المقصود اللفظ في الكلمة أن تنطقها صحيحة، وأما العلل فهي لطبقة غير طبقة من أُلِّف لهم الكتاب، والعلماء يؤلِّفون الكتب على طبقات المتعلمين فالمبتدئ لا يتوسعون له في الفن بقدر ما يعطونه القواعد الأساسية، ثم بعد ذلك المتوسط يزيدون له في هذا الفن بعض الأشياء كسائر العلوم، والمنتهي يبسط له كل شيء، فهل تتوقع أن مثل هذا الفن أو مثل هذا المتن أصله في ورقة واحدة تستوعب جميع العلل والشواهد؟ لا، إنما يستوعبها الكتب المطولة؛ لأن في الصرف كتب تبلغ مجلدات، شروح الشافية وشروح الكتب التي أشرنا إليها سابقا، شرح الشافية مطبوع في أربع مجلدات فيه العلل وفيه كل شيء وفيه الشواهد، أما كتب المبتدئين لا يتوسع فيها لأن التوسع يشوِّش عليهم، بعد الحذف الإبدال وأحرفه ثمانية يجمعها قولك "طويت" دائما الهمزة والياء والواو يُبدأ بها، حروف العلة لأن حذفها وزيادتها سهل بخلاف غيرها من الحروف فإنها لا تحذف ولا تبدل ولا تزاد إلا على قلة، فهم يبدؤون بالحروف الثلاثة التي هي حروف العلة، "فتُبدَل الهمزة من ياء إذا تطرَّفت" يعني صارت في طرف الكلمة، "تطرفت بعد ألف زائدة أو وقعت عينًا في اسم فاعل الأجوف"، "تبدل الهمزة من ياء إذا تطرفت بعد ألف زائدة أو وقعت عينا في اسم فاعل الأجوف" الأجوف مثل قال، فقائل تبدل ياء فيقال قايل، هذا الأجوف الذي وسطه حرف علة لأن حرف العلة وقع في جوفه وفي وسطه، "إذا تطرفت بعد ألف زائدة أو وقعت عينا في اسم فاعل الأجوف" نحو رداء والأصل ردايٌ وبائع بالهمزة والأصل بالياء بائع لأنه من البيع، طيب معايش هل يجوز أن يقال معائش ومشايخ؟ هل يجوز أن نقول مشائخ؟

طالب: ............

ما هو؟

طالب: ............

ليس بصحيح..

يجوز؟ تقول مشائخ؟ يجوز همز المشايخ؟

طالب: ............

يجوز همز المشايخ؟

طالب: ............

لمزهم؟!

يقولون لا يجوز، ومعايش ومعائش  هذه فيها معركة بين المفسرين، لو راجعتم المثل السائر لابن الأثير وجدتم الكلام عليها ومن أجازها ومن منعها وشنع في ذلك، وهناك ردود ومقاولات حولها ارجعوا إليها، "ومن واوٍ" كذلك نحو كساء والأصل كساو لأنه من الكسوة وهو واوي، وقائم بالهمز والأصل بالواو من قام يقوم فهو واوي، "وخرج بالتطرف في الأولين نحو يباين ويعاين" لأنها متوسطة "وبتقديم الألف نحو ظبي ودلو وبزيادتهما نحو رأى نحو رأى" لأنها في رأى أصلية، لا تستطيع أن تقول ريى أو روى تلتبس بغيرها فهو ركن في الكلمة، " وتبدل الهمزة أيضا من أول واوين ليست ثانيتهما منقلبة عن ألف فاعل" نحو واصل أصله وواصل بخلاف نحو نعم "وتبدل أيضا من مد جمع مفاعل" كالقلائد والصحائف والعجائز فتقول قلايد وصحايف وعجايز "ومن ثاني حرفي لين اكتنفاه أي مد مفاعل بأن وقع أحدهما قبله والآخر بعده" يعني وقع أحدهما حرفي لين أحدهما قبل الحرف والآخر بعده كأوائل وعيائل..

من يأتي لنا بالأمثلة وجزاه الله خير..

"وتبدل أيضا من مد جمع مفاعل" كالقلائد والصحائف والعجائز "ومن ثاني حرفي لين اكتنفاه أي مد مفاعل بأن وقع أحدهما قبله والآخر بعده كأوائل وعيائل" يعني تبدل الهمزة ياء فيقال أوايل "والياء" هذا الثاني "تبدل من واوٍ في مصدر الأجوف الموزون بفعال" نحو صيام، أصل المادة صاد واو ميم صَ وَ مَ مصدره صيام قلبت الواو ألفا فصارت صام صياما هذا المصدر على وزن فعال، والأصل صِوَام لأن الألف منقلبة عن واو لأن المادة صَ وَ مَ، "وفي جمع اسم معتل العين معلا كان أو ساكنا" نحو ثياب وديار جمع ثوب ودار، الياء تبدل من واو في جمع اسم معتل العين، ثياب جمع ثوب معتل العين بماذا؟ بالواو، ودار معتل العين بالألف، "وفي آخر بعد كسر" نحو رضا أصله رضو لأنه من الرضوان، "وتبدل الياء من ألف إذا تلت كسرة" نحو مصابيح ومُصَيْبِيح جمع مصباح ومصغره، المفرد مصباح، مصابيح الياء هذه أصلها في مفرده ألف قلبت ياء، وأيضا مصيبيح الياء هذه أصلها في مفرده ألف لأنها تلت كسرة كسرة الباء وكسرة الباء الثانية في مصيبيح مصغر المصباح، "والواو تبدل من ألف إذا وقعت بعد ضمة كبُوْيِعَ" يعني بويع بالخلافة أو بويع بصفقة أو شيء من هذا لأنها من بايع أو من البيع؛ لأنها وقعت بعد ضمة لا يمكن النطق بها على أصلها بالياء والضمة موجودة " ومن ياء بعدها ساكنة في مفرد أو متطرفة لام فعل كموقِن" أصلها ميقن بالياء من اليقين والإيقان كموقن، يقول: "ونهْوٌ أو نهَوٌ من اليقين والنُّهَى" وهو كمال العقل «ليلني منكم أولوا الأحلام والنهى» "والألف تُبدل من ياء وواو إذا تحركتا وانفتح ما قبلهما كباع وقال" أصلهما بَيَع وقَوَل، بخلاف البيع والقوْل، باع وقال تحركتا وانفتح ما قبلهما، الألف في باع أصلها ياء، وقال الأولى من البيع والثانية من القول أصلها واو، طيب البيع والقول المصادر بقيت على الأصل، "والميم تبدل من نون ساكنة قبل باء سواء كان من كلمة أو كلمتين نحو انبذ ماانبت" انْبِذْ هذه في كلمة وماانْبَتَّ.

طالب: ................

مثل الإقلاب.

"والتاء تبدل من فاء افتعال والتاء تبدل من فاء افتعال إذا كان ليِّنًا كاتَّسَر والأصل إيتَسَر بخلافه همزًا كائتزر وشذ اتَّزَرَ" يقول بخلافه همزا كائتزر فتبدل بالتاء أو لا تبدل؟ وشذ اتزر في الحديث الصحيح تقول عائشة: "كان يأمرني فأتِّزر" وشذ اتَّزر، يقول المؤلف: تقول كان يأمرني فأتزر الأصل أئتزر، "كان يأمرني فأتزر فيباشرني وأنا حائض" كيف يشذ اتزر؟! الأمر الثاني "في المهموز مؤتزر ومؤتصل ومؤتعد ومؤتسر الأصل مؤتصل" والعلماء يقولون الحديث المتصل ومؤتعد يقلبونها تاء فتكون متَّعِد تدغم بالتاء الثانية، ومؤتسر تصير متسر، في الشافية لابن الحاجب يقول ومؤتعد ومؤتسر لغة الإمام الشافعي.

طالب: ................

ما هو؟

طالب: ................

لا أدري.. أنت منهم؟

طالب: ................

هو قرشي.

طالب: ................

لكن بقاؤها نسبة إلى شخص ما قيل إلى قبيلة، لغة الإمام الشافعي ما قال لغة هذيل لماذا؟ لماذا ما يقولون لغة الإمام أحمد لغة أبي حنيفة لغة كذا؟ لأنه حجة في اللغة، "والطاء تبدل من تائه" يعني تاء الافتعال، "والطاء تبدل من تائه" أي الافتعال "إذا كانت تلو حرف مطبق" يعني بعده، وحروف الإطباق الصاد والضاد والطاء والظاء مصطفى أصلها مصتفى؛ لأن التاء الاصطفاء افتعال فتاء الافتعال هذه قلبت طاء لأنها صارت تلو حرف مطبق وهو الصاد، ومضطر ومطَّعِن ومظطلم مصطلي، الاصطلام معروف؟.

طالب: ................

الاصطلام ما هو؟ اصطلاح عند الصوفية، المقصود أن الاصطفاء أصلها تاء، الطاء أصلها تاء، وكذلك الاضطرار أصلها تاء افتعال، "والدال تبدل منها" أي تاء الافتعال، الادهان أصلها ادتهان افتعال تبدل منها أي تاء الافتعال "إذا كانت تلو دال أو ذال أو زاي" نحو إذدان وازدان وادَّكَر والأصل إدتان وازتان واذتكر من الادكار أصلها تاء افتعال هذه زنتها، ثم بعد هذا الإدغام، "والإدغام إدخال حرف ساكن في مثله متحرك" مثل معرفة أو نكرة؟ هو مضاف إلى الضمير فهل يكتسب التعريف من الإضافة؟

طالب: ................

ما هو؟

طالب: ................

مثله، مثل هذه معرفة أو نكرة؟

طالب: ................

ما تقول؟

طالب: ................

أنا لا أسأل عن حرف الجر هل هو مجرور أو مرفوع؟ لا، مثل إذا أضيفت تكتسب تعريفا أو تكتسب..

طالب: ................

مثل مَن؟

طالب: ................

نعم أعرف المعارف على ما يقول أهل اللغة.

طالب: ................

يقولون لا تكتسب تعريفا لأنها موغلة في الإبهام ولذلك وُصفت بنكرة في مثله متحركٍ، تستطيع أن  تقول في مثله المتحرك لأنك وصفت معرفة؟ لا، قالوا بالجر صفة مثل وإن كان مضافا لأن إضافته لا تفيد تعريفا.

طالب: ................

توجد ألفاظ ما تكتسب تعريفا مهما أضفتها مهما عرفتها مهما ألحقت بها (ال) غير مثلا تقول الغير ما تستفيد الإدغام، قال: "إدخال حرف ساكن في مثله متحرك ويجب" أي الإدغام "عند اجتماع المثلين كردَّ يردُّ وشد يشد وشد يشد" يجب يعني "ما لم يتصل به ضمير رفع متحرك" رد أضف إليها ضمير الرفع المتحرك تستطيع أن تقول: ردْته أو رددته لا بد من الفك فلا يجوز في هذه الصورة الإدغام، "ما لم يتصل به ضمير رفع متحرك فيمنع ويجب الفك بسكون ما قبله" يجب الفك يعني لا يجوز الإدغام إذا كان ما قبله ساكن، "يجب الفك بسكون ما قبله" الآن الإدغام معناه إدغام حرف إدخال حرف ساكن في مثل متحرك ومثاله رد يرد وشد يشد، الآن المُدغَم أحد المثلين في رد أحد الدالين أدغمت الأول منهما ساكن والثاني متحرك، كيف يكون قبله ساكن والأول من المثلين ساكنا؟ إذا كان قبله ساكن فمعناه يجتمع عندنا ساكنان المتقدم الساكن الذي قيل لا بد من وجوده والساكن أول المثلين، فإذا اجتمع عندنا ساكنان امتنع وحينئذ نلجأ إلى الفك لأننا إذا فككنا صار الأول متحركا بدل يرتد يرتدد، الدال المشددة في يرتد عبارة عن حرفين الأول ساكن والثاني متحرك، لكن إذا فككت الإدغام تحرك الساكن، عندنا في الحديث «لن يشادَّ الدين لن يشادَّ الدين أحد إلا غلبه» ينطبق عليه هذا الكلام؟ «لن يشاد الدين أحد إلا غلبه» الآن الألف ماذا عليها؟ الألف ساكنة والدال مشددة والحرف المشدد عبارة عن حرفين الأول ساكن اجتمع عندنا ساكنان او ما اجتمع؟

طالب: ...........

ما هو؟

طالب: ...........

أدغمت قبل أن يجتمعن لو اجتمعن زال الإشكال، يعني ما ينطبق على كلامهم يجب الفك بسكون ما قبله؟

طالب: ...........

لا، ليس يشادد يشادّ مدغم.

طالب: ...........

طيب يوجد إشكال؟ هم يقولون يجب الفك في هذه الصورة لئلا يجتمع ساكنان والحديث «لن يشادّ».

طالب: ...........

لا، الألف ساكنة بلا شك.

طالب: ...........

وتبقى لو مديتها إلى السقف تبقى ساكنة.

طالب: ...........

الآن حينما يقولون ويجب الفك بسكون ما قبله.

طالب: ...........

لغة من؟

طالب: ...........

{يُضَآرَّ} [سورة البقرة:282] في القرآن «يشادّ» في صحيح السنة في البخاري هو مدغم وقبله ساكن، يوجد جواب؟ أخونا الباحث ابحث لنا.

طالب: ...........

{لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ} [سورة البقرة:233] نفس الشيء، يرد على كلامهم هذا وأكيد له جواب تراجع كتب التفسير وإعراب القرآن وأيضا شروح الأحاديث، "بخلاف ضمير الرفع الساكن فيجب معه الإدغام" يعني مع ضمير الرفع المتحرك يجب الفك رددت رددنا رددن يجب الفك "ومع ضمير الرفع الساكن يجب معه الإدغام" ردَّا زيد وعمرو ردَّا على بكر، وردوا ضمير رفع ساكن يجب معه الإدغام ما تقول زيد وعمرو رددا على بكر ولا هؤلاء رددوا على فلان يجب الإدغام حينئذ، "أو بجزم المدغَم فيجوز الإدغام كالفك" يعني يستوي فيه الأمران نحو لم يرد ولم يردد، أو بجزم المدغم فيجوز الإدغام كالفك نحو لم يرد ولم يردد وجاء بهما القرآن، من يرتد ومن يرتدد؛ لأنه مجزوم "فإن لم يفك بأن أدغم" حرك الثاني بالفتح للخفة "فإن لم يفك في حال الجزم" "إن لم يفك" يعني مع الإدغام "بأن أدغم حرك الثاني بالفتح" لم نردَّه، المثال الذي أوردته أمس ذكرناه كلام النووي غيره فإن لم يفك بأن أدغم، يعني الفعل المجزوم إذا حُرِّك إذا أُدغِم لا بد أن يحرك الحرف الثاني بالفتح للخفة «إنا لم نردَّه» ينطبق عليه هذا الكلام «إنا لم نردُّه إليك إلا أنا حرم» وقلنا أن النووي- رحمه الله- يقول يتعين الضم لماذا؟ لأنه متبَع بمضموم ولو أُتبع بضمير مفتوح مبني على الفتح لم نردها قال يُفتَح للإتباع، لكن هنا كلام المؤلف فإن لم يفك بأن أدغم يعني المجزوم حرك بالفتح حرك الثاني بالفتح لم نردَّه "أو بالكسر لالتقاء الساكنين" لكنه هنا متعذر لا يمكن يحرك بالكسر لأن ما بعده مضموم "فإن كان مضموم العين فبالضم أيضًا إتباعًا لها وكذا الأمر يجوز فيه الإدغام والفك وإذا أدغم حُرك بالفتح" لماذا يحرك بالفتح أو بالكسر" مثل ما تقدم حرك بالفتح؟ ما قلنا في المضارع إذا كان مجزوما أدغمنا وكان مجزوما حركناه بالفتح أو بالكسر إذا أمكن، يعني إذا لم يتصل به ما يقتضي منع الكسر ما يمكن أن تقول لم نردِّه لم نردِّه حُرك بالفتح أو بالكسر أو بالضم أيضًا إن كان مضموم الأول. لماذا قالوا "وكذا الأمر" أي يجوز فيه الإدغام والفك، "وإذا أدغم حرك بالفتح أو بالكسر مثل المضارع" قلنا أن الأمر فرع عن المضارع الأمر في الإعراب فرع عن المضارع كأنه مضارع مقرون بلام الأمر فيأخذ أحكامه وروي بالثلاثة قولها:

فغُضَّ الطرف إنك من نمير

 

 

 

فلا كعبا بلغت ولا كلابا

 

غُضَّ حُرك بالفتح أو بالكسر فغضِّ الطرفَ أو بالضم لأن أولها مضموم فغضُّ الطرف لكن أولاها الفتح لماذا؟ لأن الضم يلغي عمل العامل والكسر في أصله لا يدخل الأفعال ولا يستعمل إلا للضرورة عند التقاء الساكنين ولا ضرورة.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم صل وسلم على نبينا محمد.