تعليق على تفسير سورة البقرة (27)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

"قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى:

قوله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} [سورة البقرة:75-77] يقول تعالى أفتطمعون أيها المؤمنون أن يؤمنوا لكم أن ينقاد لكم بالطاعة هؤلاء الفرقة الضالة من اليهود الذين شاهد آباؤهم من الآيات البينات ما شاهدوه ثم قست قلوبهم من بعد ذلك وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه أي يتأولونه على  غير تأويله من بعد ما عقلوه أي فهموه على الجلية ومع هذا يخالفونه على بصيرة وهم يعلمون أنهم مخطئون فيما ذهبوا إليه من تحريفه وتأويله وهذا المقام شبيه بقوله تعالى {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} [سورة المائدة:13] قال محمد بن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال ثم قال الله تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم- ولمن معه من المؤمنين يؤيسهم منهم {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللَّهِ} [سورة البقرة:75] وليس قوله سمعوا التوراة وليس قولهم سمعوا التوراة كلهم قد سمعها ولكنهم الذين سألوا موسى رؤية ربهم فأخذتهم الصاعقة فيها.."

ليسمعوا.. لَيسمعوان لَيسمعون التوراة..

طالب: ..........

وليس قوله..

طالب: ..........

الذي في الآية يسمعون كلام الله وتفسيرها وتأويلها يسمعون التوراة لأن هؤلاء الذين نزل القرآن فيهم ما سمعوا كلام الله إنما سمعوا التوراة ولذلك قال في أول الكلام هؤلاء الفرقة الضالة من اليهود الذين شاهَد آباؤهم ما شاهدوا هم إنما شاهد آباؤهم من الآيات البينات ما شاهدوه ثم قست قلوبهم الذين سمعوا كلام الله على خلاف بين أهل العلم هم السبعون الذين ذهبوا مع موسى الذين اختارهم موسى عليه السلام سمع موسى كلامه وهم سمعوا على قول ومنهم من يقال لم يسمعوا حتى هؤلاء السبعين ما سمعوا ما سمع إلا موسى ولذلك يقال له الكليم أما هم ما سمعوا، سمعوا من موسى سمعوا التوراة من موسى ولهذا لا فرق بينهم وبين آبائهم كلهم ما سمعوا.. وليس قوله يسمعون كلام الله..

طالب: أثبت في هذه النسخة يقول موافق لما في الطبري.. في الحاشية اثنين..

وليس قوله سمعوا التوراة الآية ليست كذا كلهم سمعوا التوراة التوراة بعد نزولها ومجيء موسى بها وقراءته إياها عليهم سمعوا.. وهو الموافق لما في تفسير ابن أبي حاتم وليس قوله يسمعون كلام الله.. هذه الأزهرية في (ز) يعني الأزهرية.. كلام الله سمعوا التوراة وهو الموافق لما في تفسير الطبري ولعله هو الأقرب لأن ما في قوله جل وعلا سمعوا التوراة وليس قوله يسمعون كلام الله..

طالب: سمعوا التوراة..

إن كانت.. لكن التوراة نزلت في ألواح في ألواح لما سمعوا كلام الله إن كان المراد به السبعين الذين اختارهم موسى وذهب بهم فلما سمع كلام الله إن كانوا سمعوا منه وهذا قول لأهل العلم كانوا هم المقصودين بـ يسمعون كلام الله وإن كان المقصود الجميع أو على القول الثاني أنه حتى السبعين ما سمعوا فالمقصود أنهم سمعوا التوراة التي تلاها عليهم موسى عليهم ومن بعده وهم يتلونها أيضًا.

طالب: ............

ما يلزم.

طالب: ............

هذا على قول القول الثاني أنه حتى السبعين ما سمعوا..

"وقال محمد بن إسحاق فيما حدثني بعض أهل العلم أنهم قالوا لموسى يا موسى.."

لحظة.. لحظة..

طالب: ............

نعم كلهم قد سمعها مثل ما نقول المسلمون قرؤوا كتاب الله المسلمون قرؤوا وسمعوا كلام الله يعني بغض النظر عمن هو عامي ما يقرأ ولكنه سمع.

طالب: ............

ما قرأتها.. قرأها قبل النقاش..

طالب: ............

وليس قوله يسمعون كلام الله.. إيه ما الذي عندك أنت؟

طالب: ............

يسمعون كلام الله؟

طالب: ............

أي طبعة التي معك؟

طالب: ............

ابن الجوزي؟

طالب: ............

الذي في النسخة الأزهرية هو هذا وليس قوله يسمعون كلام الله وهي أقدم النسخ أقدم النسخ وهي العرضة الأولى للكتاب ونبهنا على هذا مرارًا وعليها بحروفها طبعة الشعب وهو موجودة هنا.. عطنا الأول منها..

طالب: ............

لا لا لا، فيها قلق وليس قوله يسمعون.. خل نشوف من الأزهرية ماذا يقول؟

طالب: ............

ما الذي معك؟

طالب: ............

أرني إياه لكن الصفحة، لا لا توريني الغلاف الذي يصورون من لبنان كل يوم مطلعين لهم.. هذه الاستقامة طبعة الاستقامة وهي مأخوذة من المطبعة التجارية لمصطفى محمد فيها أوهام أصلها ما أقصد النسخة التي معك هذه صورة رديئة لكنها أصلها جميل وورقها صقيل وهي في الأصل ممتازة لكن فيها أخطاء والطبعات كلها ما تسلم من أخطاء حتى التي ادعي تحقيقها مثل ما مر بكم.

طالب: ............

يعني الطبعة المخدومة إلى حد ما وهي أصح من غيرها طبعة أولاد الشيخ إلى الآن طبعة أولاد الشيخ هي أفضل..

طالب: ............

ما هو؟

طالب: ............

وليس قوله يسمعون كلام الله يسمعون التوراة وفي المخطوط يقول من المصحح وليس قوله يسمعون كلام الله يسمعون التوراة لكن في الأصل في الأزهرية وليس قوله يسمعون كلام الله سمعوا التوراة كلهم قد سمعها ولكنهم الذين سألوا موسى رؤية ربهم فأخذتهم الصاعقة هذه مثل ما نبهنا مأخوذة عن الأزهرية بحروفها ومعتنى بها وممتازة في الجملة لكن هناك إلحاقات مقاطع أدرجها ابن كثير في عرضات لاحقة للكتاب وأضاف عليها أو على تفسيره من التفاسير الأخرى كالقرطبي والرازي والزمخشري وغيرهم من المفسرين ومر بنا مقاطع كل النقول التي عن القرطبي وعن الرازي وعن الزمخشري لا توجد في الأزهرية إنما هي ملحقة ولذلك الذي ينظر إليها وفيها سقط مقطع كامل خمسة أسطر وقد يكون أكثر في مواضع متعددة يقول هذه ينتقدها ويقول نسخة ناقصة ومحرفة ما هو بصحيح هي العرضة الأولى للكتاب.

طالب: ............

ما هو؟

طالب: ............

الذي سيأتي الذي قبله الذي قبله نعم ما الذي فيه هو الكلام الذي في النسخ الأخرى يوافق ما في تفسير ابن أبي حاتم والكلام الذي في الأزهرية يوافق ما في تفسير الطبري على ما ذكر المعلِّق هذا ولكن يبقى أن تفسير الطبري معتنى به ومحقق إذا كان معتمدين نسخة الشيخ محمود شاكر وتفسير ابن أبي حاتم ما هو على هذا المستوى إلا إذا كان المقصود به الرسائل لأنه خرج منه رسالتان حققتا في جامعة أم القرى قديما في مجلدين.

طالب: ............

سم.

طالب: ............

ليس كلهم سمعوا كلام الله الموجودين الذين نزل القرآن بشأنهم ما سمعوا كلام الله يعني المباشر إنما سمعوا كلام الله الذي في التوراة الذي في التوراة الذي قرأوه قرئ عليهم وسمعوه.

طالب: ............

يسمعون كلام الله..

طالب: ............

إيه يعني مباشرة كلهم قد سمعوا.

طالب: ............

لا، على هذا.. لأن الذي يكمل الذي يكمل الكلام ولكن هم الذين سألوا موسى رؤية ربهم فأخذتهم الصاعقة وهؤلاء فيهم قولان منهم من سمع كما سمع موسى ومنهم من لم يسمع وهذا هو المرجَّح وسيجيء كلام حول الكلام حول السماع هذا.

"وقال محمد بن إسحاق فيما حدثني بعض أهل العلم أنهم قالوا لموسى يا موسى قد حيل بيننا وبين رؤية الله تعالى فأسمعنا كلامه حين يكلمك فطلب ذلك موسى إلى ربه تعالى فقال نعم مرهم فليتطهروا وليطهروا ثيابهم ويصوموا ففعلوا ثم خرج بهم حتى أتوا الطور فلما غشيهم الغمام أمرهم موسى أن يسجدوا فوقعوا سجودًا وكلمه ربه فلما سمعوا كلامه.."

فسمعوا.. فسمعوا.. عندنا فسمعوا.. أنت تقول فلما..

فلما سمعوا كلامه..

يأمرهم وينهاهم..

حتى عقلوا..

"فلما سمعوا كلامه يأمرهم وينهاهم حتى عقلوا عنه ما سمعوا ثم انصرف بهم إلى بني إسرائيل فلما جاءهم حرَّف فريق منهم ما أمروا به وقالوا حين قال موسى لبني إسرائيل إن الله قد أمركم بكذا وكذا قال ذلك الفريق الذين ذكرهم الله إنما قال كذا وكذا خلافًا لما قال الله عز وجل لهم فهم الذين عنى الله لرسوله -صلى الله عليه وسلم- وقال السدي {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ} [سورة البقرة:75] قال هي التوراة حرفوها وهذا الذي ذكره السُّدي أعم مما ذكره ابن عباس وابن إسحاق وإن كان قد اختاره ابن جرير لظاهر السياق فإنه ليس يلزم من سماع كلام الله أن يكون منه كما سمعه الكليم موسى بن عمران -عليه الصلاة والسلام-."

لأن الله قد يسمع مباشرة من غير واسطة وقد يسمع بواسطة.

"وقد قال الله تعالى {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ} [سورة التوبة:6] أي مبلَّغًا إليه ولهذا قال قتادة في قوله {ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [سورة البقرة:75] قال هم اليهود كانوا يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه ووعوه وقال مجاهد الذين يحرفونه والذي يكتمونه هم العلماء منهم وقال أبو العالية عمدوا إلى ما أنزل الله في نص كتابهم من نعت محمد -صلى الله عليه وسلم- فحرّفوه عن مواضعه وقال السدي {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [سورة البقرة:75] أي أنهم أذنبوا وقال ابن وهب قال ابن زيد في قوله يسمعون كلام الله ثم يحرفونه قال التوراة التي أنزلها الله عليهم يحرفونها يجعلون الحلال فيها حراما والحرام فيها حلالا والحق فيها باطلا والباطل فيها حقا إذا جاءهم المحق برشوة."

لأن الله جل وعلا لم يتكفل بحفظها وإنما وكل حفظها إليهم ولذلك قال {بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللَّهِ} [سورة المائدة:44] بخلاف القرآن الذي ضمن الله حفظه وتكفل به من أن يزاد فيه أو يُنقَص {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [سورة الحجر:9] وذكرنا قصة اليهودي الذي دعاه يحيى بن أكثم إلى الإسلام فأسلم بعد سنة فيما ذكره البيهقي في دلائل النبوة بعد سنة أسلم فقال له لم تأخرت سنة كاملة قال عمدت إلى التوراة فكتبت منها نسخًا وزدت فيها ونقصت وقدمت وأخرت فعرضتها على الوراقين من اليهود فتخطفوها مني واعتمدوها وصاروا يقرؤونها ثم عمدت إلى الإنجيل فنسخت منه نسخًا كذلك زاد ونقص وقدم وأخر وذهب بها إلى سوق الوراقين من النصارى ففعلوا مثل ما فعل اليهود اشتروها واعتمدوها وصاروا يقرؤونها فعمدت إلى القرآن فغيرت شيئًا يسيرًا لا يكاد يدركه أحد فذهبت به إلى سوق الوراقين من المسلمين فنظروه فرموه في وجهي يقول يحيى بن أكثم فحججت تلك السنة والتقيت بسفيان بن عيينة في مكة وقال يا يحيى هذا منصوص عليه في القرآن اليهود والنصارى استحفظوا وما حفظوا والقرآن حفظه الله جل وعلا وتكفل بحفظه.

"إذا جاءهم المحق برشوة أخرجوا كتاب الله وإذا جاءهم المبطل برشوة أخرجوا له ذلك الكتاب فهو فيه محق وإن جاء أحد يسألهم شيئًا ليس فيه حق ولا رشوة ولا شيء أمروه بالحق فقال الله لهم {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} [سورة البقرة:44] وقوله تعالى {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ} [سورة البقرة:76] الآية قال محمد بن إسحاق حدثنا محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا} [سورة البقرة:14] أي بصاحبكم رسول الله ولكنه إليكم خاصة وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا لا تحدثوا العرب بهذا فإنكم.."

محمد بن أبي محمد شيخ ابن إسحاق هذا مجهول ويتردد كثيرًا في التفسير.

"قالوا لا تحدثوا العرب بهذا فإنكم قد كنتم تستفتحون به عليهم فكان منهم فأنزل الله {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ} [سورة البقرة:76] أي تقرون بأنه نبي."

يقولون آمنا ليتمكنوا من العيش بين المسلمين فيأخذوا أسرارهم وهذا من كيدهم والفائدة الثانية أنهم يقولون آمنا ثم إذا رجعوا إلى قومهم أظهروا كفرهم ومنهم من كان يؤمن أوّل النهار كما أوصاهم أحبارهم ويكفروا آخره ليحدثوا زعزعة وبلبلة بين المسلمين.

"أي تقرون بأنه نبي وقد علمتم أنه قد أُخذ له الميثاق عليكم باتِّباعه وهو يخبرهم أنه النبي الذي كنا ننتظر ونجد في كتابنا اجحدوه ولا تقروا به يقول الله تعالى {أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} [سورة البقرة:77] وقال الضحاك عن ابن عباس يعني المنافقين من اليهود كانوا إذا لقوا أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- قالوا آمنا وقال السدي هؤلاء ناس من اليهود آمنوا ثم نافقوا وكذا قال الربيع بن أنس وقتادة وغير واحد من السلف والخلف حتى قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم فيما رواه ابن وهب عنه كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد قال «لا يدخلن علينا قصبة المدينة إلا مؤمن» فقال رؤساؤهم من أهل الكفر والنفاق اذهبوا فقولوا آمنا واكفروا إذا رجعتم إلينا فكانوا يأتون المدينة بالبُكْر ويرجعون إليهم بعد العصر وقرأ قول الله تعالى {وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [سورة آل عمران:72] وكانوا يقولون إذا دخلوا المدينة نحن مسلمون ليعلموا خبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمره فإذا رجعوا رجعوا إلى الكفر فلما أخبر الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- قطع ذلك عنهم فلم يكونوا يدخلون وكان المؤمنون يظنون أنهم مؤمنون فيقولون أليس قد قال الله لكم كذا وكذا؟ فيقولون بلى فإذا رجعوا إلى قومهم يعني الرؤساء فقالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم الآية."

يعني بما في التوراة من بعثة نبي هذه أوصافه عندكم فكانت النعوت والأوصاف كأنهم يرون النبي -عليه الصلاة والسلام- عيانا ويقال لهم أليس في كتابكم كذا؟ يقولون نعم هذا اعتراف على أنفسهم بما يدينون لذلك قال {أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ} أنكروا لا تعترفوا.

"وقال أبو العالية {أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} يعني بما أنزل عليكم في كتابكم من نعت محمد -صلى الله عليه وسلم- وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ} [سورة البقرة:76] قال كانوا يقولون سيكون نبي فخلا بعضهم إلى بعض فقالوا {أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} [سورة البقرة:76] قول آخر في المراد بالفتح قال ابن جريج حدثني القاسم بن أبي بزة عن مجاهد في قوله تعالى {أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} [سورة البقرة:76] قال قام النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم قريظة تحت حصونهم فقال يا إخوان القردة والخنازير ويا عبدة الطاغوت فقالوا من أخبر بهذا الأمر محمدًا ما خرج هذا الأمر إلا منكم."

هذا القول..

طالب: ............

نعم.

"ما خرج هذا القولُ إلا منكم أتحدثونهم بما فتح الله عليكم بما حكم الله للفتح ليكون لهم حجة عليكم قال ابن جريج عن مجاهد هذا حين أرسل إليهم عليًا فآذوا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- وقال السدي أتحدثونهم بما فتح الله عليكم من العذاب ليحاجُّوكم به عند ربكم هؤلاء ناس من اليهود آمنوا ثم نافقوا فكانوا يحدثون المؤمنين من العرب بما عُذِّبوا به فقال بعضهم لبعض أتحدثونهم بما فتح الله عليكم من العذاب ليقولوا نحن أحب إلى الله منكم."

لأن تحديث المؤمنين بما وقع لليهود من العذاب من قبل اليهود العذاب لا يكون إلا على من خالف فهذا اعتراف منهم بأنهم مخالفون اعتراف ضمني بأنهم مخالفون.

"ليقولوا نحن أحب إلى الله منكم وأكرم على الله منكم وقال عطاء الخراساني {أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} [سورة البقرة:76] يعني بما قضى لكم وعليكم وقال الحسن البصري هؤلاء اليهود كانوا إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قال بعضهم لا تحدثوا أصحاب محمد بما فتح الله عليكم مما في كتابكم ليحاجوكم به عند ربكم فيخصموكم وقوله تعالى {أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} [سورة البقرة:77] قال أبو العالية يعني ما أسروا من كفرهم بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وتكذيبهم به وهم يجدونه مكتوبًا عندهم وكذا قال قتادة وقال الحسن {أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ} [سورة البقرة:77] قال كان ما أسروا أنهم كانوا إذا تولوا عن أصحاب محمد إذا تولوا عن أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- وخلا بعضهم إلى بعض تناهوا أن يخبر أحد منهم أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- بما فتح الله عليهم مما في كتابهم خشية أن يحاجهم أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- بما في كتابهم عند ربهم وما يعلنون يعني حين قالوا لأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- آمنا وكذا قال أبو العالية والربيع وقتادة."

وهذا ديدن أصحاب البدع والأهواء أنهم إذا كان الدليل من الكتاب أو السنة يرد عليهم كتموه ولم يظهروه أو حرّفوه بينما أهل السنة يذكرون الأدلة بنصها وفصها من الكتاب والسنة سواء كانت لهم فيها مستمسك أو كانت ترد عليهم فيرجعون إلى الصواب لأن القصد الحق وليس القصد الانتصار للقول من غير أن يعضده دليل صحيح صريح.

"قوله تعالى {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ} [سورة البقرة:78-79] يقول تعالى {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ} [سورة البقرة:78] أي ومن أهل الكتاب قاله مجاهد والأميون جمع أمي وهو الرجل الذي لا يحسن الكتابة قاله أبو العالية والربيع وقتادة وإبراهيم النخعي وغير واحد وهو ظاهر في قوله تعالى {لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ} [سورة البقرة:78] أي لا يدرون ما فيه ولهذا في صفات النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه الأمي لأنه لم يكن يحسن الكتابة كما قال تعالى {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَّرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [سورة العنكبوت:48] وقال -عليه الصلاة والسلام-.."

الأمي منسوب إلى الأم لأن الأم في الغالب لا تقرأ ولا تكتب هذا الكثير الغالب من أول الأمر إلى وقت قريب وبعضهم ليبرئ هذه الأمة من الأمية وعلى رأسها رسولهم -عليه الصلاة والسلام- يقول منسوبون إلى أم القرى إلى مكة وهذا الكلام باطل وكونه لا يكتب ولا يقرأ كما صرح بذلك -عليه الصلاة والسلام- «إنا أمة أمية لا نقرأ ولا نحسب» وليس بصفة عيب ولا نقص بل هي بالنسبة له صفة كمال لأنه لو كان يقرأ ويكتب لاتهم بأنه قرأ في كتب الأولين وكتب منها ما أراد ولذا لما وقع في قصة الحديبية ما وقع من طلب الكفار أن يمسح رسول الله وتردد علي رضي الله عنه وغيره من الصحابة أخذ القلم ومسح الرسول -عليه الصلاة والسلام- وكتب من محمد بن عبد الله قال الباجي أنه يكتب هذا دليل على أنه ليس بأمي بل يقرأ ويكتب وأهل القرآن ردوا عليه ورموه بالعظائم بسبب ذلك لأنه مخالف لصريح القرآن وكونه كتب -عليه الصلاة والسلام- قال جمع من أهل العلم أنه أمر بالكتابة والآمر كاتب في الحقيقة كما يقال حفر الأمير بئرًا هل يحفر الأمر بئر أو شيء يأمر بحفرها ومنهم من قال أنه من كثرة ما يرى الاسم وهو موجود في خاتمه -عليه الصلاة والسلام- يرسخ في ذهنه ويصوروه سهل يعني من العوام من يكتب اسمه لأنه يراه كثيرًا وفيه واحد يشتغل عند صاحب مواد غذائية لا يقرأ ولا يكتب شاب جاهل لا يقرأ شيئًا فتقدم إلى عمل من الأعمال فقالوا أنت تقرأ قال نعم قالوا اكتب ومير يكتب فلان بن فلان بن فلان رباعي من أحسن ما يكون ما هو اسمه اسم واحد ثاني لأنه موجود على صناديق الشاي وهي قدامه في البضاعة قدامه طيلة اليوم يصور هذه الكتابة فقبلوه على أنه يكتب فالذي يكثر النظر إلى الشيء أو يردد كتابته يتقنه فلا يخرجه -عليه الصلاة والسلام- عن كونه أميا أن كتب اسمه والقول الآخر الذي هو قول أكثر أهل العلم أنه أمر بالكتابة والله المستعان ولذلك الباجي لما قال أنه يكتب رماه أهل العلم بأقوال شديدة جدًا بل بعضهم قال إنه خالف صريح القرآن فكاد أن يخرجه من الإسلام أن يحكم بردته ويشاع الآن بدلاً من أن.. لكل قوم وارث قالوا إنه نسبة إلى أم القرى لا أنه أمي لا يقرأ مع أنه منصوص عليه أنه لا يكتب في القرآن ولا تخطه بيمينك {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ} [سورة العنكبوت:48] لا يقرأ ولا يكتب نص صريح في القرآن والله المستعان.

طالب: ............

ماذا قال؟

طالب: ............

إيه لا.. يشيع بين شباب المسلمين وتبنوه كثير منهم وأرسلوه في الجوالات.

طالب: ............

إيه عندهم عظائم الله المستعان.

"وقال -عليه الصلاة والسلام- «إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا وهكذا» الحديث أي لا نفتقر في عباداتنا ومواقيتها بلا كتاب ولا حساب وقال تبارك وتعالى.."

ويكفينا من ذلك قوله -عليه الصلاة والسلام- في الصيام «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته» ولا أحال على حساب مع أن الحساب موجود في وقته ولذلك الحساب لا يثبت به دخول الشهر ولا خروج الشهر وإنما ثبوته بأمر محسوس يدركه الذي يكتب ويدركه الذي لا يكتب على حد سواء وهو الرؤية.

طالب: ............

لا لا، الأسبوع الجائي كله ما أنا بحاضر.

طالب: ............

ما الذي فيه؟

طالب: ............

تلبيس موجود.

"وقال تبارك وتعالى {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ} [سورة الجمعة:2] وقال ابن جرير نسبت العرب من لا يكتب ولا يخط من الرجال إلى أمه في جهله بالكتاب دون أبيه قال وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه."

لأن المعرفة والعلم في النساء نادر جدًا بينما هو موجود في الرجال لكن على قلة في أول الأمر ثم كثر في الرجال ثم كثر في النساء.

قال وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه قول خلاف هذا وهو ما حدثنا به أبو كريب قال حدثنا عثمان بن سعيد عن بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ} [سورة البقرة:78] قال الأميون قوم لم يصدُقوا.."

يصدِّقوا.

"لم يصدِّقوا رسولاً أرسله الله ولا كتابًا أنزله الله فكتبوا كتابًا بأيديهم ثم قالوا لقوم سفلة جهال هذا من عند الله قال قد أخبر أنهم يكتبون بأيديهم ثم سماهم أميين لجحودهم كتاب الله ورسله ثم قال ابن جرير.."

هذا هذا بعيد جدًا ومخالف لما عليه عامة أهل العلم.

"ثم قال ابن جرير وهذا التأويل تأويل على خلاف ما يعرف من كلام العرب المستفيض بينهم وذلك أن الأمي عند العرب الذي لا يكتب قلتُ ثم في صحة هذا عن ابن عباس بهذا الإسناد نظر والله أعلم وقوله تعالى {إِلاَّ أَمَانِيَّ} [سورة البقرة:78] قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال إلا أماني إلا أحاديث وقال الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى {إِلاَّ أَمَانِيَّ} [سورة البقرة:78] يقول إلا قولاً يقولون بأفواههم كذبًا وقال مجاهد إلا كذبًا وقال سنيد عن حجاج عن ابن جريج عن مجاهد {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ} [سورة البقرة:78] قال أنا من يهود.."

أناس أناس من اليهود قال أناس من اليهود..

"قال أناس من يهود لم يكونوا يعلمون من الكتاب شيئًا وكانوا يتكلمون بالظن بغير ما في كتاب الله ويقولون هو من الكتاب أماني يتمنونها وعن الحسن البصري نحوه وقال أبو العالية والربيع وقتادة {إِلاَّ أَمَانِيَّ} [سورة البقرة:78] يتمنون على الله ما ليس لهم وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم {إِلاَّ أَمَانِيَّ} [سورة البقرة:78] قال تمنوا فقالوا نحن من أهل الكتاب وليسوا منهم قال ابن جرير والأشبه بالصواب قول الضحاك عن ابن عباس وقول مجاهد.."

وقال وقال.. وقال مجاهد..

"وقال مجاهد إن الأميين الذين وصفهم الله تعالى أنهم لا يفقهون من الكتاب الذي أنزله الله تعالى على موسى الذين أنزله الله على موسى شيئًا ولكنهم يتخرصون الكذب ويتخرصون الأباطيل كذبًا وزورًا والتمني في هذا الموضع هو تخلق الكذب وتخرصه ومنه الخبر المروي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ما تغنيت ولا تمنيت يعني ما تخرصت الباطل ولا اختلقت الكذب."

رضي الله عنه وأرضاه.

طالب: ............

والأشبه بالصواب قول الضحاك..

طالب: ............

يعني الأشبه بالصواب هذا وهذا، لكن هل هما متفقان؟ قول الضحاك ومجاهد.

طالب: ............

متقاربة إذًا هو قول مجاهد.. قول الضحاك عن ابن عباس وقول مجاهد..

طالب: ............

ماذا يقول؟

طالب: في نسخة وقال في (ز) وقال في (ن) والمثبت وقول..

عطف على الضحاك.

"وقيل المراد بقوله إلا أماني بالتشديد والتخفيف أيضًا أي إلا تلاوة فعلى هذا يكون استثناء منقطعا واستشهدوا على ذلك بقوله تعالى {إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى} [سورة الحـج:52] أي تلا {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} [سورة الحـج:52] الآية وقال كعب بن مالك الشاعر:

تمنى كتاب الله أول ليله
 

 

 وآخر لاقى حمام المقادر
 

وقال آخر: تمنى كتاب.."

يعني يقرؤون الكتاب مجرد قراءة من غير فهم ولا تدبر ولا عمل.

طالب: ............

مجرد قراءة سواء كان من ظهر قلب أو من مصحف.

طالب: ............

أين؟

طالب: ............

تمنى هذا التمني.. أين؟

طالب: ............

والله أدركنا أناس أميين لا يقرؤون ولا يكتبون ويقرؤون من المصحف أدركناهم بكثرة بكثرة كانوا موجودين بكثرة أجدادنا كلهم كذا كل أجدادنا كذا.

طالب: ............

عاد.. ما.. ولا يقرأ.. بعد العجم يقرؤونه ولا يقرؤون غيره يحفظونه ولا ينطقون بغيره.

طالب: ............

يحفظ ويقرأ وما عنده مشكلة ويقرأ من المصحف هذا من الإعجاز.

"وقال آخر:

تمنى كتاب الله آخر ليله
 

 

 تمني داود الكتاب على رسل
 

وقال محمد بن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس {لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} [سورة البقرة:78] أي ولا يدرون ما فيه وهم يجدون نبوتك بالظن."

يجدون.. النسخ الأخرى..

طالب: ............

لكن كيف يجحدون بالظن؟!

طالب: ............

ما تجيء! نسخ ثانية.. يجحدون؟

طالب: ............

ما الذي معك؟

طالب: ............

ابن الجوزي؟

طالب: ............

يجحدون نبوتك بالظن المعنى ما هو مستقيم.

طالب: ............

أولاد الشيخ من هي معه؟

طالب: ............

يجحدون، خله احتمال.

"وقال مجاهد {وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} [سورة البقرة:78] يكذبون وقال قتادة وأبو العالية والربيع يظنون بالله الظنون بغير الحق وقوله تعالى {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً} [سورة البقرة:79] الآية هؤلاء صنف آخر من اليهود وهم الدعاة إلى الضلال بالزور والكذب على الله وأكل أموال الناس بالباطل والويل الهلاك والدمار وهي كلمة مشهورة في اللغة وقال سفيان الثوري."

قال بعضهم الويل واد في جنهم وعلى كل حال هي كلمة وعيد.

"وقال سفيان الثوري عن زياد بن فيَّاض سمعت أبا عياض يقول ويل صديد في أصل جهنم وقال عطاء بن يسار الويل واد في جهنم لو سُيرت فيه الجبال لماعت وقال ابن أبي حاتم حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال أخبرنا ابن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال «ويل واد في جهنم يهوي به الكافر أربعين خريفًا قبل أن يبلغ قعره» ورواه الترمذي عن عبد بن حميد عن الحسن بن موسى عن ابن لهيعة عن درّاج به وقال.."

طالب: ............

بقية النسخ.

طالب: ............

أنا عندي عبد الرحمن لكن المقصود عبد عبد من شيوخ الترمذي.

"عن عبد بن حميد عن الحسن بن موسى عن ابن لهيعة عن دراج به وقال هذا حديث غريب."

دراج أبو السمح ضعيف كما هو معروف.

"وقال هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة قلتُ لم ينفرد به ابن لهيعة كما ترى ولكن الآفة ممن بعده ممن بعده وهذا الحديث بهذا الإسناد مرفوع منكر والله أعلم وقال ابن جرير حدثنا المثنى قال حدثنا إبراهيم بن عبد السلام بن صالح القشيري قال حدثنا.."

ابن عبد السلام قال حدثنا صالح.. حدثنا إبراهيم بن عبد السلام قال حدثنا صالح..

يقول في نون وهو خطأ فاحش.

خطأ؟ نعم.

"قال حدثنا علي بن جرير عن حمّاد بن سلمة عن عبد الحميد بن جعفر عن كنانة العدوي عن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- {فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ} [سورة البقرة:79] قال الويل جبل في النار وهو الذي أنزل في اليهود لأنهم حرفوا التوراة زادوا فيها ما أحبوا ومحوا منها ما يكرهون ومحوا اسم محمد -صلى الله عليه وسلم- من التوراة ولذلك غضب الله عليهم فرفع بعض التوراة فقال تعالى {فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ} [سورة البقرة:79] وهذا غريب أيضًا جدًا وعن ابن عباس الويل المشقة من العذاب وقال الخليل بن أحمد الويل شدة الشر وقال سيبويه.."

طالب: ............

وعن ابن عباس أن الويل..

طالب: ............

ما الذي عندك يا شيخ؟

طالب: ............

{لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً} [سورة البقرة:79] قد يقول قائل إذا كان الثمن كثير هل يسوغ للعالِم أن يحرِّف أو لأي كان من يهود أو غيرهم حتى من هذه الأمة ممن يحرفون الكَلِم اتباعًا لرغبات السلاطين أو رجاء لعطائهم ولو كان ثمن كثير قوله قليل لأن الدنيا كلها لا شيء بالنسبة للآخرة «وركعتا الصبح خير من الدنيا وما فيها» مهما أخذ بمقابل هذا فهو قليل لو أخذ جميع ما على الأرض من ذهب وفضة وعروض وقصور وغيرها كلها قليلة بالنسبة لما ارتكبه.

طالب: ............

ما هو؟

طالب: ............

ما الذي فيه؟

طالب: ............

هو إذا كان الثمن قليل خلاص ينطبق عليهم الكلام لكن قد يقول قائل هل يخرج من ذلك من أخذ ثمن كثير ما يدخل في الوعيد؟ يدخل لأن كل الدنيا لا شيء بالنسبة للآخرة.

"وقال الخليل بن أحمد الويل شدة الشر وقال سيبويه ويل لمن وقع في الهلكة وويح لمن أشرف عليها وقال الأصمعي الويل تفجع والويح ترحم وقال غيره الويل الحزن."

لحظة.. لحظة.. الويل تفجع أو توجع؟

تفجع.

تفجُّع، والويح؟

ترحم.

لأنها مكررة ويل.

"وقال الخليل وفي معنى ويل وويح وويس وويه وويك وويت ومنهم من فرق بينها.."

ويب ويب بالباء.

الأخيرة بالباء حطها بالتاء.

ويب.

الأخيرة.

إيه الأخيرة بعد ويك ويب.

"وقال بعض النحاة إنما جاز الابتداء بها وهي نكرة لأن فيها معنى الدعاء ومنهم من جوز نصبها لمعنى ألزمهم ويلا قلت لكن لم يقرأ بذلك أحد وعن عكرمة عن ابن عباس {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ} [سورة البقرة:79] قال هم أحبار اليهود وكذا قال سعيد عن قتادة هو اليهود وقال وكيع في تفسيره حدثنا سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن علقمة سألت ابن عباس رضي الله عنه عن قوله تعالى {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ} [سورة البقرة:79] قال نزلت في المشركين وأهل الكتاب وقال السدي كان ناس من اليهود كتبوا كتابًا من عندهم يبيعونه من العرب ويحدثونهم أنه من عند الله فيأخذوا به ثمنًا قليلاً وقال الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس أنه قال يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتاب الله الذي أنزله على كتاب أحدث أخبار الله تقرؤونه غضا لم يَشِب.."

يُشَب.

"تقرؤونه غضا لم يُشَب وقد حدثكم الله تعالى أن أهل الكتاب قد بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنًا قليلاً أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم ولا والله ما رأينا منهم أحدًا قط سألكم عن الذي أنزل عليكم رواه البخاري."

النبي -عليه الصلاة والسلام- لما رأى الرقعة في يد عمر رضي الله عنه من التوراة غضب غضبًا شديدًا قال «أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟! والله لو كان موسى حيًا لما وسعه إلا اتباعي» غضب ولذلك يُحرم أهل العلم النظر في التوراة والإنجيل كما يحرم النظر في كتب البدع التي تؤثر على عقيدة المسلم والسخاوي له كتاب نقل فيه الإجماع على تحريم النظر في التوراة والإنجيل وسماه الأصل الأصيل في تحريم النقل من التوراة والإنجيل قد يقول قائل أن من أهل العلم من تصدى للرد عليهم فأخذ من كتبهم ما يمكن أن يرد عليه كشيخ الإسلام ابن تيمية أخذ من كتبهم من التوراة والإنجيل والجواب الصحيح فيه نصوص منهما لا بأس الذي يريد أن يرد وهو أهل لذلك ولا يخشى عليه من التأثر قد تكون المصلحة في مثل هذا راجحة فيجاز له ذلك.

طالب: ............

لكن ما هو من كتبهم مباشرة اسمعوا وحدثوا من غير نظر في كتبهم.

طالب: ............

كذلك.

"رواه البخاري من طرق عن الزهري وقال الحسن بن أبي الحسن البصري الثمن القليل الدنيا بحذافيرها وقوله تعالى {فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ} [سورة البقرة:79] أي فويل لهم مما كتبوا بأيديهم من الكتاب والبهتان والافتراء."

من الكذب.. من الكذب والبهتان.

"مما كتبوا بأيديهم من الكذب والبهتان والافتراء.."

ما الذي عندك؟

الكذب.

عندكم من الكتاب؟

الكذب الكذب يا شيخ..

مما كتبوا بأيديهم من الكذب والبهتان والافتراء.

"فويل لهم مما كتبوا بأيديهم من الكذب والبهتان والافتراء وويل لهم مما أكلوا به من السحت كما قال الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنه فويل لهم يقول فالعذاب عليهم من الذي كتبوا بأيديهم من ذلك الكذب وويل لهم مما يكسبون يقول مما يأكلون به الناس السفلة وغيرهم."

اللهم صل على محمد...

طالب: الأسبوع القادم..

ما فيه شيء الأسبوع القادم.