الاستغفار قول: أستغفر الله، والسين والتاء للطلب، يعني أطلب من الله أن يغفر لي، أو أطلب مغفرة الله لي، فهذا دعاء بطلب المغفرة من الله -جل وعلا-، فلا شك أنه دعاء، ومما يدل على ذلك ما جاء من حديث شدَّاد بن أوس في (البخاري) وغيره في حديث سيد الاستغفار أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» [البخاري: 6306]، (اغفر لي) دعاء هذا، وهو سيد الاستغفار، ونعود إلى السين والتاء وأنها للطلب، يعني طلب المغفرة، يقول: النبي -عليه الصلاة والسلام- في سيد الاستغفار «من قالها من النهار موقنًا بها، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة»، وعلى كل حال الاستغفار طلب المغفرة فهو دعاء.
والمقصود بـ(موقن بها): لا تردد عنده، مؤمن بها، موقن بما رتب عليها.