تعليق على تفسير سورة البقرة (40)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين،

في هذا اليوم المبارك تستأنف الدروس بعد انقطاع طويل تخلله ظروف انتقال من مكان إلى مكان في.. مكان الدروس، وفي مكان السكن استدعى ذلك إلى التأخر هذه المدة الطويلة.

وفي هذا اليوم نستأنف هذه الدروس، وإن كان حصل هناك تغيير في أوقات الدروس كما لا يخفى، فكان التفسير في آخر الأيام، والفقه في أولها؛ فنظرًا لشرف التفسير؛ لتعلقه بكلام الله -جل وعلا- اقتضى بعد التشاور مع الإخوان أن يكون هو الأول، يليه ما له علاقة بكلامه -عليه الصلاة والسلام- الحديث جعلناه في اليوم الثاني، والعقيدة المستنبطة منهما صارت في اليوم الثالث، والفقه رغم أهميته ومسيس الحاجة إليه، لكنه أقل شأنًا ومرتبة ومنزلة مما يتعلق بكلام الله وكلام رسوله -عليه الصلاة والسلام-.

 فجرى على هذا ترتيب الجدول وواجه قبولًا من كثير من الطلاب، وإن كنا لم نستطع أن نستطلع آراء الإخوة كلهم، والعادة جرت أننا لو استفتينا ما نخرج بنتيجة في الغالب؛ لأن كل واحد من الإخوان له رأيه، وله ارتباطاته، وله التزاماته، وترتيب أموره على الوقت الذي يراه هو، لكن العبرة في المصلحة العامة، والحمد لله، يعني الحضور لا بأس به، مما يدل على أن هناك تجاوبًا من الإخوة وتخطي بعض الصعوبات التي يذكرها بعضهم، والذي لا يستطيع الحضور هناك الوسائل الأخرى التي يتمكن بواسطتها من سماع الدرس، وحتى المشارَكة والمساهمة من خلال هذه الوسائل يستطيع أن يطرح سؤاله ويُقرأ ويجاب عليه، والذي لا يستطيع في الوقت نفسه يستدرك ذلك لاحقًا، هناك أيضًا أشرطة ووسائل أخرى يمكن أن تعوض من فاته شيء من ذلك، والله المستعان.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين،

قال الإمام ابن كثير -رحمه الله تعالى-:

"قوله تعالى: {وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [سورة البقرة:116-117] اشتملت هذه الآية الكريمة، والتي تليها على الرد على النصارى عليهم لعائن الله، وكذا من أشبههم من اليهود ومن مشركي العرب من جعل الملائكة بنات الله."

ممن..

ممن؟

"ممن جعل الملائكة بنات الله، فأكذب الله جميعهم في دعواهم وقولهم: إن لله ولدًا، فقال تعالى: {سُبْحَانَهُ} [سورة البقرة:116] أي تعالى وتقدس وتنزه عن ذلك علوًا كبيرًا، {بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [سورة البقرة:116] أي ليس الأمر كما افتروا، وإنما له ملك السموات والأرض ومن فيهن، وهو المتصرف فيهم، وهو خالقهم ورازقهم ومقدرهم ومسخرهم ومسيرهم ومصرفهم كما يشاء، والجميع عبيد له وملك له، فكيف يكون له ولد منهم، والولد إنما يكون متولَّدًا من الشيئين متناسبين..؟"

من شيئين متناسبين.. من شيئين متناسبين..

"والولد إنما يكون متولَّدًا من شيئين متناسبين. وهو تبارك وتعالى ليس له نظير ولا مشارِك في عظمته وكبريائه ولا صاحبة له، فكيف يكون له ولد كما قال تعالى: {بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [سورة الأنعام:101]؟

وقال تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً} [سورة مريم:88-95].

وقال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} [سورة الإخلاص:1-4]، فقرر تعالى في هذه الآيات الكريمة أنه السيد العظيم الذي.."

في مطلع كلام المؤلف -رحمه الله تعالى- في تفسير الآية الأولى قال: اشتملت هذه الآية والتي تليها الرد على النصارى، الرد على النصارى، النصارى قالوا: المسيح ابن الله، فزعموا أن له ولدًا، وكذلك اليهود قالوا: عزير ابن الله، والعرب المشركون قالوا: الملائكة بنات الله، فكلهم اشتركوا في نسبة الولد إلى الله، والضمير في قالوا يحتملهم جميعًا وينطبق عليهم جميعًا، فما الذي دعا المؤلف -رحمه الله تعالى- أن يقول: إن الآية اشتملت على الرد على النصارى عليهم لعائن الله وكذا من أشبههم يعني بالإلحاق لا بالأصالة.

الآية أصالة نزلت للرد على النصارى، ويشبههم في هذا من ادعى الولد لله -جل وعلا- من اليهود ومشركي العرب، لو أن اليهود والمشركين جاؤوا بعد نزول الآية يعني وجدوا بعد نزول الآية لكان الكلام متجهًا، لكن مادامت الطوائف كلها قبل نزول الآية فما المانع أن تنزل الآية للرد عليهم جميعًا في آن واحد وعلى مستوى واحد، ما يقال: نزلت للرد على النصارى فقط، وإنما نزلت للرد على من ادعى الولد لله -جل وعلا- من جميع الطوائف، ويظهر مَن صرَّح بذلك كاليهود والنصارى ومشركي العرب كما تقدم.

وليست الآية في سياق تقدمه ذكر للنصارى أو تأخر عنه ذكر لهم، لكن هذا النصارى نعم صرحوا بأن لله ولدًا، وهو المسيح، لكن غيرهم صرَّح بنفس المستوى بأن لله ولدًا، كالعزير عند اليهود، والملائكة عند مشركي العرب.

طالب: ........

النسبة واحدة {قَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ} [سورة التوبة:30].

طالب: ........

على التعدد، على التثليث.

طالب: ........

الكلام في هذه النسبة لله -جل وعلا- هم فيها على مستوى واحد.

"فقرر تعالى في هذه الآيات الكريمة أنه السيد العظيم الذي لا نظير له ولا شبيه له، وأن جميع الأشياء غيره مخلوقة له مربوبة، فكيف يكون له منها ولد، ولهذا قال البخاري في تفسير هذه الآية من البقرة: حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبي الحسين قال: حدثنا نافع بن جبير- هو ابن مطعم- عن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله تعالى: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فيزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان، وأما شتمه إياي فقوله إن لي ولدًا، فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولدًا»، انفرد به البخاري من هذا الوجه.

وقال ابن مردويه: حدثنا أحمد بن كامل قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال: حدثنا إسحاق بن محمد الفروي قال: حدثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يقول الله تعالى: كذبني ابن آدم ولم ينبغِ له أن يكذبني، وشتمني ولم ينبغِ له أن يشتمني، أما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدًا، وأنا الله الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد»."

عندك لم أم ما.. ينبغي؟

ولم.

في الموضعين؟

نعم.... ولم..

ولم في الموضعين؟

نعم.

وهي عاملة عندك في الموضعين أو..؟

نعم.

في الموضعين.. ماذا عندك؟

طالب: ..........

أشار إلى ماذا؟

طالب: ..........

عندك أولاد الشيخ؟

طالب: ..........

أنا عندي لكن ما فيه إشارات.

ماذا يقول؟

طالب: ..........

نعم هذا الكلام، أنا ما عندي شيء من هذا فيه وما..، لكن الذي في الصحيح في الحديث قال: عزاه إلى ابن مردويه، وهو في الصحيح.

مخرَّج عندك؟

طالب: أخرجه البخاري، نعم.

نعم هو في البخاري كسابقه.. إن تيسر مراجعته في الصحيحين.. نعم..

المعنى واحد، يعني هو نفي في الموضعين، لكن كونه عاملة في موضع وغير عاملة في موضع آخر هذا محل الإشكال.

طالب: ..........

كيف؟

طالب: ..........

لا، هو لعل الحافظ ابن كثير -رحمه الله- اعتمد على رواية ابن مردويه، وغفل عما في الصحيح؛ لأنه نسبه إليه، ولو تفطن لرواية الصحيح ما نسبه إلى ابن مردويه.

"وفي الصحيحين عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله إنهم يجعلون له ولدًا وهو يرزقهم ويعافيهم» وقوله تعالى: {كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ} [سورة البقرة:116] قال ابن أبي حاتَم.."

حاتِم.

"قال ابن أبي حاتِم: حدثنا أبو سعيد الأشج قال: حدثنا أسباط عن مطرِّف عن عطية عن ابن عباس قال: قانتين: مصلين. وقال عكرمة.."

قانتون؟

قانتين.

قانتون عندك قانتين؟

طالب: ..........

قانتين بالياء، لكن الآية؟ هو يفسر الآية، وليس في قبلها في الخبر ما يقتضي النصب قانتون، على كل حال قانتين ما لها وجه، لكن التفسير بمصلين حتى عندي الأصل: مصلون قانتون مصلون، والقنوت له معانٍ في النصوص نظمها الحافظ العراقي -رحمه الله- بلغت حدود عشرة أو سبعة أو ثمانية ما أدري كم بالضبط، بعيد العهد، ونقلها عنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري، فمن القنوت الصلاة، ومنها طول القيام، ومنها الخضوع والخشوع إلى غير ذلك من المعاني التي ذكرت في تفسير القنوت.

"وقال عكرمة وأبو مالك: {كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ} [سورة البقرة:116] مقرون بالعبودية، وقال سعيد بن جبير: {كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ} [سورة البقرة:116] يقول: الإخلاص. وقال الربيع بن أنس يقول: {كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ} [سورة البقرة:116] يقول: قائم يوم القيامة. وقال السدي: {كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ} [سورة البقرة:116] يقول: مطيعون يوم القيامة. وقال خصيف عن مجاهد: {كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ} [سورة البقرة:116] قال: مطيعون كن إنسانًا فكان، وقال: كن حمارًا فكان.

وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد: {كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ} [سورة البقرة:116] مطيعون يقول: طاعة الكافر في سجود ظله وهو كاره، وهذا القول عن مجاهد، وهو اختيار ابن جرير يجمع الأقوال كلها، وهو أن القنوت والطاعة والاستكانة إلى الله وذلك شرعي وقدري كما قال تعالى: {ولله يسجد من في السموات والأرض طوعًا وكرهًا وظلالهم بالغدو والآصال}. وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ".

فسجود المطيع شرعي، وسجود غير المطيع العاصي الكافر قدري، ولذلك جاء في الخبر: أن طاعة الكافر في سجوده في سجود ظله، هو لم يستجب لأن يسجد، لم يسجد لما أمر به، لم يأتمر بما أمر به من السجود، فسجد ظله، وهذا من أجل قوله -جل وعلا-: {ولله يسجد من في السموات والأرض} [" 13/15] القائل: الكافر ما يسجد، الكافر ما يسجد نقول: يسجد، كل له قانتون، ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض يعني من العقلاء ومن غير العقلاء، والله لما أمر السموات والأرض قالتا أتينا طائعين، وهي جمادات، فكيف بمن يعقل، ولكن يأتي من يأتي من أمر بالسجود فلم يسجد يوم القيامة كما في سورة القلم، وفيها..

طالب: . {يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ}

فلا يستطيعون {يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ} [سورة القلم:42] يكون الظهر طبقًا، لا يستطيعون معه السجود لماذا؟ لأنه لم يسجد، وهذا يدل على أنه لم يستجب في الدنيا فلم يستطع في الآخرة، وأمور الصلاة بفروعها من قيام وطوله وهو القنوت وركوع وسجود وما ترتب عليها من ثواب عظيم وفوائد في الدنيا قبل الآخرة، شخص يشكو من ألم في ظهره، فذهب إلى مستشفى في بلاد الكفر وقالوا له: علاجك في الركوع الصحيح، في الركوع الصحيح، وآخر يشكو من آلام في أنفه فقيل له: علاجك في الاستنشاق الصحيح، هذا يقوله كفار ليسوا بمسلمين، والمسلم يستهين بهذه الأمور، ولا يؤديها على ما أوجب الله عليه، تجد حتى من بعض طلاب العلم من يتهاون في الركوع، وقد يتهاون في الاستنشاق، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا، فهذه فوائد ملموسة في الدنيا قبل الآخرة، فكيف بالأجور المرتَّبة على هذه الصلاة يوم القيامة؟

وبضد ذلك من ترك الصلاة أو تهاون فيها الوعيد الشديد عليه، وما كان الناس يتصورون أن مسلمًا يشهد أن لا إله إلا الله ويترك الصلاة، يترك الصلاة وهو مسلم دعوى هذه ليست بصحيحة، حتى إن من علماء المغرب من قال: إن الخلاف في حكم تارك الصلاة هو نظري وليس بعملي ولا حقيقة له، إذ لا يتصور أن يوجد مسلم يترك الصلاة، وجعل القول في حكم تارك الصلاة والخلاف فيه من باب الافتراض كما يقال في الفرائض: هلك هالك عن ألف جدة، افتراض من أجل أن يعود الطلاب على قسمة المواريث وإلا ما فيه أحد يهلك عن ألف جدة.

كان الناس يستغربون أن يوجد في أقطار المسلمين من لا يصلي، ويستغربون إذا سئلوا عن شخص عنده في بيته ابن يتأخر عن صلاة الفجر أو عن صلاة الجماعة، وكانوا يفتون بأن يطرد مثل هذا الولد من البيت؛ لأنهم ما هم مستوعبين مثل هذه الأمور؛ لندرتها، أما الآن والمشتكى إلى الله -جل وعلا- تساهل الناس في أمر الصلاة، وانتشرت الأقوال التي تخفف من حكم صلاة الجماعة، فصاروا يتساهلون، وقد يوجد ذلك من بعض طلاب العلم مع الأسف، فكثر في بيوت المسلمين من يتهاون في الصلاة، ولما اشتد الأمر وعظمت المصيبة وعمت البلوى تغيرت الفتوى؛ نظرًا لما يحيط بذلك من ظروف تكون الآثار عليها أسوأ من مسألة طرده من البيت.

أقول: يترتب على طرده من البيت أمور، وكان الشاب إذا طرد من بيت أهله إذا غابت الشمس رجع إليهم، والآن إذا غابت الشمس تلقفه ألف شيطان، ووقع في أمور، بل من عظائم الأمور مما يتعدى ضرره، فصارت مسألة تسديد ومقاربة وارتكاب أخف الضررين كما هو مقرَّر في الشرع، فالفتوى على أنه لا يطرد من البيت مع استمرار نصحه وتوجيهه والتشديد عليه إذا اقتضى الأمر ذلك، والله المستعان.

طالب: ..........

لعموم: ولله يسجد {وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً} [سورة الرعد:15].

طالب: ..........

وكثير من الناس، هذا فيه نوع تخصيص أن بعضهم لا يسجد، لكن السجود الشرعي، أما السجود القدري فكلهم يسجدون.

طالب: ..........

وهو أن القنوت هو الطاعة.

طالب: ..........

لا لا، هو هو هو الطاعة والاستكانة إلى الله، وهو شرع وقدري.. إلى آخره.

"وقد ورد حديث فيه بيان القنوت في القرآن ما هو المراد به كما قال ابن أبي حاتم: حدثنا يونس.."

ورد أم روي؟

قال.. كما قال..

لا، وقد ورد حديث فيه.. أو روي حديث..

ورد.

روي؛ لأن الحديث ضعيف، فاللائق به روي بصغية التمريض.

حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث أن دراجًا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «كل حرف من القرآن يذكر فيه القنوت فهو الطاعة»، وكذلك رواه الإمام أحمد عن حسن بن موسى عن ابن لهيعة عن دراج بإسناده مثله."

والحديث في طريقيه مداره على دراج أبي السمح، وهو مضعف عند عامة أهل العلم.

"ولكن هذا الإسناد ضعيف لا يعتمد عليه، ورفع هذا الحديث منكَر، وقد يكون من كلام الصحابي أو مَن دونه، والله أعلم، وكثيرًا ما يأتي في هذا الإسناد تفاسير فيها نكارة، فلا يغتر بها، فإن السند ضعيف، والله أعلم.

وقوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [سورة البقرة:117] أي خالقهما على غير مثال سبق، قاله مجاهد والسدي، وهو مقتضى اللغة، ومنه يقال للشيء المحدَث: بدعة كما جاء في صحيح مسلم: «فإن كل محدثة بدعة»."

يعني حقيقة البدعة في لغة العرب ما عمل على غير مثال سابق، ما عمل على غير مثال سابق، هذه البدعة في لغة العرب، وفي الشرع ما عمل مما يتقرب به إلى الله -جل وعلا- مما لم يسبق له شرعية من كتاب ولا سنة، فما عمل على غير مثال سابق بدعة فاعلها مبتدع، والله بديع السموات والأرض يعني مبدعهما على غير مثال سبق.

"والبدعة على قسمين تارة تكون بدعة شرعية كقوله: «فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة»، وتارة تكون بدعة لغوية كقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عن جمعه إياهم على صلاة التراويح واستمرارهم: نعمتُ البدعةُ هذه.."

نعمتِ.

"نعمتُ البدعةِ هذه، وقال ابن جرير: بديع السموات.."

نعمت الأصل في التاء أنها ماذا؟ ساكنة، ونظرًا لالتقاء الساكنين تحرك بالكسر.

كلام الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- هو ما قاله كثير من أهل العلم منهم شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في اقتضاء الصراط المستقيم في توجيه كلام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- عمر قال في صلاة التراويح: نعمت البدعة، والرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول: «كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» قالوا: المراد بالحديث البدعة الشرعية، وفي كلام عمر البدعة اللغوية، فإذا أردنا أن نجري الحد اللغوي على جمع عمر -رضي الله عنه- الصحابة على إمام واحد في صلاة التراويح هل تنطبق عليها البدعة اللغوية ما عمل على غير مثال سابق؟ لا، ما ينطبق لماذا؟ لأن لها مثالاً سبق منه -عليه الصلاة والسلام- فقد صلى النبي -عليه الصلاة والسلام- صلاة الليل في رمضان جماعة في المسجد ليلتين أو ثلاثة وتركها -عليه الصلاة والسلام- لا رغبة عنها ولا نسخًا لها، وإنما خشية أن تُفرَض، فشرعيتها باقية، وتركها خشية أن تفرض، عمر -رضي الله عنه- لما أمن مما خشيه النبي -عليه الصلاة والسلام- أعادها، فلا تكون بدعة لا لغوية؛ لأنها عملت على مثال سبق، ولا شرعية؛ لأن النبي- عليه الصلاة والسلام- فعلها، فتقدم لها دليل من فعله -عليه الصلاة والسلام- فليست ببدعة.

طالب: ..........

ماذا؟

طالب: ..........

المقصود أنها وجدت ولم ينكرها، صلوا خلفه ولم ينكر عليهم، هل أنكر عليهم؟ ما أنكر عليهم، لكن في الليلة الثانية أو الثالثة ما خرج إليهم، وبين السبب؛ خشية أن تفرض عليهم.

من الشراح لاسيما ممن عاشوا في الأوساط التي فيها تشيُّع من أساء إلى عمر -رضي الله عنه- قال: والبدعة بدعة ولو كانت من عمر قالوا: هذا لا شك أن هذه إساءة.

عمر -رضي الله عنه- أحد الخلفاء الراشدين المهديين الذين أمرنا بالاقتداء بهم، وأحد الاثنين الذين قال فيهم النبي -عليه الصلاة والسلام-: «اقتدوا باللذَين من بعدي أبي بكر وعمر»، فلا يمكن أن يقال في حقه مثل هذا الكلام، فإذا سن شيئًا فهو سنة، «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي»، وعلى هذا التراويح ليست ببدعة لا شرعية ولا لغوية، فنحتاج إلى توجيه قول عمر: نعمت البدعة.

طالب: ..........

نعم مشاكلة، المشاكلة والمجانسة في التعبير معروف ومطروق في لغة العرب، وفي النصوص {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} [سورة الشورى:40] يعني معاقبة الجاني سيئة؟ لا، لكن من باب المجانسة والمشاكلة في التعبير، وإلا فحسنة معاقبة الجاني.

قالوا اقترح شيئًا نجد لك طبخه
 

 

" قلت اطبخوا لي جبة وقميصًا
 

هذه مشاكلة.

والمشاكلة كما قرره العلماء في كتب البديع ما يلزم أن تكون ملفوظة، يجوز أن تكون لفظًا أو تقديرًا، يعني كأن قائلاً قال لعمر: ابتدعت يا عمر لما خرج إليهم وهم يصلون صلاة التراويح ورآهم وقال: نعمت البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل منها، يعني صلاة آخر الليل، كأن قائلاً قال له: ابتدعت يا عمر، فقال: نعمت البدعة، فيكون من باب المشاكلة.

"وقال ابن جرير: {بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [سورة البقرة:117] مبدعهما، وإنما هو مفعل فصرف إلى فعيل كما صرف المؤلم إلى الأليم، والمسمع إلى السميع، ومعنى المبدع: المنشئ والمحدث ما لا يسبقه إلى إنشاء مثله وإحداثه أحد، قال: ولذلك سمي المبتدع في الدين مبتدعًا؛ لإحداثه فيه ما لم يَسبق إليه غيره، وكذلك كل محدث قولاً أو فعلاً لم يتقدم فيه متقدم فإن العرب تسميه مبتدعًا، ومن ذلك قول أعشى بني ثعلبة في مدح هوذة بن علي الحنفي:

يرعى إلى قول سادات الرجال إذا
 

 

 أبدوا له الحزم أو ما شاءه ابتدعا
 

أي يحدث ما شاء قال ابن جرير: فمعنى الكلام: سبحان الله أنى يكون لله ولد.."

أول البيت..

أنى يكون لله..

أول البيت يدعى أم يرعى؟

يرعى..

طالب: ..........

ماذا؟

طالب: ..........

يعني يصغي ويستمع أو ما شاءه ابتدعا هذا هو الشاهد من البيت، وهو أنه إما أن يستمع لكلام غيره وينقله أو ينشئ من تلقاء نفسه.

"قال ابن جرير: فمعنى الكلام سبحان الله أنى يكون لله ولد وهو مالك ما في السموات والأرض تشهد له جميعها بدلالتها عليه بالوحدانية وتقر له.."

تشهد له جميعها..

"بدلالتها عليه بالوحدانية."

وفي كل شيء له آية
 

 

 تدل على أنه واحد
 

"وتقر له بالطاعة وهو بارئها وخالقها وموجدها من غير أصل ولا مثال احتذاها عليه، وهذا إعلام من الله عباده أن ممن يشهد له بذلك المسيح الذي أضافوا إلى الله بنوته، وإخبار منه لهم أن الذي ابتدع السموات والأرض من غير أصل وعلى غير مثال هو الذي ابتدع المسيح عيسى من غير والد بقدرته، وهذا من ابن جرير -رحمه الله- كلام جيد، وعبارة صحيحة. وقوله تعالى: {وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [سورة البقرة:117]."

التنصيص على المسيح هنا هو تبعًا لما ابتدأ به من أن المراد بالآية الرد على النصارى، ولا شك أن الكلام الأخير صحيح.

المسيح يتبرأ كما في آخر سورة المائدة {أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ} [سورة المائدة:116].

" يبين بذلك تعالى كمال قدرته وعظيم سلطانه، وأنه إذا قدر أمرًا وأراد كونه فإنما يقول له: كن أي مرة واحدة فيكون، أي فيوجد على وفق ما أراد كما قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [سورة يــس:82].

وقال تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [سورة النحل:40].

وقال تعالى: {وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} [سورة القمر:50].

وقال الشاعر:

إذا ما أراد الله أمرًا فإنما
 

 

 يقول له كن قولة فيكون
 

ونبه تعالى بذلك أيضًا على أنه خلق عيسى بكلمة كن، فكان كما أمره الله، قال الله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [سورة آل عمران:59] قوله تعالى.."

المشابهة بين خلق عيسى لخلق آدم -عليهما السلام- أن السنة الربانية في الخلق أن يوجد شيء بين شيئين من ذكر وأنثى {إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى} [سورة الحجرات:13] هذا الأصل، هذا الأصل والمطرد في خلقه -جل وعلا- للمخلوقات، لكن آدم خلق من تراب بلا أب ولا أم، وعيسى عليه يشبهه من وجه، وهو أنه خلق من دون أب، فوجه الشبه أنهما خلقا من غير أب، وإن كان لعيسى -عليه السلام- أم وهي مريم بنت عمران {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ} [سورة آل عمران:59] يعني الذين استنكروا من اليهود أن يوجَد ولد بلا أب..

الآن الحمل أو الحَبَل عند المرأة من دون زوج من علامات الزنا أو كان الحَبَل أو الاعتراف في كلام عمر -رضي الله عنه- علامة الزنا، استدل اليهود بهذه العلامة، فالله -جل وعلا- برَّأ مريم وبيَّن لهم أنكم إن استغربتم واستنكرتم وجود ولد بلا أب، فهناك ما هو أشد من ذلك فهو آدم الذي خُلِق من دون أم ولا أب، فهذا وجه المشابهة بين عيسى -عليه السلام- وبين آدم.

"قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [سورة البقرة:118].

قال محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة وسعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رافع بن حُرَيملة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا محمد إن كنت رسولاً من الله كما تقول فقل لله فيكلمنا حتى نسمع كلامه، فأنزل الله في ذلك من قوله: {وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ} [سورة البقرة:118]."

هذا الإسناد تكرر كثيرًا عند ابن إسحاق وعند الطبري في تفسيره، وفي التفاسير المسنَدة التي لم يشترط فيها الصحة، ولكن كما قالوا: محمد بن أبي محمد مجهول، وكل ما يروى بهذا الإسناد ضعيف.

تفضَّل.

"وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ} [سورة البقرة:118] قال: النصارى تقوله، وهو اختيار ابن جرير قال: لأن السياق فيهم، وفي ذلك نظر."

عندك: وقال ابن أبي نجيح؟ عندك؟

طالب: ..........

قال مجاهد مباشرة..

عن مجاهد..

وقال مجاهد: وقال الذين لا يعلمون..

عن مجاهد في قوله..

فيه قبلها شيء؟

طالب: ..........

ابن أبي نجيح.

طالب: ..........

يعني ابن أبي نجيح يرويه عن مجاهد.. هذا ما هو عندنا.

"وحكى القرطبي {لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللَّهُ} [سورة البقرة:118] أي يخاطبنا بنبوتك يا محمد قلت: وهو ظاهر السياق، والله أعلم، وقال أبو العالية والربيع بن أنس وقتادة والسدي في تفسير هذه الآية: هذا قول كفار العرب {كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ} [سورة البقرة:118] قالوا: هم اليهود والنصارى، ويؤيد هذا القول وأن قائلين ذلك هم مشركو العرب.

وقوله تعالى: {وَإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ} [سورة الأنعام:124]، وقوله تعالى: {وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً} [سورة الإسراء:90-93].

وقوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوّاً كَبِيراً} [سورة الفرقان:21]، وقوله تعالى: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفاً مُّنَشَّرَةً} [سورة المدثر:52] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على كفر مشركي العرب وعتوهم وعنادهم وسؤالهم ما لا حاجة لهم به، إنما هو الكفر والمعاندة كما قال مَن قبلهم من الأمم الخالية من أهل الكتابين وغيرهم كما قال تعالى: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً} [سورة النساء:153] وقال تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [سورة البقرة:55]."

اختاره ابن جرير في أن الآية نزلت في النصارى أو في شأنهم، اختاره ابن جرير هذا وما اختاره القرطبي أنها في مشركي العرب؛ لأنهم هم الذين واجهوا النبي -عليه الصلاة والسلام- بذلك.

والذي يظهر- والله أعلم- أن الآية أعم من ذلك في كل من طلب هذا الطلب سواء كان من اليهود أو من النصارى أو من مشركي العرب؛ لأن الآية: {وقال الذين لا يعلمون}، والذين من صيغ العموم، الموصول من صيغ العموم، فيشمل اليهود والنصارى ومشركي العرب وكل من قال: لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية، فهو داخل فيها؛ لأن المؤلف -رحمه الله- ابن كثير أيَّد واستظهر ما حكاه القرطبي أن يخاطِبنا بنبوتك يا محمد.. لكن هل هذا يختص بمشركي العرب؟ حتى على هذا القول ما يمكن أن يقول اليهود: لولا يكلمنا.. أن يخاطبنا بنبوتك يا محمد وهم في وقته وعصره؟

فالآية أعم من أن تكون في اليهود أو في النصارى أو في مشركي العرب، بل هي في كل من قال هذا الكلام.

طالب: ..........

نعم هذا السياق، لكن العرب يعلمون؟ نفس الشيء كلهم لا يعلمون، كل من قال هذا الكلام ولو كان من أحفظ الناس وأعلم الناس لا يعلم، وكل من عصى الله -جل وعلا- فهو جاهل، كل من عصى فهو جاهل ولو عرف الحكم بدليله، صحيح أو ما هو بصحيح {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ} [سورة النساء:17].

يعني الذي يعرف الحكم بدليله ما له توبة؟ له توبة، لكن لما عصى وهو يعرف الحكم دل على جهله؛ لأن العلم ما نفع، وهذا علمه لم ينتفع به فهو جاهل.

طالب: ..........

ماذا يقول؟

طالب: ..........

ماذا؟

طالب: ..........

أين؟

طالب: ..........

في أثناء الكلام.

طالب: ..........

قلت: وهو ظاهر السياق، والله أعلم.

طالب: ظاهر السياق أعم.

قلت: وهو ظاهر السياق، هذا الذي عندنا.

طالب: لكن الذي عند أبي عبد الله: وظاهر السياق أعم.

ماذا؟

طالب: يقول: وظاهر السياق أعم.

وعندك يا شيخ.

طالب: عندي: قلت وهو ظاهر السياق.

مثل الذي عندنا، وهو ظاهر السياق إذا كان.. من أي نسخة هذا الذي عندك؟

طالب: السلامة.

السلامة، لكن السلامة علام اعتمد؟ ما الذي اعتمد عليه السلامة؟

طالب: ما أدري ما ذكر شيئًا.

طبعة الشعب موجودة مع أحد؟

طالب: ..........

نعم معنا أولاد الشيخ، معي ماذا يقول؟

طالب: ..........

نعم نفسه، لكن طبعة الشعب.

طالب: ..........

نأتي بنسخة من طبعة الشعب؛ لأنها بحروفها منقول من أقدم النسخ الموجودة من تفسير ابن كثير، بل ابن كثير أضاف أشياء ليست موجودة فيها؛ لأنها عرضة أولى للكتاب؛ لأنها مأخوذة عن النسخة الأزهرية، فنحضر نسخة، إن شاء الله منها.

طالب: ..........

نعم.

طالب: ..........

قبلهم من الأمم الماضية من الأمم السابقة قبل اليهود والنصارى.

طالب: ..........

ماذا؟

طالب: ..........

نعم، لكن الأمم السابقة على اليهود والنصارى يمكن قالوا مثل هذا أو أشد.

على كل حال العموم ظاهر، العموم ظاهر.

"وقوله تعالى: {تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ} [سورة البقرة:118] أي أشبهت قلوب مشركي العرب قلوب من تقدمهم في الكفر والعناد والعتو، كما قال تعالى: {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ } [سورة الذاريات:52-53].

 وقوله تعالى: {قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [سورة البقرة:118] أي قد أوضحنا الآيات على صدق الرسل بما لا يحتاج معها إلى سؤال آخر وزيادة أخرى لمن أيقن وصدق واتبع الرسل وفهم ما جاؤوا به عن الله تبارك وتعالى، وأما من ختم الله على قلبه وسمعه، وجعل على بصره غشاوة فأولئك قال الله فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ} [سورة يونس:96-97]."

البيان من النبي -عليه الصلاة والسلام- لما أنزل الله عليه قد تم ولم يبق لأحد أي عذر، لكن المسألة فيمن كُتبت له السعادة، ومن كتبت عليه الشقاوة {وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ} [سورة يونس:101] {قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [سورة البقرة:118].

أهل اليقين والإيمان والتصديق هؤلاء استفادوا من هذا البيان، وأما الذين لا يوقنون ما تغني عنهم النذر، ولا ينفعهم البيان، ومن حقت عليه كلمة العذاب لا يستفيد من المواعظ ولا من النذر، والتاريخ شاهد بحيث تجري السنن الكونية وهم في الأصل عندهم شيء من الاتباع، لكن إذا أراد الله أن يمضي أمره ختم على قلوبهم، ولم يستفيدوا مما عندهم من علم، بحيث يذكر المؤرخون في الدول التي تعاقبت في تاريخ الإسلام ممن حل عليهم من المثلات والعقوبات ما حل بهم، أنهم بين يديهم الكتاب والسنة وأهل العلم يبينون ويعظون ويوجهون، ومع ذلك إذا أراد الله شيئًا يسَّر أسبابه، يعني دولة من الدول بل من أعظم الدول، العدو على الأبواب، ويقذف بالمنجنيق بحيث يصل إلى موضع وموقع الخليفة، تصل إليه القذائف، ومع ذلك القينة تغني، والساقي يسقي، {وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ} [سورة يونس:101].

الله -جل وعلا- يقول عن أهل النار إذا مسهم العذاب يقول -جل وعلا-: {وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ} [سورة الأنعام:28] فيه شيء أعظم من هذا؟!

"قوله تعالى: {إنا أرسلناك بالحق بشيرًا ونذيرًا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم} [سورة البقرة:119].

 قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الفزاري عن شيبان النحوي قال: أخبرني قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أُنزِلت علي {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً} [سورة البقرة:119] قال: بشيرًا بالجنة ونذيرًا من النار».

وقوله: {وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ} [سورة البقرة:119].."

الحديث فيه الفزاري عبد الرحمن بن محمد وهو ضعيف، وإن كان المعنى صحيحًا، بشيرًا بالجنة ونذيرًا من النار، نسأل الله العافية.

"وقوله: {وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ} [سورة البقرة:119] قراءة أكثرهم: ولا تُسأل بضم التاء على الخبر، وهي قراءة أبي بن كعب، وما تسأل، وفي قراءة ابن مسعود: ولن تسأل عن أصحاب الجحيم، نقلها ابن جرير، أي لا نسألك عن كفر من كفر بك كقوله: {إِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} [سورة الرعد:40]، وكقوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} [سورة الغاشية:21-22]، وكقوله تعالى: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} [سورة ق:45] وأشباه ذلك من الآيات.."

وهذا الأمر يقلق منه الكثير جدًّا، ويسألون عنه؛ نظرًأ لما ابتلوا به في بيوتهم من أولاد ونساء ممن خرجوا وتمردوا عن طاعة أهليهم، فتجد الأب يتقطع أسى ويحترق لما يرى من مخالفات ظاهرة من أولاده، ويرجو لهم الخير ويدلهم عليه، ويحثهم عليه، وينهاهم عن الشر، ويحذرهم منه، ومع ذلك لا يفيد فيهم، ولا يزدجرون، ولا يرعوون، فتجده يكاد ييأس من حرصه على هدايتهم.

الله -جل وعلا- يقول لنبيه -عليه الصلاة والسلام-: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [سورة القصص:56] ما عليك إلا البلاغ، ما عليك إلا البلاغ، ونوح -عليه السلام- أقرب الناس إليه لم يؤمنوا به لا ولده ولا زوجته، ولوط كذلك بالنسبة لزوجته، وقد أدوا ما عليهم.

فتجد الإنسان لا شك أن هداية الولد مطلوبة للوالد، وعليه أن يحرص على ذلك، ويبذل السبب، ولا يقصر، لكن إذا لم تحصل نتيجة على ما يريد {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [سورة القصص:56]، ويأتي النبي وليس معه أحد، نقول: هذا مقصِّر في دعوة قومه؟!

بعض الكُتّاب ممن أصيبوا بشيء من الزيغ يقول: فشل نوح في دعوته، وأيضًا فشل محمد في دعوته بمكة والطائف، ونجح في المدينة!

هل على الداعية أو على الرسول من قبله هل عليه هداية البشر هداية التوفيق والقبول؟ نعم عليهم هداية الإرشاد والبيان، عليهم أن يرشدوا الناس، ويدلوهم، ويبينوا لهم، وأما الهداية هداية التوفيق والقبول إنما هي بيد الله -جل وعلا-.

الرسول -عليه الصلاة والسلام- حرص على أن يهتدي قومه: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً} [سورة الكهف:6] يعني قاتل، فالحرص مطلوب، لكن ينبغي أن يكون بقدر لا يصل إلى حد القنوط واليأس لا، إنما يستمر الإنسان بفعل ما أوجب الله عليه من الدعوة والتوجيه والنصح والإرشاد إن أجدى، وإلا فالأمور كلها بيد الله -جل وعلا-.

«من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه»، لكن هل على المنكر أن يتغير المنكَر؟ لا، عليه أن يبذل السبب، إن نجح هذا السبب له أجره على كل حال، وإن لم ينجح فالنتائج بيد الله -جل وعلا-.

"وقرأ آخرون: ولا تَسأل عن أصحاب الجحيم، بفتح التاء، ولا تَسأل عن أصحاب الجحيم بفتح التاء، على النهي، أي لا تسأل عن حالهم، كما قال عبد الرزاق أخبرنا الثوري عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب القرظي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليت شعري ما فعل أبواي، ليت شعري ما فعل أبواي، ليت شعري ما فعل أبواي» فنزلت، ولا تسأل عن أصحاب الجحيم، فما ذكرهما حتى توفاه الله -عز وجل-."

يعني الخبر كما هو واضح فيه موسى بن عبيد الله الربَذي، وهو معروف مشهور بالضعف.

"ورواه ابن جرير عن أبي كريب عن وكيع عن موسى بن عبيدة به مثله، وقد تكلموا فيه  عن محمد بن كعب بمثله، وقد حكاه القرطبي عن ابن عباس ومحمد بن كعب قال القرظي: وهذا كما يقال: لا تسأل عن فلان، أي قد بلغ.."

القرطبي قال القرطبي.

 

قال القرطبي: وهذا كما يقال..

"وقد حكاه القرطبي عن ابن عباس ومحمد بن كعب قال القرطبي: وهذا كما يقال: لا تسأل عن فلان، أي قد بلغ فوق ما تحسب، وقد ذكرنا في التذكرة.."

ذكرنا في التذكرة، القرطبي هذا.

"أن الله أحيا له أبويه، وأجبنا عن قوله: «إن أبي وأباك في النار»، قلت: والحديث المروي في حياة أبويه -صلى الله عليه وسلم- ليس في شيء من الكتب الستة ولا غيرها من المعتمدة، وإسناده ضعيف، والله أعلم."

الحديث الذي فيه أن الله أحيا للنبي -عليه الصلاة والسلام- أبويه فأسلما، هذا حديث باطل، ونصره بعضهم وألف فيه السيوطي رسائل سبعًا، أو تسع رسائل، لكن على كل حال الحديث باطل، وفي مسلم «إن أبي وأباك في النار»، واستأذن أن يستغفر لأمه فلم يؤذن له، واستأذن أن يزورها فأذن له، ولو كانت من أهل الجنة لما منع من الاستغفار لها -عليه الصلاة والسلام-.

"ثم قال ابن جرير: وحدثني القاسم قال: أخبرنا الحسين قال: حدثني حجاج بن جريج قا:ل أخبرني داود بن أبي عاصم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال ذات يوم: أين أبواي؟ فنزلت: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ} [سورة البقرة:119].

وهذا مرسَل كالذي قبله، وقد رد ابن جرير هذا القول المروي عن محمد بن كعب القرظي وغيره في ذلك؛ لاستحالة الشك من الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أمر أبويه، واختار القراءة الأولى، وهذا الذي سلكه هاهنا فيه نظر؛ لاحتمال أن هذا كان في حال استغفاره لأبويه قبل أن يعلم أمرهما، فلما علم ذلك تبرأ منهما، وأخبر عنهما أنهما من أهل النار، كما ثبت هذا في الصحيح، ولهذا أشباه كثيرة ونظائر، ولا يلزم ما ذكره ابن جرير، والله أعلم.

وقال الإمام أحمد: أخبرنا موسى بن داود قال: حدثنا فليح بن سليمان عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في التوراة، فقال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرًا ونذيرًا وحرزًا للأميين، وأنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكِّل، لا فظَّ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلا الله، فيفتح به أعينًا عميًا وآذانًا صمًا وقلوبًا غلفًا، انفرد بإخراجه البخاري، فرواه في البيوع عن محمد بن سنان عن فليح به، وقال: تابعه عبد العزيز بن أبي سلمة عن هلال، وقال سعيد عن هلال عن عطاء عن عبد الله بن سلام، ورواه في التفسير عن عبد الله عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن هلال عن عطاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص به، فذكر نحوه.

فعبد الله هذا هو ابن صالح كما صرح به في كتاب الأدب، وزعم أبو مسعود الدمشقي أنه عبد الله بن رجاء، وقد رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسير هذه الآية من البقرة عن أحمد بن الحسن بن أيوب عن محمد بن أحمد بن البراء عن المعافى بن سليمان عن فليح به، وزاد: قال عطاء: ثم لقيت كعب الأحبار فسألته، فما اختلفا في حرف إلا أن كعبًا قال: بلغته أعينًا عمومي وآذانًا صمومي وقلوبًا غلوفًا."

عبد الله جاء مهملاً في سند البخاري في صحيحه، ولذا اختلفوا فيه، يعني أصحاب تمييز المهمل اختلفوا فيه؛ منهم من قال: عبد الله بن صالح وهو كاتب الليث، والمعروف أن البخاري لا يروي عنه، وزعم أبو مسعود الدمشقي أنه عبد الله بن رجاء، ويؤيد هذا البيهقي، يؤيد أنه عبد الله بن رجاء لا عبد الله بن صالح، فقد رواه من طريق البخاري عنه، فلعل هذا أرجح من كونه كاتب الليث.

والله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.