تعليق على تفسير سورة البقرة (42)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فيه كلام متعلِّق بالكلمات التي في الآية التي ابتلي بها إبراهيم -عليه السلام- لمحمد عبده مفتي مصر الأسبق، ونقله محمد رشيد رضا في تفسير المنار، لعلنا نطلع عليه بعد إكمال تفسير الآية.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

قال الإمام ابن كثير -رحمه الله تعالى-:

"وقال القرطبي: وفي الموطأ وغيره عن يحيى بن سعيد أنه سمع سعيد بن المسيب يقول: إبراهيم -عليه السلام- أول من اختتن، وأول من ضاف الضيف، وأول من استحد، وأول من قلَّم أظفاره، وأول من قص الشارب، وأول من شاب، فلما رأى الشيب قال: ما هذا؟ قال: وقار، قال: يا رب زدني وقارًا."

عندنا قال: يا رب ما هذا؟ قال: وقار.. ما عندك يا رب؟

قال: ما هذا؟ قال: وقار..

نعم.

"وذكر ابن أبي شيبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه قال: أول من خطب على المنابر إبراهيم- عليه السلام- قال غيره: وأول من ثرد الثريد، وأول من ضرب بالسيف، وأول من.."

أول من.. أيش؟ قال غيره.

وأول من ثرد الثريد.

ماذا عندك؟

طالب: ...........

التصحيف سهل في مثل هذا البريد أو الثريد؟

طالب: ...........

ماذا يقول؟

طالب: ...........

أين؟

طالب: ...........

هات القرطبي الجزء الثاني، موجود.

كمِّل.

"وأول من ضرب بالسيف، وأول من استاك، وأول من استنجى بالماء، وأول من لبس السراويل، وروى معاذ بن جبل قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن أتخذ المنبر فقد اتخذه أبي إبراهيم، وإن أتخذ العصا فقد اتخذها أبي إبراهيم» قلت: وهذا حديث لا يثبت، والله أعلم، ثم شرع القرطبي يتكلم على ما يتعلق بهذه الأشياء من الأحكام الشرعية."

يعني مما ذكر من سنن الفطرة التي جاء النص الصحيح فيها بأنها خمس من الفطرة، وفي حديث أنها عشر من الفطرة، والتنصيص والتركيز للمفسرين على أنها هي الكلمات ابتلي بها إبراهيم هذا هو الذي أثار حفيظة محمد عبده يقول: ولو صح عن ابن عباس هل كل ما قاله ابن عباس وصح عنه اعتمده أهل العلم في التفسير؛ لأن هذه الخصال التي هي سنن الفطرة ابتلي بها المسلمون وطلبت منهم، وقام بها الناس كبارهم وصغارهم علماؤهم وعوامهم، يعني هل يشكل على العامي أن يستعمل هذه العشر؟! يعني هل فيها محل ابتلاء واختبار ليكون إبراهيم الذي وفَّى من أجل هذه الأمور؟!

هذا الذي أثار حفيظة محمد عبده وقسى في العبارة، فنسمع كلامه.

"قال أبو جعفر بن جرير ما حاصله أنه يجوز أن يكون المراد بالكلمات جميع ما ذُكر، وجائز أن يكون بعض ذلك ولا يجوز الجزم بشيء منها أنه المراد على التعيين إلا بحديث أو إجماع، قال: ولم يصح في ذلك خبر بنقل الواحد ولا بنقل الجماعة التي يجب التسليم لما نقلته. غير أنه قد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في نظير معنى ذلك خبران أحدهما ما حدثنا به أبو كريب قال: حدثنا رشدين بن سعد قال: حدثني زبَّان بن قائد.."

فائد فائد..

"بن فائد"

رشدين وشيخه ضعفاء، رشدين بن سعد مضعف عند عامة أهل العلم، وكذلك شيخه زبان بن فائد.

"عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ألا أخبركم لم سمى الله إبراهيم خليله الذي وفَّى؟ لأنه كان يقول كلما أصبح وكلما أمسى: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون}» حتى يختم الآية قال: والآخر منهما حدثنا به أبو كريب قال: أخبرنا الحسن بن عطية قال: أخبرنا إسرائيل عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «{وإبراهيم الذي وفى} [30/17] أتدرون ما وفى؟» قال: الله ورسوله أعلم."

قالوا.

قالوا: الله ورسوله أعلم.

"قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «وفَّى عمل يومه أربع ركعات في النهار..»."

لكن جعفر بن الزبير متروك، فلا يلتفت ولا يعوَّل على مثل هذا.. لاسيما أنه مرفوع إلى النبي- عليه الصلاة والسلام- هو والذي قبله، الذي قبله ضعيف؛ لأن فيه رشدين بن سعد وشيخه زبان بن فائد، وهذا موضوع بل متروك.

"ورواه آدم في تفسيره عن حماد بن سلمة وعبد بن حميد عن يونس بن محمد عن حماد بن سلمة عن جعفر بن الزبير به، ثم شرع ابن جرير يضعف هذين الحديثين، وهو كما قال فإنه لا تجوز روايتهما إلا ببيان ضعفهما وضعفهما من وجوه عديدة، فإن كلاًّ من السندين مشتمل على غير واحد من الضعفاء مع ما في متن الحديث، مما يدل على ضعفه، والله أعلم.

ثم قال ابن جرير: ولو قال قائل: إن الذي قال مجاهد وأبو صالح والربيع بن أنس أولى بالصواب من القول الذي قاله غيرهم كان مذهبًا فإن قوله: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً} [سورة البقرة:124]، وقوله: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ} [سورة البقرة:125] وسائر الآيات التي هي نظير ذلك كالبيان عن الكلمات التي ذكر الله أنه ابتلى بهن إبراهيم قلت: والذي قاله أولاً من أن الكلمات تشمل جميع ما ذكر أقوى من هذا الذي جوزه من قول مجاهد ومن قال مثله؛ لأن السياق يعطي غير ما قالوه، والله أعلم."

لأن الكلمات نكرة في سياق شرط فتعم جميع ما ابتلي به من الشرائع والعقائد وغيرها.

"وقوله: {قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [سورة البقرة:124] لما جعل الله إبراهيم إمامًا سأل الله أن تكون الأئمة من بعده من ذريته، فأجيب إلى ذلك، وأخبر أنه سيكون من ذريته ظالمون، وأنه لا ينالهم عهد الله، فلا يكونون أئمة فلا يقتدى بهم، والدليل على أنه أجيب إلى طلبته قول الله تعالى في سورة العنكبوت {وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ} [سورة العنكبوت:27] فكل نبي أرسله الله، وكل كتاب أنزله الله بعد إبراهيم ففي ذريته -صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين-.

وأما قوله تعالى: {قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [سورة البقرة:124] فقد اختلفوا في ذلك فقال خصيف عن مجاهد: {قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [سورة البقرة:124] قال: إنه سيكون في ذريته ظالمون، وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد {قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [سورة البقرة:124] قال: لا يكون لي إمام ظالم، وفي رواية: لا أجعل إمامًا ظالمًا يقتدى به، وقال سفيان عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى: {قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [سورة البقرة:124] قال: لا يكون إمام ظالم يقتدى به، وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي قال: حدثنا مالك بن إسماعيل."

لكن من نظر إلى الواقع وجد أن كثيرًا ممن تولى على الناس فيه هذا الوصف فيكون خبر بمعنى الأمر لا يكون بمعنى أنه لا يجوز تولية الظالم لا تجوز تولية الظالم لا يكون بمعنى الخبر الذي لا يُخلَف وعده لكنه خبر بمعنى الأمر فلا تجوز تولية الظالمين {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [سورة البقرة:124] لا يكون إمامًا يعني في حال الاختيار، وهذا معروف أنه في حال الاختيار لا يجوز توليته، لكن إذا تولى وساق الناس بعصاه بغلبته بقوته فإنه حينئذٍ وإن كان فيه نوع ظلم وفيه فسق لا يجوز الخروج عليه إلا بكفر بواح، أو بترك الصلاة، لكن في حال الاختيار لا تجوز توليته بحال.

"قال: حدثنا شريك عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى: {وَمِن ذُرِّيَّتِي} [سورة البقرة:124] قال: أما من كان منهم صالحًا فسأجعله إمامًا يقتدى به، وأما من كان ظالمًا فلا ولا نعمة عين، وقال سعيد بن جبير: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [سورة البقرة:124] المراد به المشرك لا يكون إمام ظالم يقول: لا يكون إمام مشرك."

ويستدل له بقوله -جل وعلا-: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [سورة لقمان:13] فهذا أعظم الظلم، لكن هل ينفي دخول ما دونه في الآية (أل) هذه في الظالمين؟ هل هي جنسية فتعم جميع أنواع الظلم؛ لأنه لا يشترط في الإمام أن يكون معصومًا، وإذا قلنا بهذا فلا بد أن يقع منه الظلم بنفسه أو لغيره بقصد أو بغير قصد، فالظلم المطلَق عندنا الظلم المطلَق ومطلَق الظلم، لا يكون الظلم المطلق، بينما مطلق الظلم قد يوجَد؛ لأنه لا يشترط في الإمام أن يكون معصومًا، وإذا كان المراد بالظلم الشرك فالكافر لا يجوز توليته ابتداءً ولا استمراره في الولاية مع القدرة على تغييره {وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} [سورة النساء:141] لا يجوز بحال أن يتولى على المسلمين كافر لا ابتداءً ولا استمرارًا؛ لأن من شرط الوالي والحاكم والخليفة أن يكون مسلمًا، ومن شرطه أن يكون عدلاً، إلى آخر الشروط التي بينها أهل العلم، لكن إذا كان فاسقًا وتولى على الناس بقوته أو بسيفه فلا يجوز الخروج إلا بأحد الأمرين، وكذلك إذا كان عدلاً في حال الاختيار ثم طرأ عليه الفسق كذلك.

طالب: ...........

أين؟

طالب: ...........

ما تجيء جنسية، مستحيل أن تجيء جنسية.

"وقال ابن جريج عن عطاء: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي} [سورة البقرة:124] فأبى أن يجعل من ذريته إمامًا ظالمًا، قلت لعطاء: ما عهده؟ قال: أمره، وقال ابن أبي حاتم: أخبرنا عمرو بن ثور القيساري فيما كتب إلي قال: حدثنا الفريابي قال: حدثنا إسرائيل قال: حدثنا سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال الله لإبراهيم: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي} [سورة البقرة:124] فأبى أن يفعل ثم قال: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [سورة البقرة:124] وقال محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس.."

يعني {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي} [سورة البقرة:124] قال: واجعل من ذريتي إمامًا، فمِن هذه إن كانت تبعيضية فلا إشكال؛ لأنه أراد بعض ذريته، وإن كانت بيانية وهذا الذي يدل عليه السياق؛ لأنه ما أجيب إلى طلبته؛ لأن الله أجابه بقوله: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [سورة البقرة:124] فليس جميع ذريته أئمة، وإنما بعضهم، فعلى هذا إذا كانت مِن تبعيضية فبعض ذريته أئمة، وهذا لا إشكال فيه، لكن السياق يأباه؛ لأن الله -جل وعلا- قال: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [سورة البقرة:124] كأن إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- أراد البيان بيانية أن يكون الأئمة من ذريته، وحينئذٍ يستثنى الظالمون بالنص، يستثنى الظالمون بالنص.

طالب: ...........

مِن؟

طالب: ...........

قال: ومن ذريتي، ويستفهم أن يكون من ذريته أئمة التقدير، واجعل من ذريتي {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي} [سورة البقرة:124] كأنه قال: واجعل من ذريتي أئمة مثلي يقتدى بهم، فكأن إبراهيم -عليه السلام- يريد أن مِن هذه بيانية وليست تبعيضية؛ لأنها لو كانت تبعيضية، اجعل بعض ذريتي ما كان الجواب {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [سورة البقرة:124]؛ لأنا إذا استثنينا الظالمين جعلنا الأئمة بعضًا وهل يُجرى مثل هذا {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي} [سورة إبراهيم:40] فمن تبعيضية أو بيانية؟

طالب: ...........

ومن ذريتي يعني كل ذريته يصيرون أئمة ويقيمون الصلاة.

طالب: ...........

ماذا؟

طالب: ...........

كلام المفسرين وبعضهم نقل أنه لو لم يذكر مِن لكان كلهم يقيمون الصلاة.

طالب: ...........

{قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي} [سورة البقرة:124] من هذه تحتمل البيان، وتحتمل التبعيض، إذا قلت: خاتم من حديد ما هو يحتمل أن تكون بيانية، واحتمال أن تكون تبعيضية؛ لأن الخاتم من الحديد يعني بعض الحديد، وجنسه من الحديد، فيكون بيانًا له، وهنا قال: {ومن ذريتي} بعضهم قال: ليت إبراهيم ما قال مِن بعضهم، قال: رحم الله إبراهيم -عليه السلام- كيف قال مِن.. لو قال: اجعل ذريتي لكان كلهم أجابه الله -جل وعلا-، لكن هذا الحاصل هذا الواقع أن منهم مقيم الصلاة ومنهم من لا يقيم الصلاة، ومنهم في هذه الآية منهم ظالم ومنهم محسن غير ظالم.

"عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس: {قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [سورة البقرة:124] يخبره أنه كائن في ذريته ظالم لا ينال عهده، ولا ينبغي له أن يوليه شيئًا من أمره، وإن كان من ذرية خليله، ومحسن ستنفذ فيه دعوته وتبلغه له فيه ما أراد من مسألته. وقال العوفي عن ابن عباس: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [سورة البقرة:124] قال: يعني لا عهد لظالم.."

عندك ومحسن ستنفذ فيه دعوته...

وتبلغ له فيه ما أراد من مسألته.

وبعدها..

وقال العوفي عن ابن عباس.

لا، عندنا تكرار، والله أعلم، أنها تكرار، وتبلغ له ما أراد من مسألته وقال: وتبلغ له فيه ما أراد من مسألته.

موجود عندك؟

طالب: ...........

ماذا معك؟

طالب: ...........

أولاد الشيخ أنا معي أولاد الشيخ..

طالب: ...........

لا لا، ما هي الأولى، الأولى التي صورت عليها هذا الأولى التي صورت عليها هذا أول ما طلع الكتاب، لا، هذه متأخرة.

لا شك أن هذا تكرار؛ لأنه بحروفه وقال: وتبلغ له فيه ما أراد من مسألته مرتين.

موجود هذا في نسخ أخرى؟

طالب: ...........

وقال العوفي.

"وقال العوفي عن ابن عباس {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [سورة البقرة:124] قال: يعني لا عهد لظالم، وعليك في ظلمه أن تطيعه فيه، وقال ابن جرير: حدثنا المثنى قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله عن إسرائيل عن مسلم الأعور عن مجاهد عن ابن عباس قال: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [سورة البقرة:124] قال: ليس للظالمين عهد وإن عاهدته فانقضه."

وعلى كل حال كل الأخبار الثلاثة ضعيفة.

"وروي عن مجاهد وعطاء ومقاتل بن حيان نحو ذلك، وقال الثوري عن هارون بن عنترة عن أبيه قال: ليس لظالم عهد. وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن قتادة في قوله: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [سورة البقرة:124] قال: لا ينال عهد الله في الآخرة الظالمين، فأما في الدنيا فقد ناله الظالم فأمن به وأكل وعاش، وكذا قال إبراهيم النخعي وعطاء والحسن وعكرمة، وقال الربيع بن أنس: عهد الله الذي عهِد إلى عباده دينه يقول: لا ينال دينه.. لا يناله دينُه الظالمين، ألا ترى أنه قال: وباركنا عليه وعلى إسحاق {وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ} [سورة الصافات:113] يقول: ليس كل ذريتك يا إبراهيمَ على الحق."

يا إبراهيمُ..

"يا إبراهيمُ على الحق، وكذا روي عن أبي العالية وعطاء ومقاتل بن حيان وقال جويبر عن الضحاك: لا ينال طاعتي عدو لي يعصيني ولا أنحلها إلا وليًّا لي يطيعني. وقال الحافظ أبو بكر بن مردويه: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن حامد قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن سعيد الأسدي قال: حدثنا سليم بن سعيد الدامغاني قال: حدثنا وكيع عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [سورة البقرة:124] قال: «لا طاعة إلا في المعروف». وقال السدي: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [سورة البقرة:124] يقول: عهدي نبوتي. فهذه أقوال مفسري السلف.."

نعم لا طاعة إلا في المعروف، المعصية لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وأيضًا فيما يخالف العرف وما لا يطيقه الإنسان لا يدخل تحت الطاعة، الطاعة في المعروف فيما يعرف به أو فيما يطيقه الإنسان، لو أن شخصًا أكره ولده على أن ينكح فلانة وهو لا يريدها، أو يأكل الطعام الفلاني وهو لا يريده قيل له: إن الطاعة بالمعروف، وهذا ليس من المعروف.

"فهذه أقوال مفسري السلف في هذه الآية على ما نقله ابن جرير وابن أبي حاتم -رحمهما الله تعالى-، واختار ابن جرير أن هذه الآية وإن كانت ظاهرة في الخبر أنه لا ينال عهد الله في الإمامة ظالمًا ففيها إعلام من الله لإبراهيم الخليل -عليه السلام- أنه سيوجد من ذريتك من هو ظالم لنفسه كما تقدم عن مجاهد وغيره، والله أعلم، وقال ابن خويزمنداد المالكي: الظالم لا يصلح أن يكون خليفة ولا حاكمًا ولا مفتيًا ولا إمام صلاةٍ ولا شاهدًا ولا راويًا."

لأنها كلها تطلب لها العدالة، والظلم منافٍ للعدالة، والظالم ليس بعدل، وهذه الوظائف وهذه الأمور الدينية لا بد فيها من العدالة، من شرطها العدالة، فلا يقبل أن يكون الظالم خليفة؛ لأنه لا بد أن يكون عدلاً، ولا حاكمًا دون الخليفة ولا مفتيًا؛ لأنه إذا كان ظالمًا فهو فاسق، والفاسق لا يقبل خبره، والفتوى خبر عن الله -جل وعلا-، ولا شاهدًا؛ لأنه فاسق، والفاسق {إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} [سورة الحجرات:6] ولا راويًا، كذلك من شرط الراوي أن يكون عدلاً، أن يكون عدلاً غير متصف بوصف يفسق به كالظلم، والله أعلم.

نقرأ ما كتب في تفسير المنار.

طالب: ما عندنا ولا إمام صلاة...

ماذا؟

طالب: ما عندنا ولا إمام صلاة...

موجود عندكم؟

طالب: ما عندنا الشيخ قرأه..

لا يصلح أن يكون خليفة ولا حاكمًا ولا مفتيًا ولا شاهدًا ولا راويًا..

طالب: ولا إمام صلاة..

آخر شيء؟

طالب: لا، بعد المفتي..

بعد أيش؟

طالب: بين المفتي والشاهد..

هو الغالب أنه منقول عن القرطبي؛ لأن ابن كثير ينقل عن القرطبي، ابن خويزمنداد أقواله موجودة في تفسير القرطبي؛ لأنه مالكي مثله.

الثانية والعشرون من المسائل في تفسير القرطبي قال ابن خويزمنداد: وكل من كان ظالمًا لم يكن نبيًّا ولا خليفة ولا حاكمًا ولا مفتيًا ولا إمام صلاة، ولا يقبل عنه ما يرويه عن صاحب الشريعة، ولا تقبل شهادته في الإحكام غير أنه لا يُعزَل بفسقه حتى يعزله أهل الحل والعقد، وما مضى من أحكامه موافقًا للصواب ماضٍ غير منقوض، قد نص مالك على هذا في الخوارج والبغاة أن أحكامهم لا تنقض إن أصابوا بها وجهًا من الاجتهاد، ولم يخرقوا الإجماع في كلام طويل في التفسير -رحمة الله عليه- ثلاثة وعشرين مسألة على هذه.. على هذه القضية أحيانًا تبلغ المسائل خمسين عند القرطبي وستين مسألة في الآية الواحدة، الله المستعان.

اقرأ يا شيخ.

بسم الله الرحمن الرحيم.

تعليق صاحب تفسير المنار على قوله تعالى، قال- تبارك اسمه-: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} [سورة البقرة:124] تفسير المنار قال- تبارك اسمه-: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} [سورة البقرة:124] أقول: أشهر الأقوال وأظهرها في متعلَّق إذ هنا قولان، واحد أنه مقدر معلوم من السياق، ومن أمثاله: وهو اذكر..

هذا إذا كان الخطاب للنبي -عليه الصلاة والسلام-، فالتقدير اذكر يا محمد إذ ابتلى إبراهيم ربه، وهذا قول كثير من المفسرين يقدرون هذا "اذكر"، وإن كان المراد هو وأمته يكون الضمير ضمير جمع اذكروا.

إذا جعل الخطاب للرسول -صلى الله عليه وسلم- أي: واذكر لأهل الكتاب ولقومك وغيرهم إذا ابتلى إبراهيمَ ربه إلى آخره، وإذا جعل الخطاب للمكلفين واذكروا، وتقدم نظيره في خطاب بني إسرائيل ثانيًا أنه متعلق بقوله: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً} [سورة البقرة:124]، والكلمات جمع كلمة، وتطلق على اللفظ المفرد وعلى الجمل المفيدة من الكلام، والمراد منها هنا مضمونها من أمر ونهي. وعن عكرمة عن ابن عباس قال: لم يبتل أحد بهذا الدين فأقامه كله إلا إبراهيم ابتلاه الله بثلاثين خصلة من خصال الإسلام، واستنبطها ابن عباس بالعدد من أربع سور ليس فيها خطاب له -عليه الصلاة والسلام-، وقال شيخنا في الدرس جعل..

ليس فيها أو ليس في واحدة له أي لإبراهيم، فكيف تؤخذ هذه الخصال من سور وآيات ليس فيها خطاب لإبراهيم -عليه السلام- هو يستبعد ذلك.

وقال شيخنا في الدرس: جعل التكليف بالكلمات؛ لأنها تدل عليها وتعرف بها عادة، ولم يذكر الكلمات ما هي ولا الإتمام كيف كان؛ لأن العرب تفهم المراد بهذا الإبهام والإجمال، وأن المقام مقام إثبات أن الله تعالى عامل إبراهيم معاملة المبتلي أي المختبر له؛ لتظهر حقيقة حاله ويترتب عليها ما هو أثر لها، فظهر بهذا الابتلاء والاختبار.

لكن هل هذه الكلمات المبهمة ينبغي تطلبها من النصوص من الآيات كما هو الشأن في إبهام غيرها، إبهام الأسماء الحسنى، إبهام شعب الإيمان؟ العلماء بحثوا عن الأسماء الحسنى في الكتاب والسنة وجمعوها واجتهدوا في ذلك، واختلفوا في ذلك؛ لأنها غير منصوص عليها، الحديث الذي فيه التسعة والتسعون المنصوصة ضعيف عند الترمذي وغيره، وكذلك شعب الإيمان بضع وستون أو بعض وسبعون، وألفوا فيها كتبًا واجتهدوا في تتبعها من نصوص الكتاب والسنة، فهل مثل هذه الكلمات التي ابتلي بها إبراهيم يبحث عنها المكلَّف في النصوص من أجل أن يتمها كما أتمها إبراهيم؟

طالب: ...........

ماذا؟

طالب: ...........

أين؟

طالب: ...........

طيب..

طالب: ...........

لا، لكن هي مطلوبة، ولذا مُدح إبراهيم بإتمامها.

طالب: ...........

شرع من قبلنا نعم قد يكون بعضها أو كثير منها غير مطلوب منا؛ لأنها في شرع من قبلنا.

وأن المقام مقام إثبات أن الله تعالى عامل إبراهيم معاملة المبتلي أي المختبر له؛ لتظهر حقيقة حاله ويترتب عليها ما هو أثر لها، فظهر بهذا الابتلاء والاختبار فضله وإتمامه.. فضله بإتمامه ما كلفه الله تعالى إياه وإتيانه به على وجه الكمال، هذا هو المبادِر، ولكن المفسِّرين.

يعني المتبادر إلى الذهن هذا هو.

ولكن المفسرين لم يأتوا في تفسير الكلمات والخبط في تعيينها.. ولكن المفسرين لم يألوا في تفسير الكلمات والخبط في تعيينها فقال بعضهم: إنها مناسك الحج، وقال آخرون: إنها خصال الإيمان، واستخرجوها من آيات من القرآن، وذهب بعضهم إلى أن الإشارة بالكلمات إلى الكوكب والقمر والشمس أي رآها واستدل بأفولها على وحدانية الله تعالى، وكأن قائل هذا يعتقد أن إبراهيم -عليه السلام- كان يظن أن هذه الكواكب أرباب، وحاش لله ما كان منه إلا أن قال: هذا ربي؛ تمهيدًا للحجة والبرهان، ولذلك قال تعالى بعد حكاية ذلك عنه: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ} [سورة الأنعام:83] وذهب..

يعني من باب الاحتجاج، فهو في هذه الآيات مناظِر وليس بناظِر كما يقول أهل العلم.

وذهب قوم إلى أن المراد بها جعل الله إياه إمامًا وتكليفه بإقامة البيت وتطهيره، وأن بقية الآية مفسر للإبهام فيها، وادعى بعضهم أن المراد أمره في المنام بذبح ولده، وإنما هذا الأمر كلمة واحدة، فكيف جعلوها عشرًا، وزعم آخرون أن الكلمات هي الخصال العشر التي تسمى خصال الفطرة، وهي قص الشارب والمضمضة والاستنشاق والسواك وفرق الرأس وتقليم الأظفار وحلق العانة والختان ونتف الإبط والاستحداد وقيل غير ذلك، قال الأستاذ الإمام عند إيراد قول المفسر الجلال في تفسير الكلمات إنها الخصال العشر..

الجلال السيوطي، وله النصف الأول من تفسير الجلالين، والآية في النصف الأول، وليست في النصف الثاني الذي هو من نصيب الجلال المحلي.

قال في تفسير الكلمات: إنها الخصال العشر قال: إن هذا من الجراءة الغريبة على القرآن، ولا شك عندي في أن هذا مما أدخله اليهود على المسلمين؛ ليتخذوا دينهم هزوًا، وأي سخافة أشد من سخافة من يقول: إن الله تعالى ابتلى نبيًّا من أجل الأنبياء بمثل هذه الأمور، وأثنى عليه بإتمامها، وجعل ذلك كالتمهيد لجعله إمامًا للناس وأصلاً لشجرة النبوة، وإن هذه الخصال لو كلف بها صبي مميِّز لسهل عليه إتمامها، ولم يعد ذلك منه أمرًا عظيمًا.

العوام من المسلمين والكبار والصغار كلهم يفعلونها يعني الخصال خصال الفطرة العشر.

طالب: ...........

هو أول من اختتن وهو ابن ثمانين سنة.

طالب: ...........

اختتن وهو ابن ثمانين بالقدُّوم، وإذا كان بعد بالقدُّوم صعب هل هو الآلة أو المكان.

طالب: ...........

هم قالوا: المقصود الآلة، لكن هذا خطر، ولذلك قال بعضهم: إنه مكان يسمى بهذا الاسم.

والحق أن مثل هذا يؤخذ..

لا، المعلِّق الذي علَّق على كلام المفسرين رأى أن الابتداء مثل الاستمرار الناس عرفوها وألفوها وتداولوها، وصارت سهلة عليهم بخلاف حالهم معها في أول الأمر فيه صعوبة، وقد يوضِّح مثل هذا من يسلم حديثًا وهو كبير ويُطلَب منه الختان، بعضهم رجع عن الإسلام؛ لأن الأمر لا يتصوره ولا يكاد يطيقه؛ لأنه أول، لكن تتابع الناس على ذلك وتوارثوه، وكل يرى الثاني وكل يقتدي بالآخر، وعرفوا النصوص وما ورد فيها فصار الأمر سهلاً عليهم.

تفضَّل.

والحق أن مثل هذا يؤخذ كما أخبر الله تعالى به، ولا ينبغي تعيين المراد به إلا بنص عن المعصوم، هذا ملخَّص ما قاله شيخنا في الدرس، وهو صفوة الحقيقة، ولكن كتب إليه رجل من المشتغلين بالعلم في سوريا كتابًا عقب قراءته ذلك في المنار.

ينتقده كتب إليه شيخ من شيوخ سوريا ينتقد محمد عبده، فما الذي حصل؟

يقول فيه: إن تفسير الكلمات بخصال الفطرة مروي عن ترجمان القرآن ابن عباس، فكيف يخالفه فيه، وشدد النكير في ذلك وأطنب في مدح ابن عباس، وقد أرسل إلي الأستاذ كتابه عند وصوله، وكتب عليه الشيخ رشيد يجيب هذا الحيوان، فكتبت إليه وكان صديقًا لي كتابًا لطيفًا.

لأن الشيخ رشيد أصله من سوريا، أصله من الشام.

فكتبت إليه وكان صديقًا لي كتابًا لطيفًا كان مما قلته فيه على ما أتذكر إننا لم نرَ أحدًا من المفسرين ولا من أئمة العلماء التزم موافقة ابن عباس في كل ما يروى عنه وإن صح سنده عنده، فكيف إذا لم يصح وقد قال الشيخ محمد عبده: إنه يجل ابن عباس عن هذه الرواية، ولا يصدقها، ولما كانت مثل هذه الشبهة أو الطعن في أي عالم بأنه خالف فلانًا الصحابي أو الإمام فلانًا مما يروْج في سوق العوام، نذكر هنا ما قاله شيخ المفسرين ابن جرير الطبري بعد ذكر رواياته المختلفة في تفسير الكلمات عن ابن عباس وغيره من مفسري السلف، ونقله عنه ابن كثير مقرًّا له قال هذا: قال أبو جعفر بن جرير ما حاصله: إنه يجوز أن يكون المراد بالكلمات جميع ما ذكر، وجائز أن يكون بعض ذلك، ولا يجوز الجزم بشيء منها أنه المراد على التعيين إلا بحديث أو إجماع قال: ولم يصح في ذلك خبر بنقل الواحد ولا بنقل الجماعة الذي يجب التسليم له، انتهى المراد منه، وهو عين ما ذهب إليه شيخنا، وهذه الحجة يدلي بها ابن جرير في مواضع كثيرة من تفسيره وهي الحق.

لا، فيه كلام عن اتباع الأئمة الأربعة وغيرهم.

طالب: ...........

نفيس فيه كلام قوي جدًّا حتى من الشيخ رشيد في آخر الكلام لكن يبدو أنك تركته أنت.

طالب: ...........

لا لا لا لا، فيه الذين خالفوا ابن عباس لهم أصل، وليس كل ما قيل ولو كان صاحبه من الصحابة وغيرهم؛ لأنه يوجد له مخالف من الصحابة، فقول الصحابي في هذه الحال ليس ملزمًا، وكم خالف المفسرون ابن عباس في آيات ووافقوه في آيات، واختلفوا مع غيرهم في هذا الكلام، ثم قال: منهم من يدعو إلى تقليد الأئمة الأربعة، وأنه لا تجوز مخالفتهم تعرّض لهذه المسألة.

طالب: ...........

ماذا؟

طالب: ...........

لا، تبع الآية هذه قبل الثانية، وفيه كلام يتعلق بالأئمة الأربعة، وما حصل له من الأذى في وقتهم الإمام مالك ضُرب بسبب مسائل يعني اليمين التي تؤخذ من الخلفاء وأبو حنيفة ضرب لرفضه القضاء، والإمام أحمد ضرب في مسألة القول بخلق القرآن إلى غير ذلك، والأئمة لهم مسائل يختلفون فيها، فهؤلاء لهم أتباعه وهؤلاء.. ولا يثرِّب بعضهم على بعض فكوني آخذًا في تفسير هذه الآية بقول ابن عباس، وفي الأخرى لأني أراه هو الصواب، وفي الأخرى بـ قول ابن عمر أو غيره من الصحابة الأمر فيه سعة.

والذي ثرَّب على محمد عبده من أهل الشام يرى أن ابن عباس قدوة هو ترجمان القرآن، فلا تجوز مخالفته لاسيما مع ما عرف من الشيخ -عفا الله عنا وعنه- محمد عبده من تقديم العقل الشيخ العقل له شأن عنده، وينظر في كل شيء بعقله، ويرجِّح ويضعِّف بعقله، وعلى كل حال هو له وعليه ملاحظات، لكن عنده علم، عنده فهم، فهم دقيق، لكن لا يلزم أن يكون مصيبًا في كل ما يقول هو ليس بمعصوم ومنهجه وطريقته وأصوله تختلف بعض الشيء عن أصول الأئمة وأتباعهم، ولذلكم تجدونه شط في كثير من المسائل عنهم، وقد يكون كما قال بعضهم: إن لجمال الدين الأفغاني أثرًا عليه وتأثيرًا فيه، وله أيضًا تأثير في محمد رشيد رضا، وإن كان التأثير فيه أقل، محمد رشيد رضا أقرب إلى السنة من ذلك، وعلى كل حال كل يؤخذ من قوله ويترك إلا محمد -عليه الصلاة والسلام-.

اللهم صل على محمد...

طالب: ...........

أين؟

طالب: ...........

أين؟

طالب: ...........

والله التي اطلعت عليها كل متواصل.

طالب: ...........

أشوف..

طالب: ...........

نعم وجد لها الثريد.

طالب: ...........

البريد ما له سنَع، لكن ماذا نفعل.. هنا في القرطبي.. يقول: قال غيره: وأول من ثرد الثريد وأول من ضرب بالسيف وأول من استاك وأول من استنجى بالماء وأول من لبس السراويل.. إلى آخره ثرد الثريد.

طالب: ...........

أين؟ قال غيره.. غير الموطأ.

طالب: ...........

يعني الكلام قلت: وفي الموطأ وغيره عن يحيى بن سعيد أنه سمع سعيد بن المسيب يقول: إبراهيم هو أول من اختتن وأول من أضاف الضيف وأول من استحد وأول من قلم الأظفار وأول من قص الشارب وأول من شاب، فلما رأى الشيب قال: يا رب ما هذا؟ قال: وقار، قال: يا رب زدني وقارًا. وذكر أبو بكر بن أبي شيبة عن سعيد بن إبراهيم عن أبيه قال: أول من خطب على المنابر إبراهيم -عليه السلام- خليل الله. قال غيره: وأول من ثرد الثريد إلى آخره.

طالب: ...........

السند ضعيف جدًّا.

طالب: ...........

لا لا، ما هو بصحيح ما هو بصحيح لاسيما محمد رشيد رضا عنده علم وعنده عنده إصابة كثيرة.

طالب: منهجه في العقيدة محمد عبده.

محمد عبده أشعري، رسالة التوحيد على مذهب الأشاعرة.

طالب: ومحمد رشيد رضا..

ماذا؟

طالب: في العقيدة.

ما نبه طبعها من غير تنبيه.

طالب: ...........

أنكر حديثًا..

طالب: ...........

لكن محمد رشيد رضا عندنا هنا بنجد حديث الجساسة ابن عثيمين يضعفه -رحم الله الجميع- حديث الجساسة يعني فيه نكارة وشيء يستغرب، لكنه في الصحيح في صحيح مسلم ليس لأحد كلام، وأما كونه يستغرب ويُنكَر، يعني من حيث العقل، لا، محمد رشيد رضا منكر أعظم من ذلك، لكن الله يعفو ويسامح.

طالب: ...........

هو لم يصح على كلامه أنه لم يصح عن ابن عباس.

أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله.