التعليق على تفسير القرطبي - سورة النبأ (02)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، قال الإمام القرطبي- رحمه الله تعالى-:

قوله تعالى: النبأ: ٢٤  أي في الأحقاب النبأ: ٢٤  البرد: النوم في قول أبي عبيدة وغيره، قال الشاعر:

ولو شئت حرمت النساء سواكم               .

 

وإن شئت لم أطعم تفاخا ولا بردًا            .

نقاخا الماء العذب النقاخ بالميم والنون قاف وآخره.

بالميم. "

نون نون وآخره خاء.

"...............................               .

 

وإن شئت لم أطعم نقاخًا ولا بردًا            .

وقاله مجاهد والسدي والكسائي والفضل بن خالد وأبو معاذ النحوي، وأنشدوا قول الكندي:

بردت مراشفها علي فصدني               .

 

عنها وعن تقبيلها البرد"            .

يعني النوم، والعرب تقول: منع البرد البرد يعني: أذهب البرد النوم. قلت: وقد جاء الحديث..

يعني عود الضمير فيها أي في الأحقاب، أظهره منه أن يعود إلى جهنم، وإن كانت الأحقاب أقرب، لكن جهنم هي الظرف، نسأل الله العافية.

" قلت: وقد جاء الحديث أنه -عليه الصلاة والسلام- سئل: هل في الجنة نوم؟ فقال: «لا، النوم أخو الموت، والجنة لا موت فيها» فكذلك النار، وقد قال تعالى: فاطر: ٣٦. "

مخرج هذا، مخرج؟

طالب: ............

أين؟ تقدم أين؟

طالب: ..............

يقول ابن الجوزي في العلل المتناهية بسنده الطويل، معروف ابن الجوزي في آخر القرن السادس، عن جابر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «النوم أخو الموت، ولا ينام أهل الجنة». قال المؤلف- يعني ابن الجوزي-: وقد روي بإسناد أصلح من هذا، ثم ذكر الإسناد الثاني، قال العقيلي: وابن مغيرة يحدث بما لا أصل له، يعني وإن كان أصلح فإنه لا يصلح.

طالب: ............

لا، هو العقيلي يقول إن ابن المغيرة الذي هو في سند هذا الحديث، يحدث بما لا يصلح، أو بما لا أصل له.

طالب: ............

معناه صحيح هيّن معناه، لكن هل يثبت حديثًا أو لا؟

طالب: ..........

لا، صعب أن يرفع وهو ما ثبت، لكن الكلام صحيح، لكنه ليس بمرفوع، رفعه يحتاج إلى دليل صحيح.

طالب: يعني هذا ليس بصحيح.

يعني على كلامه ابن المغيرة يحدث.. هذا تضعيف شديد، لا، ووجوده في العلل المتناهية لابن الجوزي دليل على ضعفه.

" وقال ابن عباس: البرد: برد الشراب، وعنه أيضًا: البرد النوم، والشراب الماء، وقال الزجاج: أي لا يذوقون فيها برد ريح، ولا ظل ولا نوم، فجعل البرد يرد كل.. "

أيش؟

" فجعل البرد برد كل شيء له راحة، وهذا برد ينفعهم، فأما الزمهرير فهو برد يتأذون به، فلا ينفعهم، فلهم منه من العذاب ما الله أعلم به. وقال الحسن وعطاء وابن زيد: بردًا: أي رَوحًا وراحة، قال الشاعر:

فلا الظل من برد الضحى تستطيعه               .

 

ولا الفيء أوقات العشي تذوق            .

النبأ: ٢٤  جملة في موضع الحال من الطاغين، أو نعت للأحقاب، فالأحقاب ظرف زمان، والعامل فيه لابثين أو لبثين على تعديه فعل..

على تعدية.

على تعدية فعل    النبأ: ٢٥. "

لبث على تعدية، والعامل فيه لابثين أو لبثين على القراءات على تعدية فعل، على أن أصل لابثين، الفعل لِبْث، المصدر على تعدية فعل يعني اللبث، فيكون العامل المشتق من المصدر الذي هو الفعل لبث.

"    النبأ: ٢٥  استثناء منقطع في قول من جعل البرد النوم، ومن جعله من البرودة كان بدلًا عنه. "

منه.

" كان بدلاً منه، والحميم... "

استثناء منقطع باعتبار أن المستثنى ليس من جنس المستثنى منه    النبأ: ٢٥  هذا مشروب، والنوم يختلف عنه، عند من جعل البرد النوم، ومن جعله من البرودة هو يشمل الماء الذي منه الحميم والماء، لكن هذا نوع بارد، وهذا حار، فيكون بدلاً منه.

" والحميم: الماء الحار قاله أبو عبيدة. وقال ابن زيد: الحميم: دموع أعينهم، تجمع في حياض ثم يُسقونه. قال النحاس: أصل الحميم: الماء الحار، ومنه اشتق الحمّام، ومنه الحمى، ومنه الواقعة: ٤٣  إنما يراد به النهاية في الحر. والغسّاق: صديد أهل النار وقيحهم، وقيل: الزمهرير، وقرأ حمزة والكسائي بتشديد السين، وقد مضى في (ص) القول فيه. النبأ: ٢٦  أي موافقًا لأعمالهم. عن ابن عباس.. "

طيب القراءة الثانية بالتخفيف بتخفيف السين؟ القراءة الثانية هي المعتمدة عند المؤلف الذي هو التشديد.

طالب: .............

معروف.

طالب: حفص وعاصم بالتشديد.

معروف لكن هو قراءته قراءة نافع، هل هي بالتخفيف؟ إذن القراءة الثانية هي المعتمدة عند المؤلف، لأنه إذا أشار إلى قراءة، فمعناه أن القراءة الثانية هي الأصل عنده، شوف خمسة عشر يا أبا عبد الله.

طالب: يمكن يقصد بتخفيف السين عند الكسائي؟

الغساق لا، قرأ حمزة والكسائي بتشديد السين.

مئتين وواحد وعشرين، خمسة عشر، مئتين وواحد وعشرين، لا هذا ستة عشر، أوله خمسة عشر أنت تقلب بالثاني مئتين وواحد وعشرين.. ص: ٥٧  وقراءة أهل المدينة وأهل البصرة وبعض الكوفيين بقراءة تخفيف السين في {وغساق}، وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش وحمزة والكسائي {غساق} بالتشديد، وهما لغتان بمعنى واحد في قول الأخفش، وقيل: معناهما مختلف، فمن خفف فهو اسم مثل عذاب وجواب وصواب، ومن شدد قال: هو اسم فاعل نقل إلى فعال للمبالغة نحو ضرّاب وقتال وفعال من غسق يغسق، فهو غساق وغاسق، قال ابن عباس: هو الزمهرير يخوفهم ببرده، قال مجاهد ومقاتل: هو الثلج البرد الذي انتهى برده، وقال غيرهما: إنه يحرق ببرده كما يحرق الحميم بحره، وقال عبد بن عمرو: هو قيح غليظ لو وقع منه شيء في المشرق لأنتن ما في المغرب، ولو وقع منه شيء في المغرب لأنت ما في المشرق، قال قتادة: وما يسيل من فروج الزناة من نتن لحوم الكفرة وجلودهم من الصديد والقيح والنتن، وقال محمد بن كعب: وعصارة أهل النار، وهذا القول أشبه باللغة، يقال: غسق الجرح يغسق غسقًا إذا خرج منه ماء أصفر إلى آخره أطال على الكلمة.

" النبأ: ٢٦  أي موافقًا لأعمالهم، عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما، فالوفاق بمعنى الموافقة، كالقتال بمعنى المقاتلة، وجزاءً نصب على المصدر، أي جازيناهم جزاءً وافق أعمالهم، قاله الفراء والأخفش. وقال الفراء أيضًا: هو جمع الوفِق، والوفق واللفق واحد.."

النبأ: ٢٦  هذا مطرد سواء كان الجزاء لأهل الخير أو لغيرهم، فالجزاء من جنس العمل.

" والوفق واللفق واحد، وقال مقاتل: وافق العذاب الذنب، فلا ذنب أعظم من الشرك، ولا عقاب أعظم من النار. وقال الحسن وعكرمة: كانت أعمالهم سيئة، فأتاهم الله بما يسوؤهم. النبأ: ٢٧  أي لا يخافون النبأ: ٢٧  أي محاسبة على أعمالهم. وقيل: معناه لا يرجون ثواب حساب، وقال الزجاج: أي أنهم كانوا لا يؤمنون بالبعث فيرجون حسابهم.             النبأ: ٢٨  أي بما جاءت به الأنبياء. وقيل: بما أنزلنا من الكتب. وقراءة العامّة كِذّابًا بتشديد الذال، وكسر الكاف، على كذب، أي كذبوا تكذيبًا كثيرًا. قال الفراء: هي لغة يمانية فسيحة، يقولون: كذبت به كذابًا.. "

كذا عندكم بالسين فسيحة أم فصيحة؟

طالب: .. بالسين..

يعني واسعة عند قطاع كبير منهم.

" يقولون كذب به كذابًا، وخرقت القميص خِراقًا، وكل فعل في وزن (فعّل) فمصدره فِعّال مشددة في لغتهم، وأنشد بعض الكلابيين:

لقد طال ما ثبطتني عن صحابتي               .

 

وعن حوج قِضّاؤها من شفائنا            .

وقرأ علي- رضي الله عنه-: كذابًا بالتخفيف، وهو مصدر أيضًا. وقال أبو علي: التخفيف والتشديد جميعًا: مصدر المكاذبة، كقول الأعشى:

فصدقتها وكذبتها                     .

 

والمرء ينفعه كذابه                  .

قال أبو الفتح: جاءا جميعًا مصدر كذب وكذّب جميعًا. قال الزمخشري: (كذابًا..

مع أن اللائق بالمشدد المشدد، واللائق بالمخفف المخفف.

قال الزمخشري: كذابًا بالتخفيف مصدر كذب، بدليل قوله:

فصدقتها وكذبتها                     .

 

والمرء ينفعه كذابه                  .

وهو مثل قوله:   ﭿ نوح: ١٧  يعني وكذبوا بآياتنا، أفكذّبوا كذّابًا.. "

مخففة عندك أفكَذَبوا كذابًا؟

" وكذبوا بآياتنا أفكذبوا كِذَابًا أو تنصبه بكذّبوا؛ لأنه يتضمن معنى كذبوا.. "

لأن كذبوا كذّبوا لكنها التشديد؛ للتكثير يعني ما هو كذبوا مرة واحدة ولا مرتين ولا عشرة ولا مائة، ديدنهم الكذب.

" لأنه يتضمن معنى كذبوا؛ لأن كل مُكذّب بالحق كاذب؛ لأنهم إذا كانوا عند المسلمين كاذبين، وكان المسلمون عندهم كاذبين، فبينهم مكاذبة، وقرأ ابن عمر كُذابًا بضم الكاف والتشديد.. "

كل فريق يكذّب الآخر، فالمكاذبة المفاعلة من الطرفين موجودة.

" وقرأ ابن عمر كُذّابًا بضم الكاف والتشديد جمع كاذب، قاله أبو حاتم. ونصبه على الحال الزمخشري، وقد يكون الكُذّاب: بمعنى الواحد البليغ في الكذب، يقال: رجل كذّاب، كقولك رجلٌ كذَاب كقولك.. "

لا مشددة.

بالتشديد؟

نعم كلها مشددة حتى حسان وبخال.

" يقال رجل كذّاب كقولك: حسان وبخال، فيجعله صفة لمصدر كذّبوا أي تكذيبًا كُذّابًا مفرطًا كذبه. وفي الصحاح: وقوله تعالى:             النبأ: ٢٨  وهو أحد مصادر المشدد؛ لأن مصدره قد يجيء على تفعيل مثل التكليم، وعلى فعال كذّاب، وعلى تفعلة مثل توصية، وعلى مفعّل       ﮢﮣ سبأ: ١٩   النبأ: ٢٩  كل نصب بإضمار فعل يدل عليه أحصيناه أي وأحصينا كل شيء أحصيناه، وقرأ أبو السمّال: وكل شيء بالرفع على الابتداء. "

يعني لو لم يشتغل الفعل بالضمير أحصيناه لصار هو الناصب لكل يصير هو مفعول مقدم، لما اشتغل بغيره احتجنا إلى إضمار فعل يُنصب به كل يفسره المذكور قال: وأحصينا كل شيء أحصيناه.

" وقرأ أبو السمّال: وكلُّ شيء بالرفع على الابتداء. كتابًا نصب على المصدر؛ لأن معنى أحصينا كتبنا أي كتبناه كتابًا، ثم قيل: أراد به العلم، فإن ما كُتب كان أبعد من النسيان، وقيل: أي كتبناه في اللوح المحفوظ؛ لتعرفه الملائكة، وقيل: أراد ما كتب على العباد من أعمالهم فهذه كتابة صدرت عن الملائكة الموكَّلين بالعباد بأمر الله تعالى إياهم بالكتابة؛ دليله قوله تعالى: ﭿ         الانفطار: ١٠ - ١١   النبأ: ٣٠  قال أبو برزة: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أشد آية في القرآن فقال: «قوله تعالى: النبأ: ٣٠ » أي النساء: ٥٦  و الإسراء: ٩٧  قوله تعالى... "

أي النساء: ٥٦  المفترض أن يقول: أي كما في قوله- جل وعلا-، وقوله.

" قوله تعالى:   النبأ: ٣١  ذكر جزاء من اتقى مخالفة أمر الله النبأ: ٣١  موضع فوز ونجاة وخلاص مما فيه أهل النار، ولذلك قيل للفلاة إذا قلَّ ماؤها. "

مفازة.

" ولذلك قيل للفلاة إذا قلَّ ماؤها مفازة؛ تفاؤلاً للخلاص منها. "

وإلا مثلها وصفه الحقيقي مهلكة، ما هي مفازة، لكنهم يتفاءلون لعلهم ينجون ويخلصون منها.

طالب: أحسن الله إليك حديث أبي برزة صحيح أم..؟

والله ما أدري، ماذا يقول؟

طالب: ..........

السياق سياق رفع، وليس بسياق نصب، وليس بسياق وقف، سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن.. ما يمكن أن يكون هذا موقوفًا، لكن ضعفه لا شك فيه، لو موقوفًا لقال الحسن: سألت أبا برزة عن كذا، فقال ما يقول..

طالب: ..........

نعم ما يخالف، لكن عن الحسن سألت أبا برزة في السياق هذا لمَ يكون موقوفًا؟ وعلى كل حال لا يثبت مرفوعًا.

" النبأ: ٣٢  هذا تفسير الفوز، وقيل:   النبأ: ٣١ - ٣٢  إن للمتقين حدائق جمع حديقة، وهي البستان المحوّط عليه، يقال: أحدق به أي أحاط، والأعناب جمع عنب أي كروم أي كروم أعناب فحُذف. النبأ: ٣٣  كواعب جمع كاعب وهي الناهد يقال: كعبت الجارية تكعب كعوبًا وكعّب تكعب تكعيبًا، ونهدت تنهد نُهودًا، وقال الضحاك. "

وأصل المادّة من البروز مثل بروز ثدي الجارية، ومثل الكعبة قيل كعبة؛ لبروزها.

طالب: ..........

والكعب كعب الرجل، نعم.

" وقال الضحَّاك: ككواعب العذارى، ومنه قول قيس بن عاصم:

وكم من حَصان قد حيونا كريمة        .

 

ومن كاعب لم تدر ما البؤس معصر     .

والأتراب الأقران في السن، وقد مضى في سورة الواقعة، الواحد تِرْب، وكأسًا. "

كأنهن وقعن على التراب في لحظة واحدة في الولادة، فالسن واحد، ما يقال: هذه كبيرة، وهذه صغيرة.

" النبأ: ٣٤  قال الحسن وقتادة وابن زيد وابن عباس: مترعة مملوءة، يقال: أدهقت الكأس أي ملأتها وكأس دهاق أي ممتلئة قال:

ألا فاسقني صرفًا سقاني الساقي                     .

 

من مائها بكأسك الدهاق                  .

وقال خداش بن زهير:

أتانا عامر يبغي قرانًا                     .

 

فأترعنا له كأسًا دِهاقًا                  .

وقال سعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وابن عباس أيضًا: متتابعة يتبع بعضها بعضًا، ومنه: ادهقت الحجارة ادهاقًا، وهو شدة تلازبها ودخولها بعضها في بعض، فالمتتابع كالمتداخل، وعن عكرمة أيضًا وزيد بن أسلم: صافية، قال الشاعر:

لأنت إلى الفؤاد أحب قربًا                     .

 

من الصادي إلى كأس دهاقي                  .

وهو جمع دهق وهو خشبتان يُغمز بهما الساق، والمراد بالكأس الخمرن فالتقدير خمرًا ذات دهاق أو عصرت وصفيت، قاله القشيرين وفي الصحاح: وأدهقت الماء أي أفرغته إفراغًا شديدًا، قال أبو عمرو: والدهَق بالتحريك ضرب من العذاب، وهو بالفارسية أشكنجة، وقال المبرِّد: والمدهوق المعذَّب بجميع العذاب الذي لا فرجة فيه، قال ابن الأعرابي: دهقت الشيء كسرته وقطعته، وكذلك دهدقته، وأنشد لحجر بن خالد:

تدهدق بعض اللحم للباع والندى                     .

 

وبعضهم تغلي بذم منافعه                  .

لكن الدهَق والدهاق، الدهق بهذا المعنى الأخير لا يناسب السياق.

ودهم ودهمقته بزيادة الميم مثله، وقال الأصمعي: الدهمقة لين الطعام وطيبه ورقَّته، وكذلك كل شيء ليّن، ومنه حديث عمر: لو شئت أن يدهمق إلي، لو شئت أن يدهمق لي لفعلت، ولكن الله عاب قومًا فقال: ﯿ الأحقاف: ٢٠."

قال عنه شيئًا؟ ما علق عليه؟

طالب: ..........

باعتبار أنه من قول عمر لا يعتنون بالموقوفات.

" قوله تعالى:   النبأ: ٣٥  أفي الجنة       النبأ: ٣٥  اللغو الباطل، وهو ما يلغى من الكلام ويطرحن ومنه الحديث: إذا قلت لصاحبك: أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت. "

طالب: ..........

هو تفسير للآية يدهمق لي لفعلت يعني يلين ويطيب، لكنه يأكل الخشن.

طالب: ..........

كل ما..

طالب: ..........

مثل ما جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام- لما أكلوا من الجدي والبر والعسل: لتسألن يومئذٍ عن النعيم.

" وذلك أن أهل الجنة إذا شربوا لم تتغير عقولهم، ولم يتكلموا بلغو بخلاف أهل الدنيا.       النبأ: ٣٥  تقدم أي لا يكذب بعضهم بعضًا، ولا يسمعون كذبًا، وقرأ الكسائي: كذَابًا بالتخفيف من كذبت كذَابًا أي لا يتكاذبون في الجنة، وقيل: هما مصدران في التكذيب، وإنما خففها هاهنا؛ لأنها ليست مقيدة بفعل يصير مصدرًا له، وشدد قوله             النبأ: ٢٨  لأن كذبوا يقيد المصدر بالكذاب. النبأ: ٣٦  نُصب على المصدر؛ لأن المعنى جزاهم بما.. "

وعلى ما تقدم الكذب كذاب المراد به المكاذبة المفاعلة من الطرفين، فهي مثبتة في السياق السابق بالنسبة لأهل النار، وهي منفية هنا بالنسبة لأهل الجنة لا يتكاذبون، لا يكذب لا يكذّب بعضهم بعضًا، وأولئك يكذب بعضهم بعضًا.

طالب: ..........

هو ما تغير الإعراب، لكن اللفظ تغير؛ لأنها من مصادر كذب.

" لأن المعنى جزاهم بما تقدم ذكره جزاءً، وكذلك عطاءًح لأن معنى أعطاهم وجزاهم واحد أي أعطاهم عطاءً حسابًا أي كثيرًا، قاله قتادة، يقال: أحسبت فلانًا أي كثّرت له العطاء حتى قال: حسبي قال. "

والذي يحتاج إلى الحساب هو الشيء الكثير، وأما القليل فلا يحتاج إلى حساب ولا جمع ولا طرح ولا شيء.

طالب: ..........

  الصافات: ٤٧  ما فيها غول؛ لأن هذا نقص وذم، فلا يوجد في الجنة هذا النقص، فالذي تمنى في الجنة شيئًا غير لائق بأهل الجنة فهذا ما يتحقق.

طالب: ..........

مثل ما سبق الجزاء من جنس العمل، ومن شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة.

" قال:

ونخفي وليد الحي إن كان جائعًا                     .

 

ونحسبه إن كان ليس بجائع                  .

وقال القتبي: ونرى أصل هذا أن يعطيه حتى يقول: حسبي، وقال الزجاج: حسابًا أي ما يكفيهم، وقاله الأخفش، يقال: أحسبني كذا أي كفاني، وقال الكلبي: حاسبهم فأعطاهم بالحسنة عشرًا، وقال مجاهد: حسابًا لما عملوا، فالحساب بمعنى العدّ أي بقدر ما وجب له في وعد الرب، فإنه وعد للحسنة عشرًا، ووعد القوم بسبع. "

ووعد لقوم.

" ووعد لقوم بسبعمائة ضعف، وقد وعد القوم. "

لقوم.

" وقد وعد لقوم جزاءً لا نهاية له ولا مقدار، كما قال تعالى: الزمر: ١٠. "

جاء في المسند: «إن الله ليضاعف لبعض خلقه الحسنة بألفي ألف حسنة» مليونين حسنة، لكن الحديث مضعف عند أهل العلم، وهو الذي يدخل في هذا السياق.

" وقرأ أبو هاشم: عطاءً حَسَّابًا بفتح الحاء وتشديد السين على وزن فعَّال أي كفافًا، قال الأصمعي: تقول العرب: حسَّبت الرجل بالتشديد إذا أكرمتُه.

أكرمتَه.

إذا أكرمتَه وأنشد قول الشاعر:

............................                     .

 

إذا أتاه ضيفه يحسِّبه                  .

وقرأ ابن عباس: حسانًا بالنون. قوله تعالى: ﭰﭱ النبأ: ٣٧  قرأ ابن مسعود ونافع وأبو عمرو وابن كثير وزيد عن يعقوب والمفضل عن عاصم: رب بالرفع على الاستئناف، الرحمن خبره ،أو بمعنى هو رب السموات، ويكون الرحمن مبتدأً ثانيًا، وقرأ ابن عامر ويعقوب وابن مُحيص كلاهما بالخفض نعتًا لقوله: النبأ: ٣٦  أي جزاءً من ربك رب السموات الرحمن، وقرأ ابن عباس وعاصم وحمزة والكسائي: رب السموات والأرض، رب السموات خفضًا على النعت، الرحمن رفعًا على الابتداء، أي هو الرحمن، واختاره أبو عبيد: وقال: هذا أعدلها، خفض رب؛ لقربه من قوله: من ربك، فيكون نعتًا له، ورفع لفظ الرحمن؛ لبعده منه على الاستئناف، وخبره النبأ: ٣٧  أي لا يملكون أن يسألوه إلا فيما أذن لهم فيه، وقال الكسائي: النبأ: ٣٧  بالشفاعة إلا بإذنه وقيل: الخطاب الكلام أي لا يملكون أن يخاطبوا الرب سبحانه إلا بإذنه، دليل. "

والأوضح الجرّ في الموضعين؛ لأنه بدل من ربك أو بيان، وهذا الذي يقتضيه السياق، وكوننا نقدر مبتدأً يرفع بعده الرحمن لا شك أن ما لا يحتاج إلى تقدير أولى مما يحتاج، ولا يحتاج إلى تقدير هنا.

طالب: ..........

يقول هذه القراءة ذكرها القرطبي وابن عطية، ولم يذكرا قراءة عاصم بالجر فيهما، وهي رواية حفص، وقد ذكرها أبو حيان والألوسي، فتكون القراءات عن عاصم على ثلاث؛ رفع فيهما وجر فيهما وجر رب ورفع الرحمن.

" وقال الكسائي: النبأ: ٣٧  بالشفاعة إلا بإذنه، وقيل: الخطاب الكلام أي لا يملكون أن يخاطبوا الرب سبحانه إلا بإذنه، دليله:   ﯚﯛ هود: ١٠٥  وقيل: أراد الكفار النبأ: ٣٧ ، فأما المؤمنون فيشفعون، قلت: بعد أن يؤذن لهم؛ لقوله تعالى: ﯠﯡ البقرة: ٢٥٥ ، وقوله تعالى:          طه: ١٠٩ . قوله تعالى: النبأ: ٣٨. "

شروط الشفاعة تقدمت مرارًا، وهي إذنه- جل وعلا- للشافع، ورضاه عن المشفوع له.

"قوله تعالى: ﭻﭼ النبأ: ٣٨  يوم نُصب على الظرف، أي يوم لا يملكون منه خطابًا، يوم يقوم الروح، واختلف في الروح على أقوال ثمانية؛ الأول: أنه مَلَك من الملائكة قال ابن عباس: ما خلق الله مخلوقًا بعد العرش أعظم منه، فإذا كان يوم القيامة.."

القدر: ٤ ، والأكثر على أنه جبريل- عليه السلام-، وعطف الملائكة عليه من باب عطف العام على الخاص وعطف الخاص العام القدر: ٤ ؛ للاهتمام بشأن الخاص والعناية به.

" فإذا كان يوم القيامة قام هو وحده صفًّا، وقامت الملائكة كلهم صفًّا، فيكون عظم خلقه مثل صفوفهم، ونحو منه عن ابن مسعود قال: الروح ملك أعظم من السموات السبع ومن الأرضين السبع ومن الجبال، وهو حيال السماء الرابعة يسبح اللهَ كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة، يخلق الله من كل تسبيحة ملكًا، فيجيء يوم القيامة وحده صفًّا وسائر الملائكة صفًّا. "

لعل هذا من الإسرائيليات.

" الثاني: أنه جبريل- عليه السلام- قاله الشعبي والضحاك وسعيد بن جبير، وعن ابن عباس: إن عن يمين العرش نهرًا من نور مثل السموات السبع والأرضين السبع والبحار السبع، يدخل جبريل كل يوم فيه سحرًا، فيغتسل فيزداد نورًا على نوره، وجمالاً على جماله، وعظمًا على عظمه، ثم ينتفض فيخلق الله من كل قطرة تقع من ريشه سبعين ألف ملك يدخل منهم كل يوم سبعون ألفًا البيت المعمور والكعبةُ. "

والكعبةَ.

" والكعبةَ سبعون ألفًا لا يعودون إليهما إلى يوم القيامة. "

أما ما جاء في الشق الأول أن البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألفًا لا يعودون إليه، هذا صحيح، أما الكعبة فلم يرد فيها شيء من هذا، وليس هؤلاء الملائكة الذي يدخلون البيت المعمور هم الذين خلقوا من انتفاضة جبريل، هذا الكلام لا يصح.

" وقال وهب: إن جبريل- عليه السلام- واقف بين يدي الله تعالى ترعد فرائصه، يخلق الله تعالى من كل رعدة مائة ألف ملك، فالملائكة صفوف بين يدي الله تعالى منكَّسة رؤوسهم، فإذا أذن الله لهم في الكلام قالوا: لا إله إلا أنت، وهو قوله تعالى: ﭻﭼ   ﭿ النبأ: ٣٨  إلا من أذن له الرحمن في الكلام النبأ: ٣٨  يعني قول: لا إله إلا أنت. والثالث: روى ابن عباس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «الروح في هذه الآية جند من جنود الله تعالى ليسوا ملائكة لهم رؤوس وأيد وأرجل يأكلون الطعام»، ثم قرأ: ﭻﭼ النبأ: ٣٨ فإن هؤلاء جند، وهؤلاء جند، وهذا قول أبي صالح ومجاهد، وعلى هذا هم خلق على صورة بني آدم كالناس، وليسوا بناس. "

مخرج؟

طالب: ..........

لأنه مرفوع، لو صح قطع جميع الأقوال، لكنه لا يصح.

" الرابع: أنهم أشراف الملائكة، قاله مقاتل بن حيان. الخامس أنهم حفظة على الملائكة، قاله ابن أبي نجيح. السادس: أنهم بنو آدم، قاله الحسن وقتادة، فالمعنى ذوو الروح، وقال العوفي والقرظي: هذا مما كان يكتمه ابن عباس قال: الروح خلق من خلق الله على صور بني آدم، وما نزل ملك من السماء إلا ومعه واحد من الروح. السابع: أرواح بني آدم تقوم صفًّا، فتقوم الملائكة صفًّا، وذلك بين النفختين قبل أن ترد إلى الأجساد، قاله عطية. الثامن: أنه القرآن، قاله زيد بن أسلم، وقرأ: ﭖﭗ الشورى: ٥٢،  و ﭻﭼ النبأ: ٣٨  مصدر أي يقومون صفوفًا، والمصدر ينبئ عن الواحد والجمع، كالعد.. "

كالعدل.

" كالعدل والصوم. "

أن تقول زيد عدل، وهند عدل، والزيدان عدل، والرجال عدل، كل واحد، المثنى والجمع من المذكر والمؤنث، ومثله الصوم.

" ويقال ليوم العيد: يوم الصف، وقال في موضع آخر: الفجر: ٢٢  هذا يدل على الصفوف، وهذا حين العرض والحساب قال معناه القتبي وغيره، وقيل: يقوم الروح صفًّا، والملائكة صفًّا، فهم صفان، وقيل: يقول الكل صفًّا واحدًا   النبأ: ٣٨  أي لا يشفعون ﭿ النبأ: ٣٨  في الشفاعة النبأ: ٣٨  يعني حقًّا قاله الضحاك ومجاهد، وقال أبو صالح: لا إله إلا الله. "

يظهر من قوله: لا يتكلمون أعم من كونها في الشفاعة سواء كانت لهم أو لغيرهم، مطلق المنفي مطلق الكلام.

" وقال أبو صالح: لا إله إلا الله، وروى الضحاك، عن ابن عباس قال: يشفعون لمن قال: لا إله إلا الله، وأصل الصواب السداد من القول والفعل، وهو من أصاب يصيب إصابة كالجواب من أجاب يجيب إجابة، وقيل:   النبأ: ٣٨  يعني الملائكة والروح الذين قاموا صفًّا لا يتكلمون هيبة وإجلالاً إلا من أذن. "

أصل المادة الصواب، والصوب والتصويب والصيِّب كلها من النزول، ومنه: صيب نافع، اللهم اجعله صيبًا نافعًا، يعني ينزل على الأرض تنتفع به، ومنه أيضًا ما جاء في وصف ركوعه -عليه الصلاة والسلام- لم يقنع رأسه ولم يصوبه، يعني لم يخفضه، ومنه هذا.

إلا من أذن له الرحمن في الشفاعة، وهم قد قالوا صوابًا، وأنهم يوحدون الله تعالى ويسبحونه، وقال الحسن.

والصواب في مسألة الشفاعة ألا يشفع إلا لمن يستحق، كما أنه لا يدعى إلا لمن يستحق.

وقال الحسن.

طالب: ..........

ماذا فيه؟

طالب: ..........

الكلام منفي عن الجميع إلا بهذا القيد الإذن وقول الحق الذي هو الصواب.

طالب: ..........

أعم بلا شك.

" إلا من أذن له الرحمن في الشفاعة، وهم قد قالوا صوابًا، وأنهم يوحدون الله تعالى ويسبحونه، وقال الحسن: إن الروح يقول يوم القيامة: لا يدخل أحد الجنة إلا بالرحمة، ولا النار إلا بالعمل، وهو معنى قوله تعالى: النبأ: ٣٨ . قوله تعالى:   ﮉﮊ النبأ: ٣٩  أي الكائن الواقع. النبأ: ٣٩  أي مرجعًا بالعمل الصالح، كأنه إذا عمل خيرًا رده إلى الله- عز وجل- وإذا عمل شرًّا عده منه، وينظر إلى هذا المعنى قوله -عليه السلام-: «والخير كله بيديك، والشر ليس إليك»، وقال قتادة: النبأ: ٣٩  سبيلاً. قوله تعالى.. "

يعني من باب الأدب ألا يضاف الشر إلى الله- جل وعلا-، وأما الخير فيضاف إليه صراحة؛         الجن: ١٠  أُريد ما أضيف إلى الله- جل وعلا- الجن: ١٠  أضيف إليه لما كان خيرًا.

" قوله تعالى: النبأ: ٤٠  يخاطب كفار قريش ومشركي العرب؛ لأنهم قالوا: لا نبعث، والعذاب عذاب الآخرة، وكل ما هو آت فهو قريب، وقد قال تعالى:           النازعات: ٤٦  قال معناه الكلبي وغيره، وقال قتادة: عقوبة الدنيا؛ لأنها أقرب العذابين، قال مقاتل: هي قتل قريش ببدر، والأظهر أنه عذاب الآخرة، وهو الموت والقيامة؛ لأن من مات فقد قامت قيامته، فإن كان من أهل الجنة رأى مقعده من الجنة، وإن كان من أهل النار رأى الخزي والهوان، ولهذا قال تعالى: النبأ: ٤٠  بيّن وقت ذلك العذاب أي أنذرناكم عذابًا قريبًا في ذلك اليوم، وهو يومَ ينظر المرء ما قدمت يداه أي يراه، وقيل: ينظر إلى ما قدمت، فحذف إلى، والمرء هاهنا في قول الحسن. "

المؤمن.

" والمرء هاهنا المؤمن في قول الحسن أي يجد لنفسه عملاً، فأما الكافر فلا يجد لنفسه عملاً، فيتمنى أن يكون ترابًا، ولما قال.. "

الكافر ما أمامه شيء ينظر إليه     الفرقان: ٢٣  فليس أمامه شيء ينظر إليه، وحينئذٍ يتمنى أن لو كان ترابًا.

" ولما قال: النبأ: ٤٠  علم أنه أراد بالمرء المؤمن، وقيل: المرء هاهنا أبيُّ بن خلف وعقبة بن أبي معيط، ويقول الكافر أبو جهل، وقيل: هو عامّ في كل أحد وإنسان يرى في ذلك اليوم جزاء ما كسب، وقال مقاتل نزلت قوله: النبأ: ٤٠  في أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، ويقول الكافر: يا ليتني كنت ترابًا في أخيه الأسود بن عبد الأسد، وقال الثعلبي: سمعت أبا القاسم بن حبيب يقول: الكافر هاهنا إبليس: وذلك أنه عاب آدم بأنه خلق من تراب وافتخر بأنه خلق من نار، فإذا عاين يوم القيامة ما فيه آدم وبنوه من الثواب والراحة والرحمة، ورأى ما هو فيه من الشدة والعذاب تمنى أنه يكون بمكان آدم فيقول: يا ليتني كنت ترابًا، قال: ورأيته في بعض التفاسير للقشيري أبي نصر، وقيل: أي يقول إبليس: يا ليتني خلقت من التراب، ولم أقل أنا خير من آدم، وعن ابن عمر: إذا كان يوم القيامة مُدت الأرض مد الأديم وحشر الدواب والبهائم والوحوش، ثم يوضع القصاص بين البهائم حتى يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء بنطحتها، فإذا فرغ من القصاص بينها قيل لها: كوني ترابًا، فعند ذلك يقول الكافر: يا ليتني كنت ترابًا، ونحوه عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهم-، وقد ذكرناه في كتاب التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة مجوّدًا، والحمد لله، ذكر أبو جعفر النحاس حدثنا أحمد بن محمد.. "

ابن المطهر الرافضي صاحب منهاج الكرامة الذي رد عليه شيخ الإسلام بمنهاج السنة يقول: أي فرق بين قول عمر: يا ليتني كنت كبشًا سمنني أهلي فأكلوني، أو ليتني كنت شجرة عضدها قوم فأحرقوها، ما الفرق بينه وبين قول الكافر: يا ليتني كنت ترابًا؟ يقول: ما فيه فرق، رد عليه شيخ الإسلام- رحمه الله- هذا بعد المعاينة يقول: يا ليتني كنت ترابًا، عرف مآله، وعمر- رضي الله عنه- من شدة خوف ومن شدة ورعه وتحريه؛ لخوفه من عذاب الله يقول ما يقول وقاله غيره، والله المستعان.

" ذكر أبو جعفر النحاس حدثنا أحمد بن محمد بن نافع قال: حدثنا سلمة بن شبيب قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر قال: أخبرني جعفر بن برقان الجزري، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة قال: إن الله تعالى يحشر الخلق كلهم من دابة وطائر وإنسان ثم يقال للبهائم والطير: كوني ترابًا، فعند ذلك يقول الكافر: يا ليتني كنت ترابًا، وقال قوم: يا ليتني كنت ترابًا أي لم أبعث كما قال:            الحاقة: ٢٥ ، وقال أبو الزناد: إذا قضي بين الناس، وأمر بأهل الجنة إلى الجنة، وأهل النار إلى النار قيل لسائر الأمم ولمؤمني الجن: عودوا ترابًا، فيعودون ترابًا، فعند ذلك يقول الكافر حين يراهم: يا ليتني كنت ترابًا، وقال ليث بن أبي سليم: مؤمنو الجن يعودون ترابًا، وقال عمر بن عبد العزيز والزهري والكلبي ومجاهد: مؤمنو الجِنة حول الجنة في ربض ورحاب، وليسوا فيها، وهذا أصح، وقد مضى في سورة الرحمن بيان هذا، وأنهم مكلفون، يثابون ويعاقبون، فهم كبني آدم، والله أعلم بالصواب. "

اللهم صل على محمد...

"