التعليق على تفسير القرطبي - سورة الغاشية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين، قال المؤلف رحمه الله تعالى:

" سورة الغاشية، وهي مكية في قول الجميع، وهي ست وعشرون آية. بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى: الغاشية: ١  هل بمعنى ق، كقوله: الإنسان: ١  قاله قطرب، أي قد جاءك يا محمد حديث الغاشية أي القيامة التي تغشى الخلائق. "

يعني ليس المقصود منها الاستفهام على حقيقته الذي هو الاستخبار؛ لأن الله- جل وعلا- لا يستخبر من نبيه -عليه الصلاة والسلام- هل أتته.. لأنه أعلم بما كان وما يكون وما لو كان كما قال أهل العلم لو كان كيف يكون، فهو لا يسأل عن شيء، لكن قالوا: إنها للتحقيق بمعنى قد، وحديثها وهي القيامة التي تغشى القلوب والخلائق بأهوالها، أخبارها جاءت في سور تقدمت، ومنها ما لم يرد، وسيأتي بعد هذه السورة بعد نزولها المقصود أن الله- جل وعلا- يحقق مجيء الغاشية وحديث الغاشية.

" أي القيامة التي تغشى الخلائق بأهوالها وأفزاعها، قاله أكثر المفسرين، وقال سعيد بن جبير ومحمد بن كعب: الغاشية. "

يعني كما قالوا في القارعة إنها القيامة التي تقرع القلوب بأهوالها والحاقة، والطامة، والصاخة.

" وقال سعيد بن جبير ومحمد بن كعب: الغاشية النار تغشى وجوه الكفار. ورواه أبو صالح عن ابن عباس، ودليله قوله تعالى: إبراهيم: ٥٠  وقيل: تغشى الخلق وقيل: المراد النفخة الثانية للبعث؛ لأنها تغشى الخلائق، وقيل: الغاشية أهل النار يغشونها ويقتحمون فيها، وقيل: معنى هل أتاك أي هذا لم يكن من علمك ولا من علم قومك، قال ابن عباس. "

لأن مثل هذا لا يدرك إلا بتوقيف من الله- جل وعلا- هذا ما يدرك باجتهاد، ولا يدرك ولا برؤى ولا بتنبؤات ولا بشيء.

" قال ابن عباس: لم يكن أتاه قبل ذلك على هذا التفصيل المذكور هاهنا، وقيل: إنها خرجت مخرج الاستفهام لرسوله، ومعناه: إن لم يكن أتاك حديث الغاشية، فقد أتاك، وهو معنى قول الكلبي. قوله تعالى:     الغاشية: ٢ - ٣  قال ابن عباس: لم يكن أتاه حديثهم فأخبره عنهم فقال: الغاشية: ٢  أي يوم القيامة الغاشية: ٢  قال سفيان: أي ذليلة بالعذاب، وكل متضائل ساكن خاشع يقال له خشع في صلاته إذا تذلل ونكس رأسه وخشع الصوت خفي، قال الله تعالى: طه: ١٠٨  والمراد بالوجوه أصحاب الوجوه، وقال.. "

ليس خاصًّا بالوجوه دون بقية البدن، بل الذل والانكسار والخضوع يشمل البدن كله.

" وقال قتادة وابن زيد: الغاشية: ٢  أي في النار، والمراد وجوه الكفار كلهم، قاله يحيى بن سلاّم، وقيل: أراد وجوه اليهود والنصارى، قاله ابن عباس ثم قال:     الغاشية: ٣  فهذا في الدنيا؛ لأن الآخرة ليست دار عمل، فالمعنى وجوه عاملة ناصبة في الدنيا خاشعة في الآخرة. "

تتعب في الدنيا هذا مشاهد فيمن يعبد غير الله- جل وعلا- يتعب ويتحمل المشاقّ، ومع ذلك عاملة في الدنيا وناصبة في الآخرة، عاملة في الدنيا وناصبة فيها، نسأل الله.. هم على غير هدى، بل على ضلال، والمسلم يتكاثر أن يتعب لربه فيما يقربه إليه، وأولئك يعملون أضعاف أضعاف ما يعمله المسلمون، ومع ذلك هم في النار، ومنهم من يقول:     الغاشية: ٣  في الآخرة، وتصلى كذلك في الآخرة؛ بدليل قوله: الغاشية: ٢  فهي عاملة ناصبة في الآخرة في النار؛ لأن النار فيها تعب وفيها طلوع وفيها نزول وفيها أمور وأهوال، فهي عاملة، يعني أنها تعبت، وناصبة تعمل في النار في مقاساة العذاب وأهواله، هذا قاله بعضهم؛ لأن الله- جل وعلا- يقول: الغاشية: ٢  يومئذٍ يعني في القيامة، وجمهور المفسرين على أنها عاملة ناصبة في الدنيا، وتصلى نارًا حامية في الآخرة.

" وقال قتادة وابن زيد: الغاشية: ٢  أي في النار، والمراد وجوه الكفار كلهم، قاله يحيى بن سلاّم، وقيل: أراد وجوه اليهود والنصارى، قاله ابن عباس ثم قال:     الغاشية: ٣  فهذا في الدنيا؛ لأن الآخرة ليست دار عمل، فالمعنى وجوه عاملة ناصبة في الدنيا خاشعة في الآخرة، قال أهل اللغة: يقال للرجل إذا دأب في سيره قد عمل يعمل عملاً، ويقال للسحاب إذا دام برقه: قد عمل يعمل عملاً، وذا سحاب عمل وذا سحابٍ. "

وذا سحابٌ عمل

" وذا سحابٌ عمل قال الهذلي: حتى شاءها. "

شآها.

"حتى شآها كليل موهنًا عمل                   .

 

..................................                   .

عَمِلٌ.

......................... عَمِلٌ                    .

 

باتت طرابًا وبات الليل لم ينم                    .

  الغاشية: ٣  أي تعبة."

عَمِل على صيغة فَعِل، وهي تغني عن ياء النسب، يقال: عملي، ويقال: عَمِل مثلما يقال: نهاري نَهِر في مقابل ليلي، يقول الشاعر:

..............................                    .

 

ولست بليلي ولكني نهر                  .

يعني نهاري، فيستغنون بهذه الصيغة فعل عن ياء النسب.

طالب: ................

بلا شك كل من تعب في الدنيا على غير هدى يدخل، لكن هل يخلد أو لا يخلد؟ أمر ثانٍ.

"   الغاشية: ٣  أي تعبة يقال نصِب بالكسر ينصب نصْبًا. "

نصَبًا.

" نصَبًا إذا تعب، ونصْبًا أيضًا، وأنصبه غيره. "

يعني أتبعه غيره.

" فروى الضحاك عن ابن عباس قال: هم الذين أنصبوا أنفسهم في الدنيا على معصية الله- عز وجل-، وعلى الكفر؛ مثل عبدة الأوثان، وكفار أهل الكتاب مثل الرهبان وغيرهم، لا يقبل الله- جل ثناؤه- منهم إلا ما كان خالصًا له. وقال سعيد عن قتادة:     الغاشية: ٣  قال: تكبرت في الدنيا عن طاعة الله- عز وجل-، فأعملها الله وأنصبها في النار، بجر السلاسل الثقال، وحمل الأغلال، والوقوف حفاة عراة في العرصات، في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنة. قال الحسن وسعيد بن جبير: لم تعمل لله في الدنيا، ولم تنصب له، فأعملها وأنصبها في جهنم. وقال الكلبي: يُجرون على وجوههم في النار. وعنه وعن غيره: يكلفون ارتقاء جبل من حديد في جهنم، فينصبون فيها أشد ما يكون من النصب، بمعالجة السلاسل والأغلال والخوض في النار؛ كما تخوض الإبل في الوحل، وارتقاؤها في صعود من نار، وهبوطها في في حدور منها؛ إلى غير ذلك من عذابها. وقاله ابن عباس. وقرأ ابن محيصن وعيسى وحميد، ورواها عبيد عن شبل عن ابن كثير: ناصبةً بالنصب على الحال وقيل: على الذم، وقرأ الباقون (بالرفع) على الصفة أو على إضمار مبتدأ. "

والصفة أولى من الحال؛ لأن الذي تقدم نكرة، والنكرة يحتاج إلى صفة بخلاف ما لو كان معرفة فيحتاج إلى حال.

" فيوقف على الغاشية: ٢ ، ومن جعل المعنى في الآخرة، جاز أن يكون خبرًا بعد خبر عن الغاشية: ٢  فلا يوقف على الغاشية: ٢  وقيل:     الغاشية: ٣  أي عاملة في الدنيا ناصبة في الآخرة. وعلى يحتمل وجوه يومئذٍ يومَئذٍ عاملة في الدنيا، ناصبة في الآخرة، خاشعة. قال عكرمة والسُّدي: عملت في الدنيا بالمعاصي. وقال سعيد بن جبير وزيد بن أسلم: هم الرهبان أصحاب الصوامع، وقاله ابن عباس. وقد تقدم في رواية الضحاك عنه. وروي عن الحسن قال: لما قَدم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الشام أتاه راهب شيخ كبير متقهّل، عليه سواد، فلما رآه عمر بكى. فقال له: يا أمير المؤمنين، ما يبكيك؟ قال: هذا المسكين طلب أمرًا فلم يصبه، ورجا رجاءً فأخطأه، -وقرأ قول الله- عز وجل-:     الغاشية: ٢ - ٣. قال الكسائي: التقهل رثاثة الهيئة، ورجل متقهل: يابس الجلد سيئ الحال، مثل المتقحل. وقال أبو عمرو: التقهل شكوى الحاجة. وأنشد:

لعوا إذا لاقيته تقهلا                    .

 

..................................                   .

والقهل: كفران الإحسان. وقد قهل يقهل قهلاً: إذا أثنى ثناء قبيحًا. وأقهل الرجل تكلف ما يعيبه ودنس نفسه. وانقهل ضعف وسقط؛ قال الجوهري. وعن علي- رضي الله عنه- أنهم أهل حروراء؛ يعني الخوارج الذين ذكرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وأعمالكم مع أعمالهم، يمرقون من الدين كما تمرق السهم من الرميَّة» الحديث. قوله تعالى:    الغاشية: ٤  أي يصيبها صلاؤها وحرها. الغاشية: ٤  شديدة الحر أي قد أوقدت وأحميت المدة الطويلة. ومنه حمي النار بالكسر بالكسر، وحمي التنور حميًا فيهما أي اشتد حره. وحكى الكسائي: اشتد حمي الشمس وحموِها بمعنى. وقرأ أبو عمرو وأبو بكر ويعقوب: تُصلى بضم التاء. وقرأ الباقون بفتحها. وقرئ تُصلّى بالتشديد. وقد تقدم القول فيها في   الانشقاق: ١. وقرأ وقال الماوردي: فإن قيل: فما معنى وصفها بالحمى. "

بالحمي.

" فما معنى وصفها بالحمي، وهي لا تكون إلا حامية، وهو أقل أحوالها، فما وجه المبالغة بهذه الصفة الناقصة؟ قيل.. "

يعني..

طالب: ..............

ماذا يقول؟

طالب: .............

الحمى؟ لا.

طالب: ............

ماذا؟ الحمى غير الحمي، كونها حامية غير كونها محمية، لا غير صحيح، هي نار، ومن صفة النار أنها حامية، أقل أحوالها أن تكون حامية يعني الوصف بالنار أشد من كونها حامية؛ لأن الشيء إذا تعرض للشمس وُصف بأنه حامٍ فيه حمو، لكن لا يصل إلى حرارة النار، نسأل الله العافية، فوُصفت بهذا الوصف الناقص، فاختلفوا في المراد بالحامية على أربعة أقوال إلى آخره المقصود أنهم يقولون:

..................................                    .

 

كالمستجير من الرمضاء بالنار                  .

الرمضاء حارة وحامية، لكن النار أشد حموًا منها.

" قيل: قد اختلف في المراد بالحامية ها هنا على أربعة أوجه: أحدها: أن المراد بذلك أنها دائمة الحمى. "

الحمي.

" أنها دائمة الحَمْي. "

ويجوز الحمو، حمي الشمس اشتد، حمي الشمس وحموُها بالياء والواو.

" ليست كنار الدنيا التي ينقطع حميها بانطفائها. الثاني: أن المراد.. "

حتى أثناء اشتعالها نار الدنيا جزء من سبعين جزءًا من نار جهنم، نسأل الله العافية.

" الثاني: أن المراد بالحامية أنها حمي. "

حمى.

" أنها حمى من ارتكاب المحظورات. "

يعني محمية.

" وانتهاك المحارم؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن لكل ملك حمى، وإن حمى اللّه محارمه، ومن يرتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه». الثالث: أنها تحمي نفسها عن أن تطاق ملامستها أو ترام مماستها، كما يحمي الأسد عرينه، ومثله قول النابغة:

تعدو الذئابَ على من لا كلاب                   .

 

...................................                   .

الذئابُ.

تعدو الذئابُ على من لا كلاب له                   .

 

وتتقي صولة المستأسد الحامي                      .

الرابع: أنها حامية حمى.. "

يعني لديه من القوة والشجاعة ما يحمي به نفسه.

" الرابع: أنها حامية حمى غيظ وغضب مبالغة في شدة الانتقام، ولم يرد حمى جرم وذات كما يقال: قد حمى فلان.. "

حمي.

" قد حمي فلان إذا اغتاظ وغضب عند إرادة الانتقام، وقد بين الله تعالى بقوله هذا المعنى فقال: الملك: ٨ . قوله تعالى: الغاشية: ٥  الآني: الذي قد انتهى حره من الإيناء بمعنى التأخير، ومنه آنيت وآذيت وآناه. "

يعني الذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة قال له: «اجلس قد آنيت وآذيت»، آنيت يعني تأخرت عن مجيئك للجمعة، وآذيت آذيت الناس في تخطيك رقابهم.

"آنيت وآذيت وآناه يؤنيه إيناءً أي أخره وحبسه وأبطأه، ومنه: الرحمن: ٤٤ ، وفي التفاسير: الغاشية: ٥  أي تناهى حرها، فلو وقعت نقطة منها على جبال الدنيا لذابت، وقال الحسن: الغاشية: ٥  أي حرها أدرك أو أي حرها أدرك أُوقدت عليها جهنم منذ خُلقت فدُفعوا إليها وردًا عطاشًا، وعن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: بلغت أناها وحان شربها. قوله تعالى: ﭿ الغاشية: ٦  قوله تعالى: الغاشية: ٦  أي لأهل النار الغاشية: ٦."

الأحزاب: ٥٣  ما معناه؟

طالب: .............

نضجه.

" الغاشية: ٦  أي لأهل النار ﭿ الغاشية: ٦  لما ذكر شرابهم ذكر طعامهم، قال عكرمة ومجاهد: الضريع نبت ذو شوك لاصق بالأرض تسميه قريش الشبرق إذا كان رطبًا، فإذا يبس فهو الضريع، لا تقربه دابة ولا بهيمة ولا ترعاه، وهو سم قاتل، وهو أخبث الطعام وأشنعه، على هذا عامة المفسرين، إلا أن الضحاك روى عن ابن عباس قال: هو شيء يرمي به البحر يسمى الضريع من أقوات الأنعام لا الناس، فإذا وقعت فيه الإبل لم تشبع، وهلكت هزلاً. والصحيح ما قاله الجمهور: أنه نبت. قال أبو ذؤيب:

رعى الشبقر الريان حتى ......                   .

 

..................................                     .

الشبرق.

رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوى  

 

وعاد ضريعًا بان منه النحائص      .

وقال الهذلي وذكر إبلاً وسوء مرعاها:

وحبسن في هزم الضريع فكلِّها                   .

 

....................                     .

كلُّها.

........................... فكلُّها                   .

 

حدباء دامية اليدين حرود                      .

وقال الخليل: الضريع: نبات أخضر منتن الريح، يرمي به البحر. وقال الوالبي عن ابن عباس: هو شجر من نار، ولو كانت في الدنيا لأحرقت الأرض وما عليها. وقال سعيد بن جبير: هو الحجارة، وقاله عكرمة. والأظهر أنه شجر ذو شوك حسب ما هو في الدنيا. "

وعلى ما يسميه الشجر الموجود في الدنيا الذي تسميه العرب بهذا الاسم.

" وعن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الضريع: شيء يكون في النار، يشبه الشوك، أشد مرارة من الصبر، وأنتن وأنتنُ من الجيفة، وأحر من النار، سماه الله ضريعًا». وقال خالد بن زياد: سمعت المتوكل بن حمدان يسأل عن هذه الآية ﭿ الغاشية: ٦  قال: بلغني أن الضريع شجرة من نار جهنم، حملها القيح والدم، أشد مرارة من الصبر. "

الصبِر.

" أشد مرارة من الصبِر، فذلك طعامهم. وقال الحسن.. "

الحديث حديث الضريع شيء..

طالب: ............

" وقال الحسن: هو بعض ما أخفاه الله من العذاب. وقال ابن كيسان: هو طعام يضرعون عنده ويذلون، ويتضرعون منه إلى الله تعالى، طلبًا للخلاص منه؛ فسمي بذلك؛ لأن آكله يضرع في أن يعفى منه؛ لكراهته وخشونته. قال أبو جعفرٍ النحاس: قد يكون مشتقًّا من الضارع، وهو الذليل؛ أي ذو ضراعة، أي من شربه. "

شرَبه.

" أي من شرِبَه ذليل تلحقه ضراعة. وعن الحسن أيضًا: هو الزقوم. وقيل: هو وادٍ في جهنم. فالله أعلم. وقد قال الله تعالى في موضع آخر:             الحاقة: ٣٥ - ٣٦. وقال هنا: ﭿ الغاشية: ٦  وهو غير الغسلين. ووجه الجمع أن النار دركات؛ فمنهم من طعامه الزقوم، ومنهم من طعامه الغسلين، ومنهم من طعامه الضريع، ومنهم من شرابه الحميم، ومنهم من شرابه الصديد. قال الكلبي: الضريع في درجة.. "

لا يجمع بين الضريع والغسلين للحصر           الحاقة: ٣٦  يعني هذا الصنف من المعذبين في جهنم ليس لهم ضريع، إنما لهم غسلين، وأولئك لهم ضريع، نسأل الله العافية.

" قال الكلبي: الضريع في درجة ليس فيها غيرها، والزقوم في درجة أخرى. ويجوز أن تحمل الآيتان على حالتين كما قال: الرحمن: ٤٤ وقال القتبي. "

القتَبي.

" القتَبي: ويجوز أن يكون الضريع وشجرة الزقوم نبتين من النار، أو من جوهر لا تأكله النار. وكذلك سلاسل النار وأغلالها وعقاربها وحياتها، ولو كانت على ما نعلم ما بقيت على النار. قال: وإنما دلنا الله على الغائب عنده، بالحاضر عندنا. "

يعني ليس في الآخرة سواء كانت في الجنة أو في النار مما في الدنيا إلا الأسماء ليس فيها إلا الأسماء، وأما الحقائق فتختلف.

" فالأسماء متفقة الدلالة، والمعاني مختلفة. وكذلك ما في الجنة من شجرها وفرشها. وقال القشيري: وأمثل من قول القتبي أن نقول: إن الذي يُبقي الكافرين في النار ليدوم عليهم العذاب، يبقي النبات وشجرة الزقوم في النار، ليعذب بها الكفار. وزعم بعضهم أن الضريع بعينه لا ينبت في النار، ولا أنهم يأكلونه. فالضريع من أقوات الأنعام، لا من أقوات الناس. وإذا وقعت الإبل فيه لم تشبع، وهلكت هزلاً، فأراد أن هؤلاء يقتاتون بما لا يشبعهم، وضرب الضريع له مثلاً، أنهم يعذبون بالجوع كما يعذب من قوته الضريع. "

ولا يمنع أن يكون قوتهم الضريع، وإن كان في الأصل طعام للأنعام والبهائم، هذا من شدة النكاية بهم، نسأل الله العافية.

" قال الترمذي الحكيم: وهذا نظر سقيم من أهله وتأويل دنيء، كأنه يدل على أنهم تحيروا في قدرة الله تعالى، وأن الذي أنبت.. "

لأن الذي جعل من الشجر الأخضر نارًا، شجر أخضر فيه نار، ماذا أشد من هذا؟ يقول لو كانت هذه الأمور مثل ما عندنا في الدنيا أكلتها النار وانتهت، طيب لما تأكل لماذا لا تأكل الكفار وينتهون؟ النساء: ٥٦ ، أعوذ بالله.

" وأن الذي أنبت في هذا التراب هذا الضريع قادر على أن ينبته في حريق النار، جعل لنا في الدنيا من الشجر الأخضر نارًا، فلا النار تحرق الشجر، ولا رطوبة الماء في الشجر تطفئ النار؛ فقال تعالى:              يس: ٨٠. وكما قيل: حين نزلت: الإسراء: ٩٧  قالوا: يا رسول الله، كيف يمشون على وجوههم؟ فقال: «الذي أمشاهم على أرجلهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم»."

يمشيَهم.

فلا يتحير.

تخريج الحديث.

طالب: ..................

نعم.

" فلا يُتحير في مثل هذا. "

يَتحير.

" فلا يَتحير في مثل هذا إلا ضعيف القلب. أو ليس قد أخبرنا أنه النساء: ٥٦ ، وقال: إبراهيم: ٥٠  وقال: المزمل: ١٢  أي قيودًا المزمل: ١٢ - ١٣  قيل: ذا شوك. فإنما يتَلوّن عليهم العذاب بهذه الأشياء. قوله تعالى.. "

طالب: ...........

الذي أمشاهم على أرجلهم.

طالب: ............

طيب.

" قوله تعالى:    الغاشية: ٧  يعني الضريع لا يسمن آكلَه. وكيف يَسمن من يأكل الشوك؟"

صار مثلًا يضرب لمن لا فائدة فيه ولا خير فيه، فلان ضريع يعني لا ينفع لا يُسمن ولا يُغني، صار يُضرب لمن لا نفع فيه.

" قال المفسرون: لما نزلت هذه الآية قال المشركون: إن إبلنا لتسمن بالضريع، فنزلت:    الغاشية: ٧. وكذبوا، فإن الإبل إنما ترعاه رطبًا، فإذا يبس لم تأكله. وقيل: اشتبه عليهم أمرهم، فظنوه كغيره من النبت النافع؛ لأن المضارعة المشابهة. فوجدوه لا يسمن ولا يغني من جوع. "

" قوله تعالى:             الغاشية: ٨ - ١٠  قوله تعالى:       الغاشية: ٨  أي ذات أي ذات نَعمة. وهي وجوه المؤمنين، نعمت بما عاينت من عاقبة أمرها وعملها الصالح. الغاشية: ٩  أي لعملها الذي عملته في الدنيا.     الغاشية: ٩  في الآخرة حين أعطيت الجنة بعملها. ومَجازه: لثواب سعيها راضية وفيها. "

أعطيت الجنة بعملها، دخلوا الجنة برحمة الله- جل وعلا-، كما جاء في الحديث الصحيح، وأنزلوا منازل الجنة على حسب أعمالهم    النحل: ٣٢.

طالب: .............

نعم    النحل: ٣٢  فالباء سببية يعني بسبب عملكم، فالمنازل تنزل بالأعمال، وأصل دخول الجنة إنما هو برحمة الله- جل وعلا- كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته».

" الغاشية: ٩  أي لسعيها الذي عملته في الدنيا     الغاشية: ٩  في الآخرة حين أعطيت الجنةُ بعملها. "

الجنةَ.

" حين أعطيت الجنةَ بعملها، ومَجازه: لثواب سعيها راضية، وفيها واو مضمرة. "

يعني مجازه على تقدير حذف مضاف.

" والمعنى: ووجوه يومئذٍ، للفصل بينها وبين الوجوه المتقدمة. والوجوه عبارة عن الأنفس. "

نعم لأن الوجوه غير منفصلة من البدن، فالعذاب واقع على جميع البدن بما فيه الوجوه.

"   الغاشية: ١٠  أي مرتفعة؛ لأنها فوق السموات حسب ما تقدم. وقيل: عالية القدر؛ لأن فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، وهم فيها خالدون. قوله تعالى:    الغاشية: ١١  أي كلامًا ساقطًا غير مرضي. وقال:    الغاشية: ١١ ، واللغو واللغا واللاغية بمعنى واحد. قال:

.................................                    .

 

عن اللَّغا ورفث ......                      .

قال:

.................................                    .

 

عن اللغا ورفث ......"                      .

ورفثِ التكلم.

".................................                    .

 

عن اللغا ورفثِ التكلم                      .

وقال الفراء والأخفش."

الكلام اللغو أي لا فائدة فيه.

" وقال الفراء والأخفش: أي لا تسمع فيها كلمة لغو. وفي المراد بها ستة أوجه: أحدها: يعني كذبًا وبهتانًا وكفرًا بالله- عز وجل-، قاله ابن عباس. الثاني: لا باطل ولا إثم، قاله قتادة. والثالث: أنه الشتم، قاله مجاهد. والرابع: المعصية، قاله الحسن. والخامس: لا يسمع فيها حالف يحلف.. لا يُسمع فيها حالف يحلف بكذب، قاله الفراء. وقال الكلبي: لا يُسمع في الجنة حالف بيمين برةٍ ولا فاجرة. والسادس: لا يُسمع في كلامهم كلمة بلغو؛ لأن أهل الجنة لا يتكلمون إلا بالحكمة وحمد الله على ما رزقهم من النعيم الدائم؛ قاله الفراء أيضًا. وهو أحسنها لأنه يعم ما ذَكر. "

ما ذُكر.

" لأنه يعم ما ذُكر. وقرأ أبو عمرو وابن كثير لا يسمع بياء غير مسمى الفاعل. "

يعني مبني للمفعول للمجهول.

" وكذلك نافع، إلا أنه بالتاء المضمومة؛ لأن اللاغية اسم مؤنث، فأنث الفعل لتأنيثه. ومن قرأ بالياء فلأنه حالٌ بين الاسم. "

حالَ بين الاسم.

" فلأنه حالَ بين الاسم والفعل الجار والمجرور. "

وإذا كان الفاعل مؤنث غير حقيقي جاز التذكير والتأنيث، وإذا كان الفاعل مفصولًا بينه وبين فعله بشيء جاز التذكير والتأنيث.

" وقرأ الباقون بالتاء مفتوحة لاغيةً نصبًا على إسناد ذلك للوجوه، أي لا تُسمع الوجوه. "

تَسمع.

" أي لا تُسمع الوجوه فيها لاغية. "

" قوله تعالى:             الغاشية: ١٢ - ١٦  قوله تعالى:        الغاشية: ١٢  أي بماء مندفق، وأنواع الأشربة اللذيذة على وجه الأرض من غير أخدود. وقد تقدم في سورة الإنسان أن فيها عيونًا. فـ    الغاشية: ١٢. "

عيون بغير أخاديد تجري على الأرض ولا تنتشر ولا تفيض، إنما هي تجري في مجرى واحد، وليس لها أخاديد كما قال ابن القيم- رحمه الله-:

أنهارها في غير أخدود جرت                   .

 

سبحان ممسكها عن الفيضان                    .

" فـ    الغاشية: ١٢  بمعنى عيون، والله أعلم.      الغاشية: ١٣  أي عالية. وروي أنه كان ارتفاعها قدر ما بين السماء والأرض؛ ليرى ولي الله ملكه حوله. الغاشية: ١٤  أي. "

المُلْك يقال لآخر من يدخل الجنة: تمنَّ، ما يدري ماذا يتمنى، تنقطع به الأماني فيقال له: يرضيك مثل ملك أعظم ملك في الدين؟ ملك أعظم ملك في الدنيا؟ فيقول: إي وربي، فيقال: لك مثله ومثله ومثله إلى عشرة أمثاله، هذا آخر من يدخل الجنة وممن يخرج من النار.

" الغاشية: ١٤  أي أباريق وأوانٍ. والإبريق: هو ما له عروة وخرطوم. والكوب: إناء ليس له عروة ولا خرطوم. وقد تقدم هذا في سورة الزخرف وغيرها. الغاشية: ١٥  أي وسائد، الواحدة نُمرقة الواحدة نُمرقة. الغاشية: ١٥  أي واحدة إلى جنب الأخرى. قال الشاعر:

وإنا لنجري الكأس بين شروبنا                   .

 

وبين أبي قابوسَ فوق النمارق                      .

وقال آخر:

كهول وشبان حسان وجوهُهم                   .

 

على سرر مصفوفة ونمارق"                      .

مثل التي تقول:

نحن بنات طارق                   .

 

نمشي على المنارق                      .

" وفي الصحاح: النُّمرق والنمرقة: وسادة صغيرة. وكذلك النِّمرقة بالكسر لغة حكاه يعقوب. "

حكاها.

" حكاها يعقوب وربما سموا الطنفسية التي. "

الطنفسة.

" الطنفسة التي فوق الرحل نمرقة، عن أبي عبيد. الغاشية: ١٦  قال أبو عبيدة: الزرابي: البسط. وقال ابن عباس: الزرابي: الطنافس التي لها خمل رقيق، واحدتها: زُربية، وقاله الكلبي والفراء. والمبثوثة: المبسوطة، قاله قتادة. وقيل: بعضها فوق بعض، قاله عكرمة. وقيل: كثيرة، قاله الفراء. وقيل: متفرقة في المجالس، قاله القتَبي. قلت: هذا أصوب، فهي كثيرة متفرقة. ومنه   البقرة: ١٦٤. وقال أبو بكر الأنباري: وحدثنا أحمد بن الحسين، قال حدثنا حسين بن عرفة، قال حدثنا عمار بن محمد، قال: صليت خلف منصور بن المعتمر، فقرأ: الغاشية: ١ ، وقرأ فيها: الغاشية: ١٦  متكئين فيها ناعمين. قوله تعالى: الغاشية: ١٧. "

المبثوثة: مفرقة مثل بث الزرع وبث ما يراد تفريقه مكان يقال: بث علمه في الآفاق، فهي مبثوثة يعني مفرقة.

" قوله تعالى: الغاشية: ١٧  قال المفسرون: لما ذكر الله- عز وجل- أمر أهل الدارين، تعجب الكفار من ذلك، فكذبوا وأنكروا؛ فذكّرهم الله صنعته وقدرته؛ وأنه قادر على كل شيء، كما خلق الحيوانات والسماء والأرض. ثم ذكر الإبل أولاً؛ لأنها كثيرة في العرب، ولم يروا الفيلة، فنبههم. "

قد يقول قائل: لمَ لا يقول: أفلا ينظرون إلى الفيلة كيف خلقت؛ لأنها أعظم؟ الله- جل وعلا- يخاطب الناس بما عندهم، الفيل ما رآه العرب، وإن رآه بعضهم ما رآه كلهم، بينما الإبل هي وسيلتهم، فيه عربي ما رأى الإبل؟! إلا إن كان أعمى.

" فنبههم- جل ثناؤه- على عظيم خلقه؛ قد ذلـله للصغير، يقوده وينيخه وينهضه ويحمل عليه الثقيل من الحمل وهو بارك، فينهض بثقيل حمله، وليس ذلك في شيء من الحيَوان غيره. فأراهم عظيمًا من خلقه، مسخرًا لصغير من خلقه؛ يدلهم بذلك على توحيده وعظيم قدرته. وعن بعض الحكماء: أنه حدث عن البعير وبديعِ خلقه، وقد نشأ في بلاد لا إبل فيها؛ ففكر ثم قال: يوشك أن تكون طوال الأعناق. وحين أراد بها أن تكون سفائن البر، صبّرها على احتمال العطش؛ حتى إن إظماءها. "

انظر الآن من خلال القرآن هو ما رأى الإبل الغاشية: ١٧  يريد أن يتحدث عن الإبل قال: يتوقع أنها طوال الأعناق وهو ما رأى الإبل.

طالب: ...............

لا، إذا حُدِّث انتهت الحكمة.

طالب: ..............

لا، هذه مسألة ثانية، لكن بعض الحكماء أنه حُدِّث عن البعير وبديع خلقه وقد نشأ في بلاد لا إبل فيها فكر ثم قال: يوشك أن تكون طوال الأعناق.

طالب: .............

إذا وُصفت ما يحتاج، يصير ينقل نقل ما هو بتوقع، حتى قيل له طوال الأعناق قال: يوشك أن تكون.. هذا سفه.

طالب: ............

هو استشف من كونها تُخص دون غيرها أن لها ميزة، ما هذه الميزة؟ وذُكر من أوصافه لا بالتفصيل إلا الأعناق فقال: يوشك أن تكون طوال الأعناق.

" وحين أراد بها أن تكون سفائن البر صبّرها على احتمال العطش حتى إن إظماءها ليرتفع إلى العشر فصاعدًا. "

يعني العشر ليالي.

" وجعلها ترعى كل شيء نابت في البراري والمفاوز، مما لا يرعاه سائر البهائم. وقيل: لما ذكر السرر المرفوعة قالوا: كيف نصعدها؟ فأنزل الله هذه الآية، وبيّن أن الإبل تبركُ حتى يُحمل عليها ثم تقوم، فكذلك تلك السرر تتطامن ثم ترتفع. قال معناه قتادة ومقاتل وغيرهما. وقيل: الإبل هنا القطع العظيمة من السحاب، قاله المبرد. "

نعم، ذُكر في كتب اللغة، لكنه بعيد أن يراد به هنا الآية الموجودة هنا؛ لأن الإبل إذا أطلق لا شك أنه ينصرف على هذا الحيوان المخلوق، وإلا فقد ذُكر من معاني الإبل في كتب اللغة أنه يراد به السحاب.

" قال معناه قتادة ومقاتل وغيرهما، وقيل: الإبل هنا القطع العظيمة من السحاب، قاله المبرِّد وقال الثعلبي: وقيل: في الإبل هنا: السحاب، ولم أجد لذلك أصلاً في كتب الأئمة. قلت.. "

يذكر شراح البخاري حينما ترجم- رحمه الله- باب النظر إلى السماء الغاشية: ١٧  قال بعض الشراح: إن المراد بالإبل هنا السحاب؛ لأن الترجمة باب النظر إلى السماء، فالذي ينظر إلى الإبل ما ينظر إلى السماء اللهم على شيء من التأمل ودقة النظر أن الإبل أطول من الإنسان، فإذا نظر إلى الإبل يلزم من ذلك أن ينظر إلى السماء؛ لأن البصر يذهب عموديًّا هكذا، فإذا كان من الأدنى إلى الأعلى وصل إلى السماء من الجهة الثانية، ومنهم من قال: إن المراد بالإبل هنا السحاب، ومنهم من قال: إن البخاري على عادته يشير إلى غير ما يذكر للآية التي بعدها، كأنه قال أكمل.

" قلت: قد ذكر الأصمعي أبو سعيد عبد الملك بن قُريب، قال أبو عمرو: من قرأها الغاشية: ١٧  بالتخفيف: عنى به البعير؛ لأنه من ذوات الأربع، يبرك فتحمل عليه الحمولة، وغيره من ذوات الأربع لا يُحمل عليه إلا وهو قائم. ومن قرأها بالتثقيل فقال: الإبل، عنى بها السحاب التي تحمل الماء والمطر. وقال الماوردي: وفي الإبل وجهان: أحدهما: وهو أظهرهما وأشهرهما: أنها الإبل من النَّعم. والثاني: أنها السحاب. فإن كان المراد بها السحاب، فلما فيها من الآيات الدالة على قدرته، والمنافع العامة لجميع خلقه. وإن كان المراد بها الإبل من النَّعم، فلأن الإبل أجمع للمنافع من سائر الحيوان؛ لأن ضروبه أربعة: حلوبة، وركوبة، وأكولة، وحمولة. والإبل تجمع هذه الخلال الأربع؛ فكانت النعمة بها أعم، وظهور القدرة فيها أتم. وقال الحسن.. "

لحظة يقول الإبل تبرك فيُحمل عليها ما يراد حمله، ثم تثور تقوم، وغيرها من الحيوانات يحمل عليها وهي قائمة، طيّب إذا أراد بن آدم أن يحمل شيئًا هل الأفضل أن يتناوله بيديه وهو قائم أو الأفضل أن يجلس فيحمله ثم يقوم.

طالب: يجلس ثم يقوم.

لا، الكلام على الصحِّي الأنفع للظهر.

طالب: ...................

المهم أنه جالس ثم يقوم به، أنا سمعت هذا من بعض من له عناية بالطب، لكن والله أرى فيه صعوبة، هو يقول أنفع للظهر.

طالب: ...................

يعني يحمل وهو جالس ثم يقوم، والله ما أدري، والله إن فيه صعوبة.

طالب: ...................

الفيل؟

طالب: ...................

نعم أهلنا ما يدرون عن الفيل شيئًا، ولذلك ما جاء من وصفه شيء.

وقال الحسن: إنما..

لحظة.

طالب: ...................

السماء؟ السحاب غير السماء.

طالب: ...................

" وقال الحسن: إنما خصها الله بالذكر؛ لأنها تأكل النوى والقَتّ، وتخرج اللبن. وسئل الحسن أيضًا عنها وقالوا: الفيل أعظم في الأعجوبة: فقال: العرب بعيدة العهد بالفيل، ثم هو خنزير لا يؤكل لحمه، ولا يُركب ظهره، ولا يحلب دره. وكان شريح يقول: اخرجوا. "

لأن الفيل له ناب فلا يؤكل..

طالب: ..................

تأكل نعم، خُلقت لمنافع كثيرة منها الحلوبة يشرب لبنها، ومنها الأكولة يؤكل لحمها، ومنها الركوبة يركب ظهرها، وهكذا.

طالب: ..................

يقول هو نوع منه؛ لأن جلده قريب من جلد..

" وكان شريح يقول: اخرجوا بنا إلى الكُناسة حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت. والإبل.. "

طالب: ...................

نوع منه؛ لأنه يشبهه في جلده.

طالب: ...................

الناب نعم.

طالب: ..................

ما فيه شك أنه إذا اجتمع كل ذي ناب من السباع.

طالب: ..................

المقصود أن له نابًا، والمسألة خلافية.

طالب: ..................

المقصود أنه ينظر حكمه بحياة الحيوان، يجاب الدرس القادم، علمًا أن الجمعة ليس فيها درس، الجمعة ما فيها درس.

" والإبل لا واحد لها من لفظها، وهي مؤنثة؛ لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها، إذا كانت لغير الآدميين، فالتأنيث لها لازم، وإذا صغرتها وإذا صغرتها دخّلتها الهاء، فقلت.. فقلتَ: أبيلة وغنيمة، ونحو ذلك. وربما قالوا للإبل: إبِل. "

إبْل.

" إبْل، وربما قالوا للإبل إبْل، بسكون الباء للتخفيف، والجمع: آبال. قوله تعالى:       الغاشية: ١٨  أي رفعت عن الأرض بلا عمد. وقيل: رفعت، فلا ينالها شيء.      الغاشية: ١٩  أي كيف نصبت على الأرض، بحيث لا تزول. "

رفعت عن الأرض بلا عمد، فلا يوجد عمد ألبتة، أو يوجد عمد لا ترى، خلاف؛ لأن الله- جل وعلا- يقول        ﭩﭪ الرعد: ٢  ومثل هذا لا ينفي أن يوجد عمد، لكنها لا ترى على ما بين أهل العلم من خلاف في ذلك.

طالب: ...............

حتى لو قلنا السحاب، السحاب غير السماء.

طالب: ..............

يعني جهة العلو.

طالب: ............

لا، السماء حينما تكون صافية والسحاب حينما يوجد السحاب، غير.

" كما قال        الأنبياء: ٣١  أي كيف نصبت على الأرض بحيث لا تزول، وذلك أن الأرض لما دحيت مادت، فأرساها بالجبال. كما قال:        الأنبياء: ٣١.             الغاشية: ٢٠  أي بُسطت ومدت. وقال أنس: صليت خلف علي- رضي الله عنه-، فقرأ كَيْفَ خلقتُ ورفعتُ ونصبتُ وسطحتُ، بضم التاء؛ أضاف الضمير إلى الله تعالى. وبه كان يقرأ محمد بن السُّمَيْفَع. "

السَّميْقَع.

" وبه كان يقرأن محمد بن السَّميفَع. "

قع قاف.

ابن السَّميْقَع.

ماذا عندك؟ ماذا عندك؟

السَّميفَع.

نحن في طبعتنا من أول الكتاب إلى آخره بالقاف.

طالب: ............

لا، ما هو بعلى هذا.

طالب: ............

عندنا في طبعتنا من أول الكتاب إلى آخره بالقاف، وهو علم ومشهور يمكن مراجعته، فنرى يضبط إيه مع الفيل وما يتعلق به من حياة الحيوان الدرس القادم إن شاء الله.

" وأبو العالية؛ والمفعول محذوف، والمعنى خلقتها. وكذلك سائرها. وقرأ الحسن وأبو حيوة وأبو رجاء: سطّحت بتشديد الطاء وإسكان التاء. وكذلك قرأ الجماعة، إلا أنهم خففوا الطاء. وقدّم الإبل في الذكر، ولو قدم غيرها لجاز. قال القشيري: وليس هذا مما يطلب فيه نوع حكمة. وقد قيل: هو أقرب إلى. "

" يعني ما يقال: لماذا قدم هذا ولماذا أخر هذا، قال: ليس هذا مما يطلب فيه نوع حكمة. "

 يعني في التقديم والتأخير، ولذا قال: ولو قدم غيرها لجاز.

طالب: .................

لا، لو أراد أن يتكلف شخص ما بإيجاد الحكمة له لا شك أنه أكمل، لكن التكلف ما هو مطلوب.

" وقد قيل: هو أقرب إلى الناس في حق العرب؛ لكثرتها عندهم، وهم من أعرف الناس بها. وأيضًا: مرافق الإبل أكثر من مرافق الحيوانات الأخر. "

يعني يرتفق بها وينتفع بها أكثر من غيرها.

" فهي مأكولة، ولبنها مشروب، وتصلح للحمل والركوب، وقطع المسافات البعيدة عليها، والصبر على العطش، وقلة العلف، وكثرة الحمل، وهي معظم أموال العرب. وكانوا يسيرون على الإبل منفردين مستوحشين عن الناس، ومن هذا حاله تفكر فيما يحضره، فقد ينظر في مركوبه، ثم يمد بصره إلى السماء ثم إلى الأرض. فأمروا بالنظر في هذه الأشياء، فإنها أدل دليل على الصانع المختار القادر. قوله تعالى: الغاشية: ٢١  أي فعظهم يا محمد وخوّفهم.   الغاشية: ٢١  أي واعظ.   الغاشية: ٢٢  أي بمسلط. "

فذكر كما جاء في سورة ق ق: ٤٥  وأولى ما يذكر به ويوعظ به القرآن.

  الغاشية: ٢٢.

والتذكير وظيفته -عليه الصلاة والسلام-   الغاشية: ٢١  حصر، صحيح أنه ليس بحقيقي، وإنما هو إضافي، فيذكر وينذر ويحذر ويبشر، له وظائف -عليه الصلاة والسلام- لكن الحصر هنا للاهتمام بشأن التذكير الذي هو الوعظ.

"   الغاشية: ٢٢  أي بمسلط عليهم فتقتلهم. ثم نسختها آية السيف. وقرأ هارون الأعور بمسيطَر بفتح الطاء، والمسيطِرون. "

والمسيطَرون.

" والمسيطَرون. وهي لغة تميم. وفي الصحاح: المسيطر والمصيطر: المسلَّط على الشيء، ليشرف عليه، ويتعهد أحواله، ويكتب عمله، وأصله من السطر؛ لأن من معنى السطر ألا يتجاوز، فالكتاب مسطر، والذي يفعله مسطر ومسيطر. "

مسطِّر.

" والذي يفعله مسطِّر ومسيطر؛ يقال: سيطرت علينا، وقال تعالى:   الغاشية: ٢٢. وسطره أي صرعه. الغاشية: ٢٣  استثناء منقطع، أي لكن. "

سَطَره أي صرعه، نعم ما يسمى صرعًا، هذا نوع خاص ضرب مع الخد تعرفونه أنتم؟

طالب: ..............

ماذا؟

طالب: ..............

نعم لكن مع أي مكان؟ على قفاه ما تأتي هنا لا، هذا خاص بالخد إذا ضربه بكفه قال سطره، هذا السطر عندنا.

" وسطره أي صرعه الغاشية: ٢٣  استثناء منقطع أي لكن من تولى عن الوعظ والتذكير.     الغاشية: ٢٤  وهي جهنم الدائم عذابها. وإنما قال:     الغاشية: ٢٤  لأنهم عذبوا في الدنيا بالجوع والقحط والأسر والقتل. ودليل هذا التأويل قراءة ابن مسعود: إلا من تولى وكفر فإنه يعذبه الله. وقيل: هو استثناء متصل. والمعنى: لست بمسلط على من تولى وكفر، فأنت مسلط عليه بالجهاد، والله.. "

والمعنى لست بمسلط إلا على من تولى وكفر، عندك؟

طالب: .............

والمعنى.

" والمعنى لست بمسلط إلا على من تولى وكفر. "

نعم، مضبوط.

" فأنت مسلط عليه بالجهاد، والله يعذبه بعد ذلك العذاب الأكبر، فلا نسخ في الآية على هذا التقدير. وروي أن عليًّا أُتي برجل ارتد، فاستتابه ثلاثة أيام، فلم يعاود الإسلام، فضرب عنقه، وقرأ     الغاشية: ٢٤. "

هذا أيش؟ فضرب عنقه وقرأ.

    الغاشية: ٢٤.

الغاشية: ٢٣.

" فقرأ فضرب عنقه وقرأ     الغاشية: ٢٣ - ٢٤. "

ما فيه.

الغاشية: ٢٣.

لكن، عندك زيادة؟

طالب: ............

أين أنت؟ من أين تقرأ أنت؟ موجودة؟ هل أنت قرأت؟ دراج؟

" وقرأ ابن عباس وقتادة: ألا على الاستفتاح والتنبيه، كقول امرئ القيس:

ألا رب يوم لك منهن صالح                   .

 

.................................                     .

ومَنْ على هذا: للشرط. والجواب الغاشية: ٢٤  والمبتدأ بعد الفاء مضمر، والتقدير: فهو يعذبه الله؛ لأنه لو أريد الجواب بالفعل الذي بعد الفاء لكان: إلا من تولى وكفر يعذبه الله. الغاشية: ٢٥  أي رجوعهم أي رجوعَهم بعد الموت. يقال: آب يؤوب؛ أي رجع. قال عَبيد:

وكل ذي غيبة يؤوب                    .

 

وغائب الموت لا يؤوب                    .

وقرأ أبو جعفر إيابهم بالتشديد. قال أبو حاتم: لا يجوز التشديد، ولو جاز لجاز مثله في الصيام والقيام. "

إيّابهم بالتشديد قرأ أبو جعفر.

" وقرأ أبو جعفر إيّابهم بالتشديد، قال أبو حاتم: لا يجوز التشديد. "

أبو حاتم هذا السجستاني، نعم ولو جاز.

" ولو جاز لجاز مثله في الصيام والقيام. "

صيّام وقيّام.

" لجاز مثله في الصيّام والقيّام. وقيل: هما لغتان بمعنى. قال الزمخشري: وقرأ أبو جعفر المدني إيابهم بالتشديد، ووجهه أن يكون فيعالاً: مصدر أيب، قيل: من الإياب. أو أن يكون أصله أوابًا. "

إوّابا.

" إوّابا فعّالاً من أوّب، ثم قيل: إيوابًا كديوان في دوان. ثم فعل ما فعل بأصل سيد ونحوه. "

نعم تحركت الواو وفتح ما قبلها فقلبت ألفًا.

والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

"