التعليق على تفسير القرطبي - سورة الهمزة

 تفسير سورة الهمزة، مكية بإجماع، وهي تسع آيات، بسم الله الرحمن الرحيم، قوله تعالى: {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَة} [الهمزة: ١]  قد تقدم القول في الويل في غير موضع، ومعناه الخزي والعذاب والهلكة، وقيل: وادٍ في جهنم. "

قالوا: لو سيرت فيه جبال الدنيا لذابت، نسأل الله العافية، وجاء تفسيره عن جابر وغيره أنها كلمة عذاب.

"{وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَة} [الهمزة: ١]  قال ابن عباس: هم المشاؤون بالنميمة المفسدون بين الأحبة الباغون للبرآء العيب، فعلى هذا هما بمعنى، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «شرار عباد الله تعالى المشّاؤون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون للبرآء العيب»."

مخرّج؟

طالب: .................

أسماء بنت زيد أم يزيد؟

طالب: .................

نعم يزيد، أسماء بنت يزيد بن السكن أم من هي؟

طالب: .................

ما يلزم أن يكون مراد الإمام بالحسن الحسن الاصطلاحي، حتى إنه قيل لبعضهم إن فلانًا يقول: أحاديث فلان حسان، يعني في اصطلاح الأئمة القدامى قال: من حسنها فررت؛ لأنه قد يكون ألفاظها حسنة، وقد يكون ما يلزم أن يكون اصطلاحيًّا، على كل حال إن كان ما فيه إلا شهر بن حوشب فالأمر سهل في مثل هذا.

طالب: .................

ما لا، اللفظ ما هو يقصد أن الحديث حسنه حسن اصطلاحي يروى عنه أحاديث حسان، يعني رائقة جميلة، يعني ماشية.

طالب: .................

بالمعنى اللغوي نعم.

" وعن ابن عباس أن الهمزة: القتات. "

والإمام أحمد لم يضعف شهر بن حوشب، لم يضعفه.

" وعن ابن عباس أن الهمزة: القتات، واللمزة: العيّاب. "

والقتات هو النمام.

" وقال أبو العالية والحسن ومجاهد وعطاء بن أبي رباح: الهمزة: الذي يغتاب ويطعن في وجه الرجل، واللمزة الذي يغتابه من خلفه إذا غاب، ومنه قول حسان:

همزتك فاختضعت بذل نفس
 

 

بقافية تأجج كالشواظ
 

واختار هذا القول النحاس، قال: ومنه قوله تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: ٥٨] ، وقال مقاتل ضد هذا الكلام: إن الهمزة الذي يغتاب بالغيبة واللمزة الذي يغتاب في الوجه. وقال قتادة ومجاهد: الهمزة الطعّان في الناس، واللمزة الطعّان في أنسابهم. وقال ابن زيد: الهامز الذي يهمز الناس بيده ويضربهم، واللمزة الذي يلمزهم بلسانه ويعيبهم. وقال سفيان الثوري: يهمز بلسانه، ويلمز بعينيه. وقال ابن كيسان: الهمزة الذي يؤذي جلساءه بسوء اللفظ، واللمزة الذي يكسر عينه على جليسه ويشير بعينه ورأسه وبحاجبيه. وقال مرة: هما سواء، وهو القتات الطعان للمرء إذا غاب. وقال زياد الأعجم:

 تدلي بودي إذا لاقيتني كذِبًا  

 

وإن أغَيَّب فأنت الهامز اللمزة

وقال آخر:

إذا لقيتك عن سخط تكاشرني

 

وإن تغيبت كنتُ ............

كنتَ.

...........................

 

وإن تغيبت كنتَ الهامز اللمزة

الشحط البعد والهمزة اسمٌ وضع للمبالغة في هذا المعنى كما يقال: سخرة وضحكة للذي يسخر ويضحك بالناس. وقرأ أبو جعفر محمد بن علي والأعرج: همْزة لمْزة بسكون الميم فيهما فإن صح ذلك عنهما فهي بمعنى المفعول، وهو الذي يتعرض للناس حتى يهمزوه، ويضحكوا منه، ويحملهم على الاغتياب. "

كما يقال في العالِم رُحْلة أي يُرحل إليه اسم مفعول يُرحل إليه، وهنا هُمْزة ولمْزة هنا يُهمز ويُلمز يعرض نفسه لكلام الناس.

طالب: .................

 لا، صار شحطًا..

طالب: .................

من الذي قبله؟ ابن كيسان؟

طالب: .................

الذي يظهر مرة يعني ثانية، لأن مرة الطيب ما يذكر شيئًا من التفسير.

" وقرأ عبد الله بن مسعود وأبو وائل والنخعي والأعمش: ويل للهمزة اللمزة، وأصل الهمز الكسر والعض على الشيء بعنف، ومنه همز الخوف. "

الحرف.

" ومنه همز الحرف، ويقال: همزت رأسه، وهمزت الجوز بكفَّي. "

بكفِّي.

" وهمزت الجوز بكفِّي كسرته، وقيل لأعرابي: أتهمزوني الفارة؟ فقال: إنما تهمزها الهرة. "

نعم، وقيل: للكسائي لم لا تهمز الذيب؟ هو يقرؤها الذيب بالياء، لم لا تهمزه؟ قال: أخاف أن يأكلني.

"الذي في الصحاح وقيل: لأعرابي أتهمز الفارة؟ فقال: السنور يهمزها، والأول قاله الثعلبي، وهو يدل على أن الهر يسمى الهمزة قال العجّاج:

......................

 

ومن همزنا رأسه تهشما

وقيل: أصل الهمز واللمز الدفع والضرب، لمزه يلمزه لمزًا إذا ضربه ودفعه، وكذلك همزه أي دفعه وضربه، قال الراجز:

ومن همزنا عزه تبركعا

 

على استه زوبعة أو زوبعا"

 طالب: ..................

ماذا؟ لأنها تهمز الفار.

طالب: ..................

ماذا؟ لأنها تهمز الفار، يمكن هذا ظاهر فيها وواضح؛ لأنها لا تأكلها إلا بعد أن تثيرها وتهمزها بعد الإثارة، بخلاف غيرها، وتتفنن الهرة في طريقتها، ما رأيت هرة تلاعب فارة تضربها بيدها ثم تتركها ثم ترفعها وتخفضها تتفنن فيها قبل أن تأكلها.

طالب: ..................

السنور من أسماء الهر من أسمائها، لكن الكلام على النقل.

" البركعة: القيام على أربع. وبركعه فتبركع، أي صرعه فوقع على استه، قاله في الصحاح. والآية نزلت في الأخنس بن شريق، فيما روى الضحاك عن ابن عباس. وكان يلمز الناس ويعيبهم مقبلين ومدبرين. وقال ابن جريج: في الوليد بن المغيرة، وكان يغتاب النبي- صلى الله عليه وسلم- من ورائه، ويقدح فيه في وجهه. وقيل: نزلت في أبي بن خلف. وقيل: في جميل بن عامر الثقفي. وقيل: إنها مرسلة على العموم من غير تخصيص، وهو قول الأكثرين. قال مجاهد: ليست بخاصة لأحد، بل لكل من كانت هذه صفته. وقال الفراء: بجوز أن يذكر الشيء العام ويقصد به الخاص، قصد الواحد إذا قال: لا أزورك أبدًا. فتقول: من لم يزرني فلست بزائره، يعني ذلك القائل. " 

نعم لأن العام يرد محفوظًا عن التخصيص، ويرد مخصصًا بمخصص، ويرد ويُراد به الخصوص يرد العام ويُراد به الخصوص، يعني لم يرد نص في تخصيصه، لكن يراد به الخصوص من الأصل أن المتكلم لم يرد العموم من الأصل،{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} [آل عمران:١٧٣]  هل يتصور أن الناس جاؤوا كلهم إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وقالوا له: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ} [آل عمران:١٧٣]  هو شخص واحد نعيم بن مسعود جاء إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وقال: إن الناس جمعوا لكم، ويراد قريش ومن حالفهم، وليس كل الناس أيضًا، المقصود أن هذا من العام الذي أريد به الخصوص، وعلى كل حال ما ورد في هذه السورة وأحاديث تدل على تحريم الغيبة والنميمة وتحريم الوقوع في أعراض الناس كما قال ابن دقيق العيد: أعراض المسلمين حفرة من حفر النار. يقول وقف على شفيرها العلماء والحكام، أعراض المسلمين حفرة من حفر النار وقع على شفيرها العلماء والحكام على شفيرها، وكلامه محتمِل لأن العلماء والحكام هم بحاجة إلى الكلام في الناس، يعني مناصبهم تدعوهم وتتطلب منهم أن يتكلموا في الناس، فهم على شفير هذه الحفرة؛ لأنهم مظنة أن يخطؤوا فيما قالوه أو يزيدوا فيما أرادوه، المقصود أنهم على شفيرها، ومنهم من يقول لا، معنى كلام ابن دقيق العيد أنهم من كثرة من يتكلم فيهم من الناس هم على شفيرها يدفعون من تكلم فيهم في هذه الحفرة، وعلى كل حال أعراض المسلمين أمرها وشأنها عظيم، وهذه والهمزة واللمزة والنميمة والغيبة من من عظائم الأمور، وكما تعلمون ما جاء في حديث صاحبي القبرين أن النبي -عليه الصلاة والسلام- مر بقبرين وقال: «إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير» وقال: «أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة»، أمر عظيم لاسيما وأن النميمة يترتب عليها الأذى المتعدي، فكم من إنسان ظلم بسبب نميمة شخص، كُتب فيه نميمة إلى والٍ وسُجن سنين طويلة حُرم منه أولاده وانحرف أولاده وبناته ونساؤه ضاعوا، وهذه بذمة من؟ بذمة هذا الذي كتب، وليس الأمر بالسهل، ويوجد الآن بكثرة من يمتهن هذه المهنة بأجرة وبغير أجرة، والأمر عظيم، والنبي -عليه الصلاة والسلام- نهى الصحابة أن يبلغوه عن شيء من أصحابه، عن شيء يقع من أصحابه واقع يقول: ليخرج إليهم سليم الصدر، فكيف بمن إذا كُتب إليه آذى وعذب وسجن، الأمر ليس بالسهل يعني على الإنسان أن يحسب حسابه لكل ما يصدر منه لاسيما فيما يتعدى ضرره، حقوق الناس ليست بالأمر السهل، هي من الديوان الذي لا يغفر، والله المستعان، نعم إذا وجد من يُخشى ضرره على العامة على عموم الناس أو على أديانهم أو ما أشبه ذلك فلا يجوز السكوت عليه، لا يجوز السكوت عليه بعد مناصحته إذا ما امتثل يُرفع أمره إلى ولي الأمر ليكف عن شره.

طالب: ..................

الهمز؟

طالب: ..................

فُسِّرت في الحديث.

طالب: ..................

لا.

" قوله تعالى: ٱلَّذِي جَمَعَ مَالٗا وَعَدَّدَهُۥ الهمزة: ٢  أي أعده- زعم- لنوائب الدهر مثل كرُم وأكرم وقيل: أحصى عددًا. "

كرَّمَ وأكْرَمَ؛ لأن عدّد مثل كرّم وأعد مثل أكرم، هذا ما ذهب إليه المؤلف من أن عدّد وأعده، لكن الظاهر من اللفظ المتبادر أن عده: حسبه مرارًا، تردد عليه، ويعيد حسابه يحسبه مرة، ثم إذا جاء من الغد حسبه وثالثة ورابعة، ويأخذ عليه وقتًا وجهودًا لمكانته في قلبه.

"مثل كرَّم وأكرم، وقيل: أحصى عدده، قاله السدي، وقال الضحاك: أي أعدّ ماله لمن يرثه من أولاده، وقيل: أي فاخر بعدده وكثرته، والمقصود الذم على إمساك المال عن سبيل الطاعة كما قال :مَّنَّاعٖ لِّلۡخَيۡرِ [ق:٢٥] ، وقال: {وَجَمَعَ فَأَوْعَى} [المعارج: ١٨] ، وقراءة الجماعة جمع مخفف الميم، وشددها ابن عامر وحمزة والكسائي على التكثير، واختاره أبو عبيد؛ لقوله: {وَعَدَّدَه} [الهمزة:٢] ، وقرأ الحسن ونصر بن عاصم وأبو العالية: جمع مخففًا، وعدده مخففًا أيضًا، فأظهروا التضعيف؛ لأن أصله عدّه وهو بعيد؛ لأنه وقع في المصحف بدالين، وقد جاء مثله في الشعر لما أبرزوا التضعيف خففوه قال:

مهلاً أمامة قد جربتِ من خلقي

 

إن أجود لأقوام وإن ضننوا"

نعم، التضعيف التشديد، والمراد به هنا فك الإدغام، وفي كتب البلاغة يقولون: فك المدغم الحمد لله العلي الأجلل، هذا مثلوا به بما يناقض ويخالف فصاحة الكلام، لكن في التنزيل بعض الكلمات المدغمة جاءت مفكوكة {يَرْتَدَّ} [المائدة:٥٤]  و{يَرْتَدِدْ}  [البقرة:٢١٧]  فهل فيه ما يمنع من فك الإدغام؟ والمدغم المشدد عبارة عن حرفين أولهما ساكن، والثاني هو المعرب، المقصود أنهم جعلوا فك الإدغام مطلقًا مخالفًا ومجافيًا للفصاحة، وفي القرآن {وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ} [البقرة: ٢١٧]  من يرتدد فيه تشديد من يرتد، فدل على جواز هذا وهذا.

" أراد ضنوا وبخلوا، فأظهر التضعيف، ولكن الشعر موضع ضرورة، قال المهدوي: من خفف وعدده فهو معطوف على المال أي وجمع عدده، فلا يكون فعلاً على إظهار التضعيف؛ لأن ذلك لا يستعمل إلا في الشعر. قوله تعالى: {يَحْسَبُ} [الهمزة:٣]  أي يظن {أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَه} [الهمزة:٣]  أي يبقيه حيًّا لا يموت، قاله السدي، وقال عكرمة: أي يزيد في عمره، وقيل: أحياه فيما مضى، وهو ماضٍ بمعنى المستقبل يقال: هلك والله فلان، ودخل النار أي يدخل. {كَلاَّ}[الهمزة:٤]  رد لما توهمه الكافر أي لا يخلد ولا يبقى له مال، وقد مضى القول في كلا مستوفى. وقال عمر بن عبد الله مولى غفرة: إذا سمعت الله- عز وجل- يقول: كلا فإنه يقول: كذبت لينبذن أي ليطرحن. "

وهو معنى لما تقدم، رد لما توهمه الكافر يعني تكذيب له.

" {لَيُنبَذَنَّ} [الهمزة:٤]  أي ليطرحن وليلقين، وقرأ الحسن ومحمد بن كعب ونصر بن عاصم ومجاهد وحميد وابن محيصن: ليَنبذان بالتثنية أي هو وماله، وعن الحسن أيضًا: ليُنبذنه على معنى لينبذن ماله. "

فتكون الهاء للسكت أو ليَنبُذنه أي ليَنبُذن ماله.

" مشكلها ليُنبَذنَّه. "

ليُنبَذنه على معنى ليُنبَذن ماله يعني ماله ينبذ، على كل حال هذه القراءة شاذة بلا شك.

" وعنه أيضًا بالنون: لننبِذَنه على إخبار الله تعالى عن نفسه، وأنه ينبذ صاحب المال، وعنه أيضًا: ليُنبذُنّ بضم الذال على أن المراد الهمزة واللمزة والمال وجامعه في الحطمة، وهي نار الله. "

فيكون نائب الفاعل ضميرًا يعود على ما تقدم من الهمزة واللمزة، وحينئذٍ يكون هذا الفاعل فاصلًا بين الفعل ونون التوكيد تكون غير مباشرة، وعلى هذا فيعرب الفعل، أما لو كانت كما في الآية ليُنبَذن لبني على الفتح؛ لأنه متصل بنون التوكيد.

طالب: ..................

نعم؛ لأنها موكولة إلى فطنة القارئ، والقارئ عمومًا.. المسلمون إذا سمعوا ما يستنكرونه في القرآن، يتوقفون فيه، ما يقبلونه، أنت تظن أحدًا اليوم يصلي بنا وبقول: ليَنبذن أو لينبذنه؟ على كل حال مثل هذه الأمور الاطلاع عليها جيد وطيب، لكن ينبغي أن يبين المتواتر من غيره.

طالب: ..................

لا لا لا؛ لأن القرآن ما هو مثل السنة، خفاء السنة على عموم الناس معروف، لكن خفاء القرآن ما يخفى على أحد عامة الناس يميزون.

"{فِي الْحُطَمَة} [الهمزة:٤]  وهي نار الله، سميت بذلك؛ لأنها تكسر كل ما يلقى فيها وتحطمه وتهشمه، قال الراجز:

إذا حطمنا بالقضيب مصعبًا

 

يوم كسرنا ليغضبا

وهي الطبقة السادسة من طبقات جهنم، حكاه الماوردي عن الكلبي، وحكى القشيري عنه الحطمة الدركة الثانية من درك النار، وقال الضحاك: هي الدرْك الرابع، قال ابن زيد: اسم من أسماء جهنم. {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَة} [الهمزة:٥]  على التعظيم لشأنها والتفخيم لأمرها، ثم فسَّرها ما هي فقال:{نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَة} [الهمزة:٦]  أي التي أوقد عليها ألف عام وألف عام وألف عام، فهي غير خامدة، أعدها الله للعصاة. {الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَة} [الهمزة: ٧] قال محمد بن كعب: تأكل النارُ جميع ما في أجسادهم، حتى إذا بلغت إلى الفؤاد خُلقوا خلقًا جديدًا فرجعت تأكلهم، وكذا روى خالد بن أبي عمران عن النبي -صلى الله عليه وسلم-."

{نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} [النساء:٥٦]  فهي تأكل الجلود، والسبب في ذلك كما يقول أهل العلم أن موضع الإحساس في الجلد.

طالب: ..................

المقصود أن النار- كفى الله شرها- {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَة* الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَة} [الهمزة:٦ - ٧]  يجعل الله فيها قدرة على الاطلاع على التمييز بين هذا وهذا، والله المستعان.

" وكذا روى خالد بن أبي عمران عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن النار تأكل أهلها حتى إذا اطلعت على أفئدتهم انتهت، حتى إذا صدروا تعود، فذلك قوله تعالى: {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَة* الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَة} [الهمزة:٦ - ٧] "

تخريجه.

طالب: ..................

الله المستعان، نعم، المقصود أنه لا يصح مرفوعًا إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-.

" وخص الأفئدة؛ لأن الألم إذا صار إلى الفؤاد مات صاحبه، أي إنه في حال من يموت، وهم لا يموتون، كما قال الله تعالى:{لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيى} [طه:٧٤]  فهم إذًا أحياء في معنى الأموات، وقيل: معنى تطّلع على الأفئدة أي تعلم مقدار ما يستحقه كل واحد منهم من العذاب، وذلك بما استبقاه الله تعالى من الأمارة الدالة عليه، ويقال: اطلع فلان على كذا أي علمه، وقد قال الله تعالى: {تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى} [المعارج: ١٧]  وقال تعالى:{إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا}[الفرقان:١٢]  فوصفها بهذا فلا يبعد أن توصف بالعلم، قوله.. "

لأن هذه الصفات صفات من يعلم، فوُصفت بأنها تطَّلِع وتدعو وتتصرف تصرف من يعلم؛ لأن هذه صفات من يعلم.

" قوله تعالى:  {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَة*فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَة} [الهمزة ٨-٩] أي مطبقة، قاله الحسن والضحاك، وقد تقدم في سورة البلد القول فيه، وقيل: مغلقة بلغة قريش، يقولون: آضدت الباب. "

آصدت.

" آصدت الباب إذا أغلقته، قاله مجاهد، ومنه قول عبيد الله بن قيس الرقيات:

إن في القصر لو دخلنا غزالاً

 

مصفقًا موصدًا عليه الحجاب

 {فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَة} [الهمزة:٩]  الفاء بمعنى الباء أي موصدة بعمد ممدة، قاله ابن عباس، وهي في قراءته، قاله ابن مسعود، وهي في قراءته: بعمد ممدة، وفي حديث أبي.. "

تأتي الباء في مقام في والعكس، سُمع عن العرب من يُسأل يُقال له: أين أبوك؟ فيقول: بكذا، يعني يقال للواحد منا: أين فلان تقول بالمسجد فتأتي الباء بمعنى في، والعكس كما هنا.

" وفي حديث أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ثم إن الله يبعث إليهم ملائكة بأطباق من نار ومسامير من نار وعمد من نار فتُطبِق عليهم بتلك الأطباق، وتشد عليهم بتلك المسامير، وتمد بتلك العمد، فلا يبقى فيها خلل يدخل فيها روح، ولا يخرج منه غم، وينساهم الرحمن على عرشه، ويتشاغل أهل الجنة بنعيمهم، ولا يستغيثون بعدها أبدًا، وينقطع الكلام، فيكون كلامهم زفيرًا وشهيقًا، فذلك قوله تعالى:{إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَة*فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَة} [الهمزة ٨-٩] »."

مخرّج؟

طالب: ..................

تفرد الحكيم؛ لأنه مظنة الضعيف، ومذكور من النوادر، نوادر الأصول.

هو ما نُمي لعدّ وخط وكِر

 

ومسند الفردوس ضعفه شُهر

كذا نوادر ................

 

...........................

 المقصود أن نوارد الأصول للحكيم الترمذي ليس من المصادر التي يعتمد عليها، بل هي إذا لم يخرج الحديث في غيرها فهي أقل أحوالها الضعف، وفيها من الموضوعات الشيء الكثير.

طالب: ..................

نعم تأتي بمعنى في.

" وقال قتادة: عمد يعذبون بها. "

طالب: ..................

هو ينقل عن كل أحد، القرطبي ما هو محقق.

طالب: ..................

نعم؛ لأن الحكيم فيه نوع من التعبد والتصوف، لكن عنده خلل كبير في باب التصوف، فيه كتاب اسمه المعرفة عند الحكيم الترمذي مشتمل على طوامّ.

" وقال قتادة: عمد يعذبون بها، واختاره الطبري، وقال ابن عباس: إن العمد الممدة أغلال في أعناقهم، وقيل: قيود في أرجلهم، قاله أبو صالح، وقال القشيري: والمعظم على أن العمد أوتاد الأطباق التي تطبق على أهل النار وتشد تلك الأطباق بالأوتاد حتى يرجع عليهم غمها وحرها، فلا يدخل عليهم روح، وقيل: أبواب النار مطبقة عليهم وهم في عمد أي في سلاسل وأغلال مطوّلة، وهي أحكم وأرسخ من القصيرة، وقيل: هم في عمد ممددة أي في عذابها وآلامها يُضربون بها، وقيل: المعنى في دهر ممدود أي لا انقطاع له، وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم: في عُمُدٍ بضم العين والميم جمع عمود، وكذلك عَمَدٍ أيضًا، قال الفراء: والعَمَد والعُمُد جمعان صحيحان لعمود مثل أديم وأُدَم. "

 وأَدَم.  

" وأَدَم وأُدُم وأَفيق وأُفُق. "

لا.

" وأَفَق وأُفُق. "

نعم.

 " قال أبو عبيدة. "

والأفيق الجلد مثل الأديم.

" قال أبو عبيدة: عَمَد جمع عماد مثل إِهَاب، واختار أبو عبيد: عَمَد بفتحتين، وكذلك أبو حاتم اعتبارًا بقوله تعالى: {اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} [الرعد:٢]  وأجمعوا على فتحها، قال الجوهري: العمود عمود البيت وجمع القلة أعمدة، وجمع الكثرة عُمُد وعَمَد. وقُرئ بهما قولُه تعالى: {فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَة} [الهمزة:٩]  وقال أبو عبيدة: العمود كل مستطيل من خشب أو حديد، وهو أصل للبناء مثل العماد، عمدت الشيء فانعمد أي أقمته بعمادٍ يعتمد عليه، وأعمدته جعلت تحته عمدًا، والله أعلم. "

يعني كأنه سانده وقوّاه بهذا العمود، وهذا ظاهر.

اللهم صل على محمد وعلى آله...

"