شرح كتاب الإيمان من صحيح مسلم (02)

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

ففي هذا الدرس وهو الثاني من سلسلة الدروس في شرح صحيح الإمام مسلم ومازلنا في الحديث الأول وقد انتهينا من الكلام على القصة التي حصلت مع عبد الله بن عمر فيما ابتدعه معبد الجهني من القول بالقدر، ثم وقفنا على قول عبد الله بن عمر ثم قال: حدثني أبي عمر بن الخطاب قال: بينما نحن عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر" لما قال حدثني أبي عمر بن الخطاب ما قال حدثني عمر بن الخطاب قال حدثني أبي اعترافًا لأبيه بهذا الفضل، ولا شك أن الأبوة لها شأن في ديننا وللأب حق عظيم على ابنه، فلا يليق به أن يسميه باسمه دون أن يقدم بما يدل على العلاقة بينهما والرابط بينهما، ومع الأسف أن نجد في تعاملاتنا اليومية مع من له حق علينا، ابن الأخ لا يقول عمي فلان، أو إذا سلم عليه قال يا عم يقول يا أبا فلان، نعم لا يجرؤ أن يقول يا فلان لكن يقول يا أبا فلان مع أنه لو قال يا عمي تذكر العلاقة أو الرابطة بينهما التي تبين حق العم على ابن أخيه، وهنا ذكر الأبوة التي تذكره بحق أبيه عليه وهذا من الأدب المعروف عند سلف الأمة وخلفها الممتثلين لأوامر الله وأوامر رسوله -عليه الصلاة والسلام- قال: "بينما نحن" بينما أصلها (بين) وزيدت عليها (ما) لتكفها عن العمل وإلا فالأصل أن تكون مضافة وما بعدها مضاف إليه، وهنا "بينما نحن عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" ويتحدث عن نفسه وعمن معه من الصحابة- رضوان الله عليهم- وإلا لو كان بمفرده لقال بينما أنا عند رسول الله لكن يبين أنه في محضر جمع من الصحابة عند رسول الله -عليه الصلاة والسلام- وقد يستعملها الواحد من باب التأكيد لاسيما في الضمير كما قال الإمام البخاري: والعرب تؤكد فعل الواحد بضمير الجمع، كما في تفسير "إنا أنزلناه" من صحيح البخاري، "بينما نحن عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم إذ طلع" إذ هذه يسمونها الفجائية، "إذ طلع علينا رجل" بغتهم وفجأهم رجل لم يحسبوا له أي حساب وجاء على هيئة تخالف جميع المقاييس التي اعتادوها، "إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر" شديد بياض الثياب مقتضاه أنه خرج من بيته قريبًا بحيث لبس هذه الثياب الجديدة، لو كان من الإنس المعهود "شديد سواد الشعر" ليس عليه أثر لا غبار ولا شعث ولا شيء كأنما خرج من مغتسل، لا يشوب سواد شعره شيء لا من الغبار ولا من الشيب ولا شيء إنما هو أسود خالص، "لا يرى عليه أثر السفر" فليس بأشعث وليس بمتسخ الثياب "ولا يعرفه منا أحد أمر" غريب جدًا مستنكر عندهم، ومثار عجب عندهم رجل لا يعرفه أحد ولا عليه أثر سفر، إذًا ماذا يكون؟ وقعوا في حيرة من أمرهم ما عرفوا ولا استطاعوا أن يتوصلوا إليه، لا من أهل البلد، ولا من القادمين عليه، ليس من أهل البلد لأنه لا يعرفه أحد ولا من القادمين عليه لأنه ليس عليه أثر سفر، "حتى جلس إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- فأسند ركبتيه إلى ركبتيه" هذا الرجل أسند ركبتيه إلى ركبتي النبي -صلى الله عليه وسلم- ووضع كفيه على فخذيه، وضع كفيه على فخذي نفسه على هيئة المستفيد المتأدب بأدب الطالب، على هذه الهيئة التي تدل على تمام الأدب بين يدي الشيخ، "ووضع كفيه على فخذيه" بعض الشرّاح فهم أن هذا الرجل وضع يديه على فخذي النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا الكلام ليس بصحيح، لكنه وضع كفيه على فخذي نفسه متأدبًا بين يدي النبي -عليه الصلاة والسلام- خلافًا لما تفعله الأعراب ينادونه من بعيد يا محمد يا محمد أين الأدب؟ ومع الأسف أن يوجد مثل هذا الجفاء بين أفراد المسلمين الآن، وقد يوجد وبكل أسف من بعض طلاب العلم ينادي الشيخ كأنه أحد زملائه وهذا ليس من الأدب، "قال يا محمد" نعم قال يا محمد بعد أن تأدب وتواضع بين يديه وتخلق بأخلاق المستفيد "قال يا محمد أخبرني عن الإسلام" ما ناداه من بعيد كالأعراب يا محمد يا محمد لا، بعد أن قدم هذا الأدب الرفيع بين يديه -عليه الصلاة والسلام- ناداه باسمه "يا محمد أخبرني عن الإسلام" لأنه جاء بهيئة كأنه لا يعرف شيئًا عن الإسلام قال يا محمد، لو كان يعرف شيئا عن الإسلام قال يا رسول الله، "يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله» يسأله عن حقيقة الإسلام، عن ماهية الإسلام، وإذا سئل عن الحد فالمراد به الجامع المانع، الجامع لجميع الصور الداخلة في المُسمى، والمانع من دخول غيرها من الصور، لكن قد يكتفى في التعريف بذكر أركان الشيء التي يتكون منها ويتركب منها، الأركان المحصورة التي يتكون منها يكتفى به لأنا إذا ذكرنا الأركان عرفنا حقيقة ماهية الشيء المسؤول عنه وهذا نوع من أنواع الحدود التي يذكرها أهل العلم، تعريف الشيء بأركانه بأجزائه المؤثرة فيه وقد يعرَّف الشيء بأخص أجزائه بحيث لا ينصرف هذا اللفظ إلى غير المحدود؛ لأن هذا الجزء الذي هو أخص أجزائه لا يشاركه فيه غيره، "فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله» التعاريف التي يتداولها أهل العلم في مصنفاتهم لا شك أنها تكشف الحقائق لكنها مع كل أسف لا تخلو من تعقيد؛  ولذا إذا رأيتم كتب الأئمة السابقين في عهد السلف في العصور المفضلة ما تجدون هذه التعاريف في كل كلمة تُعرَّف لغة وشرعًا أو اصطلاحًا، لو رجعنا إلى الأم أو إلى المدونة أو إلى غيرهما من الكتب التي صنفها أهل العلم في القرون المفضلة ما تجدون هذا التفصيل الموجود في كتب المتأخرين ما يترك لفظة إلا ويعرِّفها، الناس ليسوا بحاجة إلى كثير من التعاريف التي ينشغل بها العلماء في مؤلفاتهم ويشغلون بها طلبة العلم، لا شك أن تصور الشيء ينبني عليه جميع ما يتعلق به فالحكم على الشيء فرع عن تصوره، وتصوره لا يتم إلا بتعريفه لكن التعريف الذي ارتكبه أهل العلم وابتدأه قبلهم المناطقة فيه نوع تعقيد، ويكفي أن تقرأ في حدود ابن عرفة لتعرف كيف وصل الأمر من التعقيد الذي ينفِّر طالب العلم، ولو قرأنا تعريف الإجارة في حدود ابن عرفة عرفنا أن طريقة الخلف في مصنفاتهم بمنأى عن طريقة السلف، لكن التعاريف التي يحتاجها طالب العلم مما يخفى عليه من بعض المصطلحات لاسيما إذا كانت حقائقها العرفية المتداولة بين الناس تختلف عن حقائقها الشرعية واللغوية لا مانع أن تُعرّف بما يوضحها ويبين المقصود منها، أما أن تعرف مع التعقيد الموجود في كثير من كتب العلم هذا لا شك أنه يصد بعض طلاب العلم الذين ليست لديهم الهمة العالية في طلب العلم، أما من عنده همة ورغبة وعرف قيمة العلم وأراد أن يطلب العلم على طريقة أهل العلم وعلى جادتهم هذا ما يعوقه شيء بإذن الله، مع أننا نقرر أن بعض الأساليب الموجودة في كتب أهل العلم التي يمرّن عليها طالب العلم أمر مطلوب، لا يمرن طالب العلم على أساليب إنشائية وأساليب عصرية صحفية أو ما أشبه ذلك بهذه الطريقة لا يتخرج طالب علم، لكن على طريقة المتون المعروفة عند أهل العلم يتخرج طالب العلم لكن التعقيد الزائد الذي ينفر طالب العلم هذا ليس مطلوبا، "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله" هذا الركن الأول من أركان الإسلام والذي لا يتم إسلام أحد إلا به «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أو حتى يقولوا لا إله إلا الله» فلا إسلام إلا بهذه الكلمة، ولا بد من النطق بها لأنه قال حتى يقولوا لا إله إلا الله، والعلماء يختلفون فيمن وقر الإيمان في قلبه ولم يتمكن من النطق بها أو ما نطق بها لكنه معترف بها مقر لله- جل وعلا- بالوحدانية مؤمن به وبما بكتبه ورسله إلى آخر ما سيأتي ذكره، والخلاف إنما هو في حكم في حكم الدنيا هل يعامل معاملة الكفار إذا لم ينطق ويعرف من حاله وتصرفه وإقراره بما يدخل به في الإسلام من دون أن ينطق بالشهادتين؟ مسألة خلافية بين أهل العلم والأكثر على أنه لا يحكم بإسلامه حتى ينطق بالشهادتين "وأن محمدًا رسول الله" وهذا من لازم الشهادة الأول، وقد تأتي بعض النصوص بالاقتصار على الجزء الأول دون تنصيص على الجزء الثاني من باب الاكتفاء، وأمَّا بالنسبة للجملة الثانية «وأن محمدًا رسول الله» فلا يتم إسلام أحد حتى يقولها وينطق بها لأنها متممة ومن متطلبات الجملة الأولى «وأن محمدًا رسول الله وتقيم الصلاة» هذا الركن الثاني وأعظم الأركان بعد الشهادتين، وأهل العلم مُجمعون على أن من جحدها يكفر، وأما من تركها تهاونًا وكسلاً مع إقراره بوجوبها واعترافه بأنها ركن من أركان الإسلام فالمسألة خلافية بين أهل العلم لكن المرجح في هذه المسألة أنه يكفر للنصوص الصحيحة الصريحة في ذلك، للنصوص الصحيحة الصريحة الواردة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر» «بين العبد وبين الشرك ترك الصلاة» وشيخ الإسلام وابن القيم يقرران أنه لا يُتصور مسلم معترف بأن الله هو المعبود وهو الرب الخالق الرازق الذي تجب عبادته ويعترف بلا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ولا يصلي، وقد يرى بارقة السيف ليقتل من أجل ترك الصلاة ولا يصلي هذا ليس في قلبه شيء من الإسلام، وأشار بعض المغاربة في القرن السابع إلى أن الخلاف في حكم تارك الصلاة مسألة افتراضية لا حقيقة لها ولا وجود لها في الواقع، هي مجرد افتراض من أهل العلم إذ لا يُعقل ولا يتصور أن مسلما يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا يصلي، يعني نظير قول بعضهم: توفي أو هلك هالك عن ألف جدة هذه مسألة افتراضية لكن تذكر في بعض الكتب من أجل أن يمرن طالب العلم على قسمة التركات فهذه مسألة افتراضية مثل تارك الصلاة، فأين هذا فأين هذا من واقعنا الذي نعيشه؟! وابتلي الناس في بيوتهم ببعض الذرية الذين لا يصلون وكثير منهم يؤخرون الصلاة عن وقتها، ومع الأسف أن للأب والأم دورًا في ذلك لاسيما إذا كانوا من طلاب المدارس أو الموظفين فإنهم يهتمون بوظائفهم وبدراستهم أكثر من اهتمامهم بالصلاة، فلو نشَّأوهم على تعظيم الدين في قلوب أولادهم ونشأوهم على تعظيم الشرع وأوامر الله وأوامر رسوله ما صنعوا مثل هذا؛ ولذلك ينشأون ويترعرعون على عدم الاهتمام والمبالاة، تجد الأب لا يوقظ أولاده للصلاة إلا مع بدء الدواء أو بدء الدراسة ويعتذر ويتعلل بأن الولد ما أخذ قسطًا من النوم، أو الجو بارد، أو الليل قصير وما أشبه ذلك، كيف ترجو أن يكون ولدا صالحًا يدعو لك وأنت ضيعت تربيته وتنشئته التنشئة والتربية الصالحة والله المستعان «وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً» العلماء يختلفون في كفر تارك الأركان العملية، وأما بالنسبة للصلاة فالمرجّح أنه يكفر، وأما بالنسبة للزكاة والصيام والحج فالجمهور على أنه لا يكفر، والقول بكفره رواية في مذهب الحنابلة وقول للإمام مالك، وعلى كل حال فمن ترك هذه الدعائم وهذه الأركان أو شيئًا منها فهو على خطر عظيم «تقيم الصلاة» والمراد بها المكتوبة، "وتؤتي الزكاة" المراد بها المفروضة كما سيأتي في بعض الروايات وهذا أمر مفروغ منه أن الركن هي المكتوبة بالنسبة للصلاة، والركن بالنسبة للزكاة هي المفروضة، "وتصومَ رمضان وتحج البيت" في حديث ابن عمر في الصحيحين تقديم الحج على الصيام، وفي رواية مسلم كما هنا وفي حديث «بني الإسلام على خمس» تقديم الصيام على الحج، والرواية المخرجة في الصحيحين فيها تقديم الحج على الصيام وبنى على ذلك الإمام البخاري تصنيفه فقدم الحج على الصيام، وأشار بعض من حضر في مجلس ابن عمر إلى تقديم الصيام على الحج، قال: وصيام رمضان والحج قال لا، الحج وصيام رمضان، المقصود أن كلها أركان وتقديم أحدهما على الآخر لا يؤثر، كلها من دعائم الإسلام المعروفة، «وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت» هذا ركن من أركان الإسلام وهو واجب على الفور على القول المرجّح عند أهل العلم، وفي مناسبة قرب الحج ينبغي للمسلم أن يهتم بهذه الفريضة وهذه الشعيرة، ومع الأسف أن نرى التفريط لأدنى سبب يؤخِّر الحج، حتى أن بعض الطلاب في الكليات الشرعية يؤخِّر الحج بعذر أنه مكلّف ببحث في الجامعة، مكلف ببحث ومطالب بتسليمه بعد الحج مباشرة ثم لا يحج يترك هذه الفريضة هذا الركن من أركان الإسلام وما يدري ماذا يعترضه في مقتبل عمره، وأسوأ من ذلك من يقول والله السنة هذه ربيع أأخر الحج للسنة القادمة هذه السنة ربيع نريد أن نطلع!! ركن من أركان الإسلام وجاءت فيه نصوص   ﯕﯖ             آل عمران: ٩٧  وبهذه الآية استدل من يقول بكفر تارك الحج، وجاء عن عمر: (من كان ذا جدة فلم يحج فاضربوا عليه الجزية ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين) فالأمر ليس بالسهل، الأمر عظيم جدًا وتترك هذه الفريضة لأدنى عذر وأدنى سبب؟! والله المستعان «وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً» بهذا القيد، والسبيل كما جاء تفسيره في بعض الأحاديث الزاد والراحلة، الاستطاعة بوجود الزاد والراحلة، وتكون الاستطاعة بالقدرة بالبدن، وتزيد المرأة المَحرم فلا يلزمها إذا لم تجد محرمًا، لا يلزمها الحج فهي غير مستطيعة ولا يجوز لها أن تحج بدون محرم «إن استطعت إليه سبيلاً قال صدقت» يقول السائل هذا الرجل الذي طلع عليهم وهم لا يعرفون صدقت يسأل ويصدق؟! هذا مثار عجب؛ ولذا قال: "فعجبنا له يسأله ويصدقه" يعني كانوا موجسين خيفة من وضع الرجل، ثم بعد ذلك ازدادت هذه الخيفة التي أوجسوها في أنفسهم وصار عندهم مثار تساؤل يسأل ويصدِّق هذه ليست حال سائل، فلا بد من سر كشفه النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك، "قال فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: «أن تؤمنَ بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمنَ بالقدر خيره وشره» هذه اتفق العلماء على أنها أركان الإيمان الستة، وأركان الإسلام الخمسة السابقة وأركان الإيمان الستة، وأن الإيمان في قول جمهور أهل العلم غير الإسلام، وأن الإسلام علانية والإيمان سر اعتقاد أركانه الستة، وحقيقته قول باللسان واعتقاد بالجَنان وعمل بالأركان، وبعضهم يقول هذه شروط، وبعضهم يقول هذه أجزاء مؤثِّرة فهي أركان وتلتبس هذه الثلاثة القول والاعتقاد والعمل بالأركان الستة؛ لأنهم اتفقوا على أن الستة أركان، وبعضهم يطلق على الثلاثة أركانا فكيف يكون للشيء الواحد أركان وتتجاوز إلى أركان أخرى؟ فكيف نجيب عمن يقرر أنها أركانا؟ لا شك أن الثلاثة هي أجزاء الماهية: قول باللسان وعمل واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان هي أجزاء لهذه الماهية الذي هو الإيمان، الإيمان مركّب من هذه الأشياء، وهو أيضًا مركب من الستة فكيف نقول هذه أركان وهذه أركان؟ من قال هذه شروط بالنسبة للقول والاعتقاد والعمل ينفصل عن هذا الإشكال، لكن يبقى أنها تختلف عن الشروط باعتبار أنها داخلة في ماهية الإيمان والشروط خارجة عن ماهيته، فهي في حقيقتها أركان، لكن يبقى كيف نوفق بين الأركان الثلاثة وبين الأركان الستة؟ هل نقول إنها أركان للشطر الأول ممَّا جاء في السؤال أركان للإيمان بالله؟ إذا جزأنا الأركان الستة المذكورة في حديث جبريل قلنا أن النطق والعمل أركان للإيمان بالله، طيّب، قال: "فأخبرني عن الإيمان قال «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره» لماذا قال وتؤمن بالقدر؟ في الأول قال: تؤمن بالله وملائكته ما قال وتؤمن بملائكته وكتبه، ما قال وتؤمن بكتبه ورسله واليوم الآخر، ما قال تؤمن برسله وتؤمن باليوم الآخر إنما قال «وتؤمن بالقدر خيره وشره» لماذا أعاد الفعل والعطف؟ معروف عند أهل العربية أنه على نية تكرار العامل فكأنه قال تؤمن بالله وتؤمن بملائكته وتؤمن بكتبه وتؤمن برسله وتؤمن باليوم الآخر وتؤمن بالقدر، لماذا أبرز العامل في الإيمان بالقدر خيره وشره؟ لأنه هو سبب الإيراد أو الورود؟ الإيمان بالقدر خيره وشره هل هو سبب لإيراد الحديث أو لوروده؟

طالب: .............

لإيراده نعم، إذا قلنا سبب لإيراده لماذا أورده ابن عمر؟ ليرد على معبد ومن يقول بقوله، إذا قلنا سبب لوروده قلنا هو سبب ورود الحديث وصدوره من النبي -عليه الصلاة والسلام- كسبب النزول بالنسبة للآيات، لكنه سبب لإيراده؛ ولذلك أبرز العامل دون غيره للاهتمام به، "والإيمان بالله" لا شك أنه الاعتراف به والاعتقاد الجازم بأنه هو الخالق الرازق المدبِّر المعبود دون غيره، وتؤمن بجميع ما يتعلق به من الأسماء والصفات، وجميع ما ورد عنه وعن رسوله -عليه الصلاة والسلام- فيما يتعلق به- جل وعلا- "وتؤمن بالله وملائكته" تؤمن بأن الملائكة عباد لله- جل وعلا- مُكرمون يسبحون الليل والنهار إلى آخر ما جاء من صفاتهم في الكتاب والسنة «وكتبه» في بعض الروايات «كتابه» "تؤمن بالله وملائكته وكتبه" يعني المنزَّلة من الله- جل وعلا- على رسله في بعض أو على ما سيأتي في بعض الروايات كتابه في أكثر من رواية، قال كتابه وتعرفون أن المفرد المضاف يفيد العموم، يعم جميع الكتب فلا اختلاف بين رواية كتبه ورواية كتابه؛ لأن المفرد المضاف يفيد العموم، يعني كما تقول رب اغفر لي ذنبي تقصد واحد أو جميع ذنوبك؟ جميع ذنوبك، والكتب المنزَّلة منها ما سمي لنا في كتاب الله- جل وعلا- ومنها ما لم يسم، وكذلك الملائكة منهم من سُمي ومنهم من لم يسم، وكذلك الرسل منهم من سُمي ومنهم من لم يسم، لكن من سمي آمنا بهم بأعيانهم على التفصيل ومن لم يسمَّ آمنا بهم إجمالا «واليوم الآخر» اليوم الآخر البعث بعد الموت الذي ينكره المشركون «واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره» وهذا هو الشاهد من الحديث لإيراده على هذا المبتدع، وتؤمن بالقدر خيره وشره فهو ركن من أركان الإيمان لا يتم إلا به فمن لم يؤمن بالقدر كما قال ابن عمر لو أنفق مثل أحد ذهبًا ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر، وفيما تقدم قلنا أن هذا ظاهر في تكفيرهم ظاهر في تكفير القدرية النفاة الذي ينفون العلم عن الله- جل وعلا- وهو محل إجماع الذين يقولون إن الأمر أنف كما تقدم في القصة أي مستأنف وأن الله لا يعلم الشيء قبل وقوعه، لا يعلمه إلا بعد وقوعه هذا كفر محض بإجماع المسلمين، ويقول أهل المقالات أنه لا يوجد من يقول بهذا القول انقرضوا ظاهر في تكفيرهم لأن الذي يُحبط الأعمال الصالحة هو الكفر التوبة: ٥٤  فقوله لا يقبل دليل على تكفيره إياهم، ويعضد ذلك أن مقالتهم كفر بإجماع المسلمين ولو قيلت في حق من دون ذلك، لو قيلت في حق من بدعته أقل من ذلك لا تخرجه من الملة لحملنا عدم القبول على عدم الثواب المرتب؛ لأنه يطلق عدم القبول ويراد به عدم الصحة، ويطلق عدم القبول ويراد به عدم الثواب المرتب على العبادة، "لا يقبل الله صلاة من أحدث حتى يتوضأ" هذا صلاته باطلة بالإجماع، "ولا يقبل الله صلاة عبد آبق أو من في جوفه خمر" قالوا إن الثواب المرتب على العبادة لا يحصل له وإن كانت صلاته صحيحة مجزئة مسقطة للطلب ففي قول الله- جل وعلا-   المائدة: ٢٧  ليس معنى هذا أن غير المتقين من الفساق أن عباداتهم باطلة وإنما الثواب المرتب عليها لا ينالونه بسبب عصيانهم لله- جل وعلا- وأما عباداتهم فصحيحة مسقطة للطلب لكن ليس عليها ثواب، "قال صدقت، قال: فأخبرني عن الإحسان؟" مراتب الدين الإسلام الإيمان الإحسان على سبيل الترقي؛ لأن هذه المرتبة الأخيرة التي هي الإحسان هل تحصل بدون أن يحقق الإيمان؟ لا، وهل تحصل لكل من حقق الإيمان؟ لا، والمرتبة التي قبلها الإيمان هل تحصل لغير من حقق الإسلام؟ لا، هذه المراتب مرتّبة على سبيل الترقي: الإسلام الإيمان الإحسان، جاء في بعض الروايات تقديم الإيمان على الإسلام وهكذا لكن التقديم والتأخير بالعطف بالواو لا يعني الترتيب، "قال فأخبرني عن الإحسان" وهو مصدر أحسن يحسن إحسانًا قال: «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك» هذه منزلة المراقبة وهي منزلة عليا بحيث يتصور الإنسان أن الله مطلع عليه في كل لحظة، المسلم يعترف بهذا ويقر به لكن هل يستحضر هذا في جميع أموره؟ هنا المطلوب أن يستحضر هذا في جميع تصرفاته، أن يعبد الله كأنه يراه، ومن لازم ذلك أن يُتقن هذه العبادة وهذا العمل، يتقن هذه العبادة وهذا العمل لأنه إذا كان يراه الله- جل وعلا- وهو واقف بين يديه هل يتصور أنه يعبث أو يغفل عن عبادته؟ لا، إذا لم يحصل هذا وقد يتعذر بالنسبة لكثير من الناس أن يستحضر أن الله مطلع عليه في كل لحظة، يستحضر ذلك في كل لحظة من حياته في كل عمل يقوم به، إن لم تستطع أن تستحضر ذلك في حياتك كلها فاعبد الله كأنه يراك «فإن لم تكن تراه فإنه يراك» يعني استحضر هذا المرتبة العليا أن تعبد الله كأنك تراه قدامك وأمامك إن لم تستطع هذه المرتبة لعظمها وعلو شأنها ولا يوفَّق لها كثير من الناس «فإن لم تكن تراه فإنه يراك» استحضر هذا في عباداتك كلها ثم بعد ذلك توفَّق لإصلاح العمل وإخلاصه، "قال فأخبرني عن الساعة" هذه المرتبة التي سبقت يسمونها مرتبة المراقبة الشعراء: ٢١٩  منزلة المراقبة ولابن القيم- رحمه الله- في مدارج السالكين كلام طويل ونفيس في هذه المنزلة وفي غيرها من المنازل، "قال فأخبرني عن الساعة الساعة قال: «ما المسؤول عنها بأعلم من السائل»      ﯿﰀ الأعراف: ١٨٧  لا يدري أحد متى تقوم الساعة طه: ١٥  الله- جل وعلا- يقول: طه: ١٥  ومقتضى الفعل كاد أكاد أخفيها مفهومه أنه أخفاها أو لم يخفها؟ لم يخفها لكنه كاد أن يخفيها وهي في الحقيقة خفية على غيره -جل وعلا- وإلا ليست بخفية بالنصوص الكثيرة لا يعلمها إلا الله نصوص قطعية تدل على أنه لا أحد يعلم الساعة غير الله- جل وعلا- وهنا يقول أشرف الخلق وأشرف الملائكة «ما المسؤول عنها بأعلم من السائل» قال كثير من المفسرين أن معنى الآية أكاد أخفيها حتى عن نفسي يعني مبالغة في إخفائها وإلا فمقتضى اللفظ من حيث المعنى في لغة العرب أنه ما أخفاها، لكن قال كثير من المفسرين أن معنى أكاد أخفيها حتى عن نفسي يعني مبالغة في إخفائها، مع الأسف أن بعض الناس خاض في معرفة وقت قيام الساعة، منهم من قال إن الساعة تقوم سنة ألف وأربعمائة، ومنهم من قال إن الساعة تقوم سنة ألف وأربعمائة وسبعة، طيب من أين أخذوا هذا؟! الذي يقول ألف وأربعمائة يستدل بحديث «مثلكم ومثل من قبلكم كمثل من استأجر أجيرًا إلى نصف النهار بدينار، ثم استأجر أجيرًا إلى العصر بدينار، ثم استأجر أجيرًا من العصر إلى غروب الشمس بدينارين فاحتج أهل الكتاب قالوا نحن أكثر عملاً وأقل أجرًا» قالوا وقت العصر سبع النهار أو خمس؟

طالب: .............

لا، هو خُمس باعتبار قسمة وقت النهار على على الساعات، ثم ماذا؟ إذا صار خمسا؟ قالوا إن الزمان زمان الدنيا كلها من أولها إلى آخرها سبعة آلاف سنة، وخمسها ألف وأربعمائة إذًا مدة هذه الأمة ألف وأربعمائة سنة فالساعة تقوم سنة ألف وأربعمائة، هل الحديث سيق لمثل هذا؟ هل هي الدلالة على مثل هذا دلالة أصلية حتى ولا فرعية؟ لا يمكن أن يستدل بالحديث على مثل هذا، يعني إذا استدل به الحنفية على أن وقت صلاة العصر أقل من وقت صلاة الظهر فيكون فتكون بدايته من مصير ظل الشيء مثليه استدلوا بهذا الحديث، ولا دلالة لهم فيه؛ لأن الظهر حتى على القول بأنه ينتهي بمصير ظل الشيء مثله هو أطول من العصر في جميع الأزمان وفي جميع البلدان، والحديث لم يُسق للدلالة على بيان الأوقات وعندنا أحاديث مفسِّرة في بيان الأوقات فلا نحتاج لمثل هذا، ألف وأربعمائة وسبعة قالوا مأخوذة من ماذا؟ لا تأتيكم إلا بغتة،  بغتة في حساب الجُمَّل ألف وأربعمائة وسبعة، تعرفون حساب الجُمَّل؟ يعرفه الإخوان؟ كل حرف له رقم معيّن، فألف وأربعمية وسبعة، جات أربعمائة وسبعة، وأربعمائة وسبعة عشر، وأربعمائة وسبع وعشرين؟! من المضحك المؤسِف أن يخرج بعض من يزعم المعرفة بعلم الفلك ويُسأل متى خراب العالم، خراب العالم ماهو؟ قيام الساعة، يقول بعد اثنين ونصف تريليون سنة، ويُسأل بمداخلة ويقال له ما رأيك بفلان فلكي كبير في حسابهم واعتبارهم؟ قال هذا من كبار العلماء في الفلك قال لكنه يقول خراب العالم ألفان واثنا عشر يعني بعد سنتين ونصف من هذه المقابلة، كم بينهم نسبة يسيرة أولا؟ سنتين ونصف إلى اثنين ونصف تريليون يعني إذا خاض الإنسان بعقله في أمور محسومة في الشرع مفروغ منها لا بد أن يأتي بمثل هذه العجائب، لا بد وأن يُخذل فيقع في مثل هذه المضحكات، يعني فرق: سنتان ونصف السنة واثنين ونصف تريليون سنة هذا فلكي وهذا فلكي وكفاهم عيبًا تناقض قولهم، ليس بتناقض هذا قال اثنين ونصف وذا قال خمسة أو خمسين أو خمسمائة "«ما المسؤول عنها بأعلم من السائل» "فقال فأخبرني عن أماراتها" الأمارة هي العلامة بخلاف الإمارة التي هي الولاية، "قال فأخبرني عن أماراتها قال: «أن تلد الأمة ربتها»" الأمة هي السّريّة المولاة التي تباع وتشترى «أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة» «ربتها» في رواية «ربّها» تذكير وفي رواية «بَعلها» كلام أهل العلم في هذه الجملة أن تلد الأمة ربتها كثير جدًا، ومنهم من يقول أنه كناية عن كثرة بيع أمهات الأولاد ثم مع طول الوقت يشتري الولد الحر أمه التي بيعت، وهذا الكلام الخلاف فيه قديم حتى بين الصحابة، معروف الخلاف في بيع أمهات الأولاد، والمرجح أنها لا تباع لأنها حرة أعتقها ولدها، ومنهم من يقول أنه يكثر الجهاد في آخر الزمان ويكثر التسري ومن كثرتهن لا يدقق الإنسان فيما اشتراه منهن بعد تداول الأيدي فيشتري أمه ويسترقها، فيه كلام كثير لأهل العلم والواقع واقع المسلمين اليوم يشهد بأن هذه العبارة تدل على أن الابن والبنت تتسلط يتسلطون على الأمهات كتسلط الأسياد على الأرقاء وهذا موجود، وبكل أسف أن يوجد في بيوت المسلمين ابن يُذل أمه ويأمرها وينهاها بغلظة وفضاضة كأنه يلد يأمر الأمة ويوجد هذا حتى من بعض البنات، وهذا لا شك أنه من علامات الساعة، وإذا وجد هذا في الأمهات الحرائر فماذا عن الأمهات الإماء لا شك أنه أشد، إذا صارت مملوكة لأبيه وهي أمة وولدت هذا الولد من السيد إذا كان الحر يترفع عن الأم الحرة التي تعبت عليه وحملته وأرضعته وتحمّلت في سبيله المشقات وهنا على وهن فيتسلط عليها ويعاملها كأنها أمة فماذا عن الابن من السيد إذا ولدته الأمة؟ نعم هو موجود في السابق أن تلد الأمة ولدًا حرًا لكنه لا يعاملها معاملة الأمة وبولادته إياها تحررت، لكن الكلام على إذلال الأم، وقد وجد ما هو أشد من ذلك من إذلال الأمهات الحرائر، "وأن ترى الحفاة العراة العالة" من البادية، يأتي البدوي ويستوطن في المدن وهو في الأصل حافي عاري يرعى الشاء ويرعى الإبل ويرعى الغنم ثم بعد ذلك يستوطن في البلدان وهذا لا شك أنه موجود وجود كثرة، والهجرة من البوادي والصحاري والهجر إلى المدن هذا كثيرالآن، استوطنوا المدن وفعلوا مثل ما يفعل الحاضرة بل كثير من البادية تعدوهم في ذلك وبنوا شواهق القصور والعمائر مصداقًا لما جاء في هذا الحديث، لكن هل يمنع البادية من استيطان المدن؟ وإذا قال سيرفع أربعة أدوار قلنا لا نزل دورين لا، ليس كل ما جاء في أحاديث آخر الزمان وأشراط الساعة مُحرم، كما أنها لا تدل على الإباحة إنما تدل على مجرد الوقوع، يعني من استدل بأنه لا يحتاج إلى مَحرم لأنه في آخر الزمان تسير المرأة من المدينة إلى صنعاء هذا حكاية واقع هل تعارض به النصوص المحرِّمة؟ هو مجرد واقع ومثل هذا لا يدل على تحريم أن يستوطن البدوي ساكن البادية الذي أصله حافي في الصحاري والبراري وعاري يعني ما عنده ما يكتسي به مثل ما يكتسيه أهل البلدان وعالة يتكفف الناس، يعني كثير منهم يعيش حياة فقر ثم بعد ذلك يستوطن البلد ويتوظف مع الناس ويترقّى حتى يصل إلى المراتب العليا يقال له أنت بسبب دخولك البلد تقوم الساعة ليس بصحيح، حتى لا تقوم الساعة نجلسهم بأماكنهم نقول لا تنتقلوا كي لا تقوم الساعة؟! ليس بصحيح، هذا مجرد خبر عن واقع فإذا وقع انتظر الساعة، كما أنه في الحديث الصحيح: «إذا ضُيِّعت الأمانة فانتظر الساعة» ما معنى إضاعة الأمانة قال: «إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» وهذا ما يحتاج إلى مثال ولا يحتاج إلى شرح يدركه كل أحد "رعاء الشاء يتطاولون في البنيان" قال ثم انطلق" ثم انطلق هذا الرجل خرج وولى، "فلبثت مليًا" في بعض الروايات: فلبث مليًا يعني وقتًا طويلاً، وفي بعض الروايات: بدل مليًا ثلاثًا، "فلبثت مليًا ثم قال لي يا عمر" هذا بالنسبة لعمر لبث وقتا طويلا وغيره جاء في حديث أبي هريرة في آخره ثم قال ثم أدبر الرجل فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «ردوه ردوه» فأخذوا ليردوه تبعوه ليردوه إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- فلم يرو شيئًا فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم» قال «ردوه» ذهبوا ليردوه لم يجدوا شيئًا فقال لهم بعد كم؟ ثلاثة أيام؟ وقتًا طويلاً؟ في الوقت حالاً وفي الحديث الذي معنا يقول عمر فلبثت مليًا يعني وقتًا طويلاً، وفي بعض الروايات ثلاثًا، هذا محمول على أن عمر- رضي الله عنه- قام قبل أن تنتهي المقابلة، قبل أن يولي الرجل قام وغادر، ومعلوم أن عمر يخرج إلى مكان له يتناوب مع جاره هذا يدخل المدينة يوما وهذا يدخل اليوم يعني ليس كل يوم عند الرسول -عليه الصلاة والسلام- فما عرف عمر إلا بعد ثلاث، والذين جلسوا إلى أن انتهت المقابلة وولى الرجل عرفوا في الحال أنه جبريل، قال: "فلبثت مليًا ثم قال لي «يا عمر أتدري من السائل؟» قلت الله ورسوله أعلم" هذا الأدب بالنسبة لمن سئل عن علم لا يعرفه يرد العلم ويكل العلم إلى العالم وهو الله- جل وعلا- والرسول -عليه الصلاة والسلام- في وقته، "قلت الله ورسوله أعلم قال: «هذا جبريل» قال: «فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم » فدل على أن الثلاثة يُطلق على مجموعها الدين الإسلام والإيمان والإحسان كلها دين، وعلى هذا فالدين هو بجميع أبوابه وبهذا يفسر قوله -عليه الصلاة والسلام- «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين» يعني بجميع أبوابه، ولا يقتصر ذلك على الأحكام العملية التي هي الفقه الاصطلاحي، بل المراد بالدين بجميع الأبواب، بجميع أبوابه مما يتعلق بأعمال الجوارح وأعمال القلوب وما يتعلق بالعبادات والمعاملات والرقاق والتفسير وغيرها من الأبواب، جميع أبواب الدين يقال لها دين ولا يدخل في حديث «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين» إلا من عرف الدين بجميع أبوابه، لكن لا يلزم أن يحيط بإحاطة تامة لكن يكون على معرفة ودراية بما يتعلق بهذه الفروع من الإسلام والإيمان والإحسان التي مجموعها يطلق عليه الدين، قال- رحمه الله- "حدثني محمد بن عبيد الغُبري وأبو كامل" واسمه فضيل بن حسين الجَحدري، "وأحمد بن عبدة قال وحدثنا حماد بن زيد عن مطر بن طهمان الوراق" كان يكتب المصاحف، وقيل له وراق "عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر قال لما تكلم معبد بما تكلم به في شأن القدر أنكرنا ذلك قال فحججت" من الذي يقوله؟ يحيى عن يحيى بن يعمر قال: "لما تكلم معبد بما تكلم به في شأن القدر قال إن الأمر أنُف أنكرنا ذلك قال فحججت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري" حِجة أو حَجة الكسر هو المسموع والفتح هو القياس.

فَعْل قياس المصدر المُعدّى

 

من ذي ثلاثة كرد رد

حَج حَجتان وحَج حَجا والواحدة حَجة والمسموع حِجة وحِج   آل عمران: ٩٧  ومنهم من يقول أن الحج هو المصدر والحِج اسم المصدر وساقوا الحديث بمعنى حديث كهمس السابق وإسناده وفيه بعض زيادة ونقصان أحرف، وعلى كل حال هذه الزيادات مقبولة لأنها بأسانيد صحيحة، "وحدثني محمد بن حاتم قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان قال حدثنا عثمان بن غياث قال حدثنا عبد الله بن عبيدة عن يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن قالا لقينا عبد الله بن عمر فذكرنا القدر وما يقولون فيه فاقتص الحديث كنحو حديثهم عن عمر رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه شيء من زيادة وقد نقص منه شيئًا قال وحدثني حجاج بن الشاعر" واسمه حجاج بن يوسف بن حجاج الثقفي يعني يوافق الوالي الظالم المعروف الحجاج بن يوسف الثقفي وهو راو ثقة معروف من رجال الصحيح، "حدثني حجاج بن الشاعر قال حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا المعتمر عن أبيه عن يحيى بن يعمر عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بنحو حديثه" انتهى حديث عمر برواياته وهو من أفراد مسلم دون البخاري وسيذكر حديث أبي هريرة وهو بمعنى حديث عمر وهو من المتفق عليه، حديث أبي هريرة مخرج في البخاري أيضًا، قال: "وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة" واسمه عبد الله "وزهير بن حرب جميعًا عن ابن عُلَيَّة" إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم المعروف بابن علية "قال زهير حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أبي حيان عن أبي زرعة" واسمه هَرِم، وقيل عمرو، وقيل: "عبد الله عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة قال كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومًا بارزًا للناس" بارزًا أي ظاهرًا في مكان واضح لأنه -عليه الصلاة والسلام- لما كثر الناس وغمروه فصار من يريده لا يميزه ممن يأتي ممن لا يعرفه فبنوا له دكانًا يعني شبه كرسي من الطين بنوا له فصار ظاهرا، "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومًا بارزًا للناس فأتاه رجل فقال يا رسول الله ما الإيمان؟ قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه» وقلنا أن الكتاب المفرد المضاف يعم فيؤدي معنى وكتبه لئلا يقال أن الإيمان بكتاب واحد بل بجميع الكتب، "ولقائه" ولقائه ومن لازم اللقاء البعث اليوم الآخر، «أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ولقائه ورسله وتؤمن بالبعث الآخر» طيب القَدَر؟ القدر ذكر في نصوص أخرى ولا يلزم أن يذكر الشيء في كل مناسبة «وتؤمن بالبعث الآخر» قال: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال «الإسلام» هنا قدم الإيمان وهناك قدم الإسلام ، هنا قدم الإيمان، "قال يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: «الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئًا» وهو معنى لا إله إلا الله «وتقيم الصلاة المكتوبة» يدل على الركن في الإٍسلام هو الصلوات الخمس المفروضة المكتوبة «إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا» يعني مفروضة في أوقاتها، وتقيم الصلاة المكتوبة «وتؤدي الزكاة المفروضة» أما النوافل من الصلوات والزكوات فإنها ليست من أركان الإسلام وإن كانت مطلوبة «وتصوم رمضان» وفي هذا دليل على جواز إطلاق رمضان من غير إضافة شهر وكرهه بعض السلف، لكن جاءت النصوص الصريحة الصحيحة بإطلاق رمضان من غير إضافة شهر «من قام رمضان» «من صام رمضان» «وتصوم رمضان» كما هنا فلا كراهية في أن يقال رمضان، بعضهم كره وقال: إن رمضان من أسماء الله- جل وعلا- ورد في حديث ضعيف جدًا لا يعتمد عليه ولا يلتفت إليه، والكراهة ليس لها وجه، إنما يقال شهر رمضان متى؟ إذا حصل هناك لبس، شخص اسمه رمضان فقدم من سفر تقول جاء رمضان تقصد الشخص حينئذٍ تقول هذا الشخص لا يعني أنه شهر رمضان، يعني إذا حصل لبس تبين وإلا فالأصل أن رمضان هو الشهر، قال: يا رسول الله ما الإحسان؟ قال: «أن تعبد الله كأنك تراه فإن تك ألاَّ تراه فإنه يراك» قال يا رسول الله متى الساعة؟ هذا كله تقدم، قال: «ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ولكن سأحدثك عن أشراطها» هناك عن أماراتها يعني علاماتها وهنا أشراطها جمع شَرَط والشَّرَط العلامة كسَبَب وأسباب «ولكن سأحدثك عن أشراطها إذا ولدت الأمة ربها» ربها يعني سيدها وهو البعل الوارد في بعض الروايات؛ لأن البعل يطلق على السيد ويطلق على الزوج، لكن المراد به هنا السيد لما يفسره من الروايات الأخرى «إذا ولدت الأمة ربها فذاك من أشراطها، وإذا كانت العراة الحفاة رؤوس الناس فذاك من أشراطها، وإذا تطاول رعاء البهم في البنيان» البَهْم صغار أولاد الغنم، منهم من يخصه بالضأن، ومنهم من يخصه بأولاد المعز، ومنهم من يقول أولاد الغنم مطلقًا من الضأن والمعز «وإذا تطاول رعاء البهم» والرُّعاء والرِّعاء جمع راعٍ وقد يقال رُعاة فرُعاء بالضم والكسر «رِعاء البهم في البنيان فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن إلا الله» هنا حصر بينما ما جاء في حديث في  آخر لقمان   ﯵﯶ لقمان: ٣٤  الآية ثم تلا الآية، النبيُّ -عليه الصلاة والسلام- بعد أن أورد الحديث فدل على أن معنى الحديث هو معنى الآية، فالحديث فيه حصر وأن هذه الخمس لا يعلمهن إلا الله؛ لأنه قد يقول قائل الآية ما فيها حصر   لقمان: ٣٤  ما فيه حصر أن غيره لا يعلمها «في خمس لا يعلمهن إلا الله» ثم تلا -صلى الله عليه وسلم-   ﯵﯶ ﯼﯽ ﯿ ﰃﰄ     لقمان: ٣٤  هذه الخمس لا يعلمها إلا الله ومع الأسف أن الناس تطاولوا على الخمس كلِّها وزعموا معرفتها والنص الصحيح الصريح «لا يعلمهن إلا الله»   لقمان: ٣٤ تقدم أنه وجد من يقول أنه ألف وأربعمائة، ووجد من يقول أربعمائة وسبعة، ومنهم من ذكرنا من الأقوال التي هي بالهلوسة أشبه   لقمان: ٣٤  ينزل الغيث، الآن عندهم شيء يُسمى الاستمطار ينزلون المطر هذا مشكل جدًا في ظل هذه الخمس التي لا يعلمها إلا الله لقمان: ٣٤  في سورة الواقعة         الواقعة: ٦٨ - ٧٠  ما فيه لام الواقعة: ٧٠  لكن ماذا قال في الزرع ( لو نشاء لجعلناه) الواقعة: ٧٠   لأن الزرع يحتاج إلى تأكيد لأنه يوجد فعل من ابن آدم وقد يوجد من يقول أنا الذي زرعت وأنا الذي أنبتّ فأكّد الفعل الواقعة: ٧٠  لكن هل يستطيع أحد أن يقول نزلت المطر ما يستطيع ولذلك لا يحتاج إلى تأكيد ومع ذلك يوجد شيء يسمونه الاستمطار، وهذه الخمس كلها لا يملك أحد شيئا منها وفي هذا من المحادّة لله- جل وعلا- ما فيه ﯵﯶ لقمان: ٣٤  مقتضى قوله «لا يعلمهن إلا الله» أنه لا يعلم ما في الأرحام أحد قالوا أنهم يعلمون ما في الإرحام، وفي أول الأمر قالوا إنه يعلمون به بعد نفخ الروح، بعد نفخ الروح قلنا لا بأس لأنه خرج عن دائرة علم الغيب؛ لأن الملك عرف فخرج عن دائرة الغيب، ثم قالوا إنهم يعلمون قبل ذلك منذ تجاوز الأربعين، ثم تجاوزوا ذلك قالوا من التلقيح يعلمون، والآن يقولون نستطيع أن نتصرف في الحمل على حسب رغبة والديه إن شاء ذكر وإن شاء أنثى، والرسول يقول: «في خمس لا يعلمهن إلا الله» هل هذا معنى الإسلام؟ الإسلام الاستسلام لله- جل وعلا- الاستسلام لله والانقياد، أين الاستسلام؟ ﯵﯶ ﯼﯽ لقمان: ٣٤  ما تدري نفس ماذا تكسب غدًا، شوفوا الدراسات والجدول الاقتصادي يعطيك لمدة سنة التي تربحها خلال سنة ويجزمون بذلك ويحللون، يقولون هذا اقتصادي كبير محلل وينصح الناس بالاكتتاب في هذه المساهمة أوعدم الاكتتاب؛ لأن هذه تكسب وهذه تخسر ورسائل جوال يومية المكسب كذا غدًا ما الكلام هذا؟ أين الاستسلام وأين الإذعان لله -جل وعلا-؟! ﯼﯽ ﯿ ﰃﰄ لقمان: ٣٤  وما تدري نفس بأي أرض تموت.

طالب: .................

وإذا قال أروح أجلس بمكة من أجل أن أموت بمكة أو أجلس بالمدينة من أجل أن أموت بالمدينة.

طالب: .................

يعني يكون تمني هذا.

ﯿ ﰃﰄ     لقمان: ٣٤  قال: "ثم أدبر الرجل فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «ردوا علي الرجل» أدبر الرجل «ردوا علي الرجل» إذا أعيد معرفة صار عينَه نفسه، لكن لو أعيد نكرة أدبر الرجل فقال ردوا علي رجلاً، أيّ رجل غيره "فأخذوا ليردوه فلم يروا شيئًا فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم» وقلنا أنه في حديث عمر قال: لبثنا مليًّا زمنًا طويلاً أو ثلاثًا، وعرفنا أن هذا من كلام عمر عن نفسه وأن الواقع أنهم ذهبوا ليردوه في الحال فلم يروا شيئًا، فقال لهم النبي -عليه الصلاة والسلام- ما قال، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم» قال- رحمه الله- "حدثنا محمد بن نمير قال حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا أبو حيّان التيمي بهذا الإسناد مثله غير أن في روايته «إذا ولدت الأمة بعلها» يعني السراري، قال: "حدثني زهير بن حرب قال حدثنا جرير عن عُمارة عن عمارة" وهو ابن القعقاع "عن أبي زرعة" يعني ابن عمرو بن جرير "عن أبي هريرة قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «سلوني» سلوني جاء النهي عن السؤال المائدة: ١٠١  ونهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن كثرة السؤال، وهنا يقول «سلوني» نعم للاستعلام وللعلم وللفائدة وللعمل النحل: ٤٣  أما إذا كان للتعنت أو للتعالم؛ لأن بعض الطلاب يسأل ليُظهر لزملائه أنه متميز هذا لا، وبعضهم يسأل ليُحرج، وقد جاء النهي عن الأغلوطات المسائل التي فيها نوع خفاء بحيث تحرج المسؤول «سلوني» فهابوه أن يسألوه هابوه النبي -عليه الصلاة والسلام- له هيبة في حديث ذي اليدين لما نسي النبي -عليه الصلاة والسلام- صلى ركعتين هابوا أن يكلموه وفي القوم أبو بكر وعمر، "فهابوه أن يسألوه فجاء رجل فجلس عند ركبتيه فقال يا رسول الله ما الإسلام؟ هذا يحسن بطالب العلم أنه إذا وجد ملاحظة وأراد التنبيه عليها أن يسأل الشيخ عن حكمها ولو كان عارفًا بها، "فجاء رجل فجلس عند ركبتيه فقال يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: «لا تشرك بالله شيئًا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان» والحج جاء بيانه في الرواية الأخرى، "قال صدقت، قال: يا رسول الله ما الإيمان؟ قال «أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه» وهذا كما تقدم «ولقائه ورسله وتؤمن بالبعث وتؤمن بالقدر كله» قال صدقت قال يا رسول الله ما الإحسان؟ قال «أن تخشى الله كأنك تراه» يعني تخشى الله وأن تعبده كأنه يراك، قال أن تعبد الله مع خشيته كأنك تراه «فإنك إلا تكن تراه فإنه يراك» "قال صدقت قال يا رسول الله متى تقوم الساعة؟ قال: «ما المسؤول عنها بأعلم من السائل وسأحدثك عن أشراطها إذا رأيت المرأة تلد ربها» وهذا أعم من أن تكون حرة أو أمة، والتنصيص على بعض الأفراد لا ينفي بقية الأفراد، أن "تلد الأمة ربها فذاك من أشراطها وأن ترى الحفاة العراة الصم البكم" يعني الجهلة الرعاع ملوك الأرض وأن ترى الحفاة «وإذا رأيت الحفاة العراة الصم البكم ملوك الأرض فذاك من أشراطها، وإذا رأيت رعاء البهم يتطاولون في البنيان فذاك من أشراطها في خمس» يعني كما تقدم «في خمس لا يعلمهن إلا الله» ثم قرأ   ﯵﯶ ﯼﯽ ﯿ ﰃﰄ     لقمان: ٣٤  "قال: ثم قام الرجل فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «ردوه  علي فالتُمس فلم يجدوه فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «هذا جبريل أراد أن تَعَلَّموا إذ لم تسألوا» ومعلوم أن جبريل على هيئته ورآه النبي -عليه الصلاة والسلام- على هيئته التي خلق عليها له ستمائة جناح مرتين فقط وما عدا ذلك يأتي على هيئة رجل من بني آدم، وأكثر ما يأتي في صورة دِحْية الكلبي وهنا جاء في صورة رجل لا يُعرف.

كم الساعة؟

طالب: .................

ساعة وثلث.

نكتفي بهذا، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

طالب: .................

إشكالية ماذا؟

طالب: .................

الأكثر من أهل العلم على أنها شروط، لكن يُشكل على هذا أنها أجزاء داخلة في الماهية ليست خارجة عن الماهية وهذا حقيقة الركن، فإذا قلنا أنها أركان للإيمان بالله انتهى ولم يعد هناك تعارض.

طالب: .................

لا.

طالب: .................

والستة تسعة.. لحظة.

هل الثلاثة أركان للإيمان بالكتب؟ أركان للإيمان بالرسل؟ إذًا هي أركان للإيمان بالله، الستة أركان للإيمان عمومًا، الإيمان بالله وهو من هذه الأركان، أركانه ثلاثة.

اللهم صل..

طالب: .................

يُنصح ما يشدد عليه.

"