كتاب الجامع من المحرر في الحديث - 16

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نعم.

طالب: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين يا رب العالمين.

 قال الإمام ابن عبد الهادي في كتابه المحرر في كتاب الجامع: (وعن أبي موسى -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتًا من الإبل في عقلها».

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم». وعنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته».

 وعنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يسب أحدكم الدهر؛ فإن الله هو الدهر، ولا يقولن أحدكم للعنب: الكَرْم، فإن الكرم الرجل المسلم».

وعنه -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يقل أحدكم: اسقِ ربك، أطعم ربك، وضئ ربك، ولا يقل أحدكم: ربي، وليقل: سيدي، مولاي، ولا يقل أحدكم: عبدي، أَمتي، وليقل: فتاي، فتاتي، غلامي».

وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يقولن أحدكم: خبثت نفسي، ولكن ليقل: لقست نفسي». متفق على هذه الأحاديث، واللفظ فيها كلها لمسلم، وبعض ألفاظه أتم من ألفاظ البخاري، فإن فيها زيادات لم يذكرها البخاري).

قف على هذا.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد،

 فقد تم الكلام على أحاديث الأحكام من هذا الكتاب التي هي المقصود من تأليفه؛ لأنه كتاب في أحاديث الأحكام، وجرت عادة المؤلفين بدءًا من الإمام مالك أن يختموا الكتب بكتاب جامع يجمعون فيه أحاديث لا تنتظم في سلك واحد، كل حديث في موضوع، فلذلك لا يبوب عليها، كل حديث في موضوع، وقد يوجد أحاديث متشابهة ومتقاربة، ويوضع لها أبواب، كما فعل الإمام مالك أو ابن حجر في البلوغ، لكن المؤلف لم يصنع هذا، ما جمع الأحاديث المتشابهة في الأدب مثلاً التي لا تنضوي تحت أحكام، ولا في الزهد والورع، ولا في الأبواب الأخرى التي تخرج عن دائرة أحاديث الأحكام.

المقصد من تأليف هذا الكتاب جمع أحاديث الأحكام، أحاديث الأحكام انتهت في درس الأمس، وبعد كتاب الجامع الذي يجمع أحاديث لا يجمعها باب واحد، ولا تنضوي تحت أبواب متشابهة، على كل حال فشرحنا من هذه الأحاديث من كتاب الجامع أحاديث عدتها عشرون أو أكثر من عشرين في أوقات متفرقة في هذا المسجد الحرام في صيفيات متفرقة؛ لأنها مناسبة للعامة، فاقتضى النظر أن نشرح من كتاب الجامع، ولما بقي من أحاديث يسيرة من قسم الأحكام أكملناه ولله الحمد، ثم نكمل الباقي من كتاب الجامع.

قال المؤلف -رحمه الله تعالى-: وعن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري الصحابي الشهير -رضي الله تعالى عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «تعاهدوا هذا القرآن»، وأبو موسى من أهل القرآن، واستمع له النبي -عليه الصلاة والسلام- وقال له: «قد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود»، وقال -رضي الله عنه-: لو علمت أنك تستمع لحبرته لك تحبيرًا، مثل هذا لا يدخل في التشريك؛ لأنه إذا زين صوته هو خارج عن المقصد الأصلي الذي هو القراءة المقصود منها إخراج الحروف، لكن لا يدخل في قلبه عجب وغرور إذا استمع الناس إليه، وكثرت الجموع لديه، ولا شك أن الصوت نعمة من نعم الله -جل وعلا-، إذا تغنى بالقرآن وتلذذ به و«ليس منا من لم يتغن بالقرآن»، «زينوا القرآن بأصواتكم».

ويشكل على هذا التأثير أو التأثر بالصوت، تسمع الآية أو الآيات بصوت فلان ولا تتأثر، وتسمعها بصوت فلان وتتأثر كثيرًا، النبي -عليه الصلاة والسلام- تأثر بقراءة أبي موسى وبقراءة ابن مسعود، وزرفت عيناه.

 يقول بعضهم: هل التأثير للصوت أو للقرآن؟ يقول: لو كان للقرآن لتأثر به بأي صوت أُدي، مما يدل على أن التأثير للصوت لا للقرآن.

نقول: لا ما هو بصحيح، التأثير للقرآن المؤدى بهذا الصوت، لو أن هذا الصوت أُدي به أحاديث مثلاً من كلام النبي -عليه الصلاة والسلام- هل يتأثر الإنسان بها؟ يبكي؟ إذا سمع الأحاديث بصوت جميل؟ لا لا، فالتأثر والتأثير لهذا القرآن المؤدى بهذا الصوت، ولذا جاء الأمر بتحسينه وتزيينه والتغني به. يبقى الذي له صوت جميل ويتأثر به هو، ويؤثر به على غيره، ويجتمع الناس لديه، قد يصيبه شيء من الغرور والعجب والرياء فيأثم بذلك، قد تُرد عليه قراءته إذا زاد، وكان الباعث والداعي لتحسين الصوت هو جمع الناس، لا، أما إذا كان تحسين الصوت من أجل تأثره بنفسه وتأثيره في الناس هذا مطلوب.

على كل حال المسألة من مضايق الأنظار ومن دقائق المسائل، وتحتاج إلى تأنٍ، والقارئ عليه أن يراجع قلبه، كما أن عليه أن يراجع حفظه، ولذا جاء الحديث: «تعاهدوا هذا القرآن» أي راجعوه، ذاكروه، وأكثروا من مراجعته؛ لأنه «أشد تفلتًا»، وفي رواية: «تفصيًا من الإبل في عُقلها».

القرآن من أعظم نعم الله على العبد، فإذا تيسر له حفظه من الخسائر الفادحة أن يضيعه، وأن ينشغل عنه حتى ينساه، وأهل القرآن الذين يديمون النظر فيه وترديده وتلاوته، يقول ابن القيم: ويقرأونه على الوجه المأمور به، ويمتثلون أوامره، ويجتنبون نواهيه ولو لم يحفظوه، هؤلاء هم أهل القرآن. ثم هب أنك حفظت القرآن ثم نمت عنه، حفظت القرآن ثم خالفته، هذا حجة عليك، لكن العبرة عليك، ومع ذلك حفظ القرآن ييسر لك أمورك في كل ما يتعلق به، وقالوا: إن مثل الحافظ ومثل من يقرأ في المصحف مثل من زاده التمر أو البر، حافظ القرآن يقرأ القرآن على أي حال وفي أي مكان، خلا الأماكن المستقذرة، ويقرأه على أي حال إلا في حال الجنابة، والذي يقرأ القرآن وهو لم يحفظه على خير كثير، وله بكل حرف عشر حسنات، حتى إن بعض أهل العلم من المتقدمين يفضلون القراءة من المصحف على الحفظ، لكن مثل ما قلنا: الحافظ زاده التمر يمد يده إلى الإناء، ويأكل ما يحتاج إلى طبخ، ولا يحتاج إلى تحضير، والحافظ لا يحتاج إلى أن يتوضأ، ولا يحتاج إلى كهرباء، ولا يحتاج إلى شيء، بينما الذي يقرأ من المصحف يحتاج إلى شيء من المعاناة، وقد يريد القراءة ولا تتيسر له لعدم وجود الماء أو عدم وجود الكهرباء، أو عدم وجود المكان المناسب للجلوس مثل صاحب البر يحتاج إلى طحن، ويحتاج إلى عجن، ويحتاج إلى إعداد وطبخ. فمن حفظ القرآن، أولاً من لم يحفظ عليه أن يحفظ لا سيما إذا كان من طلاب العلم، والكلام موجه للمسلمين عمومًا؛ لأن حفظ القرآن «يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارتق في درج الجنة، كما كنت تقرأ في الدنيا»، وجاء في الدارمي: «كما كنت تقرأ في الدنيا هذًّا كان أو ترتيلاً»، لكن ما الفرق؟

الذي يقرأ هزًّا ينتهي ما عنده بسرعة، وتنتهي الدرج، والذي يرتل قد تنتهي الدرجات فيصل إلى أعلاها وهو يقرأ.

«تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفسي بيده»، كثيرًا ما يقسم النبي -عليه الصلاة والسلام- ويحلف بهذا، نفسي بيده، وفي هذا إثبات اليد لله -سبحانه وتعالى- على ما يليق بجلاله وعظمته، كثير من الشراح يقولون: رُوحي نفسي رُوحي ما فيها إشكال في تصرفه، وكثير منهم ممن يقول هذا الكلام عنده تأويل للصفات، فيقول بهذا التأويل فرارًا من إثبات اليد لله -جل وعلا-. ووجد عن بعض من يثبت صفة اليد لله -جل وعلا- قولَه أو قولُه: رُوحي في تصرفه، فالذي يثبت الصفة ويؤول باللازم الكلام ما هو بباطل، ما فيه أحد رُوحه ونفسه ليست بيد الله -جل وعلا- في تصرف الله -جل وعلا-، لكن الذي يؤول بهذا التأويل؛ فرارًا يؤول باللازم، فرارًا من إثبات الصفة هذا الذي في معنى الكلام.

ومذهب أهل السنة والجماعة سلف الأمة وأئمتها كلهم يثبون الصفات على ما يليق بجلال الله وعظمته كما هو مدون في كتب العقائد.

«فوالذي نفسي بيده لهو»، لهو: اللام واقعة في جواب القسم، وهو وما بعدها جواب القسم، «لهو أشد تفلتًا» يعني بمعنى أنه ينسى وبسرعة، فالإنسان إذا غفل عن محفوظه نسيه، ليس هذا خاص بالقرآن، لكن القرآن الأمر فيه أشد، وجاءت آثار تدل على إثم من حفظ القرآن ونسيه، أما من حفظه ونام عنه، ولم يرفع به رأسًا، ولم يلقِ له بالاً فهذا على خطر عظيم، وخسرانه خسران مبين.

«تفلتًا من الإبل في عُقلها»، الإبل إذا عُقلت وربطت يداها عقلت فإنها تريد الحرية، تريد الانفكاك من هذه العقل فهي تحاول من أجل أن ينحل العقال، وكثيرًا ما ينحل وتقوم وتذهب إذا كان الرباط محكمًا.

على كل حال القرآن شأنه عظيم، وهو كلام الله -جل وعلا-، وهو الكتاب الذي من قام يقرأه كأنما خاطب الرحمن بالكلم، كأنما تخاطب الله -جل وعلا- تقرأ كلام الله -جل وعلا-، ولك بكل حرف عشر حسنات. والقرآن على الخلاف في المراد بالحرف هو حرف المبنى أو حرف المعنى أكثر من ثلاثمائة ألف حرف، الختمة الواحدة على القول بأن المراد بالحرف حرف المبنى فالختمة الواحدة فيها أكثر من ثلاثة ملايين حسنة، والإنسان إذا تعرف على الله في الرخاء تعرف عليه في الشدة، شخص له ورد يومي من القرآن يسهل عليه، وإذا جلس بعد صلاة الصبح إلى انتشار الشمس يمكن أن يقرأ القرآن في سبع، وهي وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عمرو: «اقرأ القرآن في سبع ولا تزد»، ثلاثة ملايين حسنة كل أسبوع، من يحصل هذا من حطام الدنيا مهما بلغ من الحرص والحذق والدراسات... وأنت جالس مدة ساعة أو ساعة وربع بعد صلاة الصبح وتنتهي؛ لأن السلف كما في سنن أبي داود يحزِّبون القرآن على سبعة أيام، ثلاث سور، ثم خمس، ثم سبع، ثم تسع، ثم إحدى عشرة، ثم ثلاثة عشرة ثم المفصل، الفاتحة ما تُعد؛ لأنها يفتتح بها، فالثلاثة البقرة وآل عمران والنساء في خمسة أجزاء، والخمس المائدة والأنعام والأعراف والأنفال والتوبة، تقف على يونس، والسبع من يونس إلى الإسراء، والتسع من الإسراء إلى آخر الشعراء، والإحدى عشرة من الشعراء إلى يس، الثلاثة عشرة من يس إلى ق، والمفصل من ق إلى آخره، تقسيم ميسر جدًّا لمن يسره الله عليه، وإلا فبعض الناس في هذا المكان الطيب الطاهر جلس واحد عليه آثار الصلاح، ويبدو أنه طالب علم في كلية شرعية ويلعب بالجوال إلى أن صلى الناس صلاة الضحى وانصرفوا، وفي إمكانه أن يقرأ خمسة في هذه المدة، فالإنسان يغتنم فرصة بقائه في هذه الدنيا، ولا يضيع الفرصة عليه.

إذا قلنا: إن المراد بالحرف حرف المبنى، يعني عدد الحروف أكثر من ثلاثمائة ألف، قلنا: المراد بالحروف حروف المعاني قلنا: سبعون ألف حرف، القرآن سبعون ألف حرف، الأكثر على ترجيح القول الأول، والثاني يرجحه شيخ الإسلام ابن تيمية وابن الجزري في النشر المراد بالحرف حرف المعنى ما هو بحرف المبنى، «لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف»، يتبين الفرق، ما الفرق بين ألم وألم في قوله: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} [الفيل: 1]؟ فيه فرق أم ما فيه؟

 فيه فرق، قال: ألف لام ميم، ما قال: ألم، هي ثلاثة حروف من حروف المبنى، لكن ثقتنا بفضل الله وكرمه وجوده أن يحاسبنا على حروف المباني لا على حروف المعاني، وثقتنا به أعظم من ثقتنا بعلم شيخ الإسلام، وإن كان كلامه ظاهرًا وواضحًا، لكن نطمع في كرم الله -جل وعلا-؛ لأن الفرق ليس يسيرًا، الربع بين سبعين ألفًا أو ثلاثمائة ألف، بل أقل من الربع. وعلى المسلم والحريص لنجاته أن يمتثل، وحسابه على الله؛ لأنها ما هي بمسألة انتهت على عشر حسنات؛ لأن الله يضاعف لمن يشاء الحسنة بعشرة أمثالها، وقد يضاعف إلى سبعمائة ضعف، وجاء في خبر ضعيف، لكنه في مثل هذا في باب الفضائل يقبله الجمهور، وهو أن «الله يضاعف لبعض عباده الحسنة إلى ألفي ألف حسنة»، مليونين حسنة، والحديث ضعيف، برئت من عهدته، لكن فضل الله يؤتيه من يشاء، إذا كان آخر من يدخل الجنة من يخرج من النار ليدخل الجنة آخرهم، آخر واحد، ويكون هذا أقلهم شأنًا، وهو أدناهم، وما فيهم دني، كما يقول ابن القيم.

 إذا كان هذا يقال له: تمنَّ، يقول الله -جل وعلا-: تمنَّ، فيستحي وتنقطع به الأماني، وهو ما صدق أنه يطلع من النار، فيقول له: أترضى أن يكون لك مثل ملك أعظم ملك في الدنيا؟ فليتصور أن لك ملك هارون الرشيد، وبالجنة ما هو في الدنيا بمشاكلها ومشاقها وعنائها، قال: يا رب نعم، قال: هو لك ومثله ومثله ومثله إلى عشرة أمثاله، هذا الجواد الكريم. فلنعمل ولنخلص لله -جل وعلا-، فطوبى للعامل، لا سيما في مثل هذه الأيام التي تكثر فيها الفتن، وتكثر فيها الصوارف والصواد، ونحن نرى إهدار الأوقات بدون طائل، بل كثير منها يُمضى فيما يضر، وأما في المباحات وغيرها التي تصدك عن الخيرات، هذا أمره أسهل مما يضر في المعاصي والمنكرات والجرائم والقيل والقال بدون فائدة، والله المستعان.

ثم قال -رحمه الله-: وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «انظروا إلى من هو أسفل منكم».

 قد تقول: إنك ما وُفقت في دنياك، ومبتلى بأمراض، وعليك ديون، هل تظن أنك أتعس مخلوق؟ لا، ما وُفقت في دنياك، كم راتبك؟ قال: والله خمسة آلاف ما تكفي، ما تعلم أن ملايين من البشر ما يملكون ولا خمسة ريالات؟ انظر إلى هؤلاء، وتحمد ربك على النعمة. أنت مبتلى بمرض أو بأمراض وتمشي وتروح وتجيء، وتقضي حاجتك، أنت لا تعلم أن هناك ملايين من البشر لا يستطيعون قضاء حوائجهم، حاجاتهم الخاصة. تقول: والله عندي مرض الركب، ويشق علي القيام والقعود، الناس ما يقومون وما يقعدون، إن قاموا تألموا، وإن جلسوا تألموا، وإن اضطجعوا تألموا، انظر إلى أمثال هؤلاء تجد أنك في نعمة عظيمة. تقول: والله سمعي ثقيل أسمع لكن بمشقة، انظر أن هناك من إخوانك من المسلمين من لا يسمع ولد أصم، وإذا كنت تقول: نظري ضعيف، وأحتاج إلى نظارة، وفلان وفلان نظرهم قوي، انظر إلى من ولد أكمه، وقتادة بن دعامة السدوسي وُلد أكمه، وهو من أكبر الحفاظ من رواة الحديث ما ضره هذا، ولذا جاء في الحديث: «انظروا إلى من هو أسفل منكم»، ما تقول: والله هذا راتبه عشرون ألفًا، وأنا عشرة آلاف، أنا مسكين، أنا ضعيف، وفي كل المجالس تتحدث وتتشكى وتتذمر، أو تقول: إن هذا ما فيه أمراض أو كذا، احمد ربك، ما فيه شيء يضيع على الله -جل وعلا-، اصبر واحتسب، والمؤمن مبتلى، قد يبتلى بالضراء فيشكر، ويبتلى بالسراء فيشكر، ويبتلى بالضراء فيصبر؛ «عجبًا لأمر المؤمن< إن أمره كله له خير، إن ابتلي بالسراء فشكر كان خيرًا له، وإن ابتلي بالضراء فصبر كان خيرًا له».

فاحمد ربك أنك على الإسلام ومأواك إن مت عليه الجنة، هب أنك في دنياك ما وُفقت لا بزوجة صالحة، ولا بدخل كافٍ ولا بصحة ماثلة، الدنيا تمضي، «أعمار أمتي بين الستين والسبعين»، الإنسان ينظر إلى من دونه، يعني أنت تقول: أنا عمري ستون مثلاً أو خمسة وستون ومبتلى بأمراض، وفلان وفلان أعمارهم على التسعين، ويروح ويجيء ما عنده خلاف، ويأكل، وأنا، انظر إلى من دونك، انظر إلى أنه يدفن في كل يوم من الأطفال عددًا كبيرًا في كل يوم ومن الشباب، فأنت تجاوزتهم بمراحل، شخص يقول: حلل وعمره ستون، وجد فيه سكر، ألا تعلم أن فيه أطفالًا في المهد فيهم سكر؟

كثير منهم ما دخل المدرسة وفيه سكر يصل إلى حد الإغماء، احمد ربك أنك عشت غالب عمرك سليمًا معافًى، ومتعت متاعًا ما مُتع أحد مثلك، فعلى الإنسان أن ينظر إلى من هو دونه، ينظر إلى من هو أسفل منه.

«ولا تنظروا إلى من هو فوقكم»، والحديث واضح المعنى، «فهو أجدر» يعني أحرى وأولى «أن لا تزدروا»، يعني لا تحتقروا «نعمة الله عليكم»، واحد يقول: أنا الآن تجاوزت الستين، وتجاوزت عمر النبي -عليه الصلاة والسلام-، لكني صحتي ضعيفة، ومن زملائي فلان نشيط ما شاء الله يروح ويجيء ويأكل ويسافر، قلت لك زميل ثانٍ أذكِّره به كم له من سنة يعاني من الأمراض، ووصل إلى حد أنه يلبي في السجود، أنت مثله؟ ما تشكر نعمة الله عليك، فما من ضعيف، ما من مبتلى إلا ويوجد من هو أقل منه.

هذا في أمور الدنيا، لكن هل إذا أنك صمت مثلاً الاثنين تقول: أنا أفضل ممن يقتصر على رمضان؟ أنت أفضل صحيح، لكن فيه من يصوم الاثنين والخميس، فيه من يصوم البيض، فيه من يصوم يومًا ويفطر يومًا، هؤلاء أفضل منك، انظر إليهم، وبعض الناس إذا قيل لهم بوجود بعض المخالفات وبعض المنكرات والمجتمعات كل سنة أردأ أو أسوأ من التي قبلها أو كذا وكذا، قال انظر ....... الصين كم نحن أفضل منهم بكثير، بل البلدان الأخرى الأوروبيون وكذا، لا تنظر إلى من دونك؛ لأنك إذا نظرت إلى من دونك انتهيت، تسامحت وتساهلت شيئًا فشيئًا إلى أن تخرج من الدين بالكلية، فانظر إلى من فوقك، اقرأ في سير السلف وانظر موقعك، أو انظر إلى من حولك فيه من فوقك من العباد الصالحين والعلماء الربانيين، اسعَ إلى أن تكون مثلهم، وهكذا.

وعنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه»، في رواية لمسلم: «فليجتنب الصورة»، والصورة هي الوجه، «فليجتنب الوجه؛ فإن الله خلق آدم على صورته».

«إذا قاتل أحدكم أخاه» يعني المسلم «فليجتنب الوجه»؛ لأنه محل المحاسن، وتأثير الضرب فيه أبلغ من تأثير الضرب ببقية البدن، يعني إذا ضربت إنسانًا على ظهره أو على فخذه أو على يده أو على رجله أسهل بكثير من أن يضرب في الوجه الذي فيه البصر، وفيه السمع، وفيه الحواس كلها، وفيه العقل، فيه العقل، قد يضرب ضربة قوية فيذهب عقله، ثم ماذا تكون قيمته بعد ذهاب عقله، قد يذهب سمعه والسمع فيه الدية كاملة، وقد يذهب بصره كذلك، والأنف فيه دية، فهو مجمع المحاسن، وضرره أكبر من ضرر غيره من جهات أو من أجزاء البدن.

«فليجتنب الوجه»، وبعض الناس إذا أراد أن يضرب ولده ما عنده إلا الوجه، وهذا كثير عند عامة الناس، لكن إذا ضرب، إذا قاتل ليس معناه قتالًا بالسيف، تفسره الرواية الأخرى: «إذا ضرب»، والقتال والمقاتلة تكون بالقتل فما دونه، والضرب يسمى قتالًا ومقاتلة، «إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه، فإن أبى فليقاتله»، وفي رواية: «فإن معه القرين»، المقاتلة لا تعني أن يأتي بمسدس ويضعه بجانبه أو سيف، وكل من مر بين يديه قتله، لا لا ليس هذا، إنما يدفعه بالأسهل فالأسهل.

فالقتال والمقاتلة هنا الدفع في الحديث، ولو أدى إلى ذلك الدفع بقوة وشدة، وهنا «إذا قاتل أحدكم» يعني ضرب، ويدخل فيه القتال والمقاتلة في الحرب مثلاً، وهل يدخل فيه غير المسلم؛ لأن الحديث يقول: «إذا قاتل أحدكم أخاه» فهل لو كان مع كافر أول ما تضرب وجهه؟ الوجه على كل حال محترم، وضرره كبير، فيخشى أن تتسبب في شيء يعود ضرره عليك.

«إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته»، وهذه الجملة اختلف في تفسيرها أو في عود الضمير الهاء «في صورته»، هل هو يعود على آدم: فإن الله خلق آدم على صورته التي خلقه عليها، وهذا يلزم منه فقدان الفائدة من الحديث؟

فيه أحد يقول: إن الله خلق آدم على صورة حيوان أو على صورة بعير أو على صورة كذا أو على صورة بعوضة، ثم كبر، لا، على صورته، يُذهب معنى الحديث، والقول الثاني وهو لأهل السنة، وهم يثبتون الصورة لله -جل وعلا-: «فإن الله خلق آدم على صورته»، صورة الرحمن كما جاء في بعض الروايات، ويقولون: إن مثل هذا يلزم منه التشبيه، إن آدم على صورة الرحمن، ومفهومها أن الرحمن على صورة آدم، لكن لا يلزم؛ لأنه لا يلزم مطابقة المشبه للمشبه به، يعني على صورته له سمع، وله بصر، وله كذا وكذا من الصفات التي جاء إثباتها لله -جل وعلا- في القرآن وفي صحيح السنة، وللمخلوق ابن آدم نظيرها من الصفات، لكن هل معنى أن الله -جل وعلا- له سمع، والمخلوق له سمع، يلزم منه التشبيه؟

لا ما يلزم، سمع هذا يخصه، وهذا سمعه يخصه.

 وإذا قلنا: إن المخلوق له عينان، وللبعوضة عينان، وللجمل عينان، وللقرد عينان، هل يلزم منه تشبيه هذا بهذا؟ لا، «أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر»، معناه ما لهم عيون؟ «على صورة القمر»، التشبيه من وجه دون وجه، وبهذا يزول الإشكال، وكلام الأئمة في الحديث ظاهر، لكن الطنطنة حوله المبتدعة الذين ينفون الصفات وقالوا: إنه يستلزم، ويقتضي التشبيه وأن آدم على صورة الرحمن، إذن الرحمن على صورة آدم، وهذا تشبيه، وأبطلوا الحديث، وهو في الصحيحين.

ولكن إذا قلنا: إن المشبه لا يلزم أن يكون مثل المشبه به من كل وجه، المشبه به، ومثل ما قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: «إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته»، تشبيه للرؤية بالرؤية، وليس تشبيهًا للمرئي بالمرئي، يعني من وجه. قل مثل هذا في «أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر»، هل هم على صورة القمر بالفعل ما لهم عيون ولا أنف ولا فم مثل القمر؟ هل يقتضي هذا؟

لا يقتضي هذا.

والحديث أول ما يسمعه «على صورة الرحمن» شديد على النفس، لكن إذا عرفنا معناه زال الإشكال، ولله الحمد، وهذا قول عامة أهل السنة. ومنهم من حكم على الحديث، ومنهم من أول الحديث، ومنهم من تردد في قبول الحديث وهو في الصحيحين، لكن على قاعدة أهل السنة والجماعة أننا نثبت الصفات، ولا يلزم منها تشبيه كما أثبتها الله لنفسه، وأثبتها له رسوله -عليه الصلاة والسلام- على الوجه اللائق به على ما يليق بجلاله وعظمته -جل وعلا-.

(وعنه) يعني عن أبي هريرة (وعنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يسب أحدكم الدهر، فإن الله هو الدهر»)، أي أن الدهر بيده، والأمور وأزمتها بيده، «يقلب الليل والنهار» كما في تمام الرواية، «هو الدهر» بمعنى أنك إذا سببت الدهر؛ لأنك أصبت بكذا إما بحر شديد فسببت الدهر، وكثيرًا ما نسمع السب لأدنى شيء عند كثير من المسلمين، سببت الدهر؛ لأنه برد شديد، من الذي أوجد هذا البرد وهذا الحر؟ سببت الدهر؛ لوجود أمراض في بلدك أو في البلد الذي دخلت إليه أو وجد حروب. قلت: كيف نوجد في هذا الوقت التعيس الذي فيه... من الذي أوجد هذه الأمور؟ فهذه الأمور لا يلحقها أذى بسبك، فأنت تسب من أوجدها، ولهذا قال: «فإن الله هو الدهر»؛ لأنه هو الذي أوجد هذه الأمور في هذا الوقت وفي هذا الدهر، خلافًا لابن حزم الذي يقول: إن الدهر من أسماء الله -جل وعلا-، من أسمائه الدهر، لكن الحديث يرد عليه، الحديث في رواياته يرد عليه: «فإن الله هو الدهر، يقلب الليل والنهار»، الآن صار التعريف الليل والنهار هي الدهر والليل والنهار هي التعليل؛ لعدم سب النار، «فإنه يقلب الليل والنهار»، فجعلت العلة هي المعلول، وهذا باطل.

«ولا يقولن أحدكم للعنب: الكرم، فإن الكرم الرجل المسلم» يقول للعنب: عنب، ولا يقول له: كرم، فإن الكرم الرجل المسلم، يعني أخذًا من لفظ كرم، من الكرم، هي صفة مدح تليق بالمسلم، وأما المأكول وإن كان ممدوحًا وطعامًا لا يجوز ذمه، لكنه اسمه العنب، وهذا من باب الأدب وإلا جاء في بعض الآثار عن بعض السلف أنهم أطلقوه على العنب، مما يدل على أنهم حملوا النهي على الكراهة أو خلاف الأولى.

(وعنه -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يقل أحدكم») يعني من الأسياد الذين عندهم عبيد، «اسقِ ربك»، يعني سيدك، لما فيه من المشابهة لله -جل وعلا- في الربوبية، وإلا يقال: رب الإبل، رب الدار رب... لكن هذا المخلوق الآدمي الذي هو مثلك في تركيبه وفي مشاعره وفي عقله، وقد يكون أرجح عقلاً منك، يعني ينبغي أن تتلطف في العبارة، «أطعم ربك، وضئ ربك»؛ لأنه صاحب الأمر والنهي بالنسبة لك، هو الذي يملكك ويتصرف فيك ويبيعك ويشتريك، فمثل هذا لا يشبه بالرب ولا باللفظ.

«ولا يقل أحدكم: ربي، وليقل: سيدي»، وجاء النهي عن إطلاق السيد على المخلوق، فقد قيل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: سيدنا، فقال: «السيد الله»، مع أنه قال -عليه الصلاة والسلام-: «قوموا إلى سيدكم»، مما يدل على هذه الألفاظ النهي عنها من باب الأدب والتلطف بالعبارة، واجتناب ما يوحي بالتشبيه بالله -جل وعلا-، وإلا جاء إطلاقها في نصوص أخرى، و«قوموا إلى سيدكم»، وإذا كان هذا يقال للحر من الحر للحر: قوموا إلى سيدكم، هو ليس بمالك لهم، بل هو كبيرهم، فلأن يقولها العبد لسيده الذي اشتراه بماله، يعني من باب أولى، لكن كل هذه من باب التلطف، لا سيما وأن العبد إذا قال مثل هذه الأمور لمالكه من البشر فقد يجد هذا المالك في نفسه شيئًا من الترفع، ويجد أنه مستحق لهذا اللفظ؛ لأنه بذل ماله، بينما لو قالها حر لحر لا يوجد مثل هذا الكلام.

على كل حال: «وليقل: سيدي» مع أن النبي -عليه الصلاة والسلام- لما قيلت له قال: «السيد الله»، «مولاي» «وليقل: سيدي مولاي، ولا يقل أحدكم: عبدي وأمتي»، «ولا يقل أحدكم: عبدي»، كلنا عباد الله -جل وعلا-، «أمتي»، والنساء إماء الله، المماليك وغيرهم كلهم إماء الله، «وليقل: فتاي وفتاتي وغلامي»، يعني ألفاظ ما فيها تشبه بما يدل على الربوبية من أسماء الله- جل وعلا-، ومما ينزع صفة الغرور عن قلب هذا المالك لهذا العبد أو لهذه الأمة.

(وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يقولن أحدكم: خبثت نفسي»).

 يعني ألفاظ تأديب للمسلم، وأن عليه أن ينتقي من الألفاظ أزكاها، لا يأتي بالألفاظ التي فيها جرح لا لنفسه ولا لغيره، والمزني قال: فلان كذاب، قال له الشافعي: يا أبا إبراهيم ،اكسُ ألفاظك أحلاها وأجملها، يمكن أن تعبر عما في نفسك بلفظ أقل من هذا، وبعض الناس لا يتورّع من أن يرمي أخاه المسلم بأبشع الصفات، والبخاري -رحمه الله- إذا تكلم عن الرواة قد يتكلم في راوٍ مطعون فيه طعنًا شديدًا، وحديثه مردود، فيكتفي بقوله: فيه نظر، وهذا من ورعه -رحمه الله-، وإن كان الكلام في الرواة لا يدخل في الرواة؛ لأنه من باب النصيحة، وليس من باب الغيبة، ولا شك أن الرواة تتفاوت منازلهم، وتبعًا لذلك تتفاوت مروياتهم، فالضعيف الضعف الذي ليس بشديد، قد يحتاج إليه في المتابعات والشواهد، فيعطى لفظًا مناسبًا، لكن إذا كان أقل من ذلك، ولا يستفاد منه لا في أصول ولا متابعات ولا شواهد يعطى اللفظ المناسب له، لكن مع ذلك على الناقد أن ينتقي من الألفاظ ما يؤدي الغرض، ولا يكون فيه سوء أدب، والإمام أحمد ذُكِر له شخص، وسئل عنه: هل يستحق اللعن؟ فقال: نعم، فقال عبد الله: ألا تلعنه؟ فقال الإمام أحمد: هل عهدت أباك لعانًا؟ هو يستحق اللعن، لكن أنا ما ألعن، أطهِّر لساني عن اللعن، وإلا فالأصل مستحق، ولو لعنه ما صابه شيء.

«لا يقولن أحدكم خبثت نفسي» يعني يضيف الخبث إلى نفسه، هذا فيه سوء أدب مع النفس، «خبثت نفسي، ولكن ليقل: لقصت نفسي» اللقص الغثيان، يعني غثت نفسي، يؤدي الغرض يعني نفسه فيها غثيان، وفيها عدم ارتياح، فليس هذا من الخبث.

يقول: (متفق على هذه الأحاديث، واللفظ فيها كلها لمسلم)، يعني هي موجودة عند البخاري، واللفظ فيها كلها للإمام مسلم، والعلماء حينما يخرجون من الصحيحين يعني الأولى أن ينتقى لفظ البخاري؛ لأنه أصح؛ لأن ما في البخاري أصح مما في مسلم في الجملة، لكن إذا كان في مسلم زيادات في الألفاظ، وانتقي لفظ مسلم لهذه الزيادات أو لوضوح في المعاني أو لأمور أخرى يراها من يخرج من الصحيحين، وقدم لفظ مسلم، ولا سيما أن مسلمًا يبين صاحب اللفظ، يقول: حدثني فلان وفلان وفلان، واللفظ لفلان، فهو يتحرى في هذا، ويبين الفروق بين هذه الألفاظ بدقة متناهية، فلذلك يعتني به بعض العلماء. والبخاري إذا روى الحديث عن أكثر من واحد ما يقول: اللفظ لفلان، وإنما يقول: حدثنا فلان وفلان وفلان، لكن ابن حجر يقول: ظهر بالاستقراء أن البخاري إذا روى الحديث عن اثنين فاللفظ للأخير منهما.

هذا الذي سلكه مسلم من البيان بهذه الدقة جعلت بعض العلماء يرجح ألفاظ مسلم على ألفاظ البخاري.

ولذا يقول المؤلف: وبعض ألفاظه -يعني مسلمًا- أتم من ألفاظ البخاري، فإن فيها زيادات لم يذكرها البخاري. ولكن هل يحصل إذا ذُكرت هذه الزيادات في الحديث المخرج أن تقول: متفق عليه؟

 لا، إلا إذا أردت الاتفاق على أصله، وإلا تقول: متفق عليه دون قوله كذا، فإنه تفرد به مسلم.

كم بقي؟

طالب: .......

عندك سؤال جديد؟

هذا يقول: أنا طالب علم من الجزائر، وعندي رغبة في تعلم العلم الشرعي، ولكن حلقات التعليم قليلة جدًّا، يعني عندهم، وقد طلبت العلم من الكتب. لذا كتابته تدل على أنه مبتدئ جدًّا، من الكتب ما توجيهكم؟

عليك أن تسعى في طلب العلم بقدر استطاعتك، وتعرف من لديه شيء من العلم فتلزمه في بلدك، وتكمل ما نقص، تكمله من الآلات من المواقع، من الإنترنت، وتسمع دروس أهل العلم في الأقاليم والأقطار، وهذا أمر متيسر، ولله الحمد، وبإمكانك أن تسأل إذا أشكل عليك شيء والشيخ يجيبك في الحال، وهذا شيء مجرب تأتينا يستمعون من...