شرح ألفية الحديث للحافظ العراقي (70)

بسم الله الرحمن الرحيم

شرح ألفية الحافظ العراقي (70)

معرفة من اختلط من الثقات - الموالي من العلماء والرواة أوطان الرواة وبلدانهم

الشيخ: عبد الكريم الخضير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

أحسن الله إليك.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا والسامعين يا ذا الجلال والإكرام.

قال الحافظ -رحمه الله تعالى-:

معرفة من اختلط من الثقات:

وفي الثقات من أخيرًا اختلط
نحو عطاء وهو ابن السائبِ
إسحاق ثم ابن أبي عروبةِ
كذا حصين السلمي الكوفي
كذا ابن همام بصنعاء إذ عمي
وابن عيينة مع المسعودي

ابن خزيمة مع الغِطريفي

 

 

فما روى فيه أو أبهم سقط
وكالجريري سعيد وأبي
ثم الرقاشي أبي قلابةِ
وعارم محمد والثقفي

والرأي فيما زعموا والتوأمي

وآخِرًا حكوه في الحفيدِ

مع القَطيعي أحمد المعروف

 

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فيقول الناظم -رحمه الله تعالى-: "معرفة من اختلط من الثقات" والأولى أن يكون هذا مع سابقه في أبواب الجرح والتعديل مما تقدم؛ لأن هذا مما تمس الحاجة إليه، أو إلى معرفته مع معرفة الضوابط والقواعد للجرح والتعديل عند أهل العلم، ومعرفة من تقبل روايته ومن تُرد، هناك.

قال -رحمه الله-: "معرفة من اختلط من الثقات" الاختلاط: هو التغير، تغير الرأي، تغير العقل، تغير الحفظ، بأن يكون حافظًا ضابطًا في أول عمره وفي أثنائه، ثم يطرأ عليه بسبب أو بغير سبب ما يجعل هذا الحفظ يذهب إما بالكلية أو يسوء بحيث لا يضبط غالب ما يحدث به، وسبق أن ذكر أهل العلم في العالِم متى يكف عن التحديث، منهم من جعل الثمانين حدًّا:

أن الثمانين وبلغتها

 

قد أحوجت سمعي إلى ترجمانِ

المحدث إذا وصل الثمانين يقف، ومنهم من يقول: قبل ذلك، ومنهم من يقول: بعد ذلك، وليس على ذلك بالتحديد أو بتحديد سن معينة دليل يصح، بل الواقع يشهد أن على المحدث وعلى من يمكنه منعه أن يمتنع أو يمنع إذا بدأ في التغير، إذا بدأ في التغير يجب عليه أن يكف عن التحديث، يجب أن يُكَف إذا لم يَكُف عن التحديث؛ لأن الحديث والعلم دين، ما يُترك لمن تغير رأيه ونسي ما حفظه أن يتكلم بما يضبط وما لا يضبط، والله المستعان.

بعض الناس لأدنى سبب يتغير، وبعضهم مع مرور الوقت ينتهي إلى سن معينة، ثم يبدأ بالضعف إما في جميع القوى بالتدريج، كالسمع والبصر والبدن والعقل والرأي تدريجيًّا، تبدأ تضعف هذه الأمور، ومنهم من يكون ضعفه فيه شيء دون شيء، لكن الذي يهمنا مَن ضعفه في عقله وحفظه وضبطه، فإذا بدأ في التغير يجب عليه أن يكفّ عن التحديث، ويجب أن يُضبط هذا التاريخ ليعرف الحد الفاصل لهذا التغير فيُقبل ما حُمل عنه قبله، ويُرد ما حمل عنه بعده، ويتوقف فيما يُشك فيه.

بعضهم حصلت له ضربة في رأسه فنسي، بعضهم احتجم في رأسه فنسي، يعني ما فيه من أنواعها ما يورث النسيان؟ لا سيما إذا كانت بيد غير عارف ولا ماهر، نعم، يحصل هذا، ذُكر في بعض الرواة أنه احتجم في هامه فنسي حديثه، وبعضهم حصل له ضربة مع رأسه أنسته ما فيه من علم، وبعضهم اختلط حينما مات له ولد، أو سُرق له مال، وبعضهم اختلط بسبب نهقة حمار، الناس يتفاوتون، والواقع يشهد أنت إذا كنت تقرأ القرآن، سواءً كان من المصحف أو عن ظهر قلب، ثم حصل أدنى حركة حولك، بعض الناس ما شاء الله كأن شيئًا لم يكن، يضبط، وبعض الناس يُرتج عليه ويضيع لا يدري في أي سورة أو جزء أو آية يقرأ؟ لمجرد أدنى حركة من الباب أو من داخل أو من..، هذا نوع من الاختلاط، لكن هذا لا يقتضي الرد باعتبار أنه ليس بثابت، يعني يعود إلى قراءته من جديد ويضبطها، لكن لو أثّرت مثل هذه الحركات شيئًا لازمًا ثابتًا لا شك أن أثرها على الرواية، منهم من عمي فاختلط، الشخص إذا عمي وهو صغير العمى هذا في الغالب أنه مما يقوي عنده الحافظة؛ لأن الأمور تجتمع في ذهنه ولا تتشتت؛ لأنه يتشتت بالبصر، لكن إذا كُف بصره اجتمع عقله عليه، وعوضه الله -جل وعلا- عن هذه النعمة بقوة في الحافظة، واجتماع في العقل، وإذا حصل له الضرر والعمى على كِبر، تجده تختلف عليه أحواله، ويضيع حتى في بيته، وهذا حاصل، إذا عمي عن كبر، تختلط عليه أموره.

بعضهم إذا فقد كتبه التي يعتمد عليها لا سيما إذا كان من الأصل ضبطه ضبط كتاب لا ضبط صدر فإن هذا يحصل له الاختلاط وسوء الحفظ، احترقت كتبه أو ضاعت كتبه هذا موجود في الرواة.

الآن قد يقول قائل: أنا تحترق كتبي ولا أتأثر، وأنا ما أحفظ شيئًا، مكتبة كاملة تحترق وسهل، الأمر سهل يعني بمبلغ يسير أعوض هذه المكتبة، نقول: هذه ليست كتبك، هذه كتب الناس، هذه كتب الناس، يعني كتبك التي اعتنيت بها ترويها بأسانيدك، تردد مطالعتها، هذه كتبك الذي لو ضاع شيء منها ضعت، لكن هذه كتب الناس، تفسير الطبري يحترق تجيب بداله، فتح الباري يحترق تروح تجيب نسخة ثانية، يعني ما يتغير من الوضع شيء، يعني بعض الناس يسمع احتراق الكتب، يقول: وبعدين؟ كثير من الناس احترقت كتبه وعوضه الله خيرًا منها، اشترى أكبر منها، هذا ليس هو المراد، يعني كتبك التي تعتمد عليها رويتها عن شيوخك، وشيوخك عن شيوخهم وهكذا، وضبطها وعارضتها بأصولها، ولك عناية واهتمام بها، لا شك أنك إذا فقدتها يتغير وضعك.

طالب: بالنسبة التي عليه حواش وضاع....

نفس الشيء الحواشي هذا صارت كتبه الحواشي ما هي بالكتب.

طالب:........

الحواشي له.

طالب:........

هو لو كانت له عناية بشيء إذا فقده ضاع، يعني افترض أن عندك فتح الباري طبعة موجودة في الأسواق تباع، لكن قرأت هذه النسخة وعلقت عليها، واستخرجت فوائداها ودررها، ودونت في طرتها ما تحتاج من رؤوس المسائل، هذه إذا ضاعت ضعت؛ لأن لك بها عناية شبيهة بالكتاب الذي ترويه عن شيوخك، وتقابله على أصولهم.

طالب:........

لا ما يؤثر، الشيء اليسير ما يؤثر، لا سيما من المُكثر، اليسير من المكثر لا يؤثر، وهذا أمر طبيعي وجبلي، لكن إذا كثر استحق الرد.

معرفة من اختلط من الثقات، طيب معرفة من اختلط من الضعفاء؟

طالب: هذا من الأصل.

لماذا لا نعتني بهم؟

طالب:........

لأنهم مردودون من الأصل ما نحتاج إلى أن نتابع حياتهم متى اختلط؟ ومتى؟ هو مردود من الأصل، لكن من اختلط من الثقات الذين يقبل حديثهم نضبط حياتهم، وننظر في تغيرهم، ومتى اختلطوا؟ لئلا نروي عنهم أو نقبل عنهم ما روي عنهم بعد الاختلاط.

طالب:........

كيف؟

طالب: لو كان من الضعفاء واختلط؟

هو لو كان..، لا شك أن الضعفاء مراتب، يزدادوا ضعفًا بالاختلاط.

وفي الثقات من أخيرًا اختلط

 

.......................

يندر أن يختلط الإنسان في أول عمره، واكتمال قواه، لكن غالبًا ما يكون الاختلاط في آخر عمره.

.....................

 

فما روى فيه............

يعني في حال الاختلاط، يعني اختلط على رأس المائتين نعرف هذا التاريخ بالتحديد في يوم كذا في مناسبة كذا، اختلط، فما روى فيه بحال الاختلاط من هذا التاريخ إلى وفاته سقط، ما روى قبل هذا التاريخ أو ما حمل عنه قبل هذا التاريخ -وهو ثقة- مقبول.

طالب:........

عندهم يسقط على طول، مباشرة.

طالب:........

الاختلاط المطبق هذا جنون، ما يمكن أن يقبل بإطلاق، لكن إذا كان يضبط ولا يضبط هذا محل الذي ينظر فيه هل يوافقه أو لا يوافقه؟ لكن إذا أطبق خلاص انتهى، ما يعرف أمه من أبيه، هذا يقبل منه شيء؟ وافق وإلا ما وافق ما ينفع هذا، وجوده مثل عدمه.

...................

 

فما روى فيه أو أبهم......

يعني ما ندري هل روى عنه هذا الراوي قبل الاختلاط أو بعده؟ مثل هذا تسقط روايته، واعتنى أهل العلم في التصنيف في هذا الباب وذكروا الرواة عن المختلطين، وميزوا من روى قبل الاختلاط، ومن روى بعده، ومن التبس أمره من أجل أن يطبَّق عليه ما ذكر، وبعد الاختلاط هذا مردود، قبله مقبول، وما شُك فيه يسقط كالأول.

نحو عطاءٍ وهو ابن السائبِ

 

...........................

عطاء بن السائب.

.....................
إسحاق...............

 

وكالجريري سعيد وأبي
...........................

 السبيعي الهمداني هؤلاء ومعهم ابن أبي عروبة كل هؤلاء سعيد اختلطوا.

......................
كذا حصين السُّلمي.....

 

ثم الرقاشي أبي قلابةِ
.......................

حصين بن عبد الرحمن الكوفي، ويشاركه أربعة بهذا الاسم، لكن ليس فيهم سلمي إلا هذا؛ ولذلك قال: السلمي، مما زاده على ابن الصلاح ليتميز به من بين من يشاركه في الاسم.

كذا حصين السلمي الكوفي

 

وعارم محمد.............

عارم محمد بن الفضل السدوسي شيخ الإمام البخاري، والثقفي عبد الوهاب بن عبد المجيد كل هؤلاء اختلطوا وهم ثقات، ومُيز من روى عنهم قبل الاختلاط وبعده.

كذا ابن همام بصنعا إذ عمي

 

.........................

عبد الرزاق بن همام الصنعاني صاحب المصنف عمي على رأس المائتين فاختلط، فمن روى عنه قبل ذلك فروايته عنه مقبولة، وممن روى عنه قبل ذلك الإمام أحمد وغيره، من روى عنه بعد ذلك روايته مردودة.

...............إذا عمي

 

والرأي فيما زعموا........

ربيعة بن عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي، وهو مع كونه من أهل الرواية هو أيضًا من أهل الرأي ولقب به، فصار يقال له: ربيعة الرأي، وهو من شيوخ مالك، فيما زعموا، يشكك في نسبة الاختلاط إليه، "والتوأمي" صالح مولى التوأمة اختلط أيضًا، وسفيان بن عيينة أيضًا اختلط مع المسعودي، المسعودي اسمه عبد الله بن عبد الرحمن؟ هاه؟

طالب:........

المسعودي، هؤلاء من الثقات المختلطين، عبد الرحمن بن عبد الله، نعم، عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة.

طالب:........

نعم، هؤلاء الثقات كلهم اختلطوا وهم مع غيرهم ممن ذكر في كتب المختلطين وفي الباب أربعة مصنفات أو خمسة كلها ضُبط فيها أسماء الرواة عن هؤلاء المختلطين، وميز من روى عنهم قبل الاختلاط، ومن روى بعده، ومن شك في أمره، فتراجع هذه الكتب عند مرور واحد من هؤلاء المختلطين أو غيرهم، وينبغي أن تكون هذه الكتب على بال طالب العلم؛ لأنه قد لا ينص على أنه ممن اختلط في بعض الكتب التي يعتمد عليها طلاب العلم، فيتأكد منها، من هذا الراوي أنه لم يختلط بالرجوع إلى كتب المختلطين.

وآخرًا حكوه في الحفيدِ

 

ابن خزيمةٍ..................

الحفيد ابن خزيمة حفيد إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة اختلط أيضًا بآخرة

 

......................مع الغطريفي

 

مع القطيعي أحمد المعروفِ

القطيعي راوي المسند والزهد عن الإمام أحمد، وهو حافظ كبير، لكنه اختلط في آخر عمره، وكذلك الغطريفي كل هؤلاء من المختلطين، والحفيد، المراد به حفيد الإمام ابن خزيمة، وهو محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، الغطريفي ما اسمه؟

طالب:........

هاه؟

طالب: أبو أحمد محمد بن أحمد....

محمد بن أحمد بن الحسين الغطريفي.

طالب:........

إيه، يكفي، يكفي.

طالب:........

طيب، مع القطيعي أحمد، القطيعي راوي المسند وراوي الزهد عن الإمام أحمد، وهو معروف وزياداته في المسند مشهورة متميزة، يعني كيف نميز المسند الأصل من زوائد عبد الله من زوائد القطيعي؟

طالب: إذا قال عبد الله: حدثنا غير....

غير الإمام أحمد.

طالب:........

من زوائد عبد الله، لكن زوائد القطيعي؟

طالب: ما يقول: حدثنا عبد الله.....

نعم ما يقول: حدثنا عبد الله، وهذه مميزة.

الشيخ أحمد شاكر في طبعته للمسند تصرف، فما صار يقول: حدثنا عبد الله، ولا حدثنا أبو بكر، إنما على طول مباشرة في شيخ الإمام أحمد، ويكتب على الزوائد حرف زاي، ولا شك أن هذا التصرف لا ينبغي في كتاب توارثته الأجيال، ووضعه مؤلفه على هذه الحال، فهذا تصرف غير مَرضٍ، وإن كان من الشيخ أحمد؛ لأنهم يرون أن من بعد المؤلف لا داعي لذكره، بل يشكك في نسبة الكتاب إلى صاحبه، يعني مثل ما قلنا في الموطأ: حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا مالك، أو حدثنا مالك، يعني يشكك في كون الكتاب من مؤلفات مالك، حتى أُلّف في التشكيك في الأم، وأنها ليست للإمام الشافعي؛ لأن فيها قال الربيع، إيش دخّل الربيع بالأم للإمام الشافعي؟ يعني طريقة المتقدمين في التصنيف تختلف عن طرائق المتأخرين، فليت الشيخ أحمد شاكر ما تصرف هذا التصرف، وأبقى المسند كما هو، نعم؟

طالب:........

والفرق بين الورع والوسوسة ظاهر، يعني إذا كان هناك مبرر للورع، هاه؟

طالب:........

ما يكفي، ما يكفي، هاه؟

طالب:........

يعني فرق بين الورع الذي له أصل وغلبة ظن بين مجرد الوسوسة؛ لأن الشيطان له مدخل في هذا الباب، بعض الناس يختلط عنده؛ خشية الوقوع في الخطأ، مع حب الإخلاد والراحة، يعني نظير ما نصنعه، نسأل الله العفو، إذا جاء رمضان قلنا: نقتدي بالسلف ما ندرس، ونعطل كل شيء، والله أعلم بما في القلوب، يعني إذا كنت تقتدي بهم في الترك، فلماذا لا تقتدي بهم في الفعل؟

يعني يحصل لبس من الشيطان في كثير من المواقف، تجده يتورع، يقول: أنا والله كبرت وخفت، وما أدري إيش؟ والله المستعان، الأمور بمقاصدها، والقلوب لا يعلم ما فيها إلا علام الغيوب، لكن قد يدخل الشيطان مع هذا الباب.

سم.

أحسن الله إليك.

طبقات الرواة

وللرواة طبقات تعرفُ
يغلط فيها وابن سعد صنفا

 

بالسن والأخذ وكم مصنفُ
فيها ولكن كم روى عن ضُعفا

طبقات الرواة كما ترجم الناظم -رحمه الله تعالى- جمع طبقة، ويراد بهم القوم المتشابهون في السن والشيوخ، يعني متقاربون في السن، ومتفقون في التحمُّل عن الشيوخ، يعني قوم متشابهون، أسنانهم متقاربة، وهذا هو الغالب، وقد يوجد فيهم من هو كبير في السن، لكنه تأخر في الرواية حتى شاركه هؤلاء الصغار، فهو حكمًا من طبقتهم، مثل ما ذكرنا في صالح بن كيسان هو من طبقة الآخذين عن الزهري، وهو في السن أكبر من الزهري؛ لأنه تأخر في الأخذ، فهو من المعدودين في طلاب وتلاميذ الزهري، من طبقتهم.

وللرواة طبقات تعرفُ

 

بالسن والأخذ............

يعني قوم متشابهون في السن، يعني أعمارهم متقاربة، يعني قد يزيد بعضهم على بعض خمس سنين، أو ينقص خمس سنين، هذا شيء يُتجاوز عنه، لكن إذا نظرنا إلى طبقات الرواة على حسب تصنيف الحافظ ابن حجر في التقريب، وأنهم إلى مائتين وأربعين اثنا عشر طبقة، إلى طبقة شيوخ الأئمة، اثنا عشر طبقة، تكون الطبقة مما يقارب عشرين سنة، يعني من وجد في هذه السن طبقة، لكن لا يعني أنه إذا أخذ هذا الراوي عمن فوقه بطبقتين أو ثلاث أنه يلزم بذلك الانقطاع، لماذا؟ لأن ما بين الطبقتين والثلاث ستين سنة مثلًا، والاحتمال قائم أنه لقيه، هذا عمره ثمانين، وهذا عمره عشرين، يعني بينهما ثلاث طبقات، واحتمال اللقي وارد؛ ولذلك الطبقة الخامسة أو الرابعة صغار التابعين يعني لقوا بعض الصحابة، فهم شاركوا الطبقة الثانية في الأخذ عن الصحابة، والسن يحتمل، يعني إذا كانت الفروق بين هذه الطبقات مجرد عشرين سنة، وبعضهم يحدها بأربعين، فالاتصال ولو كان الفارق طبقتين أو ثلاثًا ممكن، والسن يحتمل، فمن بلغ الخامسة عشرة يأخذ عمن بلغ الخامسة والسبعين أو الثمانين، لكن في الغالب أن المجموعة إذا تقاربوا في السِّن أن تكون شيوخهم متقاربين، أن يكون شيوخهم متقاربين، وأسنانهم متقاربة، وكذلك فيما بعد من يأخذ عنهم، إذا وُفِّق الإنسان وروى للناس ما تحمله عن شيوخه، تجدهم أيضًا متقاربين، والانضباط هذا موجود عند أهل الحديث وطلاب الحديث لا سيما من جرى على الجادة في الطلب في وقته، لا من تأخر، وهو أيضًا موجود الآن في الدراسات النظامية، تجد أن الدفعة الواحدة متقاربين، متقاربين في السن، يعني لا سيما الأيام المتأخرة، وإلا قبل أو في بداية التعليم تجد مثلًا أن الأب يدرس وبجانبه أبوه أو ولده، تجد كبارًا وصغارًا، والظرف لا شك أنه قد يفرض مثل هذا، وتجد المعلم الكبير يعلم الصغار، أو العكس يوجد صغير يعلم الكبار، لكن في الغالب أن الطبقة الواحدة يقول: يتشابهون في السن والأخذ عن الشيوخ.

"وكم مصنِّفُ" (كم) هذه الخبرية للتكثير، الغالب فيها أن ما بعدها مجرور، وجوزوا فيه الرفع على أن ما بعدها مبتدأ، وما بعدها خبر، ومن ذلك قول الفرزدق:

كم عمةٌ لك يا جرير وخالةٌ

 

فَدْعَاء قد حلبت عليّ عشاري

والأكثر الجر، الخبرية للتكثير الأكثر في ما بعدها أنه مجرور، وجوزوا أيضًا النصب، فيجوز فيه الحركات الثلاث.

..............................

يغلط فيها......................

 

..................وكم مصنفُ
.............................

كيف يغلط فيها؟ يغلط في هذه الطبقات، فيجعل هذا من هذه الطبقة، ويجعل هذا من الطبقة التي قبلها، والمفترض أن يكون بعده، ووضع في كتب الطبقات بعض الرواة الذين لا يناسب وضعهم في هذه الطبقات، ووُجد الغلط من بعض المصنفين، لكن في الجملة تقسيم أهل العلم لا سيما الحافظ ابن حجر، وقبله الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ، وغيرهم يعني ومثلهم ابن حبان في ترتيب كتابه على هذه الطبقات، في الغالب الانضباط، وأنهم يذكرون الأقوام المتشابهين، لكن قد يغلطون، ليسوا بمعصومين، والمسألة قد تخضع للاجتهاد، يمكن أن يوضع هذا في هذه الطبقة باعتبار سنه، ويوضع في طبقة أخرى قبلها أو بعدها باعتبار أخذه عن الشيوخ، هذا إذا كانوا المتشابهون طبقة واحدة، وقد يكون المتشابهون في أكثر من طبقة، وكل على مصطلحه، فمن جعل الصحابة طبقة واحدة جعل أنس بن مالك في طبقة أبي بكر وعمر؛ لأن الصحابة كلهم طبقة واحدة، وكلهم صحابة، ومن جعلهم خمس طبقات جعل أبا بكر وعمر في الطبقة الأولى، وأنس بن مالك في الخامسة مثلًا أو الرابعة.

على كل حال هذه أمور اصطلاحية ولا مشاحة في الاصطلاح؛ ولذا تجد الاختلاف البيّن بين توزيع هذه الطبقات في تقريب التهذيب، وبين توزيع الطبقات في تذكرة الحفاظ، نعم؟

طالب:........

الأمور ما تنضبط، حتى في السنين، لما قال: من الأولى إلى الرابعة بالمائة الأولى، ومن الخامسة إلى التاسعة قبل المائتين، ومن العاشرة ومن بعد، بعد المائتين قد تجد بعض من في التاسعة من تأخر عن المائتين، ومن في العاشرة من مات قبل المائتين، يعني ترى الأمور ما تنضبط مائة بالمائة، يعني مثلما تُخرج هؤلاء الرواة، وتطبق عليهم هذه الطبقات مثلما تدخل لك أي شيء في مصنع ثم يطلع متشابه، ما يجيء مثل هذا.

طالب: ما هو القصد منه السنين يا شيخ؟

القصد أن مثل هذا يعني يليق به أن يروي عن مثل هذا، أو يكون مشاركًا لمثل هذا، يعني أن المسألة نسبية وتقريبية ليست بالتحديد.

طالب:........

هو من آخر مؤلفاته.

.............وابن سعد صنفا

 

..............................

محمد بن سعد كاتب الواقدي، ابن سعد ثقة من الثقات، والواقدي متفق على ضعفه.

............وابن سعد صنفا

 

فيها..........................

يعني في الطبقات أكثر من كتاب، ثلاثة كتب، منها: الطبقات الكبير الموجود المتداول الآن، وهو كتاب عظيم، لا يستغني عنه طالب علم، أشاد به أهل العلم، وفيه حافل بالفوائد الحديثية والعلمية، والحوادث والوقائع التاريخية، كتاب عظيم، لكن الإشكال فيه ما ذكره المؤلف، "ولكن كم روى عن ضُعفا" ومنهم الواقدي وغيره، يعني متفق على ضعفه ويروي عنه، فهذه لا شك أنها علة، لكن إذا بَيّن من روى عنه انتهى الإشكال، لكن أحيانًا يقول: حدثنا محمد وينسبه إلى جده، وقد يروي عن محمد بن السائب الكلبي الذي تقدم ذكره، وينسبه إلى ما لم يُشهر به، فيقع في التدليس، ثم بعد ذلك يقع الباحث والقارئ لهذا الكتاب في الحرج، "ولكن كم روى عن ضُعفا" وكتاب ابن سعد في الطبقات هو من أعظم ما صُنِّف في هذا الباب.

طبقات خليفة كتاب جيد لكنه مختصر، لا يقارب ولا يداني طبقات ابن سعد، طبقات ابن سعد طبع مرارًا، وأول ما طبع في أوروبا، يعني لهم عناية به الأوروبيون عناية خاصة، وطبعوه طباعة الآن نادرة ما توجد، لكن طبع بعد ذلك في مصر وبيروت، طبعات لا تسلم من أسقاط، فيها أسقاط أحيانًا يبلغ في الموضع الواحد نحو مجلد، طبع بعض الأقسام المتممة بعد ذلك، وعلى كل حال الكتاب عظيم، حتى لو لم يوجد منه إلا ما وجد، مثل تاريخ ابن أبي خيثمة هذا من أعظم ما صُنف في تواريخ الرواة ومع ذلك ما وجد منه إلا قطع يسيرة، نعم.

أحسن الله إليك.

الموالي من العلماء والرواة

وربما إلى القبيل ينسبُ
أو لولاء الحلف كالتميمي

 

مولى عتاقة وهذا الأغلبُ
.......................

 كالتيمي.

أحسن الله إليك.

أو لولاء الحلف كالتيمي
وربما ينسب مولى المولى

 

مالك أو للدين كالجُعفي
نحو سعيد بن يسار أصلا

 يقول -رحمه الله تعالى-: "الموالي من العلماء والرواة" الموالي منهم من لا ينتسب إلى قبيلة، ومنهم من مسه شيء من الرق، ومنهم من هو من صلب العرب، لكنه التحق بقوم آخرين غير قبيلته لأمر من الأمور، فحالفهم وتولوه وتولاهم فصار من مواليهم، لا يلزم من قولنا: فلان مولى أن يكون رقيقًا، ونجد في كثير من الرواة، فلان ابن فلان الهاشمي مولاهم، فلان ابن فلان التميمي مولاهم وهكذا، وهذا فيه كثرة في الرواة، وفي سائر الفنون، فالموالي لهم قِدح مُعلى في هذا الباب.

طالب:........

مما يدل على أن النسب لا يفيد صاحبه شيئًا، إذا لم يقترن بالعمل، ((من بطأ به عمله لم يُسرع به نسبه)) إذا نظرنا إلى الدواوين المصنفة المعتمدة في الإسلام في التفسير، وفي الحديث، وفي الأحكام، وفي العربية أيضًا وجدنا أن أكثر هذه المصنفات لأعاجم.

وجدنا أيضًا من الموالي الذين مسهم الرق لهم أيضًا يد في سائر الفنون، فالإنسان لا يفتخر بكونه ابن فلان، لكن عليه أن يسعى بنفسه ويكون الذكر من أجله لا من أجل أبيه.

الموالي من العلماء والرواة، العلماء هم الأئمة المحدثون، والرواة من يروي عنهم، أو من يروون عنه، وهم الوسائط بين هؤلاء العلماء وبين الرسول -عليه الصلاة والسلام-، قال:

وربما إلى القبيل ينسبُ

 

...................................

ربما، ثم قال:

...................................

 

.......................وهذا الأغلبُ

(ربما) أكثر ما تأتي للتقليل، وقد تأتي للتكثير لا سيما هنا؛ لأنه قال:

...................................

 

.......................وهذا الأغلبُ

 

وربما إلى القبيل يُنسبُ

 

مولى عتاقة وهذا الأغلبُ

لكن أكثر منه النسبة إلى القبيل ممن ينتسب إليها، ممن هم منها بالفعل، ممن ينتسب إليها من أفرادها، وينتسب إليها مولى العتاقة ممن أعتقه أحد من هذه القبيلة فينتسب إليها، ومولى القوم منهم.

..................................
أو لولاء الحلف كالتيمي

 

مولى عتاقة وهذا الأغلبُ
مالك...............................

مالك: ولاء حِلف، مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي، عربي من الأقحاح، لكنّ جده تحالف مع طلحة.

طالب: طلحة إيه.

طلحة بن عبيد الله، فنُسب إليه، وهذا ولاء حلف، لا ولاء رق.

.....................

 

...........أو للدين كالجُعفي

الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- الجعفي مولاهم، ليس هذا رق، ولا حلف، وإنما أسلم جده أو جد أبيه على يد يمان الجُعفي، عندنا عبد الله بن محمد المُسندي الجُعفي شيخ البخاري يكون يمان هذا جد أبيه، والبخاري ينسب إليهم؛ لأن جده أسلم على يد جد شيخه عبد الله بن محمد المسندي.

وربما ينسب مولى المولى

 

.................................

على كل حال الولاء هنا للحِلف والدين وما أشبه ذلك أو أسلم على يده وغير ذلك، هذا ما فيه توارث، التوارث خاص بولاء العَتاقة.

وربما ينسب مولى المولى

 

نحو سعيد بن يسار أصلا

سعيد بن يسار ينتسب إلى مولى النبي -عليه الصلاة والسلام- واسمه؟ نعم؟

طالب:.......

نعم شُقران مولى النبي -عليه الصلاة والسلام-، فيقال: سعيد بن يسار الهاشمي، وينتسب إلى؟ هل ينتسب إلى بني هاشم؟ نعم؟ لا، هل ينتسب على من ينتسب إلى بني هاشم؟ لا، إنما ينتسب إلى مولًى من بني هاشم.

وربما ينسب مولى المولى

 

نحو سعيد بن يسار أصلا

طالب:........

نعم؟

طالب:........

إي نعم مولى من فوق المعتِق، والمولى من تحت المعتَق، نعم.

أوطان الرواة وبلدانهم:

وضاعت الأنساب في البلدانِ
وإن يكن في بلدتين سكنا
وإن يكن من قرية من بلدةِ

وكملت بطيبة الميمونه
فربنا المحمود والمشكور
وأفضل الصلاة والسلام

 

فنُسب الأكثر للأوطانِ
فابدأ بالأولى وبثم حُسنا
يُنسب لكلٍ وإلى الناحيةِ

فبرزت من خدرها مصونه
إليه منا ترجع الأمور
على النبي سيد الأنام

هذا هو الباب الأخير من أبواب الألفية "أوطان الرواة وبلدانهم" يعني ما كان العرب ينتسبون إلى الأوطان ولا إلى البلدان إنما ينتسبون إلى القبائل، {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [(13) سورة الحجرات] ما كان يعرف الإنسان ببلده، إنما كان يعرف بقبيلته، هذا بالنسبة للعرب، أما بالنسبة لغيرهم من الروم والفرس، وغيرهم باعتبارهم قبائلهم غير منضبطة، ليس انضباطهم في الانتساب إلى القبائل كانتظام العرب، يعني كما هو واقع كثير من البلدان الإسلامية الآن، يعني انتسابهم إلى القبائل نادر جدًّا، ما تجد حتى ولا إلى عائلة واضحة؛ لأنهم الآن اكتفوا بالبطاقات والأرقام وتميزوا بالأرقام، ميزت بينهم الأرقام، وإلا سعيد محمد علي هذا أين تلقاه؟ صحيح، مش ينتسب إلى بلد وإلا..، وقد يكون في البلد مائة بهذا الاسم، لكن لكل زمان رجاله، كانوا في السابق ينتسبون إلى القبائل، القُرشي، التميمي، الهُذلي.. إلى آخره، الخولاني، ينتسبون إلى قبائل، وغيرهم ينتسبون إلى أوطانهم.

لما تفرق المسلمون في البلدان شابهوا غيرهم، يعني أبعدوا عن قبائلهم، فصاروا ينتسبون إلى الأوطان، يعني لا تعرف فلان ابن فلان التميمي الذي يسكن في خُراسان، وقريبه الذي يسكن في الحجاز مثلًا، هذا تميمي وهذا تميمي كيف يتميز هذا من هذا؟ إلا أن تنسبه إلى وطنه، تقول: فلان بن فلان الخراساني، وفلان بن فلان المكي مثلًا، فلما توزعوا وتفرقوا في البلدان، احتيجت النسبة إلى الأوطان.

وضاعت الأنساب في البلدانِ

 

فنُسب الأكثر للأوطانِ

المكي، المدني، الطائفي، المصري، البخاري، النيسابوري، الترمذي، السجستاني، الأصبهاني، أو أصفهاني، فيه فرق بينهما؟ بالباء والفاء، يقولون: إن أهل المشرق يقولون: أصفهان، وأهل المغرب يقولون: أصبهان.

....................................
وإن يكن في بلدتين سكنا

 

فنسب الأكثر للأوطانِ
فابدأ بالأولى وبثم حُسنا

يعني سكن مكة أول العمر فتقول: المكي، ثم انتقل منها إلى مصر، وعاش فيها مدة طويلة، ولا يوجد دليل يدل على حد معين لصحة الانتساب إلى البلد، وما يذكر عن بعضهم أنه يحدده بأربع سنين هذا لا دليل عليه، وإنما إذا عرف وشهر في هذا البلد بعد انتقاله إليها يمكن نسبته إليها، فتقول: المكي ثم المصري، المغربي ثم المشرقي، يعني إذا قلنا: إن المغرب بلد، لكن هم يحددون ما كانوا يقولون: المغربي والمشرقي،..... لكن يحددون مثلًا التونسي أو بلد معين مثلًا، أو الجزائري، ثم البغدادي مثلًا، ما كانوا ينسبون إلى القطر الأعم إلا في القليل، لكن إذا وجدت النسبة إلى القطر الأعم، ثم أرادوا تمييزه بما هو أخص منه، ثم أرادوا بعد ذلك تمييزه بما هو أخص فإنهم حينئذٍ يبدءون بالأعم، العراقي البغدادي ثم بعد ذلك إن كان هناك ضاحية من ضواحي بغداد أو قرية من قرى بغداد سكنها ينص عليها، كما يقال: النجدي القصيمي البُريدي مثلًا، يبدءون بالأعم ثم الذي دونه ثم الأخص، لكن لو بدءوا بالأخص صار الأعم ما له قيمة، ليست له قيمة، إلا إذا كان هذا الأخص موجودًا في أكثر من مكان، في أكثر من قطر أعم.

قال -رحمه الله-:

وإن يكن في بلدتين سكنا

 

فابدأ بالأولى وبثم حُسنا

يعني المكي ثم الطائفي، إذا كان أول عمره في مكة ثم انتقل إلى الطائف أو العكس.

ومن يكن من قرية من بلدةِ

 

ينسب لكلٍ وإلى الناحيةِ
ج

يعني إذا كانت الناحية مثلًا الإقليم الأعم الشام، والذي أخص منه مثلًا لبنان، وأخص منه بيروت، تقول: الشامي اللبناني البيروتي، الشامي السوري الدمشقي، وإن وجد قرية من أعمال دمشق مثلًا تذكرها إذا كانت إقامته بها، وقلنا: إذا عَكَس وبدأ بالأخص أغنى عن ذكر الأعم؛ لأنه لا يحتاج إليه، ما حد يقول: إذا قيل: دمشقي هل هو شامي وإلا ما هو بشامي؟ لكن إذا قيل: شامي هل هو دمشقي وإلا غير دمشقي؟ وإن كان العرف عند الأشوام الآن قد يحمل الشام على دمشق نفسها، "يُنسب لكل" يعني ينسب لكل من القرية والبلدة، وإلى الناحية التي هي القطر الأعم.

"وكملت" يعني هذه الألفية المباركة "بطيبة الميمونة"، المدينة النبوية اسمها طيبة وطابة، وكانت تسمى يثرب ثم سماها النبي -عليه الصلاة والسلام- المدينة، وجاءت تسميتها في النصوص الصحيحة طيبة وطابة، "الميمونة" يعني المباركة، وقد دعا النبي -عليه الصلاة والسلام- لها بالبركة، وبركتها ظاهرة يعرفها كل من أقام فيها. فبرزت يعني ظهرت وخرجت هذه الألفية من خدرها مصونة، كالمخدرة من البنات الأبكار، وكما قيل: يعني بنات الأفكار نظير للبنات الأبكار كما يقوله أهل العلم، وغيرة العلماء على بنات الأفكار كغيرتهم على بنات الأبكار، يعني يصعب عليهم أن ينتحل ما أبدعوه وابتكروه من تلقاء أنفسهم أن ينتحله وينسبه بعضهم لنفسه، لكن بعض الناس يبالغ في مثل هذا، مثل المسعودي صاحب التاريخ يقول: "من اختصر هذا الكتاب أو اقتبس منه أو نسب شيئًا منه إلى غيرنا، أو فعل أو كذا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلًا" يعني صفحة كاملة يدعو عليه، والأمر أهون من ذلك، نعم لكن مع ذلك هم يغارون على..، ولذلك شبهها بالبنت البكر التي تبرز من الخدر وهي مصونة، وهذا في وقتهم، وإلا توسع الناس توسعًا غير مَرْضٍ في خروج النساء الكبار والصغار المخدرات وغيرها.

...................................

فربنا المحمود والمشكورُ

 

فبرزت من خدرها مصونة
إليه منا ترجع الأمورُ

 

يعني بدأنا في الأول وانتهينا في الآخر والكل لله -جل وعلا-.

وأفضل الصلاة والسلامِ

 

على النبي سيد الأنامِ

يعني سيد الخلق -عليه الصلاة والسلام-، والله أعلم.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

"
هذا يقول: لماذا لا يزول إشكال تحديد يوم وفاته -صلى الله عليه وسلم- بكون يوم الأربعاء أول أيام ذي الحجة في المدينة؟

يعني هو الخميس بمكة؟ يعني اختلاف المطالع يعني يُروى الهلال في المدينة قبل مكة؟ هاه؟ يعني وكون الأشهر الثلاثة كلها كاملة نادر جداً يعني متواصلة، نادر جداً يعني لا يكاد يقع.
طالب:........
لا، لا ما تصح خبر الرؤية.