تعليق على تفسير سورة البقرة (103)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 نعم.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

 قال الإمام ابن كثير -رحمه الله تعالى-: "ثم قال تعالى: {وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ}[البقرة:279] أي: بأخذ الزيادة، {وَلا تُظْلَمُونَ} أي: بوضع رؤوس الأموال أيضًا، بل لكم ما بذلتم من غير زيادة عليه ولا نقص منه. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن الحسين بن إشكاب، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن شبيب بن غرقدة البارقي، عن سليمان بن الأحوص عن أبيه قال: خطب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع فقال: «ألا إن كل ربا كان في الجاهلية موضوع عنكم كله، لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون، وأول ربًا موضوع ربا العباس بن عبد المطلب، موضوع كله»، وكذا وجدته: سليمان بن الأحوص".

أنت عندك في السند سليمان بن عمرو بن الأحوص؟

طالب: ........

 فيه عمرو؟

طالب: ........

ماذا؟

طالب: ........

كيف وجده عمرو؟ سليمان بن الأحوص، يقول سليمان بن عمرو بن الأحوص، يقول: كذا وجدته سليمان بن الأحوص، يعني بدون عمرو، وعلى كل حال الخبر فيه الكلام، كلام المخرّج هذا، شاهده في حديث جابر في صحيح مسلم، في حجة الوداع بلفظه.

"وقال ابن مردويه: حدثنا الشافعي قال: حدثنا معاذ بن المثنى قال: أخبرنا مسدد قال: أخبرنا أبو الأحوص قال: حدثنا شبيب بن غرقدة، عن سليمان بن عمرو، عن أبيه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ألا إن كل ربا من ربا الجاهلية موضوع، فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون». وكذا رواه من حديث حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي حرة الرِقاشي".

الرُّقاشي

"الرُّقاشي، عن عمرو".

عن عمروٍ.

"عن عمروٍ هو ابن خارجة فذكره".

تقدمت الإشارة إلى معنى {فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ} [البقرة:279] هل المراد برأس المال وقت الدخول في التجارة أو وقت التوبة، من جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف مما يرجح أن رأس المال وقت التوبة، جاءته الموعظة من ربه، وتاب توبة تهدم ما كان قبلها، ما كان قبل التوبة له، على أن يستوفي منه ما في ذمم الناس، يبقى ما يأخذ إلا رأس ماله، وأما ما أخذه من قبل تصرف فيه فإنه له، له ما سلف، وهذا أطال في تقريره شيخ الإسلام ابن تيمية وجمعٌ من أهل العلم، والمسألة مبسوطة في كتب شيخ الإسلام منها رسالة أشكلت، رسالة في آيات أشكلت، طبعت أخيرًا وبُيِّن فيها هذا المذهب، والمعنى يحتمل، المعنى يحتمل، معنى الآية يحتمل وإن كان القول الآخر قول الأكثر، لكن مع ذلك القول الآخر فيه صدٌّ عن التوبة، من اشتغل بالربا عشرات السنين، وجمع الأموال الطائلة، ثم أراد أن يتوب وقد بنى من هذا الربا صروحًا من صروح التجارة، وسكن، وزوجة، وأولاد، وأموال، ثم قال: ما لك إلا رأس مالك الذي دخلت فيه التجارة قبل خمسين سنة؟

طالب: ........

نعم. والله بالنسبة لي أنا نعم، على ما سلف، انتهى له ما سلف نعم. قد يقول قائل: إن صاحب الربا إذا علم مثل هذا الكلام يقول: أستمر إلى أن أجمع الأموال الطائلة وتقرب الوفاة ثم أتوب، يمكَّن من التوبة وهذه نيته؟ وما يدري متى تهجم عليه المنية قبل أن يفعل شيئًا، التوبة مطلوبة تجب المبادرة بها. 

"وقوله: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة:280]: يأمر تعالى بالصبر على المعسر الذي لا يجد وفاءً، فقال: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} [البقرة:280]  أي: لا كما كان أهل الجاهلية يقول أحدهم لمدينه إذا حل عليه الدين: إما أن تقضي وإما أن تُربي. ثم يندب إلى الوضع عنه، ويعد على ذلك الخير والثواب الجزيل، فقال: {وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة:280] أي: وأن تتركوا رأس المال بالكلية وتضعوه عن المدين. وقد وردت الأحاديث من طرق متعددة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، بذلك: فالحديث الأول: عن أبي أمامة أسعد بن زرارة، قال الطبراني: حدثنا عبد الله بن محمد بن شعيب الرجاني قال: حدثنا يحيى بن حكيم المقوِّم قال: حدثنا محمد بن بكر البرساني قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد قال: حدثني عاصم بن عبيد الله، عن أبي أمامة أسعد بن زرارة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من سره أن يظله الله يوم لا ظل إلا ظله، فلييسر على معسر أو ليضع عنه».

حديث آخر: عن بريدة، قال الإمام أحمد: حدثنا عفان قال: حدثنا عبد الوارث قال: حدثنا محمد بن جحادة، عن سليمان بن".

بُريدة.

"عن سليمان بن بريدة، عن أبيه قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من أنظر معسرًا فله بكل يوم مثله صدقة». قال: ثم سمعته يقول: «من أنظر معسرًا فله بكل يوم مثلاه صدقة». قلت: سمعتك يا رسول الله تقول: «من أنظر معسرًا فله بكل يوم مثله صدقة». ثم سمعتك تقول: «من أنظر معسرًا فله بكل يوم مثلاه صدقة »؟! قال: «له بكل يوم مثله صدقة قبل أن يحل الدين، فإذا حل الدين فأنظره، فله بكل يوم مثلاه صدقة»".

لولا أنه ورد في هذا الحديث مع أنه مصحح من سنن أبي داود والمسند وابن ماجه، ما الذي قبله؟

طالب: ........

فيه عاصم بن عبيد الله ضعيف.

طالب: ........

 المسلمون على شروطهم، المسلمون على شروطهم، إذا لم يحلّ الدين فليس له أن يطالب، لكن هذا من باب الحث على الإنظار.

"حديث آخر: عن أبي قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري، قال أحمد: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا أبو جعفر الخطمي، عن محمد بن كعب القرظي: أن أبا قتادة كان له دين على رجل، وكان يأتيه يتقاضاه، فيختبئ منه، فجاء ذات يوم، فخرج صبي فسأله عنه، فقال: نعم، هو في البيت يأكل خزيرة، فناداه: يا فلان، اخرج، فقد أخبرت أنك هاهنا فخرج إليه".

فضحهم هذا الطفل، هذا الصبي، وإلا فالأم قالت: خرج، طرق الباب فقالت الزوجة: الرجل خرج، الآن موجود، الحديث الثاني لما سمع صوتك دخل في أريكة أمي، دخل بالغرفة ونحر الأريكة واختبأ، وصوت له، قال عرفت مكانك، الله المستعان، الدَّين ذل لا يستطيع أن يواجه إلا أن يكذب إلا أن يكذب.

"فخرج إليه فقال: ما يغيبك عني؟ فقال: إني معسر، وليس عندي. قال: آلله إنك معسر؟ قال: نعم. فبكى أبو قتادة، ثم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من نفس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة». ورواه مسلم في صحيحه. حديث آخر: عن حذيفة بن اليمان، قال الحافظ أبو يعلى الموصلي: حدثنا الأخنس أحمد بن عمران قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا أبو مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أتى الله بعبد من عبيده يوم القيامة، قال: ماذا عملت لي في الدنيا؟ فقال: ما عملت لك يا رب مثقال ذرة في الدنيا أرجوك بها، قالها ثلاث مرات، قال العبد عند آخرها: يا رب، إنك أعطيتني فضل مال، وكنت رجلاً أبايع الناس، وكان من خلقي الجواز»".

الجواز يعني يتجاوز عن المدينين إما بالعفو أو بالإنظار.

"«فكنت أيسر على الموسر، وأنظر المعسر. قال: فيقول الله -عز وجل-: أنا أحق من ييسر، ادخل الجنة». وقد أخرجه البخاري، ومسلم، وابن ماجه من طرق عن ربعي بن حراش، عن حذيفة. زاد مسلم: وعقبة بن عامر وأبي مسعود البدري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بنحوه. ولفظ البخاري".

يمكن أن يكون أتم نعم.

"حديث آخر: عن سهل بن حنيف، قال الحاكم في مستدركه: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب".

محمد بن يعقوب الأصم شيخ الحاكم نعم.

طالب: ........

 ماذا؟

طالب: ........

أين؟

طالب:...

تجاوز الله عنه، حديث آخر عن سهل.

طالب:...

يعني بين حديث السابق حديث حذيفة وحديث سهل بن حنيف، وقد أخرجه البخاري ومسلم؟

طالب:...

لعل الله أن يتجاوز عنا فتجاوز الله عنه، ماذا بعدها؟

طالب:...

وقد أخرجه البخاري ومسلم، من طرق ماذا بعدها؟

طالب:...

عن حذيفة. اقرأ من: قد أخرجه البخاري ومسلم.

"وقد أخرجه البخاري، ومسلم، وابن ماجه من طرق عن ربعي بن حراش، عن حذيفة. زاد مسلم: وعقبةُ".

عقبةَ.

"وعقبةَ بن عامر وأبي مسعود البدري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بنحوه".

ولفظ البخاري.

"ولفظ البخاري، حديث آخر".

حدثنا هشام بن عمار، ولفظ البخاري: حدثنا هشام بن عمار، ماذا؟ رقم ستة سقط من زاي وبياض في خاء.

طالب:...

في لفظ البخاري؟ ولفظ البخاري حدثنا هشام بن عمار إلى آخره، ليست عندك؟

طالب:...

الذي في البخاري ما هو؟

طالب: ........

نعم، حدثنا هشام بن عمار إلى آخره المذكور، من الزبير هذا؟

طالب: ........

نعم الزبيدي عندك يا شيخ؟

طالب:...

صحيح هذا حديث أبي هريرة، هذا حديث أبي هريرة غير الحديث السابق، وهذا ليس بلفظ البخاري للحديث السابق، ما يقول هذا، المعنى واحد، يعني الحديث كله بكامله ليس عندك.

طالب:...

 لابد أن يذكر، سقط من زاي عندك؟ سقط يا إبراهيم في الأزهرية.

طالب: ........

 لا، هذا مزيد بعد الإسناد.

"حديث آخر: عن سهل بن حنيف، قال الحاكم في مستدركه: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال: حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى قال: حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك".

يعني الطيالسي، نعم.

"قال: حدثنا عمرو بن ثابت قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عبد الله بن سهل بن حنيف".

حُنيف، حُنيف.

"ابن حُنيف أن سهلاً حدثه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أعان مجاهدًا في سبيل الله أو غازيًا، أو غارمًا في عسرته، أو مكاتبًا في رقبته، أظله الله يوم لا ظل إلا ظله» ثم قال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه".

طالب:...

موجود في سنده عمرو بن ثابت، بلا شك.

طالب: ........

لا هو عندنا بياض بالحاشية، تعقبه الذهبي في التلخيص وقال: قلت: بل فيه عمرو بن ثابت وهو رافضي متروك، نسأل الله العافية.

طالب: ........

حراش بالحاء، لا لا، الحافظ الخطابي في المنذري ما هو بالخطابي، المنذري في تهذيب السنن قال: هو بالخاء المعجمة، وليس بشيء، أهل العلم قاطبة على أنه حراش بالحاء، نعم.

طالب: ........

 نعم، عن عبد الله بن عبد الله، عبد الله بن عبد الله، عندك مطبوعك أنت.

طالب: ........

كيف؟

طالب: ........

نعم، اسمه عبيد الله.

"حديث آخر: عن عبد الله بن عمر، قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن عبيد، عن يوسف بن صهيب، عن زيد العِمّي".

العَمّي.

"عن زيد العَمّي عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أراد أن تستجاب دعوته، وأن تكشف كربته، فليفرج عن معسر»، انفرد به أحمد. حديث آخر: عن أبي مسعود عقبة بن عمرو، قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا أبو مالك، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، «أن رجلاً أتى به الله -عز وجل- فقال: ماذا عملت في الدنيا؟ فقال له الرجل: ما عملت مثقال ذرة من خير، فقالها له ثلاثًا، وقال في الثالثة»".

أرجوك بها، قال: ما عملت مثقال ذرة من خير أرجوك بها، هذه موجودة في بعض النسخ، وسقط من زاي وخاء.

طالب:...

ماذا؟

طالب: ........

عقبة بن عمرو بن مسعود البدري، عقبة بن عمرو البدري، لا لا، لا يا ابن الحلال، عقبة بن عمرو البدري نزل بدرًا فنُسِب إليها، غير عقبة بن عامر الجهني.

"«وقال في الثالثة: إني كنت أعطيتني فضلاً من المال في الدنيا، فكنت أبايع الناس، فكنت أتيسر على الموسر، وأنظر المعسر. فقال تبارك وتعالى: نحن أولى بذلك منك، تجاوزوا عن عبدي. فغفر له». قال ابن مسعود".

أبو، أبو مسعود، أبو مسعود البدري عقبة بن عمرو، سكن بدرًا فنُسب إليها، وقال البخاري: شهدها، وعامة أهل العلم على أنه لم يشهد بدرًا.

طالب: ........

 نعم البدري، هو أبو مسعود.

"قال أبو مسعود: هكذا سمعت من النبي -صلى الله عليه وسلم-. وهكذا رواه مسلم من حديث أبي مالك سعد بن طارق به.

حديث آخر: عن عمران بن حصين، قال الإمام أحمد: حدثنا أسود بن عامر قال: أخبرنا أبو بكر، عن الأعمش، عن أبي داود، عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من كان له على رجل حق فأخره كان له بكل يوم صدقة». غريب من هذا الوجه، وقد تقدم عن بريدة نحوه.

حديث آخر: عن أبي اليسر كعب بن عمرو، قال الإمام أحمد: حدثنا معاوية بن عمرو قال: حدثنا زائدة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي، قال: حدثني أبو اليسر، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أنظر معسرًا أو وضع عنه أظله الله- عز وجل- في ظله يوم لا ظل إلا ظله».

وقد أخرجه مسلم في صحيحه من وجه آخر، من حديث عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا، فكان أول من لقينا أبا اليسر صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومعه غلام له معه ضمامة من صحف، وعلى أبي اليسر بردة ومُعافري، وعلى غلامه بردة ومُعافري فقال له أبي: يا عمِّ، إني أرى في وجهك سفعة من غضب؟ قال أجل، كان لي على فلان بن فلان الحرامي مال، فأتيت أهله فسلمت، فقلت: أثمَّ هو؟".

في زاي وخاء الرامي، ماذا عندنا الحرامي؟ لكن ما أدري؛ لأنه مشكلة لو قلت: حرامي ومتخبئ عن الديان.

طالب: ........

نعم، لكن هو واحد منهما ما هو بجميع.

طالب: ........

 كيف تتأكد؟

طالب:...

الحزامي، نعم، الجذامي مختلف في اسمه، يعني مختلف في نسبته.

طالب: ........

معافري نوع من اللباس، نوع من الثياب.

طالب: ........

 لا لا، نسبة لبني حرام، يسمون اسم حرام، حرام بن عثمان من الرواة، اسمه حرام.

طالب: ........

ماذا؟

طالب: ........

نعم، قوم جابر بن عبد الله، قالوا: الرواية عن حرام حرام.

طالب: ........

من يدرون؟ حرام ابن؟ الذي قالوا الرواية عن حرام حرام.

طالب: ........

أين أنت؟ ابن عثمان هذا، نعم من يطلع لنا ترجمة حرام بن عثمان؟

طالب: ........

نعم، ما نكون ظلمناه.

"قالوا: لا فخرج علي ابن له جفر".

جفر يعني صغيرًا مثل ما يقال لولد المعز جفرًا، وفي اليربوع جفرة في الصيد في الحج والعمرة، نعم.

"فقلت: أين أبوك؟ فقال: سمع صوتك فدخل أريكة أمي. فقلت: اخرج إلي فقد علمت أين أنت، فخرج، فقلت: ما حملك على أن اختبأت مني؟ قال: أنا والله أحدثك ثم لا أكذبك; خشيت والله أن أحدثك".

فأكذبك.

"فأكذبك، أو أعدك فأخلفك، وكنتُ".

وكنتَ.

"وكنتَ صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكنتُ والله معسرًا".

وكنتُ أم كنتَ؟

طالب:...

خرجت، أبو اليسر كنتَ يعني أخاف تدعي علي بعد، أكذب عليك تدعي علي صاحب رسول الله، هذا ما يقتضيه السياق.

"وكنتَ صاحب رسول الله، وكنتُ والله معسرًا، قال: قلت: آلله؟ قال: قلت: آلله، قال: الله. قلت: آلله؟ قال: الله. قال: فأتى بصحيفته فمحاها بيده، ثم قال: فإن وجدت قضاءً فاقضني، وإلا فأنت في حِلّ، فأشهد بصر عيناي ووضع أصبعيه على عينيه، وسمع أذني هاتين، ووعاه قلبي، وأشار إلى مناط قلبه، رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: «من أنظر معسرًا، أو وضع عنه أظله الله في ظله». وذكر تمام الحديث.

حديث آخر: عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان، قال عبد الله بن الإمام أحمد قال: حدثني أبو يحيى البزاز محمد بن عبد الرحمن".

الرحيم، ابن عبد الرحيم؟

طالب: ........

أبو يحيى البزاز محمد بن عبد الرحيم نعم.

"حدثنا الحسن بن سالم الكوفي".

ابن بشر، الحسن بن بشر بن سلم الكوفي. ابن سلم.

"قال: حدثنا الحسن بن بشر بن سلم الكوفي قال: حدثنا العباس بن الفضل الأنصاري".

يسمونه سَلْمًا يسمون سَلْمًا، تعرف سَلْم الخاسر، ما تعرفه؟

طالب: ........

الذي ورث من أبيه مصحفًا وباعه واشترى طمبورًا.

طالب: ........

ماذا؟

طالب: ........

 أستغفر الله، الله يتجاوز عنا وعنه.

أبا عبد الرحمن إلى الآن وأنت مصاحبنا؟

طالب: ........

 نعم، جزاك الله خيرًا.

 قال حدثنا العباس بن الفضل.

"قال: حدثنا العباس بن الفضل الأنصاري عن هشام بن زياد القرشي، عن أبيه، عن محجن مولى عثمان، عن عثمان، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أظل الله عينًا في ظله، يوم لا ظل إلا ظله من أنظر معسرًا، أو ترك لغارم»".

نعم.

طالب:...

وكذا قال، انطقها مضبوطة.

طالب: ........

 لا لكن هو أحسن من واحد يقرأ النخبة بدورة بجهة من الجهات، أجزم الجوزجاني، لكن تجده، ووضع أصبعين على عينيه وسمع أذني هاتين.

طالب:...

نفس الحديث؟ وأشار إلى فأشهد، أشهد بصر عيني هاتين، فأشهد بصر عيني هاتين.

طالب:...

والله ما تجيء، وسمع أذناي هاتين ووعاه قلبي؛ لأنه بعد الإشارة حدّث بالحديث، إشارة إلى عينيه وأذنيه، ووضع يده على نياط قلبه، ثم قال ...

طالب: ........

 ومسلم؟

طالب:...

صحيح مسلم؟ ولا في المتن المثبت؟

طالب: ........

 يقيم، كمِّل.

"حديث آخر: عن ابن عباس، قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الله بن يزيد قال: حدثنا نوح بن جعونة السلمي الخراساني، عن مقاتل بن حيان، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المسجد، وهو يقول بيده هكذا وأومأ عبد الرحمن بيده".

أبو، وأومأ أبو عبد الرحمن.

"وأومأ أبو عبد الرحمن بيده إلى الأرض: «من أنظر معسرًا أو وضع له، وقاه الله من فيح جهنم، ألا إن عمل الجنة حزن بربوة ثلاثًا، ألا إن عمل النار سهل بسهوة»".

هذا ميسر، وهذا فيه نوع شدة؛ لأن الجنة حفت بالمكاره، والنار حفت بالشهوات نعم.

"«والسعيد من وُقي الفتن، وما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها عبد، ما كظمها عبد لله إلا ملأ الله جوفه إيمانًا» تفرد به أحمد".

ما ذكره الشيخ، عندكم تخريج؟

طالب: ........

 نوح بن جعونة ألم يضعّفه أحمد شاكر؟

طالب: ........

 لن تقوم له قائمة؛ لأن الشيخ متساهل جدًّا.

"طريق أخرى: قال الطبراني: حدثنا أحمد بن محمد البُوراني قاضي الحديبية".

قاضي الحديثة.

"قال الحديثة من ديار ربيعة".

الحديبية ما هي من ديار ربيعة، الحديثة التي على الحدود.

طالب: ........

ماذا؟

طالب: ........

 نعم، قد تطلق على أكثر من بقعة.

"قال: حدثنا الحسن بن علي الصدائي".

الحسين، حدثنا الحسين بن علي.

"قال: حدثنا الحسين بن علي الصدائي قال: حدثنا الحكم بن الجارود قال: حدثنا ابن أبي المتَّئد خال ابن عيينة عن أبيه، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أنظر معسرًا إلى ميسرته أنظره الله بذنبه إلى توبته»".

نعم، الإنظار محل خلاف بين أهل العلم، والآية {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} [البقرة:280] قال بعضهم بالوجوب، ونصر هذا الرازي في تفسيره، والجمهور على أنه مستحب؛ لأن الإنظار بالنسبة للمعسرين قد يتمادون فيحتاجون إلى شيء من الضغط عليهم، فهل تسميه مطالبة وبشدة وبقوة أو إنظارًا؟ لأن بعض الناس هو معسر إن كان ذو عسرة معسر، لكن هؤلاء يتفاوتون، بعضهم لو أعطي أدنى نفس ما سدد، وأنت ترى أن هذا محرم عليك أن تضغط عليه؛ لأنه معسر، وبعضهم يحتاج إلى شيء من الجد في الموضوع، وإذا بان إعساره فإنه ينظَر، المسألة ما يُحكَم بها بحكم واحد، ويترك الناس كلهم ينظرون بحجة الإعسار، الأمور نسبية، حتى الإعسار مطالبته ببيع بعض ما يحتاجه مما لا يتضرر به، قد يقول: هذه حاجة أصلية وأحتاجها، فلن أبيعها وأظل معسرًا، والمسألة الحكم حكم القاضي الأهل، لديه أهلية النظر في هذه المسائل يحل كثيرًا من الإشكال، وإلا فمشاكل الناس في المحاكم ما تنتهي أبدًا، والجمهور على أنه سُنَّة.

"ثم قال تعالى يعظ عباده ويذكرهم زوال الدنيا وفناء ما فيها من الأموال وغيرها، وإتيان الآخرة والرجوع إليه تعالى ومحاسبته تعالى خلقه على ما عملوا، ومجازاته إياهم بما كسبوا من خير وشر، ويحذرهم عقوبته، فقال: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [البقرة:281]، وقد روي أن هذه الآية آخر آية نزلت من القرآن العظيم، فقال ابن لهيعة: حدثني عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير، قال: آخر ما نزل من القرآن كله: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [البقرة:281] وعاش النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد نزول هذه الآية تسع ليال، ثم مات يوم الاثنين، لليلتين خلتا من ربيع الأول. رواه ابن أبي حاتم. وقد رواه ابن مردويه من حديث المسعودي، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: آخر آية نزلت: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البقرة:281] وقد رواه النسائي، من حديث يزيد النحوي، عن عكرمة، عن عبد الله بن عباس، قال: آخر شيء نزل من القرآن: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [البقرة:281]. وكذا رواه الضحاك، والعوفي، عن ابن عباس، وروى الثوري، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: آخر آية أنزلت: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البقرة:281] فكان بين نزولها وموت النبي- صلى الله عليه وسلم- واحد وثلاثون يومًا. وقال ابن جريج قال ابن عباس: آخر آية نزلت: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البقرة:281]الآية. وقال ابن جريج".

قال قال.

"قال ابن جريج: يقولون: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- عاش بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، رواه ابن جرير. ورواه عطية عن أبي سعيد، قال: آخر آية أنزلت: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [البقرة:281]".

اللهم صل وسلم على محمد.

 يختلفون في آخر ما نزل كما اختلفوا في أول ما نزل، منهم من يقول هذه الآية، وفيها ما سمعتم، ومنهم من يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة:3]، ومنهم من يقول: آخر ما نزل سورة النصر، ويوجهون عند صحة الأسانيد إلى القائلين من الصحابة وغيرهم أن هذه في آيات الربا، وتلك في آيات الأحكام، والنصر سورة كاملة، وهكذا، والله أعلم.

اللهم صل على محمد.