شرح كتاب التوحيد - 62

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نعم.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين.

قال الإمام المجدد –رحمه الله تعالى-: "بابٌ لا يقال: السلام على الله، في الصحيح عن ابن مسعودٍ -رضي الله عنه- قال: كنا إذا كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة قلنا: السلام على الله من عباده، السلام على فلان، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا تقولوا: السلام على الله، فإن الله هو السلام».

فيه مسائل:

الأولى: تفسير السلام.

الثانية: أنه تحية.

الثالثة: أنها لا تصلح لله.

الرابعة: العلة في ذلك.

الخامسة: تعليمهم التحية التي تصلح لله".

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد...

فيقول المؤلف –رحمه الله تعالى-: "بابٌ لا يُقال: السلام على الله"، وأن إطلاق السلام بهذه الصفة من المخلوق للخالق مُحرَّم؛ لأن النبي –عليه الصلاة والسلام- قال: «لا تقولوا: السلام» وهذا نهي، والنهي يقتضي التحريم.

"لا يُقال: السلام على الله"، والسبب كما جاء في الحديث تعليلاً للنهي «فإن الله هو السلام».

السلام اسمٌ من أسماء الله –جلَّ وعلا- {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ} [الحشر:23].

ومعنى السلام: السالم من كل عيبٍ ونقص، كما جاء في كلام الإمام ابن القيم –رحمه الله-:

وهو السلام على الحقيقة سالمٌ

 

من كل ما عيبٍ ومن نقصان

والسلام كما أنه من أسماء الله –جلَّ وعلا- كما جاء في كتابه هو أيضًا يُطلق ويُراد به التحية، كما يُفال: السلام عليكم.  

إلى الحَوْلِ ثمَّ اسمُ السّلاَمِ علَيكُما

 

وَمَنْ يَبْكِ حَوْلاً كاملاً فقدِ اعتذرْ

هذا يُوصي من وراءه أن يبكوا عليه إذا مات، وفي الحديث الصحيح «إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ»، وهذا محمولٌ عند جمعٍ من أهل العلم على من أوصاهم بذلك، من أوصاهم بأن يبكوا عليه، والمراد بالبكاء ما زاد عل مجرد دمع العين وحزن القلب، وإلا فهذا حصل منه– عليه الصلاة والسلام-: «إِنَّ الْعَيْنَ لتَدْمَعُ وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى الرَّب»، فإذا تجاوز ذلك إلى الصراخ، وتعدى ذلك إلى النياحة فهذا من كبائر الذنوب- نسأل الله العافية-.

«إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ»، وللجمع بين هذا وبين قوله –جلَّ وعلا-: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام:164] قالوا: هذا محمولٌ على من أوصاهم بذلك، أو عرف أن من عادتهم وجادتهم المُطَّردة أنهم يبكون فلا ينهاهم، وهذا في البيت الذي مر علينا يُوصيهم بذلك، نسأل الله العافية.   

"إلى الحَوْلِ ثمَّ اسمُ السّلاَمِ علَيكُما" خلاص انتهينا، السلام عليكم مثل ما يقول المنصرف من المكان: السلام عليكم.

"في الصحيح عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: كنا إذا كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة قلنا: السلام على الله من عباده" يعني في التشهد "السلام على فلان".

"السلام على الله من عباده" يعني ما معنى السلام في هذا السياق؟ طلب السلامة لله –جلَّ وعلا- ممن؟ من العباد لفظًا، لكن من أين يطلبونه؟ من الله، يطلبون السلامة من الله لنفسه، كلام مُنكر، ولا يستقيم لا لفظًا ولا معنى؛ لأن الله هو السلام «فإن الله هو السلام».

"السلام على الله من عباده".

طالب:........

طلب السلامة.

طالب:.......

لا، تقوله لمخلوق، ما فيه شيء، لكن يقولونه لله- جلَّ وعلا-.

طالب:.......

نعم.

طالب:.......

السلام على الله ما هو عليكم، هذا ما فيه إشكال، السلام عليكم، أنت تسلم على الله؟

طالب:.......

هذا المحظور هنا، وهذا الذي نتحدث فيه، أما السلام عليكم فتحيةٌ مشروعة، ورُتِّب عليها من الأجور ما رُتِّب كما في الأحاديث الصحيحة، وهي تحية أهل الجنة، ويجوز أن تقول للحي: السلام عليكم، كما يجوز أن تقول له: سلامٌ عليكم، ويُخيَّر –كما يقول أهل العلم- بين تعريفه وتنكيره في سلامٍ على الحي، لكن الميت تقول: سلامٌ عليكم، تمر على المقبرة تقول: سلامٌ عليكم؟

طالب: ...

 أنا أدري أنك بوادٍ وأنا بوادٍ، لكن خلنا نكمل.

طالب:........

نفسه، لكن السلام بمعنى السلامة إذا كان الرحمن بمعنى الرحمة.... لا يجب.    

"كنا إذا كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة قلنا: السلام على الله من عباده السلام على فلانٍ وفلان"، وجاء تعيين المبهم في هذا بأنه جبريل وميكائيل، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، وفي الحديث الصحيح.

"فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا تقولوا: السلام على الله، فإن الله هو السلام»" الحديث في الصحيحين، في البخاري ومُسلم، السلام يُطلق بعدة اعتبارات، باعتبار أنه من أسماء الله –جلَّ وعلا-، ويُطلق باعتبار أنه المراد به التحية، والمقصود منها طلب السلامة على المُحيا.

طالب:........

ماذا غيره؟

طالب:.........

يعني التفاؤل بالسلامة للمطلق عليه، هل تقصد كذا؟

طالب:........

يرجع؛ لأن هذا اسم من أسماء الله الاحتمال الأول هذا الذي قلناه.

طالب:........

بالسلامة، نعم.

طالب:........

وجدت كلام ابن القيم؟

طالب:........

في هذا، الأسماء كلها في هذا الجزء.

طالب:........

عندك؟

طالب:........

نعم تكلم على هذا في (بدائع الفوائد)، وهو موجود في (النونية)، موجود عندك في (النونية).

طالب:........

ما الذي معك؟

طالب:........

نعم نقلوا كلام ابن القيم في (بدائع الفوائد)، اقرأ من (بدائع الفوائد).

قال ابن القيم –رحمه الله تعالى-: "والصواب في مجموعهما، أي: القولين"

لا لا هذا آخر شيء.

طالب: أين يا شيخ، من كلام ابن القيم؟

نعم نعم. مكتوب قال الإمام ابن القيم في البداية على الفوائد.

طالب:........

نعم موجود في (فتح المجيد) منقول في (فتح المجيد)، وفيه: قال الإمام ابن القيم: في (بدائع الفوائد).

قال العلامة ابن القيم –رحمه الله تعالى- في بداية (بدائع الفوائد): "السلام اسم مصدر، وهو من ألفاظ الدعاء يتضمن".

"اسم مصدر" والمصدر التسليم؛ لأنه من سلَّم يُسلِّم تسليمًا، وسلامًا اسم مصدر مثل: كلَّم يُكلِّم تكليمًا هذا المصدر، وكلامًا اسم المصدر.

قال: "وهو من ألفاظ الدعاء. يتضمن الإنشاء والإخبار، فجهة الخبرية فيه لا تناقض الجهة الإنشائية، وهو معنى السلام المطلوب عند التحية. وفيه قولان مشهوران:

الأول: أن الله –عزَّ وجلَّ- هو السلام، ومعنى الكلام: نزلت بركته عليكم ونحو هذا، فاختير في هذا المعنى من أسمائه –عزَّ وجلَّ- اسم (السلام) دون غيره من الأسماء.

الثاني: أن السلام مصدرٌ بمعنى: السلامة، وهو المطلوب المدعو به عند التحية، ومن حجة أصحاب هذا القول: أنه يأتي مُنكَّرًا، فيقول المُسلِّم: سلامٌ عليكم، ولو كان اسمًا من أسماء الله لم يُستعمل كذلك".

يعني ما يرد الاحتمال في المُنكَّر، المُنكَّر ما يرد فيه الاحتمال أنه اسمٌ من أسماء الله، أنه للدعاء بالسلامة فقط، بخلاف المُعرَّف.

"ومن حجتهم: أنه ليس المقصود من السلام هذا المعنى، وإنما المقصود منه الإيذان بالسلامة خبرًا ودعاءً.

وقال –رحمه الله-: وفصل الخطاب أن يُقال: الحق في مجموع القولين، فكلٌّ منهما بعض الحق، والصواب في مجموعهما، وإنما يتبين ذلك بقاعدةٍ وهي: أن حق من دعا الله بأسمائه الحسنى أن يسأل في كل مطلوب، ويتوسل بالاسم المقتضي لذلك المطلوب المناسب لحصوله، حتى إن الداعي متشفِّعٌ إلى الله تعالى متوسلٌ إليه به. فإذا قال: ربِّ اغفر لي وتُب علي إنك أنت التواب الغفور، فقد سأله أمرين، وتوسل إليه باسمين من أسمائه مقتضيين لحصول مطلوبه.

وقال –صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر –رضي الله عنه- وقد سأله ما يدعو به: «قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْماً كَثِيرَاً، وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي، إنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ».

فالمقام لما كان مقام طلب السلامة التي هي أهم عند الرجل أتى بلفظها بصيغة اسمٍ من أسماء الله تعالى وهو: السلام الذي تُطلب منه السلامة، فتضمن لفظ السلام معنيين:

أحدهما: ذكر الله.            والثاني طلب السلامة، وهو مقصود المُسلِّم.

فقد تضمن (سلام ٌعليكم) اسمًا من أسماء الله، وطلب السلامة منه فتأمل هذه الفائدة.

وحقيقته البراءة والخلاص، والنجاة من الشرور والعيوب، وعلى هذا المعنى تدور تصاريفه.

فمن ذلك قولك: سلمك الله، ومنه دعاء المؤمنين على الصراط: ربِّ سلِّم سلِّم".

ومنه السِّلم، والسِّلم مضاد الحرب؛ لأن السِّلم فيه السلامة من إزهاق الأرواح ومن غيرها مما ينتج عن الحرب.

"ومنه سلِم الشيء لفلان، أي: خلص له وحده، قال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ} [الزمر:29]".

أي: خاصًّا به.

"أي: خالصًا له وحده لا يملكه معه غيره.

ومنه: السِّلم ضد الحرب؛ لأن كل واحدٍ من المتحاربين يخلُص ويسلم من أذى الآخر؛ ولهذا بُني فيه على المفاعلة، فقيل: المسالمة مثل المشاركة.

ومنه: القلب السليم وهو النقي من الدغل والعيب، وحقيقته الذي قد سلم لله وحده، فخلص من دغل الشرك وغله، ودغل الذنوب والمخالفات، بل هو المستقيم على صدق حبه، وحُسن معاملته، وهذا هو الذي ضُمِن له النجاة من عذاب الله".

{إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:89] {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:88-89] نعم.

"والفوز بكرامته، ومنه أُخِذ الإسلام، فإنه من هذه المادة؛ لأنه الاستسلام، والانقياد لله، والتخلص من شوائب الشرك، فسلم لربه، وخلص له كالعبد الذي سلم لمولاه ليس له فيه شركاء متشاكسون؛ ولهذا ضرب سبحانه هذين المثلين للمسلم الخالص لربه، وللمشرك به.".

والمسلم يسلم، نهايته السلامة من عقوبة الدنيا والآخرة، المسلم أسلم واستسلم وانقاد لله –جلَّ وعلا- فسلِم في الدنيا من القتل الذي يستحقه المحارب الحربي من الكفار، وسلِم من عذاب الله في الآخرة.

طالب:........

أين؟

طالب:........

الكتاب اسمه (بدائع الفوائد) للإمام ابن القيم –رحمه الله-، والكتاب موسَّع في أربعة أجزاء مشحون بالفوائد اللغوية والعلمية في فنون علوم الشريعة من التفسير والأحاديث والفقه والعقائد وغيرها، وفيه من علوم العربية الشيء الكثير مما بعضه منقولٌ عن السُّهيلي، وبعضهم مُنشأ من المؤلف –رحمه الله- لا كما يزعم بعضهم أن كل ما يذكره ابن القيم، فهو ينقله عن السُّهيلي، هذا الكلام ليس بصحيح، فهو إمام في العربية، وله أيضًا في الباب كتابٌ اسمه (الفوائد)، وهو في ربع حجم (بدائع الفوائد)، وهو أيضًا فوائد استنبطها الإمام ابن القيم من نصوص الكتاب والسُّنَّة ومن فهمه للوحيين، فهو في غاية الفائدة والأهمية لطالب العلم.

القرطبي، ماذا يقول؟

طالب:........

ما ينفعك هذا؛ لأنه كلام يُريد ذهنًا صافيًا.

طالب: وجدت –يا شيخ- كلام ابن القيم في (النونية)؟ 

نعم أقول لك: موجود.

طالب:.......

نعم اختصر كلام ابن القيم مُطوَّل ما نحتاج إلى هذا كل واحد يرجع إليه يقرأ.

قال ابن القيم –رحمه الله تعالى- في نونيته:

وهو السلام على الحقيقة سالمٌ

 

من كل ما عيبٍ ومن نقصانِ 

طالب: اقرأ بيتًا يا شيخ؟

ما البيت الذي بعده؟

طالب: والبِر في أوصافه سبحانه.

هو شرح البيت السابق، وقبله أبيات هل شرحها؟

طالب: قبله أبيات، لا ما شرحها، قال: "تقدم الكلام على قوله تعالى: {إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [هود:56] ثم قال:

هذا ومن أوصافه القدوس

 

ذو التــنزيه بالتعظيم للرحمن

"وهو السلام".

من "القدوس" من هذا اقرأ الشرح.

طالب: الشرح؟

هو الإشكال في الشرح الذي معنا شرح ابن عيسى على النونية أنه يأتي بأبيات الفصل كاملة، أو يقسم الفصل الطويل إلى مقطعين، ويشرح من كلام شيخ الإسلام ومن كلام ابن القيم، شرحه من كلامهما، وهذا ليس بشرحٍ تحليلي تفصيلي، شرح إجمالي، بخلاف شرح الهراس على اختصاره، فإنه شرحٌ تحليلي تفصيلي.

ثم بعد ذلك جاءت شروح الشيخ ابن سعدي –رحمه الله – انتقى أبيات يسيرة وتكلم عليها، وترك النصف الثاني إحالةً على (حادي الأرواح)؛ لأنه في الجنة وعلوم الآخرة.

ثم جاء شيوخنا المتأخرون فتكلموا على النونية، وشرحوها بكلامٍ جيد في الجملة، لكن النونية تحتاج إلى مزيد عناية، وزيادة بسط، نعم تحتاج إلى وقتٍ طويل وأمدٍ بعيد، لكن ما لنا إلا الصبر.

طالب:........

نونية القحطاني عشر دورات أو قريب من ذلك.

 اقرأ.

طالب: طبعًا ابن عيسى ما شرح "السلام" شرح الذي بعده الذي هو "الرزاق".

نعم، هذا المظنون، الهراس موجود؟

طالب:.......

شرح الهراس تحليلي تفصيلي مع أنه مُختصر في حجم شرح ابن عيسى، لكن مع ذلك هو يشرح الألفاظ، ويُفصِّل في ذلك، ولا ينقل مقاطع طويلة عن شيخ الإسلام وابن القيم كما يفعل ابن عيسى.

طالب:........

الشيخ ابن عثيمين شرح، والشيخ صالح الفوزان شرح، كثير من شيوخنا تكلموا على النونية، منهم من كمَّل، ومنهم من لم يُكمِّل.

وهو السلام على الحقيقة سالمٌ

 

من كل ما عيبٍ ومن نقصانِ 

والبر في أوصافه سبحانه

 

هو كثرة الخيرات والإحسان

طالب:........

نعم.

طالب:........

لا، خلاص انتهى، انظر كلام القرطبي، ماذا قال؟

طالب:........

نعم.

قال القرطبي –رحمه الله تعالى-: "(السلام) أي: ذو السلامة من النقائص، وقال ابن العربي: اتفق العلماء -رحمة الله عليهم- على أن معنى قولنا في الله السلام: النسبة، تقديره ذو السلامة، ثم اختلفوا في ترجمة النسبة على ثلاثة أقوال:

الأول: معناه: الذي سلم من كل عيب، وبرئ من كل نقص.

الثاني: معناه: ذو السلام، أي: المُسلِّم على عباده في الجنة، كما قال: {سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} [يس: 58].

الثالث: أن معناه: الذي سلم الخلق من ظُلمه.

قلت: وهذا قول الخطابي، وعليه والذي قبله يكون صفة فعل".

طالب:........

وما رأيك؟

طالب:........

ولذلك سلِم من ضمن.

طالب:........

لا لا، لما سلم المخلوقات من ظلمه صار السلام.

طالب:........

لكن ما هو بهذا الواقع، أن الله لا يظلم فسلِم الناس من الظلم.

طالب:........

أنا أفهم أفهم، أنا أفهم كلامه إذا قيل: سلمنا من شر فلان؛ لأن الأصل فيه الشر، لكن الله –جلَّ وعلا- لا يظلم {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} [النساء:40]، فهل يُتصوَّر أن يظلم مع هذا الكلام؟!

طالب:........

ماذا؟

طالب:........

لا، ما يلزم، ما يليق بالمخلوق شيء، ومن أصله الظلم ظلومٌ جهول غير من أصله العدل غير من الأصل فيه العدل، الله لا يظلم، نقول: فكنا الله من شره، سلمنا من شره؛ لأن الأصل فيه الشر، لكن الواقع هذا {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} [النساء:40] هل من وُصِف بهذا يُتصور منه أن يظلم؟! فقد سلِم الناس من ظلمه قاطبة، سلمت المخلوقات من ظلمه، الذي لا يظلم سلمت المخلوقات من ظلمه، ما فيه إشكال فيما يبدو، والله أعلم. 

طالب: لأنه قال: ظلم، يعني نسب الظلم إلى الله ثم نفاه، قال: ظلمه، فهل أصلاً مُتصوَّر من الرب- جلَّ وعلا-؟

ما يحتاج، أجل كل الكلام، الله ما يحتاج شيئًا، فسلمنا من ظلمه؛ لأنه حرَّم الظلم على نفسه، نفس الشيء هي هي.

أبو رضوان ماذا عنده؟

طالب:.......

الحمد لله، سلامات، سلمنا من إشكالاتك.

طالب:.......

لا، المتكلمون يُقسِّمون ويرون أنه يستحيل على الله كذا، يستحيل، والخلاف في فهم المستحيل هل هو بشيء أم ما هو بشيء أصلاً، يعني عندهم أنه حرَّمه على نفسه أم فهو قادرٌ عليه؟ قادر على كل شيء.

طالب:........

يعني لو وقع منه ظلم فيما يملك، وتصرف فيما يملك فهل يُسمى ظلمًا أم ما يُسمى ظلمًا؟

طالب:........

لأنه فيما يملك، لو عذَّبهم لعذَّبهم وهو غير ظالمٍ لهم.

"قلت: وهذا قول الخطابي، وعليه والذي قبله يكون صفة فعل، وعلى أنه البريء من العيوب والنقائص يكون صفة ذات، وقيل: (السلام) معناه: المُسلِّم لعباده".

باعتبار وباعتباره.

طالب: "المسلم لعباده" أحسن الله إليك، ما المقصود؟

من السلام.

"قلنا: السلام على الله من عباده، السلام على فلانٍ وفلان" وذكرنا أن المراد جبريل وميكائيل، وأنه لا مانع من السلام على الملائكة؛ لأن النبي –عليه الصلاة والسلام- لما قال لعائشة: «جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ»، وعلى خديجة؟

طالب: خديجة.

خديجة، قالت: عليه السلام، فما أنكر عليها.

طالب:........

وعائشة كذلك جاء فيه عن عائشة.

يقول –رحمه الله تعالى-: "فيه مسائل:

 الأولى: تفسير السلام" وبيان معناه، وأنه يُطلق، ويُراد به الاسم من أسماء الله، وهو السالم من العيوب والنقائص، ويُطلق، ويُراد به التحية، فالنبي –عليه الصلاة والسلام- أرشدهم إلى اللفظ الشرعي الذي يقولونه في هذا المقام، وهذه طريقةٌ علميةٌ شرعية، أنك إذا منعت الشيء الممنوع، تأتي في مكانه بشيءٍ مشروع، بعض الناس يمنع أن تطرح عليه المسألة، وتطرح عليه الشيء أو المشروع يقول: لا لا، ما أسلم، طيب أعطه البديل، افتح له بابًا، لكن يكون شرعيًّا.

فإذا مُنِع الممنوع فالطريقة الشرعية تفتح له مجالًا يكون مشروعًا، إما أن يأتي يستفتي عن صورة من صور المعاملات الممنوعة تتركه يرجع فما تُعطيه حلًا، ما هي بطريقة العالم الرباني الذي يُربي الناس على الطريقة الشرعية، وعلى مراد الله، تركته حائرًا، وقد تسد في وجهه الأبواب، ولا يأخذ بقولك، فيرجع إلى ما منعته منه، لكن إذا فتحت له بابًا مشروعًا مُباحًا فأنت صددته عن المحرم والممنوع، ولم تتركه حائرًا.

طالب:........

قد لا يُحتاج إليه ولا إلى بديله، لكن الله –جلَّ وعلا- {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة:275] يعني لو حرَّم الربا وترك الناس بدون {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ} [البقرة:275] لا شك أن الناس بحاجة إلى المعاملات، وبحاجة إلى البيع والشراء، فإن لم يكن على طريقةٍ شرعية مُباحة لجأ الناس إلى طرقٍ أخرى.

مع الأسف، وهذا يُوجد في بعض بلدان المسلمين ما يجد من يقضي حاجته بطريقةٍ مُباحة، فيلجأ إلى الطرق المحرمة.

"الأولى: في تفسير السلام".

"والثانية: أنه تحية" كما تقول: السلام عليكم، أو سلامٌ عليكم.

طالب:.........

من قال: الرحمن عليكم، قاله أحد؟ 

طالب:........

هو مناسب أن يُقال ما معناه؟ ماذا يصير؟

طالب:........

أنت عندك تُبعد النجعات.

والله عندي فائدة ضيعتها، الله يصلح قلبك.

طالب:........

نعم قرأنا أنه تحية، لكن الفائدة المتعلقة بها.

طالب: الفرق –أحسن الله إليكم- بين السلام عليكم وسلامٌ عليكم أيهما أولى؟

يعني سلامٌ عليكم لماذا يُقال: يُخصص بالحي؟ الحي يُقال: سلامٌ عليكم.

وجدت كتابًا مطبوعًا باسم مقام إبراهيم، ومطبوع بالطباعة القديمة وفاخرة جدًّا، صغير، ملزمة، وبين كل جملتين أو ثلاث سلامٌ على إبراهيم، العنوان مقام إبراهيم، وبين كل جملتين سلامٌ على إبراهيم، ما ترددت أنه في المقام؛ لأنه مقام إبراهيم وسلامٌ على إبراهيم، فإذا به مقالٌ أُلقي في كلمةٍ تأبينية لشخصٍ يُدعى إبراهيم هنانو، عضو من أعضاء المجمع اللغوي بدمشق، أُلقي بهذه المناسبة، سُمي مقام إبراهيم، وسلامٌ على إبراهيم.

طالب:.......

لا، أنت إن لقيته على حق، بتعب نادر ما يلقى إلا......

المقصود أنه تأتي من هذه التصرفات العجائب، يُكتَب مقام إبراهيم بهذا العنوان المُوهم، وبالطباعة الفاخرة، وورق من أفخر الورق، وسلامٌ على إبراهيم بين كل جملتين.

طالب:.......

ماذا فيه؟

طالب:.........

عندكم؟

طالب:........

أقبح من هذا يوم أن جاء المكرمي رئيس المكارمة من الهند حملوه على عرشٍ مكتوبٌ عليه {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة:17].

طالب:.......

أنا أعني عندكم هو عندكم في اليمن هو جاء وارد رئيسهم من الهند قادم.

طالب:.......

لا لا، أنت الله يهديك تخطف الكلام خطفًا.

طالب: أحسن الله إليك، سلامٌ عليكم أم السلام عليكم؟

مخير بين السلام على الحي؛ ولذلك في القرآن مُعرفه لك {وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ} [مريم:33] {وَسَلامٌ عَلَيْهِ} [مريم:15] ما فيه شيء.

طالب:........

السلام؛ لأنه ما ورد إلا بهذه الصيغة.

طالب:........

سلامٌ عليكم، سلامٌ على والدك وهو ميت مثلاً؟ لم يرد إلا بالتعريف.

طالب:........

يعني تكتب خطابًا، الرسول –عليه الصلاة والسلام- كتب لهرقل: سلامٌ على من اتبع الهدى.

"الثالثة: أنها لا تصلح لله" لماذا؟

"العلة في ذلك" «فإن الله هو السلام» العلة في ذلك منصوصة في الحديث «فإن الله هو السلام».

"تعليمهم التحية التي تصلح لله" قولوا: التحيات لله...إلى آخره، كما جاء في التشهد.

طالب:.......

إلى آخره كل التحيات. 

"تعليمهم التحية التي تصلح لله" في مقابل التحية التي لا تصلح.

طالب: رد خديجة؟

كيف؟

طالب: عندما قالت: وعليه السلام؟

جبريل ما فيه مانع، على الملائكة يجوز التسليم عليهم «يُقْرِئُكِ السَّلَامَ» وإبراهيم قال للنبي– عليه الصلاة والسلام-: يا محمد أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة قيعان، وأن غراسها التسبيح والتحميد، والتهليل والتكبير.

طالب:........

"كنا إذا كنا مع النبي –عليه الصلاة والسلام- قلنا" قلنا.

طالب:.........

اجتهدوا اجتهدوا نعم.

طالب:.........

يعني هم سمعوها من النبي فقالوها فنهاهم؟ ما تجيء.

طالب:.........

كان يقول مثلما قال: كنت قلت لكم فقولوا.

طالب:.........

لا لا، قبل النهي عن الكلام يجتهدون، قبل أن ينزل قوله –جلَّ وعلا-: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة:238] يتكلمون، فهذا من الكلام المطلق.

طالب:.........

نعم هم ما عرفوا التشهد إلا في هذا المقام، لما ذكره لهم في هذه المناسبة- عليه الصلاة والسلام-.

طالب:.........

الوارد أيها النبي اتباعًا للفظ؛ لا لأنه مواجهة بالكلام كمواجهة الحي، لا، لكن اللفظ ورد بهذا، وهو تعبدي.

طالب:.........

ما هو؟

طالب:.........

على أن السلام من أسماء الله –جلَّ وعلا- وتقدم {الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} [الأعراف:180] {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف:180] وهذا مناسبتها، وتقدم بابٌ في الصفات، والاسم مُستنبط منه صفة السلامة.

طالب:.........

ماذا؟

طالب:.........

قالوا: سلام إبراهيم أبلغ من سلام الملائكة، لماذا -يا أبا رضوان- كان سلام إبراهيم أبلغ من سلام الملائكة؟

طالب:.........

كيف أتيتم لتستفيدوا؟ كم لك تطلب العلم؟

طالب:.........

قالوا: سلام إبراهيم الذي أداه بالرفع سلامٌ {قَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ} [هود:69] قالوا: أبلغ من سلام الملائكة.

طالب:.........

لأنه مرفوع، إلا إذا كنت على طريقة القشيري وغيره الذين ألَّفوا فيه (نحو القلوب).

طالب:.........

ما معنى (نحو القلوب)؟

طالب:.........

هذا الذي يمليك عليه.

{قَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ} [هود:69] سلامٌ مرفوع يعني اسم، وسلامًا مصدر نائب عن فعله، والتعبير بالاسم يدل على الثبوت والدوام، والتعبير بالفعل يدل على التجدد والحدوث، فالثابت أقوى من المتجدد، فهمت؟

طالب:.........

ما يخالف، لكن سأسألك عنها غدًا.

طالب:.........

ما يحضر؟ لا سيحضر إن شاء الله.

طالب:.........

الشيخ إبراهيم قلت له: نأخذ بابين بابين قال: لا، على طريقتنا نفصِّل، وإذا بقي سبعة أبواب خمسة أبواب أخذنا عليه أسبوعًا إضافيًّا، دورة وننتهي.

طالب:.........

سننهيه بإذن الله لن يجيء رمضان وفيه باب بإذن الله.

طالب:.........

لا لا، كم بقي في الفصل من أسبوع؟

طالب:.........

أكيد اثنى عشر؟

طالب:.........

لا لا.

طالب:.........

عشرة أو إحدى عشر ونُلحقها بأسبوع كله للتوحيد؛ حتى ننتهي؛ لأنه إذا عرضتها على الشيخ إبراهيم وأنت داخل على بابين...

طالب:.........

أنت تقول: يا ليت، لكن ما يحصل مثل هذا.

طالب:.........

كيف؟

طالب:.........

إذا قال: سلامٌ عليكم يكفي.

طالب:.........

لا، العشر حسنات سلامٌ عليكم، السلام عليكم، والعشرة الثانية ورحمة الله، والثالثة وبركاته.