تعليق على تفسير سورة البقرة (107)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محم وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

 قال الإمام ابن كثير -رحمه الله تعالى-: "قوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ. لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}[البقرة285 :286].

 ذكر الأحاديث الواردة في فضل هاتين الآيتين الكريمتين نفعنا الله بهما. الحديث الأول: قال البخاري: حدثنا محمد بن كثير قال: أخبرنا شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن عن ابن مسعود".

ابن مسعود أو أبي مسعود؟

"عن أبي مسعود، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قرأ بالآيتين»، وحدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبي مسعود، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه». وقد أخرجه بقية الجماعة من طريق سليمان بن مهران الأعمش، بإسناده، مثله".

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد،

 ففضل هاتين الآيتين معروف عن النبي -عليه الصلاة والسلام- في الصحيحين وغيرهما، وفي قوله -عليه الصلاة والسلام-: «كفتاه» قال بعض أهل العلم: يعني من قيام الليل، وبعضهم قال: مما يخاف كفتاه، صارتا له حرزًا من الشيطان ومن جميع ما يخافه، فإذا قرأهما إذا أوى إلى مضجعه مع آية الكرسي ومع قل هو الله أحد والمعوذتين فهو على خير عظيم، وإن جاء بالتسبيح والتحميد التهليل والتكبير الذي أوصى به النبي -صلى الله عليه وسلم- فاطمة ابنته كانتا له عونًا على ما يحتاجه في نهاره ومن أعماله، فلا يحرم الإنسان نفسه من هذه الأشياء التي لا تكلفه شيئًا يعني جميع الأذكار يمكن أن يقولها في ربع ساعة الأذكار، وينفث في يديه ويقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين، ويستفيد من ذلك فائدة عظيمة، وجاءت بذلك الأحاديث الصحيحة.

"وهو في الصحيحين من طريق الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن، عنه، به. وهو في الصحيحين أيضًا عن عبد الرحمن، عن علقمة عن ابن مسعود".

كذلك عن أبي مسعود، علقمة مشهور بالرواية عن ابن مسعود.

"عن أبي مسعود قال عبد الرحمن: ثم لقيت أبا مسعود، فحدثني به".

أبو مسعود البدري عقبة بن عمرو صحابي مشهور لم يشهد بدرًا، وإنما سكنها في قول الجمهور، والبخاري يقول: شهد بدرًا، لكن عامة أهل العلم على أنه لم يشهد بدرًا، وإنما سكنها، فنُسِب إليها، نعم.

"وهكذا رواه أحمد بن حنبل: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا شريك، عن عاصم، عن المسيب بن رافع، عن علقمة، عن ابن مسعود".

مثله عن أبي مسعود.

"عن أبي مسعود، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلته كفتاه».

الحديث الثاني: قال الإمام أحمد: حدثنا حسين قال: حدثنا شيبان، عن منصور، عن ربعي، عن خرشة بن الحر، عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش، لم يعطهن نبي قبلي». وقد رواه ابن مردويه، من حديث الأشجعي، عن الثوري، عن منصور، عن ربعي، عن زيد بن ظبيان، عن أبي ذر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش».

 الحديث الثالث: قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا مالك بن مغول (ح) وحدثنا ابن نمير، وزهير بن حرب جميعًا، عن عبد الله بن نمير وألفاظهم متقاربة قال ابن نمير: حدثنا أبي قال: حدثنا مالك بن مغول، عن الزبير بن عدي عن طلحة، عن مرة، عن عبد الله، قال: لما أسري برسول الله -صلى الله عليه وسلم- انتهي به إلى سدرة المنتهى، وهي في السماء السابعة".

السابعة أم السادسة؟

طالب: ..............

نعم. كل النسخ؟

طالب: ..............

 وأنت؟

طالب: ..............

الكلام على النسخ التي معنا المحققة.

طالب: ..............

ماذا؟

طالب: ..............

 وأنا عندي السادسة، غريب أن يحصل هذا الخطأ في نقل هذه الأمور الواضحة المعروفة.

طالب: ..............

 ماذا يقول؟

طالب: ..............

أصول مسلم. هو المعروف أنها في السابعة، لعل فروعها في السابعة، وأصلها في السادسة، وهي في السماء السادسة، إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها، فروعها كلها في السابعة؛ لأنها كلها صحيحة، جميع نسخ مسلم أنها في السادسة، والمعروف والمنتشر المشهور أنها في السابعة، إليها ينتهي كل شيء، سدرة المنتهى ينتهي إليها كل شيء.

"وهي في السماء السابعة إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها، قال: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} [ النجم: 16 ]، قال: فِراش من ذهب".

فَراش.

 "قال: فَراش من ذهب، قال: وأُعطي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثًا: أُعطي الصلوات الخمس، وأُعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئًا المقحِمات. الحديث الرابع: قال أحمد: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي قال: حدثنا سلمة بن الفضل قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن يزيد أبي حبيب".

يزيد ابن أبي حبيب، ابن أبي حبيب معروف.

"عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني، عن عقبة بن عامر الجهني قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اقرأ الآيتين من آخر سورة البقرة فإني أعطيتهما من تحت العرش». هذا إسناد حسن، ولم يخرجوه في كتبهم".

يعني أصحاب الكتب الستة، التي تقحمه في النار نعم.

عقبة بن عامر عقبة بن عمرو هو أبو مسعود، عقبة بن عامر مشهور نعم.

طالب:...

ما دون الكبائر يقحم في النار؟ ما دون الكبائر، ولا تغتروا كما جاء في الحديث.

"الحديث الخامس: قال ابن مردويه: حدثنا أحمد بن كامل قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي قال: أخبرنا مروان قال: أنبأنا ابن عونة".

ماذا؟

طالب: ..............

أخبرنا مسدد مسدد، قال: أخبرنا أبو عوانة، ماذا يقول؟ ما الأصل؟ مسدد مسروق؟

طالب:...

ما هو من طبقته، أبو عوانة وضاح بن عبد الله اليشكري هو أبو عوانة...

"قال: أخبرنا مسدد قال: أنبأنا ابن عوانة".

أبو أبو.

"أنبأنا أبو عوانة، عن أبي مالك، عن ربعي، عن حذيفة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فضلنا على الناس بثلاث، أوتيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة»".

عندنا هؤلاء الآيات.

"«من بيت كنز تحت العرش، لم يعطاها أحد قبلي»".

يعطها لم فيه جازم.

"«لم يعطها ولا يعطها»".

يعطاها.

"«ولا يعطاها أحد بعدي»".

ما فيه جازم هنا.

"«لم يعطها أحد قبلي ولا يعطاها أحد بعدي»، ثم رواه من حديث نعيم بن أبي هند، عن ربعي، عن حذيفة، بنحوه.

 الحديث السادس: قال ابن مردويه: حدثنا عبد الباقي بن نافع قال: أنبأنا إسماعيل بن الفضل قال: أخبرنا محمد بن حاتم بن بزيع قال: أخبرنا جعفر بن عون، عن مالك بن مغول، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي".

الحارث الأعور.

"عن عليّ قال: لا أرى أحدًا عقل الإسلام ينام حتى يقرأ خواتيم سورة البقرة، فإنها كنز أعطيه نبيكم -صلى الله عليه وسلم- من تحت العرش. ورواه وكيع عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمير بن عمرو المخارقي".

الخارفي أو الخارقي بدون ميم.

"عن عمير بن عمرو الخارقي، عن علي قال: ما أرى أحدًا يعقل، بلغه الإسلام، ينام حتى يقرأ آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة، فإنها من كنز تحت العرش. الحديث السابع: قال أبو عيسى الترمذي: حدثنا بندار قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي".

بندار محمد بن بشار.

"قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أشعث بن عبد الرحمن الجُرمي".

الجَرمي الجَرمي.

"الجَرمي عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن النعمان بن بشير، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله كتب كتابًا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، أنزله منه»".

أنزل منه.

"«أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرأن في دار ثلاث ليال فَيقِرُّ بها شيطان». ثم قال: هذا حديث غريب. وهكذا رواه الحاكم في مستدركه من حديث حماد بن سلمة به، وقال: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. الحديث الثامن: قال ابن مردويه: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن".

ابنِ، ابن محمد ابنِ.

"ابن محمد بنِ مدين قال: أخبرنا الحسن بن الجهم قال: أخبرنا إسماعيل بن عمرو قال: أخبرنا ابن أبي مريم قال: حدثني يوسف بن أبي الحجاج، عن سعيد، عن ابن عباس قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قرأ سورة البقرة وآية الكرسي ضحك، وقال: «إنهما من كنز الرحمن تحت العرش»".

من قرأ آخر، إذا قرأ آخر سورة البقرة.

"كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قرأ آخر سورة البقرة وآية الكرسي ضحك، وقال: «إنهما من كنز الرحمن تحت العرش». وإذا قرأ".

من يعمل.

"{مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}[النساء:123]، {وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى. وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى. ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى}[النجم:41] [ النجم: 39:41 ]، استرجع واستكان".

قال المخرّج: في إسناده مجاهيل.

"الحديث التاسع: قال ابن مردويه: حدثنا عبد الله بن محمد بنَ".

محمد ابنِ، ابن محمد بنِ.

"ابن محمد بنِ كوفي قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن حمزة قال: حدثنا محمد بن بكر قال: حدثنا مكي بن إبراهيم قال: حدثنا عبد الله بن أبي حميد، عن أبي مَليح، عن معقل بن يسار، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أعطيت فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة».

الحديث العاشر: قد تقدّم في فضائل الفاتحة، من رواية عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعنده جبريل؛ إذ سمع نقيضًا فوقه، فرفع جبريل بصره إلى السماء، فقال: هذا باب قد فتح من السماء ما فتح قط. قال: فنزل منه ملك، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: «أبشر بنورين قد أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ حرفًا منهما إلا أوتيته» رواه مسلم والنسائي، وهذا لفظه.  فقوله تعالى".

ماذا؟ فيه حديث حادي عشر؟

طالب:...

فقوله: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ} [البقرة:285]، نعم، لكن عندنا العاشر فقط ما فيه حادي عشر، ما هو بالأزهرية، كم سطرًا؟

طالب: ..............

أليس عندك؟

طالب: ..............

أعطه.

"الحديث الحادي عشر: قال أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي في مسنده: حدثنا أبو المغيرة قال: حدثنا صفوان، حدثنا أيفع بن عبد الله الكلاعي قال: قال رجل: يا رسول الله، أي آية في كتاب الله أعظم؟ قال: «آية الكرسي: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة:255]» قال: فأي آية في كتاب الله تحب أن تصيبك وأمتك؟ قال: «آخر سورة البقرة، ولم يترك خيرًا في الدنيا والآخرة إلا اشتملت عليه»".

من هو عنه؟ آخر السند، آخر الإسناد.

طالب:...

ما يصير.

طالب:...

نعم، هذا يا رسول الله، يخاطب الرسول صحابي، ومثل هذا ما يقال له مرسل إلا على طريقة البيهقي ومن معه وإلا فهو موصول، فيه راوٍ مجهول، فيه راوٍ مبهم، والمؤدى واحد، يعني المجهول كأنه محذوف.

طالب:...

عند النوم من قرأه في ليلة كفتاه، لا لا ما يلزم.

طالب:...

الأصل من قرأهما في ليلة، إذا كانت ليست من أذكار المساء التي تقال قبل الليل.

"فقوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ} [البقرة:285] إخبار عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك. قال ابن جرير: حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قال: ذكر لنا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لما نزلت هذه الآية: «ويحق له أن يؤمن»".

ويحق له أن يؤمن؛ لأنه خبر عنده كالعيان، يأتيه من ربه مباشرة، وبواسطة الملك، حقّ له أن يؤمن، يعني هو آمن بالغيب يعني بما أُنزل على الرسول -عليه الصلاة والسلام-، هل هو غيب أم شهادة؟ ولذلك حُقَّ له أن يؤمن، في حديث ذكره الحافظ ابن كثير في أول التفسير إن كنتم تذكرون عند قوله -جل وعلا-: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [البقرة:3] الذي استدل به أهل العلم على صحة الوجادة، معكم الأول؟

طالب:...

الجزء الأول معك؟

طالب: ..............

ولو، الذي استدل به الوجادة وحسّنه الحافظ ابن كثير، «أي الخلق أعجب إيمانًا؟» قالوا: الملائكة، قال: «حُقَّ لهم أن يؤمنوا وهم بجواره ويسمعون كلامه» قالوا: أنت يا رسول الله، قال: «وحُقَّ لي أن أومن وأنا ينزل علي الوحي» قالوا: نحن يا رسول الله، قال: «أنتم معي وتسمعون ما ينزل من ربي، أعجب الخلق إيمانًا أناس يأتون بعد يقرؤون صحفًا فيؤمنون بها» يقرؤون صحفًا فيؤمنون بها، قال الحافظ ابن كثير: وقد استدل به أهل العلم على صحة الوجادة، يعني وجدوا صحفًا فقرؤوها وآمنوا بها، ما تذكرون هذا يا إخوان؟

طالب:...

لقيته يا أبا عبد الله؟

طالب:...

نعم، ماذا يقول؟

طالب: ..............

أنا أروي بالمعنى. من يقرأ؟ القراءة موجودة وما يقرون، الحسن بن عرفة في جزئه المشهور. طالب: ..............

اترك هذا كله واقرأ كلام ابن كثير.

طالب: ..............

 قبله، قبل الحديث ماذا قال عندك؟

طالب:...

خلاص كمِّل.

طالب: ..............

نعم، لكن أوائله قطعة يسيرة.

نعم، هؤلاء شيء وأولئك شيء آخر، هذا منصبٌ على الإيمان، قرؤوا صحفًا يجزمون بصحتها وليس لهم وسيلة غيرها، أما من يجد العلماء، ويأخذ عنهم فلا يكتفي بالصحف، كما هو معلوم، نعم.

"وقد روى الحاكم في مستدركه: حدثنا أبو النضر الفقيه قال: حدثنا معاذ بن نجدة القرشي قال: حدثنا خلاد بن يحيى، قال: حدثنا أبو عقيل، عن يحيى بن أبي كثير، عن أنس بن مالك، قال: لما نزلت هذه الآية على النبي -صلى الله عليه وسلم- {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ} [البقرة:285] قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «حُقَّ له أن يؤمن». ثم قال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

وقوله: {وَالْمُؤْمِنُونَ} [البقرة:285] عطف على الرسول، ثم أخبر عن الجميع فقال: {كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} [البقرة:285] فالمؤمنون يؤمنون بأن الله واحد أحد، فرد صمد، لا إله غيره، ولا رب سواه. ويصدِّقون بجميع الأنبياء والرسل والكتب المنزلة من السماء على عباد الله المرسلين والأنبياء، لا يفرقون بين أحد منهم، فيؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، بل الجميع عندهم صادقون بارون راشدون مهديون هادون إلى سبل الخير، وإن كان بعضهم ينسخ شريعة بعض بإذن الله، حتى نسخ الجميع بشرع محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء والمرسلين، الذي تقوم الساعة على شريعته، ولا تزال طائفة من أمته على الحق ظاهرين. وقوله: {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} [البقرة:285] أي: سمعنا قولك يا ربنا، وفهمناه، وقمنا به، وامتثلنا العمل بمقتضاه، {غُفْرَانَكَ رَبَّنَا} سؤال للغفر والرحمة واللطف".

يعني مصدر، غفران مصدر، مفاده أو هو نائب عن فعل الأمر، أصله: اغفر غفرانك.

"قال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن حرب الموصلي قال: حدثنا فضيل".

ابن ابن فضيل.

"قال: حدثنا ابن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قول الله: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ} [البقرة:285] إلى قوله: {غُفْرَانَكَ رَبَّنَا} قال: قد غفرت لكم، {وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} أي: إليك المرجع والمآب يوم يقوم الحساب. قال ابن جرير: حدثنا ابن حميد قال: حدثنا جرير، عن بيان، عن حكيم عن ابن جابر".

عن ابن جابر أم عن جابر؟ جابر.

طالب:...

عن حكيم بن جابر؟ عن حكيم بن جابر، ماذا عندكم؟

طالب: ..............

 وعند الشيخ؟

طالب:...

حتى هنا.

طالب: ..............

 نعم.

"قال: لما نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة:285] قال جبريل: إن الله قد أحسن الثناء عليك وعلى أمتك، فسل تعطه. فسأل: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة:286] إلى آخر الآية. وقوله: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة:286] أي: لا يكلف أحدًا فوق طاقته، وهذا من لطفه تعالى بخلقه ورأفته بهم وإحسانه إليهم، وهذه هي الناسخة الرافعة لما كان أشفق منه الصحابة، في قوله: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة:284] أي: هو وإن حاسب وسأل، لكن لا يعذب إلا بما يملك الشخص دفعه، فأما ما لا يمكن دفعه من وسوسة النفس وحديثها، فهذا لا يكلف به الإنسان، وكراهية الوسوسة السيئة من الإيمان".

يعني كما تقدّم، الذي لا يملَك لا يحاسب عليه من حديث النفس وغيره من مراتب القصد إلا العزم، ولا يكلَّف إلا بما قال أو عمل، ولما سألوه عن الشخص يجد في نفسه ما يتعاظم من ذكره قال: «وجدتم ذلك؟» قالوا: نعم، قال: «ذلك صريح الإيمان»، كونهم يتورعون من ذكر ما يصعب عليهم أو ما يخشون عاقبته من الإيمان، تقدّم الكلام فيها، وأن الجمهور أنه لا يحاسب عليه، والقول الأخير أن الآية لم تنسخ، ويحاسب عليها، لكن لا يعاقب عليها، تقدّم هذا.

"وقوله: {لَهَا مَا كَسَبَتْ}[البقرة:286] أي: من خير، {وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} أي: من شر، وذلك في الأعمال التي تدخل تحت التكليف، ثم قال تعالى مرشدًا عباده إلى سؤاله، وقد تكفل لهم بالإجابة، كما أرشدهم وعلمهم أن يقولوا: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}[البقرة:286] أي: إن تركنا فرضًا على جهة النسيان، أو فعلنا حرامًا كذلك، {أَوْ أَخْطَأْنَا}[البقرة:286] أي: الصواب في العمل، جهلاً منا بوجهه الشرعي. وقد تقدم في صحيح مسلم من".

وقد تقدم في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة.

"وقد تقدم في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة: «قال الله: نعم» ولحديث ابن عباس قال الله: «قد فعلت». وروى ابن ماجه في سننه، وابن حبان في صحيحه من حديث أبي عمرو الأوزاعي، عن عطاء قال ابن ماجه في روايته: عن ابن عباس. وقال الطبراني وابن حبان: عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه». وقد روي من طرق أخر وأعله أحمد وأبو حاتم والله أعلم. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا أبو بكر الهذلي، عن شهر، عن أم الدرداء، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله تجاوز لأمتي عن ثلاث: عن الخطأ، والنسيان، والاستكراه» قال أبو بكر: فذكرت ذلك للحسن، فقال: أجل، أما تقرأ بذلك قرآنا: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة:286]. وقوله: {رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} [البقرة:286] أي: لا تكلفُنا".

نعم.

"لا تكلفْنا من الأعمال الشاقة وإن أطقناها، كما شرعته للأمم الماضية قبلنا من الأغلال والآصار التي كانت عليهم، التي بعثت نبيك محمدا -صلى الله عليه وسلم- نبي الرحمة بوضعه في شرعه الذي أرسلته به، من الدين الحنيف السهل السمح. وقد ثبت في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله: نعم». وعن ابن عباس، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله: قد فعلت». وجاء الحديث من طرق، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «بعثت بالحنيفية السمحة». وقوله: {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} [البقرة:286] أي: من التكليف والمصائب والبلاء، لا تبتلينا بما لا قبل لنا به. وقد قال مكحول في قوله: {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} [البقرة:286] قال: الغُربة والغُلمة. رواه ابن أبي حاتم".

العُزبة والغُلمة نعم. لكن معناهما واحد.

طالب: ..............

 العُزبة، الغلمة شدة الشهوة، التي قد لا يطيقها كثير من الناس.

"قال: الغُربة والغُلمة، «قال الله: نعم» وفي الحديث الآخر: «قال الله: قد فعلت». وقوله: {وَاعْفُ عَنَّا} أي: فيما بيننا وبينك مما تعلمه من تقصيرنا وزللنا، {وَاغْفِرْ لَنَا} [البقرة:286] أي: فيما بيننا وبين عبادك، فلا تظهرهم على مساوينا وأعمالنا القبيحة، {وَارْحَمْنَا} [البقرة:286] أي: فيما يستقبل، فلا توقعنا بتوفيقك في ذنب آخر، ولهذا قالوا: إن المذنب محتاج إلى ثلاثة أشياء: أن يعفو الله عنه فيما بينه وبينه، وأن يستره عن عباده فلا يفضحه به بينهم، وأن يعصمه فلا يوقعه في نظيره. وقد تقدم في الحديث أن الله قال: نعم. وفي الحديث الآخر: «قال الله: قد فعلت».

وقوله: {أَنْتَ مَوْلانَا} [البقرة:286] أي: أنت ولينا وناصرنا، وعليك توكلنا، وأنت المستعان، وعليك التكلان، ولا حول لنا ولا قوة إلا بك، {فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}[البقرة:286] أي: الذين جحدوا دينك، وأنكروا وحدانيتك، ورسالة نبيك، وعبدوا غيرك، وأشركوا معك من عبادك، فانصرنا عليهم، واجعل لنا العاقبة عليهم في الدنيا والآخرة، قال الله: نعم. وفي الحديث الذي رواه مسلم، عن ابن عباس: «قال الله: قد فعلت».

وقال ابن جرير: حدثني مثنى بن إبراهيم قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، أن معاذًا -رضي الله عنه- كان إذا فرغ من هذه السورة {فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}[البقرة:286] قال: آمين. ورواه وكيع عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن رجل، عن معاذ بن جبل: أنه كان إذا ختم البقرة قال: آمين".

المقصود هذا خارج الصلاة، المقصود خارج الصلاة، وأما بعد قراءة الفاتحة في الصلاة فهذا معروف مستفيض مروي في دواوين الإسلام، ولا إشكال فيه، لكن خارج الصلاة هو محل الخلاف، والنووي أشار إلى أن حكم قول: آمين خارج الصلاة سُنَّة، كما هو في الصلاة، والله أعلم.

 وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.