التعليق على تفسير سورة البقرة من تفسير الجلالين (07)

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

قال رحمه الله تعالى: ونزل في المنافقين {وَمِنَ الْنَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبَالْيَومِ الآخِرِ} أي يوم القيامة لأنه أخرُ الأيام {وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} رُوعِيَ فِيهِ مَعْنَى مِنْ"

مَنْ مَن.

"رُوعِيَ فَيهَ مَعْنَى مَن وَفِي ضَميرِ يَقُولُ لَفْظُهَا"

يقولُ.

"يَقُولُ لَفْظُهَا {يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذينَ آمَنُواْ} بإظهار خلاف ما أبطنوه من الكفر ليدفعو عنهم أحكامهم الدنيوية {وَمَا يَخْدَعُونَ}"

{وَمَا يَخْادِعُونَ} ما الذي عندك مكتوب؟

{وَمَا يَخْادِعُونَ}

إيه

"{وَمَا يَخْادِعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُم} لأن وبال خداعهم راجع إليهم فيفتضحون في الدنيا بإطِّلاع"

بإِطْلاعِ

"بإطْلاعِ الله نبيه على ما أبطنوه ويعاقبون في الآخرة {وَمَا يَشْعُرُونَ} يعلمون أن خداعهم لأنفسهم والمخادعة هنا من واحد تعاقبت اللص وذكَر"

وذِكْر الله.

"وذِكرُ الله فيها تحسين وفي قراءةٍ: {وَمَا يَخْدَعُونَ}".

بركة بركة.

بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

يقول المؤلف رحمه الله تعالى: "ونزل في المنافقين" كون هذه الآية وما بعدها إلى ثلاث عشرة آية في المنافقين محل إجماع بين أهل العلم ذكر ابن جرير عن جميع أهل التأويل ونقل الإجماع عليه أيضًا الرازي في تفسيره وأضرب ابن جرير -رحمه الله تعالى- عن ذكر من عرف اسمه من المنافقين الذين نزلت فيهم هذه الآيات، أضرب عن ذكر أسمائهم يقول: كراهة إطالة الكتاب وهم مذكورون في سيرة ابن هشام وغيرها بالتفصيل ذكر منهم الرازي: عبد الله بن أُبي، ومعتِّب بن قشير، وجَد بن قيس، {وَمِنَ الْنَّاسِ} مِن هذه تبعيضية يعني بعض الناس، والناس مشتق من أي شيء؟

طالب: .........................

نعم؟

طالب: ..........................

من ناسَ وإلا من أنِسَ؟

أولاً الرازي يقول: لا يجب في كل لفظ أن يكون مشتقا من شيء آخر وإلا لزم التسلسل. يعني إذا قلنا هذا اللفظ مشتق من كذا إذًا اللفظ مشتق من مشتق منه أي شيء وهكذا، وعلى هذا يقول: فلا حاجة إلى جعل لفظ الإنسان مشتقًا من شيء آخر.

أما الطبري وهو إمام المفسرين فيقول: {وَمِنَ الْنَّاسِ} في الناس وجهان أحدهما: أن يكون جمعًا لا واحد له من لفظه وإنما واحدهم إنسان وواحدتهم إنسانة.

ثانيهما: أن يكون أصله أُناس أُسقطت الهمزة لكثرت الكلام بها ثم أدخلت الألف واللام أصله أُناس ليكون الإنسان واحد الأُناس فأسقطت الهمزة لكثرت الاستعمال وأدخلت أل التعريفية على ناس بعد إسقاط الهمزة فصارت الناس.

والقرطبي يرى أن الناس مأخوذ من النَّوْس وهو الحركة، يقال ناسَ ينُوس أي تحرك وما زالت هذه اللفظة مستعملة إذا قيل ينوس معناه يتحركون، ينوُسون يتحركون.

منهم من يرى أن الناس بعد جعلهم جمعًا لإنسان وهذا على ما تقدم بعد حذف الهمزة، يرى أن سبب التسمية بإنسان النسيان ولذا يروى عن ابن عباس –رضي الله عنهما- نسي آدم عهدَ الله فسمي إنسانًا، وفي التنزيل: {وَلَقَدْ عَهِدْنَآ إِلَىٰٓ ءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ} [سورة طه:115] وقيل: سمي إنسانًا لأُنسه بحواء، وقيل: لأنسه بربه، وفي تفسير الرازي: يقول سمي إنسانًا لأنه يؤنس ما معنى يؤنس أي يبصر، ومنه قوله تعالى: {آنَسَ مِنْ جَانِبِ الْطُّورِ نَارًا} [سورة القصص:29]

طالب: ........................

هذا ليس مختصًا به، يلزم عليه أن يكون جميع من اتصف بهذا الوصف من إنسان من حيوان وغيره، وقد يكون مراده لأنه يؤنَس أي يبصَر ويكون ويكون ذلك في مقابل الجن لاجتنانهم واختفائهم عن الأبصار، فيكون الإنس ما يؤنَس ويبصَر والجن ما يخفى ويجتن عن الأبصار، إذا قيل: هذا إنسي حيوانٌ إنسي، يعني إذا قيل حمار وحش وحمار أهلي أو إنسي هذا مقابل التوحش التأنس معنى سمي بذلك لأنه يألف الأنس ويألفونه، فسمي بذلك لا لأنه صار إنسيًا كما هو معروف.

القرطبي ينقل عن بعض الصوفية يقول: الناس اسم جنس واسم الجنس لا يخاطب به الأولياء. يعني لأنهم خواص وعامة الناس يقال لهم ناس، لكن هذا الكلام لا قيمة له، فالأولياء بل الأنبياء من الإنس وهم من الناس.

{وَمِنَ الْنَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ} يعني صدقنا واعترفنا {وَبَالْيَومِ الآخِرِ} أي يوم القيامة لأنه آخر الآيام، اليوم الآخر هل هو يوم واحد أو أيام؟

طالب: يا شيخ إن كان مقصود به يوم الحساب فهو يوم مقداره خمسين ألف سنة، وقد تطلق فتكون الأيام الأخرى أو الحياة الآخرة لأنها حياة لا يعلم ليس لها..

لا انقطاع لها.

طالب:  ليس لها ......

فعلى هذه هي يوم أو أيام؟

طالب: هي أيام بدايتها يوم.

"{وَبَالْيَومِ الآخِرِ} أي يوم القيامة لأنه آخر الأيام" يقول الطبري: سمي يوم القيامة اليوم الآخر لأنه آخر يومٍ لا يوم بعده سواه. آخر يوم يعني القيامة كلها من بعث الناس إلى ما لا نهاية له يوم واحد.

طالب: كيف؟

لا يوم بعده سواه.

طالب: ما فيه دليل؟

إيه، فإن قال قائل: فكيف لا يكون بعده يوم ولا انقطاع للآخرة ولا فناء ولا زوال؟ هذا كلام من؟

طالب: الطبري.

كلام الطبري قيل: إن اليوم عند العرب إنما سمي يومًا بليلته التي قبله فإذا لم يتقدم النهار ليلٌ لم يسم يومًا، فيوم القيامة يومٌ لا ليل بعده سوى الليلة التي قامت في صبيحتها القيامة فذلك اليوم هو آخر الأيام ولذا سماه الله جل ثناؤه اليوم الآخر. كلامه ظاهر وإلا ما هو بظاهر؟ ظاهر، وهذا اليوم نعته الله -سبحانه وتعالى- ووصفه بأنه عقيم، يوم واحد فرد يعني في قوله: هاه أشرف؟ الوصف بأنه عقيم.

طالب: .....................

في سورة؟

طالب: .....................

نعم في سورة الحج، هات؟

طالب: ....................

ما تذكر الآية ومحمد؟ أين الحفظ يا أشرف؟ ما تذكر وصف القيامة بأنه يوم عقيم؟ هاه يا محمد أين الحفاظ؟ نعم؟

طالب: ....................

عقيم، نعم.

طالب: ....................

{عَذَاَبُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} [سورة الحج:17] الرازي يقول: يجوز أن يراد به الوقت الذي حد له وهو أبد الآباد الذي لا ينقطع، ويجوز أن يراد به الوقت المحدود، يجوز أن يراد به الوقت الذي لا حد له وهو أبد الآباد الذي لا ينقطع له أمد ويجوز أن يراد به الوقت المحدود من النشور إلى أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار؛ لأنه آخر الأوقات المحدودة وبعده فلا حد له. ولا شك أن من مقتضى الإيمان بالبعث الإيمان بما بعده.

طالب: طيب يا شيخ أحسن الله إليك هل معنى هذا الكلام أن هذا يوم واحد متصل نهار.

ما فيه ليل ما فيه ليل أبدًا، ما فيه ليل.

طالب:  ما الدليل على هذا يا شيخ؟ الدليل أنه ما فيه ليل تعقبه؟

بعد الليلة التي صبيحتها يوم القيامة ما فيه ليل ما فيه إلا نهار.

طالب: كيف يسكن الناس؟

كيف يسكنون؟ سبحان الله هي كلها سكن إما سكن دائم وراحة تامة ونعيم مقيم وإلا عذاب سرمدي نسأل الله العافية.

طالب:  نسأل الله العافية طيب ما الدليل؟

فيه شمس هناك؟

طالب: لا يرون فيها شمسًا ولا زمهريرًا.

طيب.

طالب: طيب ما الدليل يا شيخ.

الآن الليل ما حده؟ غروب الشمس إلى طلوعها؟ فيه شمس تعرف بالغروب والطلوع حتى يصير فيه ليل؟ {إَذَ الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [سورة التكوير:1] انتهى. لا لا ما فيه ليل، وليسوا بحاجة إلى الليل وليسو بحاجة إلى الليل، لكن هم ينامون؟

طالب: إذًا ما نقول نهار نقول يا شيخ ما يحتاجون النوم؟

يحتاجون إلى نوم؟

طالب: طيب يا شيخ نقول هو شيء لا يعلم كيفيته إلا الله.

لكن فيه ليل؟ إذًا ما فيه شمس.

طالب: ولا نهار.

ما فيه شمس؟ إلا هو نهار.

طالب: ما فيه شمس، النهار يأتي من طلوع  الشمس بضوءها تضيء للناس.

الله سبحانه سماه يوم وما سماه؟ ليل ما الذي يصير؟

طالب: .....................

إلا يوم الجمعة نعم صحيح، يعني في الوقت الذي يعادل يوم الجمعة من الدنيا، وجاء في أيام الدجال يوم كالسنة ويوم كالشهر ويوم كالجمعة، الصلاة تقدر بقدرها.

{وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} نفى الله -سبحانه وتعالى- عنهم الإيمان، لماذا؟ لأنه مجرد قول باللسان، والقول باللسان إذا لم يصحبه اعتراف واعتقاد بالقلب والجَنان ويصدقه عمل بالأركان لا قيمة له، فقول المنافقين: {آمَنَّا بِاللهِ وَبَالْيَومِ الآخِرِ} هذا مجرد كلام لاحقيقة له ولا حظ له، لأنه دون اعتقاد بالجنان فهو مجرد دعوى، فأكذبهم الله -سبحانه وتعالى- في دعواهم فقال {وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} كما أكذبهم في دعواهم الشهادة للنبي –صلى الله عليه وسلم- في قوله: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ فَقَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَشُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبِونَ} [سورة المنافقون:1] فالكلام وإن طابق الواقع لكنه خالف الاعتقاد فهو كذب، فكلام المنافقين في شهادتهم بأن محمدا رسول الله هذا كذب؛ لأنه لم يطابق واقعهم وإن طابق واقع غيرهم، الآن هم قالوا {آمَنَّا بِاللهِ وَبَالْيَومِ الآخِرِ} وعرفنا أن حقيقة الإيمان عند أهل الحق أهل السنة والجماعة قولٌ باللسان واعتقاد بالجَنان وعمل بالأركان، إذا القول باللسان فقط ليس بإيمان، والاعتقاد فقط مع إظهار مع النطق بخلافه ليس بإيمان، ومع عدم النطق بخلافه في الدنيا لا تُجرى عليه أحكام المؤمن، شخص اعتقد أن الله -سبحانه وتعالى- واحد أحد فرد صمد هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له لكنه لم ينطق وآمن بالرسول وآمن بجميع شرائع الإسلام لكنه لم ينطق، قال ذلك مجرد اعتقاد ولم ينطق، في الدنيا يعامل معاملة الكفار؛ لأن النطق بالشهادتين شرط وفي الآخرة الله -سبحانه وتعالى- يتولاه، ففي الآية رد على من يزعم أن الإيمان قول باللسان فقط وإن لم يعتقد وهم من؟ وإن لم يعتقد.

طالب: ......................

من؟

طالب: ......................

الكرَّامية، أتباع محمد بن كرَّام السجستاني، عندهم الذين مردوا على النفاق هؤلاء مؤمنون لأنهم يصدقون، والإيمان التصديق يقولون بألسنتهم آمنا، في تفسير القرطبي يقول: في الآية رد على الكرامية حيث قالوا إن الإيمان قول باللسان وإن لم يعتقد بالقلب واحتجوا بقوله تعالى: {فَأَثَابَهُمُ اللهُ بِمَا قَالُوا} [سورة المائدة:85] ولم يقل بما قالوا وأضمروا وبقوله –عليه الصلاة والسلام- : «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاس حَتَّى يَقُولُوا لا إِلَه إِلَّا الله فإذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَائَهُمْ وأَمْوَلَهُم» الآن هذا قول الكرامية، إذا نطقوا بالشهادتين دخلوا بالإيمان وإن لم يعتقدوا  {فَأَثَابَهُمُ اللهُ بِمَا قَالُوا} ولم يقل بما قالوا واعتقدوا، المنافقون قالوا آمنا ويقولون لا إله إلا الله ومحمد رسول الله، فعلى هذا هم عند الكرامية مؤمنون، يقول القرطبي: وهذا منهم قصور وجمود وترك نظر لما نطق به القرآن والسنة من القول والاعتقاد، فما ذهب إليه محمد بن كرام وأصحابه هو النفاق وعين الشقاق، فنعوذ بالله من الخذلان وسوء الاعتقاد.

عرفنا قول االكرامية وقول أهل السنة في الإيمان، وأدلة الكرامية {فَأَثَابَهُمُ اللهُ بِمَا قَالُوا} كيف يجاب عنهم هذه الآية حتى يقولوا لا إله إلا الله «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاس حَتَّى يَقُولُوا لا إِلَه إِلَّا الله فإذَا قَالُوهَا عَصَمُوا ... إلى آخره» {فَأَثَابَهُمُ اللهُ بِمَا قَالُوا} ما قال بما قالوا واعتقدوا...

طالب: ....................

نعم {بِمَا قَالُوا} من القول الذي ينفعهم، فالقول الذي ينفع لا شك أنه ما وافق الاعتقاد، وأما ما خالف الاعتقاد لا ينفع، بدليل أن الله -سبحانه وتعالى- أكذَبَ المنافقين وقد قالوا، وكون أموالهم ودماؤهم تعصم بلا إله إلا الله هذا في أحكام الدنيا، هذا معروف أن من قال لا إله إلا الله لا يجوز قتله، هذا ثابت في الأحاديث الصحيحة، وإن قالها متسترًا بها، محتميًا بها، خائفًا من القتل، هي تنفعه في الدنيا ونفعت المنافقين عصمت دمائهم وأموالهم، لكن هل نفعتهم في الآخرة؟ هم في الآخرة في الدرك الأسفل من النار نسأل الله العافية، على خلاف بين أهل العلم وإن كان المرجح عندهم أن المنافق تحت الكفار على ما سيأتي في أحكام المنافقين.

الآن قول الكرامية أن الإيمان قول باللسان فقط، ولو لم يعتقد الشخص ما نطق به، قول الجهمية ماذا؟ نعم؟ المعرفة المعرفة. ولذا عندهم إبليس مؤمن فرعون مؤمن؛ لأنه يعرف إبليس يعرف الله وأقسم بعزتك لأغوينهم، ابن جرير في هذا الموضع كأنه وهِم، يقول ابن جرير: وفي هذا الآية دلالة واضحة على بطول هكذا يقول والمراد بطلان وبطول بمعنى واحد على بطول ما زعمته الجهمية من أن الإيمان هو التصديق بالقول دون سائر المعاني وقد أخبر الله جل ثناؤه عن الذين ذكرهم في كتابه من أهل النفاق أنهم قالوا بألسنتهم {آمَنَّا بِاللهِ وَبَالْيَومِ الآخِرِ} ثم نفى عنهم أن يكونوا مؤمنين إذ كان اعتقادهم غير مصدق قيلهم ذلك. كذا قال الإمام أبو جعفر -رحمه الله-، يقول: وفي الآية دلالة واضحة على بطول ما زعمته الجهمية. المعروف من مذهب الجهمية مثل ما أشير إليه أن الإيمان عندهم المعرفة فقط، وأن القول باللسان وأنه يكفي في الإيمان هو قول الكرامية.

طالب: .....................

باللسان فقط.

طالب: لو يقصدها.........

إيه نعم الذي هو نحى إليه، الذي يريد أن يبطله.

طالب: القول هذا وجه قول الكرامية وليس قول....

وليس قول الجهمية، فالإيمان عند الجهمية مجرد معرفة وإن لم يقترن به اقتران ونطق، ولذا كان إبليس وفرعون على مذهبهم مؤمنين.

طالب: شيخ.

نعم.

طالب: .....................

لكن المعتبر جهم أصله الذي يرى أن الإيمان المعرفة.

طالب: تصديق .............

هم عندهم إذا اعترف إذا عرف ولو لم يعترف ولو لم يعتقد جحد نطق بخلافه وقد عرف مؤمن عندهم ولو نطق بخلافه.

طالب: ....................

ما يلزم {وجَحَدُوا بِهَا} ؟

طالب: {وَاسْتَيقَنَتهَا أَنْفُسُهُم}

إيه.

طالب: ....................

إيه لكن في الأبواب المتباينة ما تنسب، ما ينسب ابن كرام للجهمية في هذا الباب، كما أنه لا ينسب إليهم في باب الصفات.

طالب: أحسن الله إليك................

هم يقولون لو لو نطق بخلاف ما عرف هو مؤمن، تعرف أنه صنف في إيمان كتبا، في إيمان أبي طالب وفي إيمان.. صنف كتبا.

طالب: ....................

الجهمية كفَّرهم جمع من أهل العلم.

وَلَـقَــدْ تَــقَـلَّــدَ كُـفْرَهُــمْ خَـمْــسُـونَ   فِــي عَــشْـرٍ مِـنَ الْعُلَـمَاءِ في الْــبُــلْـدَانِ

خمس مائة عالم كفرهم.

طالب: ....................

لا ما يلزم؛ لأن الجهل بوجود الله وعدم المعرفة وعدم خلو الذهن من وجود الله موجود في فترات، يقول: " رُوعِيَ فِيهِ مَعْنَى مَنْ"  {آمَنَّا} بالجمع مَن يقول {آمَنَّا} يقول إفراد أو جمع؟ يقول؟ مفرد و{آمَنَّا} يعني ما قال "من يقولون آمنا بالله" ثم قال {وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} قال "من يقول" قال {آمَنَّا} هذا مفرد وهذا جمع {وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} أيضًا جمع يقول "رُوعِيَ فِيهِ مَعْنَى مَنْ"  وفي ضمير يقول "رُوعِيَ فِيهِ لَفْظ مَنْ"  نعم فلفظ مَن صالح للإفراد والجمع، صالح للتثنية وإلا لا؟ نعم صالح للتثنية أيضًا، صالح للإفراد وللتثنية والجمع، جاء في الواحد قوله تعالى: {مِنْهُمْ مِنْ يَسْتَمِعُ إِلَيكَ} [سورة الأنعام:25] هذا واحد، وجاء في الجمع قوله تعالى: {ومِنْهُمْ مِنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيكَ} [سورة يونس:42] والسبب فيه أنه موحد اللفظ مجموع المعنى، فعند التوحيد يرجع إلى اللفظ وعند الجمع يرجع إلى المعنى، وحصل الأمران معًا في الآية لأن قول الله تعالى يقول: لفظ واحد و{آمَنَّا} و {وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} جمع فلوحظ في الآية معنى الإفراد ومعنى الجمع لفظ مَن ومعناها، الآن السورة مدنية وهناك سور مكية لكن أوصاف المنافقين إنما جاءت في السور المدنية لا المكية لماذا؟

طالب: ....................

ما حصل النفاق إلا بالمدينة، مكة ما فيها نفاق، لماذا؟ لأن الناس في مكة ليسوا بحاجة إلى أن ينافقوا أن يظهروا خلاف ما يبطنون لأن عندهم قوة وعندهم منعة، بخلاف الواقع في المدينة، ظهر الإسلام قويت شوكته فخاف أعداؤه، فمنهم من آمن بقلبه ولسانه، ومنهم من آمن بلسانه فقط، ولذا يقول ابن جرير رحمه الله: لما جمع الله -سبحانه وتعالى- لرسوله محمد –صلى الله عليه وسلم- أمره في دار هجرته، واستقر به قراره، وأظهر الله بها كلمته، وفشى في دور أهلها الإسلام وقهر بها المسلمون من فيها من أهل الشرك من عبدة الأوثان وذل بها من فيها من أهل الكتاب أظهر أحبار يهودها لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- الضغائن وأبدوا له العدواة والشنئان حسدًا وبغيًا، إلا أن نفرًا منهم هداهم الله للإسلام فأسلموا كما قال جل ثناؤه {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكِمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِم مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} [سورة البقرة:109] وطابقهم سرًا على معاداة النبي –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه قوم من أراهط الأنصار الذين آووا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ونصروه وظاهروهم على ذلك في خفاء غير جهار حذار القتل على أنفسهم والسباء من رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وركونًا إلى اليهود لما هم عليه من الشرك وسوء البصيرة في الإسلام.

اليهود أظهروا العداوة للنبي –عليه الصلاة والسلام- حسدًا من عند أنفسهم، المشركون من الأوس والخزرج منهم من آمن إيمانًأ صادقًا وهم الذين بايعهم النبي –عليه الصلاة والسلام- وآووه ونصروه، وهم الكثير الغالب، ومنهم من لم يؤمن بقلبه وإنما أظهر الإسلام بلسانه وقال كلمة الشهادة لكي يحقن به دمه ويحفظ أمواله وأهله، إما حسدا للنبي –عليه الصلاة والسلام- وتكبرا وأنفة، وإما لكون الإسلام أضاع عليه وفوت عليه بعض الفرص عبد الله بن أبيّ لما...وقت الهجرة هجرة النبي –عليه الصلاة والسلام- إلى المدينة كانوا يعدون العدة لماذا؟ لتسويده عليهم، لكن لما فات غرضه ولم يرد الله -سبحانه وتعالى- له الهداية حمل ما حمل من راية النفاق نسأل الله العافية، وإما بمكة فالناس ليسوا بحاجة إلى النفاق، لأن شوكة الإسلام ما قويت والكفار والمشركون في عزة ومنعة فليسوا بحاجة إلى أن يظهروا خلاف ما يبطنون.

{يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذينَ آمَنُواْ وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفَسَهُمْ} "{يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذينَ آمَنُواْ} بإظهار خلاف ما أبطنوه من الكفر ليدفعو عنهم أحكامه الدنيوية" .

"{يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذينَ آمَنُواْ} بإظهار خلاف ما أبطنوه"، أولاً المخادعة مفاعلة، فمخادعتهم الخداع الذي حصل من قبلهم أن أظهروا خلاف ما أبطنوه من الكفر ليستفيدوا ويدرؤوا عن أنفسهم أحكام الإسلام الدنيوية، يقول ابن جرير: خداع المنافق ربه والمؤمنين إظهاره بلسانه من القول والتصديق خلاف الذي في قلبه من الشك والتكذيب ليدرأ عن نفسه بما أظهر بلسانه حكم الله عز وجل اللازم من كان مثل حاله من التكذيب لو لم يظهر بلسانه ما أظهر من التصديق والإقرار من القتل والسباء فذلك خداعه ربه وأهل الإيمان به. هذا وجه المخادعة من طرف من طرف المنافقين، والقرطبي يقول : معنى {يُخَادِعُونَ اللهَ} عند أنفسهم وعلى ظنهم.

يعني على حد زعمهم أنهم خادعوا الله وخادعوا المؤمنين يعني ضحكوا عليهم، لأن حكمهم الشرعي القتل فسلموا من القتل، بزعمهم أنهم خادعوهم فخدعوهم فسلموا من القتل، هذا على حد زعمهم وعلى ظنهم، وقيل قال ذلك لعملهم عمل المخادِع، وقيل في الكلام حذف تقديره: يخادعون الرسول –صىلى الله عليه وسلم- وهذا مروي عن الحسن وغيرِه، وجعل خداعَهم لرسوله خداعًا لهم؛ لأنه دعاهم برسالته، وكذلك إذا خادعوا المؤمنين فقد خادعوا الله، يعني من خادع الرسول خادع مرسله، من أساء إلى الرسول أساء إلى مرسله، وأصل الخَدع كما في لسان العرب: إظهار خلاف ما تبطنه أو ما تخفيه، إظهار خلاف ما تخفيه. يقول أبو زيد: خَدَعَه يخدِعُه خِدعًا بالكسر مثل سحَره يسحَرُهُ سِحرًا، وأجاز بعضهم خَدعًا بالفتح وخَديعة وخُدْعَة أي أراد به المكروه أراد به المكروه وختله من حيث لم يعلم وخَادَعَه مُخَادَعَة وخِداعًا، الأصل ماذا؟ في الخِدْع الكسر مثل السِّحِر خَدَعَهُ يَخدِعُه خِدعًا مثل سَحَرَهُ يَسحِرُهُ سِحرًا، يقول: وأجاز بعضهم خَدعًا بالفتح، أجاز بعضهم خَدعًا، وفي الحديث: «الحربُ» ماذا؟

طالب: خدعة.

ماذا؟

طالب: ....................

«خُدْعَة» «خُدْعَة» ماذا؟

طالب: ....................

ماذا هاه محمد؟ «خُدَعَة» مثل هُمَزَة وَلُمَزَة؟ الآن حينما يقال: رجلٌ ضُحَكَة ورجلٌ ضِحْكَة هذا يضحك منه وهذا يضحك على الناس ضُحَكَة مثل هُمَزَة ولُمَزَة، والحربُ ماذا يا هشام؟

عليكم السلام

ماذا؟

طالب: ....................

خَدْعَة، في سنن أبي داود الفتح لغة النبي –صلى الله عليه وسلم- «الحربُ خَدْعَة» في السنن أبي داوود الفتح لغة النبي –صلى الله عليه وسلم- خَدعَه أي أراد به المكروه وختله من حيث لا يعلم وخادعَه مُخَادَعةً وخِدَاعًا، الرجل الذي يُخدع والذي يمكن أن يضحك عليه يخدع سواء كان في المعاملة أو في المجالس وغيرها، يُخدع يعني يختل خدعه ختله من حيث لا يعلم وأوقعه في شراكه، والناس يقولون فلان يُختَل ماذا؟ مع أين؟ هاه؟

طالب: ....................

لا عاد إلى هذا الحد مات، نعم؟

طالب: ....................

يختل مع أين؟ مع أذنه، يعني يمكن يمسكه شخص مع أذنه وهو ما يدري، أما كونه يختل مع أنفه فما عاد بقي شيء، في اللسان أيضًا قال تعالى: {يُخَادِعُونَ اللهَ} جاز يُفاعِل يعني المفاعلة لغير اثنين يعني من طرف واحد لأن هذا المثال يقع كثيرًا في اللغة للواحد، يقال عاقبت اللص طارقت النعل كما يقول االشخص سافرت سافرت يعني مسافرة مفاعلة يعني من طرف واحد، لكن هذا على خلاف الأصل، الأصل أن المفاعلة تكون بين طرفين كالمضاربة المقاتلة، المضاربة غير الضرب المقاتلة غير القتل المكاتبة غير الكتابة.

طالب: ....................

على كلامه، قال تعالى هذا في اللسان قال تعالى: {يُخَادِعُونَ اللهَ} جاز يُفاعِلُ لغير اثنين لأن هذا المثال يقع كثيرًا في اللغة للواحد نحو عاقبت اللص وطارقت النعل.

في التفسير القرطبي يقول: قال أهل اللغة أصل الخداع في كلام العرب الفساد. حكاه الثعلب عن ابن الأعرابي، يقول: قلت فـ {يُخَادِعُونَ اللهَ} على هذا أي يفسدون إيمانهم وأعمالهم فيما بينهم وبين الله تعالى بالرياء وفي التنزيل يراؤون الناس. أصل الخداع في كلام العرب الفساد على هذا يكون معنى الآية {يُخَادِعُونَ اللهَ} أي يفسدون إيمانهم وأعمالهم فيما بينهم وبين الله بالرياء وفي التنزيل يراؤون الناس. وقيل أصله: أي الخداع الإخفاء ومنه مِخدع البيت يعني بيت صغير في البيت الكبير تحرز فيه الأشياء الثمينة، حكاه ابن فارس وغيره، وتقول العرب انخدع الضب في جحره يعني اختفى، تقدم في كلام ابن منظور أن المخادعة والمفاعلة ليست على بابها، بل هي من طرف واحد؟ يعني إذا قلنا أن المفاعلة من طرفين قلنا إن المنافقين يخادعون والطرف الآخر الله -سبحانه وتعالى- يخادعهم هذا مقتضى بناء الكلمة المفاعلة. ابن جرير رحمه الله رد على من زعم أن المفاعلة ليست على بابها،

طالب: ......................

ننتبه لكلام ابن جرير؟ رد ابن جرير على من زعم أن التفاعل هنا ليس على بابه، فقال: بل ذلك من التفاعل الذي لا يكون إلا من اثنين، كسائر ما يعرف من معنى يُفاعِل ومُفاعِل في كل كلام العرب، وذلك أن المنافق يُخادِع الله -جل ثناؤه- بكذبه بلسانه، والله -سبحانه وتعالى- خادَعَه بخذلانه عن حسن البصيرة بما فيه نجاة نفسه في آجل معاده، كالذي أخبر في قوله: {وَلَا يّحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُم خَيرٌ لِأَنْفُسِهِم إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُو إِثْمًا} [سورة آل عمران:178] وبالمعنى الذي أخبر أن فاعِلٌ به بالآخرة بقوله {يَوْمَ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكَمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا} [سورة الحديد:13] إلى آخر الآية، هم في الظاهر في الدنيا هم مع المسلمين يصلون ويشهدون أن لا إله إلا الله وهم معهم في الظاهر لكنهم في الباطن على النقيض مع الكفار يبطنون الكفر، فيبعثون يوم القيامة في الظاهر مع المؤمنين ويزعمون أنهم ما داموا معهم في الدنيا يحشرون معهم في الجنة يوم القيامة يدخلون معهم الجنة {يَوْمَ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكَمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا} يعني عبادتكم في الظاهر لا تنفعكم {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الْرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} [سورة الحديد:13] نسأل الله العافية، الآن حقيقة النفاق إظهار الإسلام وإبطان الكفر، والزندقة؟ الفرق بينها وبين النفاق؟ ما الفرق بين النفاق والزندقة؟

طالب: ....................

نعم، جمهور أهل العلم يعرفون الزنديق بأنه المنافق الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر، هذا هو الزنديق، ومنهم من يرى أن الزنديق هو الملحد الذي لا يعترف ولا يقر بوجود الله -سبحانه وتعالى-.

طالب: ....................

يعني المفاعلة؟

طالب: ....................

ما دام نَسب إلى نفسه هذا الفعل ما الذي يمنع؟ مخادعة تليق به ويستهزئ بهم، الله يستهزئ بهم يعني من هذا الباب يعني حقنه دماءهم في الدنيا هم أظهروا بلسانهم أو بألسنتهم خلاف ما يبطنون فزعموا أنهم خدعوا الله -سبحانه وتعالى- وخدعوا المؤمنين بأن أعفوهم من القتل وسبي النساء والأموال فهم بزعمهم خدعوا الله، الله -سبحانه وتعالى- في شرعه أمر بالكف عنهم عن قتلهم حتى أن بعضهم يأتي بمكفر ويكف النبي –عليه الصلاة والسلام- عن قتله لأن لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه، فهو بالإبقاء على دمه وماله نظير الاستدراج الذي يقع لبعض المسلمين الذي تتواتر عليه النعم وتتوالى عليه ومع ذلك مصر على عصيانه لله -سبحانه وتعالى- وارتكاب ما حرم الله والله -سبحانه وتعالى- يملي له ويزيده من النعم هذا هو الاستدراج؛ لأن المسلم والله -سبحانه وتعالى- يزيده من النعم وهو يدبر عنه بفعل المعاصي يتوقع أنه من كرمه على الله -سبحانه وتعالى- ولمنزلته عند الله -سبحانه وتعالى- استحق  وهذا هو الاستدراج وهو الإملاء.

"{وَمَا يَخَادِعُونَ إِلَّا أَنْفَسَهُمْ}" هذا اختيار المؤلف "لأن وبال خداعهم راجع عليهم فيفتضحون في الدنيا بإطلاع الله نبيه على ما أبطنوه ويعاقبون في الآخرة" {وَمَا يَخَادِعُونَ إِلَّا أَنْفَسَهُمْ} قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو {يَخَادِعُون} بالألف في الموضعين ليتجانس اللفظان، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر {يَخْدَعُونَ} في الموضع الثاني وقرأ مؤرق العجلي {يُخَدِّعُونَ} بالتشديد وقرأ أبو طالوت عبد السلام بن شداد والجارود {يُخْدَعُونَ} بضم الياء وإسكان الخاء وفتح الدال على معنى وما يُخْدَعونَ إلا عن أنفسهم فحذف حرف الجر كما قال تعالى: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ} يعني من قومه فعندنا القراءات يَخْدَعون ويُخادعون ويُخْدعُون ويَخدَّعُون أو ويُخَدَّعُون وعلى كل القراءة الثالثة والرابعة ليست سبعية كما هو معروف، وإنما القراءات المشهورة يخادعون ليتجانس اللفظ أو يَخدَعُون، ما القراءة الصحيحة من هذه القراءات؟ من حيث النظر؟ المؤلف ماذا اختار؟ اختار {يَخَادِعُونَ} {يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذينَ آمَنُواْ وَمَا يُخَادِعُونَ} وَمَا يُخَادِعُونَ هذا اختيار المؤلف، وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وعرفنا أن القراءة من دون ألف {يَخْدَعُونَ} قراءة عاصم والحمزة والكسائي وابن عامر أيهما أولى بالصواب؟ يعني من حيث المعنى؟

طالب: ....................

هاه؟ نعم؟

طالب: ....................

لماذا؟

طالب: ....................

مع النفس {وَمَا يَخْدَعُونَ إِلّا أَنْفُسَهُمْ} {وَمَا يَخَادِعُونَ إِلَّا أَنْفَسَهُمْ} يعني تصور الإنسان يخادع نفسه ونفسه تخادعه؟ تصور هذا؟ إذًا الأولى بالصواب وما يخادعون وإلا وما يخدعون؟ {وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفَسَهُمْ} اسمع ما يقول ابن جرير رحمه الله يقول: الواجب أن يكون الصحيح من القراءة {وَمَا يَخْدَعُونَ إلا أنفسهم} دون "وما يخادعون" ترى كلامه فيه يعني وإن كان فيه قوة إلا أنه من حيث الاستعمال.. فابن جرير رحمه الله يستعمل ألفاظ وتراكيب قد لا تفهم عند كثير من المتأخرين ويستعمل أحيانًا اصطلاحات لغوية ونحوية وصرفية غير مطروقة عند المتأخرين، والشيخ محمود شاكر -رحمه الله- في خدمته للتفسير أبان عن كثير من هذا وسهل عبارة الإمام ووضحها ولذا مصنفات المتقدمين قد يقرؤها طالب العلم ويظن أن ألفاظهم باعتبار أنها غير مطروقة فيها شيء من الخفاء، وإذا قال ابن جرير هذه الكلمة تفسير ما معنى تفسير يعربها ماذا؟ تمييز. من يعرف أن التمييز هو التفسير فننتبه لكلام ابن جرير يقول ابن جرير: الواجب أن يكون الصحيح من القراءة {وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفَسَهُمْ} دون وما يخادعون لأن لفظ المخادِع غير موجب تثبيت خديعة على صحة ولفظ خَادَعَ موجب تثبيت خديعة على صحة. ما معنى هذا الكلام ما معناه يا أشرف؟ نعم؟ أعيد؟

طالب: ....................

أعيد الواجب أن يكون الصحيح من القراءة {وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفَسَهُمْ} على كلٍ مؤدى الكلام الذي سمعناه أولاً لأن الخداع من طرف واحد ما هو من طرفين.

طالب: ....................

نعم، الواجب أن يكون الصحيح من القراءة {وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفَسَهُمْ} دون وما يخادعون؛ لأن لفظ المخادِع يعني مفاعلة غير موجب تثبيت ما معنى خدِيعة على صحة، ولفظ خَادَعَ هناك في الأول كأنه يريد الخادِع، هناك لأن لفظ المخادِع غير موجب تثبيت صحة أو تثبيت خديعة على صحة، ولفظ خادَع موجب تثبيت خديعة على صحة، ولا شك أن المنافق قد أوجب خديعة الله -عز وجل- لنفسه بما ركِب من خداعه ربه ورسوله والمؤمنين بنفاقه، فلذلك وجبت الصحة لقراءة من قرأ {وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفَسَهُمْ} ظهر؟

طالب: ....................

ولعل هذا هو السبب في عزوف كثير من طلبة العلم، بل في كثير من أهل العلم عن قراءة وإقراء مثل هذا التفسير، التفسير متين صيغ بأسلوب بليغ بديع، فإذا مرت مثل هذه الأساليب ولم يفهمها الطالب بل الشيخ هذه مشكلة، ابن جرير رحمه الله يريد أن يقرر أن الأولى والأصح هنا أن الخدِاع من طرف واحد أنه خداع وليست مخادعة، يقول: لأن لفظ المخادِع غير موجب تثبيت خديعة على صحة ولفظ خادَع موجب تثبيت خديعة على صحة ولا شك أن المنافق قد أوجب خديعة الله -عز وجل- لنفسه بما ركِب من خداعه ربه ورسوله والمؤمنين بنفاقه، فلذلك وجبت الصحة لقراءة من قرأ: {وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفَسَهُمْ}. ظاهر؟ هاه؟

طالب: ....................

كيف؟

طالب: ....................

هذا الكلام، يقول: ومن الدلالة أيضًا على أن قراءة من قرأ: {وَمَا يَخْدَعُونَ} أولى بالصحة ومن الدلالة أيضًا اسمعوا الدليل الثاني: ومن الدلالة أيضًا على أن قراءة من قرأ: {وَمَا يَخْدَعُونَ} أولى بالصحة من قراءة من قرأ: {وَمَا يُخَادِعُونَ} أن الله -جل ثناؤه- قد أخبر عنهم أنهم يخادعون الله والمؤمنين في أول الآية فمحالٌ أن ينفي عنهم ما قد أثبت أنهم قد فعلوه؛ لأن ذلك تضاد في المعنى وذلك غير جائز من الله -عز وجل-. هذا كلام ظاهر، لأنه قال يخادعون كيف ينفي وما يخادعون! هذا ظاهر أم ليس بظاهر؟ الله -سبحانه وتعالى- قال: {يُخَادِعُونَ} أثبت أنهم يخادعون فكيف ينفي أنهم يخادعون {وَمَا يُخَادِعُونَ}؟

طالب: ....................

منفكة؟ يعني جهة الإثبات غير جهة النفي؟

طالب: ....................

لله وللمؤمنين هذه مثبتة، لكن المنفية؟ مخادعة النفس أو خِداع النفس؟ هاه؟ هاه؟ خِداع النفس أو مخادعة النفس؟ إذا قلنا إنه خداع النفس قلنا {وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُم} وإذا قلنا مخادعة النفس والنفس يتصور انفكاكها عن الشخص فتكون في طرف والشخص في طرف كيف؟ هاه؟ الآن ما يقع صراع طويل بين شخص ونفسه؟ نعم؟

طالب: بلى.

إذا هما في الحقيقة شيئان وليس بشيء واحد، تصح المخادعة حينئذٍ أو ما تصح؟

طالب: ....................

ببن شيئين، فتصح حينئذ، هم يخادعون.. تسمعون كثيرا من الناس يقولون هذا يضحك على نفسه.

طالب: نعم صحيح.

هذا يضحك على نفسه، وصحيحة في الوقت نفسه، إذا كان يطلب شيء مفروغ منه يعني بدل ما يضحك على الناس حينما يطلب منه شيء احتمال وقوعه قريب، لكن حينما يطلب شيئا مستحيلا أو انتهى وفرغ هذا يصير يضحك على نفسه، وحينئذٍ تتصور المخادعة في الموضع الثاني ولذا صحت بها القراءة يعني ما هي بباطلة من جميع الوجوه، لا لها وجه وهي صحيحة ثابتة، هي ثابتة، فلا نقول إن الإنسان ونفسه شيء واحد من جميع الوجوه، لا.

طالب: يا شيخ.

نعم .

طالب: ....................

الصحة إيه.

طالب: ....................

الواجب أن يكون الصحيح من القراءة {وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفَسَهُمْ}..

طالب: ....................

كلهن طلعتهن؟

طالب: ....................

الواجب أن يكون الصحيح من القراءة {وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفَسَهُمْ} دون وما يخادعون يقول: لأن لفظ المخادِع غير موجب تثبيت خديعة على صحة ولفظ خَادَعَ موجب تثبيت خديعة على صحة، ولا شك أن المنافق قد أوجب خديعة الله -عز وجل- لنفسه بما ركِب من خداعه ربه ورسوله والمؤمنين بنفاقه، فلذلك وجبت الصحة لقراءة من قرأ {وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفَسَهُمْ}. ألغاز؟ هاه؟ ألغاز هذا الكلام؟

طالب: ليست بألغاز لكن قد يشكل على آحاد الطلاب.

طيب، طيب ما تحاول تفهم؟

طالب: أحاول يا شيخ.

تفضل.

طالب: ....................

نعم؟

طالب: ....................

كيف؟

طالب: مشكلة قضية ............

على كلٍ تراجعون التفسير وبأنفسكم تصلون إن شاء الله، أما كلامه الثاني فهو ظاهر.

طالب: ....................

أما مخادعة النفس.. انظر ماذا يقول؟

طالب: ....................

ماذا يقول؟

طالب: ....................

الآن ابن جرير يريد أن يثبت إبطال المخادعة المفاعلة في الطرف الثاني لماذا؟

طالب: ....................

طيب.

طالب: ....................

صحيح.

طالب: ....................

يعني مثل ما يقال: قاتلتُ فلانا وقَتَلت فلانا، قاتلَ زيدٌ عمرو فقتلَه، المخادعة غير موجبة للصحة المقاتلة غير موجبة للقتل على الصحة والقتل موجب للـ أي شيء له على الصحة، يريد شيئا لعله يوضح.

طالب: ....................

ينفي المفاعلة في الطرف الثاني.

طالب: ....................

كيف؟

طالب: ....................

لا المفاعلة في الموضع الأول المثبت.

طالب: ....................

إيه نعم إيه.

طالب: ....................

هم يقولون لفظها لفظ مفاعلة الذين ينفون ما ينفون اللفظ يخادعون الله، ما يقولون لا ما نقرأ إلا يخدعون الله.. {وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفَسَهُمْ} لا، هاه؟ ما يقولون لا القراءة ليست صحيحة {يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذينَ آمَنُواْ}  نقرأها يخدعون لا يقرؤونها كما هي، لكن هي مثل ما جاء في سافرتُ وهو واحد، طارقتُ النعل وهو واحد، عاقبتُ اللص وهو واحد، المعاقبة من طرف واحد، والمخادعة من طرف واحد مثل هذه الحروف التي جاءت على خلاف الأصل يعني الخلاف في المعنى ليس في اللفظ في الموضع الأولى، وفي الموضع الثاني في اللفظ والمعنى، على كل القراءتان ثابتتان ما فيهما إشكال من حيث الصحة هما ثابتتان سبعيتان لكن يبقى أيهما أولى أن يقرأ بها؟ مثل مالك وملك {مَالِكِ يَومِ الدِّينِ} و{مَلِكِ يَومِ الدِّينِ} كلاهما ثابت لكن أيهما أولى؟ بعض القرّاء اختار هذه وبعضهم اختار هذه ولا نقول مثل ما يقول ابن جرير الصحيح كذا، كلها صحيحة لكن الأولى؟

طالب: ....................

في الثانية، الأولى ما فيها إشكال ما فيها خلاف، الأولى {يُخَادِعُونَ اللهَ} هذه ما فيها خلاف من حيث اللفظ الخلاف في المعنى، أما الثانية {وَمَا يُخَادِعُونَ} أو {وَمَا يَخْدَعُونَ} هذا الخلاف في اللفظ والمعنى، والذي ينصره ابن جرير أنها من طرف واحد {وَمَا يَخْدَعُونَ} والذي قرره المؤلف أنها من باب المفاعلة {وَمَا يُخَادِعُونَ إِلَّا أَنْفَسَهُمْ}.

طالب: ....................

على ماذا؟

طالب: ....................

يمكن أن يجاب عنها صحيح، لكن هو يرى أن القراءة الثانية ليست بصحيح الصحيح القراءة الثانية بدون ألف {وَمَا يَخْدَعُونَ} لكن أيضًا هو نظر إلى أن الشخص المخادِع من طرف واحد والشخص ما يمكن أن يضحك على نفسه شخص يخدع نفسه لماذا؟ هو يريد نجاة نفسه فكيف يخدعها؟ حينما فعل ما فعل وأظهر الإسلام وأبطن الكفر هو يريد ماذا؟ يريد نجاة نفسه، لكن ما يدري المسكين أنه أوبق نفسه؛ لأن القتل وإزهاق الروح في الدنيا لا شيء بالنسبة لعذاب الآخرة، فكونه نجى من السيف في الدنيا ظن أنه خدع خصمه هذا ليس بصحيح، يقول: "لأن وبال خداعهم راجع إليهم فيفتضحون في الدنيا باطلاع نبيهم على ما أبطنوه ويعاقبون في الآخرة" أي أن عاقبة خداعهم لم تحل إلا بهم، ومن كلام العرب من خدع من لا يخدع فإنما يخدِع نفسه، يقول القرطبي: وهذا صحيح لأن الخداع إنما يكون مع من لا يعرف البواطن. شخص معه سلعة تستحق ألف، تقول له هذه السلعة أشتريها منك بمائة، ويوافق خدعته أنت، خدعته السبب في كونك خدعته أنه لا يعرف البواطن لو عرف البواطن وأن هذه السلعة تستحق ألف ما باع إلا إذا كان له قصد آخر، فكون الإنسان ينخدع لغيره يَنخدع غير كونه يُخدع وكونه يتغابى غير كونه غبيًا، وكونه يتغافل غير كونه مُغفل، قد يبيع الإنسان سلعته برخص لهدف، هو يعرف أن هذه السيارة تستحق خمسين ألف ، لكن باعها لولده بعشرة آلاف نقول خدعه ولده؟ لا إلا لو كان ما يعرف مسترسل، جاء بسلعته قال تبيع قال نصيبك من هذه السوالف هذا لا يعرف البواطن فهو يمكن خدعه، يقول: وهذا صحيح لأن الخداع إنما يكون مع من لا يعرف البواطن وأما من عرف البواطن فمن دخل معه في الخداع فإنما يخدع نفسه، ودل هذا على أن المنافقين لم يعرفوا الله -سبحانه وتعالى- إذ لو عرفوه لعرفوا أنه لا يخدع، ولقادتهم المعرفة إلى الإيمان به -سبحانه وتعالى-. يقول ابن جرير أورد إشكال ابن جرير وأجاب عنه، إن قال قائل: أوليس المنافقون قد خدعوا المؤمنين بما أظهروا بألسنتهم من قيل الحق "يعني بما أظهروه من الشهادة" خدعوا المؤمنين عن أنفسهم وأموالهم وذراريهم "يعني كفوا عنهم" رضي المسلمون بهذه الكلمة وكفوا عنهم" خدعوا المؤمنين عن أنفسهم وأموالهم وذراريهم حتى سلمت لهم دنياهم وإن كانوا قد كانوا مخدوعين في أمر آخرتهم. في الآخرة  {ارْجِعُوا وَرَاءَكَمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا} [سورة الحديد:13] ينتهي الخداع في الآخرة تتجلى الحقائق وتنكشف الخفايا والبواطن، قيل: يقول ابن جرير: قيل خطأ أن يقال إنهم خدعوا المؤمنين لأنّا إذا قلنا ذلك أوجبنا لهم، لأنا إذا قلنا ذلك.. ماذا يقول؟

نعم الآن حينما أظهر المنافقون كلمة التوحيد والشهادة يعني في قرارة أنفسهم أنهم خدعوا المؤمنين بل خدعوا الله –سبحانه- حيث حقن دماؤهم وخدعوا المؤمنين حيث لم ينفذوا أمر الله فيهم لأنهم أظهروا الشهادة، فسلمت لهم دنياهم بكلمة الشهادة هم في الحقيقة ما خدعوا إلا أنفسهم لماذا؟ لأنهم وإن سلمت لهم دنياهم إلا أنها لم تسلم لهم آخرتهم والدنيا بحذافيرها ما نسبتها إلى الآخرة؟ لا شيء لا شيء نسبة الدنيا إلى الآخرة أنفاس معدودة وآجال محدودة في مقابل أبد الآباد في النعيم المقيم أو في العذاب السرمدي الذي لا نهاية له لا شيء، {وَمَاهُم مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ} [سورة الحجر:14] خطأ أن يقال أنهم خدعوا المؤمنين لا نقول خدعوا المؤمنين؟ وإنما نقول خادعوا المؤمنين، ولكنا نقول خادع المنافقون ربهم والمؤمنين ولم يخدعوهم بل خدعوا أنفسهم نظير ما تقول في رجل قاتل آخر فقتل فقُتِل، شخص قاتل آخر قاتل فقتله الآخر تقول: قاتل فلانٌ فلانًا فلم يقتل إلا نفسه؛ لأن خصمه الذي قاتله سلم من القتل قد يكون المسكين هذا المقتول هو البادئ بالقتال هو الذي بدأ بالقتال، فتقول قاتل زيدٌ عمرواً ولم يقتل إلا نفسه لأنه هو الذي في النهاية انتهى، فتوجب له مقاتلة صاحبه وتنفي عنه قتل صاحبه وتوجب قتل نفسه، هنا تثبت لهم المخادعة وتنفي عنهم الخَدع والخديعة لغيرهم، وتثبتها لهم أنفسِهم يعني نظير المقاتلة يعني قاتل زيدٌ عمرواً فقتلَ نفسَه هل قتل نفسه؟ هو بالفعل قتل نفسه وإلا صار سببًا في قتل نفسه؟

طالب: صار سببًا.

صار سببًا في قتل نفسه، يعني نظير ما جاء في الحديث في سب الأبوين كيف يسب الرجل أباه يقول: «يَسُبُّ أَبا الرَّجُل فُيَسُبُّ أباه» هو في الحقيقة تسبب، لما صار سببا نسب إليه الفعل، هم ما خدعوا أنفسهم وزيد ما قتل نفسه وإنما قتل عمرو لكنه هو المتسبب فنسب إليه الفعل هم خادعوا الله فعاد وبال خداعهم على أنفسهم فهم في الحقيقة إنما يخدعون أنفسهم.

"{وَمَا يَشْعُرُونَ} يعلمون أن خداعهم لأنفسهم" وهنا يقول المؤلف والمخادعة هنا من واحد تقدم رد ابن جرير على هذا الكلام من واحد كعاقبت اللص وذِكر الله فيها تحسين {يُخَادِعُونَ اللهَ} ما دام المخادعة من نفس من طرف واحد، فذكر الله فيها تحسين {يُخَادِعُونَ اللهَ} من طرف واحد أين التحسين؟ {وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفَسَهُمْ} لم يذكر فيها لفظ الجلالة فيتعين أن قوله: وذكر الله في تحسين المخادعة الأولى تحسين لفظي، وتقدم أن منهم من قال من أهل اللغة إن المخادعة هنا من طرف واحد، جاءت على غير أصلها كما في المعاقبَة والمسافرَة..  إلى آخره، "{وَمَا يَشْعُرُونَ} يعلمون أن خداعهم لأنفسهم" لا يعلمون ما يشعرون لا يعلمون ولا يدرون ولا يفطنون أن وبال خداعهم عائد إلى أنفسهم دون من خادعوهم ويظنون أنهم قد نجوا بخداعهم وفازوا وإنما ذلك في الدنيا وفي الآخرة يقال لهم: {ارْجِعُوا وَرَاءَكَمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا} [سورة الحديد:13]  يقول أهل اللغة: شعرتُ بالشيء أي فطنتُ له، رددنا مرارًا إذا جئنا بـ إذا شعرت بالشيء ماذا؟ إذا ماذا؟ نحن قلنا أي فطنتُ له ولو بدلنا أي بإذا فطنتَ ومنه الشاعر قيل للشاعر شاعر لماذا؟ لفطنته لأنه يفطن لما لا يفطن له غيره من غريب المعاني ومنه قولهم: ليــتَ شـعــــرِي لـيتَ عِـــلمي ليت فطنتي حضرت في هذا الموضع.

طالب: ....................

إيه هم في الدنيا في الظاهر خدعوا، هم في الدنيا خدعوا لكن هل هم خدعوا المؤمنين؟ المؤمن مالذي يضيره أن يحقن دم المنافق إذا أدى ما عليه من دعوته وطبق فيه الحكم الشرعي هل خدع؟ هم في زعمهم أنهم ضحكوا على المؤمنين لكن في الواقع ما ضحكوا، الحياة كلها تعادل ماذا بالنسبة لهم ما تعادل شيئا وكون المؤمنين كفوا لا لأنهم خدعوا كونهم ضحك عليهم لا، هم عليهم تطبيق الأحكام هم عليهم أن ينفذوا ما أمروا به نفذوا الدعوة، الرسول –عليه الصلاة والسلام- بلغ الرسالة كون الناس ما يؤمنون {إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ} فكونهم لم يؤمنوا هذا لا يقدح في كون الرسول –عليه الصلاة والسلام- أدى الرسالة على الوجه المطلوب وهذا أيضًا لا يقدح في كون الأمة حملت الرسالة رسالة الإسلام وأدتها إلى جميع نواحي الأرض وبلغتها، كون الناس يؤمنون إيمانًا حقيقيًا، أو يظهرون الإيمان حقنًا لدمائهم ، هذا لا يضيرهم وليس معناه أنه ضحك عليهم، هم سواء آمنوا إيمانًا حقيقيًا ودخلوا في دين الله بصدق ويقين ونجوا من عذاب الدنيا والآخرة بها ونعمت، نطقوا بالشهادة هذا غاية ما أمروا به أن ينطقوا بالشهادة، كون سرائرهم تختلف مع ظواهرهم هذا ليس إليهم هذا إلى الله -سبحانه وتعالى-، فهم أدوا ما عليهم ورضوا بما وكل إليهم، وإلا فالنص صحيح حديث أسامة: إنما قالها متعوذًا «قتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟» ما عليك إلا هذا ما دام قال لا إله إلا الله كف عنه عليك الكف، فالمؤمنون ما خُدعوا والرسول –عليه الصلاة واالسلام- يعرف أن هناك أناس يقولون بألسنتهم حقنًا لدمائهم وأطلع بعض أصحابه عليه وإن كان غالب الصحابة لا يعرفون أعيان المنافقين أو غالب المنافقين بل من المنافقين من لا يعلمهم إلا الله، {لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ} [سورة التوبة:101]، فكونهم خدعوا المؤمنين ما خدعوا المؤمنين يعني كون الشخص عنده سلعة تستحق مائة ألف يأتي شخص ويشتريها بمائة ألف، فيبيعها الشاري الثاني بمائتي ألف يكون خدع الأول وإلا ما خدعه؟ خدع الثاني ما خدع الأول، الأول أخذ نصيبه كاملاً وهؤلاء من الصحابة أخذوا نصيبهم موفرًا لهم في الآخرة في دعوتهم في كفهم عن المنافقين في تطبيقهم شرع الله على من قبله والعمل على من رفضه كل هذا يثابون عليه.

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

"