تعليق على تفسير سورة البقرة (94)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نعم.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

قال الإمام ابن كثيرٍ –رحمه الله تعالى-: "قوله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} [البقرة:253].

يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّهُ فَضَّلَ بَعْضَ الرُّسُلِ عَلَى بَعْضٍ كَمَا قَالَ: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا} [الْإِسْرَاءِ:55]، وَقَالَ هَاهُنَا: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ} [البقرة:253] يَعْنِي: مُوسَى وَمُحَمَّدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِما وَسَلَّمَ- وَكَذَلِكَ آدَمَ، كَمَا وَرَدَ بِهِ الْحَدِيثُ الْمَرْوِيُّ فِي صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- {وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} [البقرة:253] كَمَا ثَبَتَ فِي حَدِيثِ الْإِسْرَاءِ حِينَ رَأَى النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- الأنبياء في السموات بِحَسْبِ تَفَاوُتِ مَنَازِلِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ-.

فَإِنْ قِيلَ: فَمَا الْجَمْعُ بَيْنَ هَذِهِ الْآيَةِ وَبَيْنَ الْحَدِيثِ الثَّابِتِ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَرَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ فِي قَسَمٍ يُقْسِمُهُ: لا والذي اصطفى موسى عَلَى الْعَالَمِينَ، فَرَفَعَ الْمُسْلِمُ يَدَهُ فَلَطَمَ بِهَا وَجْهَ الْيَهُودِيِّ، فَقَالَ: أَيْ خَبِيثُ وَعَلَى مُحَمَّدٍ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَجَاءَ الْيَهُودِيُّ إِلَى النبي-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَاشْتَكَى عَلَى الْمُسْلِمِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لَا تُفَضِّلُونِي عَلَى الْأَنْبِيَاءِ، فَإِنَّ النَّاسَ يُصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَفِيقُ، فَأَجِدُ مُوسَى بَاطِشًا بِقَائِمَةِ الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي أَمْ جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ؟ فَلَا تُفَضِّلُونِي عَلَى الْأَنْبِيَاءِ»، وَفِي رِوَايَةٍ: «لَا تُفَضِّلُوا بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ».

فَالْجَوَابُ مِنْ وُجُوهٍ:

أَحَدُهَا: أَنَّ هَذَا كَانَ قَبْلَ أَنْ يَعْلَمَ بِالتَّفْضِيلِ، وَفِي هَذَا نَظَرٌ.

الثَّانِي: أَنَّ هَذَا قَالَهُ مِنْ بَابِ الْهَضْمِ وَالتَّوَاضُعِ.

الثَّالِثُ: أَنَّ هَذَا نَهْيٌ عَنِ التَّفْضِيلِ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْحَالِ الَّتِي تَحَاكَمُوا فِيهَا عِنْدَ التَّخَاصُمِ وَالتَّشَاجُرِ.

الرَّابِعُ: لَا تُفَضِّلُوا بِمُجَرَّدِ الْآرَاءِ وَالْعَصَبِيَّةِ.

الْخَامِسُ: لَيْسَ مَقَامُ التَّفْضِيلِ إِلَيْكُمْ، وَإِنَّمَا هُوَ إِلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَعَلَيْكُمُ الِانْقِيَادُ وَالتَّسْلِيمُ لَهُ وَالْإِيمَانُ بِهِ".

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

الآية نصٌّ قطعي في أن الأنبياء والرسل تتفاوت منازلهم، وأن بعضهم أفضل من بعض هذه دلالة صريح الآية، يُشكِل على هذا الحديث الصحيح «لَا تُفَضِّلُونِي عَلَى الْأَنْبِيَاءِ» أو «لَا تُفَضِّلُوا بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ»، وقد جاء بالخصوص «لا تُفَضِّلوني على يُونُس بن مَتَّى» لا شك أن هذا دلالته الظاهرة أن الأنبياء لا يُفضَّل بينهم، وقد يُستدل به على التساوي بينهم؛ لأنهم نُهوا عن التفضيل، تفضيل بعض الأنبياء على بعض، ولا بُد من الجمع والخروج من هذا الإشكال.

من أهل العلم من قال: إن هذا النهي قبل أن يعلم بالتفضيل، وأنه أفضل الخلق.

ومنهم من يقول وهو -أظهر الأقوال-: إن النهي عن التفضيل في مثل هذه الحال في حال النزاع والشجار الذي يصل إلى حد النَّيل من المفضَّل عليه؛ ولذا جاء في شأن يونس بن متى، وقد يتطاول عليه بعض السفهاء من خلال ما جاء في سيرته وذِكره {ذَهَبَ مُغَاضِبًا} [الأنبياء:87]، وهو ملوم يعني آتٍ بما يُلام عليه، وغير ذلك من الآيات التي دلت على أن يونس –عليه السلام- حصل منه ما يستحق اللوم عليه، فيستصحب السفيه الذي لا يعرف قدر الأنبياء هذا الأمر ثم ينال منه، ففي مثل هذه الحالة يُنص على أنه لا يجوز تفضيل أحد عليه، ولو كان محمدًا –عليه الصلاة والسلام-؛ لئلا يتطاول من يتطاول.

وكذلك الأحاديث العامة «لَا تُفَضِّلُونِي» أو «لَا تُفَضِّلُوا بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ» كل أتباع نبيٍّ يرون أنه أفضل من غيره، ثم بعد ذلك قد ينالون من المفضَّل عليهم كما حصل من هذا اليهودي فضَّل موسى على محمد –عليه الصلاة والسلام-، وجاء الحديث؛ بسبب هذا الوارد؛ فمن باب سد الذريعة الموصلة إلى التنقص والنَّيل من الأنبياء المعصومين، قال النبي – عليه الصلاة والسلام-: «لَا تُفَضِّلُونِي عَلَى الْأَنْبِيَاءِ»، أو «لَا تُفَضِّلُوا بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ»، كما في روايةٍ أخرى.

وقد قيل: إن النبي –عليه الصلاة والسلام- قال ذلك من باب هضم النفس ودفع ما قد يؤول إليه المقام في مقام النزاع والخصام.

وعلى كل حال الدلالة واضحة على أن محمدًا –عليه الصلاة والسلام- أشرف الخلق، وأن الأنبياء لهم منازل ومقامات عند الله –جلَّ وعلا-، وجاء في خصوص بعضهم كما في الحديث الذي ساقه المؤلف –رحمه الله-: «أنا أول من تنشق عنه الأرض، فإذا موسى –عليه السلام- آخذ بقوة باطش بقائمة العرش، ما أدري أبُعِث قبلي أم جُوزي بصعقة الطور»؛ لأنه صُعِق –عليه السلام- فجُوزي بها فلم يُصعق حينما نُفِخ في الصور النفخة الأولى.

على كل حال موسى –عليه السلام- له فضائل، ومن أفضل الأنبياء بعد محمد –عليه الصلاة والسلام- وإبراهيم.

وفي الحديث الآخر «أول من يُكسى إبراهيم -عليه السلام-» يعني قبل محمد، «أول من يُكسى إبراهيم» فهذه ميزة لموسى، وهذه ميزة لإبراهيم، وفضيلة وخصيصة، لكن التفضيل من وجه لا يقتضي التفضيل من جميع الوجوه، ومحمدٌ –عليه الصلاة والسلام- أكثر منهم فضائل وأكثر معجزات، وأكثر مزايا، ولكلهم المنزلة الرفيعة؛ لأنهم معصومون، ومنازلهم محفوظة في القلوب، في قلوب المسلمين؛ ولكن لما يُخشى من تطاول بعض السفهاء الذين لا يقدرون الأنبياء قدرهم لاسيما في مقام النزاع والشجار جاء النهي عن التفضيل بين الأنبياء، وإلا فالدلالة قطعية في التفضيل بينهم، كما جاء في الكتاب والسُّنَّة.

طالب: ..........

التأليف لا بُد أن يكون بشيءٍ صحيح، يعني الذي يعلم احتمال لو كان غير يهودي لو كان الثاني مسلمًا ما يأتي بهذا؟

لا، المنازل تُبيَّن، والحقوق تُذكر على وجهها بكمالها.

طالب: ............

 يونس ما فيه من أتباعه أحد، «لَا تُفَضِّلُوا بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ»، «لَا تُفَضِّلُونِي عَلَى الْأَنْبِيَاءِ» هذه مما قيل في ذلك: أنه من باب هضم النفس كما جاء في الحديث الصحيح: «نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ».

على كل حال النظائر كثيرة لهذا، فهو يهضم حقه، ويُبيِّن لاسيما في مواقع الخصام والنزاع، أنت تعرف أن الإنسان قد لا يملك نفسه، فيُنصف في النزاع، فيؤتى بشيءٍ يقطع هذا النزاع، وقد يكون فيه هضمٌ للنفس، «نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ»، الرسول –عليه الصلاة والسلام- يقول: «وَيَرْحَمُ اللّهُ لُوطًا، لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ طُولَ لبْثِ يُوسُفَ لأَجَبْتُ الدَّاعِيَ»، هل يوسف أفضل من محمد -عليه الصلاة والسلام-؟ بحق؛ لأنه يرفع أُناسًا لهم مزايا، يذكر هذه المزايا، وإن لم تتضمن تفضيلهم عليه.

طالب: ...........

«أَنَا سَيِّد وَلَد آدَم وَلا فَخْرَ» هكذا يقول- عليه الصلاة والسلام-.

طالب: ...........

هذا شيءٌ، وهذا شيء.

"وَقَوْلُهُ: {وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ} [البقرة:253] أَيِ: الْحُجَج وَالدَّلَائِل الْقَاطِعَات عَلَى صِحَّةِ مَا جَاءَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِهِ، مِنْ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلَيْهِمْ {وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [البقرة:253] يَعْنِي: أَنَّ اللَّهَ أَيَّدَهُ بِجِبْرِيلَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-، ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا} [البقرة:253] أَيْ: بَلْ كُلُّ ذَلِكَ عَنْ قَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} [البقرة:253].

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة:254].

يَأْمُرُ تَعَالَى عِبَادَهُ بِالْإِنْفَاقِ مِمَّا رَزَقَهُمْ فِي سَبِيلِهِ سَبِيلِ الْخَيْرِ؛ لِيَدَّخِرُوا ثَوَابَ ذَلِكَ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَلِيكِهِمْ، وَلْيُبَادِرُوا إِلَى ذَلِكَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ} [البقرة:254] يَعْنِي: يَوْمَ الْقِيَامَةِ {لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ} [البقرة:254] أَيْ: لَا يُبَاعُ أَحَدٌ مِنْ نَفْسِهِ وَلَا يُفَادَى بِمَالٍ لَوْ بَذَلَهُ، وَلَوْ جَاءَ بِمِلْءِ الْأَرْضِ ذَهَبًا، وَلَا تَنْفَعُهُ خُلَّةُ أَحَدٍ، يَعْنِي: صَدَاقَتُهُ، بَلْ وَلَا نَسَابَتُهُ كَمَا قَالَ: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ} [الْمُؤْمِنُونَ:101]".

إذا كانت الأم لا تستطيع أن تنفع ولدها، والولد لا يستطيع أن ينفع أمه، بل كلٌّ منهم يقول: نفسي نفسي، لا يستطيع إنسان أن يفدي نفسه ولو ملك أموال الدنيا، ولا يستطيع أحدٌ أن ينفعه، بل إنما هو عمله يشري نفسه في وقت الإمكان، يُعتق نفسه بعمله الصالح قبل الموت. 

"{وَلا شَفَاعَةٌ} [البقرة:254] أَيْ: وَلَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ".

"وَلَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ" وهذا في حق الكفار، وأما الشفاعة للمسلمين فهي ثابتةٌ له –عليه الصلاة والسلام- ولغيره.

"وَقَوْلُهُ: {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة:254] مُبْتَدَأٌ مَحْصُورٌ فِي خَبَرِهِ أَيْ: وَلَا ظَالِمَ أَظْلَمَ مِمَّنْ وَافَى اللَّهَ يَوْمَئِذٍ كَافِرًا".

الحصر هنا حصر الظلم في الكفار ألا يُمكن أن يُقال: إن هذا حصر الكفر في الظلم، يعني ما عندهم إلا الظلم، يعني حصرًا إضافيًّا لا حقيقيًّا؟ هل هو من باب حصر المسند على المسند إليه أو المسند إليه على المسند؟ يعني إذا قلنا: حصر الكفر أو الكفار في الظلم هذا شيء، وإذا قلنا: حصر الظلم في الكفار، وعلى كل حال على التقديرين هو حصرٌ إضافي؛ لأن في المسلمين من يظلم، إلا إذا أُريد بالظلم الأكبر الذي هو الكفر والشرك كما جاء {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام:82] هذا المقصود به الشرك، ألم تسمع إلى قول العبد الصالح: لظلمٌ عظيم.

"وَقَدْ رَوَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ أَنَّهُ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَالَ: {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة:254]، ولم يقل: والظالمون هم الكافرون".

هذا الفرق بين التقديرين، "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَالَ: {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة:254]، ولم يقل: والظالمون هم الكافرون" يعني الوصف بالظلم مقصور على الكافرين؛ لئلا، الآن لو قال: والظالمون هم الكافرون قصرنا الظلم في الكفار، فمن يحصل منه ظلمٌ من المسلمين فهو على خطر، كما قيل في قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون:5] قالوا: الحمد لله الذي لم يقل: الذين هم في صلاتهم ساهون؛ لأن السهو لا يسلم منه أحد.

طالب: ...........

الذين لا تنفعهم شفاعة الشافعين، أما المؤمنون فتنفعهم شفاعة الشافعين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ} [البقرة:254] يعني المقصود بالبيع هنا: شراء النفس وإعتاقها من عذاب الله، {وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة:254]، لا شك أن الخطاب موجَّه للمؤمنين، لكن هؤلاء المؤمنون الذين وجِّه إليهم الخطاب يُحذَّرون من أن يقعوا في شيءٍ لا تنفعهم فيه شفاعة الشافعين، ظاهر؟

"قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة:255].

هَذِهِ آيَةُ الْكُرْسِيِّ، وَلَهَا شَأْنٌ عَظِيمٌ، وَقَدْ صَحَّ الْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِأَنَّهَا أَفْضَلُ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَعِيدٍ الْجَرِيرِيِّ".

الجُريري.

"عَنْ سَعِيدٍ الْجُرِيرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أُبَيٍّ -هُوَ ابْنُ كَعْبٍ- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَأَلَهُ: «أَيُّ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَعْظَمُ؟» قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَرَدَّدَهَا مِرَارًا، ثُمَّ قَالَ آيَةُ الكرسي".

ثُمَّ قَالَ أُبَيٌّ: آيَةُ الكرسي.

"ثُمَّ قَالَ أُبَيٌّ: آيَةُ الْكُرْسِيِّ. قَالَ: «لِيَهْنك الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ»، وَقَدْ رَوَاهُ مُسْلِمٌ".

الحديث في الصحيح دون القسم وما بعده «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا» هذ في المسند، وفيه كلام لأهل العلم، ولكن أول حديث في الصحيح.

"وَقَدْ رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ -بِهِ  وَلَيْسَ عِنْدَهُ زِيَادَةٌ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ...» إلى آخره".

طالب: ...........

لِمَ؟

 المعاني القدرة الإلهية تحولها إلى أجسام، أعمالك صلاتك مخلوقة أم غير مخلوقة؟ ما تُوضع في الميزان؟ تُوضع، فالمعاني قدرة الله –جلَّ وعلا- صالحةٌ لأن تحولها إلى أجسام ما فيه إشكال.

طالب: ...........

لكن مسلمًا ما ثبتت عنده؛ ولذلك ما ذكرها.

طالب: ...........

بنفس السند.

طالب: ...........

لكن عدول صاحب الصحيح عنها يدل على أنه لم يرتضها.

طالب: ...........

لكن عدول صاحب الصحيح عن هذه الزيادة تدل على أنها لم تصح، يقولون: عدول صاحب الصحيح، صحيح أنهما لم يعماه كما قال الحافظ، لم يعما جميع الصحيح، لكن العدول وقد جاءت في سندٍ صحيحٍ ظاهره يدل على شيء.

طالب: ...........

المقصود أن تحويل المعاني إلى أجسام هذا ورد به نصوص كثيرة جدًّا.

طالب: ...........

على كل حال مثل ما قلنا: لو ثبتت عند مسلم لذكرها. 

"حَدِيثٌ آخَرُ: عَنْ أُبَيٍّ أَيْضًا فِي فَضْلِ آيَةِ الْكُرْسِيِّ، قَالَ الْحَافِظُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، قال: حَدَّثَنَا مُبَشِّرٌ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ كَانَ لَهُ جُرْنٌ فِيهِ تَمْرُّ".

الجرن والجرين موضع يُجَفف فيه التمر.

"قَالَ: فَكَانَ أُبَيٌّ يَتَعَاهَدُهُ، فَوَجَدَهُ يَنْقُصُ قَالَ: فَحَرَسَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَإِذَا هُوَ بِدَابَّةٍ شَبِيه الْغُلَامِ الْمُحْتَلِمِ، فَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَا أَنْتَ، جِنِّيٌّ أَمْ إِنْسِيٌّ؟ قَالَ: جِنِّيٌّ، قَال: نَاوِلْنِي يَدَكَ، قَالَ: فَنَاوَلَنِي يده، فَإِذَا يَدُ كَلْبٍ وَشَعْرُ كَلْبٍ، فَقُلْتُ: هَكَذَا خَلْقُ الْجِنُّ؟ قَالَ: لَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنُّ مَا فِيهِمْ أَشَدُّ مِنِّي، قُلْتُ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ رَجُلٌ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ، فَأَحْبَبْنَا أَنَّ نُصِيبَ مِنْ طَعَامِكَ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ أبي: فَمَا الَّذِي يُجِيرُنَا مِنْكُمْ؟ قَالَ: هَذِهِ الْآيَةُ: آيَةُ الْكُرْسِيِّ، ثُمَّ غَدَا إِلَى النَّبِيِّ  فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «صَدَقَ الْخَبِيثُ»، وَهَكَذَا رَوَاهُ الْحَاكِمُ".

مُخرَّج الحديث عندكم؟

طالب: ...........

هو أُبي؛ لأنه يروي عن أبيه.

طالب: وعن المنذري سنده جيد.

هو المعنى صحيح، جاءت به أحاديث كثيرة.

طالب: ...........

المستدرك لهذا الحديث أو الذي بعده؟

طالب: ...........

معناه صحيح، وجاءت له روايات، لكن بهذا السياق صورة غلامٍ محتلم، وناولني يدك، ما هو بالصحيح.

"وَهَكَذَا رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ عَنْ حَرْبِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ بْنِ لَاحِقٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنْ جَدِّهِ بِهِ. وَقَالَ الحاكم: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

طَرِيقٌ آخر: قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قال: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا السَّلِيلِ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُحَدِّثُ النَّاسَ حَتَّى يَكْثُرُوا عَلَيْهِ فَيَصْعَدُ عَلَى سَطْحِ بَيْتٍ فَيُحَدِّثُ النَّاسَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَيُّ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ أَعْظَمُ؟» فقال رجل: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة:255] قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ، أَوْ قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ كَتِفَيَّ، وَقَالَ: «لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ».

حَدِيثٌ آخَرُ: عَنِ الْأَسْقَعِ الْبِكْرِيِّ، قَالَ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، قال: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ أَبِي عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، قال: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قال: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطَاءٍ أَنَّ مَوْلَى ابْنِ الْأَسْقعِ -رَجُلَ صِدْقٍ- أَخْبَرَهُ عَنِ الْأَسْقعِ الْبِكْرِيِّ: أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي صُفَّةِ الْمُهَاجِرِينَ فَسَأَلَهُ إِنْسَانٌ: أَيُّ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ أَعْظَمُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ} [البقرة:255] حَتَّى انْقَضَتِ الْآيَةُ".

طالب: ...........

إذا كانت القصة واحدة فهو أُبي، إذا كانت القصة واحدة، وإذا كانت أكثر من قصة فما فيه ما يمنع.

طالب: ...........

مسلم بن خالد معروف ضعيف.

طالب: ...........

فيه راوٍ لم يُسمَّ.

"حَدِيثٌ آخَرُ: عَنْ أَنَسٍ قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ".

لسنا بحاجة إلى كل هذه الأحاديث، لكن مثل ما قلنا مرارًا: إن المؤلف -رحمه الله- مُحدِّث يطرب حينما يسوق هذه الأسانيد وهذه الألفاظ ينبسط؛ لأنه مُحدِّث هذه وظيفته، وإلا مر بنا في بعض المواضع أنه يسوق أحاديث من السُّنن والمسانيد، ومن الجوامع وغيرها وهي موجودة في الصحيحين، وقد ذكرها وليس فيها زيادة مما يُستفاد منه، فلو اقتصر على الصحيح، وهذا يقوله من لم يتلذذ برواية الحديث وسياق الأسانيد والمتون على طريقة أهل الحديث في الدقة، كما قال الإمام مسلم في كتاب (المواقيت) ساق أحاديث المواقيت، ومن بينها قال يحيى بن أبي كثير: لا يُستطاع العلم براحة الجسم، ماذا جاء بهذا الكلام للمواقيت؟ ما له علاقة بالمواقيت، قبله أحاديث في المواقيت –مواقيت الصلاة- وبعده أحاديث في مواقيت الصلاة، ثم قال: قال: يحيى بن أبي كثير: لا يُستطاع العلم براحة الجسم.

مسلم أعجبته هذه الأحاديث بسياق أسانيدها ومتونها، فأراد أن يُنبِّه ويستثير هِمة طالب العلم أن يتعب على حفظ المتون والأسانيد ويُعنى بها ويقتفي أثر أهل الحديث في هذا، وإلا فكثير من الشراح قالوا: مٌقحمة، وهنا الإمام ابن كثير –رحمه الله- ما يُستغرَب أن يقول مثل هذا الكلام أو يسوق هذه الأحاديث وهو يحفظ مسند الإمام أحمد عن ظهر قلب، فكيف بغيره؟! وإلا فهذه كلها معناها واحد، والحديث في الصحيح ما له داعٍ أن يسوق لنا قال الطبراني، وقال أبو يعلى، كلها تصب في مصبٍّ واحد وفي معنىً واحد، ويُكتفى بالصحيح منها.

ولذلك تمنى كثيرٌ من طلاب العلم أن يُختصر ابن كثير قبل أن يُختصر، ثم لُبِّيت هذه الأمنية واختُصر من قِبل جمع من المعاصرين، وحُذِفت هذه الأسانيد والمتون المكررة، ثم ماذا؟ قد يُستفاد من سندٍ من الأسانيد ورد في حديثٍ ضعيف بسبب راوٍ من الرواة، وفيه مجموعة من الرواة الثقات صرَّح بعضهم بالتحديث عن بعض، ثم نستفيد من هذا التصريح أنه أدركه وروى عنه، وصرَّح بالتحديث عنه، وانتفت تهمة التدليس لأمورٍ كثيرة يُعنى أهل العلم بمثل هذه الأمور، لكننا ما نصبر، نحن نُريد الفائدة من قُرب.    

طالب: ...........

الاختصار، الاختصار له فوائد، لكن ابن كثير حينما يسوق هذه الأحاديث ومر بنا مرارًا، وعلقنا عليها من هذا النوع هذا لأهله، وإلا فالاختصار لما اختُصِر ابن كثير قبل أربعين سنة فرح به طلاب العلم، أنسوا به، وصاروا يقرؤون، وأول من اختصره أحمد شاكر في (عمدة التفسير) وهو أفضل المختصرات، لكن إلى آخر الأنفال صاغ الاختصار بيده، فجاء على أكمل وجه، ومن التوبة فما بعد ما صاغه بيده، وإنما وضع علامات وإشارات على نسخته من ابن كثير، وشطَّب على بعض الكلام، ثم طُبِع على أنه من عمدة التفسير، والبون شاسع بين هذا وهذا.

ثم اختُصِر من قِبل جمع من أهل العلم من أحسنهم محمد نسيب الرفاعي اختصر الكتاب وعلَّق عليه بتعليقات سلفيةٍ ممتازة.

واختُصِر بمختصراتٍ لوحِظ عليها بعض الأشياء، وكان من أمنية من يتمنى الاختصار أو كان من سبب التمني حذف الإسرائيليات، الحافظ ابن كثير يُورِد إسرائيليات، فبالمقابل أُناس يقولون: الإسرائيليات منشطات، القصص هذه منشطات، وجاء عند البزار «حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، فإن فيهم الأعاجيب»، وأما «حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ» فهذا في الصحيح ما فيه إشكال، لكن التعليل «فإن فيهم الأعاجيب» تقرأ قصة تنشط لقراءتها ولا يترتب عليها حُكم، ولا يُبنى عليها شيء، فكونهم يتمنون أن... لكن لا شك أن مثل هذه الأمور تُزاحم المقاصد من التفسير.

طالب: ...........

ما المقصود؟

هذا الأصل، إن الأصل أن العلم يبقى كما هو كما ألَّفه المؤلف، ولا يُتَعرَّض له بشيء؛ لأنه لو فُتِح الباب لوجِدت إساءات إلى الأصول، ولطمرت الأصول، ما الذي استفدناه من اختصار ابن حجر لتهذيب الكمال؟ حجب الأصل مائة سنة تهذيب الكمال، وهو ثلاثة أضعاف أو أربعة أضعاف المختصر؛ لأن المُختَصِر إذا كانت له شهرة وحظوة يُنسى الأصل، و(الكمال) للحافظ عبد الغني أصل الأصول ما طُبِع إلا عن... هذا بسبب الاختصار.

الناس يرغبون في الفوائد العاجلة، (التلخيص الحبير) لابن حجر مختصر من كتاب (البدر المنير) بقدر العُشر، وقد طُبِع المختصر قبل الأصل بأكثر من مائة سنة، وحُرِم الناس من الأصل؛ بسبب تعرض ابن حجر، وله منزلة في قلوب الناس وطلاب العلم، والحظوة من الله –جلَّ وعلا- بسبب من الأسباب التي قد لا يُدركها كثيرٌ من الناس من إخلاص وصدق مع الله –جلَّ وعلا- وإلا فبعض مختصراته أساءت إلى الأصول، حجبتها. 

طالب: ...........

كيف خرج؟

يعني زيادات يسيرة تُقابل ثلاثة أرباع الكتاب؟ ما هو بصحيح.           

"حَدِيثٌ آخَرُ: عَنْ أَنَسٍ قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ، قال: حَدَّثَنِي سَلَمَةَ بْنُ وَرْدَانَ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- سَأَلَ رَجُلًا مِنْ صَحَابَتِهِ فَقَالَ: «أَيْ فُلَانُ هَلْ تَزَوَّجْتَ؟» قَالَ: لَا وَلَيْسَ عِنْدِي مَا أَتَزَوَّجُ بِهِ. قَالَ: «أَوَلَيَسَ مَعَكَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1]؟» قَالَ: بَلَى، قَالَ: «رُبُعُ الْقُرْآنِ» قال: «أَلَيْسَ مَعَكَ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون:1]؟» قَالَ: بَلَى، قَالَ: «رُبُعُ الْقُرْآنِ» قال: «أَلَيْسَ مَعَكَ {إِذَا زُلْزِلَتِ} [الزلزلة:1]؟» قَالَ: بَلَى، قَالَ: «رُبُعُ الْقُرْآنِ» قال: «أَلَيْسَ مَعَكَ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} [النصر:1]؟» قَالَ: بَلَى، «رُبُعُ الْقُرْآنِ» قال: «أَلَيْسَ مَعَكَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة:255]؟ قَالَ: لَي، قَالَ: «رُبُعُ الْقُرْآنِ»".

قال: بلى كسوابقه، موجودة عندك، موجودة في الحديث وهي أشهر من جاء فيها غير هذا الحديث.

والحديث على كل حال ضعيف ومُعارضٌ بما جاء من أن «{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1] تعدل ثلث القرآن» وهو في الصحيح. 

طالب: ...........

ما يخالف، والباقي إذا أضفت لها البقرة وآل عمران ماذا يصير؟ بغض النظر عن الباقي، يعني تعدل ربع القرآن، يعني إذا قلنا: إن مثلًا آية الكرسي ثلث القرآن، وقرأتها ثلاث مرات، أين يذهب باقي القرآن؟ ما هي الموازنة بهذه الطريقة.

طالب: ...........

نعم ضعيف، الحديث على كل حال ضعيف ومُعارضٌ بما هو أصح.

"حَدِيثٌ آخَرُ: عَنْ أَبِي ذَرٍّ جُنْدَب بْنِ جُنَادَةَ قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثْنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، قال: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، قال: أَنْبَأَنِي أَبُو عُمَرَ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ عُبَيْدٍ الْخَشْخَاشِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَجَلَسْتُ، فَقَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ هَلْ صَلَّيْتَ؟» قُلْتُ: لَا، قَالَ: «قُمْ فَصَلِّ»، قَالَ: فَقُمْتُ فَصَلَّيْتُ ثُمَّ جَلَسْتُ فَقَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ تَعَوَّذ بِالْلَّهِ مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ»، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَلِلْإِنْسِ شَيَاطِينُ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الصَّلَاةُ؟ قَالَ: «خَيْرُ مَوْضُوعٍ، مَنْ شَاءَ أَقَلَّ، وَمَنْ شَاءَ أَكْثَرَ»، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالصَّوْمُ؟ قَالَ: «فَرْضٌ مُجْزِئ، وَعِنْدَ اللَّهِ مَزِيدٌ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالصَّدَقَةُ؟ قَالَ: «أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيُّهَا أَفْضَلُ؟ قَالَ: «جُهْدٌ مِنْ مُقِلٍّ أَوْ سِرٌّ إِلَى فَقِيرٍ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْأَنْبِيَاءِ كَانَ أَوَّلَ؟ قَالَ: «آدَمُ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَنَبِيٌّ كَانَ؟ قَالَ: «نَعِمَ نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ»، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمِ الْمُرْسَلُونَ؟ قَالَ: «ثَلَاثُمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا»، وَقَالَ مَرَّةً: «وَخَمْسَةَ عَشَرَ» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّمَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ: «آيَةُ الْكُرْسِيِّ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة:255]»، وَرَوَاهُ النسائي".

حديث أبي ذر في عدد الأنبياء وما يتبعه مُضعَّف عند أهل العلم.

"حَدِيثٌ آخَرُ: عَنْ أَبِي أَيُّوبَ خَالِدِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ- قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حدثنا أبو أحمد، قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: أَنَّهُ كَانَ فِي سَهْوَةٍ لَهُ، وَكَانَتِ الْغُولُ تَجِيءُ فَتَأْخُذُ فَشَكَاهَا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَقَالَ: «فَإِذَا رَأَيْتَهَا فَقُلْ: بِاسْمِ اللَّهِ، أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ» قَالَ: فَجَاءَتْ فَقَالَ لَهَا: فَأَخَذَهَا فَقَالَتْ: إِنِّي لَا أَعُودُ، فَأَرْسَلتُهَا".

أرسلها يعني: أطلقها.

"فَجَاءَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟» قَالَ: أَخَذْتُهَا فَقَالَتْ: إِنِّي لَا أَعُودُ، فَأَرْسَلْتُهَا، فَقَالَ: «إِنَّهَا عَائِدَةٌ» فَأَخَذْتُهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا كُلُّ ذَلِكَ تَقُولُ: لَا أَعُودُ فَيَقُولُ: «إِنَّهَا عَائِدَةٌ» فَأَخَذْتُهَا، فَقَالَتْ: أَرْسِلْنِي وَأُعُلِّمُكَ شَيْئًا تَقُولُهُ فَلَا يَقْرَبُكَ شَيْءٌ: آيَةُ الْكُرْسِيِّ، فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: «صَدَقَتْ وَهِيَ كَذُوبٌ»".

طالب: ...........

أخوه ما هو أبوه عبد الرحمن الذي هو أبوه.

طالب: ...........

ماذا؟

طالب: ...........

عيسى.. عيسى.

طالب: ...........

في الفقه هذا.

طالب: ...........

أما في الحديث فلا هو أضعفهم.

طالب: ...........

لا هو عن أخيه تجدها ليست في كل النُّسخ، عن أخيه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

طالب: ...........

هذا ما عندي أنا هكذا، ما عندك أنت؟

طالب: ...........

عن أخيه عن عبد الرحمن.

طالب: ...........

يعني أبيه، عن أخيه عن أبيه.

طالب: ...........

ما يمنع أنها تتعدد؛ لأن السياقات بعضها يختلف عن بعض اختلافًا مؤثِّرًا.

"وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي فَضَائِلِ الْقُرْآنِ، عَنْ بُنْدار، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيِّ بِهِ، وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ.

والغول في لغة العرب: الجان إذا تبدى في الليل.

وَقَدْ ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ هَذِهِ الْقِصَّةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ فِي كِتَابِ (فَضَائِلِ الْقُرْآنِ) وَفِي كِتَابِ (الْوَكَالَةِ) وَفِي (صِفَةِ إِبْلِيسَ) مِنْ صَحِيحِهِ: قَالَ عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو عَمْرٍو: حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ وَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقَالَ: إِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، قَالَ: فَخَلَّيْتُ عَنْهُ، فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ؟» قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالًا فَرحِمْتُه وَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبك، وَسَيَعُودُ»، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ؛ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّهُ سَيَعُودُ»، فَرَصَدْتُهُ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ، لَا أَعُودُ، فَرَحِمْتُهُ وَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً وَعِيَالًا فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبك وَسَيَعُودُ»، فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَهَذَا آخَرُ ثَلَاثِ مَرَّاتٍ تَزْعُمُ أَنَّكَ لَا تَعُودُ ثُمَّ تَعُودُ، فَقَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا، قُلْتُ: ومَا هي؟ قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة:255] حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ، فَإِنَّكَ لَا يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: «ومَا هِيَ؟» قَالَ لِي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة:255] وَقَالَ لِي: لَا يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ على الخير".

يعني: الصحابة.

"فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَمَا إِنَّهُ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مِن ثَلَاثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟» قُلْتُ: لَا، قَالَ: «ذَاكَ شَيْطَانٌ»، كَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مُعَلَّقًا بِصِيغَةِ الْجَزْمِ، وَقَدْ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي «الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ» عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْهَيْثَمِ فَذَكَرَهُ، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِسِيَاقٍ آخَرَ قَرِيبٍ مِنْ هَذَا، فَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي تَفْسِيرِهِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرَوَيْهِ".

هذا طويل يا شيخ.

طالب: ...........

تُدفَع لمن يدفعها في وقتها.

طالب: ...........

يأكلون، الجن ما يأكلون؟ ما هم لهم العظم والروث؟ يأكلون.

اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك.

أشكل على الأخ أنه تردد ثلاث ليالي، والصدقة صدقة الفطر، فدل على أنها تُدفع قبل العيد بثلاثة أيام أو أكثر.

نعم تُدفع إلى العامل قبل العيد لأكثر من ذلك، لكن لا تُدفع إلى الفقير إلا في وقتها.