قرة عيون الموحدين - 16

سم.

"بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.

قال الإمام المجدد رحمه الله تعالى:

باب قول الله تعالى {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سورة سبأ:23].

قال الشارح رحمه الله تعالى:

باب قول الله تعالى {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سورة سبأ:23] قوله {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ} [سورة سبأ:23] أي زال عنها الفزع قاله ابن عباس وغيره ذكر تعالى هذه الآية في سياق قوله {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ} [سورة سبأ:22] وقال ابن جرير قال بعضهم الذين فزع عن قلوبهم الملائكة، قالوا وإنما فزع عن قلوبهم من غشية تصيبهم عند سماع كلام الله عز وجل بالوحي قال ابن كثير رحمه الله تعالى."

لأن كلامه جل وعلا ثقيل مع أنه يسمع بواسطة فكيف إذا سمع بغير واسطة {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} [سورة المزمل:5] وهذا بواسطة فكيف إذا سمع بغير واسطة؟ لا شك أن هذا يوجب مثل هذا من الغشي والصعق {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ} [سورة سبأ:23] وكشف عنهم وعادا إلى تصورهم وإدراكهم سألوا.

أحسن الله إليك.

"قال ابن كثير- رحمه الله تعالى- وهو الحق الذي لا مرية فيه لصحة الأحاديث فيه والآثار، وقال أبو حيان تظاهرت الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن قوله {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ} [سورة سبأ:23] إنما هي في الملائكة إذا سمعت الوحي إلى جبريل وأمر الله تعالى سمعت كجر السلسلة الحديد على الصفوان فتفزع عند ذلك تعظيما وهيبة قال وبهذا المعنى من ذكر.."

كما جاء في وصف الوحي أنه يأتي النبي -عليه الصلاة والسلام- أحيانا مثل صلصلة الجرس.

أحسن الله إليك.

"قال وبهذا المعنى من ذِكْر الملائكة في صدر الآيات تتسق هذه الآية على الأولى ومن لم يشعر أن الملائكة مشار إليهم من أول قوله {الَّذِينَ زَعَمْتُمْ} [سورة الأنعام:94] لم تتصل هذه الآية بما قبلها، وهذه الآيات تقطع عروق الشرك بأمور أربعة الأول أنهم لا يملكون."

من أصله تقطع عروق الشرك من أساسه.

أحسن الله إليك.

"الأول أنهم لا يملكون مثقال ذرة مع الله، والذي لا يملك مثقال ذرة في السموات والأرض لا ينفع ولا يضر فالله تعالى.."

وهؤلاء هم أقرب الناس هم الملائكة، هم المقربون فكيف بمن دونهم؟!

أحسن الله إليك.

"فالله تعالى هو الذي يملكهم ويدبرهم ويتصرف فيهم وحده، الثاني: قوله {وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ} [سورة سبأ:22] أي في السموات والأرض أي وما له شرك مثقال ذرة في السموات والأرض."

يعني ليست لهم المشاركة في أي جزء ولو كان يسيرا من السموات ولا من الأر،ض فكيف يدعى أمثالهم، فكيف بمن دونهم؟!

أحسن الله إليك.

"الثالث قوله {وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ} [سورة سبأ:22] والظهير المعين فليس لله معين من خلقه بل هو الذي يعينهم على ما ينفعهم لكمال غناه لكمال غناه عنهم وضرورتهم إلى ربهم فيما قل أو كثر من أمور دنياهم وأخراهم."

هو الحي القيوم الذي لا قيام للخلائق إلا به- جل وعلا-.

أحسن الله إليك.

"الرابع قوله {وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [سورة سبأ:23] فلا يشفع عنده أحد إلا بإذنه وأخبر تعالى أن من اتخذ شفيعا من دونه حرم من شفاعة الشفعاء قال تعالى {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [سورة يونس:18] لأن اتخاذ الشفعاء شرك لقوله تعالى في حقهم {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [سورة يونس:18] والمشرك منفية الشفاعة في حقه كما قال تعالى {فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [سورة المدثر:48] وقال {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} [سورة الأنعام:94] وذلك أن متخذ الشفيع لا بد أن يرغب إليه ويدعوه ويرجوه ويخافه ويحبه لما يؤمله منه، وهذه من أنواع العبادة التي لا يصرف منها شيء لغير الله وذلك هو الشرك الذي ينافي الإخلاص."

ولذلك لا تكون الشفاعة إلا بإذن الله جل وعلا، لا تكون من أحد ابتداء حتى يأذن الله جل وعلا للشافع ويرضى عن المشفوع.

أحسن الله إليك.

"قوله في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال «إذا قضى الله الأمر في السماء اضربت الملائكة بأجنحتها خضعان لقوله كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سورة سبأ:23] فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع بعضه فوق بعض» هكذا وصفه سفيان بكفه فحرَّفها وبدد بين أصابعه."

طالب: أحسن الله إليك صفة التحريف..

ما صفته؟ سفيان وصف وحرفها وبدد بين أصابعه هو الظاهر هو أقرب ما يكون حرفها وبددها بين أصابعه يتراكبون..

طالب: ...........

التفصيل الله أعلم ما صُوِّر لكن هذا الذي يظهر، هذا الذي يُفهَم منه.

طالب: ...........

هو بدد بين أصابعه فرقها ما ألصقها، بددها.

طالب: ...........

هو كل واحد فوق الثاني هكذا هكذا والا هكذا ما يفرق.

أحسن الله إليك.

"فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الكاهن أو الساحر فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة.."

مثل ما يفعل  المستملون مع الفارق الكبير، في المستملين إذا كثرت الجموع في مجلس التحديث يُجعَل يَجعَل المحدث مستملي إذا كان يكفي اكتفى به وإلا وضع ثانيا وثالثا ورابعا، وقد تكون الجموع ألوفا ولا توجد مكبرات أصوات فيجعل بعد خمسين مترا واحد يبلغه إلى من وراءه، ويجعل كذلك بعد خمسين أو شبهه أو عشرين أو عشرة على حسب ما يبلغهم، قل مثل هذا في الجوامع الكبيرة إذا انقطع مثلا جهاز تكبير الصوت فيكبرون، واحد بالصف الخامس، وواحد بالعاشر، وواحد بالخامس عشر وهكذا يبلغ بعضهم عن بعض ومثل هؤلاء مسترق السمع.

طالب: ...........

نعم يروي عن الشيخ مباشرة؛ لأنه بحضرة الشيخ، فلو أخطأ المستملي رد عليه الشيخ فمادام أقره.

طالب: ...........

أين؟

طالب: ...........

يرده عليه الثاني الذي سمعه لا بد أن يكون المستملي ثقة ولا بد أن يكون عارفًا فاهما من أهل الصنعة، أما مستملي ما يفهم لما قال الشيخ حدثني عِدَّةٌ يعني من الشيوخ راجعه المستملي عِدَّة ابن مَن؟! قال ابن فقدتك! لا بد أن يكون فاهما ويكون ثقة.

أحسن الله إليك.

"فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة."

يعني في مجالس الكبار لا توجد أدوات اتصال ولا شيء، وقد يكون في الدور الثاني مثلا ويطلب إلى عهد قريب يعني قبل وسائل الاتصال، وإذا طلب القهوة يكون على الدرج واحد وواحد على أسفل الدرج وواحد قريب من المطبخ إذا قال كل واحد يبلغ الثاني وتأتي القهوة بسرعة، وهذا معمول به حتى في أمور الناس العادية.

طالب: ...........

ما هو؟

طالب: ...........

لا حاجة له، كانت الحاجة داعية إليه قبل المكبرات الآن ما له داعي.

أحسن الله إليك.

"قال فيقال أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء قوله في الصحيح"

يصدق من أجل واحدة وإن كذب معها مائة كذبة؛ لأن الشبهات تعلق بالقلوب والقلوب تميل إليها، ومادام صدق مرة واحدة يكفي عند عموم الناس أنه صدق في هذه المرة، للأسف أنه وجد شخص إمام مسجد وحصل له ما حصل تزوج وحصل له مشكلة مع زوجته وصُرِف عنها فبحث عن ساحر- نسأل الله السلامة والعافية- فلما ذهب إليه وأخبره بالواقع في ليلة العرس قال أنت دخلت ليلة كذا وكانت المرأة كذا ودخلت عليكم امرأة هذه صفتها ورشتكم من الطيب الذي نوعه كذا وفي جرة لونها كذا، وإن أردت بقية الطيب أحضرته لك، قال له هذا بالتفصيل، طيب نوعه كذا في زجاجة لونها كذا وإن أردت بقية الطيب الذي في الزجاجة أحضرته لك يقوله الساحر، فماذا حصل من هذا- نسأل الله السلامة والعافية- صدقه بالحرف قال صدقت هذا أمر عظيم، «من أتى ساحرا كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد» هذا الكاهن الذي صدق هذه المرة وكذب مرارا لا يلتفت إلى الكذب، مع أنه لو ابتلي عليه الكذب في الأمور العادية يعني من غير الحاجة إليه أن المريض في مثل هذه الظروف لا شك أنه مثل الغريق يحتاج إلى أدنى شيء يسعفه بطريق مشروع أو غير مشروع، كثير من الناس لا يحسب للشرع حسابًا لكن في الأمور العادية لو كذب عليه في أمور التجارة مثلا مرة أو مرتين ما صدقه ولو جاءه بالحقائق بيده؛ لأنه يحتاط لأمر دنياه ولا يحتاط لأمر دينه نسأل الله العافية.

أحسن الله إليك.

"قوله في الصحيح أي صحيح البخاري ففي هذا الحديث."

في صحيح البخاري في تفسير سورة سبأ، وأيضا قبلها في سورة الحجر، وبعدها في كتاب التوحيد في ثلاثة مواضع خرجه البخاري.

أحسن الله إليك.

"ففي هذا الحديث أن من عرف الله تعالى ذل له تعظيما ومهابة وخوفا لاسيما عند سماع كلامه تعالى لأن قوله «إذا قضى الله الأمر» أي بكلامه ووحيه إلى جبريل وقوله «في السماء» يدل على العلو ففيه إثبات كلام الله وعلوه على خلقه على ما يليق بجلاله وعظمته إثباتا بلا تمثيل وتنزيها بلا تعطيل، وهذا الحديث ونحوه مما احتج به أهل السنة على الجهمية والأشاعرة والكلابية وغيرهم من أهل البدع ممن ألحد بالتعطيل في أسماء الله وصفاته قوله «خضعانا»   مصدر خضع قوله لقوله.."

رد على المبتدعة الجهمية الذين ينفون صفة الكلام نفيًا ويؤولون ما جاء ويرتكبون ضروبًا من التحريف فضلا عن التأويل فيقولون في مثل قوله- جل وعلا- {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى} [سورة النساء:164] يعكسون الإعراب يقولون كلم اللهَ موسى {وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} [سورة الأعراف:143] هذه ما تحتمل، يقولون جرحه بأظافير الحكمة هروبا من إثبات صفة الكلام، الأشعرية يثبتون الصفة إثباتا لا على طريقة أهل السنة، وإنما يقولون هو عبارة عن كلام الله، وأولئك يقولون حكاية عن كلامه وليس بكلامه الحقيقي وهذا في الحقيقة مآله إلى النفي.

طالب: ...........

في الصفات أما في الأسماء لا، في الصفات يوافقون الجهمية في النفي ويخالفونهم في الأسماء يثبتونها.

أحسن الله إليك.

"قوله لقوله صريح في أنهم سمعوا قوله وأنه بصوت وأن ذلك.."

الله جل وعلا يتكلم بحرف وصوت يسمع، وأنه جل وعلا يتكلم متى شاء وإذا شاء خلافا لمن يزعم أن كلامه قديم وأنه تكلم في الأزل ولا يتكلم بعد ذلك.

أحسن الله إليك.

"وأن ذلك ينفذ جميع الملائكة أن يسمعونه كلهم قوله {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ} [سورة سبأ:23] أي زال عنها الفزع قوله فيسمعها مسترق السمع أي الكلمة التي سمعتها الملائكة وتحدثوا بها قوله «ومسترق السمع بعضه فوق بعض» هكذا وصفه سفيان راوي الحديث وهو ابن عيينة بكفه قوله فيسمع الكلمة، يعني مسترق السمع فيلقيها إلى من تحته من الشياطين ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيَها على لسان الساحر أو الكاهن الحديث قوله فيكذب معها أي الساحر أو الكاهن مائة كذبة فيصدَّق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء لقبول الناس قوله، وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إذا أراد الله تعالى أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي أخذت السموات منه رجفة أو قال رعدة شديدة خوفا من الله عز وجل فإذا سمع ذلك أهل السموات صعقوا وخروا لله سجدا فيكون أول من يرفع رأسه جبريل فيكلمه الله من وحيه بما أراد ثم يمر جبريل على الملائكة كلما بسماء سأله ملائكتها ماذا قال ربنا يا جبريل فيقول جبريل قال الحق وهو العلي الكبير فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عز وجل» رواه ابن أبي حاتم بسنده عن النواس بن سمعان، بكسر السين ابن خالد الكلابي ويقال الأنصاري صحابي ويقال إن أباه صحابي أيضًا قوله «إذا أراد الله تعالى» فالإرادة صفة من صفات الله عز وجل وهي نوعان: شرعية وقدرية كما قال تعالى {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} [سورة الإسراء:16] الآية وقال {فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا} [سورة الكهف:82] وقال {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [سورة يــس:82] ونحو هذه الآيات قوله «أن يوحي بالأمر» فيه بيان معنى ما تقدم في الحديث قبله من قوله «إذا قضى الأمر» قوله «تكلم بالوحي» فيه التصريح بأنه يتكلم بالوحي فيوحيه إلى جبريل عليه السلام ففيه الرد على الأشاعرة في قولهم أن القرآن عبارة عن كلام الله قوله «أخذت السموات منه رجفة» أو قال رِعدة شديدة «خوفا من الله عز وجل» في هذا معرفة عظمة الله ويوجب للعبد شدة الخوف منه تعالى وفيه إثبات العلو قوله.."

من فوائد معرفة الأسماء والصفات أن يتأثر بها العارف من خلقه إذا عرف أن الله- جل وعلا- هذه صفاته وهذه أسماؤه وهذه صفاته العليا الكاملة التي لا يتطرق إليها نقص بوجه من الوجوه، وهذه أسماؤه الحسنى التي منها ما يدل على مراقبته له وعلى عظمته وعلى جبروته وكبريائه لا شك أن هذا يوجِد خشية ورهبة للإنسان وألا يتصرف الإنسان فيما لا يرضي الله وألا يطلع عليه الله جل وعلا في موقع لا يرضاه له.

"قوله «فيكون أول من يرفع رأسه جبريل» لأنه ملك الوحي عليه السلام قوله فيكلمه الله من وحيه بما أراد فيه التصريح بأنه تعالى يوحي إلى جبريل بما أراده من أمره كما تقدم في أول الحديث قوله «ثم يمر جبريل على الملائكة كلما مر بسماء سأله ملائكتها» وهذا أيضًا من أدلة علو الرب تعالى وتقدَّس قوله «ماذا قال ربنا يا جبريل فيقول قال الحق وهو العلي الكبير فيقولون كلهم مثلما قال جبريل فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عز وجل» وهذا دليل بأنه تعالى ويقول وأهل البدع من الجهمية ومن تلقى عنهم كالأشاعرة جحدوا ما أثبته الله تعالى في كتابه وأثبته له رسوله -صلى الله عليه وسلم- في سنته من علوه وكلامه وغير ذلك من صفات كماله التي أثبتها لنفسه وأثبتها له رسوله -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنون من الصحابة والتابعين وتابعيهم من أهل السنة والجماعة على ما يليق بجلال وعظمته تشبيهات اختلقوها ما أنزل الله بها من سلطان.

هذا والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

اللهم صل وسلم...