تعليق على تفسير سورة البقرة من أضواء البيان (03)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، قال الشيخ محمد الشنقيطي-رحمه الله تعالى-:

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً}[البقرة:29]".

لا{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ}[البقرة:30]

"قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}[البقرة:30]  في قوله خليفة وجهان من التفسير للعلماء أحدهما: أن المراد بالخليفة أبونا آدم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام؛ لأنه خليفة الله في أرضه في تنفيذ أوامره، وقيل لأنه صار خلفا من الجن الذين كانوا يسكنون الأرض قبله وعليه فخليفة فعيلة بمعنى فاعل، وقيل لأنه إذا مات".

خالف لأنه خلف غيره هذا بناء على أن الخليفة المراد به الفرد الواحد وهو مقتضى اللفظ ولا يراد به الجنس والفرد شخص واحد وهو آدم عليه السلام وسياق القصة وما يدور حولها كلها يدور على هذا{وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا}[البقرة:31] هذا تابعة للخليفة التي سبق الحديث عنها، ومنهم من يقول أن المراد بالخليفة الجنس من هذا النوع الذي يخلف بعضه بعضًا.

"وقيل لأنه إذا مات يخلفه من بعده وعليه فهو من فعيلة بمعنى مفعول".

الأول بمعنى خالف والثاني بمعنى مخلوف.

"وكون الخليفة هو آدم هو الظاهر المتبادر من سياق الآية، ثانيهما: أن قوله خليفة مفرد أريد به الجمع أي خلائف وهو اختيار ابن كثير، والمفرد إن كان اسم جنس يكثر في كلام العرب إطلاقه مرادا به الجمع كقوله تعالى {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَر}[القمر:54]  يعني وأنهار بدليل قوله { فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ}[محمد:15]  الآية وقوله {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}[الفرقان:74]  وقوله: {فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا}[النساء:4]  ونظيره من كلام العرب قول عقيل قول عقيل بن عَلقَمة".

طالب: ................

لا.

طالب: ................

ماذا؟

طالب: ................

المتقين إمام واحد والمقصود أئمة اجعلنا جمع.

طالب: أحسن الله إليك عَقيل أو عُقيل.

طالب: ................

ماذا؟

طالب: ................

نعم يعني على القول الأول الظاهر من احتمالي القول الأول.

طالب: ................

أين؟ ماذا؟

طالب: ................

أتجعل فيها من يسفك الدماء.

طالب: ................

{مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء}[البقرة:30]  نعم، المراد به الجنس لكن سياق الآيات قد لا يكون هو بنفسه يسفك الدماء وإنما يكون بتسببه بولده الذي تسبب في وجوده سفك الدماء ومن ذلك ولد صلبه الذي قتل أخاه قد لا يكون مباشرا قد يكون متسببا.

طالب: ................

المقصود أنه على الترجيح وكون الخليفة هو آدم {قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء}[البقرة:30] هذا المجعول خليفة تجعلون يفسده في الأرض ويسفك الدماء وقد لا يكون نسبة الفعل إلى الشخص لأنه مباشر له قد يكون متسببا ولا يعني أنه يكون بهذا التسبب يعني مشاركا في الإثم ومشارك في الجريمة، لكنه تسبب قدري تسبب قدري لا حول له به لكنه متسبب، فالمراد من الذي يسفك من يوجد في ذريته من الظلمة ومن ذلكم ابنه لصلبه وهذا الاحتمال متبادر من الاحتمال الأول والاحتمال الثاني المراد به الجنس.

طالب: ................

لا، هم بنوا على الأصل أن كل من ليس بمعصوم كالملائكة لا بد أن يقع منه هذا الأمر.

ونظيره من كلام العرب قول عُقيل بن عُلَّفة المَرِّي.

المُرِّي.

المُري؟

المُري من بني مُرة.

المُري:

وكان بنو فزارة شر عم

 

وكنت لهم كشر بني الأخينا

نعم بنو فزارة شر عم يعني شر أعمام.

"وقول العباس بن مرداس السلمي:

فقلنا أسلموا إنا أخوكم

 

وقد سلمت من الإحن الصدور

وأنشد له سيبويه قول علقمة بن عبدة التميمي:

بها جيف الحسرى فأما عظامها

 

فبيض وأما جلدها فصليب"

قال عظامها وقال جلدها ما قال جلودها.

"وقول الآخر: كلوا في بعض."

وهذا من نوع المفرد المضاف الذي يعم المفرد إذا أضيف أفاد العموم.

"وقوله الآخر:

كلوا في بعض بطنكم تعفوا

 

فإن زمانكم زمن خميص

وإذا كانت هذه الآية الكريمة تحتمل الوجهين المذكورين فاعلم أنه قد دلت آيات أخر على الوجه الثاني وهو أن المراد بالخليفة الخلائف من آدم وبنيه لا آدم نفسه وحده".

نعم وهذا الذي رجحه ابن كثير رحمه الله.

"كقوله تعالى:{قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء}[البقرة:30] الآية، ومعلوم أن آدم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ليس ممن يفسد فيها ولا ممن يسفك الدماء وكقوله هو الذي جعلكم خلائف في الأرض الآية وقوله {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ}[الأنعام:165] الآية وقوله {وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء}[النمل:62]  الآية ونحو ذلك من الآيات، ويمكن الجواب عن هذا بأن المراد بالخليفة آدم وأن الله أعلم الملائكة أنه يكون من ذريته من يفعل ذلك الفساد".

طالب: ................

أين؟

طالب: ................

ما هي الطبعة التي معك؟

طالب: دار الفضيلة.

كامل أو مختصر الذي معك؟ هذا ما يصير من أصل الكتاب.

طالب: ستأتي..

ما يصير من أصل الكتاب.

طالب: ................

إيه لكن الكتاب هو الأصل والا..؟

طالب: ................

طالب: ..هو سيأتي لعل السقط عنده هو فيه تنبيه.

من كلام القرطبي.

طالب: ................

لا هو مختصر الذي معه ليس الأصل مختصر الذي معه.

طالب: ................

لا، الظاهر هو كلام القرطبي، تأكد لعله يأتي ما عنوان الكتاب الذي معك العنوان الجلد ما المكتوب عليها فوق.

طالب: تفسير القرآن بالقرآن من أضواء البيان.

تفسير القرآن بالقرآن من أضواء البيان يعني جرده عن كثير من مقاصده يعني هذا مختصر.

طالب: ................

سيد ساداتي له دار الفضيلة.

طالب: ................

محمود ساداتي.

طالب: ................

هذا سيد ساداتي هذا مختصر الكتاب هو صاحب دار الفضيلة.

ويمكن الجواب عن هذا بأن المراد بالخليفة آدم وأن الله أعلم الملائكة أنه يكون من ذريته من يفعل ذلك الفساد وسفك الدماء فقالوا ما قالوا وأن المراد بخلافة آدم الخلافة الشرعية وبخلافة ذريته أعم من ذلك وهو أنهم يذهب منهم قرن ويخلفه قرن آخر تنبيه، قال القرطبي في تفسير هذه الآية الكريمة: هذه الآية أصل في نصب إمام وخليفة يسمع له ويطاع لتجتمع به الكلمة وتنفذ به أحكام الخليفة ولا خلاف في..

الخليفة أو الخليقة؟

طالب: الخليقة؟

ما الذي عندك؟

طالب: الخليفة.

طالب: ................

في نصب إمام وخليفة يسمع له ويطاع الواو للتفسير عطف تفسيري، هذا الإمام هو الخليفة لتجتمع به، لا، الخليقة لا تنصب، الإمام هو الذي ينصب والخليفة هو الذي ينصب.

طالب: ................

لا، لحظة يسمع له ويطاع لتجتمع به الكلمة وتنفذ به أحكام.

طالب: ................

تنفذ بالخليفة أحكام الخليفة؟!

طالب: ................

في نصب إمام وخليفة تنفذ به أحكام الخليفة؟! ممكن؟! أو الأحكام المجراة على الخليقة على الخلق أنا عندي خليفة مكتوب الخليفة لكن لا يستقيم المعنى.

طالب: ................

لا، أنت لا تعترض علينا بشيء؛ لأن الكتاب الذي معك غير كتابنا نعم جزاك الله خير؛ لأن المختصِر حذف كثيرا جدًا وقد يصحِّح، السياق يقتضي من وجهة نظره شيئا آخر فيبدل جملة بجملة وقد يقتضي السياق عنده زيادة هذا ليس لنا به علاقة المختصر ليس لنابه علاقة. ماذا كان المقصود؟

طالب: ................

وبعد ذلك ما هو الجواب؟

طالب: ................

ولو حذفته ماذا يصير المعنى.

طالب: ................

وش هو عليه؟

طالب: ................

ليس هناك شيء، تنفذ به يعني بالإمام الذي نصب والخليفة الذي نصب أحكاما يعني تستقيم أحوال الأمة، يعني لا توجد ولا نسخة فيها قاف؟

طالب:  لعله من باب التكرار يا شيخ أو التأكيد.

أعطنا التفسير يا أبا عبد الله الظاهر أبا عبد الله نسيت ما الذي في تفسير القرطبي؟! هذه الفائدة مرت علينا.

طالب: ................

طيّب.

طالب: ................

تنفذ به أحكامه هو به تنفذ أحكامه؟! ما يستقيم.

طالب: ................

ما تستقيم يا أبا عمر ما هذا الذي نريد.

طالب: ................

هذا هو عندنا التفسير، هات الآية أصل هذه الآية أصل في نصب إمام وخليفة يسمع له ويطاع لتجتمع به الكلمة وتنفذ به أحكام نفس الشيء لكن الصورة ليست بواضحة نفس الشيء خليفة لكن من حيث المعنى يسمع له ويطاع لتجتمع به الكلمة وتنفذ به قال أحكامه أو تنفذ به أحكامه، ما صححت عندما أقرأ ذلك الوقت يا أبا عبد الله؟ أنت ماسك هذه؟

طالب: ................

لا يا أبا عبد الله يا أبا عمر لا نقصد معاني نحن نقصد عبارة أمامنا. والله العبارة قلقة عندي.

طالب: ................

ما هي؟

طالب: ................

ماذا تعتمد؟

طالب: ................

طيب والثانية..

طالب: ................

به.

طالب: ................

لا، القرطبي متقن ثلاثة عشر نسخة مقابلة.

طالب: ................

لا، ما يحتاج، تجتمع به وتنفذ به أحكامه وخلاص انتهى الإشكال.

طالب: ................

أحكامه.

طالب: ................

أصل في نصب إمام وخليفة يسمع له ويطاع لتجتمع به الكلمة وتنفذ به يعني النصب، ممكن هذا موقفك يا أبا عبد الله؟ الله المستعان، سم.

"ولا خلاف في وجوب."

طالب: ................

والله العبارة قلقة لكن مع ذلك إذا حملناه على النصب وتنفذ به يعني النصب تنفذ به أحكامه لكن العبارة تحتاج.

"ولا خلاف في وجوب ذلك بين الأمة ولا بين الأئمة إلا ما روي عن الأصم حيث كان عن الشريعة أصم إلى أن قال ودليلنا قول الله تعالى: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}[البقرة:30]  وقوله تعالى: {يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ}[ص:26]
 وقال {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ}[النور:55] أي يجعل منهم خلفاء إلى غير ذلك من الآيات، وأجمعت الصحابة على تقديم الصديق بعد خلاف وقع بين المهاجرين والأنصار في سقيفة بني ساعدة في التعيين حتى قالت الأنصار منا أمير ومنكم أمير فدفعهم أبو بكر وعمر والمهاجرون عن ذلك وقالوا لهم إن العرب لا تدين إلا لهذا الحي من قريش ورووا لهم الخبر في ذلك فرجعوا لقريش".

«الأئمة من قريش» وهذا حديث متواتر وجمع طرقه ابن حجر في كتابه أسماه لذة العيش في جمع أو في ذكر طرق حديث الأئمة من قريش.

"ورووا لهم الخبر في ذلك فرجعوا وأطاعوا لقريش فلو كان فرض الإمامة غير واجب لا في قريش ولا في غيرهم لما ساغت هذه المناظرة والمحاورة عليها".

يعني كما يقول الأصم لو كانت غير واجبة يعيش الناس بدون خليفة، وكما وُصف حيث كان عن الشريعة أصم هم من أئمة المعتزلة ورؤوسهم مع أن المعتزلة يرون العقل وتحكيمه وتقديمه على النصوص فهل يسوغ في عقل فضلا عن نقل أن يعيش الناس بدون خليفة يسوسهم ويقودهم وينتصر لمظلومهم ويستخرج الحقوق ويقيم الحدود؟! هذا لا يقيمه ولا يؤيده لا عقل ولا نقل.

"ولقال قائل إنها غير واجبة لا في قريش ولا في غيرهم فما لتنازعكم وجه ولا فائدة في أمر ليس بواجب، ثم إن الصديق- رضي الله عنه- لما حضرته الوفاة عهد إلى عمر في الإمامة ولم يقل له أحد هذا أمر غير واجب علينا ولا عليك فدل على وجوبها وأنها ركن من أركان الدين الذي به قوام المسلمين والحمد لله رب العالمين انتهى من القرطبي. قال مقيِّده عفا الله عنه من الواضح المعلوم من ضرورة الدين أن المسلمين يجب عليهم نصب إمام تجتمع به الكلمة وتنفذ به أحكام الله في أرضه، ولم يخالف في هذا إلا من لا يعتد به كأبي بكر الأصم المعتزلي الذي تقدم في كلام القرطبي، وكضرار وهشام القرطبي ونحوهم، وأكثر العلماء على أن وجوب الإمامة الكبرى بطريق الشرع كما دلت عليه الآية المتقدمة وأشباهها وإجماع الصحابة -رضي الله عنهم-؛ ولأن الله تعالى قد يزع بالسلطان ما لا يزعه بالقرآن كما قال تعالى:{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ}[الحديد:25]  لأن قوله {وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ}[الحديد:25] فيه إشارة إلى إعمال السيف عند الإباء بعد إقامة الحجة، وقالت الإمامية إن الإمامة واجبة بالعقل لا بالشرع، وعن الحسن البصري والجاحظ والبلخي أنها".

لأن الدليل الشرعي دل على إمامة أبي بكر يريدون ألا يثبتوا دليلا شرعيا يقولون أنها ثبتت بالعقل وهم معتزلة في باب القدر وفي الأسماء والصفات وفي كثير من أبواب الدين هم معتزلة يزيدون عليهم ما جاء ما عندهم في باب الصحابة-نسأل الله العافية-.

"وعن الحسن البصري والجاحظ والبلخي أنها تجب بالعقل والشرع معًا واعلم أن ما تتقوى".

لا ينكر أحد أن العقل يدل على وجوب نصب الخليفة لا يختلف في هذا اثنان أن العقل إضافة إلى ما جاء في الشرع يحتم وجود خليفة، فإن كان وجود العقل على جهة الاستقلال وأنه نظير أو مضاد أو ند للشرع في الإيجاب هذا شيء آخر، لكن كونه موافقا لما جاء في الشرع والمنقول الصحيح لا يمكن أن يختلف مع العقل الصريح كما قرر ذلك شيخ الإسلام وألف فيه الكتب لا يمكن أن يقال إن القول الأول الذين قالوا إن الشرع يدل على وجوب نصب الخليفة أنه لا يدل عليه عقل وأنه قد ينازع فيه العقلاء لو لم يرد فيه نص لا يمكن أن يقال هذا العقل دال على وجوب والضرورة داعية إليه ولا يمكن أن يتصور حياة بدون والي وبدون خليفة لا يمكن.

"واعلم أن ما تتقوله الإمامية من المفتريات على أبي بكر وعمر وأمثالهم من الصحابة وما تتقوله في الاثني عشر إماما وفي الإمام المنتظر المعصوم ونحو ذلك من خرافاتهم وأكاذيبهم الباطلة كله باطل لا أصل له، وإذا أردت الوقوف على تحقيق ذلك فعليك بكتاب منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية للعلامة الوحيد الشيخ تقي الدين أبي العباس ابن تيمية تغمده الله برحمته فإنه جاء فيه بما لا مزيد عليه من الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة على إبطال جميع تلك الخرافات المختلفة".

المختلقة.

"على إبطال جميع تلك الخرافات المختلقة".

طالب: ................

مختصر الذهبي المنتقى جيد في كثير من المواضع، إلا أنه في بعض المواضع اختصار شديد قد يستغلق معه المعنى وإلا مختصر الذهبي اسمه المنتقى طيّب والإمام لكن مختصر الشيخ عبد الله بن غنيمان حذف ما لا يحتاج إليه، ومنهاج السنة في الجزء الأول ما يزيد على ثلاثمائة صفحة طالب العلم ليس بحاجة إليها وفي السادس أربعمائة صفحة في موضع واحد طالب العلم لا يفهمها فضلا عن أن يحتاج إليها باقيه يمكن لطالب العلم أن يدركه.

"فإذا حققت وجوب نصب الإمام الأعظم على المسلمين فاعلم أن الإمامة تنعقد له بأحد أمور الأول: ما لو نص -صلى الله عليه وسلم- على أن فلانًا هو الإمام فإنها تنعقد له بذلك وقال بعض العلماء إن إمامة أبي بكر- رضي الله عنه- من هذا القبيل؛ لأن تقديم النبي -صلى الله عليه وسلم- له في إمامة الصلاة وهي أهم شيء فيه الإشارة إلى التقديم للإمامة الكبرى وهو ظاهر".

جاء الخبر بما يدل على إمامة أبي بكر- رضي الله عنه وأرضاه- «يأبى الناس يأبى الله والناس إلا أبا بكر» وقدمه في الإمامة في الصلاة وهي أعظم أركان الإسلام مما يستدل به على أنه أولى بإمامة الدنيا من غيره.

طالب: ................

نعم، وفداه بالحج وأردفه بعلي، المقصود أن الأدلة وإن لم تكن صريحة في إمامته إلا أنها ظاهرة في إمامة أبي بكر، وأما ما يدعى من الوصية لعلي فباطل لا أصل له ولا يوجد في شيء من دواوين الإسلام وإن أثبت الوصية بعض من ينتسب إلى السنة ممن أثرت عليه البيئة كالشوكاني والصنعاني يثبتون الوصية لعلي رضي الله عنه.

"الثاني هو اتفاق أهل الحَل والعقد على بيعته، وقال بعض العلماء إن إمامة أبي بكر منه لإجماع أهل الحل والعقد من المهاجرين والأنصار عليها بعد الخلاف، ولا عبرة بعدم رضى بعضهم كما وقع من سعد بن عبادة- رضي الله عنه- من عدم قبوله بيعة أبي بكر رضي الله عنه".

لكنهم في النهاية اتفقوا على ذلك وأجمعوا ولا يعرف مخالف.

"الثالث: أن يعهد إليه الخليفة الذي قبله كما وقع من أبي بكر لعمر- رضي الله عنهما- ومن هذا القبيل جعل- عمر رضي الله عنه- الخلافة شورى بين ستة من أصحاب رسول الله من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مات وهو عنهم راضٍ، الرابع: أن يتغلب على الناس بسيفه وينزع الخلافة بالقوة حتى يستتب له الأمر وتدين له الناس لما في الخروج عليه حينئذٍ من شق عصا المسلمين وإراقة دمائهم، قال بعض العلماء: ومن هذا القبيل قيام عبد الملك بن مروان على عبد الله بن الزبير وقتله إياه في مكة على يد الحجاج بن يوسف فاستتب الأمر له كما قاله ابن قدامة في المغني، ومن العلماء من يقول تنعقد له الإمامة ببيعة واحد وجعلوا منه مبايعة عمر لأبي بكر في سقيفة بني ساعدة ومال إليه القرطبي وحكى عليه إمام الحرمين الإجماع وقيل ببيعة أربعة وقيل غير ذلك هذا ملخص".

لكن الاكتفاء بواحد والله لا يستقيم؛ لأن الواحد لا يمكن أن يحميه لو خرج عليه أحد اللهم إلا إذا ابتدئ بواحد كما فعل عمر ثم تتابع الناس بعد ذلك فإنما تنعقد بمن تحصل به المنَعة لو أراده أحد.

طالب: ................

واحد يعني يستطيع أن يمنعه من الناس ممكن لكن واحد بمفرده لا يستطيع.

طالب: ................

لا، حتى يستتب له الأمر إذا استتب له الأمر وجبت طاعته قبل ذلك لا، يقال باغي هو قبل ذلك يسمى باغيا.

طالب: ................

على حسب ما عنده من تأويل.

"هذا ملخص كلام العلماء فيما تنعقد به الإمامة الكبرى، ومقتضى كلام الشيخ تقي الدين أبي العباس ابن تيمية- رحمه الله- في المنهاج أنها إنما تنعقد بمبايعة من تقوى به شوكته ويقدر به على تنفيذ أحكام الإمامة؛ لأن من لا قدرة له على ذلك كآحاد الناس ليس بإمام، واعلم أن الإمام الأعظم تشترط فيه شروط، الأول: أن يكون قرشيا وقريش أولاد فهر بن مالك وقيل أولاد النضر بن كنانة".

وهذا في حال الاختيار لو أريد ترشيح إمام لا يجوز ترشيح إلا من قريش لكن إذا كان إمام استتب له الأمر وملك الناس بسيفه مثل هذا لا يبحث في مثل هذه الشروط.

طالب: ................

هو خبر يراد به الإنشاء.

طالب: ................

نعم حكم لا يجوز الخروج عليهم، لا يجوز الخروج من أيديهم لكن إذا حصل ولو تأمر عبد حبشي لزم السمع والطاعة.

طالب: ................

التغلب.

طالب: ................

لا، المقصود الإمامة العظمى.

طالب: ... يحمل على الأفضلية...

لا، شرط «الأئمة من قريش» أسلوب حصري.

طالب: ................

من شرطه أن يكون قرشيا.

طالب: إذا ما كان.

إذا ما كان في حال الاختيار لا يجوز اختياره.

طالب: ................

كيف يتنازل إذا أخذ منه قهرا تنازل أو ما تنازل لا فرق، لكن تجب الطاعة لمن تغلب بالقهر ولو لم يكن قرشيا ولو كان عبدا حبشيا إذا تغلب.

"فالفهري قرشي بلا نزاع ومن كان من أولاد مالك بن النضر أو أولاد النضر بن كنانة فيه خلاف هل هو قرشي أو لا؟ وما كان من أولاد كنانة من غير النضر فليس بقرشي بلا نزاع، قال القرطبي في تفسير هذه الآية الكريمة في ذكر شرائط الإمام الأول: أن يكون من صميم قريش لقوله -صلى الله عليه وسلم- «الأئمة من قريش» وقد اختلف في هذا قال مقيده عفا الله عنه الاختلاف الذي ذكره القرطبي في اشتراط كون الإمام الأعظم قرشيا ضعيف".

الاختلاف ضعيف يعني إيراد قول آخر غير اشتراط كونه من قريش هذا قول ضعيف؛ لأن العبارة قد يفهم منها غير هذا.

"وقد دلت الأحاديث الصحيحة على تقديم قريش في الإمامة على غيرهم وأطبق عليه جماهير العلماء من المسلمين، وحكى غير واحد عليه الإجماع ودعوى الإجماع تحتاج إلى تأويل ما أخرجه الإمام أحمد عن عمر بسند رجاله ثقاة أنه قال: إن أدركني أجلي وأبو عبيدة حي استخلفته فذكر الحديث وفيه: فإن أدركني أجلي وقد مات أبو عبيدة استخلفت معاذ بن جبل ومعلوم أن معاذا غير قرشي وتأويله بدعوى انعقاد الإجماع بعد عمر أو تغيير رأيه إلى موافقة الجمهور فاشتراط كون.."

بعض العبارات وبعض الأساليب يراد بها الرفع من شأن شخص يظن أنه حط من قدره ولو لم يرد به حقيقة الأمر ولو لم يرد بذلك حقيقة الأمر، فلعل هذا الأسلوب من عمر وإلا لما قيل في السقيفة أن هذا الحي لن يذعن إلا لهذا، إن الناس لن يذعنوا إلا لهذا الحي يعني من قريش يرد هذا الكلام والنص صحيح صريح، قد يقال أنه خفي على عمر لكن هذا في خلافته ليس في أول الأمر يعني وقت الخلاف والمدارأة استقر الأمر على أنهم كلهم أذعنوا لقريش في خلافة أبي بكر، لكن قد لا يراد به حقيقة الأمر والمدلول لهذا اللفظ الحقيقي وإنما يراد به الرفع من شأن من يحتاج إلى رفع شأنه أو المبالغة في تعظيم شخص يستحق مثل هذه المبالغة.

"فاشتراط كونه قرشيًا هو الحق ولكن النصوص الشرعية دلت على أن ذلك التقديم الواجب لهم في الإمامة مشروط بإقامتهم الدين وإطاعتهم لله ورسوله، فإن خالفوا أمر الله فغيرهم ممن يطيع الله تعالى وينفذ أوامره أولى منهم، فمن الأدلة الدالة على ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن معاوية رضي الله عنه حيث قال باب الأمراء من قريش حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال كان محمد بن جبير بن مطعم يحدّث أنه بلغ معاوية وهو عنده في وفد من قريش أن عبد الله بن عمرو يحدّث أنه سيكون ملك قحطان".

سيكون ملِكٌ من قحطان.

ملِكٌ من قحطان؟

سيكون ملِكٌ من قحطان.

طالب: ................

أو ملْك قحطان ماشي لكن هذه أوضح لأن المقصود واحد وليس الجماعة.

"أنه سيكون ملِكُ قحطان فغضب فقام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإنه قد بلغني أن رجالا منكم يحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ولا تؤثر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأولئك جهالكم فإياكم والأمانيَّ التي تُضل أهلها فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين» انتهى من صحيح البخاري بلفظه ومحل الشاهد منه قوله -صلى الله عليه وسلم- «ما أقاموا الدين» لأن لفظة (ما) فيه مصدرية ظرفية مقيدة لقوله «إن هذا الأمر في قريش» وتقدير المعنى إن هذا الأمر في قريش مدة إقامتهم الدين ومفهومه أنهم.."

لأن إقامة الدين من شرط الخليفة، ومن أعظم الحكم التي من أجلها يجب نصب الخليفة إقامة الدين فإذا لم يقم الدين لم يتصف بالشرط الذي من أجله وجب هذا الأمر فهذا شرط من الشروط طيب ما وجدنا من قريش أحدا أو وجدنا من قريش من وجوده مثل عدمه من لا يقيم الدين ينتقل إلى الشرط الثاني.

طالب: ................

يعني هذا الرجل الذي تكلم بغير علم وخفي على معاوية الخبر معاوية خفي عليه الخبر فظن أن القول به جهل.

طالب: ................

لا ، تعرف أن الموضوع حساس ويُدعى أن هناك خليفة أو ملك غير هذا القائم لا شك أن مثل هذا الكلام يستقيم ما فيه شيء لكنه خفي عليه الخبر في خروج المهدي والقحطاني بعده أو قبله.

"ومفهومه أنهم إن لم يقيموه لم يكن فيهم وهذا هو التحقيق الذي لا شك فيه في معنى الحديث، وقال ابن حجر في فتح الباري في الكلام على حديث معاوية هذا ما نصه: وقد ورد في حديث أبي بكر الصديق- رضي الله عنه- نظير ما وقع في حديث معاوية ذكره محمد بن إسحاق في الكتاب الكبير فذكر قصة سقيفة بني ساعدة وبيعة أبي بكر وفيها فقال أبو بكر: وإن هذا الأمر في قريش ما أطاعوا الله واستقاموا على أمره، وقد جاءت الأحاديث التي أشرت إليها على ثلاثة أنحاء، الأول: وعيدهم باللعن إذا لم يحافظوا على المأمور به كما في الأحاديث التي ذكرتها في الباب الذي قبله حيث قال «الأمراء من قريش ثلاثًا ما حكموا فعدلوا» الحديث وفيه «فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله» وليس في هذا ما خروج الأمر عنهم.

لأنه ليس فيه توجيه نبوي بأن يؤخذ الأمر من أيديهم إذا حصل منهم ذلك حلت عليهم اللعنة يعني نظير ما قيل الذي يرفع رأسه «أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار أو صورته صورة حمار؟!» ليس فيه وليعد الصلاة؛ ولذلك استدلوا به على أن المسابقة لا تبطل الصلاة، محرمة لكن لا تبطل وهنا المخالفة توجب اللعنة لكنها لا توجب نزع الحكم منهم والملك منهم ما لم يوجد الحد الذي ذكره النبي -عليه الصلاة والسلام-الذي هو ما لم تروا كفرا بواحا أو ما صلوا إلى غير ذلك.

"الثاني: وعيدهم بأن يسلط عليهم من يبالغ في أذاهم فعند أحمد وأبي يعلى من حديث ابن مسعود رفعه «إنكم أهل هذا الأمر ما لم تحدثوا فإذا غيرتم بعث الله عليكم من يلحاكم كما يُلحى القضيب» ورجاله ثقات إلا أنه من رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عم أبيه عبد الله بن مسعود ولم يدرك هذه رواية صالح بن كيسان عن عبيد الله وخالفه حبيب بن أبي ثابت فرواه عن القاسم بن محمد بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي مسعود الأنصاري ولفظه: لايزال هذا الأمر فيكم وأنتم ولاته الحديث وفي سماع عبيد الله.."

ماذا عندكم في موضعين رجاله ثقات بالمربوطة أو بالمفتوحة؟

طالب: ................

كلكم.

طالب: ................

نعم لأنه في بعض النسخ مربوطة وهي مفتوحة وهي مرت في موضعين.

"وفي سماع عبيد الله من أبي مسعود من أبي مسعود نظر مبني على الخلاف في سنة وفاته، وله شاهد من مرسل عطاء بن يسار أخرجه الشافعي والبيهقي من طريقه بسند صحيح إلى عطاء ولفظه: قال لقريش "أنتم أولى بهذا الأمر ما كنتم على الحق إلا أن تعدلوا عنه فتلحون كما تلحى هذه الجريدة" وليس في هذا تصريح بخروج الأمر عنهم وإن كان فيه إشعار به، الثالث: الإذن في القيامة عليهم وقتالهم والإيذان بخروج".

وفي هذا أيضا تخويف لمن يلي هذا الأمر إلزام له بلزوم الصراط المستقيم وإقامة شرع الله ودين الله والدفاع عنه وعن أوليائه، فإذا حاد عن هذا الطريق وهذا الصراط فإنه يُخشى أن يحل به ما أشير إليه في هذا الحديث.

"الثالث: الإذن في القيام عليهم وقتالهم والإيذان بخروج الأمر عنهم كما أخرجه الطيالسي والطبراني من حديث ثوبان رفعه «استقيموا لقريش ما استقاموا لكم فإن لم يستقيموا فضعوا سيوفكم على عواتقكم فأبيدوا خضراءهم فإن لم تفعلوا فكونوا»".

"«زراعين أشقياء»".

"«زراعين أشقياء» ورجاله ثقات إلا أن فيه انقطاعا؛ لأن رواية سالم بن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان وله شاهد في الطبراني".

لأن راويه سالم بن أبي الجعد.

"لأن راويه سالم بن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان وله شاهد في الطبراني".

طالب: ................

راويَه اسم إن سالمُ.

"لأن راويَه سالمُ بن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان وله شاهد في الطبراني من حديث النعمان بن بشير بمعناه وأخرج أحمد من حديث ذي".

مخبر.

"مِخْبر بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الموحدة بعدهما راء وهو ابن أخ النجاشي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال «كان هذا الأمر في حمير فنزعه الله منهم وصيّره في قريش وسيعود لهم» وسنده جيّد وهو شاهد قويّ لحديث القحطاني فإن حميَر يرجع نسبها إلى قحطان وبه يقوى أن مفهوم حديث معاوية ما أقاموا الدين أنهم إذا لم يقيموا الدين خرج الأمر عنهم انتهى. واعلم أن قول عبد الله بن عمرو بن العاص الذي أنكره عليه معاوية في الحديث المذكور أنه سيكون ملك من قحطان إذا كان عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يعني به القحطاني الذي صحت الرواية بملكه فلا وجه لإنكاره لثبوت أمره في الصحيح".

فيه احتمال أنه يريد آخر فيه احتمال أنه يريد غير هذا القحطاني؟

طالب: المهدي.

المهدي ليس من قحطان المهدي من سلالة النبي -عليه الصلاة والسلام-من بيت النبوة لا يوجد غيره أصلا، ليس فيه احتمال ثاني لو فيه أكثر من قحطاني قلنا احتمال أنه يريد هذا أو ذاك.

"لثبوت أمره في الصحيح من حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال «لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه» أخرجه البخاري في كتاب الفتن في باب تغير الزمان حتى يعبدوا الأوثان، وفي كتاب المناقب في باب ذكر قحطان، وأخرجه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة في بابٌ لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء، وهذا القحطاني لم يعرف اسمه عند الأكثرين، وقال بعض العلماء اسمه جهجاه، وقال بعضهم اسمه شعيب بن صالح، وقال ابن حجر في الكلام على حديث القحطاني هذا ما نصه وقد تقدم في الحج أن البيت يحج بعد خروج يأجوج ومأجوج وتقدم الجمع بينه وبين حديث «لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت وأن الكعبة يخرّبها ذوو السويقتين»".

ذو ذو ذو السويقتين.

"«يخربها ذو السويقتين من الحبشة» فيفهم من ذلك أن الحبشة إذا خربت البيت خرج عليهم القحطاني فأهلكهم وأن المؤمنين قبل ذلك يحجون في زمن عيسى بعد خروج يأجوج ومأجوج وهلاكهم وأن الريح التي تقبض أرواح المؤمنين تبدأ بمن بقي بعد عيسى ويتأخر أهل اليمن بعدها، ويمكن أن يكون هذا مما يفسَّر به قوله -صلى الله عليه وسلم- «الإيمان يمان» أي يتأخر الإيمان بها بعد أي يتأخر الإيمان بها بعد فقده من جميع الأرض، وقد أخرج مسلم حديث القحطاني عقب حديث تخريب الكعبة ذو السويقتين فلعله رمز إلى هذا انتهى منه بلفظه والله أعلم ونسبة العلم إليه أسلم".

الحبشة كانوا في قوة شديدة جدا وجاؤوا لهدم الكعبة في أثناء هذه القوة وفي عصر كان المحيطون بالكعبة كفار والحكم لهم لأهل الكفر وجاء الحبشة بعَددهم وعُددهم وبفيلتهم والله- جل وعلا- لم يرد ذلك ما الذي حصل؟ في آخر الزمان والأصل استمرار المسلمين إلى أن يأتي الوقت الذي لا يقال فيه الله الله وتقوم الساعة على شرار الخلق لكن فيهم بقايا، ومع ذلك من يخربها أصحاب الفيلة القوة العُدد والعتاد ذو السويقتين، لما أذن الله بخرابها شوف البداية الله- جل وعلا- لما ما أراد ما الذي حصل وفي النهاية لما أراده الله -جل وعلا- ينقض أحجارها حجرًا حجرًا وهو ذو سويقتين ساقان دقيقتان والله المستعان.

طالب: ................

لا، الشيخ له عناية من خلال له مراجعات لا أعرف له مؤلفات لكن له مراجعات.

"الثاني من شروط الإمام الأعظم: كونه ذكر ولا خلاف في ذلك بين العلماء ويدل عليه ما ثبت في صحيح البخاري وغيره من حديث أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم-لما بلغه أن فارسًا ملكوا ابنة كسرى قال «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة»".

وهذا في البخاري ولا كلام لأحد في الحديث ومع ذلك يطعن في الحديث من يُزعم أيضا أنه من كبار الدعاة ورؤوسهم ويستدل على ضعفه أن الواقع يشهد بخلافه الواقع يشهد بخلاف هذا الحديث لماذا؟ يقول لأن غاندي حكمت الهند وتاتشر ملكت الإنجليز يسمونها المرأة الحديدية وغلدامائير هزمت العرب يستدل بهذا على إبطال أحاديث في الصحيح؟! هذا ضلال-نسأل الله العافية-.

"الثالث من شروط الإمام."

يأتي بعض المفتونين ويبرر لمثل هذا الكلام ويأتي به باعتبار أنه ناقد وأنه من أهل النظر وكذا يقول أبو بكرة رجل حُد في القذف يعني هو صادق رأى لكنه لما لم يتم النصاب جُلد في الحد ويخلطون بين الرواية التي هي ديانة وبين الشهادة التي مردها إلى الأموال {وَلاَ تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً}[النور:4] على الخلاف في ذلك بعد التوبة لكن الرواية تختلف عن الشهادة.

"الثالث من شروط الإمام الأعظم كونه حرًّا فلا يجوز أن يكون عبدا ولا خلاف في هذا بين العلماء فإن قيل ورد في الصحيح ما يدل على جواز إمامة العبد فقد أخرج البخاري في صحيحه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «اسمعوا وأطيعوا وإن استُعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة» ولمسلم من حديث أم الحصين «اسمعوا وأطيعوا ولو استُعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله» ولمسلم أيضًا من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال «أوصاني خليلي أن أطيع وأسمع وإن كان عبدا حبشيا مجدع» الأطراف فالجواب من أوجه الوجه الأول: أنه قد يضرب المثل بما لا يقع في الوجود فإطلاق العبد الحبشي لأجل المبالغة في الأمر بالطاعة وإن كان لا يتصور شرعًا أن يلي ذلك، وذكر ابن حجر هذا الجواب عن الخطابي ويشبه هذا الوجه قوله تعالى.."

ومقتضى العبد أن يكون له سيّد وإذا تولى هذا العبد إما أن يبقى في الرق فالحاكم في الحقيقة هو السيد وليس العبد وإما أن يسعى في خلاص نفسه من هذا الرق وحينئذ لا يكون عبدا.

"ويشبه هذا الوجه قوله تعالى: {قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِين}[الزخرف:81]".

يعني استبعاد.

"على أحد التفسيرات الوجه الثاني: أن المراد باستعمال العبد الحبشي أن يكون مؤمرًا من جهة الإمام الأعظم على بعض البلاد وهو أظهرها فليس هو الإمام الأعظم، الوجه الثالث: أن يكون أطلق عليه اسم العبد نظرا لاتصافه بذلك سابقا مع أنه وقت التولية حر".

يعني باعتبار ما كان.

"ونظيره إطلاق اليتم على البالغ باعتبار اتصافه به سابقا في قوله تعالى: {وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ}[النساء:2] الآية وهذا كله فيما يكون بطريق الاختيار".

لأنه حال اليتم لا يجوز أن يعطى المال حتى يختبر فإذا انتهى الوصف باعتبار ما كان يسمى يتيما وأما في الحال فليس بيتيم.

طالب: دولة كاملة دولة المماليك قامت.

نعم لكن هم أثناء الحكم عبيد؟ إذا قلنا عبد فالحكم لسيده في الحقيقة؛ لأن الذي يملكه يملك ما تحت يده فهو الحاكم في الحقيقة، هم يسمون مماليك لعله باعتبار ما كان، أما في حال الملك إذا تغلب وملك الناس وقهرهم بسيفه فهل يمكن أن يوصف بأنه عبد وهو ملك؟! لأنه إذا كان سيده بالفعل موجودا ويعترفا له فالحاكم في الحقيقة الذي له عليه الأمر.

طالب: ................

لكن مثل ما قلت يعني هل يمكن أن يبقى عبدا وسيده موجود ويملك الناس السيد م هو وضعه أجل سيد السيد مثل ملك الملك؟!

طالب: ................

يعني معناه تمرد عليه ونفاه وطرده وقال ليس لك عندي شيء.

طالب: ................

سيّد مالك يتصرف فيه ما معنى كونه رقيقا إلا أنه يمكن أن يجره بحبل ويبيعه في السوق.

طالب: ................

واقع تاريخي لا يتصور أن يوجد سيد لملك إما أن يسعى في خلاص نفسه من هذا الرق أو أن الملك يبقى للسيد لو تمرد عليه يطرده أو يقتله.

طالب: ................

هذا حكم شرعي أنه ليس له ولاية على نفسه لكن قال لك عن المماليك وأن العز بن عبد السلام حاول يبيعهم لكن هل هذه حقيقة الحال أنه ملك يسوق الناس بعصاه ووراه واحد يسوقه؟! يتصور مثل هذا؟!

طالب: ................

لا شك أنه لا يمكن أن يوجد رق بهذه المثابة إما أن يكون نفاه أو قتله بعد يمكن يقتل سيده ولا يمكن أن يكون عبدا لفلان ينتقل الرق إلى من بعده لورثته لكن يبقى أن معنى العبودية التي تقتضي الإذعان للسيد لا توجد في مثل هذه الصورة.

"أما لو تغلب عبد حقيقة بالقوة فإن طاعته تجب إخمادا للفتنة وصونا للدماء ما لم يأمر بمعصية كما تقدمت الإشارة إليه، والمراد بالزبيبة في هذا الحديث واحدة الزبيب المأكول المعروف الكائن من العنب إذا جف، والمقصود من التشبيه التحقير وتقبيح الصورة لأن السمع والطاعة إذا وجبا لمن كان كذلك دل ذلك على الوجوب على كل حال إلا في المعصية كما يأتي ويشبه قوله -صلى الله عليه وسلم- «كأن رأسه زبيبة» قول الشاعر يهجو شخصًا أسود:

دنس الثياب كأن فروة رأسه

 

غرست فأنبت جانباها فلفلا

الرابع من شروطه: أن يكون بالغا فلا تجوز إمامة الصبي إجماعًا لعدم قدرته على القيام بأعباء الخلافة".

في أوقات الضعف وجد خلفاء صبيان في الخامسة والسادسة والسابعة من العمر أطفال وعليهم وصي وهذه الخلافة لا شك أنها ليست شرعية.

"الخامس: أن يكون عاقلا فلا تجوز إمامة المجنون ولا المعتوه وهذا لا نزاع فيه".

طالب: الوقت يا شيخ.

نعم لا المسائل يعني حكمها واحد سرد سرد يعني ما هنا.

"السادس: أن يكون عدلاً فلا تجوز إمامة فاسق واستدل عليه بعض العلماء بقوله تعالى:{قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين}[البقرة:124]  ويدخل في اشتراط العدالة اشتراط الإسلام؛ لأن العدل لا يكون غير مسلم. 

السابع: أن يكون ممن يصلح أن يكون قاضيًا من قضاة المسلمين مجتهدًا يمكنه الاستغناء عن استفتاء غيره في الحوادث. الثامن: أن يكون سليم الأعضاء غير زمن ولا أعمى ونحو ذلك".

كلام شيخ الإسلام- رحمه الله- في الحاكم الذي حكمه يرفع الخلاف قال لا بد أن يكون مجتهدا عارفا بالأحكام أما شخص لا يفرق بين القرء والطهر- بين الحيض والطهر- في مسألة القرء هذا لا يرفع قوله الخلاف هذا كلام شيخ الإسلام رحمه الله.

طالب: ....................

هو في الحقيقة القاضي لكنه الحاكم من فوقه.

"ويدل لهذين الشرطين الأخيرين أعني العلم وسلامة الجسم قوله تعالى في طالوت: {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ}[البقرة:247] التاسع: أن يكون ذا خبرة ورأي حصيف بأمر الحرب وتدبير الجيوش وسد الثغور وحماية بيضة المسلمين وردع الأمة والانتقام من الظالم والأخذ للمظلوم كما قال لقيط الإيادي:

وقلدوا أمركم لله دركم

 

رحب الذراع بأمر الحرب مطلعا

العاشر: أن يكون ممن لا تلحقه رقة في إقامة الحدود ولا فزع من ضرب الرقاب ولا قطع الأعضاء، ويدل لذلك إجماع الصحابة رضي الله عنهم على أن الإمام لا بد أن يكون كذلك قاله القرطبي".

بالنسبة للدرس في يوم السبت والأحد سوف يكون بعد صلاة العشاء- إن شاء الله تعالى- السبت والأحد فقط من أجل الصيام- من أجل صيام يوم عاشوراء- والحادي عشر.

طالب: الجمعة يوجد درس يا شيخ؟

 

الجمعة إن شاء الله.

"