تعليق على تفسير سورة البقرة من أضواء البيان (01)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يقول هل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومقارعة دعاة الباطل والمستهزئين بالدين ودعاته هل ذلك من الانشغال بما لا يعني؟ وهل ذلك داخل في قوله «من حسن إسلام المرء تركنه ما لا يعنيه»؟

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مطالب به كل مسلم وهو مما يعنيه وهو مسئول عنه أمام الله جل وعلا «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه» وهو مطالب بالأمر والنهي ولولا هذه الشعيرة لما كان لهذه الأمة مزية وخصيصة على غيرها من الأمم، وأما كونه لا يعنيه لا، يعنيه الأمر وهو مسئول أمام الله- جل وعلا- إذا رآه يرتكب المنكر ولم ينكر عليه وما لعن بنو إسرائيل إلا لتركهم النهي عن المنكر ﭿ ﮁﮂ  المائدة: ٧٩  والله المستعان.

في الدرس الماضي سأل واحد عن عقيدة الشيخ محمد الأمين-رحمه الله-فأجبت أنه استفاد من علماء هذه البلاد لما جاء ولا شك في ذلك، لكن هو على مذهب أهل السنة قبل مجيئه هنا في في رحلته للحج سنة ست وستين أظن هذه الرحلة كانت ست وستين.

هنا يقول: ومما سألونا عنه.

يعني في طريقهم إلى مكة.

يقول: ومما سألونا عنه مذهب أهل السنة في آيات الصفات وأحاديثها كقوله تعالى الأعراف: ٥٤  وقوله- جل وعلا-: ﭚﭛ الفتح: ١٠  وقوله -صلى الله عليه وسلم- «قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن» ونحو ذلك فأجبناهم بأن المذهب الذي يسلم صاحبه من ورطتي التعطيل والتشبيه هو مذهب سلف هذه الأمة من الصحابة والقرون المشهود لهم بالخير وأئمة المذاهب وعامة أهل الحديث وهو الذي لا شك أنه الحق الذي لا غبار عليه وضابطه مجانبة أمرين وهما التعطيل والتشبيه، فمجانبة التعطيل هي أن تُثبت لله- جل وعلا- كل وصف أثبته لنفسه أو أثبته له نبيه -صلى الله عليه وسلم- إذ من الضروري أنه لا يصف الله أحد أعلم بالله من الله ولا من رسوله -صلى الله عليه وسلم-... إلى أن قال ومجانبة التشبيه أن تعلم أن كل وصف أثبته الله- جل وعلا- لنفسه أو أثبته له نبيه -صلى الله عليه وسلم- فهو ثابت له حقيقة على الوجه البالغ من كمال العلوّ والرفعة والشرف ما يقطع علائق المشبهة أو المشابهة بينه وبين صفات المخلوقين إلى آخر كلامه -رحمه الله- مما يدل على أنه كان على مذهب أهل السنة والجماعة قبل أن يحضر هذه البلاد، ما قلناه بحثًا في الدرس السابق صار ما له مجرد وهم لا أدري على ماذا اعتمدت؛ لأن مذهب القوم هناك في تلك البلاد كلهم على مذهب الأشعرية، بل منهم من هو أشد فيهم صوفية غلاة، وفيهم أشياء، ومازال المذهب السائد هناك هو المذهب الأشعري ويروج له بعض الشناقطة بأنه هو مذهب أهل السنة والجماعة، لكن الشيخ رحمة الله عليه على مذهب أهل السنة قبل أن يحضر.

 لمن هذا الكتاب، لا أدري موجود؟

طالب: ...............

نعم لكنه ليس بكثرة ابن يوسف جده لكن هل هناك إمام مؤثر هناك أثر على المجموعة أولا؟

طالب: ...............

جد الشيخ إبراهيم.

طالب: ...............

لكن هل نسبتهم كبيرة أو قلة؟

طالب: لا، ليست كبيرة لكن....

والمذهب السائد هو الأشعري.

طالب: ...............

الآن الشناقطة يروجون لهذا حتى الموجودين هنا يروجون أن مذهب أهل السنة هو مذهب الأشاعرة.

طالب: لكن هذا تغير.

نعم لا شك.

طالب: ...............

نعم لا شك أنه اشتهر مذهب أهل السنة على يد شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام المجدد وأتباعه كلهم شهروا المذهب واتصل بهم الناس في الحج وكثرت الاتصالات بين أهل العلم وتأثروا، اللهم لك الحمد.

طالب: ...............

نعم كتبته؟ هات أرى..

يقول بسم الله الرحمن الرحيم فائدة في قول الله تعالى لمريم آل عمران: ٤٣  اختلف أهل العلم- رحمهم الله- في المراد بقوله تعالى واركعي مع الراكعين على قولين حكاهما الماوردي والسمعاني والبغوي والنسفي وشيخ الإسلام ابن تيمية والشوكاني وغيرهم وهذان القولان هما: القول الأول كوني مع جنس الراكعين بأن تفعلي كفعلهم وتنظمي نفسك في جملة المصلين، القول الثاني: اركعي مع الراكعين يعني مع الراكعين في صلاة الجماعة، يعني ما من قول من هذين القولين إلا ويمكن أن يقال به في الآية الأخرى البقرة: ٤٣  وجه الأول قالوا لأن الله تعالى قال البقرة: ٤٣  وهو أعمّ قال الواحدي- رحمه الله- وقوله آل عمران: ٤٣  ولم يقل مع الراكعات؛ لأن الراكعين أعم لوقوعه على الرجال والنساء إذا اجتمعوا وذكر نحوه البغوي والسمعاني تعليلاً للقول الأول؛ ولأنه يحتمل أن يتجوز في مع فتكون للموافقة للفعل فقط دون اجتماع أي افعلي كفعلهم فإنها كانت تصلي في محرابها ذكر هذا الاحتمال أبو حيان- رحمه الله-، وأما القول الثاني وهو أنها تصلي جماعة فهذا القول نقله ابن الجوزي عن مقاتل قال- رحمه الله- ومعناه اركعي مع المصلين قراء بيت المقدس نعم واختاره البيضاوي- رحمه الله- ونحوه عن أبي السعود وقال ابن كثير كوني معهم.

خطك ليس بواضح لا بد من العناية به.

يقول: اختاره البيضاوي- رحمه الله- وقال: أمرت بالصلاة بالجماعة بذكر أركانها مبالغة في المحافظة عليها، وقال الشيخ تقي الدين ابن تيمية- رحمه الله- قد يكون أمر لها بصلاة الجماعة وإن كانت امرأة لأنها كانت مجردة منذورة لله عاكفة في المسجد انتهى. ونقل ابن حيان عن الماتريدي أنه قال ولم تكره لها في الصلاة في الجماعة وإن كانت شابة لأنهم كانوا ذوي قرابة منها ورحم؛ ولذا اختصوا في ضمها وإمساكها انتهى. قال ابن عاشور- رحمه الله- وقوله مع الراكعين إذن لها بالصلاة مع الجماعة وهذه خصوصية لها من بين بني إسرائيل إظهارًا لمعنى ارتفاعها عن بقية النساء ولذلك جيء في الراكعين بعلامة التذكير، والذي يظهر والله أعلم أنه لا تنافي بين القولين فإذا أخذنا بظاهر الآية كما يقول الشوكاني ظاهره أن ركوعها يكون مع ركوعهم فيدل على مشروعية صلاة الجماعة انتهى كلامه دخل القول الأول ولا بد إذ كونها تصلي معهم جماعة ضمن الراكعين وهو بلا شك فهي ستفعل مثل فعلهم اقتداء بهم

طالب : ...........

يجعلها ضمن الراكعين ويقول ويقوي هذا إذا علمنا ما ذكره بعض المفسرين من أنها في هذه الآية أمرت بمقامين مقام صلاتها وحدها ومقام صلاتها مع جماعة، قال ابن عطية- رحمه الله- وقوله عندي في ذلك أن مريم أُمرت بفصلين ومعلمين من معالم الصلاة وهما طول القيام والسجود وخُصَّا بالذكر لشرفهما في أركان الصلاة و العبد يقرب من يقرب في وقت السجود من الله وهذا ما يختصان به وهذان يختصان بصلاتها مفردة، وإلا فمن يصلي وراء إمام فليس يقال له أطل قيامك، ثم أُمرَت بعد الصلاة في الجماعة فقيل لها اركعي مع الراكعين وقصد هنا معلم من معالم الصلاة لئلا يتكرر لفظ ولم يرد بالآية السجود والركوع الذي هو منتظم في ركعة واحدة والله أعلم. في التفسير القيم لابن القيم قال انتبه لمعنى الآية من قوله آل عمران: ٤٣  ولم يقل اسجدي مع الساجدين فإنها عُبِّر بالسجود عن الصلاة وأراد صلاتها في بيتها؛ لأن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها مع قومها ثم قال لها اركعي مع الراكعين أي صلي مع المصلين في بيت المقدس ولم يرد أيضًا الركوع وحده دون أجزاء الصلاة ولكنه عُبر بالركوع عن الصلاة كما تقول ركعت ركعتين وأربع ركعات يريد الصلاة لا الركوع بمجرده فصارت الآية متضمنة لصلاتين صلاتها وحدها عُبِّر عنها بالسجود؛ لأن السجود أفضل حالات العبد وكذلك صلاة المرأة في بيتها أفضل لها ثم صلاتها في المسجد عبر عنها بالركوع؛ لأنه في الفضل دون السجود فكذلك صلاتها مع المصلين دون صلاتها في بيتها وحدها في محرابها، وبهذا يظهر أن القولين غير متضادين بل يمكن الجمع بينهما وعليه فلا يكون هناك إشكال في هذه الآية مع قوله تعالى: البقرة: ٤٣  قال شيخ الإسلام في منهاج السنة في قوله تعالى:   آل عمران: ٤٣  أن هذه الآية بمنزلة قوله البقرة: ٤٣  قيل ذكر ذلك ليبين أنهم يصلون جماعة نعم لأن المصلي في الجماعة يكون مدركًا للركعة بإدراك ركوعها والله أعلم.

طالب: ...........

لكن احرص.

طالب: ...............

أخاف ترجع له في يوم من الأيام  يمكن ما تقرأه

طالب: لا سأنقله...

نعم جزاك الله خير.

الآن انحل الإشكال أو ما انحل؟

طالب: بالنسبة للرحيم والرحمن... كان الخلاف طويلا كلام ابن القيم يقول أن الرحيم يتعلق برحمة عامة ورحمة خاصة وجعل الخاصة.

متعدية نعم بالصفة المتعدية المقصود أن آل عمران: ٤٣   البقرة: ٤٣  نحن أوردنا الإشكال في الدرس الماضي إن قلنا إن كان في الآية دلالة على وجوب صلاة الجماعة فصلاة الجماعة واجبة على مريم، وإذا قلنا أن الآية في المتعلقة بمريم لا تدل على وجوب الجماعة عليها فآية الرجال لا تدل على الوجوب وإنما تدل على الموافقة لهم في كيفية الصلاة وفي الوقت، يعني الموافقة لهم من كل وجه ولا تلزم من المعية أن تكون مماسة ومع ذلك يستدل على وجوب صلاة الجماعة بأدلة كثيرة جدًا أصرح مما في الآية.

 

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي- رحمه الله تعالى-:

"سورة البقرة بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى البقرة: ٢  صرح في هذه الآية بأن هذا القرآن".

مثل ما تقدم في سورة الفاتحة من تقديم البسملة على السورة أو العكس والذي يظهر أن البسملة مقدمة لأنه لا يراد تلاوة الفاتحة لتكتب معها البسملة.

"صرَّح في هذه الآية بأن هذا القرآن هدى للمتقين ويفهم من مفهوم الآية أعني مفهوم المخالفة المعروف بدليل الخطاب أن غير المتقين ليس هذا القرآن هدى لهم وصرَّح بهذا المفهوم في آيات أخر كقوله ﯧﯨ ﯱﯲ فصلت: ٤٤  وقوله ﮫﮬ   الإسراء: ٨٢  وقوله: ﭭﭮ ﭿ التوبة: ١٢٤ - ١٢٥  وقوله تعالى                    ﯿﰀ المائدة: ٦٤  الآية".

الآيتان أو الآية؟

سم.

آية أو آيتان؟

طالب: ..............

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قد يقول قائل مادام الأمر كذلك أنه البقرة: ٢   ﯱﯲ فصلت: ٤٤  إلى آخر ما جاء في الآيات   الإسراء: ٨٢ قد يقول قائل ما الفائدة في دعوة الكفار؟ والله- جل وعلا- يقول لنبيه ق: ٤٥    الذاريات: ٥٥  مفهوم الآية أنها لا تنفع غير المؤمنين فلا تذكرهم هذا الذي يفهم من ظاهر الآية، يعني ما الفائدة من تذكيرهم والذكرى لا تنفعهم؟ هل هي مجرد قيام الحجة عليهم؟ ونحن نرى أن الذكرى نفعتهم والتذكير انتفعوا به وأسلم كثير منهم والمؤمنون كثير منهم كانوا النساء: ٩٤  هل يقال أن الانتفاع بالقرآن من شأن المؤمن هذا الأصل لأنه هو الذي ينتفع وهو الذي يمتثل والكافر الأصل أنه رافض وجاحد فإذا أراد الله هدايته فتح الله قلبه لهذا الكتاب، ظاهر أولا؟ نعم لأن هذا الكلام مشكل و معناه لا تدعو أحد فلا فائدة   الإسراء: ٨٢ تدعو يزيد في ضلاله وغيه نعم إذا كان الله- جل وعلا- لم يرد له هداية الأمر كذلك، لكن هو لا ينتفع حتى يكتب الله له الهداية وقد كتبت له في الأزل فيحين وقتها وينفتح قلبه وينشرح صدره فينتفع، ومع ذلك من يدعو إلى الله من رسله وأتباعهم عليهم أن يدعو المؤمنين يرشدوهم إلى ما ينفعهم ويدعو غير المؤمنين من الكفار والمنافقين ويجاهدونهم بكتاب الله ويجادلونهم بالحكمة وبالموعظة والتي هي أحسن يجادلونهم، وكم من شخص أسلم بسبب هذه الدعوة ولا يفهم من هذا أن الكافر ميئوس منه كما يروّج بعض رؤوس الرافضة، بثوا دعايات أنهم ميؤوس من هدايتهم وتلقفها بعض من ينتسب إلى السنة وبعض الدعاة مع الأسف، كل هذا من أجل ألا ندعوهم لا بد من دعوتهم حتى مع اليأس منهم، حتى مع ضعف الاحتمال ندعوهم، وكم من شخص هداه الله- جل وعلا- منهم، وأما القول بأنهم ميئوس منهم ولا فائدة فيهم ودعوتهم من باب تضييع الأوقات والجهود هذا الكلام ليس بصحيح هذا للصد عن دعوتهم ويُخشى أن تكون هذه الدعاية صادرة منهم لتحصين أتباعهم.

طالب: ..............

الغالب نعم أو أنه لا يستفيد حتى يكتب الله له أو يحين وقت هدايته فيهديه الله- جل وعلا-.

طالب: ..............

كل شيء بإرادة الله ومشيئته وقدرته والأزل مكتوب له أنه يهتدي في الأزل مكتوب عليه وأنه يختم له بكذا، لكن مادام على كفره هذا وصفه فإذا حان وقت هدايته التي كتب الله له- جل وعلا- فتح الله قلبه.

طالب: ..............

لا، هو يستدل بالآيات التي معنا.

طالب: ..............

هو كافر.

طالب: ..............

ما معنى البقرة: ٢  مفهوم كلام الشيخ أن غير المتقين ليس هذا القرآن ويدخل في غير المتقين الفساق من المسلمين بعد الأمر على ما ذكرنا ولا إشكال في ذلك والدعوة مطلوبة دعوة جميع الناس    ﮅﮆ ﮋﮌ يوسف: ١٠٨.

طالب: أحسن الله إليك.

"الآيتان تعود على ماذا؟ عندي الآية قوله تعالى:                    ﯿﰀ المائدة: ٦٤  الآية".

أي واحدة؟

طالب: عندي قوله واستكمل الآيات كلها.

يعني إلى آخر الآيتين هذه والتي بعدها.

"ومعلوم أن المراد بالهدى في هذه الآية الهدى الخاص الذي هو التفضل بالتوفيق إلى دين الحق لا الهدى العام الذي هو إيضاح الحق".

لأن هناك هداية دلالة وإرشاد وهداية توفيق وقبول، هداية التوفيق والقبول هذه من الله ليست لأحد لا يستطيع شخص أن يهدي أحدًا القصص: ٥٦  وأما هداية الدلالة والإرشاد فهي للرسل وأتباعهم ولا يلزم أن يترتب عليها أثرها لا يلزم أن يهتدي المدعو.

طالب: ..............

الذي هو التفضل بالتوفيق.

طالب: ..............

عندكم؟ الذي هو التفضل بالتوفيق تفضل الله جل وعلا.

"قوله تعالى: البقرة: ٣  عبّر في هذه الآية الكريمة بمن التبعيضية الدالة على أنه ينفق لوجه الله بعض ماله لا كله ولم يبين هنا القدر الذي ينبغي إنفاقه والذي ينبغي إمساكه ولكنه بيّن في موضع آخر أن القدر الذي ينبغي إنفاقه هو الزائد على الحاجة وسد الخُلة التي لا بد ."

الخَلة.

"وسد الخَلة التي لا بد منها وذلك كقوله: ﯷﯸ البقرة: ٢١٩  والمراد بالعفو الزائد على قدر الحاجة التي لا بد منها على أصح التفسيرات وهو مذهب الجمهور ومنه قوله تعالى: الأعراف: ٩٥  أي كثروا وكثرت أموالهم وأولادهم، وقال بعض العلماء العفو نقيض الجهد وهو أن ينفق ما لا يبلغ إنفاقه منه الجهد والسفر والوسع ومنه قول الشاعر:

خذ العفو مني تستديمي مودتي 

 

ولا تنطقي في سَوْرتي حين أغضب

وقوله تعالى: الإسراء: ٢٩ ".

وهذا القول راجع إلى ما ذكرنا وبقية الأقوال ضعيفة، ليس عندك؟

لا.

عندكم؟

طالب: ..............

وهذا القول راجع إلى ما ذكرنا مع أنه مكتوب الراجح عندي؟ وهذا القول راجع إلى ما ذكرنا وبقية الأقوال ضعيفة، فرائض الإسلام جاءت أو جاء كثير منها مجملاً في القرآن مجمل في موضع بُيِّن بيانًا من وجه في موضع آخر من القرآن وتم بيانه بالتفصيل في السنة، وما جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام- الذي وظيفته البيان عن الله مراده الإجمال جاء في القرآن، قد يجيء بعض التفاصيل وأما تمام التفصيل الذي لا مزيد عليه فقد جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام- يعني ما بقي مسألة يمكن أن يسأل عنها في الصلاة التي أمر بها البقرة: ٤٣  مع ما ثبت عنه -عليه الصلاة والسلام- من قوله وفعله، وقل مثل هذا في الزكاة، وجاء الأمر بالصيام بُيِّن وفصلت أحكامه في السنة وكذلك الحج جاء الأمر به وذكرت بعض أحكامه، لكن البيان التام والصورة المتكاملة جاءت في السنة من قوله وفعله -عليه الصلاة والسلام-.

طالب: ..............

العلماء يختلفون هل للمرء أن ينفق جميع ماله كما فعل أبو بكر أو لا؟ كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام- لسعد «إنك إن تذر ورثتك أغنياء» المسألة خلافية بين أهل العلم لكن من كان له سبب ويضمن ألا يضيع من يمون من تحت يده وثقته بالله- جل وعلا- تؤهله لمثل هذا الإقدام لأن بعض الناس قد يقدم في ظرف ثم يندم على ذلك ندما شديدا ويتحسر ويتسخط مثل هذا لا ينفق إلا بقدر الواجب ويكفيه، الناس يتفاوتون جاء الإجمال الذاريات: ١٩  مبيَنًا بعض البيان في قوله المعارج: ٢٤ - ٢٥  بين أن المراد بالحق هنا الواجب الفريضة التي هي معلوم ومبينة وأما ما عداها هذا ليس بمعلوم أنفق ما شئت يعني ليس مقررا محددا.

"وقوله تعالى:     الإسراء: ٢٩  فنهاه عن البخل بقوله   الإسراء: ٢٩  ونهاه عن الإسراف بقوله:   الإسراء: ٢٩  فيتعين الوسط بين الأمرين كما بينه بقوله       ﯿ الفرقان: ٦٧  فيجب على المنفق أن يفرق بين الجود والتبذير وبين البخل والاقتصاد فالجود غير التبذير والاقتصاد غير البخل".

الجود مطلوب، والنبي -عليه الصلاة والسلام- من صفته الجود ويزداد جوده في رمضان إذا لقيه جبريل، والله- جل وعلا- جواد فالجود مطلوب لكن التبذير والإسراف حرام     ﯽﯾ الإسراء: ٢٧  فرق بين هذا وهذا، وبعض الناس لا يستطيع أن يميز بين هذا وهذا فإذا دخل في الموضوع تعدى ما حُد له كما أنه في مجال التوفير والاقتصاد إذا حزم أمره دخل في حيّز التقتير.

"فالمنع في محل الإعطاء مذموم وقد نهى الله عنه نبيه -صلى الله عليه وسلم- بقوله:   الإسراء: ٢٩ والإعطاء في محل المنع مذموم أيضًا وقد نهى الله عنه نبيه -صلى الله عليه وسلم- بقوله   الإسراء: ٢٩ وقد قال الشاعر:

لا تمدحن ابن عباد وإن هطلت  

 

يداه كالمزن حتى تخجل الديما       .

تُخجل.

.................................. 

 

................ حتى تُخجل الديما

فإنها فلتات من وساوسه  

 

يعطي ويمنع لا بخلاً ولا كرمًا    .

وقد بين تعالى في مواضع أخر".

يعني ليست عنده قاعدة منضبطة في الإعطاء والمنع، لا يقيده لا دين ولا عقل إنما هي فلتات أحيانًا ينفتح ويعطي بلا حد، وأحيانًا يمسك فلا يعطي شيئًا.

"وقد بيّن تعالى في مواضع أخر أن الإنفاق المحمود لا يكون كذلك إلا إذا كان مصرفه الذي صُرف فيه مما يرضي الله كقوله تعالى: ﯿ البقرة: ٢١٥  الآية، وصرح بأن الإنفاق فيما لا يرضي الله حسرة على صاحبه في قوله.."

حسرةٌ.

أحسن الله إليك.

حسرةٌ.

"وصرَّح بأن الإنفاق فيما لا يرضي الله حسرةٌ على صاحبه في قوله الأنفال: ٣٦  الآية".

كثير من التجار الذين أنعم الله عليهم ووسع عليهم إذا بخلوا بالمال في وجوه الخير وهذا الواقع يشهد به ينفقون أموالاً طائلة لا حد لها فيما لا ينتفعون به لا في دين ولا دنيا، لا في دنيا ولا في آخرة، تتفلت عليهم الأموال وإن كان عندهم شيء من الشح والبخل تتفلت عليهم رغم أنوفهم إذا بخلوا بما أوجب الله عليهم يتصدقون أو يبذلون في أبواب وفي أسفار ورحلات شيء لا يمكن حدّه، يذكرون مبالغ من الصرف والسرف والبذخ في أسفارهم ونزهاتهم، ومع ذلك إذا طُلب منهم الشيء اليسير لم تجد بها أنفسهم والله- جل وعلا- هو المعطي وهو المانع النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: «إنما أنا قاسم والله هو المعطي» قد يقول بعضهم والله ما كتب الله لك شيئا، يبخل بما أمره الله به ويقول للسائل والقائم على المشروع الخيري والله ما كتب شيئا وما يدريك أن الله ما كتب شيئا لكن أنت أد الذي عليك ويصير الله كتب لكن هذا يحتجون به مثل الحجة الأولى يس: ٤٧  نسأل الله العافية.

"وقد قال الشاعر:

إن الصنيعة لا تعد صنيعة       .

 

حتى يصاب بها طريق ..."           .

لا تعد صنيعةً لأن نائب الفاعل الضمير العائدة على الصنيعة.

"إن الصنيعةَ لا تعد صنيعةً      .

 

حتى يصاب بها طريق المصنع .

فإن قيل هذا الذي قررتم يقتضي أن الإنفاق المحمود هو إنفاق ما زاد على الحاجة الضرورية مع أن الله تعالى أثنى على قوم بالإنفاق وهم في حاجة إلى ما أنفقوا وذلك في."

وأما فيما يعرف بالإيثار كما جاء في مدح الأنصار      ﯽﯾ الحشر: ٩  مع أن الإنسان لم يؤمر بإنفاق جميع ما زاد عن حاجته بل يمسك حاجته ويمسك القدر الزائد عليها إلا ما أوجب الله فإن زاد على ذلك صار تطوعا.

"وذلك في قوله      ﯽﯾ ﯿ الحشر: ٩  فالظاهر في الجواب والله تعالى أعلم هو ما ذكره بعض العلماء من أن لكل مقام مقالاً ففي بعض الأحوال يكون الإيثار ممنوعًا وذلك كما إذا كانت على المنفق نفقات واجبة كنفقة الزوجات ونحوها فتبرع بالإنفاق في غير واجب وترك الفرض لقوله -صلى الله عليه وسلم- «وابدأ بمن تعول»".

هذا آثم إذا تطوّع بالنفقة وهو مفرط بما أوجب الله عليه، هذا آثم يترك الواجب ويشغل ذمته به ويتبرع وكذلك لو كان مدينا لا يجوز له أن يتصدق ولا يجوز له أن يتبرع حتى يقضي ما عليه من الدين، نعم إذا كان الدَّين كبيرًا وأراد أن يتصدق بشيء يسير على فقير محتاج ملهوف أجاز بعض العلماء له ذلك مثل شيخ الإسلام ابن تيمية يقول الشيء اليسير الذي لا يؤثر في الدين ولو أعطي الدائن ما قبِلَه هذا ليس فيه مانع، يعني المطلوب مئات الألوف ويمر بسائل يعطيه خمسة ريالات أو عشرة أو شيء من ذلك ما يضر، ومثله لو كان مدينًا وأراد أن يحج حجة بطريقته الخاصة ما يكلف شيئا نفقة السيارة التي هو ينفق عليها وهو في بلده وأكله وشربه الذي سيأكله ويشربه في بلده وبعض الناس يوفر في الأسفار أكثر مما يوفر في الحضر شيء يسير جدًا والمبالغ طائلة وتأتي إلى هذا الدائن الذي يطلب خمسمائة ألف ستمائة ألف وتعطيه ألفين أو ثلاثة ولا يقبلها فمثل هذا قد لا يؤثر.

"وكأن يكون لا صبر عنده عن سؤال الناس فينفق ما له ويرجع إلى الناس يسألهم مالهم فلا يجوز له ذلك، والإيثار فيما إذا كان لم يضيع نفقة واجبة وكان واثقًا من نفسه بالصبر والتعفف وعدم السؤال".

الصحابي الذي مدحه النبي -عليه الصلاة والسلام- لما جاءه الضيف وقدم له طعامه وطعام الصبية وطعام المرأة وأصبحوا أو باتوا جائعين يتضاغون من الجوع هو مُدح، مدحه النبي -عليه الصلاة والسلام- فهنا آثر الضيف مع مسيس الحاجة لمن يمون مسهم الضر في تلك الليلة مع ذلك مُدح هذا الرجل، يعني أحيانًا في ظرف معيّن في حالة واحدة أو أحوال يسيرة قد يمدح في مثل هذه الحالة لأنه خالف هواه ونفسه وشيطانه، وقل مثل هذا في أحد الثلاثة أصحاب الغار الذي ينتظر والده حتى أصبح ومعه اللبن ينتظره نائما والصبية يتضاغون يعني ما المانع أن يقسم لهم ويعطيهم ويبقى الباقي للأب؟ لكن القصة سيقت مساق المدح لماذا؟ لأنه آثر ما يحبه الله- جل وعلا- على ما يحبه هو، فآثر محبة الله- جل وعلا- على هوى نفسه، ومن هنا جاء المدح والفقهاء يقدمون نفقة الزوجة والأولاد على الوالدين، نفقة الزوجة والأولاد مقدمة على الوالدين لكن هل يفعل متديّن يرجو ما عند الله ويخشى عقابه أن يقدم ولده على والده هنا مسألة الفقه ومسألة العمل بالظاهر، لكن ما يتعلق بالقلوب الإنسان إذا قدّم ولده معناه أنه قدم هوى نفسه، وإذا قدم الوالد أو الأم معناه أنه قدم ما يحبه الله ويرضاه على ما يحبه لنفسه، قد يقول أحد في هذا شيء من الاضطراب في الحكم كيف يوجب عليه نفقة الزوجة والأولاد أوجب من نفقة الوالدين ومع ذلك يمدح إذا قدم الوالدين؟ البر له شأن عند المشاحّة، إذا خشي الهلاك على الوالدين أو على الأولاد وعند المحاكمة والمشاحّة والمطالبات عند القضاة تقدم نفقة الزوجة، لكن لو مثل ما حصل قبل خمسة عشر سنة أو كذا في الحريق الذي في منى كان حاجّ من الكهول حاجّ ومعه أولاده ومعه أبوه المقعد احترق المخيّم فحمل ولديه وهرب وترك الوالد يحترق لأنه لو حمل الوالد احترق الأولاد فما الذي قدم في هذه الصورة؟ قدم هواه وما يحبه على ما يحبه الله-جل وعلا-قد يقول قائل أنه أنقذ نفسين بدل واحدا وأنقذ شبابا في مقتبل العمر وهذا شخص يعني أخذ نصيبه من الحياة لا، ليست بهذه المقاييس الشرع لا يقاس بهذه المقاييس، فبر الوالدين وحقهم عظيم وإن قيل في مسألة المقاضاة والأحكام شيء آخر، الليل كله وهو ممسك بالإناء ينتظر الأب يستيقظ من النوم والصبية يتضاغون من الجوع والعطش المسألة مسألة لبن يقسم لهم ويعود إلى أبيه لا.

وخالف النفس والشيطان واعصهما.

 

وإن هما محضاك النصح فاتهم      .

هذا مراد الله-جل وعلا-أن تقدم والديك وأن تبر بوالديك على نفسك تقدمهما على نفسك.

"وأما على القول بأن قوله تعالى: البقرة: ٣ يعني به الزكاة فالأمر واضح والعلم عند الله تعالى، قوله تعالى: ﭢﭣ ﭦﭧ البقرة: ٧  لا يخفى أن الواو في قوله ﭢﭣ البقرة: ٧  محتمِلة في الحرفين أن تكون معطوفةٌ على ما قبلها وأن تكون استئنافية ولم يبين ذلك هنا ولكن بيّن في موضع آخر أن قوله ﭢﭣ البقرة: ٧  معطوف على قوله البقرة: ٧  وأن قوله البقرة: ٧  استئناف والجارّ والمجرور خبر المبتدأ الذي هو غِشاوة".

يعني على ما تقدم تقريره في المقدمة التي يسميها الشيخ ترجمة.

"وسوّغ الابتداء بالنكرة فيه اعتمادها على الجارّ والمجرور قبلها ولذلك يجب تقديم هذا الخبر لأنه هو الذي سوّغ الابتداء بالمبتدأ كما عقده في الخلاصة بقوله:

ونحو درهم ولي وطر               .

 

ملتزم فيه تقدم الخبر"            .

نعم ابن مالك في ألفيته التي سماها الخلاصة.

أحصى من الكافية الخلاصة    .

 

....................................

أصلها من الكافية مأخوذة من الكافية والكافية مطبوعة ومشروحة في حدود ثلاثة أضعاف الألفية والألفية ضُمّنت مع ألفية للمختار ابن بُونة وهي أيضًا مطبوعة، فالخلاصة خلاصة كما قال المؤلف-رحمه الله-ومن أراد الزيادات يأخذها من الكافية ويأخذها أيضًا من زيادات ابن بونة.

"فتحصل أن الختم على القلوب والأسماع وأن الغشاوة على الأبصار وذلك في قوله تعالى:     الجاثية: ٢٣  والختم الاستيثاق من الشيء حتى لا يخرج منه داخلٌ فيه ولا يدخل فيه خارج عنه، والغشاوة الغطاء على العين يمنعها من الرؤية، ومنه قول الحارث بن خالد بن العاص:

هوَيتك إذ عيني عليها غشاوة  

 

فلما انجلت قطعت نفسي ألومها"  .

هوَيتك أو هوِيتك؟

................................... 

 

لعلي إلى من قد هوِيت أطير    .

وأما هو فهو سقط نزل وكان لا يرفع يديه إذا هوى للسجود.

"هوِيتك إذ عيني عليها غشاوة .

 

فلما انجلت قطعت نفسي ألومها     .

وعلى قراءة".

كأنها وضعت له شيئا يغطي على بصره فيظنها على خلاف حقيقتها لما ارتفعت هذه الغشاوة وانجلت هذه الغشاوة قطع أصابعه من الندم واللوم لنفسه.

ستدري إذا انجلى الغبار

 

أفرس تحتك أم حمار          .

"وعلى قراءة من نصب غشاوة فهي منصوبة بفعل محذوف أو وجعل على أبصارهم غشاوة كما في سورة الجاثية وهو كقوله:

علفتها تبنا وماء باردًا               .

 

حتى شتت همالة عيناها"         .

التقدير علّفتها، ما بها؟

طالب: ..............

في سورة الجاثية الجاثية: ٢٣.

الجاثية: ٢٣.

على بصره لأنه أشار إلى سورة الجاثية.

"علفتها تبنا وماء باردًا          .

 

..................................." 

التبن يعلف لكن الماء البارد يعلف فيقدر سقيتها علفتها تبنًا وسقيتها، أو يضمَّن علفتها فعلا يصلح للأكل والسقي والشرب، يعني أعطيتها تبنًا وماءًا باردًا حتى غدت همالة عيناها والرواية الأخرى شتت.

"وقول الآخر:

ورأيت زوجك في الوغى         .

 

متقلدا سيفًا ورمحًا                   .

وقول الآخر."

متقلدًا سيفًا الرمح يتقلد؟ فالرمح لا يُتقلد.

وقول الآخر:

"إذا ما الغانيات برزن يوما        .

 

...................................." 

طالب: ..............

نعم، متقلدا وحاملا إذا ما الغانيات.

"إذا ما الغانيات برزن يوما        .

 

وزججن الحواجب والعيونا"              .

العيون ما تزجج الحواجب نعم، وزججن الحواجب وكحلن العيونا.

"كما هو معروف في النحو وأجاز بعضهم".

يعني هذه الأبيات كلها في شرح ابن عقيل على الألفية مرَّت على الطلاب في المرحلة المتوسطة والثانوية لكن هل يتذكرون شيئا من هذا؟ لأن الكتب مسخت، يعني الألفية موجودة في المعاهد العلمية وشرح ابن عقيل لكنها مسخت وانتهت، يعني في الألفية يقتصرون من الباب الكامل ببيت أو بيت ونصف وأحيانًا يحذف شطر ويبقى شطر، كيف يتعلم طالب علم بهذه الطريقة والشروح لُعب بها لِعبا، هذه المعاهد التي يقال لها تأسيس علمي اختلفت اختلافا كبيرا جدًا فكيف بغيرها من مراحل التعليم الأخرى والمتوسطات والثانويات العامة وغيرها، الآن نقرأ هذه الأبيات ونستذكر ما قرأناه قبل أربعين سنة نفسها وحفظنا لها مثل ما نقرأها الآن وتصورنا للتقديرات وما يدور حولها كله من ذلك الوقت، فالمعاهد العلمية مباركة وفيها تأصيل وتأسيس علمي لكن امتدت إليها أيدي العابثين وصنعوا ما صنعوا وأدخلوا فيها كل ما لا يخطر على البال، دخلت والله المستعان كثير من الأمور، كثير من المشائخ الذين نعرفهم من طبقتنا ومن شيوخنا فتواهم كلها على مقررات المعاهد العلمية، حفظوا من النصوص وحفظوا من المتون ما صاحبهم إلى يومنا هذا، والله كأني أسمع شرح مدرس الفرائض في أولى متوسط الآن لأنه مر علينا الفرائض في مراحل كثيرة ودرسناه ودرّسناه ولا شيء لأنه في الصبا يعني الذهن حاضر والحافظة تُسعف والفهم طيّب والمدرسون أيضا عندهم شيء من العلم والإخلاص والحرص، والمعاهد أُسست على ما يغلب على الظن أنها على تقوى فنفعت وأينعت لكن الآن من أين؟ يأتي الطالب إلى الجامعة بل يتخرج في الجامعة وبعضهم خام جديد ليس عنده شيء، وبعضهم لا يعرف الكتاب المقرر يحضر لك سبل السلام وأنت تدرسه علوم الحديث أو العكس هذا ضياع، لا بد من إعادة النظر في الطريقة الحديثة للتعليم التي سلكت، أيضا قد يقول قائل أن التعليم الأول فيه مشقة وفيه كلفة لا يوجد شيء بدون مشقة، لا يستطاع العلم لا ينال العلم براحة الجسم لا بد من المشقة لا بد من التعب والله المستعان.

"وأجاز بعضهم كونه معطوفًا على محل المجرور، فإن قيل قد يكون الطبع على الأبصار أيضًا كما في قوله تعالى في سورة النحل ﮫﮬ النحل: ١٠٨  فالجواب."

لا يمكن لا تحتمل مثل آية البقرة لأن ما بعدها خبر لتكون استئنافية لا بد وأن تكون عاطفة ﮫﮬ النحل: ١٠٨  فالجواب.

"فالجواب أن الطبع على الأبصار المذكورة في آية النحل هو الغشاوة المذكورة في سورة البقرة والجاثية والعلم عند الله تعالى".

إذ طبع كل شيء بحسبه، الطبع على الأبصار هو الغشاوة.

هل يمكننا أن نأخذ أو ما يمكن؟ الآيات التي بعدها مترابطة في المنافقين كلها، كم باقي على الأذان يا أبا عبد الله؟ على كم يؤذن؟

طالب: ..............

تريدون أن نأخذ أخذنا قليلا، ماذا تقول يا شيخ؟

طالب: الذي تراه.

لأنه انتهى ما يتعلق بالمؤمنين وما يتعلق بالكفار والآن يشرع في ما يتعلق بالمنافقين، وأنتم ترون طريقة المؤلف الاختصار الشديد جدًا حتى الحروف المقطعة ما تكلم عليها مع أن الإنسان يعجب كيف مرت على الشيخ ولم يتكلم لكن وظيفته في الكتاب البيان بيان القرآن بالقرآن، يفسر القرآن بما في القرآن هذه وظيفته الأولى وعليها درج في المجلد الأول، ثم طرأ له أن يتوسع بنوع من التوسع ليدخل بعض الأحكام الفقهية والنكات البلاغية وغيرها فصار المجلد الأول فيه الفاتحة والبقرة وآل عمران والنساء أكثر من خمسة أجزاء في مجلَّد واحد بنسبة واحدة على خمسة عشر من التفسير، يعني لو استمر الشيخ على هذه الطريقة صار التفسير يمكن أربعة من هذا من هذا الحجم الصغير، يعني بقية الأجزاء كبيرة يعني الواحد عن اثنين من هؤلاء، رحم الله الشيخ وأدى ما عليه وبقي الذي علينا ووصيتي لطلاب العلم أن يجدوا ويجتهدوا.

الدرس إن شاء الله في العشرين من ذي الحجة إن شاء الله تعالى.

 

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك.

"